الإجابة:
المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)}.
هذه الآية جاءت في سياق آيات الحج قال تعالى:
"وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ "
يأمر الله تعالى بذكره في أيام معدودات وهي أيام التشريق وقيل يوم النحر ويومين بعده ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : هذه أيام أكل و شرب وذكر لله، ويكون ذكر الله بالتكبير المطلق والتكبير المقيد بعد الصلوات على مذهب الإمام مالك ، ويكون بالنحر ويكون بالدعاء وذكر الله تعالى بقراءة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، ثم ذكر حكم ترك منى تعجيلا أو تأخيرا فقال تعالى:
"فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى "
واختلف في التعجيل هل هو لمن له سبب يستدعي التعجيل أم هو مباح للجميع ، فمن تعجل في الثاني ومن تأخر لليوم الثالث فلا إثم عليه في ذلك ، وذلك لأنهم الإثنين يتقون الله بفعل الطاعات واجتناب النواهي ويخافون معصية الله ، ثم أمر الله تعالى المسلمين بالتقوى فقال تعالى:
"وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ"
أي خافوا الله واجعلو التقوى والطاعات تقيكم من عذاب الله تعالى واعلموا أنكم كلكم ستحشرون إلى الله تعالى لتحاسبون على اعمالكم في الدنيا.
والله أعلم
2. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {والفتنة أشد من القتل}.
الخطاب لكفار قريش ، والمعنى أن ما تفعلوه من فتنة في الحرم هو أشد من القتال في المسجد الحرام وفي الأشهر الحرم والمراد بالفتنة قولين:
- الفتنة هو ما فعلوه من تعذيب وصد للمؤمنين عن دينهم في مكة حتى هاجروا وتركوا بيوتهم وأهليهم وأموالهم.
- كفركم وشرككم وضلالكم في المسجد الحرام وهذا قول مجاهد زعكرمة وغيرهم.
والله أعلم
ب: المراد بالظالمين في قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين}.
المراد بالظالمين:
- قول الظالم الذي أبى أن يقول لا إله إلا الله وهو قول عكرمة.
- وقيل هو من قاتل من لم يقاتله وهو قول مجاهد.
- من قاتل رياءا أو طلبا لدنيا أو منصب.
3. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {وأتوا البيوت من أبوابها}.
قيل في هذه الآية ثلاث أسباب نزول :
- عن جابرٍ: كانت قريشٌ تدعى الحمس، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من بابٍ في الإحرام، فبينا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم في بستانٍ إذ خرج من بابه، وخرج معه قطبة بن عامرٍ الأنصاريّ، فقالوا: يا رسول اللّه، إنّ قطبة ابن عامرٍ رجلٌ تاجرٌ وإنّه خرج معك من الباب. فقال له: "ما حملك على ما صنعت؟ " قال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت. فقال: "إنّي [رجلٌ] أحمس". قال له: فإنّ ديني دينك. فأنزل اللّه {وليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكنّ البرّ من اتّقى وأتوا البيوت من أبوابها} .
- وقال الحسن البصريّ: كان أقوامٌ من أهل الجاهليّة إذا أراد أحدهم سفرًا وخرج من بيته يريد سفره الذي خرج له، ثمّ بدا له بعد خروجه أن يقيم ويدع سفره، لم يدخل البيت من بابه، ولكن يتسوّره من قبل ظهره
- وقال عطاء بن أبي رباحٍ: كان أهل يثرب إذا رجعوا من عيدهم دخلوا منازلهم من ظهورها ويرون أنّ ذلك أدنى إلى البرّ، فقال اللّه تعالى: {وليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها}
ب: أقوال أهل العلم في نسخ قوله تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم}.
هذه الآية أول آية نزلت في فرض القتال بالمدينة لكفار قريش وقال أبو بكر رضي الله عنه آية سورة الحج :" أذن للذين قاتلوا أنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير "، ولذلك قال تعالى :"ويكون الدين لله "، وقيل هي أمر بقتالهم إذا بدءوا القتال فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقاتل من قاتله ويكف عن من كف عنه .
والآيةها نسخت بآية التوبة ،"وقاتلوا المشركين كافة.."، فأصبح القتال للمشركين أينما وجدوا ، والله أعلم
ج: المراد بالجدال في الحجّ.
المراد بالجدال في الحج على عدة أقوال:
- هو أن يجادل أحدهم الآخر حتى يغضبه فيصدر منه ما لا يليق بالحج، قول بن مسعود وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم .
- المخاصمة و الشك في يوم عرفة والتخاصم عليه.
- التفاخر بالأباء .
- قال مجاهد النسيء عند العرب.
جزاكم الله خير