دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 شوال 1442هـ/6-06-2021م, 07:56 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي مجلس مذاكرة كتاب دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب للشنقيطي

مجلس مذاكرة كتاب دفع إيهام الاضطراب في آيات الكتاب


اختر مجموعة من المجموعات التالية، وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:

س1: كيف ترد على من استدل بقوله تعالى: {فلمّا جنّ عليه اللّيل رأى كوكبًا قال هذا ربّي} على أن إبراهيم عليه السلام كان ناظرًا في الكون ولم يكن مهتديا لوحدانية الله عز وجل في ذلك الوقت؟
س2: قال تعالى: {يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ ونحاسٌ فلا تنتصران} [الرحمن: 35] وقال بعدها: {فبأي آلاء ربكما تُكذبان}، فكيف يكون الشواظ من نار والنُّحاس وعدم النصر من آلاء الله عز وجل؟
س3: كيف تجمع بين قوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى* إلاّ ما شاء الله} وقوله تعالى: {لا تحرّك به لسانك لتعجل به * إنّ علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 16-17]؟
س4: ما معنى قول المؤلف: (وليست النّسبة بين الإرادة الشّرعيّة والقدريّة العموم والخصوص من وجهٍ، بل هي العموم والخصوص المطلق)؟
س5: بيّن دلالة اسم الإشارة في الآيات التالية:
- قال تعالى: {الم (1) ذلك الكتاب} [البقرة: 1-2]
- قال تعالى: {إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل} [النمل: 76].

المجموعة الثانية:
س1: كيف تجمع بين قوله تعالى: {قل إنّ الله لا يأمر بالفحشاء} [الأعراف: 28] وقوله تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها} الآية [الإسراء: 16]؟
س2: كيف تجمع بين قوله تعالى: {قل ما سألتكم من أجرٍ فهو لكم إن أجري إلّا على الله} الآية [سبأ: 47] وقوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلّا المودّة في القربى} [الشورى: 23]؟
س3: باستخدام أسلوب السبر والتقسيم، كيف ترد على من استدلّ بقوله تعالى: {قال النّار مثواكم خالدين فيها إلّا ما شاء الله} [الأنعام: 128] على انقطاع العذاب عن أهل الكفر في النار؟
س4: دلّ قوله تعالى: {فأجره حتّى يسمع كلام الله} [التوبة: 6] على أن القرآن كلام الله عز وجل، فما معنى إضافة القول لـ (رسول) في قوله تعالى: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ} ؟
س5: ما وجه دلالة الآيات التاليات على العموم؟
أ: قوله تعالى: {وأن تجمعوا بين الأختين}.
ب: قوله تعالى: {مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا} [البقرة: 17]
ج: قوله تعالى: {أولئك ما يأكلون في بطونهم إلّا النّار ولا يكلّمهم الله يوم القيامة} الآية [البقرة: 174]
د: قوله تعالى: {أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئًا ولا يهتدون} [البقرة: 170]


المجموعة الثالثة:
س1: كيف ترد على من فهم من قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم} [البقرة: 7] أنهم كانوا مجبورين على الكفر؟
س2: إذا ذبح نصراني ذبيحة، وسمّى عليها باسم المسيح عليه السلام، فهل يحلُّ أكلها عملا بعموم قوله تعالى: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌ لكم}؟ فصِّل إجابتك.
س3: كيف تجمع بين قوله تعالى: {وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم وما كان الله معذّبهم وهم يستغفرون} [الأنفال: 33] وقوله تعالى: {وما لهم ألّا يعذّبهم الله وهم يصدّون عن المسجد الحرام} [الأنفال: 34]؟
س4: هل يرجع الاستثناء الآتي بعد متعاطفات متعددة إلى جميع ما قبله، أو إلى الجملة الأخيرة فقط؟ علل إجابتك.
س5: أجب عما يلي:
أ: نفيُّ الأخص لا يستلزم نفي الأعم، كيف تستعمل هذه القاعدة في الرد على من استدلّ بقوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} على نفي رؤية الله عز وجل في الآخرة؟
ب: قال تعالى: {فأردتُ أن أعيبها وكان وراءهم ملكٌ يأخذ كلّ سفينةٍ غصبًا} [الكهف: 79]، ما وجه خرق الخضر للسفينة إن كان الملك سيأخذ كل سفينة؟



المجموعة الرابعة:
س1: وضّح كيف دلّ قوله تعالى: {لا ريب فيه} على نفي عموم الريب عن القرآن؟ ثمّ بيّن وجه الجمع بين الآية السابقة وقوله تعالى: {وإن كنتم في ريبٍ ممّا نزّلنا على عبدنا} [البقرة: 23].
س2: كيف تجمع بين قوله تعالى: {أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئًا ولا يهتدون} [البقرة: 170]، وقوله {وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل وكانوا مستبصرين} [العنكبوت: 38]؟
س3: ما الفرق بين معنى الولاية في قوله تعالى: {والّذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيءٍ حتّى يهاجروا} [الأنفال: 72] وقوله تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ} [التوبة: 71]؟ استدل لإجابتك.
س4: هل يُفْهَم من قوله تعالى: {يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذابٍ أليمٍ} [الأحقاف: 31] أنّ الجنّ المؤمنين لا يدخلون الجنة؟ علّل إجابتك.
س5: أجب عما يلي:
أ: هل كلمة (نفس) في قوله تعالى: {علمت نفسٌ ما قدّمت وأخّرت} تدل على العموم أو الإفراد؟ علل إجابتك.
ب: باستخدام أسلوب التسليم والمنع في الحِجاج، كيف ترد على من استدل بقوله تعالى: {وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ مصدّق الّذي بين يديه ولتنذر أمّ القرى ومن حولها} [الأنعام: 92] على أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة بجزيرة العرب فقط؟



المجموعة الخامسة:
س1: كيف تجمع بين قوله تعالى: {وإن تصبهم حسنةٌ يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيّئةٌ يقولوا هذه من عندك قل كلٌّ من عند الله} [النساء: 78]. وقوله تعالى: {ما أصابك من حسنةٍ فمن الله وما أصابك من سيّئةٍ فمن نفسك} [النساء: 79]؟
س2: كيف تجمع بين قوله تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطّيّبات للطّيّبين والطّيّبون للطّيّبات} [النور: 26]، وبين كون زوجة نوح ولوطٍ - عليهما السلام- كافرتين؟
س3: كيف تجمع بين قوله تعالى: {فذكّر إن نفعت الذّكرى} وقوله تعالى {فذكّر إنّما أنت مذكّرٌ} [الغاشية: 21]؟
س4: لخّص أحوال تعارض المطلق والمقيد مع التمثيل.
س5: أجب عما يلي:
أ: هل قوله تعالى:{وما ذُبح على النُّصُب} مخصص لقوله تعالى: {إنما حرم عليكم الميتة} .. الآية، وفيها: {وما أُهِلَّ لغيرِ الله به}؟ علِّل إجابتك.
ب: إذا كان المخاطب في قوله تعالى: {فأقم وجهك للدّين حنيفًا} الآية [الروم: 30] هو النبي صلى الله عليه وسلم، فما وجه التعبير بالجمع في الآية التالية {منيبين إليه واتّقوه} [الروم: 31]؟



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 شوال 1442هـ/8-06-2021م, 10:40 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: كيف تجمع بين قوله تعالى: {وإن تصبهم حسنةٌ يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيّئةٌ يقولوا هذه من عندك قل كلٌّ من عند الله} [النساء: 78]. وقوله تعالى: {ما أصابك من حسنةٍ فمن الله وما أصابك من سيّئةٍ فمن نفسك} [النساء: 79]؟

لا تعارض بينهما، فالمراد بالحسنة في الآية الأولى المطر والخير والرزق ونحوه، والمراد بالسيئة الجدب والقحط والفقر والمرض ونحوه، فهم ينسبونهما لرسول الله، مع أنها من عند الله وهو المتسبب الأول في وقوعهما، وليس للنبي في ذلك يد ولا سبب، ونظير قولهم ما قاله قوم موسى له: "وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه".
وأما الآية الثانية فمرادها أن كل حسنة تصيب الإنسان فهي منسوبة لله، لكونه متفضلا بها عليه، أما المصيبة فلا تصيبه إلا بكسب يده, لأنه وإن كان الفاعل هو الله، إلا أنه لا يعاقب إلا لظلم ظلم الإنسان به نفسه، فأصبح بذا متسببا به على نفسه، ونظيرها قوله تعالى:"ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم".

س2: كيف تجمع بين قوله تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطّيّبات للطّيّبين والطّيّبون للطّيّبات} [النور: 26]، وبين كون زوجة نوح ولوطٍ - عليهما السلام- كافرتين؟

ينبغي أن نعي أمرين قبل افتراض التعارض بينهما:
الأول: أن كثيرا من أهل العلم -منهم: ابن عباس ومجاهد وعطاء وابن جبير والشعبي والحسن البصري وابن أبي ثابت والضحاك كما نقله عنهم ابن كثير واختاره ابن جرير- فسروا الخبيثات بالخبيثات من القول، والطيبات بالطيبات من القول، فالمعنى أن ما نسب لعائشة من خبيث قول ولغيرها من الطيبين منفي عنهم، فلا ينسب للطيب من الناس إلا طيب القول، ولا ينسب للخبيث من الناس إلا الخبيث من القول، وعلى هذا فلا تعارض.
الثاني: أن المعنى هو المشهور وقد روي عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، وهو أن المراد به الطيبون والطيبات والخبيثون والخبيثات من الرجال والنساء، وعلى هذا فيكون من العام المخصوص بدليل امرأة نوح وفرعون. فيكون المعنى أغلبيا.
ولخصوصية مشهد نوح ولوط وامرأة فرعون حكم، نذكر منها:
-بيان عدم الانتفاع بصلاح القربى ما لم يعمل المرء صالحا.
-أن المرء إذا اضطر لمخالطة الخبثاء مع حسن عمله فلا يضره ما صبر وأحسن، وأن مخالطة الصالحين لا تنفع ما لم يعمل المرء صالحا، فعليه يدعو القرآن الصالح للبقاء على صلاحه، ويطلب منه الصبر ويعزيه لمخالطته الاضطرارية للخبيثين.
وأقول إضافة لما سبق:
-قد يكون السياق في الآية الأولى من باب التشريع والأمر بمحاولة المرء اختيار الزوجة والصحبة الطيبة، والحث على ذلك أكثر من تقريره، فلا اعتبار بهذا القول للتناقض.
-أن ما ذكر عن لوط ونوح لا يسلم له، فالعبرة بالخواتيم، فقد فارق لوط زوجته عند نزول العذاب، وفارق نوح زوجته عند حلول الغرق، وقد تكون هذه الصور للفراق من تدبير الله، ولا يتوجب ذلك من بداية الدعوة لحكمة يعلمها الله، أما امرأة فرعون ففضلا عن عدم نزول الوحي عليها فلم يصلها تشريع خاص بوجوب المفارقة، فإنها كذلك قامت بما هو أشد وأولى وهو معارضة فرعون وبالتالي إيقاع غضبه وتعذيبه عليها وهي صورة أشد من الطلاق في بيان المفارقة بينهما.
-أن الخبث في الآيات جاء في سياق الحديث عن الزنا، فقد يكون هو المراد ابتداء، وهوما لم يقع من زوجات الأنبياء بالإجماع.

س3: كيف تجمع بين قوله تعالى: {فذكّر إن نفعت الذّكرى} وقوله تعالى {فذكّر إنّما أنت مذكّرٌ} [الغاشية: 21]؟

يجاب على هذا بعدة أجوبة، منها:
-قيل: أن الآية فيها محذوف، وهو:"فذكر إن نفعت الذكرى وإن لم تنفع". وهو قول الفراء والنحاس والجرجاني وغيرهم.
-أن "إن" هنا بمعنى:
-"إذ".
-"قد".
-أن المعنى ذكرهم بالأنفع، كالعقائد والأصول، ولا تتعرض للفروع معهم.
-أنها صيغة شرط أريد منها ذم الكفار واستبعاد تذكرهم.
-أنها باقية على معناها الظاهر، والمراد: أن الداعية وبعد تكرار دعوته وإثبات حجته، وعند التيقن بعدم الفائدة من التذكير، فله أن يتوقف عن التذكير. وهو ما رجحه الشنقيطي.
وَقَدْ قَالَ الشَّاعِرُ:
لِمَا نَافِعٌ يَسْعَى اللَّبِيبُ فَلَا تَكُنْ ... لِشَيْءٍ بَعِيدٍ نَفْعُهُ الدَّهْرَ سَاعِيًا
بل نجد أحيانا في تكرار ذلك ما يعود بالضر على الداعية ودعوته، وتوجيهها لغير ذلك أولى.
فإن قيل كيف يتيقن الداعية من عدم الانتفاع بالذكرى قلنا:
-إما بوحي إلهي، كما أوحى الله لنوح:"وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن".
-بقرائن الحال، كالإتيان بمعجزة ثم تكذيبهم لها وعنادهم وجحودهم.

س4: لخّص أحوال تعارض المطلق والمقيد مع التمثيل.

أحوال تعارض المطلق والمقيد:
١-اتفاق الحكم والسبب.
يحمل فيه المطلق على المقيد.
مثاله: تقييد الدم في قوله:"إنما حرم عليكم الميتة والدم" بالمسفوح في قوله:"أو دما مسفوحا".
٢-اتحاد الحكم واختلاف السبب.
يحمل فيه المطلق على المقيد. عند الشافعية والحنابلة وكثير من المالكية خلافا لأبي حنيفة.
مثاله: تقييد الرقبة في قوله:"فتحرير رقبة" بالمؤمنة في قوله:"رقبة مؤمنة".
٣-اتحاد السبب واختلاف الحكم.
الأكثر على عدم حمل المطلق على المقيد.
مثاله: صوم الظهار وإطعامه، فسببهما واحد وحكمهما مختلف، فأحدهما مقيد بالتتابع، والآخر لم يقيد.
٤-الاختلاف في الحكم والسبب.
لا يحمل المطلق على المقيد بإجماع.

س5: أجب عما يلي:
أ: هل قوله تعالى:{وما ذُبح على النُّصُب} مخصص لقوله تعالى: {إنما حرم عليكم الميتة} .. الآية، وفيها: {وما أُهِلَّ لغيرِ الله به}؟ علِّل إجابتك.

كلا، ليس بمخصص لأنه ذكر فيه بعض ما دل عليه عموم "وما أهل به لغير الله".
وقد تقرر في علم الأصول أن ذكر بعض أفراد الحكم العام بحكم العام لا يخصص، وهو مذهب الجمهور، فمفهوم اللقب ليس بحجة، وفائدة ذكره نفي احتمال خروجه من العام.
ونضرب على ذلك مثالا نتقوى به، وهو ما ورد في قوله تعالى:"حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى" لا يفيد تخصيص الصلاة الوسطى دون غيرها بالمحافظة.

ب: إذا كان المخاطب في قوله تعالى: {فأقم وجهك للدّين حنيفًا} الآية [الروم: 30] هو النبي صلى الله عليه وسلم، فما وجه التعبير بالجمع في الآية التالية {منيبين إليه واتّقوه} [الروم: 31]؟


ذلك أن الخطاب الخاص بالنبي يعم حكمه جميع الأمة، فالأمة تدخل تحت خطابه. ونظير ذلك قوله:"يا أيها النبي إذا طلقتم النساء".
والقول بدخول الأمة تحت خطابه هو قول الجمهور عدا الشافعي.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 ذو القعدة 1442هـ/12-06-2021م, 01:27 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الرابعة:

س1: وضّح كيف دلّ قوله تعالى: {لا ريب فيه} على نفي عموم الريب عن القرآن؟ ثمّ بيّن وجه الجمع بين الآية السابقة وقوله تعالى: {وإن كنتم في ريبٍ ممّا نزّلنا على عبدنا} [البقرة: 23].
(لاريب فيه): نكرة في سياق النفي فتفيد العموم، كما أنّ (لا) النافية للجنس، نص على العموم، فأفادت الآية نفي كل ريب عن القرآن الكريم، وهذا النفي للريب محله الكتاب الكريم، فهو واضح بيّن محكم لاريب فيه مطلقا، أمّا في قوله تعالى: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا)، فمحل الريب قلوب المخاطبين، وليس الكتاب المنزّل، وهذا أشبه بحال الأعمى والشمس، فالكتاب لا يحجب نور إحكامه شيء، وإنما الحجاب في قلب الكافر،
كالأعمى لا يبصر نور الشمس الساطعة، النيّرة لعلة في بصره، لا علة في المُبصَر.
ويؤيد هذا قوله تعالى: (أفمن يعلم أنّما أنزل إليك من ربّك الحقّ كمن هو أعمى).




س2: كيف تجمع بين قوله تعالى: {أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئًا ولا يهتدون} [البقرة: 170]، وقوله {وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل وكانوا مستبصرين} [العنكبوت: 38]؟
في الآية الأولى نفى أن يكون لهم عقل والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، وفي الآية الثانية أثبت لهم الاستبصار، وهو مدرك بالعقل، والجواب عن هذا هو التفرقة بين محل العقل المنفي، ومحل الاستبصار المثبت، فالعقل المنفي هو عقل الإيمان والعلم بالله تعالى وبالدار الآخرة، والعقل المثبت هو عقل الدنيا وفهمها وعمارتها، ويؤيد هذا قوله تعالى:( وعد الله لا يخلف الله وعده ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون(6 ) يعلمون ظاهرًا من الحياة الدّنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) الروم: 6 - 7
وقال ابن جرير: مستبصرين في ضلالتهم، معجبين بها يحسبون أنهم على هدى وصواب، وهم على الضلال.



س3: ما الفرق بين معنى الولاية في قوله تعالى: {والّذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيءٍ حتّى يهاجروا} [الأنفال: 72] وقوله تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ} [التوبة: 71]؟ استدل لإجابتك.
الولاية المنفية في الآية الأولى، على قولين:
الأول: أنها ولاية الميراث، لأن المهاجرين والأنصار كانوا يتوارثون بالمؤاخاة حتى نسخ ذلك بقوله تعالى:(وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ) الأنفال (75)
وهو مرويٌّ عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ وقتادة،كما نقله عنهم أبو حيّان وابن جريرٍ.
الثاني: أنها القسم لهم في الغنائم والخمس، إلا ما حضروا فيه القتال.
ولا مانع من إرادة المعنيين.
أما الولاية المثبتة لهم في قوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)، فهي ولاية النصرة والمؤازة والمعاونة، بدليل قوله تعالى بعد ذلك: (وإن استنصروكم في الدّين فعليكم النّصر)، ودلّ على التفرقة بين الولايتين وأن الأولى المنفية غير الثانية المثبتة.



س4: هل يُفْهَم من قوله تعالى: {يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذابٍ أليمٍ} [الأحقاف: 31] أنّ الجنّ المؤمنين لا يدخلون الجنة؟ علّل إجابتك.
لا، لا يفهم من الآية هذا الأمر لعدم التصريح به، فلا منطوق الآية يدل عليه ولا مفهوم الآية، مع ورود منطوق في سورة الرحمن يدل على أن جن المؤمنين يدخلون الجنة، فقد قال الله تعالى: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) ثم قال بعد ذلك: (فبأي آلاء ربكما تكذبان)، والموصولات من صيغ العموم.
وكذلك قال سبحانه: (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)، وهنا إشارة إلى وجود جن في الجنة يطمثون النساء كالإنس.
وغاية ما دلت عليه هذه الآية حصول المغفرة والإجارة من النار للمؤمنين من الجن، ومن قال بأنهم لا يدخلون الجنة، فبناء على مفهوم المخالفة، ولو سلمنا بذلك فإن المنطوق مقدم على المفهوم، ثم إنها لا تدل على ذلك حتى باعتبار مفهوم المخالفة، فلا يدخل في مفهوم الحصر ولا العلّة ولا الغاية ولا العدد ولا الصّفة ولا الظّرف، فلم يبق سوى مفهوم الشرط ومفهوم اللقب فأما دخوله في مفهوم اللقب فمستبعد، لأن مفهوم اللّقب عند القائل به إنّما هو فيما إذا كان اللّقب مسندًا إليه، والغفران والإجارة من العذاب، الّلذين يدّعون أنّهما لقبان لجنس مصدريهما، وأنّ تخصيصهما بالذّكر يدلّ على نفي غيرهما في الآية، مسندان لا مسند إليهما؛ بدليل أنّ المصدر فيهما كامنٌ في الفعل، ولا يسند إلى الفعل إجماعًا ما لم يرد مجرّد لفظه على سبيل الحكاية، هذا بالإضافة إلى أنّ جماهير العلماء يرون أن مفهوم اللقب لا عبرة به، ففي قوله تعالى: (محمد رسول الله)، لا يصح القول بأن غير محمد صلى الله عليه وسلم ليس برسول.
والتّحقيق: أنّ اعتبار مفهوم اللّقب لا دليل عليه شرعًا ولا لغةً ولا عقلًا.
وأما توهم دخوله في مفهوم الشرط فغير صحيح أيضا، لأنّ مفهوم الشّرط عند القائل به، إنّما هو في فعل الشّرط لا في جزائه، فمفهوم: إن تجيبوا داعي الله وتؤمنوا به يغفر لكم، أنّهم إن لم يجيبوا داعي الله ولم يؤمنوا به لم يغفر لهم، ولا زيادة على ذلك، ولا معنى لنفي دخول الجنة عنهم.


س5: أجب عما يلي:
أ: هل كلمة (نفس) في قوله تعالى: {علمت نفسٌ ما قدّمت وأخّرت} تدل على العموم أو الإفراد؟ علل إجابتك.

هذه الكلمة هنا تدل على العموم، بدلالة نصوص أُخَر، مثل قوله تعالى: (هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت)، كما أنه من المعتاد في لغة العرب مجيء اللفظ مفردا يرادُ به الجمع، ومن ذلك قول علقمة بن عبدة التّميمي:
بها جيف الحسرى فأما عظامها فبيض وأمّا جلدها فصليب
والمراد: جلودها.
فإن قيل أنّ النكرة لا تعمّ إلاّ في سياق النفي أو الشرط أو الامتنان، فالتحقيق أنّها ربّما أفادت العموم بقرينة السياق من غير نفيٍ أو شرطٍ أو امتنانٍ، كقوله تعالى: (علمت نفس) في التكوير والنفطار، وقوله تعالىك (أن تبسل نفس)، وقوله: (أن تقول نفس يا حسرتى).


ب: باستخدام أسلوب التسليم والمنع في الحِجاج، كيف ترد على من استدل بقوله تعالى: {وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ مصدّق الّذي بين يديه ولتنذر أمّ القرى ومن حولها} [الأنعام: 92] على أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة بجزيرة العرب فقط؟
فسّر ابن عباس -رحمه الله- المراد بقوله تعالى (ومن حولها) أنها جميع الأرض كما نقل ذلك عنه ابن جرير وغيره من المفسرين، ولو سلّمنا بأن المراد بقوله تعالى: (ومن حولها): جزيرة العرب، فهي من قبيل قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين)، للدلالة على الأولوية والأهمية، مع علمنا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أنذر غيرهم من القبائل، ولم يفهم بأن هذه الآية تسقط عنه إنذار غير الأقربين، فقد وردته أدلة أخرى تدل على وجوب إنذار الجن والإنس جميعا، وكذلك قوله تعالى: (ولتنذر أم القرى ومن حولها)، لا يعني خصوصية الإنذار لها فقط، وقد قال تعالى: (تبارك الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا )الفرقان: 1]، وقال تعالى: (وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} [الأنعام: 19]، وقال تعالى: (قل يا أيّها النّاس إنّي رسول الله إليكم جميعًا} [الأعراف/ 158
وقال تعالى: (وما أرسلناك إلّا كافّةً للنّاس) الآية [سبأ: 28].
فكل هذه الآيات صريحة بعموم الإنذار، وما جاء خاصا فإما أن يفسر بالمعنى العام، أو بذكر الغرض من التخصيص، وذكر بعض أفراد العامّ بحكم العامّ لا يخصّصه عند عامّة العلماء.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 ذو القعدة 1442هـ/12-06-2021م, 06:07 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

مجلس مذاكرة كتاب دفع إيهام الاضطراب في آيات الكتاب
المجموعة الثانية:
س1: كيف تجمع بين قوله تعالى: {قل إنّ الله لا يأمر بالفحشاء} [الأعراف: 28] وقوله تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها} الآية [الإسراء: 16]؟


يمكن الجمع بين الآيتين من ثلاثة أوجه :
الوجه الأول: أن في سورة الإسراء قوله"أمرنا مترفيهم " أي أمرنا مترفيها وهم الرؤساء المنعمين بطاعة الله وتصديق الرسل ففسوا وخرجوا عن أمرنا بأن عصوا الله وكذبوا الرسل ،وهذا لا إشكال في الآية.
الوجه الثاني:أن في قوله " أمرنا مترفيها" أي إذا أراد أن نهلك القرية الظالمة أمرنا الرؤساء المنعمين أمراً قدرياً كونياً (فيما يحب الله وفيمالايحب )لا أمراُ شرعياً (فيما يحب الله ويرضى) ،فالأمر المنفي غير الأمر المثبت.
الوجه الثالث: أن أمرنا في قوله " أمرنا مترفيها" بمعني كثرنا ،ويكون معني الآية :أي كثرناهم حتى بطروا النعمة ففسقوا وخرجوا عن أمرنا فاستحقوا الإهلاك.
والوجه الأول هو الأظهر والله أعلم.


س2: كيف تجمع بين قوله تعالى: {قل ما سألتكم من أجرٍ فهو لكم إن أجري إلّا على الله} الآية [سبأ: 47] وقوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلّا المودّة في القربى} [الشورى: 23]؟


في الآية الكريمة :{ قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله} بيان أن النبي صل الله عليه وسلم لا يسأل أمته أجر علي تبليغ رسالة الله عز وجل ،وهذا موهم التعارض مع آية { إلا المودة في القربى} بأن النبي صل الله عليه وسلم يطلب أجراً على تبليغ الدعوة بمودة قرابته والإحسان إليهم ويجمع بينهما بعدة أقوال في تفسير {إلا المودةفي القربى} :
القول الأول: الخطاب يكون لقريش ، أي يا معشر قريش لاتؤذوني في قرابتي التي بيني وبينكم (لأن النبي صلى الله عليه له في كل بطن من قريش رحم) وهذا لا يعتبر أجر ولكن هي المودة التي يبذلها كل قريب لقريبه ،فالنبي لم يطلب أجر لتبليغ دعوة الله لأنه طلب ماليس بأجر ،ويكون على ذلك الاستثناء استثناء منقطع وتكون "إلا " بمعنى "لكن" ويكون المعنى :أذكركم قرابتي فيكم ،قاله الشعبي ومجاهد وقتادة وعكرمة والسدي والضحاك وابن زيد وغيرهم عن ابن عباس وذكره الطبري ورجحه.
القول الثاني: الخطاب يكون موجة لعموم المسلمين جميعاً بأن يراعوا قرابة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا إشكال فيه لأن المودة بين المسلمين واجبة كما قال تعالى {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولى بعض} الآية ، وقرابة النبي أولى بها ،وإذا مراعاة قرابة النبي صلى الله عليه وسلم ليس عوض عن تبليغ الرسالة فهي لجميع المسلمين، ويكون الاستثناء أيضا منقطع ،ويكون المعنى : ولكن أذكركم الله في قرابتي فاحفظوني فيهم ، قاله سعيد بن جبير وعمرو بن شعيب وعلي بن الحسين وذكره الطبري.
القول الثالث: أن القربى في قوله تعالى{ إلا المودة في القربى} المقصود بها الزلفى والعبادة والعمل الصالح،ويكون المعنى : إلا أن تتوددوا إلى الله وتتقربوا إليه بالعبادة والعمل الصالح،وهذا ليس بأجر على التبليغ ،قاله الحسن وذكره الطبري.

القول الرابع: أن المراد بالقربي هنا القربى العامة أى أن تصلوا أرحامكم أنتم ،لأن صلة رحم الإنسان ليست بأجر على تبليغ رسالة الله ، قاله عبد الله بن قاسم وذكره الطبري.
واختار بن جرير الطبري القول الأول ورجحه وهو الصحيح.

س3: باستخدام أسلوب السبر والتقسيم، كيف ترد على من استدلّ بقوله تعالى: {قال النّار مثواكم خالدين فيها إلّا ما شاء الله} [الأنعام: 128] على انقطاع العذاب عن أهل الكفر في النار؟


نقول وبالله التوفيق أن من استدل على انقطاع العذاب عن أهل الكفر في النار بقوله تعالى:{قال النّار مثواكم خالدين فيها إلّا ما شاء الله}
يرجع إلى إحدى خمس حالات:
الأولى: أن النار تفنى فيستريحوا من عذابها.
الثانية: إنهم يموتوا وتبقى النار.
الثالثة: إنهم يخرجوا منها وتبقى النار.
الرابعة :إنهم يبقوا فيها ولكن العذاب يخفف عنهم.
الخامسة: خلودهم فيها بلا انقطاع ولا تخفيف.
و الأقسام الأربع الأولى يدل القرآن على بطلانها:
1-فقولهم أن النار تفنى فيستريحوا من عذابها فنص القرآن على عدمه بقوله تعالى:{ كلما خبت زدناهم سعيرا} وكلما من صيغ العموم ،وتقتضي التكرار بتكرار الفعل بعدها .
2-أما موتهم وهي باقية فنص تعالى على عدمه بقوله :{ لا يقضى عليهم فيموتوا } فاطر
3- أما إخراجهم منها والنار باقية فنص تعالى على عدمه بقوله :{ وما هم بخارجين من النار}.
4- وأما أنهم يبقوا فيها والعذاب يخفف عنهم نص تعالى على عدمه بقوله تعالى:{ ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور} .
5- فإ ذا تبين بهذه النصوص والأدلة الواضحة وغيرها على بطلان جميع الأقسام الأربعة ،تعين القسم الخامس وهو خلودهم فيها أبداً بلا انقطاع ولا تخفيف.
ولا غرابة في ذلك لأن الجزاء من جنس العمل ،لأن خبثهم دائم لا يزول فإن جزاؤهم دائم لا يزول.

س4: دلّ قوله تعالى: {فأجره حتّى يسمع كلام الله} [التوبة: 6] على أن القرآن كلام الله عز وجل، فما معنى إضافة القول لـ (رسول) في قوله تعالى: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ} ؟


معنى إضافة القول ل"رسول" في قوله تعالى: {إنه لقول رسول كريم} أي والمراد به جبريل عليه السلام ، نزل به من الله عز وجل كما فسره قوله تعالى في سورة الشعراء { وإنه لتنزيل رب العالمين *نزل به الروح الأمين *على قلبك لتكون من المنذرين* بلسان عربي مبين} الشعراء فإن قول الرسول يدل على أن الكلام لغيره،وأنه أمر بتبليغه عمن أرسله به من غير زيادة ولا نقص،وهذا لا تعارض بينه وبين كون القرآن كلام الله تكلم به حقيقة بصوت وحرف ،يتلى باللسان ويسمع بالآذان ،والكلام ينسب لقائله لا لمبلغه.

س5: ما وجه دلالة الآيات التاليات على العموم؟
أ: قوله تعالى: {وأن تجمعوا بين الأختين}.
قوله "الأختين "هو اسم مثنى محلى ب"أل" وهذا من صيغ العموم
ب: قوله تعالى: {مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا} [البقرة: 17]
دلة الآية علي العموم ، فقد عبر بالأسم الموصول "الذي " ،والمعلوم أن الأسماء الموصولة كلها من صيغ العموم .
ج: قوله تعالى: {أولئك ما يأكلون في بطونهم إلّا النّار ولا يكلّمهم الله يوم القيامة} الآية [البقرة: 174]
قوله " ولا يكلمهم الله" هذا فعل في سياق النفي ، والمتقررفي علم أصول الفقة أن الفعل في سياق النفي يفيد العموم سواء كان الفعل متعدياً أو لازماً.
د: قوله تعالى: {أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئًا ولا يهتدون} [البقرة: 170]
قوله " لا يعقلون شيئا" نكرة في سياق النفي أيضا تفيد العموم وهذا أيضاما تقرر في علم أصول الفقة.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 ذو القعدة 1442هـ/12-06-2021م, 09:23 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: كيف ترد على من استدل بقوله تعالى: {فلمّا جنّ عليه اللّيل رأى كوكبًا قال هذا ربّي} على أن إبراهيم عليه السلام كان ناظرًا في الكون ولم يكن مهتديا لوحدانية الله عز وجل في ذلك الوقت؟
الرد عليه بأن قوله هذا للاستفهام الإنكاري وحذفت أداة الاستفهام ؛ومما يبطل استدلاله هونفي الله تَعالى كَوْنَ الشِّرْكِ الماضِي عَنْ إبْراهِيمَ في قَوْلِهِ: ﴿وَما كانَ مِنَ المُشْرِكِينَ﴾ [آل عمران: 67]، في عِدَّةِ آياتٍ، ونَفْيُ الكَوْنِ الماضِي يَسْتَغْرِقُ جَمِيعَ الزَّمَنِ الماضِي، فَثَبَتَ أنَّهُ لَمْ يَتَقَدَّمْ عَلَيْهِ شِرْكٌ يَوْمًا ما.
ومما يؤكد جزمه بربوبية الله وحده هو دلالة الترتيب في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَلَمّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَبًا قالَ هَذا رَبِّي﴾، إلى آخِرِهِ، ”بِالفاءِ“ عَلى قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ والأرْضِ ولِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ﴾ [الأنعام: 75]؛ فَدَلَّ عَلى أنَّهُ قالَ ذَلِكَ مُوقِنًا مُناظِرًا ومُحاجًّا لَهم، كَما دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَحاجَّهُ قَوْمُهُ﴾ [الأنعام: 80]، وقَوْلُهُ: ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ﴾ الآيَةَ [الأنعام: 83].
س2: قال تعالى: {يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ ونحاسٌ فلا تنتصران} [الرحمن: 35] وقال بعدها: {فبأي آلاء ربكما تُكذبان}، فكيف يكون الشواظ من نار والنُّحاس وعدم النصر من آلاء الله عز وجل؟
الجواب على ذلك من وجهين كما ذكر الشيخ :
1-أن التكرير فيها للتوكيد ، فإن كان كذلك فلا إشكال لأن المذكور منه بعد ماليس من الآلاء مؤكد للمذكور بعد ما هو من الآلاء .
2-أن التكرير للتأسيس كما هو مقتضى الأصول ، لأن في التأسيس زيادة معنى ليست في التوكيد ، وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ فَتَكْرِيرُ: فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ إِنَّمَا هُوَ بِاعْتِبَارِ أَنْوَاعِ النِّعَمِ الْمَذْكُورِ قَبْلَهَا مِنْ إِنْعَامٍ أَوْ مَوْعِظَةٍ أَوْ إِنْذَارٍ.
س3: كيف تجمع بين قوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى* إلاّ ما شاء الله} وقوله تعالى: {لا تحرّك به لسانك لتعجل به * إنّ علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 16-17]؟
الجمع بين ذلك بأَنَّ الْقُرْءَانِ يَنْسَخُ بَعضه بعضا ، وَإِنْسَاءُ اللَّهِ نَبِيَّهُ بَعْضَ الْقُرْءَانِ فِي حُكْمِ النَّسْخِ، فَإِذَا أَنْسَاهُ آيَةً فَكَأَنَّهُ نَسَخَهَا، وَلَا بُدَّ أَنْ يَأْتِيَ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا، كَمَا صَرَّحَ بِهِ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا )
س4: ما معنى قول المؤلف: (وليست النّسبة بين الإرادة الشّرعيّة والقدريّة العموم والخصوص من وجهٍ، بل هي العموم والخصوص المطلق)؟
قال المؤلف : فَالْإِرَادَةُ الشَّرْعِيَّةُ أَعَمُّ مُطْلَقًا وَالْإِرَادَةُ الْكَوْنِيَّةُ أَخَصُّ مُطْلَقًا، لِأَنَّ كُلَّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَرَادَ اللَّهُ مِنْهُ الْعِبَادَةَ شَرْعًا وَلَمْ يُرِدْهَا مِنْ كُلِّهِمْ كَوْنًا وَقَدَرًا، فَتَعُمُّ الْإِرَادَةُ الشَّرْعِيَّةُ عِبَادَةَ جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ، وَتَخْتَصُّ الْإِرَادَةُ الْكَوْنِيَّةُ بِعِبَادَةِ السُّعَدَاءِ مِنْهُمْ كَمَا قَدَّمْنَا مِنْ أَنَّ الدَّعْوَةَ عَامَّةٌ وَالتَّوْفِيقَ خَاصٌّ، كَمَا بَيَّنَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ: وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [10 \ 25] ، فَصَرَّحَ بِأَنَّهُ يَدْعُو الْكُلَّ وَيَهْدِي مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ.
وَلَيْسَتْ بِالنِّسْبَةِ بَيْنَ الْإِرَادَةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْقَدَرِيَّةِ الْعُمُومُ وَالْخُصُوصُ مِنْ وَجْهٍ بَلْ هِيَ
الْعُمُومُ وَالْخُصُوصُ الْمُطْلَقُ .
-والمعنى أَنَّ إِحْدَاهُمَا أَعَمُّ مُطْلَقًا مِنَ الْأُخْرَى بِاعْتِبَارٍ، وَالثَّانِيَةَ أَعَمُّ مُطْلَقًا بِاعْتِبَارٍ آخَرَ، كَمَا بَيَّنَّ المؤلف رحمه الله .
س5: بيّن دلالة اسم الإشارة في الآيات التالية:
- قال تعالى: {الم (1) ذلك الكتاب} [البقرة: 1-2]
( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل ) النمل 76.
الدلالة في الإشارة إليه بإشارة الحاضر القريب ( هذا ) أنه حاضر وقريب في الأسماع والألسنة والقلوب .
وأما وجه الاشارة إليه باسم الإشارة للبعيد في بداية سورة البقرة فقيل في ذلك عدة وجوه كما ذكر الشنقيطي رحمه الله :
1-الْبَعِيدِ هُوَ بُعْدُ مَكَانَتِهِ وَمَنْزِلَتِهِ مِنْ مُشَابَهَةِ كَلَامِ الْخَلْقِ، وَعَمَّا يَزْعُمُهُ الْكُفَّارُ مِنْ أَنَّهُ سِحْرٌ أَوْ شِعْرٌ أَوْ كِهَانَةٌ أَوْ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ.
2-أن في ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى مَا تَضَمَّنَهُ قَوْلُهُ: الم، وَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَيْهِ إِشَارَةَ الْبَعِيدِ لِأَنَّ الْكَلَامَ الْمُشَارَ إِلَيْهِ مُنْقَضٍ، وَمَعْنَاهُ فِي الْحَقِيقَةِ الْقَرِيبُ لِقُرْبِ انْقِضَائِهِ، وَضَرَبَ لَهُ مَثَلًا بِالرَّجُلِ يُحَدِّثُ الرَّجُلَ فَيَقُولُ لَهُ مَرَّةً: وَاللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَكَمَا قُلْتُ، وَمَرَّةً يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَكَمَا قُلْتُ، فَإِشَارَةُ الْبَعِيدِ نَظَرًا إِلَى أَنَّ الْكَلَامَ مَضَى وَانْقَضَى، وَإِشَارَةُ الْقَرِيبِ نَظَرًا إِلَى قُرْبِ انْقِضَائِهِ. وهذا ما رجحه الطبري .
3-أن العرب ربما أشاروا للقريب بإشارة البعيد وهذا أحد أساليبهم.
وهذا القول حكاه البخاري عن عمر بن المثنى عن أبي عبيدة .
وعامة المفسرين كما ذكر الشنقيطي رحمه الله أن ذلك الكتاب بمعنى هذا الكتاب .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 ذو القعدة 1442هـ/14-06-2021م, 12:26 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

المجموعة الثالثة:

س1: كيف ترد على من فهم من قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم} [البقرة: 7] أنهم كانوا مجبورين على الكفر؟
قال الشيخ رحمه الله تعالى في جوابه على من اعتقد ذلك ووهم بوجود تعارض بين هذه الآية وبين غيرها من الآيات الدالة على أن كفر الكافرين إنما وقع بإرادتهم مثل قوله تعالى:{فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} [الكهف: 29] وغيرها:

"أنّ الختم والطّبع والغشاوة المجعولة على أسماعهم وأبصارهم وقلوبهم، كلّ ذلك عقابٌ من الله لهم على مبادرتهم للكفر وتكذيب الرّسل باختيارهم ومشيئتهم، فعاقبهم الله بعدم التّوفيق جزاءً وفاقًا، كما بيّنه تعالى بقوله: {بل طبع الله عليها بكفرهم} [النساء: 155]، وقوله: {ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم} [المنافقون: 3]، وبقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ} [الأنعام: 110]، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ الله قلوبهم} [الصف: 5]، وقوله: {في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضًا} [البقرة: 10]، وقوله: {بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}[المطففين: 14]، إلى غير ذلك من الآيات."

س2: إذا ذبح نصراني ذبيحة، وسمّى عليها باسم المسيح عليه السلام، فهل يحلُّ أكلها عملا بعموم قوله تعالى: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌ لكم}؟ فصِّل إجابتك.
ذكر الشيخ جوابا على هذا السؤال في كتابه محل الدراسة عند الآية الخامسة من سورة المائدة حيث فصل القول في أحكام الذبائح ثم ذكر مسائل مهمة تتعلق بهذه المباحث منها هذه المسألة:
فذكر أنّ كثيرًا من العلماء من المالكيّة والشّافعيّة وغيرهم يفرّقون بين ما ذبحه أهل الكتاب لصنمٍ، وبين ما ذبحوه لعيسى أو جبريل، أو لكنائسهم. قائلين: إنّ الأوّل ممّا أهلّ به لغير الله، دون الثّاني فمكروه عندهم كراهة تنزيهٍ، مستدلّين بقوله تعالى: {وما ذبح على النّصب} [المائدة: 3].

ثم أنه رد على هذا القول بعد أن ذكر أن الذي ظهر له أن هذا الفرق باطل بعدد من الردود هي:

الأول: شهادة القرآن ومن ذلك:
- أن الذبح على وجه القربة عبادة بالإجماع، قال تعالى: {فصل لربك وانحر}، وقال: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}
- أن من صرف شيئًا من ذلك لغير الله فقد جعله شريكًا مع الله في هذه العبادة الّتي هي الذّبح، سواءٌ كان نبيًّا أو ملكًا أو بناءً أو شجرًا أو حجرًا أو غير ذلك، لا فرق في ذلك بين صالحٍ وطالحٍ، كما نصّ عليه تعالى بقوله: {ولا يأمركم أن تتّخذوا الملائكة والنّبيّين أربابًا. ثمّ بيّن أنّ فاعل ذلك كافرٌ بقوله تعالى: {أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون}.

الثاني: الرد على من احتج بقول جماعة من الصحابة وغيرهم:
بعد أن عدد الشيخ جمع ممن رخص في أكل ما ذبحه النصارى لكنائسهم رد على ذلك:
- بأن غيرهم خالفهم وممن خالفهم عائشة رضي الله عنها، والإمام الشافعي رحمه الله.
- بأننا مأمورون برد النزاع إلى الله بقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى الله}، [النساء: 59]، وإذا رددنا النزاع إلى الله سبحانه وجدناه حرّم ما أهلّ به لغير الله.
وقوله: {غير الله} يدخل فيه الملك والنّبيّ، كما يدخل فيه الصّنم والنّصب والشّيطان.

الثالث: الزامهم بقولهم:
أن المخالفين وافقوا في منع ما ذبح باسم الصنم وقد دل الدليل على أنه لا فرق بين ما ذبح للنبي والملك وبين ما ذبح للصنم والنصب فلزمهم القول بالمنع.

الرابع: نقض استدلالهم بقوله تعالى: {وما ذبح على النصب}:
ذكر الشيخ في أن هذه الآية فيه ذكر بعض ما دل عليه عموم قوله تعالى: {وما أهل لغير الله به}، وليست مخصصة لها.
ثم قال:
"وقد تقرّر في علم الأصول أنّ ذكر بعض أفراد الحكم العامّ بحكم العامّ لا يخصّصه، على الصّحيح، وهو مذهب الجمهور، خلافًا لأبي ثورٍ محتجًّا بأنّه لا فائدة لذكره إلّا التّخصيص. وأجيب من قبل الجمهور بأنّ مفهوم اللّقب ليس بحجّةٍ، وفائدة ذكر البعض نفي احتمال إخراجه من العامّ."
ثم قرر بأن ذكر البعض لا يخصص العام
- سواء ذكرا في نص واحد كقوله تعالى: {حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى} فإن ذكر الصلاة الوسطى لا يدل على عدم المحافظة على غيرها من الصلوات
- أو ذكر كلّ واحدٍ منهما على حدةٍ، كحديث: "أيّما إهابٍ دبغ فقد طهر" ، وحديث: أنّه صلّى الله عليه وسلّم مرّ بشاةٍ ميّتةٍ فقال: "هلّا أخذتم إهابها"
فذكر إهاب الشّاة في الأخير لا يدلّ على عدم الانتفاع بإهاب غير الشّاة؛ لأنّ ذكر البعض لا يخصّص العامّ.

الخامس: ترك ما يريب.
عملا بقوله صلى الله عليه وسلم " دع ما يريبك إلى مالا يريبك" هذا في حال التسليم بأن الآية معارضة بقوله تعالى: { وطعام الّذين أوتوا الكتاب حلٌّ لكم}



س3: كيف تجمع بين قوله تعالى: {وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم وما كان الله معذّبهم وهم يستغفرون} [الأنفال: 33] وقوله تعالى: {وما لهم ألّا يعذّبهم الله وهم يصدّون عن المسجد الحرام} [الأنفال: 34]؟


الآية الأولى تدلّ على أنّ لكفّار مكّة أمانين يدفع الله عنهم العذاب بسببهما:
أحدهما: كونه صلّى الله عليه وسلّم فيهم؛ لأنّ الله لم يهلك أمّةً ونبيّهم فيهم.
والثّاني: استغفارهم الله.

والآية الثانية تدلّ على خلاف ذلك.

وقد ذكر الشيخ للجمع بينهما أربعة أوجهٍ:

الأوّل -وهو اختيار ابن جريرٍ، نقله عن قتادة والسّدّيّ، وابن زيدٍ-:
أنّ الأمانين منتفيان، فالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خرج من بين أظهرهم مهاجرًا، واستغفارهم معدومٌ؛ لإصرارهم على الكفر.

الثّاني: ما نقله ابن جريرٍ عن ابن عبّاسٍ والضّحّاك وأبي مالكٍ وابن أبزى.
أنّ المراد بقوله: {يستغفرون} استغفار المؤمنين المستضعفين بمكّة.
وعليه، فالمعنى: أنّه بعد خروجه صلّى الله عليه وسلّم كان استغفار المؤمنين سببًا لرفع العذاب الدّنيويّ عن الكفّار المستعجلين للعذاب، واسناد الاستغفار لجميع أهل مكة مع أن المستغفرين هم المؤمنون منهم أسلوب متكرر ورد نظيره في القرآن مثل:
- قوله تعالى: {فعقروا النّاقة} مع أنّ العاقر واحد
- وقوله تعالى: {ألم تروا كيف خلق الله سبع سماواتٍ طباقًا وجعل القمر فيهنّ نورًا}والقمر إنما هو في سماء واحدة.
ويستدل لذلك بقوله تعالى:{ولولا رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمناتٌ لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرّةٌ بغير علمٍ ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيّلوا لعذّبنا الّذين كفروا منهم عذابًا أليمًا}

الثّالث: ما نقله ابن جريرٍ عن ابن عبّاسٍ.
أنّ المراد بقوله: {وهم يستغفرون} كفّار مكّة، والمعنى أنّ الله تعالى يردّ عنهم العذاب الدّنيويّ بسبب استغفارهم، أمّا عذاب الآخرة فهو واقعٌ بهم لا محالة.
ويستدل له بقوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها}

الرّابع: ما نقله ابن جريرٍ عن عكرمة ومجاهدٍ.
أنّ معنى قوله: {وهم يستغفرون} أي: يسلمون. أي: وما كان الله معذّبهم وقد سبق في علمه أنّ منهم من يسلم ويستغفر الله من كفره.
وقوله: {وما لهم ألّا يعذّبهم} في الّذين سبقت لهم الشّقاوة، كأبي جهلٍ وأصحابه الّذين عذّبوا بالقتل يوم بدرٍ.

ثم أنه رجح الأول والثاني بقوله: "وأظهر هذه الأقوال الأوّلان منها."

س4: هل يرجع الاستثناء الآتي بعد متعاطفات متعددة إلى جميع ما قبله، أو إلى الجملة الأخيرة فقط؟ علل إجابتك.
تحدث الشيخ عن هذه المسألة في معرض حديثة عن حكم الجمع بين الأختين إذا كانتا ملك يمين عند تفصيله الحديث عن قوله تعالى: {وأن تجمعوا بين الأختين}
وبعد أن استعرض عددا من الأدلة التي يستشهد بها لبيان رأيه في المسألة تطرق لاستدلال بعضهم بالآية التي جاءت بعدها وهي قوله تعالى: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم..} حيث رأى أن الاستثناء في قوله: {إلا ما ملكت أيمانكم}راجع أيضا إلى قوله: { وأن تجمعوا بين الأختين} والواقع قبل هذه الآية في سورة النساء
وقد علق الشيخ على هذا بقوله:
"ورجوع الاستثناء لكلّ ما قبله من المتعاطفات جملًا كانت أو مفرداتٍ هو الجاري على أصول مالكٍ والشّافعيّ وأحمد، خلافًا لأبي حنيفة القائل برجوع الاستثناء للجملة الأخيرة فقط.

ثم ذكر رأيه في المسألة بقوله:
"التّحقيق في هذه المسألة هو ما حقّقه بعض المتأخّرين، كابن الحاجب من المالكيّة، والغزاليّ من الشّافعيّة، والآمديّ من الحنابلة، من أنّ الحكم في الاستثناء الآتي بعد متعاطفاتٍ هو الوقف، وأن لا يحكم برجوعه إلى الجميع ولا إلى الأخيرة.

واستدل بقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى الله والرّسول} وذكر بأن القرآن يدل على ذلك في آيات كثيرة منها:
- {فتحرير رقبةٍ مؤمنةٍ وديةٌ مسلّمةٌ إلى أهله إلّا أن يصّدّقوا} فالاستثناء راجعٌ للدّية، فهي تسقط بتصدّق مستحقّها بها، ولا يرجع لتحرير الرّقبة قولًا واحدًا؛ لأنّ تصدّق مستحقّ الدّية بها لا يسقط كفّارة القتل الخطأً.
- {فاجلدوهم ثمانين جلدةً ولا تقبلوا لهم شهادةً أبدًا وأولئك هم الفاسقون إلّا الّذين تابوا} فالاستثناء لا يرجع لقوله: {فاجلدوهم ثمانين جلدةً} لأنّ القاذف إذا تاب لا تسقط توبته حدّ القذف
- {فإن تولّوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتّخذوا منهم وليًّا ولا نصيرًا إلّا الّذين يصلون إلى قومٍ بينكم وبينهم ميثاقٌ} فالاستثناء في قوله:{إلّا الّذين يصلون إلى قومٍ بينكم وبينهم ميثاقٌ} لا يرجع قولًا واحدًا إلى الجملة الأخيرة الّتي هي أقرب الجمل إليه، وهي قوله تعالى :{ولا تتّخذوا منهم وليًّا ولا نصيرًا} إذ لا يجوز اتّخاذ وليٍّ ولا نصيرٍ من الكفّار، ولو وصلوا إلى قومٍ بينكم وبينهم ميثاقٌ، بل الاستثناء راجعٌ للأخذ والقتل.
ثم قال:
"وإذا كان الاستثناء ربّما لم يرجع لأقرب الجمل إليه في القرآن العظيم -الّذي هو في الطّرف الأعلى من الإعجاز- تبيّن أنّه ليس نصًّا في الرّجوع إلى غيرها"

س5: أجب عما يلي:
أ: نفيُّ الأخص لا يستلزم نفي الأعم، كيف تستعمل هذه القاعدة في الرد على من استدلّ بقوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} على نفي رؤية الله عز وجل في الآخرة؟

نرد عليه بأن من يعتقد أن هذه الآية تنفي رؤيته تعالى في الآخرة عليه أن ينظر في غيرها من الآيات الأخرى التي تدل على أنه سبحانه يرى بالأبصار منها قوله تعالى:
- {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ إلى ربّها ناظرةٌ}
- {للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ} فالحسنى: الجنّة، والزّيادة: النّظر إلى وجه الله الكريم.
- {لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيدٌ} على أحد القولين
- {كلّا إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون} عن الكفار يفهم منه أنّ المؤمنين ليسوا محجوبين عن ربّهم.
وخلاصة القول فيها ما ذكره الشيخ: "أن المنفيّ في هذه الآية الإدراك المشعر بالإحاطة بالكنه، أمّا مطلق الرّؤية فلا تدلّ الآية على نفيه، بل هو ثابتٌ بهذه الآيات القرآنيّة، والأحاديث الصّحيحة، واتّفاق أهل السّنّة والجماعة على ذلك."
فالإدراك أخص من الرؤية ونفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم وهي قاعدة اتفق عليها العقلاء

ب: قال تعالى: {فأردتُ أن أعيبها وكان وراءهم ملكٌ يأخذ كلّ سفينةٍ غصبًا} [الكهف: 79]، ما وجه خرق الخضر للسفينة إن كان الملك سيأخذ كل سفينة؟
قال الشيخ:
"إنّ في الكلام حذف الصّفة وتقديره: كلّ سفينةٍ صالحةٍ صحيحةٍ وحذف النّعت إذا دلّ المقام عليه جائزٌ"

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 ذو القعدة 1442هـ/15-06-2021م, 09:20 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

المجموعة الثالثة:

س1: كيف ترد على من فهم من قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم} [البقرة: 7] أنهم كانوا مجبورين على الكفر؟
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نرد على من فهم من قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم} أنهم كانوا مجبورين على الكفر .
أن كفرهم كان باختيارهم ومشيئتهم ،لمبادرتهم للكفر وتكذيب الرسل
كما قال تعالى: (فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ) وقوله : (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَة(
وقوله : (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ( وغير هذا من الآيات الدلة على أن ذلك كان بإردتهم ،فعاقبهم الله بعدم التوفيق، فكان الختم والطبع والغشاوة المجعولة على أسماعهم وأبصارهم وقلوبهم، عقاباً من الله لهم على مبادرتهم للكفر جزاء وفاقا.
ويشهد لهذا قوله تعالى :(بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ ) وقوله :(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ).
وقوله): (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ) وغيره من الآيات التي تدل على هذا .

س2: إذا ذبح نصراني ذبيحة، وسمّى عليها باسم المسيح عليه السلام، فهل يحلُّ أكلها عملا بعموم قوله تعالى: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌ لكم}؟ فصِّل إجابتك.
أولاً : ورد عن ابن عباس وأبو أمامة ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وعطاء والحسن ومكحول وإبراهيم النخعي والسدي ومقاتل بن حيان ، أن المراد الطعام المذكور في الآية هي ذبائحهم.
ونقله عنهم ابن كثير وكذلك البخاري عن ابن عباس، ودخول ذبائحهم في طعامهم مما أجمع المسلمون عليه .
ثانياً : ينظر إلى موهم التعارض بين الآيات .
يقول الله تعالى :{وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌ لكم}
هذه الآية الكريمة تدل بعمومها على إباحة ذبائح أهل الكتاب مطلقا ولو سموا عليها غير الله، كعيسى أو نحو ذلك ، أو سكتوا ولم يسموا الله ولا غيره لأن الكل داخل في طعامهم.
ويقابل هذا عموم آخر دل على أن ما سمي عليه غير الله لا يجوز أكله، كقوله تعالى في سورة البقرة : (وما أهل به لغير الله)
وقوله: (وما أهل لغير الله به) في المائدة، والنحل
والجواب بالنظر إلى الآيات المذكورة ..
فعموم قوله: وما أهل لغير الله به يقتضي تحريمها، وعموم قوله: وطعام الذين أوتوا الكتاب يقتضي حليتها.
ومن هنا وجب الترجيح بينهما، فالراجح منهما يقدم ويخصص به عموم الآخر.
وقد حصل اختلاف بين العلماء في هذين العمومين أيهما أرجح :
فالجمهور على ترجيح الآيات المحرمة وهو مذهب الشافعي ورواية عن مالك ورواه إسماعيل بن سعيد عن الإمام أحمد.
كما ذكره صاحب المغني وهو قول ابن عمر وربيعة، كما نقله عنهما البغوي في تفسيره وذكره النووي في شرح المهذب عن علي وعائشة . ورجح بعضهم عموم آية التحليل، بأن الله أحل ذبائحهم ، لأنه سبحانه أعلم بما يقولون ، واحتج به الشعبي وعطاء .
والذي مال إليه الشنقيطي رحمه الله تعالى ورجحه : أن عموم آيات المنع أرجح وأحق بالاعتبار من طرق متعددة.
-منها قوله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
-وقوله صلى الله عليه وسلم والإثم ما حاك في النفس الحديث.
-وقوله صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.
-وكذلك عملا بقاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح كما تقرر في الأصول،
ومبنى الكلام في هذا أن النهي إذا تعارض مع الإباحة كما هنا، فالنهي أولى بالتقديم والاعتبار، لأن ترك مباح أهون من ارتكاب حرام.
و صرح جماهير من الأصوليين بأن النص الدال على الإباحة في المرتبة الثالثة من النص الدال على نهي التحريم لأن نهي التحريم مقدم على الأمر الدال على الوجوب كما في قاعدة تقديم درء المفاسد على جلب المصالح، والدال على الأمر مقدم على الدال على الإباحة للاحتياط في البراءة من عهدة الطلب.

س3: كيف تجمع بين قوله تعالى: {وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم وما كان الله معذّبهم وهم يستغفرون} [الأنفال: 33] وقوله تعالى: {وما لهم ألّا يعذّبهم الله وهم يصدّون عن المسجد الحرام} [الأنفال: 34]؟
يجمع بين الآيتين بدفع إيهام التعارض بينهما ، فالآية الأولى : تدل على أن لكفار مكة أمانين يدفع الله عنهم العذاب بسببها:
أحدهما : كونه صلى الله عليه وسلم فيهم لأن الله لم يهلك أمة ونبيهم فيهم.
والثاني: استغفارهم الله عز وجل .
ودلت الآية الثانية على نفي استبعاد نزول العذاب بهم لأجل ماهم عليه من الصد عن سبيل الله والمسجد الحرام ، حيث قال تعالى: {وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام}
وذكر الشنقيطي في جوابه على أوجه الجمع بينهما أربعة أوجه:
-الأول: وهو اختيار ابن جرير ونقله عن قتادة والسدي وابن زيد أن الأمانين منتفيان فالنبي صلى الله عليه وسلم خرج من بين أظهرهم مهاجرا واستغفارهم معدوم لإصرارهم على الكفر ، فتقرير المعنى وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون لو استغفروا.
وبهذا ينتفي التعارض بين الآيتين في هذا الوجه .
-الوجه الثاني: أن المراد بقوله: (يستغفرون ) استغفار المؤمنين المستضعفين بمكة وعليه فالمعنى أنه بعد خروجه صلى الله عليه وسلم ، وزوال الأمان الأول بقي الأمان الثاني وهو استغفار المؤمنين فكان سبباً لرفع العذاب الدنيوي عنهم .
-الوجه الثالث: أن المراد بقوله: {وهم يستغفرون} أي كفار مكة
وعليه فوجه الجمع أن الله تعالى يرد عنهم العذاب الدنيوي بسبب استغفارهم أما عذاب الآخرة فهو واقع بهم لا محالة .
نقل ابن جرير هذا القول عن ابن عباس وعلى هذا القول فعمل الكافر ينفعه في الدنيا كما فسر به جماعة قوله تعالى: {ووجد الله عنده فوفاه حسابه}: أي أثابه من عمله الطيب في الدنيا وهو صريح قوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها}.
-الوجه الرابع: أن معنى قوله: {وهم يستغفرون} أي يسلمون أي وما كان الله معذبهم وقد سبق في عمله أن منهم من يسلم ويستغفر الله من كفره .
فعلى هذا يكون تأخير العذاب عنهم لا لأجل استغفارهم ولا لأجل استغفار المؤمنين منهم ،إنما لسابق علمه عز وجل أن منهم سيسلم ، فرفع عنهم نزول العذاب مع استحقاقهم له .
والذي رجحه وذكر انهما أظهر الأقوال هما القولان الأولان .

س4: هل يرجع الاستثناء الآتي بعد متعاطفات متعددة إلى جميع ما قبله، أو إلى الجملة الأخيرة فقط؟ علل إجابتك ؟
ظهر هذا الاستثناء في جمل من المسائل منها :
-ما ذكره الله في سورة النساء من تحريم الأمهات من قوله تعالى : (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ) إلى قوله : (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت إيمانكم...)
فقوله إلا ماملكت إيمانكم ) اختلف فيه :
هل هو استثناء عائد على الجملة الأخيرة فقط ، أم على كل المذكورات السابقات في الآية .. ؟
ونظيره في سورة النور ( والذين يرمون المحصنات ..؟ إلى قوله (إلا الذين تابوا ...)
جمهور العلماء من المالكيه والشافعيه والحنابله يرون أنه عائد على كل ماتقدم ، أما الحنيفيه فيرون أنه عائد على الأخير فقط .
والذي رجحه الشنقيطي رحمه الله تعالى :أن الاستثناء يتوقف فيه ..
وينظر بمادلت عليه الإدلة ، هل يعود على الجميع أم على الأخير منها..؟
وذلك بالنظر إلى ما دلت عليه الأدلة من السياق والسباق ودلائل النصوص الدالة على أي الحالتين يرجع ، مستشهداً لقوله هذا بعدد من الشواهد من الأيات التي أرجع الاستثناء بها إلى ما دلت عليه النصوص .

س5: أجب عما يلي:
أ: نفيُّ الأخص لا يستلزم نفي الأعم، كيف تستعمل هذه القاعدة في الرد على من استدلّ بقوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} على نفي رؤية الله عز وجل في الآخرة؟

نرد على من استدل بهذا أن توهم هذا جهل مركب، وذلك أن المنفي في هذه الآية الإدراك المشعر بالإحاطة بالكنه، وذلك لكمال الرب عز وجل، وعجز خلقه ، وأما مطلق الرؤية فلا تدل الآية على نفيه بل هو ثابت بما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة واتفاق أهل السنة والجماعة على ذلك.
وقد اتفق العقلاء على أن نفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم, فانتفاء الإدراك لا يلزم منه انتفاء مطلق الرؤية مع أن الله تعالى لا يدرك كنهه على الحقيقة أحد من الخلق، والدليل على صحة ما أخرجه الشيخان من حديث أبي موسى مرفوعا: "حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"، فالحديث صريح في عدم الرؤية في الدنيا ويفهم منه عدم إمكان الإحاطة مطلقا.
وأما في الأخرة فالأحاديث برؤية المؤمنين له يوم القيامة متواترة ومن أصرح الأدلة في ذلك ما رواه مسلم وابن خزيمة مرفوعا: "إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا"

ب: [color="navy"]قال تعالى: {فأردتُ أن أعيبها وكان وراءهم ملكٌ يأخذ كلّ سفينةٍ غصبًا[/color]} [الكهف: 79]، ما وجه خرق الخضر للسفينة إن كان الملك سيأخذ كل سفينة؟
ظاهر قوله : (وكان وراءهم ملكٌ يأخذ كلّ سفينةٍ غصبًا ) أن الملك يأخذ كلّ سفينة المعيببة والصحيحة .
والجواب على توهم التعارض أن في الكلام حذف الصفة وتقديره: كل سفينة صالحة صحيحة.
وقد أشار له ابن مالك في الخلاصة بقوله:
وما من المنعوت والنعت عقل *** يجوز حذفه وفي النعت يقل

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 ذو القعدة 1442هـ/18-06-2021م, 05:28 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

س1: كيف ترد على من استدل بقوله تعالى: {فلمّا جنّ عليه اللّيل رأى كوكبًا قال هذا ربّي} على أن إبراهيم عليه السلام كان ناظرًا في الكون ولم يكن مهتديا لوحدانية الله عز وجل في ذلك الوقت؟
أولا : الذي يدل على أنه كان مناظرا لا ناظرا ، هو قوله تعالى ( وحاجه قومه ) .
ثانيا : أن الكلام على حذف همزة الاستفهام ؛ (هذا ربي )أي ( أهذا ربي ) ، ففيه دليل على بحثه على إله يوحده ويعبده ، بخلاف من قال أنه كان يظن بربوبية الكوكب ، فهذا القول ضعيف الذي ذكره ابن جرير ناقلا من قول ابن عباس ، والذي يرده قوله تعالى : {ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين} [آل عمران: 67]، وقوله تعالى: {ثمّ أوحينا إليك أن اتّبع ملّة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين} [النحل: 123]، وقوله: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل} [الأنبياء: 51].

س2: قال تعالى: {يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ ونحاسٌ فلا تنتصران} [الرحمن: 35] وقال بعدها: {فبأي آلاء ربكما تُكذبان}، فكيف يكون الشواظ من نار والنُّحاس وعدم النصر من آلاء الله عز وجل؟
أن الجواب على ذلك من وجهين :
أولا : باعتبار أنه للتكرير فذكره بعد كل آية أحسن من ذكره متواليا .
ثانيا : باعتبار أنها لم تذكر إلا بعد ذكر الاء ، فالموعظة من آلاء الله ، والإنذار بالشيء قبل وقوعه أيضا من آلاء الله .

س3: كيف تجمع بين قوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى* إلاّ ما شاء الله} وقوله تعالى: {لا تحرّك به لسانك لتعجل به * إنّ علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 16-17]؟
أن النسيان يكون فيما يشاء الله ويكون فيما نسخه الله ، وحتى ما نسخ منها يأتي الله بخير منها أو مثلها كما في قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها ) .

س4: ما معنى قول المؤلف: (وليست النّسبة بين الإرادة الشّرعيّة والقدريّة العموم والخصوص من وجهٍ، بل هي العموم والخصوص المطلق)؟
فأحدهما أعم مطلقا باعتبار، والثانية مطلقا باعتبار آخر، أي أن كل ما أراده الله شرعا باعتبار أفعال العباد شرعا لا يخرج من التقدير الكوني ،وليس كل ما أراده الناس يقع ،وتحقيق النسبة للإرادة الكونية القدرية والشرعية الدينية هو من ناحية وجود المراد أو عدمه ، فالإرادة الكونية القدرية هنا أعم مطلقا ، فكل مراد شرعي حصل فهو بالإرادة الكونية القدرية ، وليس كل مراد كوني حصل مرادا في الشرع ؛ فالدعوة عامة ولكن التوفيق خاص ، كما قال تعالى : ( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) .

س5: بيّن دلالة اسم الإشارة في الآيات التالية:
- قال تعالى: {الم (1) ذلك الكتاب} [البقرة: 1-2]
ذلك إشارة للبعيد ، وتفسير هذا من وجه :
الأول : لبعده عن مشابهة كلام الخلق .
الثاني : أن الإشارة للبعيد ، لقرب انقضاءه ، كما ذكر ذلك ابن جرير .
وضرب له مثلًا بالرّجل يحدّث الرّجل فيقول له مرّةً: والله إنّ ذلك لكما قلت، ومرّةً يقول: والله إنّ هذا لكما قلت. فإشارة البعيد نظرًا إلى أنّ الكلام مضى وانقضى، وإشارة القريب نظرًا إلى قرب انقضائه.
الثالث :أن العرب تشير القريب بالبعيد ، فيكون أسلوب من أساليب العربية .

ونظيره قول خفاف بن ندبة السّلميّ، لمّا قتل مالك بن حرملة الفزاريّ:
فإن تك خيلي قد أصيب صميمها ... فعمدًا على عيني تيمّمت مالكًا
أقول له والرّمح يـــأطر متنه ... تأمّل خفافًا إنّني أنا ذلكـــا

- قال تعالى: {إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل} [النمل: 76].
هنا الإشارة ( هذا ) للقريب ، فالقرآن قريب حاضر في الأسماع والألسن والقلوب .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 صفر 1443هـ/26-09-2021م, 01:23 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تصحيح مجلس مذاكرة كتاب دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب للشنقيطي

نورة الأمير: أ+
- أحسنتِ فيما أضفتيه، لكن أرجو تمييز ما كان من اجتهادكِ وما نقلتيه عن بعض العلماء أرجو النسبة إلى مصدره.
- س3: القول بأن (إن) بمعنى (إذ) أو (قد) على بعض المذاهب اللغوية فينبغي تقييدها بقائليها.
القول بأن المقصود بالآية ذكرهم بالأنفع، كالعقائد والأصول، ولا تتعرض للفروع معهم.
ليس على إطلاقه، وإنما أورد مثالا في حال المشركين خاصة، وقد يكون الأنفع للمؤمن غير ذلك بحسب حاله.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.


سارة المشري: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بك.

مها شتا: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1. اذكري من رجح القول الأول.
س3. إما أن تقولي: (مقام دخول أهل الكفر الناس لا يخلو من خمس حالات ... ثم تسردين الحالات الخمسة التي ذكرتِ)
أو تقولي - كما ذكرتِ -: (من استدل على انقطاع العذاب عن أهل الكفر في النار بقوله تعالى:{قال النّار مثواكم خالدين فيها إلّا ما شاء الله}
يرجع إلى إحدى أربع حالات ..)
وليس خمس حالات كما ذكرتِ لأن الحالة الخامسة منهن، لا انقطاع فيها للعذاب.


فاطمة الزهراء: د+
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1: مصدره أضواء البيان للشنقيطي، فالأولى الإشارة للمصدر إذ هو خارج الكتاب المقرر.
س2: الوجه الأول مما ذكرتِ فيه عدم عد الأصناف الثلاثة من الآلاء، وعليه دفع الإشكال من أصله
والسؤال خاص بالقول الذي فيه عد الشواظ والنحاس وعدم النصر من آلاء الله عز وجل، والأولى بيان وجه كونها من آلاء الله عز وجل، مع بيان القول الثاني مما ذكرتِ.
- الخصم للنسخ واللصق بشكل كبير لا يظهر معه أسلوبك وفهمك للمسألة.

ضحى الحقيل: أ
أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بكِ.

منيرة محمد: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

هيا أبو داهوم: ج+
س1: الإجابة مختصرة.
قولكِ: (أن الكلام على حذف همزة الاستفهام ؛ (هذا ربي )أي ( أهذا ربي ) ، ففيه دليل على بحثه على إله يوحده ويعبده ، بخلاف من قال أنه كان يظن بربوبية الكوكب)
القول أنه كان يبحث يعني أنه كان ناظرًا ولم يكن مناظرًا لقومه !
المناظر يجادل قومه في عقيدتهم بالشرك ويبطلها، والناظر يبحث ويتأمل في الكون للوصول إلى وحدانية الله عز وجل
وتقدير الاستفهام على أساس أنه استفهام إنكاري، أي يستنكر أن يكون هذا الكوكب ربه.
س2: راجعي التعليق على الأستاذة فاطمة.
س4: قولكِ: ( كل ما أراده الله شرعا باعتبار أفعال العباد شرعا لا يخرج من التقدير الكوني) هذه العبارة غير صحيحة
وإليكِ التفصيل
معنى العموم والخصوص المطلق: هذه المسألة صعبة بعض الشيء لكن يبنبي عليها توضيح عدة مسائل، وبيان الجمع بين عدد من الأدلة.
والعلاقة بينهما بمثابة دائرة صغرى داخل دائرة كبرى
فكل ما يقع في الدائرة الصغرى يقع في الدائرة الكبرى ولابد
وما في الدائرة الصغرى خاص بالنسبة لما هو في الدائرة الكبرى.
وليس كل ما في الدائرة الكبرى واقع في الدائرة الصغرى.
بالتطبيق على المسألة: بعد مراجعة تعريف الإرادة الكونية والإرادة الشرعية:
- الإرادة الكونية أعم مطلقا من الإرادة الشرعية من حيث أنها لازمة الوقوع، وأما الإرادة الشرعية فقد تتحقق أو لا تتحقق
الدائرة الصغرى فيها ما تحقق من المراد شرعًا مثل إيمان أبي بكر، والدائرة الكبرى فيها المراد كونًا
كل ما تحقق من المراد شرعًا (الدائرة الصغرى) مراد كونًا ولابد (الدائرة الكبرى)
وليس كل مراد كونًا (الدائرة الكبرى) مراد شرعًا.
والعكس بالعكس، لو قلنا أن ما في الدائرة الصغرى ما لم يتحقق من المراد شرعًا، ففي الدائرة الكبرى ما لم يتحقق كونًا
مثاله: إيمان أبي لهب، الله أراده شرعًا لكن لم يرده كونًا فلم يتحقق.
- الإرادة الشرعية أعم مطلقًا من الإرادة الكونية من حيث إرادة عبادة جميع الثقلين، فالله أراد من الجميع عبادته وأمر بذلك وأرسل الرسل لتبليغ الدعوة وخلق في الناس الإرادة والاختيار
لكن لم يؤمن إلا من أرادهم الله كونًا
الدائرة الكبرى: إرادة عبادة جميع الثقلين وهي الإرادة الشرعية
والدائرة الصغرى: من آمن منهم، وهي جزء من الإرادة الشرعية لكنهم آمنوا كذلك بالإرادة الكونية.
وبدلك يجتمع الإرادة الكونية والشرعية في السعداء من آمن بالله عز وجل، وانفردت الإرادة الكونية فيمن لم يؤمن، وانفردت الإرادة الشرعية في إرادة الإيمان من جميع الثقلين من آمن منهم ومن لم يؤمن.
العموم والخصوص من وجه، أشبه بالدائرتين المتقاطعتين
مثلا: اللون الأبيض (دائرة) يشمل عدة أشياء وحيوانات بهذا اللون
والحيوانات (دائرة) منها الأبيض وغير الأبيض
ويشتركان في الحيوانات التي لونها أبيض = الجزء المتقاطع بين الدائرتين.
لهذا قال الشيخ أن العلاقة بين الإرادة الكونية والشرعية هي العموم والخصوص المطلق وليس العموم والخصوص من وجه.

نفع الله بي وبكم

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24 صفر 1443هـ/1-10-2021م, 12:09 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: كيف ترد على من فهم من قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم} [البقرة: 7] أنهم كانوا مجبورين على الكفر؟
أولا: مع إن ظاهر الآية قد يدل على مسألة الجبر؛ إلا أن نصوص الوحي لا تفهم بمعزل عن باقي النصوص لأن المتكلم بها واحد سبحانه, لذلك تكون هذه الآية من المجمل الذي يجب بيانه عن طريق الآيات الأخرى.

ثانيا: جاءت آيات أخرى في كتاب الله تدل على أن كفرهم واقد وقع بمشيئتهم وإرادتهم، كقوله تعالى: {فاستحبوا العمى على الهدى}, وقوله:{وكقوله ذلك بما قدمت أيديكم},
والمتقرر حسا وشرعا وعقلا بأن الإنسان لديه إرادة ومشيئة وعليها قام الابتلاء والثواب والعقاب, فهو فاعل على الحقيقة لا مفعول به, وإليه تنسب الأعمال وعليها يثاب, كما قال تعالى:{فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}, وقوله: {لبئس ما قدمت لهم أنفسهم}.

ثالثا: عند جمع الآيات يتبين لنا بأن الختم والطبع والغشاوة المجعولة على أسماعهم وأبصارهم وقلوبهم؛ عقاب من الله لهم على ما اختاروه من الكفر والضلال, فحرمهم الله هداية التوفيق فلم يعنهم على الهدى, وهذا كان منه سبحانه جزاء وفاقا لهم كما قال تعالى:{فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}, وقال:{بل طبع الله عليها بكفرهم }, وقال:{ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم } .
وقال:{ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة }, وقال:{في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا } .

س2: إذا ذبح نصراني ذبيحة، وسمّى عليها باسم المسيح عليه السلام، فهل يحلُّ أكلها عملا بعموم قوله تعالى: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌ لكم}؟ فصِّل إجابتك.
أولا: ذهب كثير من العلماء من المالكية والشافعية وغيرهم إلى التفريق بين ما ذبحه أهل الكتاب لصنم، وبين ما ذبحوه لعيسى أو مريم أو جبريل، أو لكنائسهم، واحتجوا بأن الأول مما أهل به لغير الله, أما الثاني فلا, قذهبوا إلى كراهته كراهة تنزيه، استدلالا بقوله تعالى: {وما ذبح على النصب} .

ثانيا: ذهب المصنف رحمه الله تعالى إلى بطلان هذا التفريق بشهادة القرآن, من وجوه:
- الذيح على وجه القربة عبادة بالإجماع، قال تعالى: {فصل لربك وانحر} .
- من صرف لغير الله عبادة فقد وقع في الشرك الأكبر أيا كانت هذه العبادة, وأي كان نوع الذي صرفت له العبادة, سواء كان رجلا أو شجرة أو حجرا أو غير ذلك، كما ثال تعالى: {ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا }, بل بين كفر فاعل ذلك بقوله تعالى: {أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون} .
- جاء التنصيص في القرآن على منع صرف أي عبادة لعيسى عليه السلام وأمه, في الآيات التي نزلت في النصارى خاصة, فقد قال تعالى:{ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله }, وقال:{قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله }.

ثالثا: وقع الخلاف في هذه المسألة بين السلف من الصحابة ومن تبعهم, فقد رخص في أكل ما ذبحوه لكنائسهم أبو الدرداء وأبو أمامة الباهلي والعرباض بن سارية والقاسم بن مخيمرة وحمزة بن حبيب وأبو سلمة الخولاني وعمر بن الأسود ومكحول والليث بن سعد وغيرهم.
وذهب إلى القول بالمنع عائشة رضي الله عنها والإمام الشافعي رحمه الله، وقد أمرنا الله تعالى بتحكيم القرآن والسنة عند النزاع فقال: ف{إن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله }، والله تعالى قد حرم ما أهل به لغير الله.
وقوله: (لغير الله) عام يدخل فيه الملك والنبي والصنم والنصب والشيطان, ولا خلاف في منع ما ذبحه بالنصارى باسم الصنم، والقرآن قد دل على أنه لا فرق في ذلك بين النبي والملك، وبين الصنم والنصب، فيلزمهم القول بالمنع.

رابعا: أما ما استدلوا به على قولهم من قول الله تعالى:{اوما ذبح على النصب} فلا دليل لهم فيه, لأنه لا يخصص قوله تعالى: {وما أهل لغير الله به}، لأنه ذكر لبعض أفراد ما دل عليه عموم قوله تعالى:{وما أهل لغير الله به}.
ومن المتقرر في علم الأصول أن ذكر بعض أفراد الحكم العام بحكم العام، لا يخصص, وهو الصحيح, وهو مذهب الجمهور, خلافا لأبي ثور الذي ذهب إلى أنه لا فائدة لذكره إلا التخصيص, وقد أجاب الجمهور على ما ذكره بأن مفهوم اللقب ليس بحجة، وفائدة ذكر البعض نفي احتمال إخراجه من العام، فذكر البعض لا يخصص العام سواء ذكرا في نص واحد كقوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى }, فذكر الصلاة الوسطى الأول لا يدل على عدم المحافظة على غيرها من الصلوات، أو ذكرا منفصلين كما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام: (أيما إهاب دبغ فقد طهر) وقوله صلى الله عليه وسلم عندما مر بشاة ميتة فقال: (هلا أخذتم إهابها ).
فذكر إهاب الشاة في الأخير لا يدل على عدم الانتفاع بإهاب غير الشاة، لأن ذكر البعض لا يخصص العام.

خامسا: ولو قيل بأن الآية معارضة بقوله تعالى: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم} فالأولى اتباع أمر النبي صلى الله عليه وسلم بترك المشتبه عند توهم تعارض النصوص فقال: د{ع ما يريبك إلى ما لا يريبك}.

قلت: العبرة بالعلم, فإذا علمنا بأن الذابح قصد بذبيحته غير الله سبحانه مطلقا, ولو ذكر اسم الله عليها: يحرم الأكل منها, أما إذا جهلنا , ولم تك ثم قرينة تدل على قصد الذابح: فالأصل حِل ذبيحة أهل الكتاب.

س3: كيف تجمع بين قوله تعالى: {وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم وما كان الله معذّبهم وهم يستغفرون} [الأنفال: 33] وقوله تعالى: {وما لهم ألّا يعذّبهم الله وهم يصدّون عن المسجد الحرام} [الأنفال: 34]؟
أولا:دل ظاهر الآية على أن العذاب يمنع عنهم في حالين:
- إن استغفروا
- وجود النبي صلى الله عليه وسلم فيهم.
وقد انتفى الأمانان؛ إذ خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندهم, ولم يحصل منهم استغفارا لإصرارهم على الكفر.
والحال قيد لعاملها وصف لصاحبها، لذا كان الاستغفار قيدا في نفي العذاب، لكنهم لم يأتوا بالقيد، فتقرير المعنى: (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون لو استغفروا)، لذا عذبهم الله بالقتل والأسر يوم بدر.
كما في قوله تعالى: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر }
نقل ابن جرير هذا القول عن قتادة والسدي، وابن زيد ورجحه.

ثانيا: ذكر بعض العلماء بأن المراد بقوله: «يستغفرون» استغفار المؤمنين المستضعفين بمكة، فتحمل الآية على أن استغفار المؤمنين كان سببا لرفع العذاب الدنيوي عن الكفار عد خروجه صلى الله عليه وسلم كان .
فيكون العموم في قوله:(وهم يستغفرون) مخصوص بالمؤمنين منهم، ومثله قوله تعالى: {فعقروا الناقة } ، مع أن العاقر واحد منهم بدليل قوله تعالى: {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر}
وعلى هذا القول فالعذاب الدنيوي يدفعه الله عنهم باستغفار المؤمنين الكائنين بين أظهرهم، أما قوله تعالى: {وما لهم ألا يعذبهم الله }: أي بعد خروج المؤمنين، ومثله قوله تعالى: {ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما}, فقوله: لو تزيلوا أي لو تزيل الكفار من المسلمين لعذبنا الكفار بتسليط المسلمين عليهم، ولكنا رفعنا عن الكفار هذا العذاب الدنيوي لعدم تميزهم من المؤمنين، فهنا كذلك رفع عن الكفار العذاب لوجود المؤمنين المستضعفين المختلطين بهم.

ثالثا: قال بعض العلماء بأن المراد بقوله تعالى: {وهم يستغفرون} أي: كفار مكة، فيكون معنى الآية أن الله تعالى يرد عنهم العذاب الدنيوي بسبب استغفارهم، أما عذاب الآخرة ؛ فلا, فقوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم}، أي في الدنيا بسبب استغفارهم، وقوله: {وما لهم ألا يعذبهم الله} أي في الآخرة.
نقل هذا القول ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما.وقد جاءت نصوص أخرى تدل على أن الكافر يجازى بعمله الصالح في الدنيا كما قوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها} ،
وجاء هذا صريحا عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:(إن الكافر إذا عمل حسنة أُطعم بها طُعمة من الدنيا).

رابعا: قال بعض العلماء بأن معنى قوله تعالى: {وهم يستغفرون} أي يسلمون،فيكون معنى الآية:(وما كان الله معذبهم وقد سبق في علمه أن منهم من يسلم ويستغفر الله من كفره)، ويكون قوله: {وما لهم ألا يعذبهم الله} محصوص في الذين سبقت لهم الشقاوة منهم.
نقل ابن جرير معنى هذا القول عن عكرمة ومجاهد.
ورجح المصنف بأن أظهر هذه الأقوال الأولان.

خامسا: روى ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري إن قوله تعالى: {وما لهم ألا يعذبهم الله} ناسخ لقوله تعالى: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}, وهذا القول رجح بطلانه المصنف رحمه الله تعالى, لأنه خبر من الله بعدم تعذيبه لهم في حالة استغفارهم, والخبر لا يجوز نسخه شرعا بإجماع المسلمين.

قلت: النسخ عند السلف يدخل فيه نسخ معنى متوهم في الأذهان, فلعلهما رحمهما الله أرادا ذلك.

س4: هل يرجع الاستثناء الآتي بعد متعاطفات متعددة إلى جميع ما قبله، أو إلى الجملة الأخيرة فقط؟ علل إجابتك.
أولا: رجوع الاستثناء إلى جميع ما قبله من المتعاطفات هو الجاري على أصول مالك والشافعي وأحمد، وذهب أبو حنيفة إلى رجوع الاستثناء إلى لجملة الأخيرة فقط، لذلك رجح عدم قبول شهادة القاذف مطلقا ولو تاب وأصلح في قوله تعالى: {وأولئك هم الفاسقون}، فهو يقول أن معنى الآية: أي: إلا الذين تابوا فقد زال فسقهم بالتوبة, ولا يقول بأن المعنى: ولا تقبلوا لهم شهادة إلا الذين تابوا فاقبلوا شهادتهم، بل يقول: لا تقبلوها لهم مطلقا, لاختصاص الاستثناء بالأخيرة عنده.

ثانيا: ذهب المصنف رحمه الله تعالى إلى أن التحقيق في هذه المسألة هو الوقف والتفصيل، فلا يحكم برجوعه إلى الجميع ولا إلى الأخيرة، وقد قال تعالى:{: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول },
وقد جل القرآن على هذا القول في مثل قوله تعالى: {فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا }، فالاستثناء في الآية راجع إلى الدية, فهي تسقط بتصدق مستحقها بها, ولا يرجع لتحرير الرقبة قولا واحدا لأن تصدق مستحق الدية بها لا يسقط كفارة القتل خطأ.
كذلك قوله تعالى: {فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا }:
فالاستثناء لا يرجع لقوله: {فاجلدوهم ثمانين جلدة} لأن القاذف إذا تاب لا تسقط توبته حد القذف.
فإذا كان الاستثناء في آيات القرآن قد لا يرجع لأقرب الجمل إليه ؛ تبين أنه ليس نصا في الرجوع إلى غيرها.
وهذا القول ذهب إليه بعض المتأخرين كابن الحاجب من المالكية والغزالي من الشافعية والآمدي من الحنابلة من أن الحكم في الاستثناء الآتي بعد متعاطفات هو الوقف والتفصيل.

س5: أجب عما يلي:
أ: نفيُّ الأخص لا يستلزم نفي الأعم، كيف تستعمل هذه القاعدة في الرد على من استدلّ بقوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} على نفي رؤية الله عز وجل في الآخرة؟

أولا: الإدراك المنفي في الآية هو الإدراك المشعر بالإحاطة بالكنه، أو الإدراك الكامل له سبحانه, وإدراك الله سبحانه على هذا الوجه لا يكون لا في الدنيا ولا في الآخرة, فالناقص لا يمكن له أن يدرك الكامل جل وعلا, أما أصل رؤية الله سبحانه فلا دلالة في الآية على نفيه, ونفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم، فانتفاء الإدراك لا يلزم منه انتفاء مطلق الرؤية، فالإدراك أخص من مطلق الرؤية, والعرب تقول: رأيت الشيء وما أدركته، فيكون معنى: ل{ا تدركه الأبصار} أي لا تحيط به، كما أنه تعالى يعلمه الخلق ولا يحيطون به علما.
ويستدل على هذا بما أخرجه الشيخان من حديث أبي موسى مرفوعا: {حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه}.
فالحديث صريح في عدم الرؤية في الدنيا، ويفهم منه عدم إمكان الإحاطة مطلقا.

ثانيا: رؤية الله سبحانه جائزة عقلا وشرعا, لذا طلب موسى عليه السلام من الله تعالى رؤيته فقال:{: رب أرني أنظر إليك }، وهو عليه السلام لا يجهل الجائز في حق الله تعالى عقلا, ولو كان الأمر ممتنعا لما طلبه..
ودلت نصوص الشرع على الرؤية, فقد قال عليه الصلاةة والسلام:( إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا), والأحاديث في الرؤية متواترة كما قال محمد التاودي:
مما تواتر حديث من كذب
ومن بنى لله بيتا واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض
ومسح خفين وهذي بعض

ثالثا: قد جاء في صريح القرآن ما دل على أن الإدراك لا يمنع أصل الرؤية, فقد قال تعالى في قصة موسى عليه السلام:﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ • قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾
فقوله:{تَرَاءَى} فيه إثبات رؤية بني إسرائيل لفرعون وجنودخ.
وقوله:{لَمُدْرَكُونَ} فيه توقعهم وقوع الإحاطة يهم.
وقوله:{كَلا } فيه نفي الإحاطة مع وقوع الرؤية
وهذا من إحكام القرآن, فلا توجد شبهة إلا وفي القرآن رد عليها.

ب: قال تعالى: {فأردتُ أن أعيبها وكان وراءهم ملكٌ يأخذ كلّ سفينةٍ غصبًا} [الكهف: 79]، ما وجه خرق الخضر للسفينة إن كان الملك سيأخذ كل سفينة؟
في الآية حذف للصفة ، فالتقدير:(يأخذ كل سفينة صالحة صحيحة)، فالملك سيأخذ ما كان صالحا من السفن, وهذا ما يناسب مقام الملوك, قهم يأنفون عما فيه عيب.
وحذف الصفة إذا دل المقام عليه جائز، كما ذكره ابن مالك في الخلاصة :
وما من المنعوت والنعت عقل
يجوز حذفه وفي النعت يقل
ومن الشواهد قول الشاعر:
ورب أسيلة الخدين بكر ... مهفهفة لها فرع وجيد
أي لها فرع فاحم وجيد طويل.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 ربيع الأول 1443هـ/23-10-2021م, 02:52 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
س1: كيف ترد على من فهم من قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم} [البقرة: 7] أنهم كانوا مجبورين على الكفر؟
أولا: مع إن ظاهر الآية قد يدل على مسألة الجبر؛ إلا أن نصوص الوحي لا تفهم بمعزل عن باقي النصوص لأن المتكلم بها واحد سبحانه, لذلك تكون هذه الآية من المجمل الذي يجب بيانه عن طريق الآيات الأخرى.

ثانيا: جاءت آيات أخرى في كتاب الله تدل على أن كفرهم واقد وقع بمشيئتهم وإرادتهم، كقوله تعالى: {فاستحبوا العمى على الهدى}, وقوله:{وكقوله ذلك بما قدمت أيديكم},
والمتقرر حسا وشرعا وعقلا بأن الإنسان لديه إرادة ومشيئة وعليها قام الابتلاء والثواب والعقاب, فهو فاعل على الحقيقة لا مفعول به, وإليه تنسب الأعمال وعليها يثاب, كما قال تعالى:{فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}, وقوله: {لبئس ما قدمت لهم أنفسهم}.

ثالثا: عند جمع الآيات يتبين لنا بأن الختم والطبع والغشاوة المجعولة على أسماعهم وأبصارهم وقلوبهم؛ عقاب من الله لهم على ما اختاروه من الكفر والضلال, فحرمهم الله هداية التوفيق فلم يعنهم على الهدى, وهذا كان منه سبحانه جزاء وفاقا لهم كما قال تعالى:{فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}, وقال:{بل طبع الله عليها بكفرهم }, وقال:{ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم } .
وقال:{ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة }, وقال:{في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا } .
[أحسنتِ تفصيل الإجابة وترتيب أفكارها]
س2: إذا ذبح نصراني ذبيحة، وسمّى عليها باسم المسيح عليه السلام، فهل يحلُّ أكلها عملا بعموم قوله تعالى: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌ لكم}؟ فصِّل إجابتك.
أولا: ذهب كثير من العلماء من المالكية والشافعية وغيرهم إلى التفريق بين ما ذبحه أهل الكتاب لصنم، وبين ما ذبحوه لعيسى أو مريم أو جبريل، أو لكنائسهم، واحتجوا بأن الأول مما أهل به لغير الله, أما الثاني فلا, قذهبوا إلى كراهته كراهة تنزيه، استدلالا بقوله تعالى: {وما ذبح على النصب} .

ثانيا: ذهب المصنف رحمه الله تعالى إلى بطلان هذا التفريق بشهادة القرآن, من وجوه:
- الذيح على وجه القربة عبادة بالإجماع، قال تعالى: {فصل لربك وانحر} .
- من صرف لغير الله عبادة فقد وقع في الشرك الأكبر أيا كانت هذه العبادة, وأي كان نوع الذي صرفت له العبادة, سواء كان رجلا أو شجرة أو حجرا أو غير ذلك، كما ثال تعالى: {ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا }, بل بين كفر فاعل ذلك بقوله تعالى: {أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون} .
- جاء التنصيص في القرآن على منع صرف أي عبادة لعيسى عليه السلام وأمه, في الآيات التي نزلت في النصارى خاصة, فقد قال تعالى:{ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله }, وقال:{قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله }.

ثالثا: وقع الخلاف في هذه المسألة بين السلف من الصحابة ومن تبعهم, فقد رخص في أكل ما ذبحوه لكنائسهم أبو الدرداء وأبو أمامة الباهلي والعرباض بن سارية والقاسم بن مخيمرة وحمزة بن حبيب وأبو سلمة الخولاني وعمر بن الأسود ومكحول والليث بن سعد وغيرهم.
وذهب إلى القول بالمنع عائشة رضي الله عنها والإمام الشافعي رحمه الله، وقد أمرنا الله تعالى بتحكيم القرآن والسنة عند النزاع فقال: ف{إن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله }، والله تعالى قد حرم ما أهل به لغير الله.
وقوله: (لغير الله) عام يدخل فيه الملك والنبي والصنم والنصب والشيطان, ولا خلاف في منع ما ذبحه بالنصارى باسم الصنم، والقرآن قد دل على أنه لا فرق في ذلك بين النبي والملك، وبين الصنم والنصب، فيلزمهم القول بالمنع.

رابعا: أما ما استدلوا به على قولهم من قول الله تعالى:{اوما ذبح على النصب} فلا دليل لهم فيه, لأنه لا يخصص قوله تعالى: {وما أهل لغير الله به}، لأنه ذكر لبعض أفراد ما دل عليه عموم قوله تعالى:{وما أهل لغير الله به}.
ومن المتقرر في علم الأصول أن ذكر بعض أفراد الحكم العام بحكم العام، لا يخصص, وهو الصحيح, وهو مذهب الجمهور, خلافا لأبي ثور الذي ذهب إلى أنه لا فائدة لذكره إلا التخصيص, وقد أجاب الجمهور على ما ذكره بأن مفهوم اللقب ليس بحجة، وفائدة ذكر البعض نفي احتمال إخراجه من العام، فذكر البعض لا يخصص العام سواء ذكرا في نص واحد كقوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى }, فذكر الصلاة الوسطى الأول لا يدل على عدم المحافظة على غيرها من الصلوات، أو ذكرا منفصلين كما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام: (أيما إهاب دبغ فقد طهر) وقوله صلى الله عليه وسلم عندما مر بشاة ميتة فقال: (هلا أخذتم إهابها ).
فذكر إهاب الشاة في الأخير لا يدل على عدم الانتفاع بإهاب غير الشاة، لأن ذكر البعض لا يخصص العام.

خامسا: ولو قيل بأن الآية معارضة بقوله تعالى: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم} فالأولى اتباع أمر النبي صلى الله عليه وسلم بترك المشتبه عند توهم تعارض النصوص فقال: د{ع ما يريبك إلى ما لا يريبك}.

قلت: العبرة بالعلم, فإذا علمنا بأن الذابح قصد بذبيحته غير الله سبحانه مطلقا, ولو ذكر اسم الله عليها: يحرم الأكل منها, أما إذا جهلنا , ولم تك ثم قرينة تدل على قصد الذابح: فالأصل حِل ذبيحة أهل الكتاب.
[بارك الله فيكِ، المسألة المطلوبة في رأس السؤال ليس فيها التفريق بين الذبح على النصب والذبح باسم المسيح أو الكنيسة

وإنما السؤال خاص بمن أهل ّ للمسيح -عليه السلام- بذبيحته، من أهل الكتاب، هل تحل ذبيحته أو لا؟

ومعلومٌ عموم قوله تعالى: {حُرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهل لغير الله به}

فكيف يمكن الترجيح بين عموم قوله تعالى {وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌ لكم} والذي يفيد حل طعامهم، وبين عموم قوله تعالى: {وما أُهل لغير الله به} والذي يفيد عموم تحريم كل ما أُهل لغير الله به؟]

س3: كيف تجمع بين قوله تعالى: {وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم وما كان الله معذّبهم وهم يستغفرون} [الأنفال: 33] وقوله تعالى: {وما لهم ألّا يعذّبهم الله وهم يصدّون عن المسجد الحرام} [الأنفال: 34]؟
أولا:دل ظاهر الآية على أن العذاب يمنع عنهم في حالين:
- إن استغفروا
- وجود النبي صلى الله عليه وسلم فيهم.
وقد انتفى الأمانان؛ إذ خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندهم, ولم يحصل منهم استغفارا لإصرارهم على الكفر.
والحال قيد لعاملها وصف لصاحبها، لذا كان الاستغفار قيدا في نفي العذاب، لكنهم لم يأتوا بالقيد، فتقرير المعنى: (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون لو استغفروا)، لذا عذبهم الله بالقتل والأسر يوم بدر.
كما في قوله تعالى: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر }
نقل ابن جرير هذا القول عن قتادة والسدي، وابن زيد ورجحه.

ثانيا: ذكر بعض العلماء بأن المراد بقوله: «يستغفرون» استغفار المؤمنين المستضعفين بمكة، فتحمل الآية على أن استغفار المؤمنين كان سببا لرفع العذاب الدنيوي عن الكفار عد خروجه صلى الله عليه وسلم كان .
فيكون العموم في قوله:(وهم يستغفرون) مخصوص بالمؤمنين منهم، ومثله قوله تعالى: {فعقروا الناقة } ، مع أن العاقر واحد منهم بدليل قوله تعالى: {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر}
وعلى هذا القول فالعذاب الدنيوي يدفعه الله عنهم باستغفار المؤمنين الكائنين بين أظهرهم، أما قوله تعالى: {وما لهم ألا يعذبهم الله }: أي بعد خروج المؤمنين، ومثله قوله تعالى: {ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما}, فقوله: لو تزيلوا أي لو تزيل الكفار من المسلمين لعذبنا الكفار بتسليط المسلمين عليهم، ولكنا رفعنا عن الكفار هذا العذاب الدنيوي لعدم تميزهم من المؤمنين، فهنا كذلك رفع عن الكفار العذاب لوجود المؤمنين المستضعفين المختلطين بهم.

ثالثا: قال بعض العلماء بأن المراد بقوله تعالى: {وهم يستغفرون} أي: كفار مكة، فيكون معنى الآية أن الله تعالى يرد عنهم العذاب الدنيوي بسبب استغفارهم، أما عذاب الآخرة ؛ فلا, فقوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم}، أي في الدنيا بسبب استغفارهم، وقوله: {وما لهم ألا يعذبهم الله} أي في الآخرة.
نقل هذا القول ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما.وقد جاءت نصوص أخرى تدل على أن الكافر يجازى بعمله الصالح في الدنيا كما قوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها} ،
وجاء هذا صريحا عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:(إن الكافر إذا عمل حسنة أُطعم بها طُعمة من الدنيا).

رابعا: قال بعض العلماء بأن معنى قوله تعالى: {وهم يستغفرون} أي يسلمون،فيكون معنى الآية:(وما كان الله معذبهم وقد سبق في علمه أن منهم من يسلم ويستغفر الله من كفره)، ويكون قوله: {وما لهم ألا يعذبهم الله} محصوص في الذين سبقت لهم الشقاوة منهم.
نقل ابن جرير معنى هذا القول عن عكرمة ومجاهد.
ورجح المصنف بأن أظهر هذه الأقوال الأولان.

خامسا: روى ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري إن قوله تعالى: {وما لهم ألا يعذبهم الله} ناسخ لقوله تعالى: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}, وهذا القول رجح بطلانه المصنف رحمه الله تعالى, لأنه خبر من الله بعدم تعذيبه لهم في حالة استغفارهم, والخبر لا يجوز نسخه شرعا بإجماع المسلمين.

قلت: النسخ عند السلف يدخل فيه نسخ معنى متوهم في الأذهان, فلعلهما رحمهما الله أرادا ذلك.

س4: هل يرجع الاستثناء الآتي بعد متعاطفات متعددة إلى جميع ما قبله، أو إلى الجملة الأخيرة فقط؟ علل إجابتك.
أولا: رجوع الاستثناء إلى جميع ما قبله من المتعاطفات هو الجاري على أصول مالك والشافعي وأحمد، وذهب أبو حنيفة إلى رجوع الاستثناء إلى لجملة الأخيرة فقط، لذلك رجح عدم قبول شهادة القاذف مطلقا ولو تاب وأصلح في قوله تعالى: {وأولئك هم الفاسقون}، فهو يقول أن معنى الآية: أي: إلا الذين تابوا فقد زال فسقهم بالتوبة, ولا يقول بأن المعنى: ولا تقبلوا لهم شهادة إلا الذين تابوا فاقبلوا شهادتهم، بل يقول: لا تقبلوها لهم مطلقا, لاختصاص الاستثناء بالأخيرة عنده.

ثانيا: ذهب المصنف رحمه الله تعالى إلى أن التحقيق في هذه المسألة هو الوقف والتفصيل، فلا يحكم برجوعه إلى الجميع ولا إلى الأخيرة، وقد قال تعالى:{: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول },
وقد جل القرآن على هذا القول في مثل قوله تعالى: {فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا }، فالاستثناء في الآية راجع إلى الدية, فهي تسقط بتصدق مستحقها بها, ولا يرجع لتحرير الرقبة قولا واحدا لأن تصدق مستحق الدية بها لا يسقط كفارة القتل خطأ.
كذلك قوله تعالى: {فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا }:
فالاستثناء لا يرجع لقوله: {فاجلدوهم ثمانين جلدة} لأن القاذف إذا تاب لا تسقط توبته حد القذف.
فإذا كان الاستثناء في آيات القرآن قد لا يرجع لأقرب الجمل إليه ؛ تبين أنه ليس نصا في الرجوع إلى غيرها.
وهذا القول ذهب إليه بعض المتأخرين كابن الحاجب من المالكية والغزالي من الشافعية والآمدي من الحنابلة من أن الحكم في الاستثناء الآتي بعد متعاطفات هو الوقف والتفصيل.

س5: أجب عما يلي:
أ: نفيُّ الأخص لا يستلزم نفي الأعم، كيف تستعمل هذه القاعدة في الرد على من استدلّ بقوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} على نفي رؤية الله عز وجل في الآخرة؟

أولا: الإدراك المنفي في الآية هو الإدراك المشعر بالإحاطة بالكنه، أو الإدراك الكامل له سبحانه, وإدراك الله سبحانه على هذا الوجه لا يكون لا في الدنيا ولا في الآخرة, فالناقص لا يمكن له أن يدرك الكامل جل وعلا, أما أصل رؤية الله سبحانه فلا دلالة في الآية على نفيه, ونفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم، فانتفاء الإدراك لا يلزم منه انتفاء مطلق الرؤية، فالإدراك أخص من مطلق الرؤية, والعرب تقول: رأيت الشيء وما أدركته، فيكون معنى: ل{ا تدركه الأبصار} أي لا تحيط به، كما أنه تعالى يعلمه الخلق ولا يحيطون به علما.
ويستدل على هذا بما أخرجه الشيخان من حديث أبي موسى مرفوعا: {حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه}.
فالحديث صريح في عدم الرؤية في الدنيا، ويفهم منه عدم إمكان الإحاطة مطلقا.

ثانيا: رؤية الله سبحانه جائزة عقلا وشرعا, لذا طلب موسى عليه السلام من الله تعالى رؤيته فقال:{: رب أرني أنظر إليك }، وهو عليه السلام لا يجهل الجائز في حق الله تعالى عقلا, ولو كان الأمر ممتنعا لما طلبه..
ودلت نصوص الشرع على الرؤية, فقد قال عليه الصلاةة والسلام:( إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا), والأحاديث في الرؤية متواترة كما قال محمد التاودي:
مما تواتر حديث من كذب
ومن بنى لله بيتا واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض
ومسح خفين وهذي بعض

ثالثا: قد جاء في صريح القرآن ما دل على أن الإدراك لا يمنع أصل الرؤية, فقد قال تعالى في قصة موسى عليه السلام:﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ • قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾
فقوله:{تَرَاءَى} فيه إثبات رؤية بني إسرائيل لفرعون وجنودخ.
وقوله:{لَمُدْرَكُونَ} فيه توقعهم وقوع الإحاطة يهم.
وقوله:{كَلا } فيه نفي الإحاطة مع وقوع الرؤية
وهذا من إحكام القرآن, فلا توجد شبهة إلا وفي القرآن رد عليها.

ب: قال تعالى: {فأردتُ أن أعيبها وكان وراءهم ملكٌ يأخذ كلّ سفينةٍ غصبًا} [الكهف: 79]، ما وجه خرق الخضر للسفينة إن كان الملك سيأخذ كل سفينة؟
في الآية حذف للصفة ، فالتقدير:(يأخذ كل سفينة صالحة صحيحة)، فالملك سيأخذ ما كان صالحا من السفن, وهذا ما يناسب مقام الملوك, قهم يأنفون عما فيه عيب.
وحذف الصفة إذا دل المقام عليه جائز، كما ذكره ابن مالك في الخلاصة :
وما من المنعوت والنعت عقل
يجوز حذفه وفي النعت يقل
ومن الشواهد قول الشاعر:
ورب أسيلة الخدين بكر ... مهفهفة لها فرع وجيد
أي لها فرع فاحم وجيد طويل.


التقويم: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir