دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 ذو القعدة 1437هـ/14-08-2016م, 10:14 AM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي

شيخنا الكريم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفعنا الله بعلمكم ونفعكم به في الدارين ، وأسبغ عليكم نعمه في الدنيا والآخرة ، وجعل ما تفعلون من خدمة كتاب الله سببا لشفاعة القرآن لكم يوم المعاد ، رفع الله درجتكم وأعلى مكانتكم.
شيخنا هذا إنموذج عن الصياغة النهائية لمادة الدرس أ والتي سأسير عليها حتى نهاية السورة ، ثم أذكر وأُذكّر في نهاية الدرس بالفوائد المهمة .
فالرجاء التقييم والتقويم.


ودرسنا اليوم بعنوان ( من الخاسر) ففي زماننا التي أصبحت الماديات هى المهم والأهم فيه ، وأصبح قياس الربح والخسارة على مقياس ما عند المرء من متاع الدنيا، فأصبح الناجح هو صاحب الشهادات وإن كانت في ما حرم الله ، وأصبح يُقتدى بسقط المتاع سفهاء الأحلام ، أهل الفسق والفجور ممن يسمونهم أهل الفن وغيرهم ، فأصبحت في أيامنا هذه الأمور معكوسة منكوسة فأصبح حالنا كما أخبر من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ، ولكن من يريد أن يعرف أهل الربح والخسار فليرجع إلى كتاب رب الأبرار والفجار فهذا الذي يؤخذ منه بحق العلم والحكم ، لا غيره من سفاهات وتفاهات المغرضين ، وحديثنا اليوم يدور حول تفسير سورة من سور القرآن الكريم ، هى سورة مكية ، من قصار المفصل .
سورة قال عنها الشافعي الإمام المعروف ( محمد بن إدريس صاحب المذهب المعروف ) : لو تدبر الناس هذه السورة ، لوسعتهم.
سورة كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بعضهم بعضاً بها ، فقد روى ابن جرير الطبري من طريق حماد بن سلمة ، عن عن ثابت عن عبد الله بن حصن [ أبي مدينة ] ، قال : [ كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا ، لم يتفرقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر " سورة العصر " إلى آخرها ، ثم يسلم أحدهما على الآخر] .
سورة رغم قصرها لكنها معجزة تحدى بها الله الكافرين، فقد ذكروا أنّ عمرو بن العاص وفد على مسيلمة الكذّاب، وذلك بعدما بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقبل أن يسلم عمرٌو؛ فقال له مسيلمة: ماذا أنزل على صاحبكم في هذه المدّة؟ قال: لقد أنزل عليه سورةٌ وجيزةٌ بليغةٌ. قال: وماهي؟ فقال: {والعصر إنّ الإنسان لفي خسرٍ إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر}.
ففكّر مسيلمة هنيهةً ثمّ قال: وقد أنزل عليّ مثلها. فقال له عمرٌو: وما هو؟ فقال: ياوبر، ياوبر، إنّما أنت أذنان وصدرٌ، وسائرك حقرٌ نقرٌ. ثمّ قال.: كيف ترى يا عمرو؟ فقال له عمرٌو: واللّه إنّك لتعلم أنّي أعلم أنّك تكذب.
إنها سورة العصر ، وإن شئت فقل هى السورة الجامعة لأصول رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال عنها الشيخ الشنقيطي رحمه الله .
فهيا بنا لنقف معها وقفة تدبر وفكر وتأمل ، نعيش ملياً في رحابها نقطف من ثمارها ونجني من حصادها فهى من كلام ربنا بدأها بالقسم ثم أكد قسمه ن وهو جل وعلا لا يحتاج أن يقسم وأو يؤكد سبحانه وتعالى ،ولكن لينتبه الغافل ويعي العاقل ويتقين الجميع أن الأمر حق ، ألا وهو أن جميع الخلق من الجن والإنس في خسار وهلاك ، إلا من استثناهم رب البرية الرحيم الكريم سبحانه جل في عُلاه .
قال سبحانه: {وَالْعَصْرِ}.
فالواو هنا واو القسم ، وحروف القسم ثلاثة هى ( الواو ، والباء ، والتاء ) كوالله ، وتالله ، وبالله ، فليعم الجميع ذلك حتى لا يقعوا في قسم محرم ، فيقسم سبحانه وتعالى بشيء من خلقه ألا وهو العصر قسماً يراد به تأكيد الخبر كما هو شأن أقسام القرآن ، ومقصد القسم بيان حال الناس في عصر الإِسلام بين مَن كفر به ومن آمن واستوفى حظه من الأعمال التي جاء بها الإِسلام ، ويعرف منه حالُ من أسلموا وكان في أعمالهم تقصير متفاوت، والعصر هُنا هو الليل والنهار ، محل أفعال العباد وأعمالهم، وهو من مظاهر بديع التكوين الرباني الدال على عظيم قدرته وسعة علمه، فالألف واللام معناها تعريف العهد الذهني أي كل عَصْر، وللعصر معانٍ يتعين أن يَكون المراد منها لا يعدو أن يكون حالة دالة على صفة من صفات الأفعال الربانية ، يتعين إما بإضافته إلى ما يُقدر ، أو بالقرينة فهو اسم للزمن كله أو جزء منه، والمراد بالعصر هنا ورد فيه أقوال كثيرة :
فروي عن ابن عباس أنه قال أنه الدهر.
وروي عن قتادة وزيد بن أسلم أنهما قالا أنه العشي ، والعشي هو وقتٍ ما بين آخر وقت الظهر وبين اصفرار الشمس فمبدؤه إذا صار ظل الجسم مثلَه بعد القَدْر الذي كان عليه عند زوال الشمس ويمتد إلى أن يصير ظلُّ الجسم مثلَيْ قدرِه بعد الظل الذي كان له عند زوال الشمس . وذلك وقت اصفرار الشمس ، وهذا وقت صلاة العصر .
وقيل أن المراد به عصرَ النبي صلى الله عليه وسلم.ذكره ابن عاشور والشنقيطي
وقيل أنه يراد به عصر الإِسلام كلِه. ذكره ابن عاشور
وقيل أنه الليل والنهار. ذكره ابن عطية والشنقيطي
وقد رجح الكثير من المفسرين أنه الأول (( أنه الدهر ))، قال ابن عطية: قال أبي بن كعب : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العصر فقال : أقسم ربكم بآخر النهار ، واستدل لهذا القول الشنقيطي بما جاء موقوفا على علي رضي الله عنه ، ومرفوعا من قراءة شاذة : " والعصر ونوائب الدهر " . وحمل على التفسير إن لم يصح قرآنا ، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس .
وللقسم بالعصر فائدة لطيفة ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير فقال: [فذلك وقت يؤذن بقرب انتهاء النهار ، ويذكر بخلقة الشمس والأرض ، ونظام حركة الأرض حول الشمس ، وهي الحركة التي يتكون منها الليل والنهار كل يوم وهو من هذا الوجه كالقسم بالضحى وبالليل والنهار وبالفجر من الأحوال الجوية المتغيرة بتغير توجه شعاع الشمس نحو الكرة الأرضية، وفي ذلك الوقت يتهيأ الناس للانقطاع عن أعمالهم في النهار كالقيام على حقولهم وجنَّاتهم ، وتجاراتهم في أسواقهم ، فيذكر بحكمة نظام المجتمع الإِنساني وما ألهم الله في غريزته من دأب على العمل ونظام لابتدائه وانقطاعه . وفيه يتحفز الناس للإِقبال على بيوتهم لمبيتهم والتأنس بأهليهم وأولادهم . وهو من النعمة أو من النعيم ، وفيه إيماء إلى التذكير بمَثَل الحياة حين تدنو آجال الناس بعد مضي أطوار الشباب والاكتهال والهَرم].
- وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال ، وهو حكم الحلف بغير الله أو بشيء من مخلوقاته؟
والجواب: وإن لم يكن قد ذكره المفسرون ، ولكن ذكره شراح الأصول الثلاثة وغيرها ، وقد جاء بيانه في موضعه من الفقه، وخلاصة ما ذُكر أنه لا يجوز الحلف بغير الله فمن حلف بغير الله فقد اشرك أو كفر ، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد ، والشرك هنا شرك أصغر لا يُخرج من الملة ، وأما الله فهو الخالق المالك له أن يقسم بما يشاء من مخلوقاته.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 ذو القعدة 1437هـ/16-08-2016م, 12:00 AM
نُوفْ نُوفْ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 643
افتراضي

بارك الله فيكم شيخنا ونفع الله بعلمكم الإسلام والمسلمين
الجملة ::👇🏼
((وينبغي أن يعلم أن كون حملة العرش لا يرونة عز وجل بالحاسة لا يلزم من عدم رؤية المؤمنين إياه تعالى في الدار الآخره))


هل الجمله صحيحه"عقديا"؟؟ "وردت في تفسير الألوسي"

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 ذو القعدة 1437هـ/16-08-2016م, 02:26 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نُوفْ مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم شيخنا ونفع الله بعلمكم الإسلام والمسلمين
الجملة ::👇🏼
((وينبغي أن يعلم أن كون حملة العرش لا يرونه عز وجل بالحاسة لا يلزم من عدم رؤية المؤمنين إياه تعالى في الدار الآخره))


هل الجمله صحيحه"عقديا"؟؟ "وردت في تفسير الألوسي"
هذه الجملة لها قصّة عند المفسّرين، وأصل مبعث الكلام فيها ما ذكره الزمخشري ( وهو معتزلي) في كشافه بعد تفسيره قول الله تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ...} الآية.
قال في فوائد هذه الآية: (وفائدة أخرى: وهي التنبيه على أن الأمر لو كان كما تقول المجسمة لكان حملة العرش ومن حوله مشاهدين معاينين، ولما وصفوا بالإيمان، لأنه إنما يوصف بالإيمان: الغائب، فلما وصفوا به على سبيل الثناء عليهم، علم أنّ إيمانهم وإيمان من في الأرض وكل من غاب عن ذلك المقام سواء: في أنّ إيمان الجميع بطريق النظر والاستدلال لا غير، إلا هذا، وأنه لا طريق إلى معرفته إلا هذا، وأنه منزه عن صفات الأجرام)ا.هـ.
يريد بالمجسّمة أهل السنّة والجماعة.
وهذا القول خطأ بيّن، والذي حمله عليه اعتقاده نفي صفة العلوّ لله تعالى واستوائه على العرش حقيقة كما هو حال المعتزلة.
وهذا القول المنكر الذي شانَ الزمخشريُّ تفسيره به وبمثله مما يلحق بما يستخرج بالمناقيش من اعتزالياته.
فظنَّ أن وصف الملائكة الذين يحملون العرش ومن حوله بالإيمان إنما سببه أنهم لا يرون الله تعالى، ثمّ فرّع على هذا الاستنتاج أنه ليس على العرش إله - حقيقة - تعالى الله عما يقول.
وهذه الفائدة المتوهّمة أعجبت الرازي صاحب التفسير الكبير، وهو من كبار متكلّمي الأشاعرة، وطار بها فرحاً لأن من الأشاعرة من ينكر صفة استواء الله على عرشه حقيقة، ويتأوّل معنى الاستواء الوارد في النصوص بالاستيلاء.
فنقل الرازي كلام الزمخشري وزاد فيه شرحاً وتوضيحاً وبالغ في الثناء عليه بما قال؛ فقال: ( فإن قيل فأي فائدة في قوله: {ويؤمنون به}؛ فإن الاشتغال بالتسبيح والتحميد لا يمكن إلا وقد سبق الإيمان بالله؟
قلنا: الفائدة فيه ما ذكره صاحب «الكشاف» ، وقد أحسن فيه جداً؛ فقال: إن المقصود منه التنبيه على أن الله تعالى لو كان حاضرا بالعرش لكان حملة العرش والحافون حول العرش يشاهدونه ويعاينونه، ولما كان إيمانهم بوجود الله موجبا للمدح والثناء لأن الإقرار بوجود شيء حاضر مشاهد معاين لا يوجب المدح والثناء، ألا ترى أن الإقرار بوجود الشمس وكونها مضيئة لا يوجب المدح والثناء، فلما ذكر الله تعالى إيمانهم بالله على سبيل الثناء والمدح والتعظيم، علم أنهم آمنوا به بدليل أنهم ما شاهدوه حاضرا جالسا هناك، ورحم الله صاحب «الكشاف» فلو لم يحصل في كتابه إلا هذه النكتة لكفاه فخرا وشرفا)ا.هـ.

وتناقل عدد من مفسري المعتزلة والأشاعرة القول في هذه المسألة التي أثارها الزمخشري وزادها الرازيّ إثارة؛ فكان لأهل السنة ردود على ما أثاروه؛ من أحسنها وأجمعها ردّ ابن القيّم رحمه الله تعالى عليه في الصواعق المرسلة في معرض رده في الوجه التاسع والثلاثين بعد المئتين على شبه الذين ينصبون التعارض بين العقل والنقل؛ فقال بيان حال طائفتين حاولتا منع دلالة القرآن على صحّة ما جاءت به أحاديث الصفات: (الطائفة الثانية: من يعتقد أن لكلامه باطنا يخالف ظاهره وتأويلا يخالف حقيقته فالطريقة الأولى للمتفلسفة ومن يتتلمذ لهم، والطريقة الثانية للجهمية ومن اقتفى آثارهم، وكثير من المتأخرين يجمع بين الطريقتين فيتفلسف تارة ويتجهم تارة ويجمع بين الإدامين تارة؛ فهذه درجات المنع.
وأما درجات المعارضة فثلاثة أيضا:
إحداها أن يعارض المنقول بمثله ويسقط دلالتهما أو يرجح دلالة المعارض كما عارض الجهمي قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بقوله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وزعم أنه لو كان على العرش لم يكن أحدا وعارضه بقوله {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} وزعم أنه لو كان على عرشه لم يكن معنا وعارضه بقوله {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} وهذه معارضة الزمخشري في كشافه قال وفيها التنبيه على أن الأمر لو كان كما يقوله المجسمة كان حملة العرش ومن حوله مشاهدين معاينين ولما وصفوا بالإيمان لأنه إنما يوصف بالإيمان الغائب ولما وصفوا به على سبيل الثناء عليهم علم أن إيمانهم وإيمان من في الأرض، وكل من غاب عن ذلك المقام سواء في إيمان الجميع بطريق النظر والاستدلال لا غير وأنه لا طريق إلى معرفته إلا هذا وأنه منزه عن صفات الأجرام فلو كان المجسم بزعمك جسما حقيقة لما رضي لنفسه ولمن يخاطبه بمثل هذا الكلام الذي هو من أقبح الكلام وأبطله ولشح على زمانه وأوراقه أن يضيعه بمثله ولمنعه وقار القرآن وعظمته في صدره أن يفسره بمثل هذا الكلام الذي هو كما قيل مثل حجارة الكنيف ترجع وتنجس فقد صرح قائله بأن إيمان محمد بن عبد الله وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وجميع الأنبياء والمرسلين إنما هو عن نظر واستدلال وهم بسعادتهم قد سدوا جميع طرق الإيمان والمعرفة إلا طريق الجواهر والأعراض والاجتماع والافتراق وإبطال حوادث لا أول لها وزعموا أن من لم يعرف ربه من تلك الطريق مات ولم يعرف له ربا ولم يقر بأن له إلها وخالقا وزادوا في الافتراء والكذب والبهت فزعموا أن إيمان جبريل وميكائيل والملائكة المقربين وجميع المرسلين مبني على هذه الطريقة وأن إيمانهم كلهم سواء وأنهم لا طريق لهم إلى معرفته إلا هذا النظر والاستدلال الذي وضعه لهم شيوخ الجهمية ومبتدعة المتكلمين وضلال أهل الاعتزال فها هنا يسجد المجسم بزعمكم شكرا لله إذ عافاه الله من مثل هذا البلاء العظيم وهذا القول أقل وأحقر من أن يتكلف للوجوه التي تدل على بطلانه بأكثر من حكايته)ا.هـ.

وخلاصة الردّ على شبهة الزمخشري:
1. أن رؤية حملة العرش لربّهم أو عدم رؤية أمر غيبي لا نثبته ولا ننفيه إلا بدليل شرعي، والعرش عظيم جداً؛ بل قد ورد أنه أعظم المخلوقات، وليس بلازم في العقل أن من يطوف حوله يرى من عليه؛ فانتفت الشبهة من أصلها.
2. أنهم لو صحّ الدليل بأنّهم رأوه فهذا لا ينفي وصفهم بالإيمان؛ والله تعالى قد وصفهم بأنّهم يؤمنون به؛ فلا حجّة لأحد يعارض وصف الله لهم بالإيمان.
3. أنّ الملائكة يسمعون تكلّم الله تعالى بالوحي كما صحّت الأحاديث بذلك؛ فسماعهم كلام الله تعالى لم ينفِ وصف الإيمان عنهم، وما يقال في السمع يقال نظيره في الرؤية إذ لا فرق مع تحققهم من أنّ الكلام كلام الله تعالى.
4. أن الإيمان لا يُقصر على الإقرار بالوجود؛ فهذا القدْر يقرّ به أكثر أهل الأرض؛ ولم ينكر وجود الله تعالى إلا فئة قليلة جداً من الملاحدة؛ فالإيمان الذي أثنى الله تعالى عليهم به هو ما فسّرته النصوص الأخرى من دأبهم في طاعته وذكره وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
لا على مجرّد أنهم يقرّون بوجوده.

وقول الألوسي هنا: ((وينبغي أن يعلم أن كون حملة العرش لا يرونه عز وجل بالحاسة لا يلزم من عدم رؤية المؤمنين إياه تعالى في الدار الآخره).
هذا فيه خطأ من جهة التسليم للزمخشري في استنتاجه بأنّ وصف الملائكة بالإيمان يقتضي أنهم لا يرون الله، وقد عُلم أن الزمخشري ركّب حجّته من أمرين:
الأول: أنّه ليس على العرش إله حقيقة.
والثاني: أن الملائكة الذين حول العرش إنما وصفوا بالإيمان لأنهم آمنوا بالله وهم لا يرونه.
وكلا الأمرين خطأ بيّن.
لكن الألوسي استدرك عليه بأنّ هذا لا يقتضي أنّ المؤمنين لا يرون ربهم يوم القيامة، والمعتزلة ينكرون أحاديث الرؤية.
ومن الأشاعرة من يثبت الرؤية لكن لديهم خطأ في تفسير معناها اضطرّهم إليه نفيهم صفة العلوّ الحقيقي لله تعالى؛ فقالوا: يُرى ولكن ليس إلى جهة.
وهذا كلام غير معقول المعنى.
والألوسي في تفسيره لآيات الاعتقاد اضطراب؛ فتارة يقول بقول أهل السنّة وينصره، وتارة يقول ببعض أقوال أهل البدع.

والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 ذو القعدة 1437هـ/16-08-2016م, 01:28 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هلال الجعدار مشاهدة المشاركة
شيخنا الكريم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفعنا الله بعلمكم ونفعكم به في الدارين ، وأسبغ عليكم نعمه في الدنيا والآخرة ، وجعل ما تفعلون من خدمة كتاب الله سببا لشفاعة القرآن لكم يوم المعاد ، رفع الله درجتكم وأعلى مكانتكم.
شيخنا هذا إنموذج عن الصياغة النهائية لمادة الدرس أ والتي سأسير عليها حتى نهاية السورة ، ثم أذكر وأُذكّر في نهاية الدرس بالفوائد المهمة .
فالرجاء التقييم والتقويم.


ودرسنا اليوم بعنوان ( من الخاسر) ففي زماننا التي أصبحت الماديات هى المهم والأهم فيه ، وأصبح قياس الربح والخسارة على مقياس ما عند المرء من متاع الدنيا، فأصبح الناجح هو صاحب الشهادات وإن كانت في ما حرم الله ، وأصبح يُقتدى بسقط المتاع سفهاء الأحلام ، أهل الفسق والفجور ممن يسمونهم أهل الفن وغيرهم ، فأصبحت في أيامنا هذه الأمور معكوسة منكوسة فأصبح حالنا كما أخبر من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ، ولكن من يريد أن يعرف أهل الربح والخسار فليرجع إلى كتاب رب الأبرار والفجار فهذا الذي يؤخذ منه بحق العلم والحكم ، لا غيره من سفاهات وتفاهات المغرضين ، وحديثنا اليوم يدور حول تفسير سورة من سور القرآن الكريم ، هى سورة مكية ، من قصار المفصل .
سورة قال عنها الشافعي الإمام المعروف ( محمد بن إدريس صاحب المذهب المعروف ) : لو تدبر الناس هذه السورة ، لوسعتهم.
سورة كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بعضهم بعضاً بها ، فقد روى ابن جرير الطبري من طريق حماد بن سلمة ، عن عن ثابت عن عبد الله بن حصن [ أبي مدينة ] ، قال : [ كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا ، لم يتفرقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر " سورة العصر " إلى آخرها ، ثم يسلم أحدهما على الآخر] .
سورة رغم قصرها لكنها معجزة تحدى بها الله الكافرين، فقد ذكروا أنّ عمرو بن العاص وفد على مسيلمة الكذّاب، وذلك بعدما بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقبل أن يسلم عمرٌو؛ فقال له مسيلمة: ماذا أنزل على صاحبكم في هذه المدّة؟ قال: لقد أنزل عليه سورةٌ وجيزةٌ بليغةٌ. قال: وماهي؟ فقال: {والعصر إنّ الإنسان لفي خسرٍ إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر}.
ففكّر مسيلمة هنيهةً ثمّ قال: وقد أنزل عليّ مثلها. فقال له عمرٌو: وما هو؟ فقال: ياوبر، ياوبر، إنّما أنت أذنان وصدرٌ، وسائرك حقرٌ نقرٌ. ثمّ قال.: كيف ترى يا عمرو؟ فقال له عمرٌو: واللّه إنّك لتعلم أنّي أعلم أنّك تكذب.
إنها سورة العصر ، وإن شئت فقل هى السورة الجامعة لأصول رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال عنها الشيخ الشنقيطي رحمه الله .
فهيا بنا لنقف معها وقفة تدبر وفكر وتأمل ، نعيش ملياً في رحابها نقطف من ثمارها ونجني من حصادها فهى من كلام ربنا بدأها بالقسم ثم أكد قسمه ن وهو جل وعلا لا يحتاج أن يقسم وأو يؤكد سبحانه وتعالى ،ولكن لينتبه الغافل ويعي العاقل ويتقين الجميع أن الأمر حق ، ألا وهو أن جميع الخلق من الجن والإنس في خسار وهلاك ، إلا من استثناهم رب البرية الرحيم الكريم سبحانه جل في عُلاه .
قال سبحانه: {وَالْعَصْرِ}.
فالواو هنا واو القسم ، وحروف القسم ثلاثة هى ( الواو ، والباء ، والتاء ) كوالله ، وتالله ، وبالله ، فليعم الجميع ذلك حتى لا يقعوا في قسم محرم ، فيقسم سبحانه وتعالى بشيء من خلقه ألا وهو العصر قسماً يراد به تأكيد الخبر كما هو شأن أقسام القرآن ، ومقصد القسم بيان حال الناس في عصر الإِسلام بين مَن كفر به ومن آمن واستوفى حظه من الأعمال التي جاء بها الإِسلام ، ويعرف منه حالُ من أسلموا وكان في أعمالهم تقصير متفاوت، والعصر هُنا هو الليل والنهار ، محل أفعال العباد وأعمالهم، وهو من مظاهر بديع التكوين الرباني الدال على عظيم قدرته وسعة علمه، فالألف واللام معناها تعريف العهد الذهني أي كل عَصْر، وللعصر معانٍ يتعين أن يَكون المراد منها لا يعدو أن يكون حالة دالة على صفة من صفات الأفعال الربانية ، يتعين إما بإضافته إلى ما يُقدر ، أو بالقرينة فهو اسم للزمن كله أو جزء منه، والمراد بالعصر هنا ورد فيه أقوال كثيرة :
فروي عن ابن عباس أنه قال أنه الدهر.
وروي عن قتادة وزيد بن أسلم أنهما قالا أنه العشي ، والعشي هو وقتٍ ما بين آخر وقت الظهر وبين اصفرار الشمس فمبدؤه إذا صار ظل الجسم مثلَه بعد القَدْر الذي كان عليه عند زوال الشمس ويمتد إلى أن يصير ظلُّ الجسم مثلَيْ قدرِه بعد الظل الذي كان له عند زوال الشمس . وذلك وقت اصفرار الشمس ، وهذا وقت صلاة العصر .
وقيل أن المراد به عصرَ النبي صلى الله عليه وسلم.ذكره ابن عاشور والشنقيطي
وقيل أنه يراد به عصر الإِسلام كلِه. ذكره ابن عاشور
وقيل أنه الليل والنهار. ذكره ابن عطية والشنقيطي
وقد رجح الكثير من المفسرين أنه الأول (( أنه الدهر ))، قال ابن عطية: قال أبي بن كعب : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العصر فقال : أقسم ربكم بآخر النهار ، واستدل لهذا القول الشنقيطي بما جاء موقوفا على علي رضي الله عنه ، ومرفوعا من قراءة شاذة : " والعصر ونوائب الدهر " . وحمل على التفسير إن لم يصح قرآنا ، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس .
وللقسم بالعصر فائدة لطيفة ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير فقال: [فذلك وقت يؤذن بقرب انتهاء النهار ، ويذكر بخلقة الشمس والأرض ، ونظام حركة الأرض حول الشمس ، وهي الحركة التي يتكون منها الليل والنهار كل يوم وهو من هذا الوجه كالقسم بالضحى وبالليل والنهار وبالفجر من الأحوال الجوية المتغيرة بتغير توجه شعاع الشمس نحو الكرة الأرضية، وفي ذلك الوقت يتهيأ الناس للانقطاع عن أعمالهم في النهار كالقيام على حقولهم وجنَّاتهم ، وتجاراتهم في أسواقهم ، فيذكر بحكمة نظام المجتمع الإِنساني وما ألهم الله في غريزته من دأب على العمل ونظام لابتدائه وانقطاعه . وفيه يتحفز الناس للإِقبال على بيوتهم لمبيتهم والتأنس بأهليهم وأولادهم . وهو من النعمة أو من النعيم ، وفيه إيماء إلى التذكير بمَثَل الحياة حين تدنو آجال الناس بعد مضي أطوار الشباب والاكتهال والهَرم].
- وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال ، وهو حكم الحلف بغير الله أو بشيء من مخلوقاته؟
والجواب: وإن لم يكن قد ذكره المفسرون ، ولكن ذكره شراح الأصول الثلاثة وغيرها ، وقد جاء بيانه في موضعه من الفقه، وخلاصة ما ذُكر أنه لا يجوز الحلف بغير الله فمن حلف بغير الله فقد اشرك أو كفر ، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد ، والشرك هنا شرك أصغر لا يُخرج من الملة ، وأما الله فهو الخالق المالك له أن يقسم بما يشاء من مخلوقاته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحياك الله أخي هلال ونفع بك..
البداية حسنة لكنها غير كافية لعدم وضوح المقاصد والعناصر الرئيسة للدرس وكذلك تداخل الحديث عن بعض مسائله، وما ذكرته من تحرير للمسائل ينبغي مراجعته وتتميمه وتحسينه.
وكذلك يفضّل أن تضيف إلى درسك ما يشدّ الانتباه إلى الأفكار الرئيسة من الآثار والقصص الصحيحة والأمثال النافعة والوصايا الحكيمة بما يناسب المتلقّين.

وأرى أن تعبئة أنموذج البدء في المرحلة الثانية بعناية سيختصر عليك كثيراً، وتتضح لك به خطوات إعداد الدرس بإذن الله تعالى.

وفقك الله.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مع, التواصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir