: استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.
- الامتثال لأوامر الله تعالى , والتسليم لكل أحكامه تعالى , و بالسمع والطاعة لرسوله عليه الصلاة والسلام.
- الصبر على أقدار الله , والرضا بها وعدم الاستعجال على الأقدار حتى لا نعاقب بالحرمان, وكما قال الفقهاء من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه .
- نشر المحبة بين الناس عامة , وخاصة بين الأرحام , حتى لا تقع الضغينة والحسد والحقد اللذان قد يكونا سببا لهلاك العبد.
- أن نوقن في قلوبنا أن الأموال ما هي إلا وسيلة للحصول على مستلزماتنا , ليست غاية , فتتعلق قلوبنا بها وقد تصل بنا حد الطغيان.
- أسلم طريقة لرف جهلنا هو التسلح بالعلم.
- تجنب كثرة السؤال فيم ليس منه فائدة , بل هو مضيعة للوقت وهدره .
- نبذ التعنت , فهو مذموم صاحبه .
المجموعة الأولى:
1: حرّر القول في معنى هبوط الحجارة من خشية الله.
- القول الأول : إن الذي يهبط من خشية الله نحو الجبل الذي تجلى اللّه له حين كلم موسى عليه السلام , وجعله تعالى دكا . ذكره الزجاج , وابن عطية.
- قال قوم: إنها أثر الصنعة التي تدل على أنها مخلوقة، وهذا خطأ , ذكره الزجاج .
معللا ذلك بقوله : (ليس منها شيء ليس أثر الصنعة بينا في جميعها وإنما الهابط منها مجعول فيه التميز كما قال عز وجل: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية اللّه}، وكما قال: {ألم تر أن اللّه يسجد له من في السماوات}، ثم قال: {والنجوم والجبال} فأعلم أن ذلك تمييز أراد الله منها، ولو كان يراد بذلك الصنعة لم يقل: {وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب}، لأن أثر الصنعة شامل للمؤمن وغيره).
- وقيل في هبوط الحجارة : تفيؤ ظلالها، ذكره ابن عطية .
- وقيل : إن الله تعالى يخلق في بعض الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعا , ذكره ابن عطية .
- وقيل : هو سقوط البرد من السحاب , قاله أبو العلي الجبائي في تفسره كما ذكره ابن كثير .
وذكر ابن كثير , وقال القاضي الباقلاني: ( وهذا تأويل بعيد وتبعه في استبعاده فخر الدين الرازي وهو كما قالا؛ فإن هذا خروج عن ظاهر اللفظ بلا دليل، واللّه أعلم].
- وقيل : بكاء القلب، من غير دموع العين , قاله ابن أبي حاتم كما ذكره ابن كثير.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن عمارٍ، حدثنا الحكم بن هشامٍ الثّقفي، حدثني يحيى بن أبي طالب - يعني يحيى بن يعقوب- في قوله تعالى: {وإنّ من الحجارة لما يتفجّر منه الأنهار} قال: (هو كثرة البكاء){وإنّ منها لما يشّقّق فيخرج منه الماء} قال: (قليل البكاء) {وإنّ منها لما يهبط من خشية اللّه} قال: (بكاء القلب، من غير دموع العين).
* و قد ذكر ابن كثير : وقد زعم بعضهم أن هذا من باب المجاز, وهو إسناد الخشوع إلى الحجارة كما أسندت الإرادة إلى الجدار في قوله: {يريد أن ينقضّ} قال الرازي والقرطبي وغيرهما من الأئمة: ولا حاجة إلى هذا فإن اللّه تعالى يخلق فيها هذه الصفة كما في قوله تعالى: {إنّا عرضنا الأمانة على السّماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها} وممن قال بالمجاز ابن عطية وهو من الأشاعرة .
2: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}.
بعد أن أجاب تعالى دعاء موسى عليه السلام بالاستسقاء , وأنه تعالى يسّر الماء بقدرته لبني إسرائيل , وعرفت كل فرقة مشربها , وهذا من جليل نعم الله تعال التي يسبغها عليهم. وأنه رزقهم بما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات كالمن والسلوى , ولكن لسفههم أنهم استبدلوا طلبهم بالذي هو دني كالبصل والفوم والعدس بما هو أرفع , وأخبرهم موسى أنه طلبهم موجود بأي مصر من الأمصار , ولم يستجب لطلبهم الأشر البطر , فضرب عليهم تعالى الذلة والمهانة شرعا وقدرا , فرضت ووضعت عليهم فألزموها , فحجب تعالى عنهم المنعة , وأنهم يدفعون الجزية عن يد صاغرة . فبقدر معصية العبد لربه وتكبره يكون ذله و مهانته . فالجزاء من جنس العمل .