المجموعة الأولى:
1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام}.
- موضع (من) رفع على ضربين:
1- على الابتداء،
2- وبالعامل في (من) كلمة ﴿فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ متعلقة بمحذوف حالًا من (قول)، أي: قوله حال كونه في الحياة الدنيا، أي: فيما يتعلق بالدنيا.
الأقوال في سبب نزول الآية:
1-قال السّدّيّ: نزلت في الأخنس بن شريق الثّقفيّ، جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأظهر الإسلام وفي باطنه خلاف ذلك. وعن ابن عبّاسٍ: أنّها نزلت في نفرٍ من المنافقين تكلّموا في خبيب وأصحابه الّذين قتلوا بالرّجيع وعابوهم، فأنزل اللّه في ذمّ المنافقين ومدح خبيب وأصحابه: {ومن النّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه}
2-وقيل: بل ذلك عامٌّ في المنافقين كلّهم وفي المؤمنين كلّهم. وهذا قول قتادة، ومجاهدٍ، والرّبيع ابن أنسٍ، وغير واحدٍ، وهو الصّحيح.
3- وقيل نزلت في الأخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ كانَ يُظْهِرُ المَوَدَّةَ لِلنَّبِيءِ ﷺ.
القراءات الواردة في الآية ومعناها:
القراءة الأولى: قراءة ابن محيصنٍ: {ويشهد اللّه على ما في قلبه}: "ويشهد الله" بفتح الياء، وضمّ الجلالة ,ومعناها: اثبات علم الله لما تنطوي عليه حقيقة قلبه.
القراءة الثانية: قراءة الجمهور بضمّ الياء، ونصب الجلالة ومعناها: أنّه يظهر للنّاس الإسلام ويبارز اللّه بما في قلبه من الكفر والنّفاق، ذكر هذا المعنى عن ابن عبّاسٍ.
وقيل: معناه أنّه إذا أظهر للنّاس الإسلام حلف وأشهد اللّه لهم: أنّ الذي في قلبه موافقٌ للسانه، قاله عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، واختاره ابن جريرٍ، وعزاه إلى ابن عبّاسٍ، وحكاه عن مجاهدٍ، واللّه أعلم.
والآية تحتمل المعنيين لأن الآية إذا كانت تحتمل معنيين مختلفين بدون معارض، فإنها تحمل عليهما جميعاً فالمعنيان كلاهما حق، فهو منطوٍ على الكفر والنفاق، وهو أيضًا يعلن للناس ويشهد الله على أنه مؤمن.
والإشهاد كذباً بالله صفة للمنافقين وهذه سجيتهم أخبر الله عنهم في أكثر من آية يقول سبحانه: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً ).
وهو ألد الخصام:
الألد فسرت في الآية بأحد معنيين:
الأول: يرجع إلى معنى الخصومة، والمراد أنه من أشد الناس خصومة. فهو صاحب جدال.
والثاني: أنه مائل ومعوج في خصومته . والآية تحتمل المعنيين.
وروى البخاري عن عائشة –رضي الله عنها – قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم.
2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{كان الناس أمّة واحدة}.
المعاني الواردة في الناس:
1- قال أبي بن كعب وابن زيد: المراد ب النّاس بنو آدم حين أخرجهم الله نسما من ظهر آدم، أي كانوا على الفطرة.
2- وقال مجاهد: «الناس آدم وحده».
3- وقال قوم: «آدم وحواء».
4- وقال ابن عباس وقتادة: النّاس القرون التي كانت بين آدم ونوح، وهي عشرة، كانوا على الحق حتى اختلفوا فبعث الله تعالى نوحا فمن بعده.
5- وقال قوم: الناس نوح ومن في سفينته، كانوا مسلمين ثم بعد ذلك اختلفوا.
6- وقال ابن عباس أيضا: كان الناس أمة واحدة كفارا، يريد في مدة نوح حين بعثه الله، وكان على هذه الأقوال هي على بابها من المضي المنقضي.
7- هم الجنس كله .
• والأمة في اللغة تطلق على عدة معاني:
1- أن الأمة الدين، وهذا المراد في الآية, فكان الناس على دين وملة واحدة وقصد واحد.
2- أن الأمة القامة يقال فلان حسن الأمّة، أي حسن القامة.
3- أن الأمة القرن من الناس.
4- أن الأمة الرجل الذي لا نظير له.
وكل المعاني ترجع إلى أصل واحد وهو القصد.
وتعددت الأقوال في معاني الآية :
1- قالوا كان الناس فيما بين آدم ونوح عليهما السلام - كفارا، فبعث الله النبيين يبشرون من أطاع بالجنة، وينذرون من عصى بالنار.
2- وقال قوم: معنى كان الناس أمّة واحدة، كان كل من بعث إليه الأنبياء كفارا: {فبعث اللّه النّبيّين مبشّرين ومنذرين}
3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:
{زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب}.
تزينت هذه الدنيا فتعلق بها من تعلق وخدعت من خدعت ليس من الكفار بل سقط في وحلها كثير من المسلمين وماكان للمسلمين الانخداع بها فهي متاع الغرور ودار الزوال أما الكفار فقد صرح الله تعالى بأنهم مفتونين بها وبملذاتها عن عبادة الله بل ويسخرون من المؤمنين كيف لا يتلذذون بها ولم يعلموا أن ماعند الله خير وأبقى ولم يعلموا أن الله جعلها دار ابتلاء وفتنة , ثم إن الله سلى المؤمنين وعزاهم بأن المؤمنين المتقين اللذين اتقوا محارم الله ابتغاء ماعنده سبحانه فوق اللذين كفروا يوم القيامة يوم يأتي الكافرين مفاليسا لا أعمال لهم ولاقربة عند الله, واللّه يرزق من يشاء بغير حسابٍ فالله هو الذي هدى المؤمن بفضله وأضل الكافر بعدله والله هو الذي يعطي من يشاء ويمنع من يشاء فلا يمانع الله ممانع سبحانه فوق كل شيء وله كل شيء.