إرشادات في دراسة مقاصد مقدّمة تفسير ابن كثير
حياكم الله..
موعدنا هذا الأسبوع -بإذن الله- والأسبوع الذي بعده مع دراسة مقدّمة تفسير ابن كثير -رحمه الله-.
رابط أبواب المقدمّة (هنا).
والمقدّمة مقسّمة على أسبوعين، لكل مقرّر أسبوعي مجلس مذاكرة واختبار.
- المجلس الأول عبارة عن تطبيق تلخيص أحد مقاصد المقدّمة.
- المجلس الثاني عبارة عن أسئلة شاملة للمقرّر كما هو معتاد في مجالس المذاكرة.
وموضوعنا في هذه المشاركة حول سؤال بعض الطلاب عن موضوع (تنظيم قراءة مقدّمة تفسير ابن كثير)، وسبب ترتيبه على هذه الصورة، ومعنى مقاصد الكتاب.
ولمعرفة المراد بـ "مقاصد الكتب" أترككم مع هذه الفقرة للمشرف العام -حفظه الله- في أحد دروس دورة "القراءة المنظّمة":
اقتباس:
مهارة التعرف على مقاصد الكتاب:
من أهم سمات قراءة التعلم أن يعتني طالب العلم فيها بمعرفة مقاصد الكتاب فإن لكل كاتب مقاصد فيما يكتب ورسالة يريد تأديتها للقارئ، وللعلماء طرق مختلفة في بيان هذه المقاصد فمنهم من يلخصها في أول كتابه، ومنهم من يجملها في آخره، ومنهم من يقسم كتابه إلى أبواب وفصول تتضح مقاصد الكتاب باستقرائها، ومنهم من يفرِّق ذكر هذه المقاصد في ثنايا كتابه ويكثر من الاستطرادات في المسائل والفوائد والأقوال والحجج فتتفرق تلك المقاصد في صفحات كتابه حتى تخفى على من يقرأ الكتاب قراءة عابرة لا يعتني فيها بأمر المقاصد ولا يتتبعها.
وهذه المهارة من أهم المهارات وأعظمها نفعاً فإن الطالب إذا اعتنى بها وأحسن اختيار ما يقرأ وعرف مقاصد تلك الكتب حصل تحصيلاً عظيماً في فترة وجيزة -بإذن الله تعالى - وكان ذلك أدعى لضبطه لمسائل العلم ورسوخها لديه ، مع ما يفيده التدرب على اكتساب هذه المهارة من إعمال الفكر والنظر في الكتاب.
والمداومةُ على هذا الأمر تبني ملَكة الفهم والتأمل والاستنباط وهي من أخص صفات أهل العلم؛ قال الله تعالى: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). فذكر العلماء بأخص صفاتهم.
ما هي مقاصد الكتاب؟
تطلق مقاصد الكتاب على معنيين:
المعنى الأول: غرض المؤلف من تأليف الكتاب.
المعنى الثاني: الجمل الرئيسة في الكتاب التي قصد المؤلف بيانها
فإن لكل كتاب من الكتب التي يؤلفها العلماء عِمَاداً وسِنَاداً واستطراداً
فالعِمَاد: مقاصد الكتاب التي يقوم عليها إذ هي له كالأعمدة للبنيان.
فإنَّما كتب العالم كتابه ليبين جُمَلاً ذات قيمة علمية يستدل لها بما يبينها، وكلامه في الكتاب إنما يدور على هذه المقاصد، فهي عِمادُه.
والسِّنَاد: هو ما يَسْنُد به المؤلف كلامه من الاستدلالات والتقريرات والتعليلات والقصص وغيرها مما يعتضد به لبيان تلك المقاصد.
وأما الاستطراد: فهو الكلام في مسألة لا تتصل بالعماد اتصالاً مباشراً وإنما يحصل بذكرها بعض الفوائد التي لو لم يذكرها المؤلف لم تؤثر على بيان تلك المقاصد تأثيراً كبيراً. وقد يفيد ذكرها في بيان السناد فتلتحق به.
ولبعض الاستطرادات لطافة وظرافة تستملحها النفوس فربما انصرفت هِمَّةُ القارئ إليها وغفل عن المقاصد، وهذا خطأ منهجي في القراءة والفهم. فلتجعل عنايتك الأولى لمعرفة مقاصد الكتاب وضبطها.
ثم معرفة جُمَل من السناد.
فإذا فعلت ذلك فقد نجحت في قراءة ذلك الكتاب وانتفعت به بإذن الله تعالى.
|
وبعد،، فأرجو أن يكون معنى المقاصد قد اتّضح لكم، وفي المشاركة التالية بإذن الله نبيّن طريقة استخلاص مقاصد الكتاب وتلخيصها.
بارك الله سعيكم.