دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ذو القعدة 1441هـ/8-07-2020م, 10:08 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من كتاب خلاصة تفسير القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثالث من "خلاصة تفسير القرآن"

اختر مجموعة من المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.
السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة
2. العلم واليقين
3. الخوف والخشية
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.
ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
2. الفرح المحمود والفرح المذموم
3. التوبة والاستغفار
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ذو القعدة 1441هـ/11-07-2020م, 02:06 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الثالث من "خلاصة تفسير القرآن
"

المجموعة الأولى:
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.

القرآن الكريم كلام الله عز وجل، وهو أفضل كتبه التي امتن بها على عباده، وصل في الكمال الغاية، وفي البيان منتهى الحسن، قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) أحكمه الله عز وجل وجعله لكل شيء تبيانا..
ومن دلائل كماله:
- أن فيه اجتماع علوم الأصول والفروع والأحكام، وعلوم الأخلاق والآداب، وعلوم الكون.
- وهو المرجع لجميع الحقائق الشرعية والعقلية، متوافق مع كل علم صحيح محسوس أو معقول.
- وهو الحق الذي لا شك فيه ولا ريب، ولا باطل يأتيه كما قال تعالى:
(لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).
- وفيه الهداية والهدى إلى سبيل كل علم وعمل، كما قال تعالى: ( إن هذا القرآن يهدي للتي هى أقوم).
- وأخباره وأحكامه: فأخباره الصدق، وأحكامه العدل، فلا يجوز تكذيب أخباره لأنها الصدق من عند الملك الحق، وأحكامه لا أنفع منها للعباد.

- أما ألفاظه ومعانيه، فاتسمت ألفاظه بالوضوح، ومعانيه بالبلاغة والحسن، دلت ألفاظه الجميلة على أحسن المعاني وأكملها وأحقها.

- وقد حوى القرآن المتقابلات العامة، وبينها بأحسن ما يكون، كما في قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى)، فالبر اسم جماع لكل ما يحبه الله ويرضاه، والتقوى اسم جامع لكل ما وجب اتقاؤه من المساخط والمضار.
وكذا جمع بين زاد سفر الدنيا والآخرة، فقال تعالى:
(وتزودوا فإن خير الزاد التقوى).
- وأرشد للكمال في اللباس الحسي الظاهر الذي يكمل به ستر العورة ويحصل به التزين، واللباس المعنوي الذي هو أساس جمال الباطن وجمال الروح والقلب، وهو التقوى، فقال تعالى:
(يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير).

-وكذا جمع بين نعيم الظاهر ونعيم الباطن،كما قال تعالى: (ولقاهم نضرة وسرورا).
- وجمع بين نعيم القلب ونعيم البدن، فقال تعالى: (فروح وريحان وجنة نعيم)، وجنة نعيم فيهما النعيم القلبي والبدني، فانظر كيف دلت ألفاظه على جملة من المعاني بإيجاز لا إخلال فيه، بل هو الحسن والكمال.


- والأمثلة في ذلك كثيرة، والمتدبر للقرآن يجد في ألفاظه كمال دال على المقصود من معان بأحسن ما يكون، وقد قال ابن عطية الأندلسي رحمه الله: (
وكتاب الله سبحانه لو نزعت منه لفظة ، ثم أدير لسان العرب على لفظة أحسن منها لم توجد).


السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
- سن الله للعباد أن كل مطلوب له أسباب بها يحصل ويكمل، وما من عبد إلا وهو ساع في تحصيل الأسباب التي بها يُجلب النفع، ويُدفع الضر، وقد بين الله عز وجل الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية، والمنازل الرفيعة، والمقامات الكريمة في الدنيا والآخرة، وأرشد عباده إليها، حاثا لهم في مواضع على تحقيقها، وسلوك العباد تلك الأسباب التي بينها الله عز وجل وأرشد إليها هو أقرب طريق لحصول ما يطلبونه.

- وبالنظر فيما ذكره الشيخ السعدي رحمه الله من أسباب، فكثير منها مشترك في تحصيل المطالب، ولعل هناك أسباب أخرى، لكنه اقتصر على ذكر أهم الأسباب وأجلها.
- فمن أراد الفلاح في الدنيا والآخرة، والوصول لرضوان الله وجنته فسبب ذلك الإيمان والعمل الصالح.
- ومن أراد كفاية جميع حاجاته، فسبب ذلك القيام بعبودية الله ظاهرا وباطنا، وصدق التوكل عليه، وقد قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
- ومن أراد الرزق، فعليه بتحقيق التقوى، وكذلك السعي الأسباب، قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب)، كما قال تعالى: (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه).

- وأما سبيل إدراك الإحسان العاجل والآجل،فسبيله الإحسان إلى الخالق، والإحسان إلى الخلق، كما قال تعالى: (إن رحمت الله قريب من المحسنين)، وسبيل حصول التآلف العدو والصديق، وتوطيد الأواصر بين الأصدقاء، قال تعالى: ( ادفع بالتي هى أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، وقال تعالى: ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).


- ومن أراد الخيرات واستدفاع المضارفسبيل ذلك الصبر قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة)، وفي الآخرة يحصل لهم كمال الخير كما قال تعالى: ( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا).
- ومن أراد الخلف العاجل والثواب الآجل، فعليه بالإنفاق في سبيل الله، قال تعال: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرزاقين).
- ومن أراد الخروج من الكرب والضيق والشدة، فسبب ذلك التقوى والإيمان ولزوم دعوة ذي النون، ففيها توحيد الله وتنزيه، واعتراف العبد بذنبه وتقصيره، قال تعالى: ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين* فاستجبناه له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين).


- ومن أراد العلم فسبيله حسن السؤال كما قال تعالى: ( فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، وحسن الإنصات والتعلم والتقوى كما قال تعالى: (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا)، وحسن القصد، كما قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
- وجعل الله سبيل الرفعة في الدنيا والآخرة، العلم النافع، قال تعالى: ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).


- ومن أراد النصر والسلامة من الأعداء فسبيل ذلك – بعد الصبر والتوكل على الله - الاستعداد بكل قوة مستطاعة كما قال تعالى: ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ).
- وجعل الله الجهاد سببا في النصر
والوقاية من الأعداء شرورهم، قال تعالى: ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم).

- ومن أراد الحفاظ على النعم وزيادتها وبركاتها فسبيل ذلك الشكر، كما قال تعالى: ( لئن شكرتم لأزيدنكم).

-ومن أراد العواقب الحميدة والمنازل الرفيعة فعليه بالصبر والتقوى، قال تعالى: (والعاقبة للمتقين).
- ومن أراد القناعة، فعليه بالنظر إلى النعم التي أوتيها العبد، وغض النظر عما سواها.
- ومن أراد صلاح الأحوال، فعليه بالقيام بالعدل، كما أمر الله تعالى: (وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان).
- ومن أراد التيسير في أموره فعليه بالقيام بأمور الدين، قال تعالى: (فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى).


-ومن أراد الخلاص من المعاصي وأسبابها وأنواع الفتن،فعليه بالإخلاص لله عز وجل كما قال تعالى:
( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين).

-ومن أراد النجاة من تسلط الشياطين، قوة التوكل على الله، وكثرة ذكره تعالى، والاستعاذة بالله من الشيطان،قال تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)، وكذلك قراءة المعوذات.
- ومن أراد محو ذنوبه، فجعل الله سبب ذلك التوبة والاستغفار كما قال تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)، والإيمان والحسنات وقال تعالى: ( إن الحسنات يذهبن السيئات)، والمصائب مع الصبر عليها، كما قال تعالى: ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين).
-ومن أراد البعد عن الموبقات المهلكة،فعليه باجتناب طريقها، قال تعالى: ( تلك حدود الله فلا تقربوها)، وكذلك عليه بعدم تجاوز المباح، قال تعالى: ( تلك حدود الله فلا تعتدوها).


-ومن أراد مفتاح الإيمان واليقين، فعليه بالتفكر في آيات الله المتلوة والمشهودة، وإعمال الفهم والبصيرة، قال تعالى: ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب).

- ومن أراد الفوز بالجنة والبشارة عند الموت، فعليه بإصلاح الاعتقاد والعلم والعمل، قال تعالى: (طبتم فادخلوها خالدين)، وقال تعالى: (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين).

- وأما من أراد نيل محبة الله، فسبيل ذلك متابعة النبي صلى الله عليه وسلم،كما قال تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، وقد ذكر الله في غير آية محبته للصابرين، وللمحسنين، وللمتقين، وكذلك للمجاهدين الذين يقاتلون في سبيله قد التحمت صفوفهم وتوحد مطلبهم وما أعظمه وأجله من مطلب.
- ومن أراد سلوك سبيل الدعوة إلى الله،فعليه بالحكمة والوعظ الحسن، والمجادلة بالحسنى، كما قال تعالى: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هى أحسن)
- وأما منزلة الإمامة في الدين، فتنال بالصبر واليقين، كما قال تعالى: ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون).


- وأما من أراد حصول جميع المطالب فسبيل ذلك الدعاء، والآيات الحاثة عليه كثيرة ومنها قول الله تعالى: ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).


السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:

1.التبصرة والتذكر.
أولا تعريف التبصرة والتذكرة:
التبصرة هى العلم بالشيء والتبصر فيه.
والتذكرة فهى العمل بالعلم اعتقادا وعملا.

ثانيا العلاقة بينهما:
أن التبصرة سبب للتذكر، وذلك أن العلم النافع التام يتحصل بأمور ثلاثة:
التفكر والتبصر والتذكر، فمبتدأ الأمر التفكر في آيات الله المتلوة والمشهودة، فإن التفكر سبيل الفهم والإدراك، وبهما يتبصر العبد وتحصل له المعرفة، فإن استقر ذلك العلم في نفسه وصار اعتقادا لابد أن يتبعه العمل القلبي والقولي والبدني وهو التذكر، فينقاد لله عز وجل وينيب، كما قال تعالى:
( تبصرة وذكرى لكل عبد منيب).
فمن تفكر تبصر، ومن تبصر تذكر، ومن تذكر أناب وانقاد للحق واجتنب الباطل.


2.العلم واليقين:
أولا تعريف العلم واليقين:
العلم: هو إدراك الشيء، بما توفر من أخبار، والعلم قد يرد عليه الشك والريب.
اليقين: لغة: هو العلم وإزاحة الشك، وتحقيق الأمر.
أما شرعا: فهو سكون الفهم، مع ثبات الحكم، فلا يحصل لصاحبه تردد ولا ريبة ولا قلق، فلا يحتاج المرء أن يُعمل عقله وفكره في هذا الأمر لأنه مستقر عنده.
وحقيقة اليقين: هو العلم الثابت الراسخ التام المثمر للعمل القلبي والعمل البدني.
ثانيا العلاقة بينهما:
- واليقين منزلته عظيمة فهو أعلى مراتب العلم، وأغلب الناس تشترك في العلم لكن يقع التفاضل بينهم في اليقين، وبه مع الصبر تنال الإمامة في الدين.
- واليقين هو المعين على تحمل ما شق من عبادات ومهام، بسبب حصول الاطمئنان من وقوع الأجر والثواب.
- والعلم قد يعتريه الشك، ولا يحمل صاحبه على العمل والصبر عليه كما يفعل اليقين.
- ولليقين آثار علمية على مراتب ثلاث:
هى علم اليقينوهو ما تحصل بالأخبار الصادقة عن الله ورسوله التي تحققت بالأدلة والبراهين.
وعين اليقين:وهو معاينة المشاهد على الحقيقة كما أُري إبراهيم إحياء الله للموتى.
وحق اليقين:وهو ما تحقق بالذوق، وفيذوق القلب طعم الإيمان، كما يذوق اللسان حلو الطعام ومره.
- و لليقين آثار على القلب،بالوصول إلى درجة اليقين تستقر به عقائد الإيمان، ويطمئن القلب ويسكن، وتنتفي عنه الشبهات والشهوات، ويتلقى أقدار الله المؤملة بسكينة وانشراح صدر.
واليقين هو غاية الأنبياء، ومطلب الكُمل من العباد.

3.الخوف والخشية:
أولا تعريف الخوف والخشية:
الخوف: هو امتناع العبد عن محارم الله مخافة الله.
الخشية: هى امتناع العبد عن محارم الله مخافة الله نتيجة المعرفة به وبأسمائه وصفاته.

ثانيا العلاقة بينهما:
اشتركا في كونهما يمنعان العبد من الوقوع فيما حرم الله، لكن الخشية قُرنت بالعلم عن الله، ولذلك وصف العلماء بالخشية لا بالخوف، قال تعالى: ( إنما يخشى الله من عباده العلماء).
والخوف والخشية ينشأ عنهما الخضوع والإخبات والوجل،ولا شك أن القدر الناشئ عن الخشية أعظم من القدر الناشئ عن الخوف.

السؤال الرابع: أجب عما يلي:

أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.
- المعية نوعان :
- أما النوع الأول:
قال الله تعالى:
(ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم) فهذا النوع الأول من المعية، وهى المعية العامة، التي تكون مع الخلق جميعا، معية العلم والإحاطة، فالله عز وجل مع خلقه جميعا بعلمه، فلا يخفى عليه منهم شيء، قد أحاط بهم سمعا وبصرا، خبر باطنهم وما حوته ضمائرهم، فالله يدبر شؤون عباده ويصرفها وفقا لتلك المعية.
- وهذا النوع يقتضي من العبد مراقبة الله وخشيته، وتحقيق تقواه في السر والعلن.

- أما النوع الثاني:
قال الله تعالى:
(واعلموا أن الله مع المتقين)، وقال تعالى: ( إن الله مع الصابرين)، وقال تعالى: ( إن الله مع المحسنين)، فتلك الصنوف التي يكون الله معها بمعيته الخاصة، وهى قدر زائد عن المعية العامة، فالمعية الخاصة تقتضي النصر والحفظ والتأييد والتسديد، لكن العباد يتفاوتون في نصيبهم من تلك المعية بقدر ما معهم من تقوى وصبر وإحسان، فقد نال أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام تلك المعية بل بلغوا فيها الرتب العالية التي لا ينازعهم فيها أحد، فأخبر على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قوله لصاحبه وهما في الغار قد أحاط بها الأعداء: (لا تحزن إن الله معنا)، وكذا قال لموسى وهارون مطمئنا لهما وهما مقبلان على متكبر ظالم يدعوانه: (قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى)، قوله تعالى: ( معكما أسمع وأرى) من المعية العامة، وقوله تعالى: (لا تخافا) من المعية الخاصة، فلا يخافان ظلم وبطش لأن الله معهما بحفظه ونصره وتأييده.
- وهذا النوع يقتضي من العبد تحقيق الأوصاف التي بها يدخل في زمرة من شملهم الله بمعيته الخاصة.

ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
- الطغيان هو تجاوز الحد ومنه قول الله تعالى: (إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية)، أي لما تجوز الماء حده فعلا على الأرض.
وللطغيان سببان كما ذكر الشيخ السعدي رحمه الله:
فالأول: هو طغيان الرئاسة،ويكون من تولي المناصب والارتقاء إلى أعلاها، فيحصل للمرء تجاوز للحد المسموح ويتخطى إلى الحد الممنوع، فيبغي على العباد، وينكر الحق، وقد يدفعه ذلك إلى ادعاء الربوبية كما قال تعالى عن الملك الذي حاج في الله عز وجل، ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه الله الملك)، فلما رأى ما عنده من ملك أنزل نفسه منزلة الرب، وصار يحاج ويعاند ويكابر.

أما الثاني: فهو طغيان المال،ويكون لما يرى المرء ما عنده من مال فيستغني عن الخلق، بل إنه حتى يقع في نفسه الاستغناء عن الخالق الذي خلقه ورزقه وأمده بالمال والنعم، وقد قال تعالى: ( إن الإنسان ليطغى* أن رآه استغنى).
وبين الشيخ رحمه الله موقف عباد الله المتقين لما يحصل لهم من الملك والنعم، فضرب مثلا نبي الله سليمان عليه السلام لما كان عنده من ملك، وأتاه الله من النعم فأوتي له بعرش ملكة سبأ، فشكر ربه، وازداد له خضوعا وتواضعا وقد قال تعالى على لسانه:
(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين)، وتبرأ من حوله وقوته ناسبا الفضل لله وحده، قال تعالى: ( قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر)،وقد علم أن النعم إنما تكون اختبارا للعبد، فواجب عباد الله المتقين نسبة النعم للمنعم، وشكره عليها والشكر موجب لحفظ النعم وزيادتها، ومن شكرها استعمالها في طاعة الله، والخضوع لله عز وجل والتواضع له، فلا يرى العبد من نفسه فضلا فيما رُزق، ولا يعد نفسه أهلا لاستحقاق النعم.


السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
الأمثلة:
- قال الله تعالى: ( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين)، فالعام هو الملائكة، وعطف عليه جبريل وميكال، وذلك لبيان شرفهما وفضلهما، وكان أهل الكتاب قد ادعوا الإيمان بميكال وأنكروا جبريل، فجمع الله بينهما وعطفهما على جنسهم العام لبيان أهمية الإيمان بهما والتأكيد على ذلك.
- وقال تعالى: (تنزل الملائكة والروح فيها) ، والروح هو جبريل عليه السلام، قد اختصه الله بمزايا عظيمة وجعله ذا قوة هائلة، وله عند رب العالمين مكانة، وهو مطاع في الملائكة، أمين على الوحي وكل ما أُمر ببلاغه، فكان عطفه على الملائكة لبيان فضله ومكانته.
- وقال تعالى:
(والذين يُمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة)، وقال تعالى: (اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة)، فأخبر عز وجل عن الذين يتمسكون بالكتاب علما وعملا قد حققوا شرائعه وأحكامه ويدخل في ذلك الصلاة التي هى عمود الدين وآكد الشرائع، ثم عطفها لبيان عظيم شأنها وشرفها، وكذا في الآية الثاني، فالأمر باتباع ما أوحى في الكتاب يشمل الصلاة، وقد عطفت لبيان ما لها من مزية.
- وقال تعالى:
(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى)، والصحيح أن الصلاة الوسطى هى صلاة العصر، وقد وردت الأدلة في السنة على بيان فضلها، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى البردين دخل الجنة)، والبردين صلاتي الفجر والعصر، والحفاظ عليهما وهما في أوقات نوم واشتغال موجب للحفاظ على بقية الصلوات، والعطف بصلاة العصر هنا لبيان عظيم شأنها.


السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1.أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.

قد سبق في علم الله الأزلى من هم أهل السعادة ومن هم أهل الشقاوة، وهو سبحانه الذي اختص بهداية التوفيق من أنعم عليهم وجعلهم من أهل السعادة كما قال تعالى: ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، وجعل هداية الإرشاد والدلالة على يد أنبيائه وأهل العلم، كما قال تعالى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)، وساق الأدلة والحجج والبراهين على وحدانيته وكماله واستحقاقه الألوهية، وما من أحد إلا وبلغته هداية الإرشاد، فمن سبق في علم الله أنهم من أهل السعادة امتن الله عليهم بهداية التوفيق وسلوك طريق الإيمان، وهؤلاء الذين هداهم الله وتاب عليهم، وإن كانوا من الطواغيت وأعتى الظالمين.
أما من سبق في علم الله أنهم من أهل الشقاوة، فُحرموا هداية التوفيق بسبب ما قلوبهم، كما قال تعالى:
(فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)،وهؤلاء الذين قال الله عنهم أنه لا يهديهم، كما قال تعالى: ( والله لا يهدي القوم الظالمين)، وقال تعالى: (والله لا يهدي القوم الفاسقين)، وهؤلاء هم الذين حقت عليهم كلمة الله فاستحقوا العذاب بسبب كفرهم، كما قال تعالى: (إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون* ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم)، وهؤلاء لا انتفاع لهم بالآيات فقد ختم على قلوبهم فلا تعي الحق، حُرموا البصائر، وعُدموا الخير، فكانوا من أولياء الشياطين وأصحاب السعير.

2.ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.

وصف الله عز وجل نفسه بأنه الرحمن الرحيم، التواب والعفو والغفور، ومن مقتضيات هذه الوصوفات العظيمة أنه يرحم عباده ويغفر لهم ويعفو عنهم إن أتوا بأسباب ذلك، وقد أقر الله أمرا وهو أنه لا يغفر الشرك مطلقا، فالمشرك والكافر متوعدون بالنار والخلود فيها، كما قال تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما) فعُلم أيضا من هذه الآية أن جميع الذنوب التي دون الشرك هى تحت المشيئة، إن شاء الله غفر لصاحبها، وإن شاء عذبه، وفي ضوء هذه الآية يُفهم قوله تعالى: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)، فإن تاب المشرك أو الكافر وحقق الإيمان والتوحيد الخالص لله ، فإن الله عز وجل يغفر له بإذنه تعالى.
وهناك بعض الآيات ظاهرها أن ذنوبا دون الشرك صاحبها متوعد بالخلود في النار مثل قول الله تعالى:
(ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)، فيقال أن هذه الآية وأمثالها ذُكِرَ فيها الجزاء على هذا العمل، فذِكرُ الجزاء هنا من باب ذكر السبب الموجب للخلود في النار، وللدلالة على بشاعة الجرم المرتكب، فصاحب هذا الذنب يخلد في النار ما لم يكن هناك مانع كالتوحيد الذي يمنع صاحبه من الخلود في النار، وإن دخلها فإن دخوله في النار للتطهير والتكفير عن الذنب، والتوحيد موجب لصاحبه عدم الخلود في النار، وهذا الأصل هو المعتمد في فهم مثل هذه الآية.

وأما قول الله تعالى: ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)، ففي هذه الآية المراد بالخطيئة الكفر، فالمعاصي التي هى دون الكفر لا تحيط بصاحبها، فإن الإيمان يمنعها من الإحاطة بصاحبها، فنقول في هذه الآية ما سبق وهو أن المشرك والكافر مخلد في النار.
وأما قول الله تعالى:
(ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)، فالمعصية تطلق ويراد بها الكفر، ويراد بها الكبائر، ويراد بها الصغائر، فمتى أريد بها الكفر، وقع التفسير على استحقاق الخلود في النار، وأنه تحتم ذلك الجزاء الأبدي، وما دون الكفر فهو تحت المشيئة.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}

أرشد الله عز وجل عباده في الآية الكريمة إلى ما تقوم به صحة الأبدان، وهو الأكل والشرب، وذلك على وجه الوجوب، فيكون ذلك بما تقوم به أبدانهم، ويتقوون به على ما أمرهم الله به من عبادات، وما دل على الوجوب فيكون تركه محرم، وإن امتثل العبد لأمر الله محتسبا، كان أكله وشربه عبادة، وقد أباح الله للعباد الطيبات من الرزق، ونص على تحريم أمور أخرى متحقق ضررها وذلك في غير آية.
ودل حذف المأكول والمشروب أن يكون مما يصلح لحال العبد البدني والمادي، فيأكل ما ينفع بدنه ويتوافق مع قدرته المادية غنى وفقرا.
ونهى الله عز وجل عباده عن الإسراف لئلا تنتفي فائدة المأكول والمشروب وتصير ضررا يصيب الدين فيكون بالوقوع فيما نهى الله عنه، ويجبر ذلك التوبة، أو يصيب البدن فإن كثرة المأكولات والمشروبات تضر البدن، ولربما أصابت البدن أمراض من كثرة الطعام، ولربما من اعتاد على كثرة الأكل فإن أصابته فاقة تدهورت صحته لنقص ما اعتاد عليه كيفا وكما، أو يصيب العقل فذلك دال على نقصان العقل، لأن العقل الصحيح موجب لحسن التدبير، أو يصيب المال وأما الضرر المالي فظاهر فإن الإسراف يستدعي كثرة النفقات، وذلك مودي إلى نفاذ المال وضيق الحال، فيفهم بالنهي عن الإسراف الأمر بالاقتصاد، وهو الأنفع والأصلح والأقرب لتقوى الله.

فمن امتثل أمر الله بالأكل والشرب على وجه الاقتصاد وتحقيق النفع فإنه موعد بمحبة الله إذ قال تعالى:
(إنه لا يحب المسرفين)، فدل ذلك على محبته للمتقصدين غير متجاوزي حد السرف.


الحمد لله رب العالمين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 ذو القعدة 1441هـ/11-07-2020م, 02:33 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

المجلس الحادي عشر
مجلس مذاكرة القسم الثالث من كتاب خلاصة تفسير القرآن
الخميس 18/11/1441
المجموعه الثانية
ج1/- أنواع القلوب في القرآن :-
نوعان : القلب الصحيح و القلب المريض .
فالقلب الصحيح : السليم من الآفات ، الذي قويت قوته الفعلية ، و قوته العملية الإرادية ، و عرف الحق فاتبعه ، و عرف الباطل فاجتنبه .
2- القلب المريض : الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية ،أو كليهما .
3- القلب القاسي : لايلين لمعرفة الحق ولا يتأثر، و يلحقه الران و الأكنة و الأغطية ،حيث أفقلت القلب و منعته من الهداية.

أنواع مرض القلوب :
1- مرض الشبهات و الشكوك ، وهو مرض المنافقين .
2- مرض الشهوات :- وهو ميل القلب إلى المعاصي ، وهو قلب سريع الافتتنان .
-أسباب صحة القلب:-
اطمنان القلب بالبر ، و الوصول لمرحله اليقين ، سواء في أمور الاعتقاد كلها ،أو الإيمان و العمل ، و اتباع ما اخبر الله به ورسوله
فيطمئن عند المصائب و المكاره،بما امتلأ به من صحة الاعتقاد ،والتعلق بالله،ودوام ذكره،والشوق للقاء الله،والظفر بجنته.

ج2:- أقسام الناس في مواقعهم من الدعوة : و معاملة كل قسم :-
هم قسمان :-
1- المنقادون الملتزمون الراغبون في الخير ، و في طلب الاعتقاد الصحيح :-
و يعاملون : ببيان الأمور الدينية لهم ،و التعليم المحض .
2- الذين عندهم غفلة و إعراض و اشتغال بأمور صادة عن الحق،
و يعاملون : بالموعظة الحسنة ،و الترغيب و الترهيب ،و التذكير بما يترتب على الحق من المنافع ،وعلى الباطل من المضار ، و تبيين الموازنة بين الأمور النافعة و الضارة لهم.

3- المعارضون : المعاندون المكابرون ، المقاومون للحق الناصورن للباطل ،
و يعاملون : بأن يسلك معهم طريق المجادلة بالتي هي أحسن ، حسب حالهم ،
وفي دعوة الرسل ودعوة رسول الله صلى الله وسلم أعظم القدوة في الأساليب المناسبة.
ج3- الفروق :- أ- بين الإسلام و الإيمان :-
الإيمان عند الإطلاق يدخل فيه الإسلام ، وكذلك العكس ، وإذا جمع بين الإيمان و الإسلام فسر الإيمان بما في القلب من التصديق و الاعتراف ،ومايتبع ذلك، وفسر الإسلام بالقيام بعبوديةالله كلها الظاهرة و الباطنة.

ب- الفرح المحمود و الفرح المذموم :-
الفرح حسب ماتعلق به، إن تعلق بالخير و ثمراته فهو محمود ، إالا فهو مذموم.
ومن المحمود :-
قوله تعالى" فرحين بما آتاهم الله من فضله"، ومن المذموم : مثل الفرح بالرياسات و الدنيا المشغلةعن الدين ، قال تعالى " إنه لفرح فخور".

ج- التوبة و الاستغفار :-
الاستغفار : طلب المغفرة من الله ، فإن اقترن به توبة فهو الاستغفار الكامل الذي ترتبت عليه المغفرة ، وإن لم تقترن به التوبة فهو دعاء من العبد لربه أن يغفر له ، فقد يجاب دعاؤه أو لا يجاب ،
و التوبة الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرا و باطنا إلى ما يحبه الله ، ندما على ما مضى ، و تركه في الحال ، و العزم على أن لا يعود.

ج4- أنواع الهداية ودليل كل نوع:-
نوعان :-
1- هداية الإرشاد و التعليم و البيان ،أثبتها للرسول و لغيره ، قال تعالى" وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا " .
2- هداية التوفيق ووضع الإيمان في القلوب ،وهي مختصة بالله ، قال تعالى " إنك لا تهدي من أحببت ".

ج4- فائدة النفي في مقام المدح :- له فائدتان:-
1- نفي ذلك النقص المصرح به ، و إثبات ضده و نقيضه ، فيدخل في هذا أشياء كثيرة ، أعظمها أنه أثنى على نفسه بنفي أمور كثيرة تنافي كماله، بنفي الشريك في مواضع متعددة ، فيقضي توحيده ونفى عن النبي عليه السلام كل باطل " ما ضل صاحبكم وما غوى " ،فنفى عنه الضلال من جميع الوجوه ، فدل على أنه أعظم الخلق على الإطلاق.

ج 5- أمثلة لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم ، وبيان الحكمة منه :- المقصود أن الله يذكر من أسمائه الحسنى ما إذا علم ذلك الاسم و علمت آثاره ، علم أن ذلك الحكم من آثار ذلك الاسم ، و الحكمة منه:-
1- إنهاض من الله لعبادة أن يعرفوا أسماءه حق المعرفة ، وأن يعلموا أنها الأصل في الخلق و الأمر ، وأن الخلق و الأمر من آثار أسمائه الحسنى ،مثل :-

"إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم " ،
أي : فإنكم إذا عملتم ذلك رفعتم عنه العقوبة المتعلقة بحق الله ،
وقال تعالى " فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم .وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم "
فيستفاد أن الفيئة يحبها الله ،وأنه يغفر لمن فاء و يرحمه ، وأن الطلاق كريه إلى الله ، وأما المؤلى إذا طلق فإن الله تعالى سيجازيه على مافعل من السبب ،وهو الإيلاء و المسبب وهو ما يترتب عليه.

ج6- الجمع بين :-
أ- ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن ،والأمر بالغلظة في مواضع أخرى:-
أن الأمر فيه حسب المصلحة و الهدف من استخدام الأسلوب ،
فأمر باللين في مواضع في مقام دعوة الكافرين ،" فقولا له قولا لينا" ،
ففيه هنا مصالح تترتب على ذلك ، وفي مواضع :من الحكمة استعمال الغلظة ،قال تعالى " يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين واغلظ عليهم" ،
لأن المقام هنا لا تفيد في الدعوة ، بل قد تعين القتال ، فالغلظة فيه من تمام القتال.

ب- الجمع بين : أنه في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون ، و مواضع أخرى ذكر احتجاجهم و خطاب بعضهم بعضاً : أن ذلك من وجهين :-
1- تقييد هذه المواضع بقوله " لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا " ،
فإثبات الكلام المتعدد من الخلق يوم القيامة تبع لإذن الله لهم في ذلك ، ونفى التساؤل و الكلام في الحالة التي لم يؤذن لهم.

2- أن القيامة لها أحوال و مقامات ، ففي بعض الأحوال و المقامات يتكلمون وفي بعضها لا يتكلمون ، وقد يقال هذه الأحوال و المقامات تبع لإذن الله لهم أو عدمه.

ج7- تفسير قوله تعالى " لتؤمنوا بالله ورسوله و تعزروه و توقروه و تسبحوه بكرة و أصيلا ":-
قال تعالى :- لتؤمنوا بالله ": وهذه الآية جمع الله فيها الحقوق الثلاثة " الحق المختص بالله الذي لا يصلح لغيره ، وهو العبادة ، و الإيمان بالله " ،وتسبحوه بكرة و أصيلا " ،بداوم ذكره و شكره ،و التعلق به ، لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه و توقروه .." وهو الحق المختص بالرسول ،وهو التوقير و التعزيز ،و الحق المشترك وهو الايمان بالله ورسوله.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 ذو القعدة 1441هـ/14-07-2020م, 05:09 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
أنواع القلوب :
القلب الصحيح السليم : وهو القلب الذي قويت وصحت قوته العلمية والعملية فعرف الحق واتبعه بلا توقف وعرف الباطل فحاد عنه واعرض بلا توقف .
القلب المريض : وهو القلب الذي ضعفت قوته العلمية او العملية فإما دخل فيه شبهات وشكوك تخالف صحة القلب العلمية ، أو شهوات تحول دون قوته العملية .
القلب القاسي : هو الذي لا تؤثر فيه موعظة ولا يتحرك لعبرة ولا يلين للحق لقسوة أصلية فيه وكبر أو لعقائد فاسدة ، وكان من أسباب قسوة اليهود تلك العقائد الفاسدة التي كذبوا بها على الله وقالوا : (( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )) .
واما ما يصيب القلب من موانع تمنع وصول الحق :
الران (( كلا بل ران على قلبوهم ما كانوا يكسبون )) .
الطبع (( بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا )
الأكنة (( وقالوا قوبنا في أكنة مما ندعونا إليه ))
الغطاء (( وقالوا قلوبنا غلف )) .
ولم يظلمهم الله بذلك ولكنهم لما جاءهم الحق أول مرة حادوا عنه وأعرضوا ولا يزال يعرض عليهم الحق وهم يردوه ويعرضوا عنه وإن يروا طريق الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا طريق الغيي يتخذوه سبيلا ، فكان جزائهم ان أغلق الله عنهم منافذ الهدى فهم (( صم بكم عمي فهم لا يرجعون )) ، مهما سمعوا من هدى ومهما رأوا من آيات .
وأسباب صحة القلب : هي قوته العلمية والعملية فالبعلم يدفع الشكوك والشبهات والعقائد الفاسدة وبالقوة العملية يدفع الشبهات ، وبالتوبة والإنابة والاستغفار يجلي صدا القلب وموانع ولوج الحق إليه من الران والحجاب وغيره .
...............................................................................

السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
1) المنقادون الملتزمون ، الراغبون في الخير والراهبون من الشر لديهم استعداد لفعل المامورات وترك المنهيات واشتياق للاعتقاد الصحيح ، فهؤلاء يكتفى بتعليمهم أمور الدين والتعليم المحض .
2) من لديهم بعض الغفلة والإعراض والانشغال بأمور صادة عن الحق ، فهؤلاء مع التعليم يدعون بالترغيب والترهيب ، ليكون ذلك أدعى إلى ترك ما هم عليه من باطل بالتذكير بمضاره وعاقبته والترغيب في الحق بذكر منافعه وثوابه والموازنة بينهما .
3) المعارضون المعاندون المكابرون المتصدون لمقاومة الحق ونصرة الباطل ، فهؤلاء يسلك معهم طريق المجادلة بالتي هي أحسن .
..............................................................

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
الإسلام هو : الانقياد لله والاستسلام له ولشرعه ظاهرا باعمال الجوارح وباطنا بأعمال القلوب من الإيمان والتصديق بأصوله .
الإيمان : هو الاعتقاد الجازم والتصديق بأصول الإيمان واستسلام القلب والانقياد لله والخضوع له ، إذا عقد القلب على الإيمان لابد ان تصدقه الجوارح بالعمل لذا إذا افترقا دل كل منهما على الآخر ، وإذا اجتمعا دل الإيمان على استسلام القلب وعمله من الإيمان والانقياد ، ودل الإسلام على أعمال الظاهر وأعمال الجوارح .

2. الفرح المحمود والفرح المذموم
ورد الفرح في القرآن محمودا وهو فرح العلم بالله وبالقرآن والإسلام ، ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا )
والفرح المذموم هو فرح الأشر والبطر الذي يكون فيه شعورا الاستغناء عن الله ويحمله على الكبر والعلو في الأرض مثل الفرح بالرياسات والدنيا والمال ، قال تعالى على لسان قوم لقمان الناصحين له : (لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ) قال الشيخ السعدي : " فصار الفرح تبعا لما تعلق به؛ إن تعلق بالخير وثمراته فهو محمود، وإلا فهو مذموم"

3. التوبة والاستغفار
التوبة هي : ترك الباطل وهجرانه والرجوع عنه والندم على فعله والعزم على عدم العودة إليه ، والاستغفار : طلب المغفرة من الله ومحو الذنب فإذا كان معه توبة فهو استغفار كامل ، وإلا كان ناقصا فمن أسباب غفران الذنب الإقلاع عنه .
.......................................................................
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
أنواع الهداية :
الهداية الأولى : هداية البيان والدلالة والإرشاد وهي عامة لكل الناس ، لم يخلق الله الخلق ويتركهم هملا دون ان يبين لهم غاية وجودهم ، فمن قبل هدى الله ودلالته قد أدى شكرها ومن أعرض عنها وامتنع عن قبولها قد أتى بسبب الضلالة ، وهذه الهداية هي المقصودة في قوله تعالى : ( فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ) وقوله : ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) ، وقوله : ( وجعلناهم أئئمة يهدون بأمرنا ) وقوله : ( وهديناه النجدين ) .
الهداية الثانية : هداية التوفيق والإلهام والعمل ، وجعل الهداية في القلب ، وهي المقصودة في قوله تعالى : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) .
هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
النفي في مقام المدح يستلزم إثبات كمال ضده ، فنفى الله سبحانه عن نفسه في مواضع عدة الشريك ، والولد والصاحبة والكفؤ والند وذلك يستلزم تفرده ووحدانيته في الكمال المطلق في الذات والصفات والأفعال ، ونفى عن نفسه خفاء شيء فدل على كمال علمه وإحاطته ، ونفى عن نفسه السنة والنوم فدل على كمال قيومته وحياته ، ونفى عن العبث واللعب فدل على كمال حكمته ، ونفى عن كتابه الريب والعوج فدل على ان به قوام أمورهم وأنه الحق في أخباره وأحكامه ، ونفى عن رسول الضلال والغواية فدل على انه من أهدى الخلق وأكملهم علما وإيمانا ويقينا ، فدل على انه أنصح الخلق للعباد وأحرصهم على نفعهم ونجاتهم .

..............................................................................

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
ذلك مثل قوله تعالى : (( فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم * وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم )) ، فدل ختم آية الفئ بالغفور الرحيم ليبين ان الله يحبه ويغفر لصاحبه ، كما أنه لا يحب الطلاق ويؤاخذ صاحبه على ما اتى به من السبب والإيلاء ، وفي هذا دعوة للعبد لأن يتفكر في آثار أسماء الله ومعانيها وما يتعلق بآثارها من أحكام .
.................................................................................

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
اللين المأمور به مع الكفار في مواضع هو في مقام الدعوة ، قال تعالى : ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) ، وقال : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) وقال : ( ولا تجادلوا اهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) .
وأما الشدة والغلظة المأمو بها في آيات أخرى مع الكفار هي في مقام القتال ،لأن المقام مقام حرب وقتال وإظهار بأس والغلظة من تمام القتال ، قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ) ، وقال : ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ) .

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
القيامة أهوال ومواقف كثيرة وتختلف شدتها وأحوالها فبعض المواقف كان من وصفها : ( وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) ، وبعضها كان في وصفها أنهم يتسائلون كم لبثتم في الأرض عدد سنين ، وبحسب إذن الله لهم فمواقف يأذن الله فيها بالكلام ومواقف لا يؤذن لهم .
..............................................................................




السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية :
حقا مشتركا بين الله ورسوله وهو الإيمان بهما
وحقا لرسوله وهو التعزير والتوقير .
وحقا لله وهو التسبيح والعبادة والتعظيم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 ذو القعدة 1441هـ/18-07-2020م, 01:16 AM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

أبدأ مستعينة بالله تعالى الإجابة على أسئلة المجموعة الأولى.

السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.

القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهو صفة من صفاته عز وجل، فكما أن رب العزة له الكمال المطلق في أسمائه وأفعاله وصفاته، فكذلك كلامه سبحانه، فهو أكمل الكلام وأحسن القول، ولقراءته وتدبره أعظم الأثر على القلوب والجوارح.
وقد جاء القرآن ببيان كل ما يحتاجه العباد في سيرهم إلى الله تعالى، واشتمل على كل الحقائق العقلية والشرعية، وكتاب الله تعالى ينطق كله بالدلائل على كماله وحسن أسلوبه وقوة تأثيره، من ذلك أنه جمع بين المتقابلات العامة، كما استنبطها الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره، من ذلك:
قوله تعالى: (وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) (الأحزاب: 4)
فهذه الآية جمعت بين العلوم بنوعيها، الوسائل والمقاصد، فهو -سبحانه- الذي يقول الحق، وهو من يهدي إليه.
قوله تعالى: (وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا)، فالقرآن صادق في أخباره، عدل في أحكامه.
قوله تعالى: (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) (الفرقان: 33)، فقد جمع الكمال في الألفاظ من حيث وضوحها وحسنها وبلاغتها، وفي المعاني من حيث بيانها للمراد بأوجز العبارات وأدقها.
قوله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة: 50)، فأحكامه أحسن الأحكام، لأن الله تعالى أعلم بمن خلق، وأعلم بما يصلح خلقه، وأوامره ونواهيه تتضمن إصلاح القلوب والأعمال والأحوال، وتمد العباد بالطمأنينة والرضا لما فيها من التزكية لنفوسهم في الدنيا وحسن العاقبة في الآخرة.
قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: 2)، جمعت هذه الآية بين الأمر بإتيان كل مطلوب، والنهي عن اقتراف كل مكروه، فالبر اسم جامع لكل المحامد، والتقوى تتضمن كل ما يجب اتّقاؤه، أما الاثم والعدوان، فجمعا النهي عن الاعتداء والظلم بنوعيه، ظلم الله بالشرك واقتراف المعاصي، وظلم الغير بالعدوان والبغي.
كما جمع الله تعالى بين سفر الدنيا وسفر الآخرة في قوله تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) (البقرة: 197)، بين اللباس الحسي واللباس المعنوي في قوله تعالى: (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا) (الأعراف: 26)، وبين نعيم الظاهر والباطن في قوله تعالى: (وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا) (الإنسان: 11)، ووصف نساء الجنة بالجمال الظاهر والباطن في قوله تعالى: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ) الرحمن: 70).
ولما ذكر السير إليه سبحانه قال: (وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ) (النحل: 9)، فجمعت الآية بين السير الحسّي والسير المعنوي، كما جمع بين أهم الواجبات التي يحتاجها العبد في سيره إليه سبحانه، العبادة والاستعانة في قوله عز من قائل : (إياك نعبد وإياك نستعين) (الفاتحة: 5).
أما الآيات التي جمعت لمن آمن وعمل صالحا بين خيري الدنيا والآخرة فكثيرة في كتاب الله تعالى، أذكر منها :
قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل: 97)
وقوله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً) (البقرة: 201)
وقوله تعالى: (وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 277)
أما المعرض عن ذكره سبحانه فقد أعد له عذابا في الدنيا، وعذابا في الآخرة، قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه: 124)
بهذه الأدلة يتبين لنا كمال القرآن الكريم وحسن أسلوبه وبيانه.

السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
ذكر الله -سبحانه- جملة من الأسباب التي متى أخذ بها العبد توصل إلى مطالب عالية ، وأصل هذه الأسباب كلها الإيمان والعمل الصالح، فبحسب قيام العبد بهذين الأمرين يحصل له من مجامع الخير في الدارين، ومن جملة هذه الأسباب :
-أن الله تعالى تكفل بمن قام بعبوديته وتوكل عليه، قال عز وجل: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
- وجعل -سبحانه- الإيمان والتقوى والدعاء سببا لتفريج الكرب، قال سبحانه (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.فاستجبنا له)
- وجعل الإحسان في عبادته وإلى مخلوقاته سببا لإدراك إحسانه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
- وجعل الصبر سببا للوصول إلى كل خير ودفع كل مكروه، قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون).
-وجعل -سبحانه- الصبر واليقين أسبابا لنيل الإمامة في الدين، قال عز من قائل: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون).
- وجعل حسن السؤال والإنصات والقصد والتعلم والتقوى سببا للتعلم، قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)، وقوله تعالى: (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا).
- وجعل -سبحانه- الاستعداد بما يستطاع من قوة وأخذ الحذر سببا للنصر والسلامة من شر الأعداء، قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، وقال سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم).
- وجعل -سبحانه شكر النعم سببا لدوامها، وكفرانها سببا لزوالها، قال تعالى: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
-كما جعل -عز وجل- الجهاد سببا للنصر، قال تعالى: (قاتلوهم بعذبهم الله بأيديكم)
- وجعل متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، والصبر على المكاره، ولزوم مقام الإحسان والجهاد في سبيله، أسبابا لنيل محبته، قال عز وجل: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، وقال تعالى: ( والله يحب الصابرين) و(يحب المحسنين) و(يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا).
-كما جعل القيام بالعدل سببا لصلاح الحال، والظلم سببا لفسادها، قال تعالى: (والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان. وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان).
- وجعل -سبحانه- الإخلاص سببا لدفع المعاصي والفتن عن العباد، قال عز وجل: (كذلك لنصرف عنه السوء إنه من عبادنا المخلصين).
- وجعل الاستعاذة به من شر الشيطان، وتمام التوكل عليه من أسباب النجاة من كيد الشيطان، قال تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا).
- وجعل سبحانه الاشتغال بالعلم النافع والعمل به سببا للرفعة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
- وجعل حسن الاعتقاد وحسن الخلق سببا لدخول الجنة والثبات عند الموت، قالت الملائكة للمؤمنين يوم القيامة: (سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين).
- وجعل في الدنيا أسبابا من قام بها تيسرت أموره، قال تعالى: (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى).
- وجعل الإنفاق في سبيله سببا للثواب العاجل، قال تعالى: (وما أنفقتم من شيء فإن الله يخلفه).
- كما جعل مقابلة الإساءة بالإحسان سببا لإزالة العداوات ، قال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
- وجعل -سبحانه- التحرز من الذنوب والمهلكات سببا معينا لتركها، قال تعالى: (تلك حدود الله فلا تقربوها).
وبهذا تظهر شمولية هذا الدين لجميع مناحي الحياة، وكمال عنايته بما يحتاجه العباد في أولاهم وأخراهم، قال تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة

التبصرة هي العلم بالشيء والتبصر فيه، والتذكرة هي العمل بالعلم اعتقادا وعملا، والجمع بينهما يلزم منه الانتفاع بالعلم، فالعلم الذي ينفع صاحبه يفتقر إلى التفكر والإدراك التام لآيات الله تعالى، وإلى العمل بالعلم اعتقادا وقولا وعملا بالجوارح، فالأول هو التبصرة والثاني هو التذكرة.
2. العلم واليقين
العلم هو ما يقوم في الذهن من تصور المعلومات على ما هي، وهو ما كان مأخوذا من الدليل.
أما اليقين فأخص منه بأمرين:
- أنه العلم الراسخ الذي لا يخالطه ريب أو شك، والعلم الذي يحصل لصاحبه به الطمأنينة بالله تعالى.
3. الخوف والخشية
معانيهما متقاربة، فالخوف عمل قلبي يمنع العبد من اقتراف ما حرّم الله تعالى، والخشية أعلى منه درجة، إذ يصاحبها المعرفة بالله تعالى، وقد وُصف العلماء بخشيتهم لله لأنها أكمل، ولتضمنها كمال معرفة الله تعالى.

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ‌- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.

معية الله تعالى لعباده تأتي في القرآن على نوعين:
- معية عامة، ودليلها قول الله تعالى: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا)، وهذه المعية شاملة لجميع العباد، وهي معية العلم والإحاطة، وتقتضي مراقبة الله تعالى والحرص على مرضاته .
- ومعية خاصة، وهي الأكثر ورودا في القرآن، مثال ذلك: (إن الله لمع المحسنين) (واعلموا أن الله مع المتقين)، وهذه المعية تقتضي النصر والتأييد بحسب ما قام في قلب العبد من أسبابها.

ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
قال الله تعالى: (إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى)، وقال تعالى: (ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك)
فالمال والرئاسة من أسباب طغيان الإنسان واستغنائه بنفسه، وهذا الطغيان يحمل المرء على الكبر والبغي والظلم وبطر الحق وغمط الناس، وعدم رؤية النعم والمنعم، لذا ذكر الله لنا في كتابه نماذج لصفوة خلقه ممن آتاهم ملكا ومالا ورئاسة فشكروا نعمه واستعملوها في التقرب إليه والإحسان إلى خلقه، حتى يتأسى بها المسلم ولا يطغى في الأرض، قال سليمان عليه السلام (هذا من فضل ربي ليبلوني آشكر أم أكفر)، وقال ذو القرنين رحمه الله تعالى: (ما مكني فيه ربي خير)، وقال: (هذا رحمة من ربي).


السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
أمثلة عطف الخاص على العام كثيرة في القرآن الكريم، من ذلك قول الله تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى)، فالصلاة الوسطى داخلة في الصلوات عموما.
أما فائدته فهي الدلالة على فضيلة المخصوص وآكديّته ومزيته التي استوجبت النص عليه.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.

ثمة آية كريمة تجمع بين هذين المعنيين، أي إخبار الله تعالى بهدايته الكفار وتوبته على المجرمين، وإخباره سبحانه أنه لا يهدي القوم الظالمين والفاسقين، ألا وهي قوله تعالى في سورة يونس: (إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم)، فهؤلاء الذين سبق في علم الله عنهم أنهم لا يهتدون ولا يصلحون للهداية لأن قلوبهم قد طُبع عليها فلا منفذ فيها لنور الله تعالى لزهدهم في طريق الرشد وابتغائهم طريق الغي، لا يحظون بتوفيق الله تعالى لهدايتهم.

2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
لا تعارض بين معاني الآيات، حيث قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى إن ذكرالخلود على بعض الذنوب التي دون الشرك والكفر هي من باب ذكر السبب، فكثير من هذه الذنوب تستوجب الخلود في النار لشناعتها إلا إذا منع من ذلك مانع، ومعلوم أن الإيمان مانع من الخلود من النار، فترد هذه الآيات إلى محكمات الشريعة، وتنزل على الأصل المشهور وهو أنه لا تتم الأحكام إلا بوجود شروطها وانتفاء موانعها.
أما إذا حُمل لفظ المعصية أو الخطايا على الكفر والشرك، لأن إطلاق هذه الألفاظ في القرآن تحتمل جميع الذنوب كبيرها وصغيرها، فهنا يزول الإشكال ويلزم من هذه المعاصي الخلود في النار.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
أمر الله تعالى عباده بأمرين اثنين في هذه الآية الكريمة: 1-الأكل والشرب، 2- وعدم الإسراف في ذلك، والأمر في هذا المقام يقتضي الوجوب، إذ لا يحل للعبد أن يترك المأكل والمشرب مطلقا لما في ذلك من إضعاف لنفسه وإلقاء بها إلى التهلكة.
والمؤمن بامتثاله لأمر الله تعالى واتباعه لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في الأكل والشرب يصيّر هذه العادة التي يشترك فيها بنو البشر إلى عبادة يؤجر عليها، خاصة إذا حرص على ما ينفعه في مأكله ومشربه واقتصد في غذائه بعدم الإسراف فيه.
ومن تمام فضل الله تعالى على عباده أنه أباح له كل المأكولات والمشروبات، إلا قليلا مما حرّمه لضرره، ولحكمة لا يعلمها إلا هوسبحانه وتعالى.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 ذو الحجة 1441هـ/4-08-2020م, 01:16 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من خلاصة تفسير القرآن للسعدي

أحسنتم، بارك الله فيكم ونفع بكم.
المجموعة الأولى:
إنشاد راجح: أ+
للا حسناء الشنتوفي: أ+


المجموعة الثانية:

عبد الكريم الشملان: أ+
س1. ويقابل القلب القاسي القلب اللين.
.

رشا عطية: أ+
س1. ويقابل القلب القاسي القلب اللين.
س5: وتؤخذ الدلالة على المؤاخذة على السبب (الإيلاء) من ختام الآية باالاسمين (سميع عليم)

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir