دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #5  
قديم 7 ذو القعدة 1442هـ/16-06-2021م, 10:17 AM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
الإجابة :
المسائل المستنبطة من : خطبة ابن عطية :
ذكر نسب الشيخ القاضي أبي محمد ،
حمد الله على نعمة التوحيد، والخلق ،والهداية إلى شرعه ،وإنزال القرآن ،فيه كمال الدين ورواء الباحثين .
الصلاة على رسول الله الذي شرفه الله بالاصطفاء والشفاعة والرسالة الخالدة إلى قيام الساعة .
أن طلب شرف العلم وتحصيله ، وبلوغ مرتبة العالم الذي يشار إليه بالبنان ، يتطلب الأخذ من كل علم بطرف والتبحر في علم يتقنه .
بلوغ مرتبة العالم يتطلب بذل الأوقات وسهر الليالي وثني الركب عند العلماء وطول الصبر والمصابرة .
التخصص في أحد العلوم مطلب للبروز، فيتخير علما من هذه العلوم ليبرز فيه ، ويُعرف به ، فيبذل فيه غاية الجهد والوسع ، يتتبع مفرداته ، ويضبط أصوله وفروعه ، ويدفع ما يرد علي من الاعتراضات ، حتى يصبح فيه مرجعا لأهل عصره ومن بعدهم .
سبب اختيار أبي محمد القاضي للتصنيف في علم التفسير ؛ فهو أشرف العلوم و أمتنها و أرسخها ، عليه قوام الشرع ، ومصدر المعارف ، فهو أعظم العلوم تقريبا إلى الله تعالى . راجيا أن يرحمه الله فينجيه من النار لاشتغاله بكتابه فكرا دائما و نظرا متواصلا ، وترداد لآيه .
سبب توجه أبي محمد إلى التأليف ، بعدما بلغ مرتبة من الفهم ، ورأى أن ماجمعه من العلم تغلب على قوة الحفظ ، وشعر يتفلت بعضه من صدره بدأ بالتأليف .
منهج أبي محمد في التأليف :فبدأ بالتأليف في علم التفسير ومعاني القرآن طامحا أن يكون مُؤَلَّفه :
جامعا وجيزا محررا ، مثبتا لأقوال العلماء منسوبة إليهم ، ممحصا من الإلحاد والعقائد الفاسدة ، ساردا تفسيره حسب رتبة الألفاظ من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة ، قاصدا الإيجاز وحذف فضول القول .


ثانيا : باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به .
ما ورد في فضل القرآن والاعتصام به .
أنه النجاة وقت الفتن . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
أنه العروة الوثقى التي أمرنا أن نستمسك بها .قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} . قال: هي القرآن.
القرآن مصدر العلوم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
في القرآن عبرة لألي الألباب . قيل لمحمد بن سعيد: ما هذا الترديد للقصص في القرآن فقال ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار.
القرآن غضّ جديد مهما طال الزمن لا يُملّ ولا تنفذ فوائده . قيل لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوما غضة وليس هذا كله في الشعر والخطب .
فضل قراءة القرآن . قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
القرآن شفيع لقارئه . قال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).
تلاوة القرآن من أفضل العبادات .قال عليه السلام: ((أفضل عبادة أمتي القرآن))،وحدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
القرآن مجمع العلم . قال عبد الله بن عمرو بن العاصي: من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.
فضل الصبر على تعلم قراءة القرآن ، وفضل إتقان تلاوته . قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
ومر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
استماع الملائكة لتلاوة القرآن .في حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة.
ما ورد في التأثر بالقرآن .
فضل التخشُّع في تلاوة القرآن .روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
البكاء عند سماع القرآن من رقة القلب . ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
شدة تأثر الفاروق بالقرآن . روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما .
ما ورد في الحث على تدبره والعمل به .
الإصغاء لأوامر الله ونواهيه في القرآن .قال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
الحث على الاهتمام بتدبر القرآن والعمل به أكثر من هم تلاوته وختمه .قال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
العمل بالقرآن والقيام بحقوقه ثقيل يحتاج إلى مصابرة .قال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.
وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء قال فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة علي عملا اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به.
وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبوهم فتهلكوا)).


ثالثا :باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
فضل علم معاني القرآن . روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
فضل إعراب القرآن . قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.
فضل فهم القرآن وتفسيره . وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال: الحكمة الفهم في القرآن، وقال قتادة: الحكمة القرآن والفقه فيه، وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
حرص مسروق تفسير القرآن .قال الشعبي: رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
شمول علم القرآن وسعته .وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.

رابعا : باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين .
شناعة القول في التفسير بالرأي المجرد . روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل. وبين القاضي أبو محمد أن المقصود مغيبات القرآن التي لا سبيل إليها إلا بتوقيف من الله .
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
بين القاضي أبو محمد أن المقصود من تكلم في كتاب الله برأيٍ مجرد لا تقتضيه قوانين العلوم ولا يعزوه لعالم معتبر ، أما من
اعتمد على قوانين علم يجيده فليس بمقصود .
مراتب المفسرين :
من الصحابة :
إمام المفسرين علي بن أبي طالب ، قال عنه ابن عباس : ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما .
ويأتي بعده ابن عباس رضي الله عنهما ، وإن كان المحفوظ عنه أكثر وقد أثنى عليه علي بن أبي طالب وقال عنه : كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق . وحث على الأخذ عنه ، ووصفه ابن مسعود بترجمان القرآن .
ويأتي بعدهما عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبدالله بن عمرو بن العاص
من التابعين : الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة ، ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم .
ثم حمل التفسير العدول من كل طبقة كعبدالرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم .
فضل ابن جرير في جمع التفسير . كان لابن جرير الطبري شأن في جمع أشتات التفسير والاهتمام بالإسناد .
من المتأخرين : قد برز من المتأخرين في التفسير أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي وابو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس ومكي بن ابي طالب وأبو العباس المهدوي .

خامسا : باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
اختلف الناس في معنى هذا الحديث على أقوال :
الأول : أي على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإليّ ونحوي وقصدي واقرب وجئ .وقال القاضي أبو محمد وهذا قول ضعيف .
الثاني : هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام قاله ابن شهاب ، وقال القاضي أبو محمد : وهذا كلام محتمل .
الثالث : أي : معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.وضعّف هذا القول القاضي أبو محمد لأن هذه لا تسمى أحرفا ، والتوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا تحليل حرام بالإجماع .
الرابع : قول حكاه القاضي أبو بكر بن الطيب وبعض العلماء مفاده أن الاختلاف في القراءة له سبعة أوجه بالنظر في الحركة والمعنى والصورة
1- ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
2- ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
3 - ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (ننشرها) و{ننشزها}.
4 - ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)
5 - ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} و(طلع منضود)
6 - ما يتغير بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} و(سكرة الحق بالموت).
7 - ما يتغير بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).

سادسا : باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
ذكر جمع القرآن .
في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان القرآن غير مجموع ، بل متفرقا في صدور الصحابة ، ومنهم من كتب شيئا منه على ما تيسر من صحف وجريد وغيره مما يمكن الكتابة عليه .
في عهد أبي بكر الصديق جمع القرآن بإشارة من عمر بن الخطاب بعد أن قتل عدد من القراء الحفظة ، حيث كلف بذلك زيد بن ثابت وشارك معه بعض القراء ، لكنه جمع غير مرتب السور .ثم بقيت هذه الصحف عند أبي بكر ثم عمر ثم حفصة بنت عمر في خلافة عثمان .
بداية توسع الاختلاف في قراءة القرآن وسبب جمعه .فمن الفتوحات انتشرت صحف كتبت عن بعض القراء كابن مسعود وأبيّ وبعض الصحابة في الشام ، وكان بينها اختلاف ؛ فاختلف الناس في قراءة القرآن .
ثم أمر عثمان بن عفان زيد بن ثابت بجمعه بعد أن ذكر له حذيفة حال المسلمين واختلافهم في القراءة بعد عودته من غزوة أرمينية ، وقرن به بعض الصحابة ، لكن هذا الجمع كان له مرجع وهو ما كان عند حفصة من صحف .
ترتيب آي السور في القرآن . كان مرتب الآيات في السور على ترتيب النبي صلى الله عليه وسلم .
ترتيب السور في المصحف . كان بعضها بترتيب النبي صلى الله عليه وسلم كالسبع الطوال والحواميم والمفصل ، وما لم يرتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، رتِّب باجتهاد زيد وعثمان ومن معهم من الصحابة المكلفين بالجمع . وكان بدون شكل ولا نقط .
الخلاف في من شكل المصحف ونقطه . قيل :كان من عمل الحجاج بعد أمر عبدالملك بن مروان ، وزاد على شكل المصحف ونقطه تحزيبه ، عندما أمر الحجاج الحسن ويحيى بن يعمر .
وقيل : أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي ، أسنده إليه الزبيدي في كتاب الطبقات ، ذكره المبرد .
وقال أبو الفرج : أن نقطه بأمر من زياد بن أبي سفيان .
وقال الجاحظ : أن أول من نقط المصحف نصر بن عاصم .
أما وضع الأعشار فكان بأمر من المأمون العباسي ، وقيل فعله الحجاج .

سابعا : باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق .
ورد في تعلق بعض ألفاظ كتاب الله بلغات العجم قولان :
الأول : أن كتاب الله من كل لغة . وهذا قول أبي عبيدة وغيره .
الثاني : وهو قول الطبري وغيره أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة .ووافقه القاضي أبو محمد .
أما تعليل الطبري للأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات ، بأنه من توارد اللغتين فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد ، مثل قوله تعالى: {إن ناشئة الليل} . قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ، ومثل قوله تعالى: {يؤتكم كفلين من رحمته} .قال أبو موسى الأشعري: كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة ، وكذلك قال ابن عباس في القسورة: إنها الأسد بلغة الحبشة إلى غير هذا من الأمثلة. فلم يوافقه عليه القاضي أبو محمد ؛ وعلل لهذه الألفاظ بأن العرب العاربة كان لهم مخالطة لسائر الألسنة بتجارات ورحلات كرحلات قريش ، وسفر الأعشى وهو حجة في اللغة إلى الحيرة ومخالطتهم ، فعلقت بهم ألفاظ أعجمية غيرت بعضها للتخفيف وبقيت بعضها كما هي ، ودرج استعمالها بين العرب حتى استعملت في أشعارهم ومحاوراتهم حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان ، فنزل بها القرآن .
فإن جهل العربي شيئا منها فكجهله بلغة غيره من العرب كجهل ابن عباس بمعنى فاطر .


