المجموعة الأولى:
1: لخّص تفسير قول الله تعالى: {لا يكلّف الله نفسا إلا وسعها} مبيّنا كيف تناول شيخ الإسلام تفسير هذه الآية.
ابتدأ شيخ الإسلام تفسير الآية بتوضيح سبب نزولها, وهو أن الصحابة عسر عليهم لما نزل قوله تعالى :(وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)
فأنزل الله هذه الآية فنسختها على أصح الأقوال, ثم ذكر -رحمه الله- الأقوال في نسخها, ثم بين معنى الوسع, وذكر أقوال السلف في ذلك, ومنها: أن الوسع هو اليسر وما دون الطاقة,
واستحسن هذا القول, وتناول مسألة أوامر الله وأنها لا تكون إلا فيما يستطيعه العبد وضمن حدود طاقته, وتعرض لمسائل عقدية وناقشها ورد عليها, كالقول بأن علم الله بما يطيقه العبد وأمره بما في حدود طاقته يستلزم قدرة العبد على تغيير علم الله, وقول المعتزلة أن الله يشاء ما يكون ويكون ما يشاء, وبين وسطية السنة ما بين المجبرة والمعتزلة, وتناوله لهذه المسائل جاء من مسألة النسخ في الآية,
إذ بين أن النسخ هنا هو رفع فهم من فهم من الآية ما لم تدل عليه فمن فهم أن الله يكلّف نفسًا ما لا تسعه فقد نسخ اللّه فهمه وظنّه, لا أن الآية تقتضي تغير علم الله أو نقصه, وقد صرف مفردة الوسع وبين أنها فعلٌ بمعنى المفعول وانطلق في تفسير معناها اللغوي من ذلك, وبين مقتضيات الوسع وأنه يلزم منه عدم الأمر بما لا يستطيعه المرء بل مما يباح له فعله.
2: ظهرت في هذه الرسالة براعة الحافظ ابن رجب في تناول مسائل التفسير والمسائل الأصولية واللغوية والسلوكية وعنايته بالأحاديث والآثار وتوظيف هذه العناية لبيان مقصد الرسالة؛ عدد المسائل التي ذكرها في كل نوع.
- استخدامات (إن) في اللغة (مسألة لغوية).
- استخدامات (ما) في اللغة (مسألة لغوية).
- معنى (إنما) في الآية (مسألة لغوية).
- ما تفيده (إنما) في الآية (مسألة تفسيرية بيانية).
- ما تفيده (ما) الكافة (مسألة لغوية).
- الخلاف في إفادة (إنما) على الحصر هل هي بطريق المنطوق أم المفهوم؟
-مسألة: عدم انتفاء الحصر عن (إنما) (مسألة لغوية).
- الحصر من حيث العموم والخصوص (مسألة لغوية).
- مسألة: المحصور هل هو مقتضٍ للمحصور فيه أو هو شرط له؟ (مسألة لغوية).
- إثبات الخشية للعلماء (مسألة تفسيرية).
- دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء (مسألة تفسيرية بيانية).
- نفي الخشية عن غير العلماء (مسألة تفسيرية).
- دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء بمفهوم الخطاب (مسألة تفسيرية بيانية).
- مسألة: جواز الأخذ بمفهوم الخطاب من عدمه (مسألة أصولية).
- نفي العلم عن غير أهل الخشية (مسألة تفسيرية).
- بيان أن انتفاء الخشية يقتضي انتفاء العلم (مسألة تفسيرية).
- دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية (مسألة تفسيرية بيانية).
- مسألة: اقتضاء ثبوت الخشية لكل فرد من العلماء (مسألة تفسيرية بيانية).
- بيان إيجاب العلم الخشية وفقده يستلزم عدمها (مسألة تفسيرية بيانية).
- أوجه استلزام العلم للخشية (مسألة تفسيرية).
- المراد بالعلماء في الآية (مسألة تفسيرية بيانية).
- أنواع العلماء (مسألة تفسيرية).
- موجب العلم ومقتضاه (مسألة تفسيرية).
3: عدد الفوائد التي استفدتها من طريقة شيخ الإسلام في هذه الرسالة.
1- علمه باللغة والصرف والإعراب وجميع علوم اللغة, وتوظيفه ذلك في فهمه للآيات وحسن تفسيرها وتوجيهها توجيها صحيحا.
2- علمه بعلوم العقيدة بل وتمكنه منها, والذي له اتصال كبير بالشرع بل هو الفقه الأكبر ويستلزم على كل مفسر نيله قسطا منه.
3- أسلوبه في المحاجة والذي يدل على التمكن في العقليات, ومعرفة مكمن الخلل في أقوال المخالفين.
4- التمكن من علوم الشريعة بشكل عام, والذي ساهم في تقوية شوكته أمام أعاصير الباطل واستدلالات المخالفين الملغومة.
5- سعة معرفته حيث لا يكاد يوجد علم لم يطرق بابه, وهذه أعطته شمولية في التحليل والتفسير وسعة الأفق.
6- علمه لعلم الحديث وما صح منه, واستدلاله به على الأقوال وتفسير الآيات, وهو علم ضروري إذ لا يقدم عليه علم في تفسير الآيات وفهمها.
7- معرفته بأقوال السلف وسردها في تفاسيره, مما يعطيها قوة ويزيدها ثراء.
8- علمه بعلوم القرآن والناسخ والمنسوخ والعام والخاص ونحوه.
9- حسن قراءته للألفاظ المنقولة عن السلف, وفطنته في معرفة المقصود منها وتوجيه ما اختلف في فهمه وحسن استدلاله على ما صح من رأيه.
10- معرفته بالسلف وأسلوبهم ومناهجهم في التعاطي مع كتاب الله, وهذا أمر مهم للمفسر كي لا يختلط عليه الفهم حين يقال عن أمر أن فلان قال أنه منسوخ أو كذا أو كذا, فقد كانت له معرفة بأساليبهم ومقاصد حديثهم مما قد لا يتبين للعامي معناه ويسيء فهمه بناء على أصل الكلمة اللغوي أو غيره.
11- ربطه للآيات المتشابهة, أو المتعارضة, وبيان وجه التعارض, وحله, وحسن تحرير المسائل في ذلك.
12- إحاطته بالمسائل التي قد تطرأ على الآية بمختلف أنواعها, لغوية, أو تفسيرية, أو فقهية, أو عقدية ... إلخ.
4: استخلص الفوائد السلوكية من قوله تعالى: {قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينّكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
1- (اهبطوا) تذكر المرء حاله في هذه الدنيا وأنه في مرحلة هبوط, يشد عزمه للارتقاء إلى الجنة, حيث المكان الذي كان فيه, ونزل منه بسبب ذنبه.
2- (فمن تبع هداي) نسب الهدى لله, إذ كل هاد غيره لطريق غير طريقه هو في الحقيقة مضلل, فلا مجال للفوز إلا بأن يسلك المرء طريق الفلاح الذي بينه الله, وأن يتبع دليل إرشاداته وعلامات هداه.
3- (هدى) جاءت نكرة لتبين أن الهدى قد يجيء في صور متعددة, قد يكون بكتاب ينزله الله, أو رسول يبعثه, أو آية كونية يرسلها, فينال المرء بها هدى الله ورحمته.
4- (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنزن) وجل مخاوف المرء محصورة في هذه الآية, فالمرء إن نجا من الخوف والحزن ضمن السعادة, وطريق ذلك يكون باتباع الهدى, إذ الهادي هو الذي بيده الخوف والحزن, وهو القادر على منعهما سبحانه.
5- (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) يستلزم من ذلك أن يبتعد المرء قدر الإمكان عن الخوف والحزن وما يثيرهما, ابتداء بالذنوب إذ هي البذرة الأول لنشوء الحزن والضيق في القلب, والخوف الدائم من العذاب, وانتهاء بكل ما يبعث الحزن والخوف على نفس المؤمن من وساوس شيطانية يثيرها في نفسه وغيره فتبعث في قلبه الضيق والهم, فالمؤمن لا يخاف ولا يحزن, ويستلزم ممن لا يخاف ولا يحزن أن يكون مؤمنا.