المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من الحزب 59
مجلس مذاكرة تفسير سورتي النازعات وعبس أجب على إحدى المجموعات التالية: المجموعة الأولى: 1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. ج: المراد بالراجفة والرادفة. المجموعة الثانية: 1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}. 2. حرّر القول في: المراد بـالسفرة في قوله تعالى: {بأيدي سفرة}. 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا الأرض أم السماء؟ ب: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {مرفوعة مطهّرة}. ج: معنى الاستفهام في قوله تعالى: {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة . أئذا كنا عظاما نخرة}. المجموعة الثالثة: 1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26)}. 2. حرّر القول في: المراد بـالحافرة في قوله تعالى: {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة}. 3. بيّن ما يلي: أ: المقسم عليه في أول سورة النازعات. ب: المراد بالصاخّة وسبب تسميتها بذلك. ج: دلائل حفظ الله تعالى لكتابه. تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم. |
المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. يقول الله عز و جل عن الرسول صلي الله عليه و سلم انه عبس في وجه عبد الله ابن ام مكتوم و هو من نزلت فيه السورة عندما جاءه و هو اعمي و تولي عنه بجسمه , و ذلك لان النبي كان يدعو احد وجهاء مكة و يأمل في اسلامه فتولي عن العمي فيقول الله له ما يدريك لعل هذا الاعمي ينتفع بالدعوة و يزكي نفس من الاخلاق الرذيلة او يتذكر بما تدعوه الي , و في ذا حث علي الاقبال الي الذي ياتي متشوقا للعلم و الهداية يقول الله اما الغني الذي استغني عن الهداية فانك تتصدي له و تأمل في هدايت و ليس عليك شيء ان لم يهتد , و تعرض عن الذي جاءك يسعي و يخاف الله عز و جل و تنشغل عنه فوائد الآيات: 1-الإقبال علي من طلب العلم و الدي حتي و ان كان فقيرا 2-عدم ترك امر معلوم لأمر موهوم , و لا مصلحة متأكدة لأجل مصلحة متوهمة 3-لين الحديث فقد عاتب الله الرسول عتابا رقيقا لهذا الفعل 4-ضرورة المساؤاة في الدعوة بين الفقير و الغني و الضعيف و القوي و النساء و الرجال و الهداية بيد الله وحده و لا يحاسب الخلق الا علي التبليغ 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. ذكر في المراد بالنازعات عدة معاني منها 1-الملائكة حين تنزع ارواح بني آدم فمنه من تنزع روحه بعسر و منه من تأخذ روحه بسهوله (قاله ابن مسعود و ابن عباس و مسروق و سعيد بن جبير و السعدي و الأشقر ) 2-نفس الكفار (قاله ابن عباس في رواية اخري) 3-الموت (قاله مجاهد) 4-النجوم (قاله حسن و قتاده) 5-القسي في القتال(قاله عطاء بن ابي رباح) و الصحيح أنه القول الأول 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. 1-النازعات:تنزع أرواح الكفار بشدة 2-الناشطات :تنشط النفوس و تخرجا من الارواح بقوة و نشاط السابحات: ينزلون من السماء و يصعدون اليها 4-السابقات :تسبق بارواح المؤمنين الي الجنة , و يسبقون الي امر الله 5-المدبرات : يدبرون كثير من الامر في العالم العلوى و السفلي من امطار و ارزاق و رياح و جنة و نار ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. المراد بالسبيل اي الطريق 1-الطريق للخروج من بطن امه 2-الطريق الي تحصيل الخير و الشر ج: المراد بالراجفة والرادفة. الراجفة و هي النفخة الأولي التي يموت فيها جميع الخلائق الرادفة و هي النفخة الثانية التي يبعث عندها الخلق |
المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. تحتوي هذه الآيات الكريمة العشرة إلى وصية وموعظة في التعامل مع الناس وإلى توجيه في كيفية الدعوة يفهم مما ورد في نزولها فالذي {عبس وتولى} هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مكة قبل الهجرة يدعو إلى الإسلام و{الأعمى} الذي {جاءه} هو الصحابي الجليل عبدالله ابن أم مكتوم وهو من من دخل في الإسلام مبكرا وكان ضرير البصر جاء الرسول يسأله ويتعلم منه ولكن الرسول {عبس} في وجهه {وتولى} أي أعرض! هذا ما حصل وهنا يبدأ الدرس يلتفت الكلام إلى المخاطبة: {و ما يدريك} يا محمد {لعله يزكى} أي الأعمى, فتحصل له زكاة النفس التي هي هدف دعوتك {أو يذكر فتنفعه الذكرى} فيحقق تذكير المذكرين الذي هو الفائدة المقصودة من بعثتك وبعثة الرسل أجمعين لماذا أعرض الرسول عن الأعمى؟ وقدجاء في ما روي في نزول هذه الآيات أنه صلى الله عليه وسلم كان يكلم أحد عظماء قريش وكان يطمع في أسلامه ولذلك كره أن يقطع ابن أم مكتوم حديثه معه ويأتي في ما يذكر ابن كثير عن أنس رضي الله عنه أن هذا كان أبي ابن خلف وصفه الله ب{من استغنى} والمراد والله أعلم أنه يستغنى عن الإسلم وعن ما عندك من العلم والخير {فأنت له تصدى}أي تتعرض له وتقبل عليه {وما عليك أن لا يزكى} ولست بمحاسب على ما عمله من الشر بأنه لا يحصل له زكاة النفس {وأما من جاءك يسعى وهو يخشى} أي يأتيك حريص على الخير ويشعر بفقره إليه وهو يخاف الله {فأنت عنه تلهى} أي تتشاغل وتعرض وتتغافل ويقول ابن كثير في تفسيره (ومن ههنا أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يخصّ بالإنذار أحداً، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار) ويستدل السعدي بهذه الآيات على القاعدة المشهورة أن لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم, ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة فينبغي الإقبال على طالب العلم 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا} روى ابن كثير أربعة أقوال في المراد بالنازعات القول الأول: هي الملائكة أي عندما تنزع أرواح الكفار بعسر فتغرق في نزعها و هو قول ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبو صالح وأبو الضحى والسدي والقول الثاني أنه الموت وهذا قول مجاهد والقول الثالث أنها النجوم قالا به الحسن وقتادة والقول الرابع: هي القسي في القتال وهذا قول عطاء بن أبي رباح قال ابن كثير: والصحيح هو الأول وعليه الأكثرون وفسرا السعدي والأشقر الآية بمعناه 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. ج: المراد بالراجفة والرادفة. أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. توصف الملائكة في الخمسة آيات الأولى من سورة النازعات بأفعالها: فهي النازعات التي تنزع أرواح الكفار بقوة وتنزعها من أقاصي الأجساد وتغرق في ذلك وهي الناشطات التي تجذب أرواح المؤمنين كأنما حلتها من نشاط وهي السابحات التي تردد بين السماء والأرض نزولا وصعودا وحركتها سريعة لأنها تسبق الشياطين واستراقهم كما قال السعدي في تفسيره أو تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة كما قال الأشقر فهي السابقات وهي المدبرات أمرا الموكلة بتدبر الأمر من السماء إلى الأرض قاله الحسن وذكر ابن كثير ذلك في تفسيره فصفات الملائكة التي تبين في أفعلها هذه هي النشاط والقوة والسرعة ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. ورد في معنى هذه الآية الكريمة قولان يذكرهما ابن كثير في تفسيره: القول الأول: ثم يسر عليه خروجه من بطن أمه وهو قول ابن عباس وعكرمة والضحاك وأبو صالح وقتادة والسدي وهذا القول أختاره ابن جرير فبهذا القول يكون المراد بالسبيل الخروج عندما يولد وهذا المراد يأتي مناسبا للآية التي قبلها يذكر فيها الإنسان وهو نطفة في بطن أمه والقول الثاني: أن هذه الآية كقوله {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا}أي سهل عليه عمله خيرا كان أو شرا فيكون المراد بالسبيل عمل الإنسان عموما فهذا قول مجاهد و الحسن وابن زيد ورجحه ابن كثير و فسرا السعدي و الأشقر الآية به وهذا المراد يأتي مناسبا للآية قبلها وللآية بعدها إذ بين وجود الإنسان في بطن أمه والموت عمله ج: المراد بالراجفة والرادفة. قال ابن عباس هما النفختان الأولى والثانية وقال به مجاهد والحسن وقتادة والضحاك وآخرون وشرح مجاهد أن الراجفة كقوله {يوم ترجف الأرض والجبال} و هي النفخة الأولى وأن الرادفة كقوله {وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة} فهي النفخة الثانية ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره وزاد الأشقر في تفسيره شرحا أن الراجفة هي النفخة الأولى التي يموت بها جميع الخلائق وأن الرادفة هي النفخة الثانية التي يكون عندها البعث أما السعدي فهو يقول أن الراجفة تريد قيام الساعة وهي رجفة لأنه يقول على الرادفة أنها الرجفة الأخرى التي تردفها وتأتي تلوها فممكن نجمع بين تفسيره وما ذكرت قبله بأن الراجفة والرادفة هما النفخة الأولى والثانية تصحب كل واحدة منهما برجفة |
المجموعة الأولى:
فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) } . سَبَبُ نُزُولِ السُّورَةِ : أَنَّ قَوْماً مِنْ أشرافِ قُرَيْشٍ كَانُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ طَمِعَ فِي إسلامِهِم، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَعْمَى هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْطَعَ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ كلامَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؛ فَنَزَلَتْ).**[زبدة التفسير) تفسير قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) عَبَسَ}*[أي: ] في وجههِ{وَتَوَلَّى}في بدنهِ؛ لأجلِ مجيء الأعمَى لهُ).**[س) عَبَسَ وَتَوَلَّى}؛ أَيْ: كَلَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِهِ وَأَعْرَضَ).**[ش) قول تعالى: (أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ) : أي: لأَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى. قال تعالى : { وما يدريك لعلّه يزّكّى } أي: يحصل له زكاةٌ وطهارةٌ في نفسه). ك ) ثمَّ ذكرَ الفائدةَ في الإقبالِ عليهِ، فقال : وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ}أي:الأعمى{يَزَّكَّى أي: يتطهرُ عن الأخلاقِ الرذيلةِ، ويتصفُ بالأخلاقِ الجميلة (س) وَمَا يُدْرِيكَ}*يَا مُحَمَّدُ،*{ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَيْ: لَعَلَّ الأَعْمَى يَتَطَهَّرُ مِنَ الذُّنوبِ بالعملِ الصالحِ ، بِسَبَبِ مَا يَتَعَلَّمُهُ مِنْكَ).* ش) قال تعالى: { أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى} : أي يحصل له اتّعاظٌ وانزجارٌ عن المحارم).**[ك ) وذكر السعدي : أي يتذكرُ ما ينفعُهُ، فيعملُ بتلكَ الذكرَى. تفسير قوله تعالى: (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) أمّا من استغنى (5) فأنت له تصدّى}. أي: أمّا الغنيّ فأنت تتعرّض له لعلّه يهتدي).**[ك) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى}؛ أَيْ: كَانَ ذَا ثَرْوَةٍ وَغِنًى أَوِ اسْتَغْنَى عَنِ الإِيمَانِ وَعَمَّا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ).**[ش) تفسير قوله تعالى: (فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ) (6) أمّا من استغنى (5) فأنت له تصدّى}. أي: أمّا الغنيّ فأنت تتعرّض له لعلّه يهتد ( ك ) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّ أَيْ: تُقْبِلُ عَلَيْهِ بِوَجْهِكَ وَحَدِيثِكَ، وَهُوَ يُظْهِرُ الاستغناءَ عَنْكَ وَالإِعْرَاضَ عَمَّا جِئْتَ بِه (ش) تفسير قوله تعالى: (وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) (وما عليك ألاّ يزّكّى} أي: ما أنت بمطالبٍ به إذا لم يحصل له زكاةٌ).* ك) (وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى) أَيْ: أَيُّ شَيْءٍ عَلَيْكَ فِي أَلاَّ يُسْلِمَ وَلا يَهْتَدِيَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلاَّ البلاغُ، فَلا تَهْتَمَّ بِأَمْرِ مَنْ كَانَ هكذا مِنَ الْكُفَّارِ).* ش) تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وأمّا من جاءك يسعى (8) وهو يخشى}. أي: يقصدك ويؤمّك ليهتدي بما تقول له).* ك) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى أَيْ: وَصَلَ إِلَيْكَ مُسْرِعاً فِي المَجِيءِ إِلَيْكَ, طَالِباً مِنْكَ أَنْ تُرْشِدَهُ إِلَى الْخَيْرِ وَتَعِظَهُ بِمَوَاعِظِ اللَّه . ( ش ) تفسير قوله تعالى: { وَهُوَ يَخْشَى} : *أَيْ يَخَافُ اللَّهَ تَعَالَى (ش) تفسير قوله تعالى:{ فأنت عنه تلهّى} : أي: تتشاغل، ومن ههنا أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يخصّ بالإنذار أحداً، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار، ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة والحجّة الدّامغة).**[ك) { فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} أَيْ: تَتَشَاغَلُ عَنْهُ وَتُعْرِضُ وَتَتَغَافَلُ).**[ش) الفوائد السلوكية : - لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم ، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة ، لذا يجب الحرص على طالب العلم وتقديم ما ينفعه والاهتمام به . - الصحابي الذي اقبل على الرسول صلى الله عليه وسلم بالسؤال ، كان أعمى البصر ، ولم يمنعه ذلك من الاستفادة وطلب العلم من الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذاً لا نقف عند أي إعاقة قد تعترض حياتنا ، وانما نستزيد من العلم بقدر المستطاع والمتاح . - الدين الإسلامي دين عظيم ، اهتم بالصغير والكبير ، والغني والفقير والصحيح والمريض ، ولم يتفضل أحدنا على أحد إلا بالتقوى ، لذا لا بد من الاهتمام بالإنسان في جميع حالته ولا بد من تقديم العون والمساعدة والنفع لهم . - على الداعي إلى الله أن يهتم بتبليغ دين الله العظيم ، وأن يتوكل على الله في هذا الأمر ، لان الهداية بيد الله عزوجل . 2 - حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقاً } 1- قال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ:*{والنّازعات غرقا : الملائكة،*يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولةٍ وكأنّما حلّته من نشاطٍ، وهو قوله:*{والنّاشطات نشطاً ( ذكره ابن كثير ) 2-.*هي أنفس الكفّار تنزع، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق في النّار.* رواه ابن أبي حاتمٍ. عن ابن عباس 3- الموت. قاله مجاهد 4- هي النّجوم . قاله الحسن وقتادة 5- وقال عطاء بن أبي رباحٍ في قوله:*{والنّازعات}،{والنّاشطات}:*هي القسيّ في القتال.**[تفسير القرآن العظيم: 6- وهمُ الملائكةُ التي تنزعُ الأرواحَ بقوةٍ، وتغرقُ في نزعِها حتى تخرجَ الروحُ، فتجازى بعملهَ ( تفسير بن السعدي ) 7- أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بالملائكةِ الَّتِي تَنْزِعُ أرواحَ الْعِبَادِ عَنْ أجسادِهِم كَمَا يَنْزِعُ النازِعُ فِي القَوْسِ فَيَبْلُغُ بِهَا غايةَ المَدِّ،*{غَرْقا أَيْ: إِغْرَاقاً فِي النَّزْعِ حَيْثُ تَنْزِعُهَا مِنْ أَقَاصِي الأجسادِ).**[زبدة التفسير) بالنظر إلى الاقوال السابقة نجد أن هناك اتفاقاً وتبايناً ، وحاصل الأقوال الواردة في المراد بالنازعات في قوله تعالى ك{ والنازعات غرقاً } : القول الأول : الملائكة تنزع أرواح بني آدم وهو قول ابن مسعود ابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبو صالح وآبو الضحى ، وذكر ذلك ابن كثير في تفسيره ، كذلك ذكره السعدي في تفسيره القول الثاني : النازعات : الموت ، قال به مجاهد . القول الثالث : النجوم ، وقال به الحسن وقتادة . القول الرابع : القسي في القتال ، وقال به عطاء بن رباح ، وذكره ابن كثير في تفسيره . 3 - بين ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. صفات الملائكة : 1- تنزع أرواح بني آدم فمنهم من تأخذ روحه بعسر فتغرق في نزعها ، ومن من أخذ روحه بسهولة وكأنما حلته من نشاط . { والنازعات غرقا } 2- جذب الأرواح بقوة ونشاط ، أو النزع لأرواح المؤمنين ، والنشط لأرواح الكفار ، { والناشطات نشطاً } . 3- نزول الملائكة من السماء مسرعين لأمر الله ، { والسابحات سبحاً } . 4- تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة ، { فالسابقات سبقاً } . 5- تربير الملائكة لأوامر الله تعالى ، من نزولها بالحلال والحرام وتفصيلهما ، وتدبير أهل الأرض في الرياح والأمطار وغير ذلك ، وقيل تدبير أمر الدنيا إلى أربعة من الملائكة : جبريل ، وميكائيل ، وعزرائيل ، وإسرافيل ، فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود ، وأما ميكائيل فموكل بالقطر والنبات ، وأما عزرائيل فموكل بقبض الأنفس ، وأما اسرافيل ينزل بالأمر عليهم ( زبدة التفسير ) . ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره} : المراد بالسبيل : - يسَّر الأسباب الدينية والدنيوية وهداه وبينه وامتحنه بالأمر والنهي ، { ابن السعدي } - هو الطريق إلى تحصيل الخير أو الشر ، { زبدة التفسير } ج: المراد بالراجفة والرادفة. المراد بالراجفة والرادفة : 1– هما النفختان الأولى والثانية . قال به ابن عباس ، وذكره ابن كثير 2– ذكر ابن السعدي في تفسيره ، أن المراد بالراجفة هي قيام الساعة ، والرادفة: هي الرجفة الأخرى التي تردفها وتأتي تلوها . 3– الراجفة هي النفخة الأولى التي يموت بها الناس جميع الخلائق ، والرادفة هي النفخة الثانية التي يكون عندها البعث . ( تفسير الاشقر). |
المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها:
{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. نزلت هذه الآيات في عبدالله بن أم مكتوم الذي كان كفيفا، فقد عبس وجه النبي وأعرض عنه حين جاء يسأله أن يُعلمه مما علمه الله، لكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- غضب لمقاطعته مجلسه مع كبار قريش وقد كان يأمل أن يُسلموا لله عز وجل، فلعل سؤاله للنبي يُعلمه فيعمل به فتُزكى نفسه وتتطهر من ذنوبها، أو يتذكر أمر الله فيمتثل أو نهي الله فينتهي، أما من استغنى بماله فليس عليك أن تُقبل عليه وتسأله أن يؤمن بالله ويهتدي وقد أعرض، ولن تُسأل عنه هل زُكت نفسه وأسلم لله واهتدى. لكنك ستُسأل عن الذي جاءك مُقبل على الله يقصدك لترشده، فكيف تُعرض عن مُقبل فقير، لتتصدى لمستغني متكبر. فنزلت الآيات معاتبة من الله عز وجل لنبيه على إعراضه عن المُقبل على الله وعلى تعلم دينه وانشغاله مع من أعرض واستغنى. 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. الأقوال الواردة في المسألة:
نوع الأقوال من حيث التوافق والتباين: الأقوال متباينة، فقد ذكر ابن كثير خمسة أقوال، وقال أن الصحيح هو الأول إي الملائكة التي تنزع أرواح العباد عن أجسادهم فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، وعليه قول الأكثرون، ووافقه فيه السعدي والأشقر. ويكون عندنا في هذه المسألة خمسة أقوال، وهم الملائكة التي تنزع أرواح العباد عن أجسادهم فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، أنفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار، الموت، النجوم، القسيّ في القتال. وقد ذكر ابن كثير أن أصح الأقوال هو القول الأول وهو الملائكة التي تنزع أرواح العباد عن أجسادهم فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، وقال أن عليه الأكثرون، وكذا قال السعدي و الأشقر أن المراد بالنازعات الملائكة التي تنزع أرواح العباد عن أجسادهم فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، أو كما عبر كل منهم و المعنى واحد. 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات.
ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. المراد بالسبيل في قوله: (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) على أقوال:
ج: المراد بالراجفة والرادفة. المراد بالراجفة والرادفة: هما النفختان الأولى والثانية، وما يحدث عند كل نفخة من رجف الأرض وموت الخلائق ثم البعث يوم القيامة، فالأقوال ما بين متفقة ومتقاربة على النحو التالي:
|
المجموعة الثانية:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}. تفسير الآيات/ بعد أن تحدث الله عن دلائل قدرته،ذكر العباد سبحانه بهول وشدة ذلك اليوم الذي أسماه الله بالصاخة والطامة والقارعة والفصل وغيرها من الأسماء المخيفة المهيبة وسميت القيامة بالطامة؛لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع ويكفي وصف الله تعالى في شدة ذلك اليوم قوله سبحانه(إن زلزلة الساعة شئ عظيم*يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) ذلك اليوم الذي قال فيه جبريل عليه السلام لنبينا محمدصلى الله عليه وسلم: (يامحمد شدة الهول تنسيك المغفرة) ذلك اليوم الذي تبدل فيه الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار حينها وفي تلك الشدائد العظام والأهوال الجسام يتذكر الإنسان سعيه في الدنيا،ولسان حاله(ياليتني قدمت لحياتي) يتذكر ماأودع في صحائفه من أعمال إن كانت خيرا فخير،وإن كانت شرا فشر؛لأنه ايقن حينها أن المصير إما إلى جنة وإما إلى نار؛كيف لا وهو قد أُرِي هذه النار ظاهرة للعيان قد أُبرزت وأُخرجت واستعدت لأخذ أهلها بعد إذن ربها لها-ياالله رحمتك-فهو إما ناج بفضل من الله ومنة وإما مكدوس فيها والعياذ بالله ثم بين الله لكل عبد أن يحكم على نفسه من صنيعه في الدنيا وحرثه فيها فمن كان طاغيا متجاوزا حده في الكفر بالله والتمرد والعصيان على أوامره،مقدما دنياه على دينه وآخرته،ساعيا لها بكل مايملك،مستنفذا وقته في حظوظها وشهواتها،ناسيا الآخرة والعمل لها،فإن مقره ومنزلته ومرجعه النار،وبئس المرجع هي وبئس السكنى وبئس المنقلب كما قال تعالى(من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها مانشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا) اللهم أعذنا من النار وإن كان من أهل مراقبة الله، والخوف منه،وتقديم أوامره على شهوات نفسه وحظوظها ولذاتها،طائعا لله تعالى متبعا لأمره ومنتهيا عن نهيه زاجرا نفسه عن الميل للمعاصي فإن الجنة هي مأواه ومنقلبه ومصيره ونعم المأوى هي ونعم السكنى ونعم دار المتقين-نسأل الله من فضله- الفوائد السلوكية من الآيات/ (يوم يتذكر الإنسان ماسعى) استعد من الآن ليوم الحساب،وأودع في صحائفك من الأعمال مايسرك أن تلقى الله به فمازلت في الإمهال فاعمل! (وآثر الحياة الدنيا) قبل كل أمر تُقدم عليه من أمور الدنيا تذكر هل يوافق هواك أم مراد الله تعالى مستحضرا للأثر الذي يُروى عن الله تعالى،قال الله تعالى: (وعزتي وجلالي مامن عبد آثر هواي على هواه إلا أقللت همومه،وجمعت له ضيعته،ونزعت الفقر من قلبه،وجعلت الغنى بين عينيه،واتجرت له من وراء كل تاجر..) فهل أنت ممن يقدم مراد الله تعالى على شهواته ولذاته واستعذ بالله أن تكون ممن قال فيهم(أفرأيت من اتخذ إلهه هواه)! (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى*فإن الجنة هي المأوى) كن مراقبا لربك في السر والعلن تنجُ فما أعظم مراقبة الله وماأعظم جزاؤها! (ونهى النفس عن الهوى) قال الفضيل بن عياض: "أفضل الأعمال مخالفة الهوى" فخالف هواك إلى مايحبه ربك ويرضاه 2. حرّر القول في: المراد بـالسفرة في قوله تعالى: {بأيدي سفرة}. *قيل المراد بالسفرة:الملائكة،قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك وابن زيد والبخاري وابن جريج في رواية له-وقد نقل هذه الأقوال عنهم ابن كثير-وهو حاصل قول السعدي والأشقر رحمهم الله جميعا. *وقيل:أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم،قاله وهب بن منبه. *وقيل:القراء،قاله قتادة وكذا رواه ابن جريج عن ابن عباس في رواية أخرى له مع ترجيحه للأولى-بأنهم الملائكة- وهذه الأقوال متباينة فيما بينها والراجح الذي عليه جمهرة من المفسرين أنهم الملائكة؛لأن السفير هو الذي بين الناس في الصلح والخير،ونزول الملائكة بالوحي من قبيل عمل السفير الذي يصلح بين القوم ومو مااستدل به أصحاب القول الأول،والله أعلم. 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا الأرض أم السماء؟ الأرض خلقت قبل السماء،ولكنها دحيت بعدها أي :أُودعت فيها منافعها من إخراج الماء والمرعى،وشق الأنهار وغير ذلك كما قال تعالى(قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين*......إلى قوله ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) ب: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {مرفوعة مطهّرة}. أي أن هذه التذكرة في صحف مكرمة وهذه الصحف (هي اللوح المحفوظ المرفوع المطهر عند الله تعالى) فمتعلق التطهير هو الصحف.والله أعلم ج:*معنى الاستفهام في قوله تعالى: {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة . أئذا كنا عظاما نخرة}. هو استفهام انكار وتعجب وتكذيب واستبعاد لوقوع البعث بعد المصيرإلى القبور والله تعالى أعلى وأعلم،وأجل وأكرم،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. |
لمجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. الإجابة : سبب نزول السورة ان قوما من أشراف قريش كانوا عند النبى صلى الله عليه وسلم وقد طمع فى اسلامهم فأقبل عليه رجل أعمى هو عبدالله بن مكتوم يسأله أمرا من الدين يريد ان يتعلمه فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقطع عليه ابن ام مكتوم كلامه فأعرض عنه فنزلت السورة يعاتب الله نبيه عتابا لطيفا انه عبس فى وجه الأعمى وتولى ببدنه وأعرض... فيخبره الله ما يدريك يامحمد لعله يتطهر عن الأخلاق الرذيلة ويتصف بالأخلاق الجميلة بسبب ما يتلقاه منك ويتعلم ويزكى بالأعمال الصالحة ......أو لعله يتعظ وينزجر من ما يسمع منك فتنفعه تلك التذكرة وقد جاء مفتقرا لها ومقبل على الوعظ وأمر الله ...فيلوم الرب سبحانه النبى صلى الله عليه وسلم لإقباله على من استغنى ولم يطلب الوعظ ولم يرغب بالخير فكأنه استغنى عن الايمان وما عندك من العلم.... فأنت تُقبل عليه بوجهك وحديثك وهو يُظهر الاستغناء عنك والاعراض عما جئت به وانت لست بمطالب به إذا لم يحصل الزكاة فأى شئ عليك فى ألا يسلم وألا يهتدى فإنه ليس عليك إلا البلاغ فلا تهتم بأمر من كان هكذا من الكفار ... وأما من يقصدك مسرعا فى المجئ إليك طالبا منك أن ترشده إلى الخير وتعظه بمواعظ الله ..وقد آتاك خشية لله وخوفا من الله ليتعلم منك أمر الله فها أنت تتشاغل عنه وتُعرض فههنا أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم ان لا يخص بالإنذار أحدا بل يساوى بين الشريف والضعيف والفقير والغنى والسادة والعبيد والرجال والنساء والصغار والكبار ثم الله يهدى من يشآء إلى صراط مستقيم وله الحكمة البالغة والحُجة البالغة ......(الفوائد السلوكية التى دلت عليها ) 1-عدم اختصاص احد بالدعوة او الانذار فمن جاء مقبلا على الله يريد التعلم ويرغب فى معرفة شرع الله هو أحق بالعناية والتعليم ممن استكبر واستعلى عن طلب الحق والخير 2-عدل الله ورحمته فعلى الرغم من عظم مقام النبى صلى الله عليه وسلم وتفضيله على جميع الخلق إلا ان الله عاتبه ليعدل ويساوى بين الجميع فى دعوته ..ولا يظلم ربك أحدا فيطمئن العبد لعدل الرب وحكمته 3-شدة حرص النبى صلى الله عليه وسلم على دعوة أشراف قريش لعلمه بتأثيرهم على من دونهم فى دخولهم الاسلام ونشر الدعوة فكان اجتهاده صلى الله عليه وسلم فى هذا الجانب مما شغله عن أمور آخرى قد تكون عند الله اعظم أثرا..فنقتدى به صلى الله عليه وسلم فى اجتهاده فى الدعوة إلى الله 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا} المراد بالنازعات: فيه خمسة أقوال القول الأول : الملائكة حين تنزع أرواح بنى آدم بقوة وتغرق فى نزعها حتى تخرج الروح فتجازى بعملها...قال به ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبو صالح وأبو الضحى والسدى ..وذكره ابن كثير فى تفسيره ورجحه ابن كثير فقال هو الصحيح وعليه الأكثرون وقال به السعدى فى تفسيره.. وقال به الأشقر فى تفسيره القول الثانى : هى أنفس الكفار التى تُنزع ثم تنشط ثم تغرق فى النار ...قول آخر لابن عباس وقد رواه ابن أبى حاتم وذكره ابن كثير فى تفسيره القول الثالث :الموت ..قول مجاهد وذكره ابن كثير فى تفسيره القول الرابع : ..هى النجوم ..قول الحسن وقتادة ..ذكره ابن كثير فى تفسيره القول الخامس :هى القسى فى القتال ..قول عطاء ابن أبى رباح ..وذكره ابن كثير فى تفسيره هذه الأقوال ذكرها جميعها ابن كثير فى تفسيره وقال الصحيح هو الأول وعليه الأكثرون أ-صفات الملائكة التى اقسم الله بها .. اولا : قال سبحانه "والنازعات غرقا "اى التى تنزع ارواح بنى آدم من اجسادهم وتغرق فى نزعها حتى تخرج الروح ثانيا: ثم قال الله عنهم "والناشطات نشطا" اى تجتذب الارواح بقوة ونشاط وتخرجها من الاجساد ثالثا : ذكر الله من صفاتهم " والسابحات سبحا" اى ينزلون من السماء مسرعين لأمر الله ويترددون صعودا وهبوطا فى الهواء رابعا : قال تعالى عنهم ايضا "والسابقات سبقا" اى التى سبقت للايمان والتصديق به فتبادر لأمر الله وتسبق الشياطين فى ايصال الوحى إلى رسل الله حتى لا تسرقه خامسا :قال فى وصفهم "والمدبرات امرا" اى وكلهم الله سبحانه ان يدبروا كثيرا من امور العالم العلوى والسفلى من الامطار والنبات والاشجار والرياح والبحار والأجنحة والحيوانات والجنة والنار ونزولها بالحلال والحرام وتفصيلهما وتدبير امر الدنيا يوكل الى اربعة من الملائكة جبريل موكل بالرياح والجنود وميكائيل موكل بالقطر والنبات وعزرائيل موكل بقبض الارواح واسرافيل فهو ينزل بالامر عليهم.. ب-المراد بالسبيل : فيه ثلاثة اقوال : القول الأول : اى يسر عليه خروجه من بطن امه ...قول ابن عباس ونكرمة والضحاك وابوصالح وقتادة والسدى واختاره ابن جرير ..وقد ذكره ابن كثير فى تفسيره القول الثانى : بيناه ووضحناه وسهلنا عليه عمله..قول مجاهد وذكره ابن كثير فى تفسيره واستدل مجاهد عليه بقول الله عزوجل {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا} ورجحه ابن كثير فى تفسيره القول الثالث : يسر له الأسباب الدنيوية والدينية وهداه السبيل وبينه وامتحنه بالأمر والنهى ويسر له الطريق إلى تحصيل الخير او الشر ..ذكره السعدى فى تفسيره وذكره الاشقر فى تفسيره والقولان الثانى والثالث متقاربان ويمكن الجمع بينهما بأن الله يسر له الطريق لتحصيل الخير او الشر ووضحه له وبيناه ليختار بينهما ويسر له العمل فى الطريق الذى اختاره .. ج-المراد بالراجفة ...فيه قولان القول الأول : النفخة الأولى ..قول ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة واالضحاك ذكره ابن كثير فى تفسيره وقال به الأشقر فى تفسيره وزاد عليها التى يموت بها جميع الخلائق واستدل مجاهد بقوله تعالى { يوم ترجف الأرض والجبال} القول الثانى :هى قيام الساعة..قال به السعدى فى تفسيره والقولان متقاربان فالنفخة الأولى هى أولى علامات قيام الساعة التى بها يموت جميع الخلائق .. ..والمراد بالرادفة ...المراد بالرادفة .. .. هى النفخة الثانية..قول ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والضحاك ..ذكره ابن كثير فى تفسيره واستدل مجاهد على قوله تعالى{وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة } وقال به الاشقر فى تفسيره وزاد عليها (التى يكون عندها البعث) وقال السعدى فى تفسيره هى الرجفة الآخرى التى تردفها وتأتى تلوها .. |
تفسير قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)} سَبَبُ نُزُولِ السُّورَةِ أَنَّ قَوْماً مِنْ أشرافِ قُرَيْشٍ كَانُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ طَمِعَ فِي إسلامِهِم، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَعْمَى هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْطَعَ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ كلامَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؛ فَنَزَلَتْ). زبدة التفسير: (585) ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ أي: كَلَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْه بِوَجْهِهِ وَأَعْرَضَ في بدنهِ. ﴿أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى﴾ أي: لأَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى. ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ﴾ أي : الأعمى ﴿يَزَّكَّى﴾ أي: يحصل له زكاةٌ وطهارةٌ في نفسه، ويتصفُ بالأخلاقِ الجميلةِ، بِسَبَبِ مَا يَتَعَلَّمُهُ مِنْكَ. ﴿أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى﴾ أَيْ : يَتَذَكَّرُ فَيَتَّعِظَ بِمَا تُعَلِّمُهُ مِنَ المَوَاعِظِ، فيحصل له اتّعاظٌ وانزجارٌ عن المحارم. ﴿أمّا من استغنى (5) فأنت له تصدّى﴾ أي: ذَا ثَرْوَةٍ وَغِنًى أَوِ اسْتَغْنَى عَنِ الإِيمَانِ وَعَمَّا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ فأنت تُقْبِلُ عَلَيْهِ بِوَجْهِكَ وَحَدِيثِكَ لعلّه يهتدي. ﴿وما عليك ألاّ يزّكّى﴾ وما أنت بمطالبٍ به إذا لم يحصل له زكاةٌ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلاَّ البلاغُ. ﴿وأمّا من جاءك يسعى (8) وهو يخشى﴾ يقصدك ويؤمّك مُسْرِعاً فِي المَجِيءِ إِلَيْكَ، طَالِباً مِنْكَ أَنْ تُرْشِدَهُ إِلَى الْخَيْرِ، وهو يَخَافُ اللَّهَ تَعَالَى،﴿ فأنت عنه تلهّى﴾: تَشَاغَلُ عَنْهُ وَتُعْرِضُ وَتَتَغَافَلُ. المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}: في ذلك أربعة أقوال: الأول: قول ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ وهو: الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ ومنهم من تأخذ روحه بسهولةٍ. الثاني: قول ابن عبّاسٍ رواه ابن أبي حاتمٍ: هي أنفس الكفّار تنزع، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق في النّار. الثالث: قول الحسن وقتادة: هي النّجوم. الرابع: قول عطاء بن أبي رباحٍ: هي القسيّ في القتال. قال ابن كثير: والصّحيح الأوّل، وعليه الأكثرون. خمس صفات للملائكة أقسم الله بها في أول سورة النازعات: ♦ نازعات: تنزع أرواح بني آدممِنْ أَقَاصِي الأجسادِ، فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولةٍ وكأنّما حلّته من نشاطٍ. ♦ ناشطات: تجتَذبُ الأرواحَ بقوةٍ ونشاطٍ، أو أنَّ النزعَ يكونُ لأرواحِ المؤمنينَ، والنشطَ لأرواحِ الكفارِ. ♦ سابحات: يَنْزِلُونَ مِن السَّمَاءِ مُسْرِعِينَ لأمرِ اللَّهِ تعالى. ♦ سَّابِقَاتِ لغيرهَا فتبادرُ لأمرِ اللهِ، وتسبقُ الشياطينَ في إيصالِ الوحيِ إلى رسلِ اللهِ حتى لا تسترقَهُ ،وتَسْبِقُ بِأَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْجَنَّةِ. ♦ مدبرات: تدبّر الأمر من السّماء إلى الأرض بأمر ربّها عزّ وجل،فَتنْزلُ بالحلالِ والحرامِ وَتَفْصِيلِهِمَا، وَتَدْبِرِ أَهْلِ الأَرْضِ فِي الرياحِ والأمطارِ وَغَيْر ذلك. المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}: في ذلك أربعة أقوال: الأول، قول ابن عبّاس وعِكْرمة والضّحّاك وأبو صالحٍ وقتادة والسّدّيّ: يسّر عليه طريق خروجه من بطن أمّه. الثاني، قول مُجاهد والْحَسن وابن زيدٍ: بيّنّ الله له السبيل ووضّحه وسهّل عليه عمله. الثالث، قول السعدي: الأسبابَ الدينيةَ والدنيويةَ وامتحنهُ بالأمرِ والنهي. الرابع، قول الأشقر: الطَّرِيقَ إِلَى تَحْصِيلِ الْخَيْرِ أَو الشَّرّ. المراد بالراجفة والرادفة: قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ والحسن وقتادة والضّحّاك وغير واحدٍ: هما النّفختان الأولى والثّانية. يقول الأشقر: الراجفة: النَّفْخَةُ الأُولَى الَّتِي يَمُوتُ بِهَا جَمِيعُ الخلائقِ، والرَّادِفَةُ: النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي يَكُونُ عِنْدَهَا الْبَعْثُ. يقول السعدي: الراجفة قيامُ الساعةِ، والرادفة الرجفةُ الأخرى التي تردفهَا وتأتي تِلوَها. |
المجموعة الأولى:
------------------ 1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. نزلت السورة في رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه عبد الله ابن أم مكتوم وهو رجل أعمى ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى عنه بجسمه ، لانشغاله وقتها بالحديث مع أحد وجهاء مكة الذي كان يأمل اسلامه . فعاتب الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك ، فلعل هذا الأعمى ينتفع بالدعوة و يزكي نفسه من الأخلاق الرذيلة ، وهنا حث علي إجابة من يأتي متشوقا للعلم و الهداية. وأما الغني الذي استغني عن الهداية ، فليس عليك شيء ان لم يهتد. فوائد الآيات: 1- بشاشة الوجه في الدعوة إلى الله تعالى. 2- عدم التفرقة بين المدعوين للهداية باختلاف حالهم. 3- كل بني آدم خطاء. 4- الرسول صلى الله عليه وسلم غير معصوم من الخطأ. 5- التمسك بالأمر المعلوم وترك الموهوم. 6- الداعية ليس مسئول عن هداية الناس فالأمر بيد الله. 7- لا فرق بين الغنى والفقير والقوى والضعيف ، إلا بالتقوى. ================================ 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. المراد بالنازعات : 1- الملائكة : قاله ابن مسعود ، و ابن عباس ، و مسروق ، و سعيد بن جبير ، و السعدي ، و الأشقر. 2- نفس الكفار : قاله ابن عباس في رواية أخري. 3- الموت : قاله مجاهد. 4- النجوم : قاله حسن وقتاده. 5- القسي في القتال : قاله عطاء ابن أبي رباح. والصحيح هو الأول وعليه الأكثرون . =============================== 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. وصفت الملائكة في أوائل سورة النازعات بأفعالها : 1- نازعات : تنزع أرواح الكفار بقوة من أقاصي الأجساد. 2- ناشطات : تجذب أرواح المؤمنين كأنما حلتها من نشاط. 3- سابحات : تتردد بين السماء والأرض نزولا وصعودا . 4- سابقات : فحركتها سريعة تسبق الشياطين عند استراقهم السمع ، أو قال الأشقر: تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة . 5- مدبرات : موكلة بتدبر الأمر من السماء إلى الأرض فالملائكة تتميز بالنشاط والقوة والسرعة ============================== ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. 1- تيسَيّر الأسباب الدينية والدنيوية للهداية . 2- الطريق إلى تحصيل الخير أو الشر . ============================== ج: المراد بالراجفة والرادفة. 1- قال ابن عباس وابن كثير : النفختان الأولى والثانية 2- قال السعدي : الراجفة هي قيام الساعة ، والرادفة هي الرجفة الأخرى التي تردفها وتليها. 3– قال الأشقر : الراجفة هي النفخة الأولى التي يموت بها جميع الخلائق ، والرادفة هي النفخة الثانية نفخة البعث. ************************************ |
مجلس مذاكرة القسم الثانى من الحزب 59
المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. هذا عتاب لطيف من الله عز وجل للرسول –صلى الله عليه وسلم- بضمائر الغائب إجلالاً له ولطفاً به لما في المشافهة بتاء الخطاب ما لا يخفى، عندما أعرض عن عبد الله بن أم مكتوم لما جاءه يستقرئه آية من القرءان، وهو يناجي رجل من أغنياء قريش، فمال النبى –صلى الله عليه وسلم- إلى الغنى وأقبل عليه –طمعا فى هدايته وهداية من تحته تبعا له- وعبس بوجهه وأعرض ببدنه عن ابن أم مكتوم، فنزلت السورة مبينة الفائدةَ في الإقبالِ عليهِ، فقال:{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}أي: يتطهرُ عن الأخلاقِ الرذيلةِ، ويتصفُ بالأخلاقِ الجميلةِ بما جاء يتعلمه منك من القرءان. {أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى}أى: يتذكر مواعظك فيعمل بها. {أمّا من استغنى}أى: بماله وجاهه عن الإيمان وما عندك من العلم. {فأنت له تصدّى}أى: تتعرض له بالإقبال ليقبل عليك . {وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى}أى: فأنت مأمور بالبلاغ فقط، ولا تؤاخذ بعدم هدايته واسلامه،فلم أعرضت عن ذاك وتعرضت لهذا؟. {وأمّا من جاءك يسعى}أى: جاء مسرعا يقصدك ويؤمّك ليهتدي بما تقول له في شئونه وأمر دينه. {وهو يخشى}أى: حريص على تقوى الله تعالى.{فأنت عنه تلهّى}أى: : تتشاغل وتعرض عن الإقبال عليه ، ومن ههنا أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يخصّ بالإنذار أحداً، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار، ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة والحجّة الدّامغة. الفوائد السلوكية التى دلت عليها الآيات: 1- شرف وعظم مكانة الرسول –صلى الله عليه وسلم- عند ربه. 2- جواز ذكر العاهات متى كانت لمنفعة. 3- سمو منزلة المؤمن. 4- رفع شأن المؤمنين أمام الكافرين. 5- الإسراع فى طلب العلم. 6- على الداعى أن يكون الناس عنده سواء، وألا يفاضل بينهم تبعا للشرف أوالقرابة أو الجاه. 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. ورد في المراد بالنازعات أربعة أقوال: الأول: أن المراد بالنازعات: الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم عن أجسادهم بقوةٍ وتغرقُ في نزعِها -كما ينزع النازع فى القوس فيبلغ بها غاية المد- حتى تخرجَ الروحُ، فتجازى بعملهَا ، فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولةٍ وكأنّما حلّته من نشاطٍ، وهو حاصل كلام ابن مسعود وابن عباس -فيما رواه عنه ابن أبى حاتم :"{والنّازعات}. هي أنفس الكفّار تنزع، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق في النّار" - ومسروق وسعيد بن جبير وأبو صالح وأبو الضحى والسدى، ذكر هذه الأقوال ابن كثير.وهو حاصل كلام السعدى والأشقر . الثاني: أن المراد به: الموت، وهو قول مجاهد، ذكر ذلك ابن كثير. الثالث: أن المراد به: النجوم، وهو حاصل كلام الحسن وقتادة، ذكره ابن كثير. الرابع: هي القسيّ في القتال، وهو قول عطاء بن رباح، ذكره ابن كثير. وقال ابن كثير: والصّحيح الأوّل، وعليه الأكثرون. 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. 1- كمالِ انقيادهمْ لأمرِ اللهِ وإسراعِهمْ في تنفيذِ أمرهِ. 2- تنزع أرواح بني آدم. 3- متردداتِ في الهواءِ صعوداً ونزولاً 4- يَنْزِلُونَ مِن السَّمَاءِ مُسْرِعِينَ لأمرِ اللَّهِ 5- سبقت إلى الإيمان والتّصديق به. 6-تبادرُ لأمرِ اللهِ، وتسبقُ الشياطينَ في إيصالِ الوحيِ إلى رسلِ اللهِ حتى لا تسترقَهُ 7-تَسْبِقُ بِأَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْجَنَّةِ 8-تَدْبِيرُ الْمَلائِكَةِ للأمْرِ: - يدبروا كثيراً منْ أمور العالمِ العلويِّ والسفليِّ، منَ الأمطارِ، والنباتِ، والأشجارِ، والرياحِ، والبحارِ، والأجنحةِ، والحيواناتِ، والجنةِ، والنارِ وغيرِ ذلكَ. - نُزُولُهَا بالحلالِ والحرامِ وَتَفْصِيلِهِمَا. وَتَدْبِيرُ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلَى أَرْبَعَةٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ: جِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وعَزْرَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ.فَأَمَّا جِبْرِيلُ فَمُوَكَّلٌ بالرِّياحِ والجنودِ، وَأَمَّا مِيكَائِيلُ فَمُوَكَّلٌ بالقَطْرِ والنباتِ، وَأَمَّا عَزْرَائِيلُ فَمُوَكَّلٌ بِقَبْضِ الأَنْفُسِ، وَأَمَّا إِسْرافيلُ فَهُوَ يَنْزِلُ بالأَمْرِ عَلَيْهِمْ ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. الأسبابَ الدينيةَ والدنيويةَ لتحصيل الخير أو الشر إمتحانا له. ج: المراد بالراجفة والرادفة. هُما النَّفْخَتانِ في الصُّوَرِ، الرّاجِفَةُ هي الأُولى وسميت بذلك لِما يأخذ العالم كله من شدة الرجفة، وهى التى يموت فيها جميع الخلائق، والرّادِفَةُ هي الثّانِيَةُ وسميت بذلك لأنها تردفهَا وتأتي تِلوَها ، كَما في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَنُفِخَ في الصُّورِ فَصَعِقَ مَن في السَّماواتِ ومَن في الأرْضِ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإذا هم قِيامٌ يَنْظُرُونَ﴾ والله تعالى أعلى وأعلم |
بسم الله الرحمن الرحيم المجموعة الثالثة: 1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26)}. تفسير قوله تعالى: (هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15( يأتي خبر موسى بصيغة السؤال، و من عادة القرآن أن يكون السؤال عن أمر عظيم، كما مر معنا في سورة النبأ، لما ابتدأها سبحانه و تعالى بقوله : ( عم يتسائلون ) و هذا يجذب السامع، و يشوقه لمعرفة الأمرالمسؤول عنه. فيخبر الله عز و جل رسوله محمد صلى الله عليه و سلم عن رسوله موسى عليه السلام، و ما كان من خبره مع فرعون، فإن الله عز وجل قد أرسل موسى لطاغية عاتٍ في الكفر ليدله على عبادة ربه، و أبان له العلامات و الدلائل على صدقه، فما كان من فرعون إلا أن تولى بركنه و استكبر، فأنزل الله عليه عذابه الشديد المُستَحق لكل كافر مكذب، و هذه ُ سُنة الله في عباده المعاندين، المكذبين بآياته الكافرين به أن ينزل بهم أشد العذاب، و كذلك فإن من كذب بمحمد صلى الله عليه و سلم، فلينتظر عذاب الله المحقق الذي لا مفر منه، و لذلك قال عز و جل في نهاية القصة: ( إن في ذلك لعبرة لمن يخشى )، فبئس قوم جعلوا أنفسهم عبرة لغيرهم. الفوائد السلوكية : 1.و هنا فائدة مهمة سنحتاج إليها بعد ذلك في مدارسة السور أن قصة موسى تكررت في مواضع أخرى من القرآن، و تختلف الألفاظ المذكورة بها في بعض المواضع، و هذا يجعلنا نفكر في الربط بين علة ذكر قصة موسى وبين مقصد السورة التي ذكر فيها و معرفة دلالات الألفاظ و المعاني في كل موضع، فهذا مما يقوي الفهم ويعزز ملكة التدبر. تفسير قوله تعالى: (إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16( ثم يشرع الله في ذكر خبر موسى عليه السلام، فيقول :( إذ ناده ربه بالواد المقدس طوى) و موسى هو كليم الله عز و جل و قد كلمه ربه أكثر من مرة لذا صار كليم الله، فالله عز و جل قد كلم موسى بصوت مسموع، و هو المقصود بالنداء، إذ أنه كلام بصوت مسموع، فأين كلمه ربه ؟( بالواد المقدس طوى)، و الوادي هو المكان المنخفض الممهد السهل، و المقدس أي: المطهر المبارك، و حُق لمكان يُكلم الربُ فيه عبده، و يُنزل إليه فيه وحيه، و يُتلقى فيه نبي من أولي العزم الرسالة، أن يكون مطهرا مباركا، و( طوى) هو اسم الوادي و يقال أنه في جبل سيناء. الفوائد السلوكية : 1. الإيمان بصفات الله تعالى التي أثبتها لنفسه في كتابه العزيز، و منها صفة الكلام التي أخبر الله تعالى عنها، و يترتب على ذلك زيادة الإيمان بالله عز و جل، و تعظيم قدره و إثبات كمال الصفات له، و اتباع منهج أهل السنة و الجماعة في هذا الباب. 2. القرآن كلام الله سبحانه و تعالى، أنزله الله مخاطبا به عباده، فحين تقرأ القرآن خاطب به قلبك، و تفكر فيه و تدبر معانيه. 3. في وردك اليومي للقرآن، اختر لنفسك مكانا طاهرا، و انتق من الثياب أحسنها، و طهر فمك بالسواك، و هيئ نفسك لاستقبال كلام ربك الذي هو أطيب الكلام و أشرفه و أطهره. تفسير قوله تعالى: (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) يأمر الملك عز و جل رسوله ( موسى) عليه السلام بالذهاب إلى (فرعون) الذي قد تمرد و تكبر و جاوز حدود الله، و نازع الله في ربوبيته، ليكفه عن طغيانه و شركه بلين القول و لطيف الكلام و أحسنه. الفوائد السلوكية: 1.جواز نصح الحاكم الظالم، لما في ذلك من إقامة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. 2.الداعية إلى الله، يدعو إلى ربه لا إلى نفسه، فوجب عليه الإخلاص و لا يكن قصده نيل شُهرة. 3. أفضل الناس من كان صالحا مُصلحا، فيكون صالحا لنفسه، مُصلحا لغيره. (فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) و هنا بعد الأمر بالذهاب يأتي التنبيه على الرفق في الخطاب، فيقول تعالى : ( فقل هل لك إلى أن تزكى ) : أي قل يا موسى لفرعون هل لك في إجابة دعوة تدلك على الخير؟ فتقبل و تطيع و تتحلى بصفات أولى الألباب الذين يتجملون برفيع الأخلاق و بحميد الخصال، و تطهر نفسك من دنس الكفر و تتجمل بالإيمان و الأعمال الصالحة. الفوائد السلوكية: 1. وجوب استخدام الرفق و اللين في الدعوة، فإن هذا أدعى للقبول. 2. من فقه الداعية إلى الله، أن يكون عالما بأصول الدعوة، عارفا بأحوال المُخاطَبين، متمكنا من استخدام أدواته يعرف كيف و متى يسوق الأدلة و يقيم الحجج كبرهان على صدقه. 3. القول اللين مأمورون به في الدعوة حتى مع أشد الناس كفرا و طغيانا، فكيف بمن لا يُحسن القول مع أهله و أبنائه و أولي الأرحام. تفسير قوله تعالى: (وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) و قوله تعالى: ( و أهديك إلى ربك ): أي أدلك و أرشدك، إلى عبادة ربك و توحيده، و أبين لك ما يحبه و يرضاه من الأقوال و الأفعال فتأتيها، و تتجنب ما خالفها، (فتخشى) أي: فتخضع لله و تطعيه، و هذا من لوازم معرفة صراطه المستقيم، فمن عرف الصراط المستقيم و هُدي إلى القيام بأوامره و اجتناب نواهيه، خاف عقابه و تجنب مساخطه. فوائد سلوكية : 1. مداومة سؤال الله الهداية فهى أصل الصلاح في الدنيا، و النجاة في الآخرة، فهى أعظم ما سأل العبد، و أجل نعمة من الرب. 2.من اهتدى إلى معرفة الله بأسمائه و صفاته و أفعاله ( هداية إرشاد)، و إلى عبادته فالتزم أوامره، و اجتنب نواهيه ( هداية توفيق )، تحققت له الخشية، إذا فالخشية مُستحق الهداية، و من لم يوفق للهداية فأنى له الخشية. تفسير قوله تعالى: (فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) و بعد عرض موسى على فرعون الهداية و إبلاغه بما نزل إليه من الحق أظهر له حجته و دليله على صدق ما جاء به. و قيل أن الآية الكبرى يُراد بها جنس الآية، ولا يُراد بها آية واحدة، يعني بذلك الآيات العظيمة التي جعلها الله حجة بيد موسى على صدقه، فقيل أنها العصا التي صارت ثعبانا ضخما كما قال تعالى : ( فألقى عصاه فإذا هى ثعبان مبين)، و يده التي صارت تشع بياضا بعد أن أخرجها من جيبه، كقوله تعالى : ( و نزع يده فإذا هى بيضاء للناظرين)، و البعض قال بأن الآية هى العصا، و البعض قال أنها اليد. فوائد سلوكية : 1. من قوة الحق أن يكون معه دليلا. 2. حكمة الله و إحاطة علمه بمخلوقاته، فأنزل ما تُخاطًب به القلوب، و ما يكون دليلا للأبصار لقطع أدنى شك قد ينشأ في القلب، و يُنهي خواطر قد تمر به، و معرفة ذلك توجب الإحسان في العبادة. 3. معرفة منهج التدرج في الدعوة، فيكون بالبدء بلين القول، و إظهار محاسن الشرع، ثم بيان أثر الإيمان و الاتباع على العبد، و أثر مخالفة الحق، ثم إقامة الدليل الدامغ على صدق الدعوة. تفسير قوله تعالى: (فَكَذَّبَ وَعَصَى (21( فما كان من فرعون إلا أن كذب بوحي السماء، ونبوة موسى، و امتنع عن طاعة ربه فيما أمره به، و إنما ذلك بما في قلبه من كفر، فلم يتأثر بدعوة موسى رغم حُسنها أمرا و قولا، فقابلها بالجحود. فكما هو معلوم أن للقلب أعمال كما للجوارح أعمال، و عمل القلب الخضوع لله و الانقياد له و التسليم لأوامره و الخشوع و الخشية. فوائد سلوكية : 1. اعتن بقلبك كما تعتني ببدنك، و راقب أعمال قلبك و تعاهدها بالإصلاح. 2. الذنب موجب للذنب بعده، فإن أذنبت فبادر إلى التوبة و استغفر. تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) تولى فرعون و أعرض عن الحق، و لم يكتف بهذا بل اجتهد في محاربته، و سعي بكل قوته في جمع السحرة ليكونوا له ظهيراعلى ما أتى به موسى من معجزات، و سلك سبيل المفسدين، فكل من سعى في الأرض بالفساد و مخالفة أمر الله، فهو مفسد ظالم. فوائد سلوكية : 1. الاجتهاد في الدفاع عن شرع الله و السعي في إقامة الحق. 2. اجتهاد الكافر في نصرة باطله، لابد أن يقابلها اجتهاد من المؤمن في نصرة الحق. 3. كل من خالف سنة الله و أمره فهو مفسد في الأرض، فاحذر أن تكون منهم. 4. إن لم تستطع أن تكون معينا على الحق، فلا تكن ناصرا للباطل. تفسير قوله تعالى: (فَحَشَرَ فَنَادَى (23 ( فجمع فرعون قومه ليروا ما سيكون، و قيل جمع جنوده للمحاربة، و قيل السحرة للمعارضة، فالحاصل أنه جمع من كان من قومه ليستعين بهم على مجابهة موسى، و الانتصار عليه. فوائد سلوكية : 1. أهمية الاستعانة بالله في كل وقت لا سيما عند مجابهة العدو. 2. قوة اليقين في وعد الله و نصره لأوليائه، فكلما اشتد أهل الباطل في طغيانهم ، ازداد أهل الحق إيمانا بوعد الله الحق و أنهم لمنصورون. فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فنادى في المجموعين فقال لهم : ( أنا ربكم الأعلى ) و هذه الكلمة قالها فرعون بعد قوله (ما علمت لكم من إلهٍ غيري ) بأربعين سنةً، كما قال ابن عباس و مجاهد. و قد أراد فرعون بهذه الكلمة ، أنه لا رب فوقه ، فما كان من قومه إلا أن أذعنوا له و أقروا له بما قال من باطل، و هذا مثل ما جاء في قوله تعالى : ( فاستخف قومه فأطاعوه ). فوائد سلوكية : 1. تسلُح المرء بالعلم النافع يبصره بالحق و يمنعه من الانزلاق من مساندة الباطل. 2. من نازع الله في ربوبيته، استوجب أشد أنواع العذاب، فأي ذنب بعد إدعاء المرء الربوبية، و أي جُرم هذا الذي يقترفه من ينازع الله في ملكه و تدبيره ! تفسير قوله تعالى: (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) فما كان من العزيز القدير إلا أن انتقم منه انتقاما شديدا فصارعبرة لمن سلك مسلكه في الدنيا، بالعذاب الذي عُذب به في الدنيا و هو الغرق، و بالعذاب الذي له في الآخرة و هو عذاب النار، كما قال تعالى : (وجعلناهم أئمّةً يدعون إلى النّار ويوم القيامة لا ينصرون)، و هذا هو الصحيح في معنى الآية كما ذكر الحافظ ابن كثير، أن المراد بالآخرة و الأولى: الدنيا و الآخرة. و قيل أن الآخرة و الأولى هما كلمتاه الآخرة : ( أنا ربكم الأعلى )، و الأولى : (ما علمت لكم من إلهٍ غيري )، و قيل أن الآخرة و الأولى المراد بهما كفره، و عصيانه. فوائد سلوكية : 1. الجزاء من جنس العمل، و جزاء الإحسان إحسان، فأحسن. تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) فما نزل بفرعون من العذاب ما هو إلا نتيجة عمله، و في ذلك عبرة وعظة لمن كان أهلا للاعتبار و الاتعاظ و الانتفاع بما نزل من الحق و ذاك الذي يخشى الله، و قد رُزق بصيرة يدرك بها مآلات المتكبرين العصاة، فينزجر عن أخلاقهم البغيضة لئلا يصيبه عذاب في الدنيا و عذاب الآخرة، أما من فارقت الخشية قلبه فأنى له الاتعاظ ! فوائد سلوكية : 1.تدبر القرآن هو سبيل الاتعاظ و الاعتبار بما فيه من عبر. 2. من نظر في عواقب الأمور، أحسن في عمله رغبة في حسن العاقبة. 3. إنما جعلت العبر لأولي البصائر الذين يخشون الله و يتقونه حق تقاته س 2 . حرّر القول في: المراد بـالحافرة في قوله تعالى: {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة}. المراد بالحافرة: ذُكر فيها قول واحد، و هو ( القبور) : قاله مجاهد و ذكره ابن كثير. و قد ذكر الشيخ الأشقر في هذه الآية ما معناه، أن المشركين استبعدوا أن يعودوا لأول حالهم و ابتداء أمرهم و أن يصيروا أحياء بعد الموت، و بعد أن يكونوا في حفر القبور. و من كلام الأشقر يمكن أن نوجه قول مجاهد بأنه فسر ببعض المعنى، و هذا كان كثيرا عند السلف، التفسير بالمعنى أو ببعض المعنى. و الله تعالى أعلم. س3. بيّن ما يلي: أ: المقسم عليه في أول سورة النازعات. أولا نذكر المراد ب( النازعات ) : الملائكة، و هذا قول جماعة من السلف كما ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله، و قد صحح هذا القول، و قد قيل فيها أقوال أخرى كالموت و أنفس الكفار و النجوم و القسي في القتال. ثانيا الأقوال المذكورة في المقسم عليه : و قد أورد الشيخ السعدي احتمالان للمقسم عليه في تفسيره فقال : 1.يحتملُ أنَّ المقسمَ عليه، الجزاءُ والبعثُ، بدليلِ الإتيانِ بأحوالِ القيامةِ بعدَ ذلكَ. و هذا القول قول وجيه بسبب أن مقصد السورة يدور حول البعث و النشور، فيكون المقسم عليه هو البعث ، و إذا كان كذلك فهو محذوف و يُقدر بما يدل على البعث فيكون المعنى : و النازعات غرقا، و الناشطات .... إلى آخر الإقسامات أنكم لمبعوثون، أو إن البعث لحق، أو إن البعث لواقع... ، كما جاء القسم في سورة الذاريات كما قال تعالى: ( و الذاريات ذروا ... ، إنما توعدون لصادق، و إن الدين لواقع). 2.ويحتملُ أنَّ المقسم عليهِ والمقسمَ بهِ متحدانِ،وأنَّه أقسمَ على الملائكةِ؛ لأنَّ الإيمانَ بهمْ أحدُ أركانِ الإيمانِ الستةِ، ولأنَّ في ذكِر أفعالهِمْ هنَا ما يتضمنُ الجزاءَ الذي تتولاهُ الملائكةُ عندَ الموتِ وقبلَه وبعدَه، فقالَ:{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً و في الاحتمالين فإن المقسم عليه إما محذوف فيُقدر إما مُتضَمن بالمقسم به. و الله تعالى أعلى و أعلم. ب: المراد بالصاخّة وسبب تسميتها بذلك. المراد بالصاخة : أولا الأقوال التي قيلت فيها : 1.اسم من أسماء يوم القيامة : قاله ابن عباس و ذكره ابن كثير. 2.اسم النفخة في الصور: ذكره ابن جرير و لم يرجحه. 3. صيحة يوم القيامة: ذكره البغوي، و السعدي و الأشقر. ثانيا بيان نوع الأقوال من حيث التقارب أو التباين: و الأقوال من النوع المتقارب، إذ أن القيامة لها أسماء كثيرة، و لكل اسم علة في إطلاقه على يوم القيامة، و معلوم أن المسمى كلما تعددت أسماؤه دل ذلك على عظمته و أهميته. و قد ذكر ابن كثيرأن الصاخة هو اسم من أسماء يوم القيامة. و قد ذكر ابن جرير أن الصاخة اسم النفخة في الصور، و هي صيحة يوم القيامة، كما ذكر البغوي و السعدي و الأشقر. ثالثا حاصل الأقوال و جمعها: فالحاصل أن المراد بالصاخة صيحة يوم القيامة، و هذا من باب إطلاق الجزء على الكل، كالقول بأن الحج عرفة، باعتبار أن عرفه أعظم منسك في الحج، و كذلك يطلق اسم الصاخة على يوم القيامة باعتبارها من أعظم ما في ذلك اليوم و هي علامة البدء بهذا اليوم المشهود و هى الصيحة التي تنخلع لها القلوب، و تُصم من عظمتها الأسماع. سبب تسمية الصاخة بهذا الاسم: وعلة تسمية يوم القيامة بالصاخة؛ لأنها تصخ الأسماع أي تبالغ في إسماعها حتى تكاد تصمها فلا تسمع، و ذلك لشدة عظمة و قوة تلك الصيحة. و هذا سبب التسمية الذي أورده البغوي و السعدي و الأشقر. ج: دلائل حفظ الله تعالى لكتابه. 1.قول تعالى : ( في صحف مكرمة ) : و يراد أن هذه السورة ( سورة عبس)، أو العظة التي فيها في صحف معظمة موقرة عند الله بسبب ما فيها من العلم و الحكمة، و لأنها نازلة من اللوح المحفوظ، و القرآن جميعه فيه علم و حكمة، و هو عند الله في اللوح المحفوظ، فقد حفظ الله تعالى كتابه في اللوح المحفوظ. 2. قوله تعالى : ( مرفوعة مطهرة ) : و قد حفظ الله كتابه في صحف عالية القدر و المكانة، لا يدنسها شيء فهى بعيدة عن الشياطين و محفوظة من استراق سمعهم للوحي، بعيدة أن ينالها الكفار بالدنس، قدر الله ألا يمس كتابه إلا المطهرون من خلقه و قد حُفظت من الزيادة و النقصان. 3. قوله تعالى (بأيدي سفرة * كرام بررة ) : و من حفظ الله لوحيه أن جعله عليه أمناء من الملائكة ينقلونه منه سبحانه و تعالى إلى عباده، اختصهم بالخلق الكريم الشريف، فهم كثيري الخير و البركة، برت أعمالهم و قلوبهم، يتقون ربهم و يفعلون ما يؤمرون، حقيق لخير الكتب أن يحمله أشرف الخلق و أطهرهم. الحمد لله رب العالمين |
المجموعة الثانية:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}. ج- (فإذا جاءت الطامة الكبرى) فإذا جاء اليوم الموعود وهو يوم القيامة التي تطم على كل أمر هائل مفظع فهي الداهية العظمى والشدة الكبرى الذي ليس قبلها بؤس ولا بعدها عسر التي تقرع لفزعها القلوب وتخشع من هولها الأبصار. -(يوم يتذكر الإنسان ما سعى) يومئذ يرى ابن آدم عمله حاضر أمامه ما فعله من خير وشر وأتى له الذكرى ولا تفيد الحسرة على ما فرط وضيع فحينئذ يتمنى زيادة مثقال ذرة حسنة ويغم ويحزن لزيادة مثقال ذرة في سيائته. -(وبرزت الجحيم لمن يرى) تهيأت وتحضرت الجحيم لتظهر عيانا للناس لتقول هيْت لكل كافر عاصي واستعدت لأخذهم منتظرة أمر ربها ، قال مقاتل يكشف عنها الغطاء فينظر إليها الخلق فأما المؤمن فيعرف برؤيتها قدر نعمة الله عليه بالسلامة منها وأما الكافر فيزداد غما إلى غمه فوجوههم كالحة باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة. - (فأما من طغى) فأما من هنا وتكبر وعاند وحاوز الحد بأن تجرأ على المعاصي الكبار وحمل ظلما وتجبر في الأرض. -(وأثر الحياة الدنيا) فقدم الدنيا على أمر دينه وأخراه فخاب سعيه لها ووقته مستغربا في حظوظها وشهواتها، ولٙهٙا ولعب فلم يستعد للآخرة ولا قدم لها. -(فإن الجحيم هي المأوى) فليس له مأوى ولا ملجأ ولا منجى غير الجحيم يقاسي حرها مضجعه من حميم ومطمعه من الغسلين ومشربه الهيم فهي المقر والمسكن الذي سيأوي إليه ليس له غيره. -(وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى) والذي خاف القيام بين يدي خالقه وخشي لقائه فنهى نفسه وجمح شهوته عن كل ما حرم الله وزجرها عن الميل إلى المعاصي والمحارم التي تشتهيها. -(فإن الجنة هي المأوى) أي منقلبه ومآله ومصيره إلى جنة الخلد التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فهل جزاء الاحسان إلا الإحسان. *الفوائد السلوكية:- -أن يجعل المؤمن دائما الحساب نصب عينيه حتى لا تنحرف نفسه وتميل إلى الشهوات المحرمة فيكون مصيرها إلى الجحيم. -من عرف الله حق المعرفة واستشعر صفاته الجليلة حصل له الخوف والخشية منه سبحانه وتعالى وخاف القيام بين يدي ملك الملوك. -الدنيا ساعة فلنجعلها في طاعة وهي سجن المؤمن، والنار حفت بالشهوات والجنة حفت بالمكاره فهنيئا من أثر الآخرة وباع الدنيا ونعيمها الزائف ولذاتها القليلة واشترى النعيم السرمديّ. 2. حرّر القول في: المراد بالسفرة في قوله تعالى: {بأيدي سفرة}. ج- أقوال السلف: -الملائكة قول بن عباس ومجاهد والضحاك وابن زيد وبن جرير ، ذكره بن كثير ووافق هذا القول السعدي والأشقر. -أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قول وهب بن منبه. -القراء قول قتادة وبن جريج . *والدليل الأول قال بن جرير الصحيح أن السفرة هم الملائكة، والسفرة يعني بين الله وبين خلقه، ومنه يقال السفير الذي يسعى بين الناس في الصلح والخير كما قال الشاعر: وما ادع السفارة بين قومي=وما أمشي بغش إن مشيت. *الأقوال متباينة تباين ظاهر فبعضهم قال بالملائكة وهناك قول أنهم أصحاب محمد وقول بالقراء. *الجمع بين الأقوال: أن السفرة هم الملائكة، فالملائكة هم السفراء بين الله وبين عباده الذين يسفرون بالوحي بين الله ورسوله.ذكره بن كثير والسعدي والأشقر. 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا الأرض أم السماء؟ ج- الأرض خلقت قبل السماء كما قال الله تعالى (أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين )إلى قوله ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) ب: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {مرفوعة مطهّرة}. ج- هو الدنس والزيادة والنقص والآفات وأيدي الشياطين والكفار. ج: معنى الاستفهام في قوله تعالى: {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة . أئذا كنا عظاما نخرة}. ج- الاستفهام هنا استنكاري فهم ينكرون البعث ويتعجبون بعدما يكونوا عظاما فتاتا أيخرجون من قبورهم! |
المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. نزلت الآيات حينما جاء رجل أعمى_وهوابن ام مكتوم_ يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم ليتعلم منه ، وجاءه رجل آخر من الأغنياء_من أشراف قريش_ ،فأصغى إليه وصد عن الأعمى حرصا منه صلى الله عليه وسلم على هداية الرجل الغني رغبة في هدايته ، فعاتبه الله بلطف بهذه الآيات تفسير (عبس وتولى ) أي صرف وجهه وبدنه عن الأعمى. تفسير (أن جاءه الأعمى ) حينما جاءه الأعمى انصرف النبي عنه خشية أن يقطع عليه دعوة الغني . تفسير قوله (وما يدريك لعله يزكى) لعله هذا الفقير بما يتعلمه منك يطهر نفسه بفعل الحسن وترك السيء. تفسير (أو يذكر فتنفعه الذكرى) يتذكر بموعظتك ماينفعه و يدله على فعل الخير وهذه الفائده المرجوه من الداعية الوعظ والتذكير. تفسير (أما من استغنى ) استغنى عن ماعندك من العلم والحق، وهو ذا ثروة . تفسير (فأنت له تصدى ) تقبل إليه رغبه في هدايته وهو قد اظهر استغناءه عن الحق . تفسير(وما عليك ألا يزكى ) لا يشغلك عدم هدايته ،فما عليك سوى التبليغ وما انت إلا نذير مبين (وما على رسولنا إلا البلاغ)ولست مطالب بهدايته فلا تحزن عليه . تفسير(وأما من جاءك يسعى) قاصدا الهدايه ،طالبا الرشد مسرعا في ذلك. تفسير( وهو يخشى) سعى إليك وهو يخاف الله عز وجل . تفسير(فأنت عنه تلهى ) تنشغل عن سؤاله وتعرض عنه. فوائد من الآيات 1/في الآيات فائده للداعية في مراعاة تقديم الأولويات . 2/دعوة الكافر مطلوبه وأجرها عظيم وقد قال عنها رسول الله ( لئن يهتدي لك رجل خير لك من حمر النعم) إنما الممنوع هنا الإعراض عمن أسلم . 3/بقاء عتاب الله لنبيه قرآنا يتلى اعظم* دليل على صدق ما جاء به . 4/على الداعيه أن* يقتدي بمحمد صلى الله عليه وسلم في حبه لهداية الناس. 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. في المراد بالنازعات غرقا أقوال : الأول:الملائكة حين تنزع أرواح بني آدم ،وهو قول ابن مسعود وعباس ومسروق وسعيد وابوصالح وأبو الضحى والسدي كما ذكره عنهم ابن كثير. الثاني :أنفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق ، قاله ابن عباس رواه عنه ابن ابي حاتم .ذكره ابن كثير. الثالث:الموت ،قاله مجاهد.ذكره ابن كثير . الرابع :النجوم ،قاله الحسن وقتاده ذكره ابن كثير. الخامس :هي القسيّ في القتال ،قاله عطاء ذكره ابن كثير. قال ابن كثير والصحيح الأول وعليه الأكثرون . السادس :الملائكة التي تنزع الأرواح بقوة وتغرق في نزعها حتى تخرج الروح فتجازى بعملها،قاله السعدي. السابع:الملائكة تنزع أرواح العباد عن أقاصي اجسادهم ،قاله الأشقر . خلاصة الأقوال الأقوال التي أوردها ابن كثير بينها تباين وقد ذكر ابن كثير الصحيح منها أنها الملا ئكة تنزع أرواح بني آدم* ووافقه السعدي والأشقر مع اختلاف عباراتهم وصف النزع. وخلاصة القول أن المراد بالنازعات الملائكة تنزع أرواح العباد من أجسادهم بقوة ،ابن كثير والسعدي والأشقر. 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. 1_نازعات تنزع أرواح العباد بقوة . 2_الناشطات :تنشط النفوس وتجذبها بسرعة. 3_السابحات :تترد في السماء نزولا وصعودا . 4_السابقات :سبقت إلى الإيمان بالله والاستجابه لأمرة فتبادر بالطاعة وتسابق بارواح المؤمنين إلى الجنة. 5_مدبرات :تدبر الأمور المرسلة إليها والموكلة لها في السماء والأرض بأمر الله عز وجل . ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. يسر له الطريق ببيانه وتوضيحه وتسهيل الأسباب الموصله له. ج: المراد بالراجفة والرادفة. النفختان الأولى والثانية فالراجفة نفخة الموت والرادفة تأتي تلوها وهي نفخة البعث. |
المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. التفسير : أخبر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم معاتبة له عندما كان يدعو وجهاء الكفار وأشرافهم وكبرائهم إذ حضر عبدالله بن أم مكتوم فلما رآه الرسول صلى الله عليه وسلم أعرض عنه ببدنه ، فخاطب الله نبيه بأن مايدريك لعل عبدالله جاء يطلبك أن توضح له الأعمال الصالحة وترشده فيبتعد عما يغضب الله أو يتذكر عندما تذكره ، فمن استغنى عنك وعن السؤال وعن الإسلام انشغلت به ولست مسؤولا عن هدايته ، فعندما جاءك عبدالله بن أم مكتوم يمشي سريعا لينال العلم وهو يخشى الله تعالى ويخافه فأنت كنت عنه لاه بهؤلاء القوم . الفوائد السلوكية : 1- أن يعتني الداعية بمن جاء يسأله أكثر من عنايته بمن استغنى عن سؤاله . 2- أن يقابل الداعية من يقبل عليه بإبتسامة وبشاشة . 3- ينبغي على الداعية الإهتمام بسؤال السائل فقد يكون سؤاله من خشية لربه . 4- ينبغي على الداعية أن يكرر التذكرة للناس ولايكتفي بدعوتهم مرة واحدة ثم ييأس . 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. مارواه الأشقر والسعدي وابن كثير رحمهم الله بأن النازعات هي : الملائكة تنزع أرواح الكفار . وفصّل ابن كثير على عدة أقوال : - قول ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ ، بأن (النازعات غرقا) هي : الملائكة ، حين تنزع أرواح بني آدم فمنهم من تأخذ روحه بعسر فتغرق في نزعها ومنهم من تأخذ روحه بيسر . وقال كذلك ابن عباس : هي أنفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار . وقال مجاهد : ( النازعات غرقا) المراد : الموت . وقال قتاده والحسن هي النجوم . وقال عطاء بن أبي رباح هي : القسي في القتال . والصحيح هو القول الأول وعليه الأكثرون . 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. أقسم الله بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعا شديدا وتنزعها بسرعة وبالملائكة التي تقبض أرواح المؤمنين بسهولة ويسر ، وبالملائكة الذين ينزلون ويصعدون من السماء وإليها لتنفيذ ما أمرهم الله به ، وأقسم بالملائكة التي تسبق الشياطين في إبلاغ الأنبياء بالوحي أو التي تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة ، وبالملائكة التي تدبر الخلائق بأمر الله تعالى . ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. أي يسر إليه الخروج من بطن أمه ويسر له الطريق لتحصيل الخير أو الشر . ج: المراد بالراجفة والرادفة. الراجفة هي : النفخة الأولى . والرادفة هي : النفخة الثانية . |
المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. يقول الله عزوجل يخبر عن النبي صلي الله عليه وسلم انه جاءاليه عبدالله بن ام مكتوم فاعرض النبي وكلح في وجهه فيخبره الله عزوجل انه لعل هذا الاعمى جاءك ليطهر نفسه من الذنوب ويتعلم منك الاخلاق الحسنه اويحصل له اتعاظ وانزجار عن المحارم وان جاءك غنى فانك تتعرض له لعله يهتدى وتقبل بوجههك عليه وما انت بمطالب هدايه من لا يحصل له زكاه واما من جاءك يسعي لطلب الهدى ويخشي الله فانك تعرض عنه وتتشاغل . ⭐الفوائد السلوكيه ان الله عزوجل لا يخص بالانذار احدا بل يساوى الغنى والفقير والساده والعبيد ⭐امانه النبي صلي الله عليه وسلم بتبليغ الرساله لانها زجر له تبليغ الدعوه حتى وان لم يستجيب صاحبها (ما عليك الا البلاغ) الاقبال علي طالب العلم ومساعدته والحرص عليه اكثر من غيره 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. الأقوال الواردة في المراد بالنازعات لابن كثير القول الأول:_الملائكه تنزع أرواح بنى آدم قاله ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وابو صالح وابو الضحى والسدي القول الثانى:_هى أنفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار قاله ابن عباس القول الثالث:_تموت قاله مجاهد القول الرابع:_النجوم قاله الحسن وقتاده القول الخامس؛_القسي في القتال قاله عطاء بن رباح والصحيح هو القولالأول. الاقوال الوارده عن السعدى يقصد اقسامه بالملائكه وافعالهم الداله علي تمام انقيادهم لله عزوجل الاقوال الوارده عن الاشقر اقسم بالملائكه التى تنزع ارواح العباد عن اجسادهم . 🌑الاقوال من حيث التباين والاختلاف اقوال ابن كثير الخمس متاينه والصحيح القول الاول واتفق معه كلا من السعدى والاشقر. 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. ج: المراد بالراجفة والرادفة 🌑صفات الملائكه الانقياد لاوامر الله عزوجل والاسراع في تنفيذها تاخذ ارواح المؤمنين فمنهم من تأخذ روحه بسهوله ومنهم من تأخذه بعسر تجتذب الارواح بقوة ونشاط ينزلون من السماء مسرعين لأمر الله تسبق الشياطين في ايصال الوحى الي رسل الله حتى لا تسترقه تدبر الامر من السماء الي الارض موكلين بأمر من الله تنزل بالحلال والحرام وتفصيلهما . 🌑المراد بالشبيل في قوله(ثمالئبيل يسره) الاقوال الواردة عن ابن كثير يسر عليه الخروج من بطن امه قاله العوفي عن ابن عباس وعكرمه والضحاك وابو صالح وقتاده والسدي واختاره ابن جرير بيناه ووضحناه كقوله (انا هديناه السبيل )قاله مجاهد والحسن وابن زيد وهذا هو الارجح قول السعدى يسر له الاسباب الدينيه والدنيويه وهداه السبيل الاشقر يسر له طريق الي تحصيل الخير او الشر 🌑المراد بالراجفه والرادفه الراجفه:_ قول ابن كثير:_النفخه الأولي قالها الضحاك ومجاهد والحسن وقال مجاهد جلت عظمته قول السعدى:هى قيام الساعه قول الاشقر:_النفخه التى يموت بها جميع الخلائق الرادفه ابن كثير:_النفخه الثانيه قالها مجاهد والحسن والضحاك وقال مجاهد هى كقول وحملت الارض والجبال فدكتا دكه واحده السعدى؛_الرجفه الاخرى التى تردفها وتأتى تلوها الاشقر:_النفخه الثانيه التى يكون عندها البعث |
..
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها:
{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. وسبب نزول هذه الآيات الكريمات، أنه جاء رجل من المؤمنين أعمى يسأل النبي صلى الله عليه ويتعلم منه. وجاءه رجل من الأغنياء، وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على هداية الخلق، فمال صلى الله عليه وسلم [وأصغى] إلى الغني، وصد عن الأعمى الفقير، رجاء لهداية ذلك الغني، وطمعا في تزكيته، فعاتبه الله بهذا العتاب اللطيف، فقال: { عَبَسَ } [أي:] في وجهه { وَتَوَلَّى } في بدنه، لأجل مجيء الأعمى له،ثم ذكر الفائدة في الإقبال عليه، فقال: { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ } أي: الأعمى { يَزَّكَّى } أي: يتطهر عن الأخلاق الرذيلة، ويتصف بالأخلاق الجميلة؟ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى } أي: يتذكر ما ينفعه، فيعمل بتلك الذكرى.وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك منك ، هو الأليق الواجب، وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر. 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ: {والنّازعات غرقاً}: الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولةٍ وكأنّما حلّته من نشاطٍ، وهو قوله: {والنّاشطات نشطاً}. قاله ابن عبّاسٍ، وعن ابن عبّاسٍ: {والنّازعات}. هي أنفس الكفّار تنزع، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق في النّار. رواه ابن أبي حاتمٍ. وقال مجاهدٌ: {والنّازعات غرقاً}: الموت. وقال الحسن وقتادة: {والنّازعات غرقاً (1) والنّاشطات نشطاً}. هي النّجوم. وقال عطاء بن أبي رباحٍ في قوله: {والنّازعات}،{والنّاشطات}: هي القسيّ في القتال. والصّحيح الأوّل، وعليه الأكثرون 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. والنّازعات غرقاً}: الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولةٍ وكأنّما حلّته من نشاطٍ ({وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً} وهمْ الملائكةُ أيضاً، تجتَذبُ الأرواحَ بقوةٍ ونشاطٍ، أو أنَّ النزعَ يكونُ لأرواحِ المؤمنينَ، والنشطَ لأرواحِ الكفار ({وَالسَّابِحَاتِ} أي: المتردداتِ في الهواءِ صعوداً ونزولاً {فَالسَّابِقَاتِ} لغيرهَا {سَبْقاً} فتبادرُ لأمرِ اللهِ، وتسبقُ الشياطينَ في إيصالِ الوحيِ إلى رسلِ اللهِ حتى لا تسترقه {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً} الملائكةُ الذينَ وكَّلهم اللهُ أن يدبروا كثيراً منْ أمور العالمِ العلويِّ والسفليِّ، منَ الأمطارِ، والنباتِ، والأشجارِ، والرياحِ، والبحارِ، والأجنحةِ، والحيواناتِ، والجنةِ، والنارِ وغيرِ ذلكَ). ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. قيل يسر له خروجه من بطن أمه وقيل بيّنّاه له ووضّحناه وسهّلنا عليه عمله يسَّرَ لهُ الأسبابَ الدينيةَ والدنيويةَ، وهداهُ السبيلَ وقيل [وبيَّنَهُ] وامتحنهُ بالأمرِ والنهي، أي: أكرَمهُ وقيل يَسَّرَ لَهُ الطَّرِيقَ إِلَى تَحْصِيلِ الْخَيْرِ أَو الشَّرّ. ج: المراد بالراجفة والرادفة. قيل هما النفختان الأولى والثانية |
السلام عليكم
إجابة المجموعة الثالثة : س1: فسر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلت عليها ؟ قال تعالى : ((هل أتاك حديث موسى (*) إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى (*) اذهب إلى فرعون إنه طغى (*) فقل هل لك إلى أن تزكى (*)وأهديك إلى ربك فتخشى (*) فأراه الآية الكبرى (*) فكذب وعصى (*) ثم أدبر يسعى (*) فحشر فنادى (*) فقال أنا ربكم الأعلى (*) فأخذه الله نكال الآخرة والأولى (*) إن في ذلك لعبرة لمن يخشى )) ؟ ج1: تفسير قوله تعالى : ((هل أتاك حديث موسى)) ابن كثير يخبر الله تعالى محمد رسوله صلى الله عليه وسلم عن عبده ورسوله موسى عليه السلام أنه ابتعثه إلى فرعون وأيده بالمعجزات ومع هذا استمر على كفرة وطغيانه حتى أخذه الله أخذ عزيز مقتدر وكذلك عاقبة من خالفك وكذب بما جئت به ولهذا قال في آخر القصة ((إن في ذلك لعبرة لمن يخشى)) . السعدي : يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ((هل أتاك حديث موسى)) وهذا الاستفهام عن أمر عظيم متحقق وقوعه أي هل أتاك حديثه. الأشقر : أي قد جاءك وبلغك من قصص فرعون وموسى ما يعرف به حديثهما . تفسير قوله تعالى : ((إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى)) ابن كثير : ((إذ ناداه ربه)) أي كلمة نداء ((بالواد المقدس)) أي المطهر ((طوى)) وهو اسم الوادي على الصحيح فقال له (( أذهب إلى فرعون أنه طغى)). السعدي : ((الواد المقدس طوى)) المحل الذي كلمه الله فيه وامتن عليه في الرسالة واختصه بالوحي والإجتباء فقال له ((اذهب إلى فرعون إنه طغى)). الأشقر : ((الوادي المقدس))المبارك المطهر ((طوى)) الوادي في جبل سيناء الذي نادى الرب فيه موسى. تفسير قوله تعالى : ((اذهب إلى فرعون إنه طغى)) ابن كثير : ((طغى)) تجبر و تكبر و تمرد وعتا. السعدي : ((اذهب إلى فرعون إنه طغى)) أي فانهه عن طغيانه وشركه وعصيانه بقول لين وخطاب لطيف لعله ((يتذكر أو يخشى)). الأشقر : ((طغى)) أي تجاوز الحد في العصيان والتكبر والكفر بالله . تفسير قوله تعالى : ((فقل هل لك إلى أن تزكى)). ابن كثير : أي قل له : هل لك أن تجيب إلى طريقة ومسلك تزكى به ؟ أي: تسلم وتطيع . السعدي : فقل له : أي هل لك في خصلة حميدة وجميلة يتنافس فيها أولو الألباب وهي أن تزكي نفسك وتطهرها من دنس الكفر والطغيان إلى الإيمان والعمل الصالح . الأشقر : بعد وصولك إليه : هل لك رغبة إلى التزكي والتطهر من الشرك أمر موسى بملاينته. تفسير قوله تعالى : ((وأهديك إلى ربك فتخشى)) ابن كثير : أي أدلك إلى عبادة ربك ((فتخشى)) فيصير قلبك خاضعا له مطيعا خاشعا بعد ما كان قاسيا خبيثا بعيدا من الخير. السعدي : أي أدلك عليه وأبين لك مواقع رضاه من مواقع سخطه. فتخشى الله إذا علمت الصراط المستقيم . فامتنع فرعون مما دعاه إليه موسى . الأشقر : أي أرشدك إلى عبادته وتوحيده فتخشى عقابه والخشية لا تكون إلا من مهتد راشد تفسير قوله تعالى : ((فأراه الآية الكبرى)). ابن كثير : أظهر له موسى مع هذه الدعوة الحق حجة قوية ودليلا واضحا على صدق ما جاء به من عند ربه . السعدي : أي جنس الآية الكبرى فلا ينافي تعددها ((فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين)) الأشقر : الآية هي العصا وقيل يده. تفسير قوله تعالى : ((فكذب وعصى)). ابن كثير : أي كذب بالحق وخالف أمره وحاصله أنه كفر قلبه. السعدي : كذب بالحق وعصى الأمر. الأشقر :كذب بموسى وبما جاء به وعصى الله عز وجل ولم يطعه. تفسير قوله تعالى : ((ثم أدبر يسعى)). ابن كثير : أدبر في مقابلة الحق بالباطل وهو جمعه السحرة ليتقابلوا ما جاء به موسى من المعجزات . السعدي : يجتهد في مبارزة الحق ومحاربته الأشقر : ((أدبر)) أي تولى وأعرض عن الإيمان ((يسعى)) يعمل بالفساد في الأرض. تفسير قوله تعالى : ((فحشر فنادى)). ابن كثير : ((نادى)) أي في قومه. السعدي : حشر : جمع جنوده للقتال أو جمع السحرة للمعارضة أو جمع الناس للحضور للمشاهدة . تفسير قوله تعالى : ((فقال أنا ربكم الأعلى)). ذكر ابن كثير قال ابن عباس ومجاهد : هذه الكلمة قالها فرعون لنا بعد قوله : ((ما علمت لكم من إله غيري)) بأربعين سنه. السعدي : فأذعنوا له وأقروا بباطله حين استخفهم. الأشقر :أراد اللعين أنه لا رب فوقه. تفسير قوله تعالى : ((فأخذه الله نكال الآخرة والأولى)). ابن كثير : أي أنتقم الله منه انتقاما جعله به عبره ونكالا لأمثاله من المتمردين والصحيح والمراد ((بنكال الآخرة والأولى)) أي الدنيا والآخرة وقيل المراد كلمتاه الأولى والثانية. وقيل كفره وعصيانه. السعدي : أي صارت عقوبته دليلا وزاجرا ومبينه لعقوبة الدنيا والآخرة. الأشقر : أي أخذه الله فنكله نكال الآخرة وهو عذاب النار ونكال الأولى وهو عذاب الدنيا بالفرق. تفسير قوله تعالى : ((إن في ذلك لعبرة لمن يخشى)). ابن كثير : أي لمن يتعظ أو ينزجر. السعدي : أن من يخشى الله هو الذي ينتفع بالآيات وأما من ترحلت خشية الله من قلبه فلو جاءته كل آيه لم يؤمن بها. الأشقر : أي فيما ذكر من قصة فرعون وما فعل به عبرة عظيمة لمن يخشى الله ويتقيه. الفوائد السلوكية : 1- استخدام الأسلوب اللين وأسلوب الحوار الذي يكون به استفسار كما فعل موسى عليه السلام مع فرعون في الدعوة إلى الله . 2- سؤال الله الهداية لأنه الهداية تؤدي إلى عبادة الله وتوحيده وخشية الله تعالى. 3-زيادة الأعمال الصالحة والخوف من الله لايكون إلا بالتفكرفي عاقبة المكذبين والمتكبرين. س2: حرر القول في المراد بالحافرة في قولة تعالى : (( يقولون إننا لمردودون في الحافرة )) ؟ الأقوال الواردة في المسالة : القول الأول : ذكر ابن كثير الحافرة : هي القبور قاله مجاهد القول الثاني : الحافرة : حفر القبور قاله الأشقر اسناد كل قول إلى قائله. القول الأول: ذكره ابن كثير أنها القبور. القول الثاني : ذكره الأشقر أنها القبور. النظر في الأقوال وبيان مدى اتفاقها واختلافها الأقوال متفقة يكون معنى الحافرة : أي القبور قاله ابن كثير والأشقر س3 : بين ما يلي : أ- المقسم عليه في أول سورة النازعات الجزاء والبعث والدليل والإتيان بأحوال القيامة بعد ذلك . يحتمل أن المقسم والمقسم عليه متحدان وأنه أقسم على الملائكة لأن الإيمان بهم أحد أركان الإيمان السته ولأن في ذكر أفعالهم هنا ما يتضمنه الجزاء الذي تتولاه الملائكة عند الموت وقبله وبعده . ب- المراد بالصاخة وسبب تسميتها بذلك ذكر ابن كثير الصاخة : اسم من أسماء يوم القيامة عظمه الله وحذر عباده قاله ابن عباس الصاخة : اسم للنفخة في الصور قاله ابن جرير الصاخة : يعني صيحة يوم القيامة قاله البغوي وسميت بذلك لأنها تصخ الأسماء أي : تبالغ في إسماعها حتى تكاد تصمها قال عبد الرحمن السعدي ((إذا جاءت الصاخة)) إذا جاءت صيحت القيامة التي تصخ لهولها الأسماع وتنزعج لها الأفئدة يومئذ مما يرى الناس من الأهوال وشدة الحاجة لسالف الأعمال . قال محمد الأشقر ((فإذا جاءت الصاخة)) يعني صيحة يوم القيامة التي تصخ الاذان أي تصمها فلا تسمع ج- دلائل حفظ الله تعالى لكتابه ؟ قوله تعالى (في صحف مكرمة ( *) مرفوعة مطهرة (*) بأيدي سفرة كراما بررة ) |
المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. ج: المراد بالراجفة والرادفة. ج1) جاء في تفسير ابن كثير سبب نزول هذه الآيات و هو (ذكر غير واحدٍ من المفسّرين أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يوماً يخاطب بعض عظماء قريشٍ، وقد طمع في إسلامه، فبينما هو يخاطبه ويناجيه إذ أقبل ابن أمّ مكتومٍ، وكان ممّن أسلم قديماً، فجعل يسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن شيءٍ ويلحّ عليه، وودّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن لو كفّ ساعته تلك؛ ليتمكّن من مخاطبة ذلك الرّجل طمعاً ورغبة ًفي هدايته، وعبس في وجه ابن أمّ مكتومٍ وأعرض عنه وأقبل على الآخر؛ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {عبس وتولّى (1) أن جاءه الأعمى (2) وما يدريك لعلّه يزّكّى}). عاتب الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم على ما كان منه من عبوس و تغير ملامح وجهه و أعراضه عن رجل مسلم - أعمى البصر فهو لم يشاهد انشغال الرسول عليه الصلاة و السلام - فألح على الرسول صلى الله عليه وسلم في السؤال عن امر من أمور دينه و بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم منشغلا في توضيح و إقناع بعض صناديد قريش على الاسلام ، ثم أرشد الله عز وجل نبيه عليه الصلاة و السلام بما قد يكون من ذاك الأعمى تزكية و طهارة لأخلاقه و أعماله لو وجهه و وضح له أمور دينه أو ما جاء يسأل عنه، و قد يحصل لهذا الأعمى اتعاذ و انزجار عما حرم الله تعالى لو استمعت اليه و وجهه، فهو من أقبل الى ما عند الرسول صلى الله عليه وسلم من علم بينما صناديد قريش من استغنوا عن الدين و أعرضوا عنه استكبارا من أنفسهم و الرسول صلى الله عليه وسلم مشغولا بهم يتصدى و يحاول و يعرض لهم الدين طامعا في اسلامهم و نجاتهم من النار ثم وجه الله خطابه للنبي صلى الله عليه وسلم بأن ليس بيدك و لا لوم عليك عدم اسلامهم او تزكيتها لأنفسهم كما قال الله له من قبل " ليس عليك هداهم و لكن الله يهدي من يشاء" ثم عاد وعاتبه بشرح حال و موقف الرجل الأعمى وهو يسعى الى الرسول صلى الله عليه وسلم و يريد توجهه و إرشاده لخشية الله تعالى و مع ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لاهي عنه منشغلا بمن لا يريد الاسلام. الفوائد السلوكية: 1- موقف النبي صلى الله عليه وسلم من الرجل الأعمى بعد ان عاتبه الله فيه فكان يرفع من شانه و يكرمه رغم ان الرجل لم يرى عبوس او تولي الرسول صلى الله عليه وسلم عنه، فقد روي انه كان صلى الله عليه وسلم اذا رَآه حياه و قال له مرحبا بمن عاتبني الله فيه 2- الاعتراف بالخطأ و تعديل السلوك من سمو الأخلاق 3- على المسلم ان لا يعرض عن المسلم الضعيف من أجل الكافر القوي الْغَنِي، 4- مبدأ الاسلام في التعامل مع الناس قوله تعالى " و كان بالمؤمنين رحيما" ج2) تحرير القول في المراد بالنازعات في قوله تعالى " والنازعات غرقا" جاء في تفسير ابن كثير : قال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ: {والنّازعات غرقاً}: الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولةٍ وكأنّما حلّته من نشاطٍ، وكذا قال السعدي في تفسيره و محمد الأشقر كذلك في تفسيره عن ابن عبّاسٍ: {والنّازعات}. هي أنفس الكفّار تنزع، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق في النّار. رواه ابن أبي حاتمٍ. وقال مجاهدٌ: {والنّازعات غرقاً}: الموت. وقال الحسن وقتادة: {والنّازعات غرقاً (1) والنّاشطات نشطاً}. هي النّجوم. وقال عطاء بن أبي رباحٍ في قوله: {والنّازعات}،{والنّاشطات}: هي القسيّ في القتال. والصّحيح الأوّل، وعليه الأكثرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/312] واتفقت أقوال المشايخ الثلاثة في الرواية بأن النازعات هي الملائكة عندما تنزع الأرواح من الأجساد كل بحسب عمله في الشدة او اليسر. ج3) : صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. 1- من صفات الملائكة تنزع الروح بعسر فتغرق في نزعها 2- تأخذ الروح بسهوله كأنها حلت صاحب الروح من نشاط 3- تتردد في الهواء صعودا و نزولا لأمر الله 4-تبادر و تسابق الى طاعة الله تعالى 5- تدبر أمور العالم العلوي و السفلي بأمر ربها عز وجل ج4) الراجفة هي النفخة الأولى التي يموت فيها جميع الخلائق الرادفة هي النفخة الثانية التي يبعث فيها جميع الخلائق |
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى: 1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. تفسير قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) ) قالَ السّعْدِيُّ : عبس في وجهه وتولى في بدنهِ؛ لأجلِ مجيءالأعمَى لهُ). وقالَ الأَشْقَرُ أَيْ: كَلَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِهِ وَأَعْرَضَ). تفسير قوله تعالى: (أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) ) قالَ الأشقر: أَيْ: لأَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى، سَبَبُ نُزُولِ السُّورَةِ أَنَّ قَوْماً مِنْ أشرافِ قُرَيْشٍ كَانُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ طَمِعَ فِي إسلامِهِم، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَعْمَى هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْطَعَ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ كلامَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؛ فَنَزَلَتْ. تفسير قوله تعالى: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) ) قالَ َ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِي: أي: يحصل له زكاةٌ وطهارةٌ في نفسه . قالَ السّعْدِيُّ: أي: يتطهرُ عن الأخلاقِ الرذيلةِ، ويتصفُ بالأخلاقِ الجميلةِ. قالَ الأَشْقَرُ :أَيْ: لَعَلَّ الأَعْمَى يَتَطَهَّرُ مِنَ الذُّنوبِ بالعملِ الصالحِ؛ بِسَبَبِ مَا يَتَعَلَّمُهُ مِنْكَ . تفسير قوله تعالى: (أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) ) قالَ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : أي: يحصل له اتّعاظٌ وانزجارٌ عن المحارم. قالَ السّعْدِيُّ : أي: يتذكرُ ما ينفعُهُ، فيعملُ بتلكَ الذكرَى. قالَ الأَشْقَرُ : أَيْ: يَتَذَكَّرُ فَيَتَّعِظَ بِمَا تُعَلِّمُهُ مِنَ المَوَاعِظِ، {فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى}؛ أَي: المَوْعِظَةُ تفسير قوله تعالى: (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) ) قالَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ :أمّا من استغنى (5) فأنت له تصدّى}. أي: أمّا الغنيّ فأنت تتعرّض له لعلّه يهتدي. قالَ الأَشْقَرُ :أَيْ: كَانَ ذَا ثَرْوَةٍ وَغِنًى أَوِ اسْتَغْنَى عَنِ الإِيمَانِ وَعَمَّا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ. تفسير قوله تعالى: (فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) ) قالَ القُرَشِيُّ :أمّا من استغنى (5) فأنت له تصدّى}. أي: أمّا الغنيّ فأنت تتعرّض له لعلّه يهتدي. قالَ الأَشْقَر: فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى}؛ أَيْ: تُقْبِلُ عَلَيْهِ بِوَجْهِكَ وَحَدِيثِكَ، وَهُوَ يُظْهِرُ الاستغناءَ عَنْكَ وَالإِعْرَاضَ عَمَّا جِئْتَ بِهِ. تفسير قوله تعالى: (وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) ) قالَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : وما عليك ألاّ يزّكّى}. أي: ما أنت بمطالبٍ به إذا لم يحصل له زكاةٌ. قالَ الأَشْقَرُ :وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى} أَيْ: أَيُّ شَيْءٍ عَلَيْكَ فِي أَلاَّ يُسْلِمَ وَلا يَهْتَدِيَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلاَّ البلاغُ، فَلا تَهْتَمَّ بِأَمْرِ مَنْ كَانَ هكذا مِنَ الْكُفَّارِ. تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) ) قالَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ :وأمّا من جاءك يسعى (8) وهو يخشى}. أي: يقصدك ويؤمّك ليهتدي بما تقول له. قالَ الأَشْقَرُ :وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى}؛ أَيْ: وَصَلَ إِلَيْكَ مُسْرِعاً فِي المَجِيءِ إِلَيْكَ, طَالِباً مِنْكَ أَنْ تُرْشِدَهُ إِلَى الْخَيْرِ وَتَعِظَهُ بِمَوَاعِظِ اللَّهِ. تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ يَخْشَى (9) ) قالَ الأَشْقَرُ :وَهُوَ يَخْشَى}؛ أَيْ: يَخَافُ اللَّهَ تَعَالَى. تفسير قوله تعالى: (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) ) قالَ َ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ :فأنت عنه تلهّى}. أي: تتشاغل، ومن ههنا أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يخصّ بالإنذار أحداً، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار، ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة والحجّة الدّامغة. قالَ الأَشْقَرُ :فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}؛ أَيْ: تَتَشَاغَلُ عَنْهُ وَتُعْرِضُ وَتَتَغَافَلُ. من عرض التفاسير السابقة ألخص تفسير الآيات بالتالي: الله جل في علاه يعاتب سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم, لأن ظهر العبوس والضيق في وجهه وأعرض لأجل أن جاءه عبدالله بن أم مكتوم وكان أعمى، وكان الرسول وقت قدوم الأعمى منشغلًا بدعوة كبار قريش الى الاسلام, فيقول له: كيف تعلم بحقيقة نفسه فهو لعله بسؤاله تتطهر نفسه وتتزكى أو يعتبر ويزدجر، وكيف تتعرض لمن استغنى عن هديك وتنصت لكلامه, فماذا يكون عليك إذا لم يطهر من كفره؟ ، وأما من كان حريصًا على لقائك يخشى الله ويخاف التقصير في حقوق الله .. تتشاغل عنه. ؟؟؟ الفوائد السلوكية: 1- وكما قال الكاتب: وهذهِ فائدةٌ كبيرةٌ، هيَ المقصودةُ منْ بعثةِ الرسلِ، ووعظِ الوعَّاظِ، وتذكيرِ المذكِّرينَ، فإقبالكَ على مَنْ جاءَ بنفسهِ مفتقراً لذلكَ منكَ، هوَ الأليقُ الواجبُ، وأمَّا تصديكَ وتعرضكَ للغنيِّ المستغني الذي لا يسألُ ولا يستفتي لعدَم رغبتهِ في الخير، معَ تركِكَ مَنْ هوَ أهمُّ منهُ فإنَّهُ لا ينبغي لكَ، فإنَّهُ ليسَ عليكَ أنْ لا يزكَّى، فلو لمْ يتزكَّ، فلستَ بمحاسبٍ على مَا عملهُ مِنَ الشرِّ. فدلَّ هذا على القاعدةِ المشهورةِ، أنَّهُ: (لا يتركُ أمرٌ معلومٌ لأمرٍ موهومٍ، ولا مصلحةٌ متحققةٌ لمصلحةٍ متوهمةٍ) وأنَّهُ ينبغي الإقبالُ على طالبِ العلمِ، المفتقرِ إليهِ، الحريصِ عليهِ أزيدَ منْ غيرِهِ). تيسير الكريم الرحمن) 2- عتاب الله لأفضل خلقه دليل على أن الله لا ينظر الى الصور والأشكال ولكن ينظر الى القلوب وتقواها 3- المال مهما كثر والنفوذ يحقران صاحبهما إذا تجاهل دعوة الله, ولا ينفعان صاحبهما 4- الإيمان يعز صاحبه حتى وإن كان بلا بصر ولا مال 5- البصيره أهم من البصر في ميزان الله 6- الاهتمام بطالب العلم والمسترشك كيفما كان حاله 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. القول الأول:: الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولةٍ وكأنّما حلّته من نشاطٍ، وهو قوله:والنّاشطات نشطاً، قال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ, وذكره بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ . القول الثاني: هي أنفس الكفّار تنزع، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق في النّار قاله ابن عبّاسٍ، وعن ابن عبّاسٍ،ورواه ابن أبي حاتمٍ. القول الثالث: الموت وقاله مجاهدٌ القول الرابع: النّجوم. وقاله الحسن وقتادة. القول الخامس: هي القسيّ في القتال وقاله عطاء بن أبي رباحٍ القول السادس: وهمُ الملائكةُ التي تنزعُ الأرواحَ بقوةٍ، وتغرقُ في نزعِها حتى تخرجَ الروحُ، فتجازى بعملهَا. قالَه السّعْدِيُّ في تفسيره. القول السابع: الملائكةِ الَّتِي تَنْزِعُ أرواحَ الْعِبَادِ عَنْ أجسادِهِم كَمَا يَنْزِعُ النازِعُ فِي القَوْسِ فَيَبْلُغُ بِهَا غايةَ المَدِّ، {غَرْقاً}؛ أَيْ: إِغْرَاقاً فِي النَّزْعِ حَيْثُ تَنْزِعُهَا مِنْ أَقَاصِي الأجسادِ، قالَ به الأَشْقَرُ في تفسيره. وعلى هذا يكون الصحيح من الأقوال والذي قال به الأكثرون – والله أعلم_ وهمُ الملائكةُ التي تنزعُ الأرواحَ بقوةٍ، وتغرقُ في نزعِها حتى تخرجَ الروحُ، قال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ, وذكره بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ، وقالَه السّعْدِيُّ والأشقر في تفسيرهما. 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. 1- القوة والشدة والقسوة في نزع أرواح الكفار 2- اللين والرحمة والرفق في نزع أرواح المؤمنين 3- النشاط والسرعة في تنفيذ أمر الله 4- شدة التفاني والإخلاص وغاية الأمانة في تنفيذ أوامر الله والقيام بأمور العباد ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. إما أنه: خروج الانسان من بطن أمه , قاله العوفيّ عن ابن عبّاسٍ، وقاله عكرمة والضّحّاك وأبو صالحٍ وقتادة والسّدّيّ، واختاره ابن جرير, وذكره ابن كثير في تفسيره. إما أنه: تبيان العمل وتوضيحه وتسهيله. وقال مجاهدٌ, قال الحسن وابن زيدٍ , وذكره ابن كثير في تفسيره. إما أنه: تيسير الأسبابَ الدينيةَ والدنيويةَ، وهداهُ السبيلَ ، قاله السعدي في تفسيره. إما أنه: تيسير لَهُ الطَّرِيقَ إِلَى تَحْصِيلِ الْخَيْرِ أَو الشَّر, قاله الأشقر في تفسيره ج: المراد بالراجفة والرادفة. فسير قوله تعالى: (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) .: هما النّفختان الأولى والثّانية قال ابن عبّاسٍ وهكذا قال مجاهدٌ والحسن وقتادة والضّحّاك وغير واحدٍ, وذكره ابن كثير والأشقر في تفسيرهما. : هما الأرض والجبال ، قاله مجاهدٍ وقال السعدي: الراجفة هي قيام الساعة, والرادفة أي: الرجفةُ الأخرى التي تردفهَا وتأتي تِلوَها .. والحمد له وحده |
إجابة أسئلة المجموعة الأولى :
تفسير سورة عبس من آية (1) إلى آية (10) تفسير قوله تعالى :( عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) أي كلح النبي صلى الله عليه وسلم وأعرض بوجهة لأجل مجيء الأعمى وهو عبدالله بن أم مكتوم تفسير قوله تعالى: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) ) أي لعله يتطهر في نفسه أو يتذكر ما ينفعه فيعمل بتلك الذكرى تفسير قوله تعالى: (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5)فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) ) أما الغني فأنت تتعرض عليه وتقبل عليه حتى يهتدي تفسير قوله تعالى: (وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) ) أنت لست بمطالب به إذا لم يتزكى تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8)وَهُوَ يَخْشَى (9) (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) ) يقصدك طالباً منك الإرشاد الى الخير ويخاف الله تعالى فأنت تتشاغل عنه الفوائد السلوكية التي دلت عليها الآيات : 1- أن من المصلحة والأولى عدم ترك أمر معلوم لأمر موهوم أو مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة 2- الدعوة الى الله عز وجل يتساوى فيه كل الناس ولا يخص احدا غنيا كان او فقيرا فلا تدري الذي سيهتدي ومن في قلبه بذرة الخير إجابة السؤال الثاني : تحرير القول بالمراد بالنازعات : اختلف المفسرون في المراد بالنازعات على خمسة أقوال : 1- الملائكة، قول ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ وذكره السعدي في تفسيره ومحمد بن سليمان الأشقر ورجحه ابن كثير 2- أنفس الكفار، قول آخر لابن عباس رضي الله عنه 3- الموت، قول مجاهد 4- النجوم، قول الحسن وقتادة 5- القسي في القتال،قول عطاء بن ابي رباح إجابة السؤال الثالث : بين صفات الملائكة التي أقسم الله بها في السورة : - تنزع أرواح المؤمنين والكفار - مترددات في الهواء صعودا ونزولا - أنها سبقت الى الايمان والتصديق به - يدبرون كثيرا من امور العالم العلوي والسفلي المراد بالسبيل : يسر له طريق الهداية ومعرفة الخير والشر المراد بالراجفة والرادفة : هما النفختان الاولى والثانية |
(بسم الله الرحمن الرحيم)
🍃السؤال الأول: فسر الآيات التالية بإيجاز ،واستخلص الفوائد السلوكية التي دلت عليها: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى *يوم يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى *وَبرزت الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى *فَأَمَّا مَنْ طَغَى *وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} بعد أن ذكر الله تعالى نعمة التي تدل على قدرته على البعث ،ذكر بعدها بعض من مظاهر عدله وحكمته ذلك اليوم وانقسام الناس فيه ، قال تعالى :{ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} أي النفخة الثانية وقامت القيامة ،وسبب تسميتها بذلك كما قال ابن عباس لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع. وفِي ذلك اليوم { يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى}في الدنيا من خير أو شر . {وَبُرّزتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} أي أظهرت عياناً لكل أحد . ورد في الحديث الصحيح : (يؤتى بجهنم يوم القيامة، لها سبعون ألف زمام , مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ) قال مقاتل:يُكشف عنها الغطاء ،فينظر إليها الخلق،فأما المؤمن فيعرف برؤيتها قدر نعمة الله عليه بالسلامة منها ،وأما الكافر فيزداد غماً إلى غمه وحسرة إلى حسرته .ا.ه {فَأَمَّا مَنْ طَغَى} أي تجاوز الحد في الكفر والمعاصي والضلال . {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}على الآخرة ،فجعلها قبلة آماله ،وصرف وقته وأنفاسه في السعي ورائها ، فأنساه ذلك ذكر الدار الآخرة فلم يستعد لها {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} له ومستقره ومسكنه . وأما حال المؤمن {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ }أي خاف القيام بين يدي ربه وومجازاته له ،فكان لهذا الخوف أثر على قلبه {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} فكف نفسه ونهاها عن اتباع ماتهواه من المعاصي والذنوب فصار هواه تبعا لما جاء به الله ورسوله . { فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} له والمستقر والمسكن ،ولنعم دار المتقين. 🌷من الفوائد السلوكية المستفادة من الآية: **الخوف من الله وكف النفس عن الهوى ومجاهدتها من اعظم أسباب دخول الجنة . *أن يقدم الانسان لنفسه عملا ً صالحا يلقاه يوم القيامة قبل أن يتذكر ماسعى ويقول ياليتني قدمت لحياتي . **دوام ذكر الدار الآخرة وعدم الانشغال بالدنيا عن الآخرة فالأخرة خير وأبقى . ******************** 🍃السؤال الثاني : حرر القول في المراد بالسفرة في قوله تعالى:{بِأَيدِي سَفَرَة}: ورد في المراد بالسفرة عدة أقوال وهي: 1/ الملائكة ،قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك وغيرهم كما ذكر ابن كثير ، وقال بهذا القول السعدي والأشقر . 2/ هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم -قاله وهب بن منبه كما ذكر ابن كثير . 3/القرّاء قاله قتادة كما ذكر ابن كثير قال ابن جريج عن ابن عباس:السفراء بالنبطية القرّاء . قال ابن جرير الطبري :الصحيح أن السفرة هم الملائكة والسفرة يعني: بين الله وخلقه ،ومنه يقال:السفير الذي يسعى بين الناس في الصلح والخير كما قال الشاعر : وما أدع السفارة بين قومي **وما أمشي بغش إن مشيت *********************** 🍃السؤال الثالث: بين مايلي: 1-أيهما خلق أولاً الأرض أم السماء؟ خلق الأرض متقدم على خلق السماء وهذا القول معنى قول ابن عباس وهو مارجحه ابن جرير وقال به ابن كثير والسعدي قال ابن كثير: (وقد تقدم أن الأرض خُلِقَتْ قبل السماء،ولكن إنما دحيت بعد خلق السماء بمعنى أنه أخرج ماكان فيها بالقوة إلى الفعل ،وهذا معنى قول ابن عباس وغير واحد واختاره ابن جرير )ا.ه قال السعدي : (فدحي الأرض بعد خلق السماء كما هو نص هذه الآية الكريمة(والأرض بعد ذلك دَحَاهَا ) وأما خلق الأرض فمتقدم على خلق السماء كما قال تعالى:{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ } إلى أن قال:{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ })ا.ه 2-متعلق التطهير في قوله تعالى:{مَرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَة} قال ابن كثير : من الدنس والزيادة والنقص قال السعدي :من الآفات وعن أن تنالها أيدي الشياطين او يسترقوها وقال الأشقر :عن الشياطين والكفار ألا ينالوها. فالقرآن محفوظ في صحف منزه عن الدنس والآفات وعن الزيادة والنقص ، وعن ان تناله أيدي الشياطين أن يسترقوها او أيدي الكفار ان ينالوها . 3-معنى الاستفهام في قوله تعالى:{يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ. أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً} معناه التكذيب والإنكار والاستبعاد ان يحيي الله عظامهم ويبعدهم بعد ما تكون بالية مفتته قال ابن كثير :يستبعدون وقوع البعث بعد المصير إلى الحافرة . قال السعدي :(يقولون ) أي الكفار ،على وجه التكذيب . ***********^******* والحمدلله رب العالمين .. |
أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى: تفسير قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) ) قالَ السعدي عبس في وجههِ وتولى بدنهِ لأجلِ مجيءالأعمَى له قال:الاشقر اعرض الرسول عليه السلام عنه تفسير قوله تعالى: (أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) ) قال:الأشقر (-{أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}؛ أَيْ: لأَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى. سَبَبُ نُزُولِ السُّورَةِ أَنَّ قَوْماً مِنْ أشرافِ قُرَيْشٍ كَانُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ طَمِعَ فِي إسلامِهِم، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَعْمَى هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْطَعَ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ كلامَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؛ فَنَزَلَتْ) تفسير قوله تعالى: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) ) قال:ابن كثير يحصل له زكاةٌ وطهارةٌ في نفسه). قال:السعدي:{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ}أي:الأعمى{يَزَّكَّى}أي: يتطهرُ عن الأخلاقِ الرذيلةِ، ويتصفُ بالأخلاقِ الجميلةِ؟). قالَالأشقر {وَمَا يُدْرِيكَ} يَا مُحَمَّدُ، {لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}؛ أَيْ: لَعَلَّ الأَعْمَى يَتَطَهَّرُ مِنَ الذُّنوبِ بالعملِ الصالحِ؛ بِسَبَبِ مَا يَتَعَلَّمُهُ مِنْكَ). تفسير قوله تعالى: (أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) ) ققال:ابن كثير {أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى}. أي: يحصل له اتّعاظٌ وانزجارٌ عن المحارم) قالَ السعدي أي: يتذكرُ ما ينفعُهُ، فيعملُ بتلكَ الذكرَى.يكَ أنْ لا يزكَّى، فلو لمْ يتزكَّ، فلستَ بمحاسبٍ على مَا عملهُ مِنَ الشرِّ. قالَ الاشقر -{أَوْ يَذَّكَّرُ}؛ أَيْ: يَتَذَكَّرُ فَيَتَّعِظَ بِمَا تُعَلِّمُهُ مِنَ المَوَاعِظِ، {فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى}؛ تفسير قوله تعالى: (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) ) قال:ابن كثير. أي: أمّا الغنيّ فأنت تتعرّض له لعلّه يهتدي). [ قالَ الأشقر :-{أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى}؛ أَيْ: كَانَ ذَا ثَرْوَةٍ وَغِنًى أَوِ اسْتَغْنَى عَنِ الإِيمَانِ وَعَمَّا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ). تفسير قوله تعالى: (فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) ) قالَ إِابن كثير : أمّا الغنيّ فأنت تتعرّض له لعلّه يهتدي). قال:الاشقرأي تقبل عليه بحديثك وهو يعرض عنك تفسير قوله تعالى: (وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) ) قال:ابن كثير ({وما عليك ألاّ يزّكّى}. أي: ما أنت بمطالبٍ به إذا لم يحصل له زكاةٌ). قال: الأشقر : لَيْسَ عَلَيْكَ إِلاَّ البلاغُ، فة تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) ) أي: يقصدك ليهتدي بما تقول له قال: الاشقر جاءك مسرعًا يريد الموعظة. تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ يَخْشَى (9) ) قال الاشقر:: يَخَافُ اللَّهَ تَعَالَى). تفسير قوله تعالى: (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) ) ({فأنت عنه تلهّى}. قال الن كثير والاشقر : أي: تتشاغل، والمقصود هنا الرسول عليه السلام . 1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: الفرائد السلوكيه من سورة عبس : - الحرص على طلب العلم والإسراع في تحصيله - تقديم دعوة المؤمن وتعليمه على من أقيمت عليه الحجه - الرحمه والتعامل الطيب مع المرضى - لا يُترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحقِّقة لمصلحة متوهَّمة - الإستقبال الجيد للآخرين بدون تقطيب او عبوس - القيام بحاجة المحتاجين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. ذكر ابن كثير عده تفاسير _ قال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ: {والنّازعات غرقاً}: الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، _ و ابن عبّاسٍ، : {والنّازعات}. هي أنفس الكفّار تنزع، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق في النّار. _ وقال مجاهدٌ: {والنّازعات غرقاً}: الموت. - وقال الحسن وقتادة: {والنّازعات غرقاً (1) والنّاشطات نشطاً}. هي النّجوم. _ وقال عطاء بن أبي رباحٍ في قوله: {والنّازعات}،{والنّاشطات}: هي القسيّ في القتال. _ وقال والصّحيح الأوّل، وعليه الأكثرون). - ابن سعدي :{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}وهمُ الملائكةُ التي تنزعُ الأرواحَ بقوةٍ، وتغرقُ في نزعِها حتى تخرجَ الروحُ، فتجازى بعملهَا). - - وقال:الأشقر {وَالنَّازِعَاتِ }وهمُ الملائكةُ - الاقوال في تفسير المعنى متفرقة والصحيح كما قال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّي ورجحه أبن كثير أنها الملائكة ,وكما ذكر السعدي والأشقر - وقال ابن عباس أنفس الكفّار تنزع، وقال مجاهد الموت وقال والحسن وقتادة النجوم وعند عطاء ابن رباح القسي في القتال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. _ تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولةٍ وكأنما حلته من نشاطٍ، _ الملائكة يَنزِلونَ مِن السمَاءِ مُسرِعِينَ لأمرِ الله وإبلاغ الوحي لرسول , وإيصال المؤمنين إلى الجنّة . ملائكةُ الذينَ وكَّلهم اللهُ أن يدبروا كثيراً منْ أمور العالمِ العلويِّ والسفليِّ، منَ الأمطار، والنبات، والأشجار، والرياحِ، والبحارِ، والأجنحة، والحيوانات، والجنة، والنارِ وغير تحت أمر الله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. ذكر ابن كثير : قال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: ثمّ يسّر عليه خروجه من بطن أمّه. قالَ السعدي : يسَّر لهُ الأسباب الدينيةَ والدنيويةَ، وهداهُ السبيلَ، وبينها له وامتحنهُ بالأمرِ والنهي. قال الأشقر : أي يَسرَ له الطرِيقَ إلى تحصيل الخير أو الشر. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ج: المراد بالراجفة والرادفة. قال :ابن عبّاسٍ: هما النّفختان الأولى والثّانية. وهكذا قال مجاهدٌ والحسن وقتادة والضّحّاك وغير واحد. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} :أن النبي صلى الله عليه وسلم عبس بوجه ابن أم مكتوم ( الأعمى) لمجيئه إليه, وأعرض ببدنه عنه . { أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} : أتى رسول الله ابن أم مكتوم وعنده صناديد قريش يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم, فكره رسول الله قطعه لكلامه وأعرض عنه فنزلت هذه السورة. {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى }:وما يدريك يا محمد لعل الأعمى يتطهر قلبه وتزكى نفسه وتسمو أخلاقه وتترفع عن الرذائل بسبب ما يتلقنه منك. {أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى } : أو أن ابن أم مكتوم يتعظ فتنفعه ذكراك أي موعظتك ،ويعتبر فينفعه الاعتبار والاتعاظ. {َأمّا مَنِ اسْتَغْنَى, فأنت له تصدى }:أي من كان ذا ثروة وغنى , وقد استغنى عن علمك وعن الهداية فأنت تعرض له رغبة منك ,لعل الله يكتب له الهداية على يديك. {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى }: أنت لست مطالب بأن تحصل له الهداية , ويؤمن قلبه ,فما عليك إلا البلاغ. { وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى , وَهُوَ يَخْشَى , فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى }: وأما من جاءك قاصدا بقلبه طلب العلم لله , والوعظ والإرشاد , وهو خائفا ربه , فأنت تعرض عنه بوجهك وتتغافل عنه. الفوائد السلوكية: - من أخلص في طلب الهداية من الله ,هداه الله ومن شاء الزيادة بالهدى زاده الله. -من استغنى واكتفى , تركه الله لنفسه. - أن يحرص الدعاة أن يتحلون بسعة الصدر , والصبر. - على الداعية البلاغ المبين , وعلى الله التوفيق. - حسن الخُلق وطيب التعامل مع جميع طبقات الناس المختلفة. 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. ذكر ابن كثير خمسة أقوالا عن السلف كما ذكر بتفسيره . القول الأول: الملائكة, وهو قول ابن مسعود , وابن عباس , ومسروق ,وسعيد بين جبير, وأبو صالح, وأبو الضحى , والسدي, وذكره السعدي و الأشقر. القول الثاني :أنفس الكفار وهو قول ابن عباس ,هي أنفس الكفار تنزع , ثم تنشط , ثم تغرق , رواه ابن أبي حاتم. القول الثالث: الموت, هو قول مجاهد. القول الرابع :النجوم وهو قول الحسن وقتادة. القول الخامس: القسي في القتال, وهو قول عطاء بن أبي رباح. ورجح ابن كثير القول الأول ( الملائكة) 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. - تنزع أرواح بني آدم عن أجسادهم كل حسب حاله , فمنهم من تنزع روحه بعسر كالكفار , ومنهم من تنزعها بكل يسر وسهولة كالمؤمنين. - يترددون بين الهواء صهودا وهبوطا , مسرعين بذلك لتنفيذ أوامر الله تعالى. - كانت الملائكة سباقة بالإيمان بالله تعالى وتصديقه. - تسبق الشياطين لنقل الوحي للرسل حتى لا تسترق الشياطين السمع. - تسبق بأرواح المؤمنين للجنة. - هم موكلون لتدبير كثير من أمور العالم المختلفة والمتنوعة. ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. - خروجه من بطن أمه , قاله عكرمة , والضحاك وأبو صالح , وقتادة , والسدي , واختاره ابن جرير, كما ذكره ابن كثير في تفسيره. - الأسباب والطريق لتحصيل الخير أو الشر في الأمور الدينية والدنيوية. حاصل قولي السعدي والأشقر . ج: المراد بالراجفة والرادفة. الراجفة: النفخة الأولى والرادفة هي النفخة الثانية, قاله ابن عباس , ومجاهد , وقتادة والضحاك , كما ذكره ابن كثير في تفسيره وقال به السعدي والأشقر. |
المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. كان النبي –صلى الله عليه وسلم- منشغلا بدعوة رجال من قريش، فجاءه رجل أعمى –وهو ابن أم مكتوم- فكره أن يقطع عليه كلامه مع كبار كفار قريش، فأنزل الله عز وجل هذه الآيات معاتبا فيها نبيه على إعراضه وعبسه في وجه الأعمى، فقال: (عبس وتولى* أن جاءه الأعمى) أي: أعرض وأشاح بوجهه، (وما يدريك لعله يزكى) : وما يدريك لعله يتطهر من الذنوب والآثام والأخلاق الرديئة، (أو يذكر فتنفعه الذكرى) أو يتعظ فتنفعه الموعظة فيعمل بها وينزجر عما لا يرضاه الله، (أما من استغنى * فأنت له تصدى) أما من أعرض فأنت تقبل عليه (وما عليك ألا يزكى) لست مطالبا بهدايته وزكاته، إن عليك إلا البلاغ، (وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فانت عنه تلهى) وما من قبل عليك طالبا الهداية ساعيا إليها، خائفا من الله عز وجل فأنت تلهى عنه وتتشاغل. الفوائد السلوكية: 1- الإقبال على طالب العلم المقبل على طلب العلم كثر من الإقبال على غيره. 2- بذل الدعوة وتقديمها للصغير والكبير، والغني والفقير، والوجيه والوضيع، وعدم خص أحد بها دون غيره. 3- عدم ترك أمر متحقق الوقوع لأجل أمر متوهم. 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا} أورد فيها ابن كثير ثلاثة أقوال: 1-الملائكة حين تنزع أرواح بني آدم، قاله ابن مسعودٍ وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير والسدي، وهو معنى قول مجاهد، وخصها ابن عباس بنزع أرواح الكفار. 2-هي النّجوم. وقال الحسن وقتادة. 3-هي القسيّ في القتال. قاله عطاء بن أبي رباح. قال ابن كثير: (والصّحيح الأوّل، وعليه الأكثرون). 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. 1- قال تعالى:(والنازعات غرقا): وهي الملائكة تنزع رواح بني آدم. 2- وقال سبحانه: (والناشطات نشطا): الملائكة تنشط بنزع أرواح المؤمنين. 3- وقال عز وجل: (والسابحات سبحا): الملائكة تنزل بأمر الله تعالى مترددة بين السماء والأرض. 4- وقال سبحانه: (فالسابقات سبقا) الملائكة سبقت إلى الإيمان، وإلى الاستجابة لأمر الله ، وتسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة. 5- وقال عز شأنه: (فالمدبرات أمرا): تدبر الأمر من السماء إلى الأرض. ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. فيها قولان: 1- يسر خروجه من بطن أمه. 2- يسر له طريق الخير والشر. ج: المراد بالراجفة والرادفة. النفختان الأولى والثانية. |
بسم الله الرّحمن الرحيم.
المجموعة الثالثة: 1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15): يخبر تعالى رسوله محمّداً صلّى اللّه عليه وسلّم عن عبده ورسوله موسى عليه السّلام: هل سمعت بخبره؟ أنّه ابتعثه إلى فرعون وأيّده بالمعجزات، ومع هذا استمرّ على كفره وطغيانه حتّى أخذه اللّه أخذ عزيزٍ مقتدرٍ, والغرض من الاستفهامُ هو الدّلالة على أنّ هذا أمرٍ عظيمٍ متحققٍ وقوعه. إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) يخبر الله تعالى أنّه كلّم موسى عليه السّلام نداءً، ووصف الله المحلُّ الذي كلَّمَ فيهِ موسى، وامتنّ عليهِ بالرسالةِ، واختصَّهُ بالوحيِ والاجتباءِ بالواد المقدّس, أي: المُبارك المطهّر, وطُوى هو اسم الوادي, وهو يقع فِي جَبَلِ سِينَاءَ. ونادى سُبحانه وتعالى مُوسى عليه السّلام فقالَ لهُ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) اذهب إلى فِرعون فانههُ عن طغيانهِ وشركهِ وعصيانهِ فإنه طغى, أي تجبّر وتمرّد وعتا وجَاوَزَ الْحَدَّ فِي العِصْيانِ والتكَبُّرِ, وأمره الله تعالى أن يحدّثه بقولٍ ليِّنٍ، وخطابٍ لطيفٍ لعلَّهُ يتذكرُ أو يخشَى. فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) أي قُلْ لَهُ بَعْدَ وُصُولِكَ إِلَيْه: هَلْ لَكَ رَغْبَةٌ إِلَى التَّزَكِّي؟ والتّزكّي تطهّر نفسَك منْ دنسِ الكفر والطغيانِ، إلى الإيمانِ والعمل الصالحِ. وأَمَرَ الله تعالى مُوسَى بِمُلايَنَتِهِ. وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19 يقُول موسى مخاطبًا فِرعون: أسلم واتّبعني فـ أدلّك على الله وعبادته, فيصير قلبُك خاضعاً له مطيعاً خاشعاً بعدما كان قاسياً خبيثاً بعيداً من الخير, يتطلّب رضاه الله ويخشى عقابه. فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) بعد ما سمع فِرعون من موسى ما دعاه إليه, امتنع واستكبر, فأظهر له موسى مع هذه الدّعوة الحقّ حجّةً قويّةً ودليلاً واضحاً على صدق ما جاء به, وهذه الدلائل من جنسَ الدلائل الكُبرى الواضحات، ولاَ يتنافي تعدُّدَها, وهيَ التي في قوله تعالى:(فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ** وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ). فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) فكذّب فِرعون بالحقّ وعصَى ما أمره به موسَى من الطّاعة, وكفر قلبه. ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) ثمّ أدبر أي تَوَلَّى وَأَعْرَضَ عَن الإِيمَانِ, وبدأ يسعى في مقابلة الحقّ ومحاربته بالباطل, وهو جمعه السّحرة ليقابلوا ما جاء به موسى عليه السلام من المعجزات الباهرة. فَحَشَرَ فَنَادَى (23) حشر أي جمَع, قيل جمع جُنوده للقتال, أو جمع السّحرة للمُعارضة, أو جمع النّاس للحُضور ليُشاهدوا ما يقع. فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) وبعد جمع فِرعون لهم قال أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى, أَرَادَ اللَّعِينُ أَنَّهُ لا رَبَّ فَوْقَهُ, فأذْعنوا لهُ، وأقرُّوا بباطلهِ حينَ استخفَّهُم, إنّهم كانوا قومًا فاسقين! وقد قال له قبل هذه الكلمة بأربعين سنَة: "ما علمت لكُم من إلهٍ غيري", قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ: وهذه الكلمة قالها فرعون بعد قوله: ما علمت لكم من إلهٍ غيري, بأربعين سنةً. فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) فأخذه اللّه أي: انتقم اللّه منه انتقاماً جعله به عبرةً ونكالاً لأمثاله من المتمرّدين في الدّنيا. وقيل: المُراد بـ قوله: نكال الآخرة والأولى أي: الدّنيا والآخرة. وقيل: المراد بذلك كلمتاه الأولى والثّانية. وقيل: كفره وعصيانه. والصّحيح الذي لا شكّ فيه الأوّل, فَنَكَّلَهُ نَكَالَ الآخِرَةِ؛ وَهُوَ عَذَابُ النَّارِ، وَنَكَالَ الأُولَى؛ وَهُوَ عَذَابُ الدُّنْيَا بالغَرَقِ؛ لِيَتَّعِظَ بِهِ مَنْ يَسْمَعُ خَبَرَهُ. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) وفِيمَا ذُكِرَ مِنْ قِصَّةِ فِرْعَوْنَ وَمَا فُعِلَ بِهِ عِبْرَةٌ عَظِيمَةٌ لمن يتّعظ وينزجر ويَخْشَى اللَّهَ وَيَتَّقِيَهُ, فإنَّ منْ يخشَى اللهَ هوَ الذي ينتفعُ بالآياتِ والعبرِ، فإذا رأَى عقوبةَ فرعونَ، عرفَ أنَّ كلَّ منْ تكبَّرَ وعصى، وبارزَ الملكَ الأعلى، عاقَبهُ في الدنيا والآخرةِ، وأمَّا مَنْ ترحَّلتْ خشيةُ اللهِ من قلبهِ، فلو جاءتهُ كلُّ آيةٍ لمْ يؤمنْ بها. هذا والله أعلم, وصلّى الله وسلّم على سيّدنا مُحمّد. ** الفوائد السّلوكيّة: 1- الآيتين 17-18 : اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى: أمَر الله سُبحانه وتعالى مُوسى بمُلاينة فِرعون, وخطابه بقولٍ ليّن, على الرّغم من طغيانهِ وشركهِ وعصيانهِ, قال تعالى مُخاطبًا موسى وهارون: (فقولا لهُ قولًا لينًا*لعله يتذكَّر أو يخشى), وهذا يثبّت أصل الأخلاق الحسنَة, والدّعوة بالحُسنى واللين, حتّى مع أشدِّ النّاس عِنادًا وطُغيانًا وتجبُّرًا وهوَ فِرعون. وبعد هذا لا يستعجز أحدٌ قدرة الله أن يخرج أشدّ العُصاة من غفلتهم, فيُخاطبهم برفق طمعًا في تذكرتهم وهدايتهم. 2- الآية 19: (وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى): الخشيَة: أن يصير قلبك خاضعاً لله مطيعاً خاشعاً بعدما كان قاسياً خبيثاً بعيداً من الخير, والخشية لا تكُون إلا من مُهتدٍ راشد, فـ يخشى الواحدُ منّا الله إذا علمه, وعلم الصّراط المُستقيم, فحينئذٍ يسعى إلى مواقع رضَا الله, ويتجنّب مواقع سخطه. 3- الآية 21: (فَكَذَّبَ وَعَصَى): كذّب فِرعون بالحقّ بعد ما علمَه, وحاصله أنّه كفر قلبه، فلم ينفعل فِرعون لمُوسى بباطنه ولا بظاهره، وعلمه بأنّ ما جاء به أنّه حقٌّ لا يلزم منه أنّه مؤمنٌ به. وفي هذه الآية دلالة على وجُوب اقتران العِلم بالعمل, ولا ينفُع أن ينفرد الواحد منّا بـ أحدِهما, لأنَّ المعرفة علم القلب، والإيمان عمله، وهو الانقياد للحقّ والخضوع له. 4- الآية 26: قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى): تدلّ هذه الآية أنّ منْ يخشَى اللهَ, هوَ الذي ينتفعُ بالآياتِ والعبرِ، فإذا رأَى ما ذُكر من قصّة فِرعونَ وما فُعل به، عرفَ أنَّ كلَّ منْ تكبَّرَ وعصى، وبارزَ الملكَ الأعلى، عاقَبهُ في الدنيا والآخرةِ، وأمَّا مَنْ ترحَّلتْ خشيةُ اللهِ من قلبهِ، فلو جاءتهُ كلُّ آيةٍ لمْ يؤمنْ بها. 2. حرّر القول في: المراد بـالحافرة في قوله تعالى: {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة}. ذكر ابن كثير أقوالًا في المراد بـ الحافرة: القول الأوّل: هي القبُور, بعد تمزّق أجسادهم وتفتّت عظامهم ونخورها. قاله مُجاهد. وذكر هذا القول الأشقر في تفسيره. القول الثّاني: الحافرة: الحياة بعد الموت, ذُكِر هذا عن ابن عبّاسٍ ومحمّد بن كعبٍ وعكرمة وسعيد بن جبيرٍ وأبي مالكٍ والسّدّيّ وقتادة. القول الثالث: الحافرة: النّار, قاله ابن زيدٍ. 3. بيّن ما يلي: أ: المقسم عليه في أول سورة النازعات. ذكر السّعدي في تفسره قولان: الأوّل: يحتملُ أنَّ المقسمَ عليه، الجزاءُ والبعثُ، بدليلِ الإتيانِ بأحوالِ القيامةِ بعدَ ذلكَ. الثاني: يحتملُ أنَّ المقسم عليهِ والمقسمَ بهِ متحدانِ،وأنَّه أقسمَ على الملائكةِ؛ لأنَّ الإيمانَ بهمْ أحدُ أركانِ الإيمانِ الستةِ، ولأنَّ في ذكِر أفعالهِمْ هنَا ما يتضمنُ الجزاءَ الذي تتولاهُ الملائكةُ عندَ الموتِ وقبلَه وبعدَه. ب: المراد بالصاخّة وسبب تسميتها بذلك. ** المُراد بالصّاخة: ذكر ابن كثير في تفسيره ثلاثة أقوال: الأوّل: الصّاخة: اسمٌ من أسماء يوم القيامة، عظّمه اللّه وحذّره عباده, قاله ابن عبّاس. الثاني: الصّاخة: اسم للنّفخة في الصُّور, قاله ابن جرير. الثالث: الصّاخة: يعني صيحة يوم القيامة, قاله البغويّ, وذكر هذا القول السّعدي والأشقر. ** سبب تسميتها بذلك: لأنّها تصخّ الأسماع من هولهَا, أي: تبالغ في إسماعها حتّى تكاد تصمّها فلا تسمَع, ذكر ذلك ابن كثير والسّعدي والأشقر. ج: دلائل حفظ الله تعالى لكتابه. - في قوله تعالى: كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ: أي: حقّاً إنَّ هذه الموعظةَ – يعني القُرآن- تذكرةٌ مِنَ اللهِ، يذكِّرُ بهَا عبادَهُ، ويبيِّنُ لهمْ في كتابهِ ما يحتاجونَ إليهِ، ويبيِّنُ الرشدَ مِنَ الغيِّ, حَقُّ هذه الموعظة أَنْ تَتَّعِظَ بِهَا وَتَقْبَلَهَا وَتَعْمَلَ بِمُوجَبِهَا، وَيَعْمَلَ بِهَا كُلُّ أُمَّتِكَ. وهذا يقتضي أن يحفظ الله هذه الموعظة حتّى تبلغ كافّة الأمة ليعملوا وينتفعُوا بها. - في قوله تعالى: في صحفٍ مكرّمةٍ: أي: هذه السّورة أو العظة وكلاهما متلازمٌ، بل جميع القرآن في صحفٍ مكرّمةٍ عند الله, أي: معظّمةٍ موقّرةٍ, لما فيها من العلم والحكمَة, والتّعظيم يقتضي حفظها, وقيل لأنّها نازلة من اللوح المحفُوظ وهذا أبلغ في الحفظ. - في قوله تعالى: مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ: أي: عالية القدر, مطهّرةٍ. أي: "محفوظة" من الدّنس والزّيادة والنّقص, ومُصانة عَنْ أنْ تنالهَا أيدي الشياطين أو يسترقوهَا, ولا ينالُوها الكُفَّار. - في قوله تعالى: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ*كِرَامٍ بَرَرَةٍ: يحمل هذا القُرآن سفرة, وهُم الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ يَسْفِرُونَ بالوَحْيِ بَيْنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. ويتبيّن هُنا شدَّة اعتناء الله سُبحانه بالقُرآن وحفظِه, فـ الملائكة الذين يحملُون القُرآن من صفاتهم أنّهُم كِرَامٌ عَلَى رَبِّهِمْ، كِرَامٌ عَنِ الْمَعَاصِي, أَتْقِيَاءُ مُطِيعُونَ لِرَبِّهِمْ، صَادِقُونَ فِي إِيمَانِهِمْ, وأفعالهم بارّةٌ طاهرةٌ كاملةٌ. وما كَان هذا شأنُ حملته وسُفراءِه فهو محفوظٌ مصُونٌ مكرَّم. تمّ بحمد الله تعالى |
الساعة الآن 03:15 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir