دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > بلوغ المرام > كتاب الجهاد

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 محرم 1430هـ/20-01-2009م, 02:06 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي [من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله]


وعنْ أبي موسى الأشعريِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)). مُتَّفَقٌ عليهِ.

  #2  
قديم 24 محرم 1430هـ/20-01-2009م, 05:45 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني


8/1187 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
وَفِي الْحَدِيثِ هُنَا اخْتِصَارٌ، وَلَفْظُهُ: عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُ قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: ((مَنْ قَاتَلَ)) الْحَدِيثَ.
وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْقِتَالَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُكْتَبُ أَجْرُهُ لِمَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، وَمَفْهُومُهُ أَنَّ مَنْ خَلا عَنْ هَذِهِ الْخَصْلَةِ فَلَيْسَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَهُوَ مِنْ مَفْهُومِ الشَّرْطِ. وَيَبْقَى الْكَلامُ فِيمَا إذَا انْضَمَّ إلَيْهَا قَصْدُ غَيْرِهَا، وَهُوَ الْمَغْنَمُ مَثَلاً، هَلْ هُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ لا؟
قَالَ الطَّبَرِيُّ: إنَّهُ إذَا كَانَ أَصْلُ الْمَقْصِدِ إعْلاءَ كَلِمَةِ اللَّهِ لَمْ يَضُرَّ مَا حَصَلَ مِنْ غَيْرِهِ ضِمْناً، وَبِذَلِكَ قَالَ الْجُمْهُورُ. وَالْحَدِيثُ يَحْتَمِلُ أَنَّهُ لا يَخْرُجُ عَنْ كَوْنِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَعَ قَصْدِ التَّشْرِيكِ؛ لأَنَّهُ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، وَيَتَأَيَّدُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ}؛ فَإِنَّ ذَلِكَ لا يُنَافِي فَضِيلَةَ الْحَجِّ، فَكَذَلِكَ فِي غَيْرِهِ. فَعَلَى هَذَا، الْعُمْدَةُ الْبَاعِثُ عَلَى الْفِعْلِ، فَإِنْ كَانَ هُوَ إعْلاءَ كَلِمَةِ اللَّهِ لَمْ يَضُرَّهُ مَا انْضَافَ إلَيْهِ ضِمْناً.
وَبَقِيَ الْكَلامُ فِيمَا اسْتَوَى الْقَصْدَانِ، فَظَاهِرُ الْحَدِيثِ وَالآيَةِ أَنَّهُ لا يَضُرَّ، إلاَّ أَنَّهُ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلاً غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ، مَا لَهُ؟ قَالَ: ((لا شَيْءَ لَهُ))، فَأَعَادَهَا ثَلاثاً، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: ((لا شَيْءَ لَهُ))، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ خَالِصاً، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ)).
قُلْتُ: فَيَكُونُ هَذَا دَلِيلاً عَلَى أَنَّهُ إذَا اسْتَوَى الْبَاعِثَانِ: الأَجْرُ وَالذِّكْرُ مَثَلاً، بَطَلَ الأَجْرُ، وَلَعَلَّ بُطْلانَهُ هُنَا لِخُصُوصِيَّةِ طَلَبِ الذِّكْرِ؛ لأَنَّهُ انْقَلَبَ عَمَلُهُ لِلرِّيَاءِ، وَالرِّيَاءُ مُبْطِلٌ لِمَا يُشَارِكُهُ، بِخِلافِ طَلَبِ الْمَغْنَمِ؛ فَإِنَّهُ لا يُنَافِي الْجِهَادَ، بَلْ إذَا قَصَدَ بِأَخْذِ الْمَغْنَمِ إغَاظَةَ الْمُشْرِكِينَ، وَالانْتِفَاعَ بِهِ عَلَى الطَّاعَةِ، كَانَ لَهُ أَجْرٌ؛ فَإِنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: {وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ}، وَالْمُرَادُ النَّيْلُ الْمَأْذُونُ فِيهِ شَرْعاً.
وَفِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً فَلَهُ سَلَبُهُ)) قَبْلَ الْقِتَالِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لا يُنَافِي قَصْدُ الْمَغْنَمِ الْقِتَالَ، بَلْ مَا قَالَهُ إلاَّ لِيَجْتَهِدَ السَّامِعُ فِي قِتَالِ الْمُشْرِكِينَ.
وَفِي الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((انْتَدَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لا يُخْرِجُهُ إِلاَّ إيمَانٌ بِي، وَتَصْدِيقٌ بِرَسُولِي، أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ)).
وَلا يَخْفَى أَنَّ هذهِ الأَخْبَارَ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ تَشْرِيكِ النِّيَّةِ؛ إذ الإِخْبَارُ بِهِ يَقْتَضِي ذَلِكَ غَالِباً، ثُمَّ إنَّهُ قدْ يُقْصَدُ الْمُشْرِكُونَ لِمُجَرَّدِ نَهْبِ أَمْوَالِهِمْ، كَمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ مَعَهُ فِي غَزَاةِ بَدْرٍ لأَخْذِ عِيرِ الْمُشْرِكِينَ.
وَلا يُنَافِي ذَلِكَ أَنْ تَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، بَلْ ذَلِكَ مِنْ إعْلاءِ كَلِمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَقَرَّهُم اللَّهُ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ، بَلْ قَالَ تَعَالَى: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}، وَلَمْ يَذُمَّهُمْ بِذَلِكَ، مَعَ أَنَّ فِي هَذَا الإِخْبَارِ إخْبَاراً لَهُمْ بِمَحَبَّتِهِمْ لِلْمَالِ دُونَ الْقِتَالِ، فَإِعْلاءُ كَلِمَةِ اللَّهِ يَدْخُلُ فِيهِ إخَافَةُ الْمُشْرِكِينَ، وَأَخْذُ أَمْوَالِهِمْ، وَقَطْعُ أَشْجَارِهِمْ، وَنَحْوُهُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَهُوَ يَبْتَغِي عَرَضاً مِن الدُّنْيَا؟ فَقَالَ: ((لا أَجْرَ لَهُ))، فَأَعَادَ عَلَيْهِ ثَلاثاً، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: ((لا أَجْرَ لَهُ))، فَكَأَنَّهُ فَهِمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْحَامِلَ هُوَ الْغَرَضُ مِن الدُّنْيَا، فَأَجَابَهُ بِمَا أَجَابَ، وَإِلاَّ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ تَشْرِيكُ الْجِهَادِ بِطَلَبِهِ الْغَنِيمَةَ أَمْراً مَعْرُوفاً فِي الصَّحَابَةِ؛ فَإِنَّهُ أَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي رَجُلاً شَدِيداً أُقَاتِلُهُ وَيُقَاتِلُنِي، ثُمَّ ارْزُقْنِي عَلَيْهِ الصَّبْرَ حَتَّى أَقْتُلَهُ، وَآخُذَ سَلَبَهُ.
فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ طَلَبَ الْعَرَضِ مِن الدُّنْيَا مَعَ الْجِهَادِ كَانَ أَمْراً مَعْلُوماً جَوَازُهُ لِلصَّحَابَةِ، فَيَدْعُونَ اللَّهَ بِنَيْلِهِ.

  #3  
قديم 24 محرم 1430هـ/20-01-2009م, 05:46 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام


1101 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
مَا يُؤْخَذُ مِنَ الْحَدِيثِ:
1- تَمَامُ الْحَدِيثِ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)). فَهَذَا مَنْطُوقُ الْحَدِيثِ.
2- مَعْنَى: يُقَاتِلُ للذِّكْرِ؛ أَيْ: لِيُذْكَرَ بَيْنَ النَّاسِ، وَيُوصَفَ بالشَّجَاعَةِ، فَالذِّكْرُ: الشَّرَفُ وَالفَخْرُ.
وَقَوْلُهُ: يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ: (يُرَى) مَبْنِيٌّ للمجهولِ، وَ (مكانُهُ): مَنْزِلَتُهُ مِن الشجاعةِ، فَالفَرْقُ بَيْنَ هَذَا وَالَّذِي قَبْلَهُ: أَنَّ الأَوَّلَ يُقَاتِلُ للسُّمْعَةِ، وَالثَّانِي للرِّيَاءِ.
3- أَمَّا مَفْهُومُ الشَّرْطِ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ مَنْ قَاتَلَ لِغَيْرِ هَذِهِ الْغَايَةِ، فَلَيْسَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا قِتَالُهُ فِي سَبِيلِ الْغَايَةِ الَّتِي قَصَدَهَا.
4- أَمَّا إِذَا انْضَمَّ إِلَى غايةِ الجهادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَقْصِدٌ آخَرُ، فَقَالَ الطَّبَرِيُّ: (إِذَا كَانَ المَقْصِدُ إعلاءَ كَلِمَةِ اللَّهِ، لَمْ يَضُرَّ مَا حَصَلَ مِنْ غَيْرِهِ ضِمْناً). وبهذا قَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ.
وَيَتَأَيَّدُ هَذَا بِمَا جَاءَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ عُكَاظٌ وَمَجَنَّةُ وذُو الْمَجَازِ أَسْوَاقاً فِي الجاهليَّةِ، فَتَأَثَّمُوا أَنْ يَتَّجِرُوا فِي الْمَوَاسِمِ، فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ}. [البقرة: 198] فِي مَوَاسِمِ الحجِّ.
والقصدُ أَنَّهُ إِذَا كَانَ المَقْصِدُ هُوَ الجهادَ وَإِعْلاءَ كَلِمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، فَلا يَضُرُّهُ دُخُولُ غَيْرِهِ ضِمْناً.
5- أَنَّ مِنَ الجهادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ دَفْعَ الْكُفَّارِ عَنْ بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَرَاضِيهِم، لا سِيَّمَا الأَمْكِنَةُ المُقَدَّسَةُ، كالقدسِ، والمسجدِ الأَقْصَى، وَدَفْعُ الحُكُومَاتِ الشُّيُوعِيَّةِ عَنْ بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ، كَمَا كَانَ فِي أَفْغَانِسْتَانَ، وَغَيْرِهَا مِنْ بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ، الَّتِي هِيَ تَحْتَ سَيْطَرَةِ أَعْدَائِهِم، فَقَدْ جَاءَ فِي أَبِي دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيِّ فِي (جَامِعِهِ) مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ)).
وَوَجْهُ الدلالةِ أَنَّهُ لَمَّا جَعَلَهُ شَهِيداً دَلَّ عَلَى أَنَّ لَهُ القتلَ والقتالَ، فَصَارَ القتالُ مَشْرُوعاً، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
6- جَاءَ فِي (سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ) أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العاصِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْجِهَادِ؟ فَقَالَ: ((يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنْ قَاتَلْتَ صَابِراً مُحْتَسِباً، بَعَثَكَ اللَّهُ صَابِراً مُحْتَسِباً، وَإِنْ قَاتَلْتَ مُرَائِياً مُكَاثِراً، بَعَثَكَ اللَّهُ مُرَائِياً مُكَاثِراً، وَيَا عَبْدَ اللَّهِ، عَلَى أَيِّ حَالٍ قَاتَلْتَ أَوْ قُتِلْتَ، بَعَثَكَ اللَّهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ)).
قُلْتُ: إِنَّ اخْتِلافَ النيةِ والقصدِ مُؤَثِّرٌ فِي كُلِّ الأعمالِ لحديثِ: ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى)).
7- وبهذا الْحَدِيثِ وَأَمْثَالِهِ عُلِمَ مَبْدَأٌ سَامٍ، وَهُوَ إعلاءُ كَلِمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَنْ أَحَقُّ بإعلاءِ كلمتِهِ غَيْرُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلا؟!
وبهذا.. فالإسلامُ لا يُبِيحُ القتالَ لغاياتٍ عُدْوَانِيَّةٍ، أَوْ مَقَاصِدَ مَادِّيَّةٍ، بِسِيَادَةِ عُنْصُرٍ عَلَى عُنْصُرٍ، أَوْ شَعْبٍ عَلَى شَعْبٍ، أَوْ طَبَقَةٍ عَلَى طَبَقَةٍ أُخْرَى، أَوْ تَوْسِيعِ رُقْعَةِ مَمْلَكَةٍ، أَوْ أَغْرَاضٍ حَرْبِيَّةٍ، أَوْ مَكَاسِبَ اقْتِصَادِيَّةٍ، أَوْ أَسْوَاقٍ تِجَارِيَّةٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا تَتَّخِذُهُ الدولُ وسيلةً لإشعالِ الحروبِ، وهَدْمِ السِّلْمِ الدَّائِمِ، فَلَيْسَ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي شَيْءٍ مِمَّا أَبَاحَ الإِسْلامُ القتالَ لأجلِهِ؛ ذَلِكَ لأَنَّ غايةَ الإِسْلامِ مَبَادِئُ كريمةٌ يَعُمُّ نَفْعُهَا النَّاسَ جَمِيعاً.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من, قاتل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir