المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.
اختلف السلف والأئمة في معنى العود على أربعة اقوال:
القول الأول: أن يعود إلى لفظ الظهار فيكرره، اختاره ابن حزم وهو قول داود وحكاه أبو عمر بن عبد البر والفراء وفرقة من أهل الكلام، ذكرهم ابن كثير وقد حكم ابن كثير على هذا القول بأنه باطل.
القول الثاني: أن يمسكها بعد الظهار زمانا يمكنه أن يطلق فيه فلا يطلق، قول الشافعي ذكره ابن كثير.
القول الثالث: أن يعود إلى الجماع أو يعزم عليه، قال به أحمد بن حنبل ومالك وسعيد بن جبير، ذكرهم ابن كثير. ورجح السعدي معنى العزم، ويدل عليه أن الله تعالى ذكر في الكفارة أنها تكون قبل المسيس. وكذلك قال الأشقر.
القول الرابع: أن يعود إلى الظهار بعد تحريمه ورفع ما كان عليه أمر الجاهلية، قول أبو حنيفة والليث بن سعد، ذكرهم ابن كثير.
2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى
جاءت الآية في تعليم المؤمنين آداب المناجاة كان يحسن أن تبيني معنى التناجي ابتداء ونهيهم عن التمثل بالكفرة واليهود والمنافقين، أي لا تتناجوا مثل الجهلة والكفرة الذين ملأهم على الضلال، بل بالطاعة وترك المعصية.
- وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
اتقوا الله الذي يعلم بجميع أعمالكم وأقوالكم وهي محصية عنده في الكتاب وسيجزيكم بأعمالكم.
-إنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا
النجوى حيث يتوهم المؤمن بها السوء، إنما هي من الشيطان يسوله ويزينه لكم، ليسوء المؤمنين ويوقعهم في الحزن .
-وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
ومن أحس بذلك فليستعذ بالله وليتوكل عليه فإنه لا يضره شيء إلا بإذن الله.
وقد ورد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث إلا بإذنه، فإن ذلك يحزنه" رواه مسلم.
3. بيّن معنى الظهار وحكمه.
الظهار كأن يقول الرجل لامرأته " أنت علي كظهر أمي" وهذا من قول الجاهلية وقد حرمه الله تعالى ووصفه بالقول المنكر والفاحش والباطل. ((أنهم ليقولون منكرا من القول وزورا))
4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.
قال الشافعي: جاء تقيد إيمان تحرير الرقبة في آية القتل في قوله تعالى: ((وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ)). وكذلك قال السعدي.