الدرس السابع: علماء مكة المكرمة في القرون الفاضلة [ طبقة تابعي التابعين ]

[عبد العزيز الداخل]

الدرس السابع: علماء مكة المكرمة في القرون الفاضلة
طبقة تابعي التابعين

عناصر الدرس
● علماء مكة من طبقة تابعي التابعين.
1: عثمان بن الأسود بن موسى بن باذان المكي(ت:150هـ)
2: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ت: 150هـ)
3: حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية الجمحي(ت:151هـ)
4: عيسى بن ميمون الجُرشي المكي (ت: 155هـ تقريبا)
5: عبد العزيز بن أبي رواد المكي (ت:159هـ)
6: أبو إسحاق إبراهيم بن نافع المخزومي(ت:165هـ تقريباً )
7: معروف بن مشكان المكي(ت:165هـ)
8: إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين المكي(ت:170هـ تقريبا)
9: داود بن عبد الرحمن العطار(ت:174هـ)
10: مسلم بن خالد الزنجي (ت: 179هـ)
11: الفضيل بن عياض التميمي(ت:187هـ)
12: سعيد بن سالم القداح(ت:195هـ تقريبا)
13: سفيان بن عيينة الهلالي المكي (ت: 198هـ)
ثم بعد هؤلاء كان في مكة جماعة من العلماء الكبار المصنفين منهم:
1: أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي(ت:219هـ)
2: سليمان بن حرب بن بجيل الأزدي(ت:224هـ)
3: أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي(ت:224هـ)
4: سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني(ت:227هـ)
5: أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم البزي(ت:250هـ)
● لمحات من التاريخ العلمي للطائف في القرون الفاضلة.

[عبد العزيز الداخل]

الطبقة الثالثة: علماء تابعي التابعين بمكة المكرمة

1: عثمان بن الأسود بن موسى بن باذان المكي(ت:150هـ)
مولى بني جمح، له أقوال في التفسير، وروى عن سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وطاووس، وروى عنه سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك ويحيى بن اليمان ومروان بن معاوية ووكيع بن الجراح وغيرهم، وهو ثقة ثبت.

[عبد العزيز الداخل]

2: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ت: 150هـ)
شيخ مكة والإمام الثبت العلامة صاحب التصانيف، وهو أوّل من صنّف بمكة، وكان أحد أوعية العلم كثير الحديث جداً، حتى قال: سفيان الثوري أعياني حديث ابن جريج أن أحفظه فانتخبت منه.
أصله رومي، وهو مولى خالد بن عتاب بن أسيد الأموي، ولد نحو سنة 80هـ، كان في أوّل أمره يتتبع الأشعار والأنساب، ثمّ لزم عطاء بن أبي رباح نحو عشرين سنة، وروى عن مجاهد شيئاً يسيراً وعن طاووس، ونافع مولى ابن عمر وغيرهم.
مروياته في كتب التفسير المسندة كثيرة جداً، وله كتاب في التفسير طبع مؤخراً.
- قال عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج، وأهل مكة يقولون: أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء، وأخذها عطاء من ابن الزبير، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر، وأخذها أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم.

[عبد العزيز الداخل]

3: حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية الجمحي(ت:151هـ)
من أئمة الحديث بمكة، ثقة ثبت، روى عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر، وطاووس بن كيسان، ونافع مولى ابن عمر، وغيرهم.

[عبد العزيز الداخل]

4: عيسى بن ميمون الجُرشي المكي (ت: 155هـ تقريبا)
المعروف بابن داية، ويقال له الجرشي نسبة إلى بني جُرَش لأنه جاورهم، قرأ على ابن كثير، وروى عن ابن أبي نجيح، وقيس بن سعد المكي.
وربما اشتبه اسمه بعيسى بن ميمون المديني الراوي عن محمد بن كعب القرظي فذاك ضعيف منكر الحديث.

[عبد العزيز الداخل]

5: عبد العزيز بن أبي رواد المكي (ت:159هـ)
مولى المهلب بن أبي صفرة، كان من أعبد الناس بمكة، لكنه كان مرجئاً، له مرويات في كتب التفسير.

[عبد العزيز الداخل]

6: أبو إسحاق إبراهيم بن نافع المخزومي(ت:165هـ تقريباً )
من علماء مكة، روى عن عطاء بن أبي رباح، وقيس بن سعد، والحسن بن مسلم بن يناق، وعمرو بن دينار وغيرهم.
قال عبد الرحمن بن مهدي: كان أوثق شيخ بمكة.

[عبد العزيز الداخل]

7: معروف بن مشكان المكي(ت:165هـ)
من قرّاء مكة، قرأ على ابن كثير، وروى عن مجاهد وعطاء بن أبي رباح وابن أبي نجيح ومنصور بن صفية.
- قال الذهبي: (وهو ثبت في القراءة، أما في الحديث فقلَّ ما روى).

