. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.
(إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ...
1- ما يقدره الله الله من خير للإنسان هو ابتلاء واختبار له، فعلى الإنسان إذا شعر بنعمة الله عليه أن يؤدئ شكرها؛ بأداء ما أوجبه الله فيها.
إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) )
2- لا يقسم المسلم على معصية، بل يكفر عن يمينه ولا ينفذها.
وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) )
3- إذا عزم المسلم على أمر في المستقبل وكان طاعة لله، فعليه أن يستثني، فقد قال تعالى لنبيه في كتابه: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) فإذا نسي، فعليه أن يذكر الله وأن يطلب منه أن يهديه إلى الصواب .
(فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) )
4- أن لا يغتر المسلم بنعمة الله عليه، فقد يحرمه الله منها ويعاقبه بعكس مراده إذا نوى عدم أداء حق الله فيها، فعليه المسارعة بأداء حق الله، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "وآتوا حقه يوم حصاده".
(فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) )
5- تذكر قدرة الله حين يرى عقاب أصحاب الجنة، مدعاة إلى عدم الاغترار بالنعم وعدم تبييت النية بحرمان الفقراء منها وعدم أداء زكاتها.
(فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) )
6- تذكر قدرة الله وسعة علمه بالسر والجهر، يدعو إلى إتقاء غضبه وعدم إضمار الشر ومنع خق الله في ما رزقنا الله إياه من نعم.
(فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) )
7- الاعتراف بالذنب هو أول طريق التوبة والرجوع إلى الله.
(قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) )
8- تسبيح الله وتنزيهه والعلم بسعة علمه وقدرته، تقي المسلم من الوقوع في الذنوب .
9- بالتسبيح والشكر تستدام النعم، قال تعالى: (ولئن شكرتم لأزيدنكم).
10- اعتقاد أن مَشيئَتَنا تابعةً لِمَشيئةِ اللَّهِ وقول إن شاء الله هو من تنزيه الله وتبيحه، فاحرص عليه.
قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) )
11- الاستغفار هو ثاني خطوات التوبة، وهو مطلوب في كل وقت وحين، لتقصير الإنسان الدائم وغفلته.
(قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) )
12- الحذر من الطغيان ومجاوزة الحد، حتى لا يعرض الإنسان نفسه لعقاب الله وحرمانه بما من عليه من النعم.
(عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) )
13- الندم والعزم على عدم الرجوع إلى الذنب هو نهاية التوبة، والطمع في رحمة الله ورجاء مغفرته هو مطلب دائم وملح في كل دعاء، فلا نغفل عنه.
(كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) )
14- الاعتبار بقصة أصحاب الجنة، وخشية الله واتقاء غضبه بطاعة أوامره واجتناب نواهيه، فعذاب الآخرة أشد وأبقى.
المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
الله تعالى يمجد نفسه الكريمة، فيقول أنه تَعَاظَمَ وتعالى، وكَثُرَ خَيْرُه، وعَمَّ إحسانُه، فهو الذي بيده ملك السماوات والأرض في الدنيا والآخرة، فلا يعجزه شيء ولا معقب لحكمه، بل هو يتصرف في ملكه كيف يشاء، ولا يسأل عما يفعل لقهره وحكمته وعدله وتمام ملكه يدل على كمال قدرته التي يقدر بها على كل شيء من خلق ورزق وإحياء وإماتة، كما سيذكر في الآيات التالية.
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
بعد أن نزه الله تعالى نفسه ومجدها، بإثبات الملك الكامل والتصرف التام له وكذلك القدرة الكاملة في جميع المخلوقات في الدنيا والآخرة، يثبت لنفسه الخلق والتقدير إذ أوجد جميع المخلوقات من العدم وكتب عليهم الموت والفناء، وأخبرنا أن هذه الدنيا ابتلاء لنا بتزيينها وبما ركب فينا من شهوات معارضة لما أمر، وكلفنا بأوامر ونواه، اختبارا لنا، حتى يظهر كمال إحسان المحسنين، وإساءة المسيئين، فالعبرة بالإحسان والخيرية وليس بكثرة العمل، فقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "إنّ اللّه أذلّ بني آدم بالموت، وجعل الدّنيا دار حياةٍ ثمّ دار موتٍ، وجعل الآخرة دار جزاءٍ ثمّ دار بقاءٍ".
ومع كل ذلك فالله هو الغالب الذي لا يقهر وله العِزَّةُ كُلُّها، التي قَهَرَ بها جميعَ الأشياءِ، وانْقَادَتْ له المخلوقاتُ، وهو مع ذلك يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز.
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)
الله الذي خلق سبع طبقات للسماء بعضها فوق بعض، ومن رحمته التامة أن الإنسان لا يرى فيها أي اختلافٌ ولا تنافرٌ ولا مخالفةٌ، ولا نقصٌ ولا عيبٌ ولا خللٌ.
ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.
ثم أمر بإعادة النظر إليها مرة بعد مرة مهما كثرت، بتأمل واعتبار فلن يجد البصر فيها شقوق ولا تناقُضٍ ولا تَبَايُنٍ، ولا اعْوجاجٍ ولا تَخَالُفٍ، وسيرجع كليلا صاغرا عاجزا متعبا من الإعياء من كثرة التكرار دون أن يجد أي خلل أو نقص.
2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
من خلق:
1- تكون فاعل لفعل يعلم اللازم الذي لا يحتاج إلى مفعول (له فاعل فقط)، بمعنى: ألا يعلم الخالق؟، ذكره ابن كثير ورجحه لقوله تعالى: }وهو اللطيف الخبير { ، كما ذكره السعدي والأشقر
2- تكون مفعول لفعل يعلم المتعدي إلى مفعول واحد (له فاعل ومفعول)، بمعنى: ألا يعلم الخالق مخلوقه؟، ذكره ابن كثير والأشقر
ب: المراد بالتسبيح في قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}.
فيه ثلاثة أقوال:
الأول: لولا تستثنون، وكان استثناؤهم في ذلك الزمان تسبيحًا، وهو قول القائل: "إن شاء الله"، قاله مجاهدٌ، والسّدّيّ، وابن جريجٍ، فيما ذكر ابن كثير
الثاني: تنزهون الله عما لا يليق به ، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
الثالث: الشكر على نعمه الكثيرة، ذكره ابن كثير
ويمكن الجمع بينهم: أن المراد تسبيح الله وتنزيهه عما لا يليق به، ومنه قول إن شاء الله مع اعتقاد أن مَشيئَتَكم تابعةً لِمَشيئةِ اللَّهِ، وأنه للظالمين بالمرصاد، ومنه أيضا تقدير نعمته وشكره عليها.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بذات الصدور.
المراد بها ما أضمر في القلوب والضمائر والسرائر التي لا يطلع عليها أحد سوى صاحبها، والله بها أعلم.
وتتضمن النيات والإرادات والخواطر، وهي تدل على:
1- سَعَةِ عِلْمِ الله وشُمولِ لُطْفِه.
2- إذا كان علمه بما خفي هكذا، فكيفَ بالأقوالِ والأفعالِ التي تُسْمَعُ وتُرَى؟ من باب أولى.
ب: المراد بالحكم ومعنى الصبر له في قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك}.
المراد بالحكم خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث هو المخاطب: أنّ اللّه سيحكم لك عليهم، ويجعل العاقبة لك ولأتباعك في الدّنيا والآخرة،
ومعنى الصبر له: الصبر على أذى قومك لك وتكذيبهم
المراد بالحكم: ما هو أعم من ذلك حيث المخاطب جميع الأمة؛ ويتضمن ِمَا حَكَمَ الله به شَرْعاً وقَدَراً.
ومعنى الصبر له:
فالْحُكْمُ القَدَرِيُّ يُصْبَرُ على الْمُؤْذِي منه ولا يُتَلَقَّى بالسَّخَطِ والجَزَعِ،
والحُكْمُ الشرعيُّ يُقابَلُ بالقَبولِ والتسليمِ والانقيادِ التامِّ لأَمْرِه.