بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة طبقات القراء والمفسرين
أولا: طبقة الصحابة
أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري (ت:30هـ) رضي الله عنه
اسمه:
- أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه.
كنيته:
- يقال له أبا المنذر.
إقامته:
-بقي بالمدينة وكان أكثر مقامه بها، وقد خرج للغزو ثم عاد إلى المدينة.
مناقبه:
- كان من العلماء العباد.
- كان أقرأ الأمّة، قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم.
- وكان من أحبّ الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- راجع جمع القرآن في عهد أبي بكر، وفي عهد عثمان على الراجح.
- كان ينشر العلم، ويجيب على أسئلة السائلين.
- وكان ممن يُرجع إليه في القراءة والفتوى ومسائل التفسير وعلوم القرآن.
- وكان يحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى روي أنه إذا كثر الناس عليه صعد على سطح بيت فحدّثهم.
* وقال أبو السَّليل:)كان رجل من أصحاب النبيﷺ يحدث الناس حتى يكثر عليه؛ فيصعد على ظهر بيت، فيحدّث الناسَ(رواه أحمد في مسنده، وهذا الرجل هو أبيّ بن كعب رضي الله عنه كما صرّح به في الخبر.
تعلمه وتعليمه للصحابة:
قرأ عليه من الصحابة:ابن عباس، وأبو هريرة، وعبد الله بن السائب، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وغيرهم.
روى عنه من الصحابة: سهل بن سعد، وابن عباس، وأنس بن مالك، وسليمان بن صرد الخزاعي، وعبد الرحمن بن أبزى الخزاعي.
تعليمه للتابعين وأخذهم عنه:
- قرأ عليه من التابعين: أبو عبد الرحمن السلمي، وزرّ بن حبيش، وأبو العالية الرياحي، وغيرهم.
-وقد لزمه زر بن حبيش مدة وأكثر من سؤاله فقال له:(لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها!!). والخبر في مسند الإمام أحمد مطولاً.
- ومن روى عنه من التابعين:أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عبد الرحمن الحبُلّي، وزر بن حبيش، ويحيى بن يعمر وغيرهم.
ما عرض له من البلاء: ابتُلي بالحمّى زمناً طويلاً.
وفاته:
- اختلفت الأقوال في سنة وفاته.
- فقيل: توفي سنة 19 من الهجرة. وهو قول أبي أحمد الحاكم.
- وقيل: سنة 19 أو20. قاله ابن معين.
- وقيل: بل مات في خلافة عثمان سنة 30هـ وهو أرجح.
حيث رويت آثار بأسانيد جياد تدلّ على شهوده كتابة المصاحف العثمانية سنة 25هـ.
---------
ثانيا: طبقة التابعين
عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي(ت:101هـ)
اسمه ومولده:
- عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي.
- ولد سنة 63هـ.
أسرته ونشأته:
- أبوه هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي، تولى ولاية مصر في زمن أخيه عبد الملك بن مروان.
- وأمه هى أمّ عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.
- أرسله أبوه إلى المدينة ليتأدب بها، فكان ممن تعلّم في المدينة وعلّم ما شاء الله له أن يتعلّم ويُعلّم ثمّ خرج منها.
شيوخه:
- أرسله أبوه إلى المدينة ليتأدب بها، وتعاهده صالح بن كيسان وكان رجلا حازما فانتفع بحزمه وتأديبه.
- وسمع من عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ووعى عنه علماً كثيراً، وأخذ من سليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وغيرهم.
من روى عنهم ورووا عنه:
روى عن:أنس بن مالك، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ويوسف بن عبد الله بن سلام، وخولة بنت حكيم، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، والربيع بن سبرة الجهني، وإبراهيم بن ميسرة.
وروى عنه:ابنه عبد العزيز، وابن شهاب الزهري، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو عمرو الأوزاعي، وميمون بن مهران، وعبد الله بن موهب، وهشام بن عروة، وأبو الزناد.
مناقبه:
- هو الإمام العادل، والفقيه الفاضل، ومجدد الدين في المائة الأولى.
- قال ابن شوذب: دخل عمر بن عبد العزيز اصطبلا لأبيه فشجه فرسٌ لأبيه، فخرج والدماء تسيل على وجهه، فقال أبوه: (لعلك تكون أشجَّ بني أمية) رواه نعيم بن حماد في الفتن.
- وعن نافع، قال: كنت أسمع ابن عمر كثيرا يقول: (ليت شعري مَن هذا الذي من ولد عمر في وجهه علامة يملأ الأرض عدلا). قاله المبارك بن فضاله.رواه ابن سعد في الطبقات وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في دلائل النبوة.
- وعن نافع، قال: بلغنا أن عمر بن الخطاب، قال: (إن من ولدي رجلا بوجهه شين يلي، فيملأ الأرض عدلا.)قال نافع من قِبَلِه:ولا أحسبه إلا عمر بن عبد العزيز). قاله عفان بن مسلمرواه البيهقي في دلائل النبوة.
حسن اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم:
- روي عن أنس بن مالك أنه قال: (ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى"، يعني عمر بن عبد العزيز). قاله الضحاك بن عثمان، وبنحوه روى أحمد بزيادة: (كان يخفف في تمام).
- وقال الضحاك:(فكنت أصلي وراءه فيطيل الأولتين من الظهر , ويخفف الآخرتين , ويخف العصر , ويقرأ في المغرب بقصار المفصل , ويقرأ في العشاء بوسط المفصل , ويقرأ في الصبح بطوال المفصل).رواه ابن سعد.
- وعن أنس بن مالك قال: (حزرنا في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات)رواه أبو داوود والنسائي.
خشيته من الله:
- وقال جرير بن حازم: حدثنا المغيرة بن حكيم، قالت لي فاطمة ابنة عبد الملك امرأة عمر بن عبد العزيز: (يا مغيرة إنه يكون في الناس من هو أكثر صلاة وصياما من عمر، وما رأيت أحدا قط أشدَّ فَرَقا من ربّه عز وجل من عمر، كان إذا صلى العشاء قعد في مسجده ثم رفع يديه فلم يزل يبكي حتى تغلبه عيناه ثم ينتبه فلم يزل رافعا يديه يبكي حتى تغلبه عيناه). رواه ابن سعد والفسوي.
مناصبه :
- تولى إمارة المدينة سنة 87هـ، وهو ابن خمس وعشرين سنة، وذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك.
- وعُزل من إمارة المدينة سنة 93ه ثم استقدم للشام.
- ثم تولى الخلافة سنة 99 هـ بعد سليمان بن عبد الملك، وهو ابن ستة وثلاثين، ودامت خلافته تسعة وعشرين شهراً ثم توفاه الله ولم يبلغ الأربعين.
سياسته وأعماله في فترة الإمارة:
- قرب الفقهاء وأهل العلم والفضل وأخذ بالمشورة، فوفق وتفقه في الأحكام والأقضية.
* وكان قد جمع له في المدينة أعلم الناس بأقضية االنبي صلى الله عليه وسلم وأقضية أصحابه رضي الله عنهم.
- جمع عشرة من كبار فقهاء المدينة فجعلهم من خاصته وقال لهم: (إني دعوتكم لأمر تؤجرون عليه، وتكونون فيه أعواناً على الحق، ما أريد أن أقطع أمرا إلا برأيكم أو برأي من حضر منكم؛ فإن رأيتم أحداً يتعدى أو بلغكم عن عامل لي ظلامة؛ فأحرّج بالله على أحد بلغه ذلك إلا أبلغني). والخبر في طبقات ابن سعد من طريق الواقدي عن ابن أبي الزناد عن أبيه.
- وولّى على قضاء المدينة أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.
- وفي إمارته للمدينة أمره الوليد بن عبد الملك أن يوسّع المسجد النبوي من جهاته الأربع، وأن يعطي أصحاب الحقوق ثمن الزيادات شاءوا أو أبوا.
سياسته وأعماله في فترة الخلافة:
-أقام عمر بن عبد العزيز العدل، وردّ المظالم، فبدأ بأهل بيته ومظالم بني أميّة، ووضع المكوس عن الناس، وولّى على الأمصار الأخيارَ من أهل العلم والرأي والتدبير، ففشا الخير، وصلح أمر الرعية، واستيسر الناس.
- وعن عمر بن أسيد قال: (والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يجيء بالمال العظيم، فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون، فما يبرح حتى يرجع بماله كله، قد أغنى عمر الناس).قاله ابن وهب.
محنته:
- لما عُزل من إمارة المدينة واستُقدم إلى الشام، وقد بدا للخليفة الوليد أن يعزل سليمان بن عبد الملك عن ولاية العهد، ويعهد لابنه عبد العزيز بن الوليد؛ فأبى عمر وقال: لسليمان بيعة في أعناقنا، فضيّق عليه الوليد، وحبسه في بيتٍ حتى كاد أن يهلك ثم فرّج الله عنه.
وفاته:
- مات عمر بن عبد العزيز وهو ابن تسعة وثلاثين لم يبلغ الأربعين.
---------
ثالثا: طبقة تابعي التابعين
نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ (ت: 169هـ)
اسمه ومولده:
- نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ.
- وُلد في خلافة عبد الملك بن مروان، سنة بضع وسبعين، قاله الذهبي.
نسبه ووصفه:
- أصله من أصبهان، كما روي في السبعة لابن مجاهد، والكامل لابن عدي، وتاريخ أصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني.
- وهو مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة، وقيل حليف العباس بن عبد المطلب، وقال ابن حبان: حليف بني هاشم.
- كان أسود اللون حالكا.قاله الذهبي.
كنيته:
- هو أبو رويم، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال غير ذلك.
- وذكر ابن مجاهد أنه ( أبو عبد الرحمن)، حيث قال:(الإمام الذي قام بالقراءة بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد التابعين: أبو عبد الرحمن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم).
نشأته وخُلقه:
- نشأ في المدينة وكان فقيهاً عابداً.
- كريم الخلق صاحب دعابة. كما قال الذهبي، وقاله قالون، ذكره ابن الجزري في غاية النهاية.
- وكان ومن أحسن الناس قراءة، وكان زاهداً جواداً، صلَّى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة، قاله قالون، ذكره ابن الجزري في غاية النهاية.
- كان محبا لنوع من الشعر نحو:
لا بارك الله فيمن كان يحسبكم... إلا على العهد حتى كان ما كانا
رواه ابن الأنباري كما في تهذيب الكمال للمزي.
علمه:
- اجتهد نافع في تتبّع القراءات وضبطها.
- تصدّر للإقراء زمناً طويلاً ، قال أبو عبيد القاسم بن سلام: (وإليه صارت قراءة أهل المدينة، وبها تمسكوا إلى اليوم)، فهو إمام أهل المدينة في القراءة، وأحد القراء السبعة.
- ذكر أنه أقرأ في المدينة نحواً من ستين سنة.
- قال ابن مجاهد: (الإمام الذي قام بالقراءة بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد التابعين: أبو عبد الرحمن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم).
- وقال أيضاً: (كان عالماً بوجوه القراءات، متبعاً لآثار الأئمة الماضين ببلده أخذ القراءة عن جماعة من التابعين).
-وعن الليث بن سعد قال: (أدركت أهل المدينة وهم يقولون: قراءة نافع سنة). رواه ابن حبان في الثقات، وبنحوه سُمع من مالك، كما ذكره الذهبي في معرفة القراء.
من قرأ عليهم:
- أخبر نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم أبا قرة موسى بن طارق أنه قرأ على سبعين من التابعين. ذكره علم الدين السخاوي في جمال القراء، والذهبي في معرفة القراء الكبار.
- قرأ على عبد الرحمن الأعرج، وأبي جعفر القارئ، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب، ويزيد بن رومان، وصالح بن خوات، وغيرهم.كما رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال الذهبي: (قرأ على: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان مولى آل الزبير، وأخذ هؤلاء عن أصحاب أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت كما بينا ذلك في كتاب " طبقات القراء "، والذي وضح لي أن هؤلاء الخمسة قرءوا على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي مقرئ المدينة، وتلميذ أبيّ، ويقال: إنهم قرءوا على أبي هريرة، وعلى ابن عباس).
من قرأ عليه:
- أبو قرة موسى بن طارق، ذكره علم الدين السخاوي في جمال القراء، والذهبي في معرفة القراء الكبار.
- وقرأ عليه مالك بن أنس، وإسماعيل بن جعفر، وعيسى بن وردان، وسليمان بن مسلم بن جمّاز، وإسحاق المسيّبي، وعيسى بن مينا وهو قالون، ووَرْش وهو أبو سعيد عثمان بن سعيد المصري، وإسماعيل بن أبي أويس، وغيرهم خلق كثير.
شيوخه ومن أخذ عنهم:
- أخذ نافع بن أبي نعيم القراءة وعدد الآي، عن شيبة بن نصاح إمام أهل لمدينة في زمنه، وعن أبي جعفر يزيد بن القعقاع مولى عبد الله بن أبي ربيعة. ذكره ابن أبي خيثمة وابن عساكر.
طريقة نافع في أخذ القراءة:
-قال نافع: (فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم-يعني: ممن قرأ عليهم- فأخذته، وما شكَّ فيه واحد فتركته حتى ألَّفْت هذه القراءة). رواه ابن عساكر.
طريقته في الإقراء:
- كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان: أريد قراءتك. كما قال أبو بكر الأعشى وذكره الذهبي في معرفة القراء الكبار وابن الجزري في غاية النهاية.
أقوال أهل العلم عنه:
في القراءة:
-قال ابن حبان في ترجمته: (من قرّاء أهل المدينة وأفاضلهم، ممن عنى بالقرآن حتى صار علماً يُرجع إليه ومركزا يدار عليه فيه).
- قال الإمام أحمد عن نافع أنه يؤخذ عنه القراءة، كما قال أبو طالب، رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وابن عدي في الكامل.
- وكان الإمام أحمد يحب قراءة نافع وهى قراءة أهل المدينة، يليها قراءة عاصم.كما قال ابنه عبد الله في مسائل الإمام أحمد.
- (قال مالك لمن سأله عن البسملة: سلوا عن كل علم أهله، ونافع إمام الناس في القراءة). قاله ابن الجزري في الغاية.
في الحديث:
- اختلف فيه الأئمة النقاد.
- فوثَّقه يحيى بن معين، كما قال عباس الدوري، رواه ابن عدي في الكامل، والذهبي.
وضعّفه الإمام أحمد، حيث لم يعده بشيء في الحديث، كما قال أبو طالب، رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وابن عدي في الكامل، وبنحوه روى الذهبي.
- لابن أبي نعم نسخة عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة يرويها عنه ابن أبي فديك وعنه أحمد بن صالح، تبلغ مائة حديث وعشراً، قاله ابن عدي.
- وقال أيضا: (ولنافع من الأحاديث التفاريق عما يحدث به عنه جماعة من أهل البيت قدر خمسين حديثا أيضا، ولم أر في أحاديثه شيئا منكرا فأذكره وأرجو أنه لا بأس به).
- وقد حدث عن نافع مولى ابن عمر، وعن الأعرج، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وغيرهم، وهو صالح الحال في الحديث، قاله الذهبي.
في التفسير:
- له جزء صغير في التفسير رواه عنه ابن وهب فيه نحو عشر مسائل.
- وتلك المسائل العشرة هى مما سأل عنها شيوخه ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم بن جندب، وعبد الله بن يزيد بن هرمز.
وأدخل فيه ابن وهب مسائل عن الليث بن سعد ومالك بن أنس وغيرهما، وعامّة هذه المسائل في كتاب تفسير القرآن من جامع ابن وهب.
مروياته في كتب التفسير المسندة:
- روى عن: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم بن جندب، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد الأنصاري.
- وروى عنه:إسحاق بن محمد المسيبي، وابن وهب، وزياد بن يونس، وأبو العباس الزهري، وعبد العزيز بن منصور.
نماذج من مروياته في التفسير:
1. قال إسماعيل بن عبد الكريم: حدثني إسحاق بن محمد المسيّبي، عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، عن جماعة من التابعين، عن أبي بن كعب، قال: (كل شيء في القرآن من الرياح فهي رحمة، وكل شيء في القرآن من الريح فهو عذاب). رواه ابن أبي حاتم.
2.وقال ابن وهب: حدثني نافع بن أبي نعيم القارئ قال: سألت يحيى بن سعيد وربيعة عن قول الله:{فليأكل بالمعروف}قالا: (ذلك في اليتيم إن كان فقيرا أنفق عليه بقدر فقره، ولم يكن للولي منه شيء). رواه ابن أبي حاتم، وهو في جامع ابن وهب بزيادة: (وما نسيت قولهما: إن كان غنيا يُلحموه).
(يُلحموه: أي يُطعموه لحماً).
3. وقال ابن وهب: حدثني نافع بن أبي نعيم قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يقول: كان ابن عباس يقرأ: {في عين حمئة}، ثم فسرها: (ذات حمأة).
قال: وقال لي نافع: وسئل عنها كعبٌ، فقال: (أنتم أعلم بالقرآن مني، ولكني أجدها في كتاب الله تغيب في طينة
سوداء).
مما روي في فضله وكرامته:
- روي أن نافعاً كان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك؛ فسئل هل يتطيب إذا قعد للإقراء؟ فقال : ما أمسّ طيباً، ولكني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم وهو يقرأ في فيَّ؛ فمن ذلك الوقت أشم من فيَّ هذه الرائحة).قاله الشيباني، ذكره الذهبي في معرفة القراء، والرجل مجهول، ولو صحت هذه الحكاية لكانت كرامة ظاهرة.
وفاته:
- قال محمد بن إسحاق المسيبي، عن أبيه، قال:(لما حضرت نافعا الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا، قال: ({اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين}
- ووردت أقوال في سنة وفاته والأول هو المعتمد وعليه أكثر العلماء.
- مات نافع سنة تسع وستين ومائة بالمدينة، كما قال تلميذه إسحاق المسيبي وابن حبان وأبو عمرو الداني والذهبي وابن الجزري، ورواه ابن مجاهد كما في تهذيب الكمال للمزي.
- وقيل: سنة سبع وستين ومائة، قاله أبو المحاسن التنوخي.
- وقيل سنة تسع وخمسين، قاله ابن خلكان.
الحمد لله رب العالمين