[عبد العزيز الداخل]

8: إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين المكي(ت:170هـ تقريبا)
شيخ الإقراء بمكة في زمانه، قرأ على ابن كثير وعلى شبل ومعروف بن مشكان، وتصدر للإقراء مدة.

[عبد العزيز الداخل]

9: داود بن عبد الرحمن العطار(ت:174هـ)
من العلماء الكبار بمكة، روى عن عمرو بن دينار والقاسم بن أبي بزة وغيرهم.
وكان أبوه نصرانياً طبيباً أقام بمكة، ووالى آل جبير بن مطعم، وقيل إنه كان يعلم أولاده القرآن والفقه.
قال الذهبي: (أنا أتعجب من تمكين هذا النصراني من الإقامة بحرم الله، فلعلهم اضطروا إلى طبه، فالله أعلم، والحكاية صحيحة).

[عبد العزيز الداخل]

10: مسلم بن خالد الزنجي (ت: 179هـ)
فقيه أهل مكة وقارئهم، وهو شيخ الشافعي وابن وهب، كان من أهل الفتوى والقراءة، وأما في الحديث فضعّفه البخاري وأبو داود، وقال يحيى بن معين: لا بأس به.
ولم يكن زنجيّا بل كان أبيض أشقر وإنما لقبته بذلك جاريته لحبّه التمر؛ فلصق به اللقب.
له تفسير صغير مطبوع أكثره مما يرويه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وله مرويات في كتب التفسير المسندة.

[عبد العزيز الداخل]

11: الفضيل بن عياض التميمي(ت:187هـ)
العابد الواعظ المعروف، له أقوال ومرويات في كتب التفسير.
وابنه علي مذكور من أهل العلم والعبادة، وقد مات في حياة والده.

[عبد العزيز الداخل]

12: سعيد بن سالم القداح(ت:195هـ تقريبا)
أصله من خراسان، وسكن مكة، روى عن ابن جريج وعبيد الله بن عمر وسفيان الثوري وغيرهم، وكان يرى الإرجاء.
قال يحيى بن معين والنسائي: ليس به بأس

[عبد العزيز الداخل]

13: سفيان بن عيينة الهلالي المكي (ت: 198هـ)
الإمام الكبير، من المعروف، له كتاب في التفسير يرويه أبو عبيد الله المخزومي، وكان معروفاً متداولاً لدى أهل العلم ومنهم من يروي بعض ما فيه بالإسناد كأبي القاسم الأصبهاني وغيره، ويعزو إليه ابن حجر والسيوطي وغيرهما، لكنه لم يطبع فيما أعلم.
- وقال ابن طهمان عن يحيى بن معين قال: (تفسير ابن عيينة إنما أخذه عن مقاتل وكتاب ابن جريج أخذه من حرب؛ فأخذ التفسير منهما).
- وقال نعيم بن حمّاد: رأيت عند ابن عيينة كتابا لمقاتل؛ فقلت: يا أبا محمد تروي لمقاتل في التفسير؟
قال: (لا، ولكن أستدلّ به وأستعين). رواه الخطيب البغدادي في تاريخه وابن عساكر.

[عبد العزيز الداخل]

ثم بعد هؤلاء كان في مكة جماعة من العلماء الكبار المصنفين منهم:
1: أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي(ت:219هـ)


2: سليمان بن حرب بن بجيل الأزدي(ت:224هـ)
قاضي مكة، وأصله من البصرة، مولده سنة أربعين ومائة، وكان أحد أوعية العلم الكبار، استدعاه المأمون، وحدّث في مجلسه، ثم عهد له بالقضاء، وحدث بالعراق فاجتمع عليه خلق كثير، وهو من شيوخ أحمد والبخاري وأبي داوود.

3: أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي(ت:224هـ)
العالم الجليل صاحب المصنفات القيمة، نزل مكة في آخر خمس سنوات من عمره، وبها توفي، وهو أوّل من ألف في القراءات، وله كتاب في "معاني القرآن" وهما مفقودان، وله كتاب "غريب الحديث" وهو من أجلّ كتبه وأشهرها، وقد طبع له نحو عشرة كتب.

4: سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني(ت:227هـ)
الإمام الحافظ صاحب كتاب السنن، أصله من بلخ، وطوّف في البلدان، وحفظ علماً غزيراً، سمع مالك بن أنس والليث بن سعد وحماد بن زيد وأضرابهم.
أقام بمصر مدة، وكان له حلقة في مسجدها، ثم جاور بمكة حتى مات بها.

5: أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم البزي(ت:250هـ)
قارئ أهل مكة في زمانه، وهو من ذرية القاسم بن أبي بزة، وكان مؤذناً في المسجد الحرام.
قال الذهبي: (ولد سنة سبعين ومائة).

[عبد العزيز الداخل]

لمحات من التاريخ العلمي للطائف في القرون الفاضلة

والطائف قريب من مكة، وقد كان أميرها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن أبي العاص الثقفي ثم نقله عمر إلى البحرين ثم استقر في البصرة.
وكان عثمان قد استخلف على الطائف أخاه الحكم بن أبي العاص الثقفي، ثم ولّى عمر الطائف سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه.
وكان من أهل الطائف: أبو عبيد الثقفي رضي الله عنه، وهو والد صفية امرأة عبد الله بن عمر، ووالد المختار بن أبي عبيد الذي يُعرف بالكذاب.
وكان أبو عبيد رجلاً صالحاً ومجاهداً بطلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أمير الجيش الذي قاتل الفرس قبل وقعة القادسية في معركة الجسر، ويقال: جسر أبي عبيد؛ نسبة إليه، لأنه نصب على النهر جسراً يعبر منه المسلمون لملاقاة الفرس، وقد استشهد في تلك المعركة.
ومن أهل الطائف: عروة بن مسعود الثقفي وهو من بني سعد بن عوف، وأمه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي، أسلم في أوّل سنة تسع للهجرة، ثم رجع إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام؛ فآذوه فحلم عنهم؛ وائتمروا به، فلما كان الفجر خرج فأذن للصلاة؛ فخرجوا عليه من كل ناحية ورماه رجل منهم فأصاب أكحله، وكادت ثقيف تقتتل فيما بينها بسببه؛ فتصدّق بدمه على قاتله ليصلح بينهم، وأوصى أن يدفن مع شهداء غزوة الطائف مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد نزل الطائف من الصحابة: أبو رزين لقيط بن عامر العقيلي، وعبد الله بن عمرو بن العاص انتقل إليها في آخر حياته، وابن عباس انتقل إليها في آخر حياته وتوفي فيها، رضي الله عنهم.

ثم كان بعدهم جماعة من التابعين منهم:

- محمد بن الحنفية انتقل إلى رضوى قرب الطائف.
- ووكيع بن عدس العقيلي وهو ابن أخي لقيط بن عامر.
- وعبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان الجشمي، ويقال له: ابن أم الحكم، وهي بنت أبي سفيان بن حرب، وقد ولي الكوفة ومصر في زمن خاله معاوية.
- وعمرو بن أوس الثقفي.

- وعمرو بن الشريد الثقفي.

- ويعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي.
- وعمرو بن شعيب السهمي.
وغيرهم

1: عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي(ت:118هـ)
روى عن زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنهما، وروى عن أبيه وسعيد بن المسيب، وطاووس بن كيسان، وعطاء بن أبي رباح، وسليمان بن يسار، وغيرهم.
وروى عنه عطاء بن أبي رباح، وقتادة، وعمرو بن دينار، وابن جريج، والزهري، ومكحول، وأيوب، وابن إسحاق، وابن لهيعة، وغيرهم كثير.
وكان رجلاً صالحاً صدوقاً، حسن الخصال، لكنه ابتلي بآفتين: تساهله في الرواية عن الضعفاء، وتدليس بعض الرواة عنه؛ فدخل فيما يروى عنه أحاديث ضعيفة كثيرة.
- قال أيوب بن سويد الرملي عن الأوزاعي قال: (ما رأيت قرشياً أكمل من عمرو بن شعيب). رواه ابن عدي.
- قال أبو عمرو بن العلاء: (كان قتادة وعمرو بن شعيب لايعاب عليهما شيء إلا أنهما كانا لا يسمعان شيئاً إلا حدثا به). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- قال البخاري: (رأيت أحمد بن حنبل، وعليّ بن عبد الله، والحميدي، وإسحاق بن إبراهيم يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه).

- وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: (سألت علياً [ ابن المديني ] عن عمرو بن شعيب؛ فقال ما روى عنه أيوب وابن جريج فذلك كله صحيح، وما روى عمرو عن أبيه عن جده؛ فذلك كتاب وَجَدَه؛ فهو ضعيف).

- وقال الحسن بن سفيان عن إسحاق بن راهويه قال: (إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ثقة، فهو كأيوب عن نافع، عن ابن عمر).
- وقال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (أصحاب الحديث إذا شاؤوا احتجوا بعمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وإذا شاؤوا تركوه).
قلت: ليس هذا منهم على سبيل التشهّي، وإنما لتمييزهم ما هو حديثه مما ليس من حديثه.
- قال أبو عبد الله الذهبي: (كان ينزل الطائف).
- قال ابن حبان (مات عمرو بن شعيب بالطائف سنة ثمان عشرة ومائة).