السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
- اتباع فهم السلف ومنهجهم في فهم كلام الله عزوجل والحذر من فهم الدين تبعًا لعلم الكلام والفلسفات الغريبة عن الإسلام فإن هذه الفتنة كانت بسبب أناس فتنوا بعلم الكلام وصاروا يعتقدون وفقًا لما يرونه من حجج عقلية توهموا أنها هي العلم .
- اجتناب المحدثات في الدين فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وأن الدين كاملٌ تامٌ فما أحدث بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم يفهمه الصحابة ولا نقل عنهم فليس هو من الدين .
- مع ما أصاب الإمام أحمد من الأذى والضرب إلا أنه لم يخرج على ولي الأمر
- ثبات العلماء في الفتنة ولو كان في ذلك هلاك بعضهم سبيلٌ قويٌ في قطع الفتنة وإخمادها وكان الإمام أحمد إذا ذكر عنده أول العلماء امتحانًا وإجابتهم في ذلك يقول هم أول من ثلم هذه الثلمة .
- عدم السكوت عن الباطل وإن كان الذي يذيعه ولي الأمر ، فالخروج على ولي الأمر مسألة تختلف عن بيان الحق للناس وإبطال الباطل .
- من كان رأسًا في الناس متبعًا فيهم لا يجوز له الترخص في الإجابة لعذر الإكراه لأنه سيضل به الناس كما فعل الإمام أحمد رحمه الله .
- مناظرة أهل الكلام والبدع بما في القرآن والسنة وآثار الصحابة وعدم الالتفات إلى الاحتجاج عليهم بأصولهم .
- التحذير من أهل البدع والتنفير عنهم .
س1: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
قبل حدوث فتنة القول بخلق القرآن كان العلماء يقولون القرآن كلام الله . ثم لما حدثت تلك الفتنة وظهر من يقول بأن القرآن مخلوق ، صرح العلماء وبينوا الحق في ذلك بقولهم القرآن كلام الله غير مخلوق.
قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟
فقال: (ولم يسكت؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!).
س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.
- الرافضةاختلفوا على فرقٍ كثيرة، ولهم أقوال كفرية باطلة في شأن القرآن؛ ومن ذلك :
- زعمهم بتحريف القرآن وهذا مستفيض عن الاثني عشرية الإمامية، ومنهم من يزعم أنّه ناقص وقد أسقط منه ما يدلّ على فضائل علي وإمامته
- زعمهم وأنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد انفرد بجمع القرآن، وأن ما لدى الناس منه قليل بالنسبة لما جمعه عليّ
- زعمهم أنّ للقرآن ظاهراً يعلمه الناس، وباطناً لا يعلمه إلا أئمتهم وبعضُ معظَّميهم
- الجهمية الأوائلقالوا بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام لله جلّ وعلا، وإنكارهم سائر الأسماء والصفات، وقد أجمع السلف على تكفيرهم.
- المعتزلة قالوا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يُسمعِه من يشاء و بذلك قالوا القرآن مخلوق
- الكرَّاميّة زعموا أن كلام الله تعالى حادث بعد أن لم يكن لامتناع حوادث لا أوّل لها عندهم وقالوا: إنّ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق. فخالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام لله عزوجل .
- الزيدية ينكرون القول بخلق القرآن .
- اتفق الكلابية والماتريدية والأشاعرة على أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل ولكن اختلف الكلابية عن الأشاعرة بقولهم أن القرآن حكاية عن الله وأما الأشاعرة فقالوا القرآن عبارة عن الله عزوجل لأن الحكاية عندهم تقتضي مماثلة المحكي فعند الكلابية يحكي جبريل المعنى القائم بذات الله وعند الأشاعرة يعبر جبريل عن المعنى النفسي القائم بذات الله .
س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
- عثمان بن مسلم الصفار رحمه الله شيخ الإمام أحمد كان أول من امتحن وكان يجري عليه من بيت المال ألف درهم كل شهر فقطع عنه لما أبى أن يقول القرآن مخلوق وهذا من أيسر الأذى بالنسبة لما لقيه العلماء بعد .
- أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني رحمه الله قاضي دمشق امتحن فلم يجب فلما أمر المأمون بالنطع والسيف أجاب معذرًا بالإكراه ثم حبسه المأمون حتى مات في حبسه ولم يلبث إلا يسيرا فيه قبل موته .
- عبيدالله القواريري والحسن بن حماد الحضرمي رحمهما الله حُبسا وقيدا ثم لما أجابا خُليَّ عنهما وكان الإمام أحمد يعذرهما ويقول : ( القيد كُرهٌ والحبس كره )
- محمد بن نوح العجلي رحمه الله امتحن مع الإمام أحمد فلم يجب ومات وهو محمول في طريقه هو والإمام أحمد إلى بغداد
- أبو نعيم الفضل بن دكين رحمه الله شيخ البخاري أدخل على الوالي وكان شيخًا كبيرًا قد قارب التسعين فلم يجب وقال : عنقي أهون عليَّ من زري هذا . فطعن في عنقه وأصيب بكسر في صدره ومات بعد من جراحته رحمه الله ولا نزال نقرأ البخاري يقول حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين .
- العباس بن عبدالعظيم العنبري رحمه الله أقيم فضرب بالسوط حتى أجاب .
- أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي رحمه الله تلميذ الشافعي وخليفته بعد موته استدعاه والي مصر فأبى أن يجيبه بخلق القرآن ثم حمل مقيدًا في أربعين رطلًا من الحديد وغرمها من ماله وترك في السجن إلى أن مات وهو في قيده رحمه الله وها نحن نذكر أن قومًا ماتوا في هذا الشأن في حديدهم كما قال رحمه الله .
- وكذا نعيم بن حماد رحمه الله ورضي عنه حمل مقيدًا مع البويطي ومات وهو في السجن مقيدًا وأمر الخبيث ابن أبي دؤاد أن يلقى في حفرة فلم يكفن ولم يصلى عليه ولئن تولى الله عبده ورضي عنه فما يضره شيءٌ بعد .
- محمود بن غيلان المروزي رحمه الله من شيوخ البخاري ومسلم حبس بسبب القرآن .
- أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله أوقف على نطع مقيدًا في مجلس الواثق وامتحنه الواثق بنفسه فلم يجب ، فنهض إليه بالصمصامة وكانت سيفًا لعمرو بن معديكرب رضي الله عنه فضربه بها على عاتقه ثم ضربه أخرى على رأسه ثم طعنه في بطنه فسقط صريحًا رحمه الله . ( رحمه الله ما كان أسخاه لقد جاد بنفسه )