ثامنا : نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن
اختلف الناس في التحدي بإعجاز القرآن بم هو ؟ على أقوال :
الأول : أنه الكلام القديم الذي هو صفة الذات ، فوقع الإعجاز ؛ لأن العرب لا تطيق ذلك .
الثاني : أنه بالأنباء الصادقة والغيوب المسرودة .
لكن هذين القولين لا يتحقق الإعجاز فيهما إلا لمن تقرر الإيمان في نفسه ، أم الكافر فلا يدرك هذا الإعجاز .
أم القول الثالث : الذي عليه الجمهور وهو الصحيح ، أن الإعجاز وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه ، مما يدل على إحاطة الله بالعلم كله ، وبالكلام كله ، فاللفظة في القرآن تأتي في غاية الفصاحة موقعا ومعنى وترتيبا ، وكذا جميع ألفاظ القرآن ، مما يعجز عنه فصحاء العرب مجتمعين ، لأنه ليس في قدرة أحد من المخلوقين الإتيان بهذا .
وحال فصحاء العرب مع القرآن التي لم يفصحوا عنها ، ومثلهم مثل الوليد بن المغيرة حين قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا بالجنون .فعرفوا أنه لا يقدر بشر على مثله . فمنهم من أقرّ وآمن ، ومنهم من جحد وكفر .
فبقي القرآن معجزة خالدة للعرب أرباب الفصاحة .

تاسعا : باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
ذكر بعض الأصوليين عدم جواز قول : حكى الله ، وخاطب الله ، وشرّف الله ونحوه من عبارات ، التي قد يسوقها المفسرون بقصد الإيجاز في العبارة ، وكذلك المحدثون والفقهاء وغيرهم .
فقال القاضي أبو محمد : أن هذا الاستعمال في سياق الكلام المراد منه حكت الآية أو اللفظ ، واستعمال ذلك عربي شائع وعليه مشى الناس . وإن كان القاضي أبو محمد يجتهد في أن يتحفظ منه بقدر ما يستطيع ، لكنه يعتذر عما وقع فيه المفسرون .
ومن هذا الاستعمال قول سعد بن معاذ: عرق الله وجهك في النار يقول هذا للرامي الذي رماه وقال: خذها وأنا ابن العرقة.

عاشرا : باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
وفي الباب ثلاث مسائل :
الأولى : أسماء القرآن . وقد ورد للقرآن عدة أسماء :
أشهرها القرآن . وهو مصدر قرأ ، وقال قتادة : معناه التأليف ، وقرأ الرجل إذا جمع وألف قولا . قال تعالى : ( إن علينا جمعه وقرآنه ) أي : تأليفه .
الكتاب : وهو مصدر كتب إذا جمع ، ومنها كتيبة لاجتماع نفر من المحاربين .
الفرقان : وهو مصدر فرق بين الحق والباطل فرقا وفرقانا .
الذكر : إما لأنه ذكّر الناس آخرتهم وإلههم ، أو أن فيه ذكر الأمم الماضية والانبياء ، أو أنه ذكر وشرف للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن علم به .

أما المسألة الثانية :فهي تبحث نطق ( السورة ) ومعناها .
فتميم وغيرهم يهمزون فيقولون (سؤرة) ، وهي عندهم البقية من الشيء و القطعة منه ، ومنه سؤر الشراب .
و أما قريش ومن جاورها من العرب فينطقونها بدون همز ، ولها معنيان : القطعة من الشيء ، أو التشبيه بسورة البناء ، أي القطعة منه .فالبناء يبنى قطعة بعد قطعة .

أما المسألة الثالثة :فتبحث في ( الآية ) معناها ،وسبب تسميتها ،ووزنها الصرفي : .
وهي العلامة في كلام العرب . ولسبب تسميتها بذلك أقوال :
لأنها جملة تامة من القرآن ، وهي علامة على صدق الآتي بها ، وعلى عجز المتحدَّى بها .
لأنها جملة وجماعة كلام ، والعرب تقول جئنا بآيتنا أي بجماعتنا .
لأنها علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها .
واختلف علماء اللغة في وزن ( آية ) على خمسة أقوال :
قال سيبويه ( آية ) على وزن : فَعَلَة ، أصلها : أيَيَة
وقال الكسائي على وزن : فاعلة ، أصلها آيية ، فحذفت الياء الأولى .
وقال مكي : على وزن دابّة فأصلها آيّة ثم سهلت الياء المثقلة .
وقال الفراء : وزنها فَعْلَة ثم أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف .وحكاه أبو علي عن سيبويه .
وقال بعض الكوفيين : على وزن فَعِلَة ، أصلها أيِيَة ، فأبدل

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir