مجلس مذاكرة القسم الأول من كشف الشبهات
المجموعة الأولى:
- لإيراد الشبهة على العامة آثار سيئة، تحدّث عنها باختصار.
المنهج الصحيح هو عدم إيراد الشبهات؛ لأن إيراد الشبهة له آثاره السلبية على العامة, ومن ذلك:
-أن بعض الناس لا يكون عنده شبهة من الأصل, وإذا أوردت عليه الشبهة قد تعلق بذهنه ولا يفهم الرد.
-أن الشبهات التي يوردها الخصوم تكون في معظمها مخاطبة للعاطفة, وكما قيل: البرهان لا يفهمه إلا أصحاب العقول, أما العاطفة فتصل إلى قلوب العامة, فتؤثر الشبهة لذلك في نفوس عامة الناس, لكن لا يدرك الرد العلمي عليها إلا الخاصة.
-فالخطيب إذا خاطب عاطفة الناس, أثر فيهم تأثيرا كبيرا, ولو أورد في كلامه خطأ كثيرا ما عرف الخطأ إلا الخاصة.
-ولذلك فإيراد الشبة بلاء, وردها دواء.
- في قول المؤلف (بسم الله الرحمن الرحيم) تقديره: بسم الله أكتب، قدر الفعل مؤخرا لفائدتين. اذكرهما.
الأولى: للتبرك بالبدء باسم الله.
الثانية: لإ‘فادة الحصر بتقديم المتعلق.
- بين أهمية دراسة طالب العلم لأحوال العرب والمشركين قبل الإسلام.
لدراسة طالب العلم لأحوال العرب والمشركين قبل الإسلام أهمية كبيرة؛ إذ كان الناس قبل محمد صلى الله عليه وسلم منهم من هم على دين إبراهيم, ومنهم من يتصدق, ويقر بربوية الله وحده, وأن السماوات والأرض خلقهن الله وحده, وأن الله هو الرزاق, وغير ذلك من أشياء لم ينكرها دين محمد صلى الله عليه وسلم, لكنهم مع ذلك لا يقال عنهم أنهم كانوا مسلمين؛ إذ أنهم أشركوا مع الله شركاء, كانوا يتقربون بهم إلى الله زلفى.
فالتوحيد إذن فارق بينهم وبين الإسلام.
ومن هنا يتبين لطالب العلم إذا أورد الخصوم شبها أن يميز بين ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم, وبين ما كان عليه المشركون من شرك, كفروا بسببه, وقوتلوا, ولم يقبل منهم صرف ولا عدل.
ومن الكتب المفيدة في ذلك كتب تاريخ العرب, مثل: (بلوغ الأرب في أحوال العرب), وكتابات ابن تيمية وتلميذه ابن القيم, وكتابات الأديب الألوسي في ذلك, وتفاسير السلف وغير ذلك.
- عرف التوحيد لغة وشرعا.
التوحيد لغة: مصدر وحد, وهو جعل الشيء واحدا.
ولا يتحقق إلا بنفي وإثبات؛ نفي الحكم عما سوى الموحد, وإثباته له.
وشرعا: هو شامل لتوحيد الربوبية؛ أي إفراد الله تعالى بالخلق والملك والتدبير, وتوحيد الألوهية؛ وهو إفراد الله تعالى بالعبادة, والتوحيد في الأسماء والصفات؛ وهو إفراد الله تعالى بأسمائه وصفاته التي أثبتها لنفسه وأثبتتها سنة النبي صلى الله عليه وسلم, من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل
وقد عرفه الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله, بأنه: إفراد الله تعالى بالعبادة, والعبادة من بين تعريفاتها أنها: كل ما يحبه الله تعالى من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
- اذكر قصة الصالحين ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا، وقصة الشرك بهم.
كان ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر رجالا صالحين قبل نوح عليه السلام, فلما ماتوا كان الناس يذهبون إلى قبورهم ليتذكروا ورعهم وإيمانهم, فيدفعهم ذلك إلى الاجتهاد في العبادة, فوسوس لهم الشيطان أن يصورهم حتى إذا نظروا إلى صورهم تحفزوا للعبادة, ثم أوحى الشيطان إليهم أن يتخذوا صورهم في مجالسهم, ثم في بيوتهم وأسفارهم, فلما هلكت هذه الأجيال, ونسي العلم, أوحى الشيطان إلى أحفادهم أنهم إنما كانوا يعبدونهم, فعبدوهم.
- اشرح قول المؤلف: (فلا خير في رجل؛ جُهال الكفار أعلم منه بمعنى "لا إله إلا الله".
(لا إله إلا الله): هي أساس كل خير؛ فمن لم يعرف معناها وتحقيقها, فإنه لا خير فيه, ولو ادعى فيه الناس ما يدعون.
لأن من الناس من يدعي الإسلام, ويدعي معرفته بمعنى (لا إله إلا الله)؛ فيفسرها على أنها تعني مجرد التلفظ بحروفها دون معرفة معناها وتحقيقها.
ومنهم من يفسرها بتوحيد الربوبية, في الخلق والرزق.
ومنهم من يفسرها بإخراج اليقين الصادق عن ذات الأشياء وإدخاله على الله تعالى.
وكل هذه التفاسير القاصرة خاطئة
بينما كان الكفار الجهال يعلمون أن المراد منها هو إفراد الله تعالى بالتعلق به والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه.
فلا خير إذن في رجل؛ جهال الكفار أعلم منه بمعنى (لا إله إلا الله).