المجموعة الثانية:
1: بيّن المقصد العام لرسالة عبد العزيز الداخل حفظه الله.
المقصد العام:...بيان أن من مراتب الدين الإسلامي مرتبة الإيمان و مرتبة الإسلام
والتفريق بين مرتبة الإسلام ومرتبة الإيمان..الذي ترتب عن التفريق بين الإسلام والإيمان
وبيان اطلاقات كل واحد منهما..وبيان..متى يجتمعان ومتى يفترقان..ودلالة كل واحد منها حال اجتماعهما وحال افتراقهما..وبيان فضل الإيمان و أهله
2: بيّن فضل مرتبة الإيمان.
دين الإسلام على ثلاثة مراتب
مرتبة الإسلام ؛ مرتبة الإيمان؛ مرتبة الإحسان ؛ كما ورد ذلك من حديث جبريل
وأركاk الإيمان ،ستة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.
و أهل هذه المرتبة هم أهل الإيمان المطلق، الذين كمل إسلامهم وإيمانهم بإتيانهم ما وجب عليهم وتركهم ما حرم الله عليهم، وعدم إصرارهم على الذنوب
ولمرتبة الإيمان فضائل في الدنيا والآخر
-تحويل المصائب إلى نِعم....
إذا أصيب المؤمن بمصيبة ونظر إليها وإلى حجمها وضخامتها، ثم تذكر أن الله عز وجل إنما يبتليه ليرفع درجته، ويعلي منزلته ويثيبه عليها صبراً لها، وتلقاها بصدرٍ رحب وفرح بها، يقول تبارك وتعالى:
{..{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة: 155 - 157]
كما ورد في صحيح مسلم عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ». رقم 7692
-تكفير الخطايا بالصبر على البلاء
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا مِنْ مُصِيبَةٍ يُصَابُ بِهَا الْمُسْلِمُ إِلاَّ كُفِّرَ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ».صحيح مسلم 6730
- الاغتباط بولاية الله الخاصة التي هي أعظم ما حصل عليه المؤمنون، قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]، ثم وصفهم بقوله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 63].
--وأهل هذه المرتبة هم الذين زكاهم وأثنى عليهم في كتابه
--حصول الأمن والاطمئنان والسعادة.والبشارة في الدنيا والآخرة
حصول البشارة بكرامة الله والأمن التام من جميع الوجوه كما قال تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 223]، فأطلقها ليعم الخير العاجل والآجل.
وقيّدها في مثل قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ}[البقرة: 25]، فلهم البشارة المطلقة والمقيدة.
ولهم الأمن المطلق في مثل قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام: 82].
ولهم الأمن المقيد في مثل قوله تعالى: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأنعام: 48]، فنفى عنهم الخوف لما يستقبلونه، والحزن مما مضى عليهم، وبذلك يتم لهم الأمن.
فالمؤمن له الأمن التام في الدنيا والآخرة: أمن من سخط الله وعقابه، وأمن من جميع المكاره والشرور.
وله البشارة الكاملة بكل خير، كما قال تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ} [يونس: 64]،
ويوضح هذه البشارة قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ} [فصلت: 30-32]،
- حصول النور الذي يمشي به العبد في حياته، ويمشي به يوم القيامة{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الحديد: 12]، فالمؤمن من يمشي في الدنيا بنور علمه وإيمانه، وإذا أُطفئت الأنوار يوم القيامة: مشى بنوره على الصراط حتى يجوز به إلى دار الكرامة والنعيم.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الحديد: 28].
- وكذلك رتب المغفرة على الإيمان، ومن غُفرت سيئاته سلم من العقاب، ونال أعظم الثواب.
.
-- صاحب الإيمان يهديه الله إلى الصراط المستقيم، ويهديه إلى علم الحق، وإلى العمل به ..قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ ۖ} [يونس: 9].
وقال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ} [التغابن: 11].
- أهل هذه المرتبة موعودون بدخول الجنة والنجاة من النار لقوله تعالى "{ ..سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ[ الحديد: 21]
- التثبيت عند الموت
قال تعالى ..{...{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)} [إبراهيم: 27]
- حصول الفلاح –....كما قال تعالى -بعد ذكره المؤمنين بما أُنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- وما أُنزل على من قبله، والإيمان بالغيب. وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة: اللتين هما من أعظم آثار الإيمان- قال تعالى: {أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة: 5]. .
- الإيمان يقطع الشكوك التي تعرض لكثير من الناس ، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات: 15]،
3: اذكر ما لاحظته من جوانب الإحسان والقوة العلمية في رسالة ابن تيمية رحمه الله، مع التمثيل.
- ذكر أقوال السلف؛ كما فعل ذلك في بيان سبب نزول الآية
قال" ... قال قتادة والضّحّاك وغيرهما: إنّ المسلمين وأهل الكتاب افتخروا؛ فقال أهل الكتاب: نبيّنا قبل نبيّكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولى باللّه منكم.
-وروى سفيان عن الأعمش عن أبي الضّحى عن مسروقٍ قال: لمّا نزلت هذه الآية: {ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به}قال أهل الكتاب: نحن وأنتم سواءٌ حتّى نزلت:{ومن يعمل من الصّالحات من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ}الآية.
- الاعتماد على بعض علوم القران في بيان القول الراجح...كما اعتمد على المكي والمدني في تقوية أحد القولين وترجيحه عند الاختلاف في سبب نزول الآية
قال رحمه الله
والأوّل أشهر في النّقل وأظهر في الدّليل:
- لأنّ السّورة مدنيّةٌ بالاتّفاق فالخطاب فيها مع المؤمنين كسائر السّور المدنيّة.
-الاستدلال للقول الراجح بعدة أدلة بحيث لا يبقي للمخالف حجة
كما فعل عند ترجيح أحد القولين في سبب نزول الآية
-مناقشة ما يورد على الآية من إشكال من كل جوانبه حتى لا يبقى للمعترض ما يعترض به.
كما ناقش من أورد أن الآية لا تدل أو لا تنفي وجود دين مثل دين الإسلام .وان كانت تنفي وجود دين أحسن من دين الإسلام.
-الاعتماد على المعاني اللغوية وأساليب العرب في الاستدلال.
-ذكر النظائر التي تقوي معنى الآية
كما قال رحمه الله ...{ وممّا يشبه هذا من بعض الوجوه نهي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يفضّل بين الأنبياء التّفضيل الّذي فيه انتقاص المفضول والغضّ منه كما قال صلّى اللّه عليه وسلّم: (لا تفضّلوا بين الأنبياء)، وقال: (لا تفضّلوني على موسى)بيانٌ لفضله وبهذين يتمّ الدّين
وقال.."{ وَنَظِيرُهَا قَوْلُهُ : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
. -الاعتماد على الأدلة العقلية ؛ في الاستدلال ..كاعتماده على السبر والتقسيم ..في قوله {...أنّه إذا كان لا دين أحسن من هذا فالغير إمّا أن يكون مثله أو دونه ولا يجوز أن يكون مثله..} وفي قوله { فإنّ الأقسام ثلاثةٌ: إمّا أن يكون ثمّ دينٌ أحسن منه. أو دونه أو مثله}
.وكما اعتمد على القياس الأولى كما في قوله ..{ ... وإذا كان هذا في دقّ الفروع فما الظّنّ بما تنازعوا فيه من الأصول؟}
-الاستطراد في بيان بعض المسائل التي يظن أنها شبيهة بالمسألة التي يبحث فيها...كما فعل رحمه الله أثناء بحثه لمسألة تفضيل الدين الإسلامي عرج لمسألة مفاضلة الأنبياء خصوصا والأشخاص عموما.