بعض أخباره
- وقال عبد المؤمن بن خالد الحنفي: حدثنا عبد الله بن بريدة الأسلمي، عن أبي الأسود الديلي، قال: قلت لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: حدثني عن قصة الشيطان حين أخذته، فقال: جعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقة المسلمين فجعلت الثمر في غرفة، فوجدت فيه نقصانا، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «هذا الشيطان يأخذه» قال: فدخلت الغرفة فأغلقت الباب علي فجاءت ظلمة عظيمة فغشيت الباب، ثم تصور في صورة فيل، ثم تصور في صورة أخرى، فدخل من شق الباب فشددت إزاري علي فجعل يأكل من التمر، قال: فوثبت إليه فضبطته فالتقت يداي عليه فقلت: يا عدو الله، فقال: خل عني فإني كبير ذو عيال كثير وأنا فقير وأنا من جن نصيبين وكانت لنا هذه القرية قبل أن يبعث صاحبكم، فلما بعث أخرجنا عنها فخل عني، فلن أعود إليك فخليت عنه، وجاء جبريل عليه السلام فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فنادى مناديه أين معاذ بن جبل، فقمت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما فعل أسيرك يا معاذ؟» فأخبرته فقال: «أما إنه سيعود» فعاد، قال: فدخلت الغرفة، وأغلقت علي الباب فدخل من شق الباب، فجعل يأكل من التمر فصنعت به كما صنعت في المرة الأولى، فقال: خل عني فإني لن أعود إليك، فقلت: يا عدو الله ألم تقل: لا أعود؟ قال: فإني لن أعود وآية ذلك علي أن لا يقرأ أحد منكم خاتمة البقرة فيدخل أحد منا في بيته تلك الليلة). رواه الحاكم في المستدرك.
- وقال ابن شهاب الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان، قائد كعب من بنيه حين عمي، قال: سمعت كعب بن مالك، يحدث حين تخلَّف عن قصة تبوك ؛ فذكر الحديث بطوله، وفيه: قال كعب: ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك؛ فقال: وهو جالس في القوم بتبوك: «ما فعل كعب؟»
فقال رجل من بني سلمة: (يا رسول الله! حبسه برداه، ونظره في عطفه).
فقال معاذ بن جبل: (بئس ما قلت! والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيراً، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه البخاري.
- وقال معاذ بن هشام الدستوائي: حدثني أبي، حدثني القاسم بن عوف الشيباني قال: حدثنا معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه أتى الشام فرأى النصارى يسجدون لأساقفتهم وقسيسيهم وبطارقتهم، ورأى اليهود يسجدون لأحبارهم ورهبانهم وربانيهم وعلمائهم وفقهائهم، فقال: لأي شيء تفعلون هذا؟
قالوا: هذه تحية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
قلت: فنحن أحق أن نصنع بنبينا.
فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «إنهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم، لو أمرتُ أحداً أن يسجد لأحد لأمرتُ المرأةَ أن تسجد لزوجها من عظيم حقه عليها، ولا تجد امرأةٌ حلاوةَ الإيمان حتى تؤدّي حقَّ زوجها ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب». رواه الحاكم في المستدرك.
ورواه بن ماجه وابن حبان والبيهقي بنحوه من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن القاسم الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى.
ورواه البزار والطبراني في الكبير من طريق قتادة عن القاسم الشيباني عن زيد بن أرقم.