دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > سِيَر أعلام المفسرين

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 16 صفر 1444هـ/12-09-2022م, 11:56 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

سماحته وورعه
- قال معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه قال: كان معاذ بن جبل رجلاً سمحاً شاباً جميلاً من أفضل شباب قومه، وكان لا يمسكُ شيئاً؛ فلم يزل يدّان حتى أغلق ماله كله من الدين، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يطلب إليه أن يسأل غرماءَه أن يضعوا له، فأبوا، فلو تركوا لأحد من أجل أحد، تركوا لمعاذ بن جبل من أجل النبي صلى الله عليه وسلم؛ فباع النبي صلى الله عليه وسلم كلَّ ماله في دينه، حتى قام معاذ بغير شيء، حتى إذا كان عام فتح مكة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على طائفة من اليمن أميراً ليجبره؛ فمكث معاذ باليمن وكان أوَّل من اتّجر في مال الله هو، ومكث حتى أصاب، وحتى قُبض النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قبض قال عمر لأبي بكر: (أرسل إلى هذا الرجل، فدع له ما يعيّشه، وخذ سائره منه).
فقال أبو بكر: (إنما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ليجبره، ولست بآخذٍ منه شيئاً إلا أن يعطيني).
فانطلق عمر إلى معاذ إذ لم يطعه أبو بكر، فذكر ذلك عمر لمعاذ، فقال معاذ: (إنما أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجبرني، ولست بفاعلٍ).
ثم لقي معاذ عمر فقال: (قد أطعتك، وأنا فاعل ما أمرتني به، إني أريت في المنام أني في حومة ماء، قد خشيت الغرق، فخلصتني منه يا عمر).
فأتى معاذٌ أبا بكر فذكر ذلك له، وحلف له أنه لم يكتمه شيئاً حتى بيَّن له سوطه.
فقال أبو بكر: (لا والله لا آخذه منك، قد وهبته لك).
قال عمر: (هذا حين طاب وحلَّ).
قال: (فخرج معاذ عند ذلك إلى الشام). رواه عبد الرزاق في مصنفه، والبيهقي في دلائل النبوة.
وأما قوله: (حتى إذا كان عام فتح مكة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على طائفة من اليمن أميراً) إن كانت هذه العبارة محفوظة ففيها تجوّز؛ لأنه ثبت شهوده لغزوة تبوك، وإنما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة تبوك البعثة الأولى وذلك عام تسع للهجرة، ثم بعثه ثانية بعد ذلك بعام.
- وقال عبيد بن غنام بن حفص بن غياث النخعي: حدثني أبي، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلفوا أبا بكر رضي الله عنه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن فاستعمل أبو بكر رضي الله عنهما عمر على الموسم، فلقي معاذاً بمكة ومعه رقيق، فقال: ما هؤلاء؟
فقال: «هؤلاء أهدوا لي، وهؤلاء لأبي بكر».
فقال له عمر: إني أرى لك أن تأتي بهم أبا بكر.
قال: فلقيه من الغد، فقال: «يا ابن الخطاب، لقد رأيتني البارحة وأنا أنزو إلى النار وأنت آخذ بحجزتي، وما أراني إلا مطيعك».
قال: فأتى بهم أبا بكر، فقال: «هؤلاء أُهْدوا لي وهؤلاء لك».
قال: فإنا قد سلمنا لك هديتك، فخرج معاذ إلى الصلاة، فإذا هم يصلون خلفه، فقال معاذ: «لمن تصلون؟»
قالوا: لله عز وجل.
فقال: «فأنتم له، فأعتقهم». رواه الحاكم في المستدرك، والبيهقي في دلائل النبوة.
وروى ابن سعد والحاكم أيضاً نحوه من طريق شيبان بن عبد الرحمن عن الأعمش، عن شقيق.
- وقال أبو إسحاق السبيعي، عن سعيد بن وهب الخيواني قال: جلب أعرابيٌّ غنماً فمرَّ به معاذ بن جبل فساومه، فحلف الأعرابي أن لا يبيعه بذلك، ثم مرَّ به الأعرابي بعد ذلك، فقال لمعاذ: هل لك فيها؟
قال: «بكم؟»
قال: بالثمن الذي أعطيتني.
فقال معاذ: « ما كنت لأوثمك ». رواه عبد الرزاق.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معاذ, سيرة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir