تعريف العقيدة لغة
العقيدة لغة:
العقيدة فعيلة بمعنى مفعولة؛ أي معقودة؛ فهي مأخوذة من العقد ؛ وهو نقيض الحل
فهو يدل على الإحكام والإبرام. و الربطُ والشدُّ بقوة.
ويستعمل ذلك في الأجسام المادية؛ كعقد الحبل ؛ ثم توسع في معنى العقد فاستعمل في الأمور المعنوية؛ كعقد البيه و عقد النكاح.
تعريف العقيدة اصطلاحا
فهو الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه شك.
- فتطلق العقيدة على المعتقد الذي يعتقدهالإنسان، ويعقد عليه قلبه وضميره،بحيث يصير عنده حكمًا جازما لايقبل ولا يتطرق إليه الشك الشك؛...بغض النظر عن صحة ذلك المعتقد أو بطلانه...كعقيدة النصارى وكعقيدة المجوس ...هذا الإطلاق العام للعقيدة.... معتقد العبد.
- أما الإطلاق الآخر للعقيدة فهو يطلق على ذات المعتقد الصحيح الحق الذي لا يتطرق إليه الشك .سواء اعتقده العبد أم لم يعتقده ؛فهو حق لذات المعتقد
وهو العقيدة الإسلامية
وتعريفها
«الإيمان الجازم بالله، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته. والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره..
س2: ما هو منهج أهل السنّة والجماعة في العقيدة؟
منهج أهل السنة و الجماعة في العقيدة هو ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة و التابعين ...وهو مما أخذوه عن النبي صلى الله عليه و سلم. فمما اتسم به أهل السنة والجماعة هو وحدة المصدر ؛فهم لا يتلقون عقيدتهم إلا عن الوحي ؛ .... الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة.....كما أن من منهجهم التسليم لمطلق نصوص الكتاب والسنة، لا يردون منها شيئا، ولا يعارضونها بشيء، لا بعقل، ولا ذوق، ولا منام، ولا غير ذلك. ومن منهجهم أن العقل الصريح موافق للنقل الصحيح ولا يتعارض قطعيان منهما أبداً وعند توهم التعارض يقدم النقل.
ومن منهجهم أيضا ترك التأويل المذموم لنصوص الكتاب والسنة.
ومن منهجهم أيضا حجية السنة( المتواترة والآحاد) في العقيدة.
ومن منهجهم الاعتماد على فهم الصحابة لدلائل الكتاب والسنة لكون الرسول -صلى الله عليه وسلم-
هذا في عموم منهجهم أما ما يخص في مسائل العقيدة فمنهجهم يتمثل على الوسطية ح وسط بين الغلاة ... لا إفراط ولا تفريط.. و مصدرهم في ذلك الكتاب و السنة وإجماع سلف الأمة :
فالعقيدة عند أهل السنة مبنية على أصول الإيمان الستة الواردة جبريل: وهي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .
- الإيمان بالله :
و يتضمن أربعة أشياء
الإيمان بوجود الله: إثبات وجود الله ؛ والأدلة على ذلك
الإيمان بربوبيته:الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى وحده، هو الرب ؛ الخالق ، المالك ، الآمر . ومعنى الرب : السيد، المالك، المتصرف، الذي ربى جميع العالمين بنعمه..وهو توحيد الله بأفعاله
الإيمان بألوهيته: وهو الاعتقاد الجازم بأن الله وحده هو الإله الحق، المستحق للعبادة دون ما سواه؛ فإن معنى (الإله) : المألوه، أي المعبود، الذي تألهه القلوب محبةً ، وتعظيماً. وحقيقة العبادة : كمال المحبة ، مع كمال التذلل، والخضوع ، والتعظيم . وذلك لا يكون إلا للإله الواحد . وهو توحيد الله بأفعال العباد
الإيمان بأسمائه و صفاته: هو الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى، له الأسماء الحسنى، والصفات العلى، وإثبات ما أثبت لنفسه في كتابه، أو أثبته له نبيه في سنته، من صفات الكمال، ونعوت الجلال، من غير تمثيل ولا تكييف ، ونفي ما نفاه عن نفسه في كتابه، أو نفاه عنه نبيه في سنته، من صفات النقص، والعيب، ومماثلة المخلوقين، من غير تحريف، ولا تعطيل.
-وأما الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر فهو مما يتفق عليه الجميع مع أهل السنة:
فالإيمان بالملائكة : هو الاعتقاد الجازم بأنهم ؛عباد مكرمون ، بررة مقربون ، خاضعون لربهم ، مشفقون : فليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء ؛ و أنهم مخلوقون من نور ، أولو أجنحة ، على هيئات عظيمة ، متنوعة ؛ و أنهم صافون مسبحون : ألهمهم الله تسبيحه ، وامتثال أمره ، ومنحهم القوة على تنفيذه ؛ و أنهم محجوبون عن المشاهدة : فهم عالم غيبي ، لا يقعون تحت مدارك الحواس الإنسانية ، في الحياة الدنيا، إلا لمن شاء الله ؛ و أنهم موكلون بأعمال متنوعة : إلى جانب وظيفتهم الأساسية المستمرة ؛ من عبادة الرب وتسبيحه . فمن ذلك : - النزول بالوحي : وهي وظيفة جبريل عليه السلام ؛ حفظ بني آدم ؛ حفظ أعمال بني آدم ؛ قبض الأرواح؛ النفخ في الصور
الإيمان بالرسل
: هو الاعتقاد الجازم أن الله تعالى اصطفى من الناس رجالاً، أوحى إليهم ، وأرسلهم مبشرين ، ومنذرين ، يبلغون رسالاته إلى خلقه بعبادته وحده ، واجتناب الطاغوت ، رحمة بهم ، وإقامةً للحجة عليهم.. فيؤمنون بمن سمى منهم تعالى ومن لم يسم.
الإيمان بالكتب
فالإيمان بالكتب هو الاعتقاد الجازم أن الله تعالى أنزل على أنبيائه كتباً بالحق، هدى للناس، ورحمةً بهم، وموعظة لهم، وحجةً عليهم ، وتبياناً لكل شيء. فما علموا من أسمائهم يؤمنون به على وجه التعين..القران كالتوراة والإنجيل و الزبور و صحف إبراهيم وموسى وأما ما جهلوا به فيؤمنون به إجمالا..كما أنهم يؤمنون أن القران ناسخ لما قبله من الكتب و مهيمنا عليهم
فالإيمان باليوم الآخر : هو الاعتقاد الجازم أن الله تعالى يؤخر العباد ليوم يبعثهم فيه من قبورهم،ويحاسبهم على أعمالهم ، ويجزيهم عليها ؛ إما بالجنة أو النار .
- الإيمان بالقدر خيره وشره :
ويتضمن الاعتقاد الجازم الذي لا يخالطه شك أن الله تعالى علم علماً محيطاً شاملاً لكل شيء ، وأن مشيئته تعالى نافذة ، وقدرته كاملة ، وأنه تعالى خالق العباد وخالق أفعالهم ….
والإيمان بالقدر يشتمل على أربع مراتب هي :
الاول : الإيمان بعلم الله السابق .
الثاني : كتابة ذلك في اللوح المحفوظ .
الثالث : مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة .
الرابع : إيجاد الله لكل المخلوقات ، وأنه الخالق وماسواه مخلوق .
س3: بيّن أهميّة معرفة مسائل الاعتقاد لطالب علم التفسير.
1- معرفة مسائل الاعتقاد الصحيح عند أهل السنة والجماعة موصل إلى معرفة الحق و الالتزام به .فيكون الطالب علم التفسير على بصيرة بالتفسير العقدي الصحيح
2- معرفة مسائل الاعتقاد تجعل الطالب على علم وبصيرة من العقائد الفاسدة في
فيحذر منها و يتجنبها
3- معرفة مسائل الاعتقاد تجعل طالب علم التفسير على علم بالحجج والبراهين إلى به يذب عن عقيدة أهل السنة والجماعة
س4: ما هو علم الكلام ؟
تباينت عبارات المتقدمين والمتأخرين في تعريف علم الكلام بين مادح له وذام له؛ وبين اعتباره علم ينصر ويدافع به عن المعتقد الصحيح و بين اعتباره وليد نتيجة التأثر بآراء الفلاسفة وأفكارهم ؛ ومن ثم كصار ناصرا للفكر الفلسفي.
عرفه:
الإيجي بقوله : هو علم يُقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبه.
و السفاريني يعرفه بأنه: العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية
و عرفه ابن خلدون بقوله : هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية ، والرد على المبتدعة المنحرفين عن الاعتقادات عن مذهب السلف وأهل السنة .
اتفقت التعاريف الثلاثة على مدح علم الكلام و اعتباره من العلوم الممدوحة المحمودة ؛لأن به يتوصل للدفاع عن العقائد الإيمانية ؛ والرد عن المبتدعة. ...وقد كان ـتأصيلهم في ذلك ... أن النصوص الكتاب و السنة.. إما قطعية الثبوت أو ظنية الثبوت؛ وما كان قطعي الثبوت فهو ظني الدلالة؛ بهذا تم هدم نصوص الكتاب و السنة في الاستدلال لأن التعلق بها صار ضعيفا .. فما بقى إلا العقل لأن دلالته قطعية...فكان مؤدى هذا التأصيل جعل العقل هو الذي تثبت به العقائد..وجعل العقل حاكما على النقل...وهنا كمن وعظم الخلل و الخطئ . وتبين ضلال الفرق علم الكلام ..لأنهم اعتمودا على. إثبات وفهم الأمور الغيبية بدلالة العقل دون النقل.. ومتى كان العقل يدرك ما كان خارجا عن إدراكه..
فأهل الفرق في الحقيقة لم يجعلوا علم الكلام دافعا عن العقائد الدينية والإيمانية؛ بل في الحقيقة أثبتوا العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية
وعليه يكون التعريف الصحيح علم الكلام هو:
هو العلم الذي بنى مسائل الاعتقاد على دلالة العقول دون الاهتداء بوحي الكتاب والسنة وكلام أئمة السلف الصالح . فهذا التعريف هو محل للذم
وما موقف أهل السنّة منه؟
أهل السنة ذمواعلم الكلام وحذروا منه
-فقد قال أبو يوسف رحمه الله : العلم بالكلام هو الجهل .
-وقال الشافعي : حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بين القبائل أو قال العشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة .
وقال أيضا : لو أن رجلا أوصى بكتبه من العلم لآخر وكان فيها كتب الكلام لم تدخل في الوصية لأنه ليس من العلم!
س5: اذكر خمسة تفاسير على منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة.
-جامع البيان في تأويل القرآن ... محمد بن جرير .، أبو جعفر الطبري (المتوفى : 310هـ)
-معالم التنزيل . أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (المتوفى : 510هـ)
-: فتحُ البيان في مقاصد القرآن.. أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (المتوفى: 1307هـ)
-
- محاسن التأويل... محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحلاق القاسمي (المتوفى: 1332هـ)
-أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن .. محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ)
س6: ما هي أهمّ أنواع المخالفات العقدية التي اشتملت عليها بعض التفاسير مع التمثيل لكل نوع؟
ما يتعلق وجود الله تعالى:
والمخالفات العقدية التي دخلت هذا النوع في التفاسير :
- أن بعض المفسرين كمحمد عبده، ومحمد رشيد رضا تأثروا بقوّة التيارات الإلحاد الموجودة في زمنهم ،-حين كانوا بصدد الإتيان بالأدلة التي تدحض الإلحاد - فصارت عندهم أيضا نوع من الانحرافات العقدية الأخرى
- ما يتعلق بتوحيد بربوبية الله تعالى :
الخلاف فيه محدود، ومما يذكر من المخالفات العقدية التي دخلت هذا النوع في التفاسير؛إضافة الرافضة بعض أفعال الرب إلى الخلق
-
- ما يتعلق بألوهية الله تعالى وإفراده بالعبادة.
- المخالفات العقدية التي دخلت هذا النوع في التفاسير :
- الانحراف في هذا التوحيد غير ظاهر ولا بين؛ حيث أن المفسرون في هذا التوحيد يكاد يطبقون على تفسير الآيات بالمعنى الصحيح ؛ وهو ، وجوب إفراد الله تعالى بالعبادة ؛ و أن العبادة لا تصلح إلا لله عزوجل ؛ لكن يقع منهم الانحراف في صور العبادة؛ في مفردات العبادة حيث لا يسلمون أن أن تلك الأفراد هي عبادات لا تصلح إلا لله تعالى .
- وأيضا من الانحراف عندهم يكون من جهة أنهم يرون أن ما يصرف من أنواع العبادات ليس شركا.وهذا أمر عظيم خطير
ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات
هذا أكثر توحيد ظهر فيه الخلاف عند المفسرين ؛ فكلّ مفسّر سيأوّل آيات الصفات على مقتضى اعتقاده.
-فالمعتزلي سينفي جميع الصفات ويحملها على معان أخر. وقد تبنى هذا المذهب الرافضة ، الزيدية، وتبنّاه الإباضية. كذلك
- والأشعري سيأوّل أو يحرّف جميع الآيات التي تتناول الصفات؛ ماعدا صفات المعاني السبع التي يقرّون بها.
- فالكرّامية مجسّمة أو مشبهة
ما يتعلق بالقدر
الخلاف فيه كبير؛ وتناول المفسرون له على ضوء أقوالهم العقدية التي تبنوها.
فالمعتزلي يتبنى نفي القدر .لأنه قدري فينفي إرادة الله عزوجل الكونية لأفعال العباد ويفسرها باللطف والإعانه .
والجبرية أمثال الأشاعرة ؛ والجهمية يقررون عقيدة الجبر وينفون حكمة الله تعالى
وأثر أفعال المخلوق على وجود الموجودات كقول أبي الحسن فيما يتعلق بالكسب.
الحاصل أن تناولهم القدر ينبني على معتقدهم في القدر، تناولهم للآيات التي تناولت القدر ينبني على أقوالهم فيما يتعلق بالقدر.