دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > تدوين التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 26 جمادى الأولى 1443هـ/30-12-2021م, 06:41 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

بدء التصنيف:
بعد اشتهار التدوين كثرت الصحف والنسخ الحديثية والتفسيرية وغيرها في أواخر زمن التابعين وزمن تابعي التابعين حتى صار من غير المستنكر أن يكون لدى الواحد منهم صحف ونسخ كثيرة جداً لكثرة ما يحضر من مجالس العلماء وما يُملى فيها من الحديث ومسائل العلم.
- قال خلف بن تميم: سمعت أبا الأحوص إن شاء الله ذكر عن أبي إسحاق، قال: (ما ترك لنا إسرائيل كُوَّة، ولا سِفطاً إلا دحسها كتباً). رواه الخطيب البغدادي.
وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي من طبقة تابعي التابعين.
- وقال أبو العيناء محمد بن القاسم: حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى قال: (كان أبو عمرو بن العلاء أعلم الناس بالقرآن، والعربية، والعرب وأيامها، والشعر وأيام الناس، وكان ينزل خلف دار جعفر بن سليمان الهاشمي، وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف، ثم تنسك فأحرقها). رواه ابن عساكر.
- وقال علي ابن المديني: (نظرت لروح بن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث، كتبت منها عشرة آلاف). رواه الخطيب البغدادي.

وهذا كان حال كثير من أهل العلم من تابعي التابعين في جميع فنون العلم، ولذلك لمّا جاء تبع الأتباع واجتهدوا في طلب العلم، وطوّفوا البلدان للسماع من الشيوخ وتحصيل النسخ والكتب وعرضها وتصحيحها اجتمع لهم شيء عظيم من الأحاديث والآثار، وكثير منها له طرق كثيرة وألفاظ متعددة.
- قال عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي: سألت إبراهيم بن سعيد الجوهري عن حديث لأبي بكر الصديق، فقال لجاريته: أخرجي إليَّ الثالث والعشرين من مسند أبي بكر.
فقلت له: لا يصحّ لأبي بكر خمسون حديثاً، من أين ثلاثة وعشرين جزءاً؟
فقال: (كلّ حديثٍ لم يكن عندي من مائة وجه فأنا فيه يتيم).
وإبراهيم بن سعيد الجوهري(ت:249هـ) ثقة حافظ مسند من شيوخ مسلم وأبي داوود والترمذي وابن ماجه والنسائي وطبقتهم، كان معروفاً بكثرة كتابة الأحاديث، قال عنه الإمام أحمد كما في التهذيب: (كثير الكتاب، كتب فأكثر)، وقد مات مرابطاً في الثغور رحمه الله.
- وقال الإمام أحمد: (انتقيتُ المسند من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف حديث).
وأحاديث المسند نحو ثلاثين ألف حديث.
- وقال الإمام مسلم: (صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة).
- وقال أبو داود: (كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمّنته كتاب السنن).
- وقال إسحاق ابن راهويه: (كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي).
وقد نقل البيكنديّ هذه العبارة إلى محمد بن إسماعيل البخاري: فقال: (أوتعجب من هذا؟ لعلّ فِي هذا الزمان مَن ينظر إلى مائتي ألف حديث من كتابه).
قال البيكندي: (وإنّما عَنى بِهِ نفسه). وهذه الحكاية في تاريخ بغداد للخطيب.
وكتابه المقصود هنا إنما هو أصله العلمي الذي اتّخذه لنفسه، وأما صحيحه فأحاديثه نحو سبعة آلاف.
وهذه الأحاديث الكثيرة التي حصّلوها وجعلوها أصولاً لهم استفادوا أكثرها من النسخ التي طوّفوا البلدان في تحصيلها وسماعها، وما كتبوه عن شيوخهم من نسخ خاصة.

فلا ريب أنّ الحاجة للتصنيف والترتيب كانت ملحة، وهذا أمر قد تُفُطّن له في أواخر عصر التابعين فكتب بعضهم كتباً في بعض فروع العلم، ثم في زمان تابعي التابعين بدأ التصنيف المعروف للأحاديث والآثار على المسانيد وعلى السنن، ثم كثر ذلك جداً في عصر تبع أتباع التابعين، ومن بعدهم.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخامس, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir