دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 03:46 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 30: قصيدة عبد يغوث بن وقاص الحارثي: أَلاَ لا تَلومَانِي كَفى اللّومَ ما بِيا = وما لكما في اللّوْم خَيرٌ ولا ليا

قال عبد يغوث بن وقاص الحارثي:

أَلاَ لا تَلُومَانِي كَفى اللَّوْمَ ما بِيَا = وما لَكُما في اللَّوْم خَيْرٌ ولا لِيَا
أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفْعُها = قليلٌ، وما لَوْمِي أَخِي مِن شِمَالِيَا
فَيَا راكِباً إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ = نَدامَايَ مِن نَجْرَانَ أَنْ لا تَلاَقِيَا
أَبَا كَرِبٍ والأَْيْهَمَيْنِ كِلَيْهِمَا = وقَيْساً بِأَعْلَي حَضْرَمَوْتَ اليمَانِيَا
جَزَى اللهُ قَوْمِي بالكُلاَبِ مَلاَمَةً = صَرِيحَهُمُ والآخَرِينَ المَوَاليَا
ولو شِئْتُ نَجَّتْنِي مِن الْخَيْلِ نَهْدَة = ٌتَرَى خَلْفَها الحُوَّ الْجِيَادَ تَوَالِيَا
ولكِنَّنِي أَحْمِي ذِمارَ أَبِيكُمُ = وكانَ الرِّماحُ يَخْتَطِفْنَ المُحَامِيَا
أَقُولُ وقد شَدُّوا لسانِي بِنِسْعَةٍ: = أَمَعْشَرَ تَيْمٍ أَطْلِقُوا عن لِسَانِيَا
أَمَعْشَرَ تَيْمٍ قَدْ مَلَكْتُهُمْ فأَسْجِحُوا = فإِنَّ أَخاكمْ لم يَكُنْ مِن بَوَائِيَا
فإِنْ تَقْتُلُونِي تَقْتُلُوا بِيَ سَيِّدا = ًوإِنْ تُطْلِقُونِي تَحْرُبُونِي بِمَالِيَا
أَحَقًّا عِبَادَ اللهِ أَنْ لَسْتُ سامِعاً = نَشِيدَ الرُّعَاءِ المُعْزِبينَ المَتَاليَا
وتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عبْشَمِيَّةٌ = كأَنْ لَمْ تَرَى قبْلِي أَسِيراً يمَانِيَا
وظَلَّ نِساءُ الحَيِّ حَوْلِيَ رُكَّداً = يُرَاوِدْنَ مِنِّي ما تُرِيدُ نِسَائِيَا
وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّنِي = أَنَا اللَّيْثُ مَعْدُوًّا عليَّ وعادِيا
وقد كُنْتُ نَحَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْـ = مَطِيِّ وأَمْضِي حَيْثُ لا حَيَّ مَاضِيَا
وأَنْحَرُ لِلشَّرْبِ الكِرَامِ مَطِيَّتِي = وأَصْدَعُ بَيْن القَيْنَتَيْنِ رِدَائِيَا
وكنْتُ إِذا ما الْخَيْلُ شَمَّصَهَا القَنَا = لَبِيقاً بتَصْرِيفِ القَنَاةِ بَنَانِيَا
وعادِيَةٍ سَوْمَ الجَرَادِ وَزَعْتُها = بِكَفِّي وقد أَنْحَوْا إِليَّ العَوَالِيَا
كأَنِّيَ لم أَرْكَبْ جَوَاداً ولم أَقُلْ = لِخَيْلِيَ كُرِّي نَفِّسِي عن رِجَالِيَا
ولم أَسْبَاِء الزِّقَّ الرَّوِيَّ ولم أَقُلْ = لأَِيْسَارِ صِدْقٍ: أَعْظِمُوا ضَوْءَ نَارِيَا


  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 06:28 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

30


وقال عبد يغوث بن وقاص الحارثي


1: أَلاَ لا تَلُومَانِي كَفى اللَّوْمَ ما بِيَا = وما لَكُما في اللَّوْم خَيْرٌ ولا لِيَا
2: أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفْعُها = قليلٌ، وما لَوْمِي أَخِي مِن شِمَالِيَا
3: فَيَا راكِباً إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ = نَدامَايَ مِن نَجْرَانَ أَنْ لا تَلاَقِيَا
4: أَبَا كَرِبٍ والأَْيْهَمَيْنِ كِلَيْهِمَا = وقَيْساً بِأَعْلَى حَضْرَمَوْتَ اليمَانِيَا
5: جَزَى اللهُ قَوْمِي بالكُلاَبِ مَلاَمَةً = صَرِيحَهُمُ والآخَرِينَ المَوَاليَا
6: ولو شِئْتُ نَجَّتْنِي مِن الْخَيْلِ نَهْدَةٌ = تَرَى خَلْفَها الحُوَّ الْجِيَادَ تَوَالِيَا
7: ولكِنَّنِي أَحْمِي ذِمارَ أَبِيكُمُ = وكانَ الرِّماحُ يَخْتَطِفْنَ المُحَامِيَا
8: أَقُولُ وقد شَدُّوا لسانِي بِنِسْعَةٍ: = أَمَعْشَرَ تَيْمٍ أَطْلِقُوا عن لِسَانِيَا
9: أَمَعْشَرَ تَيْمٍ قَدْ مَلَكْتُهُمْ فأَسْجِحُوا = فإِنَّ أَخاكمْ لم يَكُنْ مِن بَوَائِيَا
10: فإِنْ تَقْتُلُونِي تَقْتُلُوا بِيَ سَيِّدا = وإِنْ تُطْلِقُونِي تَحْرُبُونِي بِمَالِيَا
11: أَحَقًّا عِبَادَ اللهِ أَنْ لَسْتُ سامِعاً = نَشِيدَ الرُّعَاءِ المُعْزِبينَ المَتَاليَا
12: وتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عبْشَمِيَّةٌ = كأَنْ لَمْ تَرَى قبْلِي أَسِيراً يمَانِيَا
13: وظَلَّ نِساءُ الحَيِّ حَوْلِيَ رُكَّداً = يُرَاوِدْنَ مِنِّي ما تُرِيدُ نِسَائِيَا
14: وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّنِي = أَنَا اللَّيْثُ مَعْدُوًّا عليَّ وعادِيا
15: وقد كُنْتُ نَحَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْـ = مَطِيِّ وأَمْضِي حَيْثُ لا حَيَّ مَاضِيَا
16: وأَنْحَرُ لِلشَّرْبِ الكِرَامِ مَطِيَّتِي = وأَصْدَعُ بَيْن القَيْنَتَيْنِ رِدَائِيَا
17: وكنْتُ إِذا ما الْخَيْلُ شَمَّصَهَا القَنَا = لَبِيقاً بتَصْرِيفِ القَنَاةِ بَنَانِيَا
18: وعادِيَةٍ سَوْمَ الجَرَادِ وَزَعْتُها = بِكَفِّي وقد أَنْحَوْا إِليَّ العَوَالِيَا
19: كأَنِّيَ لم أَرْكَبْ جَوَاداً ولم أَقُلْ = لِخَيْلِيَ كُرِّي نَفِّسِي عن رِجَالِيَا
20: ولم أَسْبَاِء الزِّقَّ الرَّوِيَّ ولم أَقُلْ = لأَِيْسَارِ صِدْقٍ: أَعْظِمُوا ضَوْءَ نَارِيَا


ترجمته: هو عبد يغوث بن الحرث بن وقاص بن صلاءة بن المعقل، واسمه ربيعة، بن كعب الأرت بن ربيعة بن كعب بن الحرث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن زيد بن كهلان بن سبأ، واسمه عامر بن يشجب بن يعرب بن قحطان. شاعر جاهلي. فارس سيد لقومه بني الحرث بن كعب، وكان قائدهم في يوم الكلاب الثاني إلى بني تميم، وفي ذلك اليوم أسر فقتل. وهو من أهل بيت معرق في الشعر في الجاهلية والإسلام، منهم اللجلاج الحارثي، وهو طفيل بن يزيد بن عبد يغوث، ومسهر بن يزيد بن عبد يغوث، وهو الذي طعن عامر بن الطفيل فأذهب عينه، يوم فيف الريح، وانظر مقدمة المفضلية 106. وممن أدرك الإسلام منهم جعفر بن علبة بن ربيعة بن الحرث بن عبد يغوث. و(علة) بضم العين وفتح اللام المخففة. و(جلد) بفتح الجيم وسكون اللام، وفي الأغاني وشعراء الجاهلية (خلد) بالخاء، وهو تصحيف. و(مالك بن أدد) هو (مذحج) بفتح الميم وسكون الذال وكسرها الحاء.
جو القصيدة: جمعت مذحج، من أهل اليمن، جموعها وأحلافها في جيش عظيم، وساروا يريدون بني تميم، فوقعت بينهم وقعة يوم الكلاب الثاني، فهزمت اليمانية، وقتل من الفريقين. وقتل من بني تميم النعمان بن مالك بن الحرث بن جساس، وأسر عبد يغوث، وكان قائد قومه مذحج، وأراد أن يفدي نفسه، فأبت بنو تميم إلا أن تقتله بالنعمان بن جساس، ولم يكن عبد يغوث قاتله، ولكن قالت تميم: قتل فارسنا ولم يقتل لكم فارس مذكور. وكانوا قد شدوا لسانه لئلا يهجوهم، فلما لم يجد من القتل بدا طلب إليهم أن يطلقوا عن لسانه، ليذم أصحابه وينوح على نفسه، وأن يقتلوه قتلة كريمة، فأجابوه، وسقوه الخمر وقطعوا له عرقا يقال له الأكحل، وتركوه ينزف حتى مات. فقال هذه القصيدة حين جهز للقتل، نهى فيها صاحبيه عن لومه. إذ اللوم قليل نفعه، ورجا من يأتي العروض أن يبلغ أصحابه أن لا لقاء، ثم أنحى على قومه باللوم إذ هزموا، وأنه لو شاء هرب، ولكنه ثبت ليحمي الذمار. ثم قص قصة أسره وشد لسانه، وما لقي من هزء نساء تميم به. ثم فخر بشجاعته وكرمه، وبراعته في الطعن والقتال، وأسف على لذائذه الماضيات. وانظر تفصيل الوقعة في النقائض 149-156 والأغاني 15: 69-75 والعقد 3: 98-102 وابن الاثير 1: 260-262.
تخريجها: الخزانة 1: 313-317 عن المفضليات، ومنتهى الطلب 1: 162-163. والعقد 3: 100-101 عدا البيتين 10، 13 فيهما. والأمالي 3: 132-133 عدا البيت 10. والأغاني 15: 72 وشعراء الجاهلية 78-79 عدا البيتين 13، 17 فيهما. والنقائض 153-154 عدا الأبيات 9، 14-18-وفي أكثر هذه الروايات اختلاف وتقديم وتأخير. والأبيات 1-4، 8، 9، 20، 14، 5، 6، 17، 10 في ابن الأثير 1: 262 وعنده بيت زائد. والبيتان 1، 2 في شواهد الشافية 137. والأبيات 1-3 في الاقتضاب 322. والبيت 14 فيه 400-401. ثم إن هذه القصيدة تشتبه على كثير من الناس بقصيدة مالك بن الريب التميمي التي ستأتي في الجمهرة إن شاء الله برقم 35 وأولها:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة.......بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
باتحاد الوزن والقافية والروي، ويتقارب بعض المعنى فيهما: عبد يغوث ينوح على نفسه في أسره، ومالك بن الريب يرثي نفسه وينوح عليها حين حبسه المرض واستيقن من الموت، ولتشابه بيتين في القصيدتين، البيت 3 من هذه القصيدة يشبهه قول مالك بن الريب:
فيا راكبا إما عرضت فبلغن.......بني مالك والريب أن لا تلاقيا
ويروى (فيا صاحبي). وهذا الاشتباه قديم. فإن سيبويه جاء في كتابه 1: 312 ببيت عبد يغوث شاهدا لنداء النكرة، ونسبه إليه، فشبه على الأعلم الشنتمري في شرح شواهده، فقال: (ويروى لمالك بن الريب). وقد أوضح صاحب الخزانة هذا أتم إيضاح، وبعد أن ذكر قصيدة عبد يغوث التي منها الشاهد وشرحها، أتى بقصيدة مالك وشرحها أيضا، جلاء للشبهة ورفعا للالتباس. وممن شبه عليه أيضا من أفاضل المتأخرين، العلامة المدقق الأستاذ عبد العزيز الميمني الراجكوتي، في تعليقه على الخزانة، فإنه لم يشر عند نص البغدادي على أن قصيدة عبد يغوث (مسطورة في المفضليات) إلى موضعها فيها (الخزانة 2: 169 سلفية) ثم قال عند قصيدة مالك بن الريب: (وهي مفضلية 315) (الخزانة 2: 173 سلفية) والرقم 315 هو رقم الصفحة التي فيها أول قصيدة عبد يغوث في شرح الأنباري على المفضليات، وليس في المفضليات شيء من قصيدة مالك بن الريب، وليس في شرح الأنباري منها إلا بيت واحد، جاء به شاهدا في ص 772 فقط!! وصدر البيت 3 يشبهه صدر البيت 1 من الأصمعية 29 لدريد، وصدر بيت لكعب بن زهير في الخزانة 4: 151، وبيت لمخارق بن شهاب في الحيوان 6: 369، وبيت لضابئ بن الحرث في الشعراء 309. وبيت لأوس بن حجر في الخزانة 2: 236، وبيت لعبد الرحمن بن دارة في الأغاني 21: 50، 56 وللأخطل في ملحق ديوانه 13، وعبد الله بن الزبير الأسدي في الأغاني 13: 38، وللأحوص في الخزانة 2: 14، ولخداش بن زهير فيها 4: 338.
(2) الشمال: واحد الشمائل،
(3) فيا راكبا: بالتنوين على النداء، وكان الأصمعي ينشده بلا تنوين، قال أبو عبيدة: أراد (فيا راكباه) للندبة فحذف الهاء. عرضت: أتيت العروض، بفتح العين، وهي مكة والمدينة وما حولها (وقيل واليمن أيضا).
(4) أبو كرب: هو بشر بن علقمة بن الحرث. والأيهمان: هما الأسود بن علقمة بن الحرث، والعاقب وهو عبد المسيح بن الأبيض. كما أفاده ابن الأثير 1: 262. قيس: هو ابن معدي كرب، وهو والد الأشعث بن قيس الكندي.
(5) الكلاب، بضم الكاف: يوم الكلاب الثاني، كلاب أهل اليمن وتميم، وفيه أسر عبد يغوث، صريحهم: خالصهم ومحضهم في النسب. الموالي: الحلفاء ههنا.
(6) النهدة: المرتفعة الخلق. الحوة: الخضرة، والأحوى من الخيل: ما ضرب لونه إلى الخضرة.
(7) الذمار: ما يجب على الرجل حفظه، من منعه جارا وطلبه ثارا.
(8) النسعة، بكسر النون: القطعة من النسع، وهو سير يضفر من جلد. وشد اللسان به هنا إما حقيقي، بأن يكمموه بالنسعة، وإما مجازي، أراد أنهم فعلوا ما منع لسانه عن مدحهم.
(9) أسجحوا: سهلوا ويسروا في أمري. أخاكم: هو النعمان بن جساس. البواء: من قولهم (باء فلان بفلان) إذا قتل به وصار دمه بدمه. يريد أني لم أقتل صاحبكم حتى تريدوا قتلي به.
(10) حربه، من باب (طلب) إذا أخذ ماله وتركه بلا شيء.
(11) الرعاء بكسر الراء: جمع راع، ويجوز ضم الراء، وبه قرئ {حتى يصدر الرعاء} انظر تفسير البحر 7: 114 والإعراب للعكبري 2: 96. المعزب: المتنحي بإبله. المتالي: الإبل التي نتج بعضها وبقي بعض.
(12) عبشمية: نسبة إلى (عبد شمس) ويقال فيه (عبشمس). والذي أسر عبد يغوث فتى من بني عمير بن عبد شمس، وكان أهوج، فانطلق به إلى أهله، فقالت أمه لعبد يغوث، ورأته عظيما جميلا: من أنت؟ قال: أنا سيد القوم، فضحكت وقالت: قبحك الله من سيد قوم حين أسرك هذا الأهوج! فعن ذلك قول عبد يغوث: (وتضحك مني). لم ترى: روي أيضا (لم ترأ) بسكون الهمزة في آخر الفعل، قال الفراء: أبقى من الهمزة خلفا، وفي اللسان 6: 383 بحث طويل في ذلك. قال الأصمعي: إلى ههنا سمعت من هذه القصيدة ولم أسمع بقيتها.
(14) معدوا: روى أيضا (معديا). وانظر في توجيهه الخزانة 1: 316 وشرح شواهد الشافية 400-401 وسيبويه 2: 382.
(16) الشرب: جمع شارب. المطية: البعير ههنا، لأن ظهره يمتطى. أصدع: أشق. القينة: المغنية. يريد أنه يعطي كلا منهما شطر ردائه.
(17) شمصها: نفرها، كشمسها بالسين، ورويت الثلاثة في البيت. اللبق، بفتح الباء: الظرف والرفق والحذق، ومنه اللبق واللبيق.
(18) وعادية: يريد وخيل عادية. سوم الجراد: انتشاره في طلب المرعى. يريد أن الخيل كالجراد في كثرتها. وزعتها: كففتها. أنحوا إلي: وجهوا إلي.
(20) السباء: اشتراء الخمر. الروي: أراد به الممتلئ. الأيسار: الذين يضربون القداح.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 07:08 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال عبد يغوث بن وقاص الحارثي

وكان أسر يوم الكلاب كلاب تميم واليمن وأسرته تيم الرباب.
1: ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا.......وما لكما في اللوم الخير لوم ولا ليا
أي( كفى اللوم) ما أنا فيه فلا تحتاجون إلى لومي مع ما ترون من أسري وجهدي.
2: ألم تعلما أن الملامة نفعها.......قليل وما لومي أخي من شماليا
يقول: ليس (لومي أخي من شمائلي)، قال: شمالي وهو يريد شمائلي أي من أخلاقي وخلائقي.
3: فيا راكبًا إما عرضت فبلغن.......نداماي من نجران أن لا تلاقيا
قال كان الأصمعي ينشده بلا تنوين: (يا راكبًا إما عرضت فبلغن).
4: أبا كرب والأيهمين كليهما.......وقيسًا بأعلى حضر موت اليمانيا
(أبو كرب والأيهمان) من اليمن وقيس بن معدي كرب وهو أبو الاشعث بن قيس الكندي.
5: جزى الله قومي بالكلاب ملامة.......صريحهم والآخرين المواليا
(صريحهم): خالصهم ومحضهم والموالي ههنا الحلفاء ويروى: لحا الله خيلاً بالكلاب دعوتها.
6: ولو شئت نجتني من الخيل نهدة.......ترى خلفها الحو الجياد تواليا
ويروى: (لو شئت نجتني) كميت رجيلة * (ترى خلفها) إلخ، (النهدة) المرتفعة الخلق وكل ما ارتفع يقال له نهد ومنه يقال نهد ثدي الجارية إذا ارتفع وجارية ناهد و(الحو) من الخيل التي تضرب إلى خضرة والحوة الخضرة وقوله (تواليا) أي تتلوها أي تتبعها لأن فرسه خفيفة قد تقدمت الخيل، قال الأصمعي: إنما خص الحو لأنه يقال أنها أصبر الخيل وأخفها عظامًا إذا عرقت لكثرة الجري. رجيلة: شديدة، قال الحارث بن حلزة:
أنى سريت وكنت غير رجيلة.......والقوم قد قطعوا متان السجسج
7: ولكنني أحمي ذمار أبيكم.......وكان الرماح يختطفن المحاميا
(الذمار): ما يجب على الرجل حفظه من منعه جارًا وطلبه ثأرًا و(يختطفن) يذهبن ويروى: وكان العوالي يختطفن المحاميا، كذا رواه أبو عبيدة.
8: أقول وقد شدوا لساني بنسعة.......أمعشر تيم أطلقوا عن لسانيا
هذا مثل و(اللسان) لا يشد (بنسعة) وإنما أراد افعلوا بي خيرًا لينطلق لساني بشكركم وإنكم ما لم تفعلوا فلساني مشدود لا أقدر على مدحكم.
ويروى: (معاشر تيم أطلقوا لي لسانيا)، وكان أسر يوم الكلاب الثاني كلاب أهل اليمن وتميم وفي هذا اليوم قتل النعمان بن جساس من تيم الرباب وكان من فرسانهم عظيم الغناء في هذه الحرب فهزمت الرباب من يليهم من اليمن وهزمت اليمن بني سعد بن زيد مناة، فجاء النعمان يغيث بني سعد وكان رجلاً ثقيلاً لا تكاد تحمله دابة فأعيت به فرسه فنزل للتحول على أخرى، فطعنه رجل من القوم في عضده ففتها أي كسرها وقال: خذها مني وأنا ابن الحنظلية فقال وأبيك إني لملقى من أبناء الحنظليات فقتل النعمان وأسر مصاد بن ربيعة التيمي من تيم الرباب عبد يغوث، وكان مصاد مطعونًا في أكحله فنزفه الدم وعبد يغوث خلفه فسقط وأجهز عليه عبد يغوث ونجا.
وكان عرف أثره عصمة بن أبير السعدي فتبعه فأسره، فاشتراه بنو النعمان بن جساس منه بعد أن كاد يقع فيه الشر بين بني سعد والرباب. فأشار على بني سعد قيس بن عاصم أن يدفعوه إليهم فقال: إني أحب اللبن فباعهم عصمة إياه بثلثين من الإبل، وكعموه بنسعة مخافة أن يهجوهم وقد كانوا سمعوه ينشد شعرًا فقال: أطلقوا لي عن لساني أذم أصحابي وأنوح على نفسي فقالو: إنك شاعر ونخشى أن تهجونا، فجعل لهم أن لا يهجوهم فأطلقوا له عن لسانه، فذلك قوله: أقول (وقد شدوا لساني بنسعة).
9: أمعشر تيم قد ملكتم فأسجحوا.......فإن أخاكم لم يكن من بوائيا
(أسجحوا): سهلوا ويسروا في أمري، يقال خد أسجح وطريق أسجح إذا كان سهلاً يقول لم أقتل صاحبكم ولست به، ويقال: يا فلان بؤ بفلان أي ذهب به يقال ذلك للمقتول بمن قتل، قالت ليلى:
فإن تكن القتلى بواءً فإنكم.......فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر
ويقال (أسجحوا) تسهلوا ولا تشددوا ويقال هو أسجح الجبين واللحيين إذا كانت سبطة مستطيلة، ويقال جرت الخيل على سجحها أي جرت على طرقها و(البواء): السواء، قال أحمد: أي لم يكن أخوكم نظيرًا لي فأكون بواء له.
10: فــــــــــــــــــإن تقتلوني تقتلوا بي سيدًا.......وإن تطلقوني تحربوني بماليا
11: أحقًا عباد الله أن لست سامعًا.......نشيد الرعاء المعزبين المتاليا
(المعزب): المتنحي بإبله والمتالي التي قد نتج بعضها وبقي بعض ويقال للجميع متال الواحدة متلية.
12: وتضحك مني شيخة عبشمية.......كأن لم ترى قبلي أسيرًا يمانيًا
قال أحمد: (الأسير) المأسور نقل من مفعول إلى فعيل كما تقول مقتول وقتيل ومذبوح وذبيح المأسور المشدود أخذ من الأسرة، قال الأصمعي: إلى ههنا سمعت منن هذه القصيدة ولم أسمع بقيتها، ويروى كأن لم ترأ قبلي أسيرًا.
قال الفراء: أبقى من الهمزة خلفًا والرواية هي الأولى.

13: وظل نساء الحي حولي ركدًا = يراودن مني ما تريد نسائيا
14: وقد علمت عرسي مليكة أنني = أنا الليث معدوًا علي وعاديا
15: وقد كنت نحار الجزور ومعمل الـ = ـمطي وأمضي حيث لا حي ماضيًا
16: وأنحر للشرب الكرام مطيتي = وأصدع بين القينتين ردائيا
ويروى: وأعقر للشرب والشرب جمع شارب مثل صاحب وصحب وراكب وركب والمطية: البعير ههنا، سمي مطية لأن ظهره يمتطى ويقال سمي مطية لأنه يمطى به في السير أي يمد به.
ويروى: وأعبط للشرب، أي أنحر مطيتي من غير علة بها، يقال للرجل إذا مات فجاءة اعتبط فلان، ويقال للذبيح أعبيط أم عارضة فالعبيط الذي يذبح أو ينحر من غير علة عن صحة والعارضة أن تذبح من مرض، قال الشاعر:
مباشيم عن أكل العوارض بالضحى.......وبالصيف كساحون ترب المناهل
ومنه قول أمية بن أبي الصلت أعني من العبيط:
من لم يمت عبطة يمت هرمًا.......للموت كأس فالمرء ذائقها
وقوله (وأصدع) أي أشق و(القينة) الأمة مغنية كانت أو غير مغنية وهي ههنا مغنية، وأنشد الأصمعي:
إذا شئت غناني على ظهر قينة.......حضجر يداوى بالبرود كبير.
الحضجر: الوطب الكبير، يداوى بالبرود وهو الماء البارد ليجتمع زبده.
17: وكنت إذا ما الخيل شمصها القنا.......لبيقًا بتصريف القناة بنانيا
18: وعـــــــــــــــــــــــادية سوم الجراد وزعتها.......بكفي وقد أنحوا إلي العواليا
قوله (سوم الجراد) أي انتشاره في طلب المرعى كما قال العجاج: (سوم الجراد) السد يرتاد الخضر، (وزعتها) كففتها والوازع الكاف والمانع، و(أنحوا) الرماح أمالوها وقصدوا بها، و(العالية) من الرمح في ثلثه الأعلى ويقال دون السنان بذراع والعادية القوم يعدون والعادية: الخيل، وأنشد:
وعادية تلقي الثياب كأنما.......تزعزها تحت السمامة ريح
(فالعادية) ههنا القوم يعدون والسمامة الشخص قوله (سوم الجراد) أي تسيح كما يسيح الجراد وإذا ساح فقد سام أي يمر كما يمر الجراد ويقال خله وسومه أي ومضيه وأنحوا حرفوا إلى صدور القنا ويقال وزعه يزعه وزعًا إذا رده وكفه وأوزعه يوزعه وزاعه يزوعه زوعًا إذا صرفه.
قال النابغة:
فهاب ضمران منه حيث يوزعه.......طعن المعارك عند المجحر النجد
وضمران اسم كلب ويروى: فكان ضمران منه حيث يوزعه، ويروى النجد، فمن قال النجد جعله نعتًا للمعارك مأخوذ من النجدة ومن قال النجد جعله نعتًا للمحجر يريد العرق ورجل منجود إذا كان قد عرق من الجهد، ومنه قول أبي زبيد: ولقد كان عصرة المنجود، وقال ذو الرمة في قوله زاعه يزوعه زوعًا إذا صرفه:
وخافق الرأس مثل السيف قلت له.......زع بالزمام وجوز الليل مركوم
وأوزعه الله تقواه أي ألهمه، ومنه قول الله عز وجل: {أوزعني أن أشكر نعمتك} ويقال أنحاه إذا حرفه وأنحى عليه إذا اعتمد.
19: كأني لم أركب جوادًا ولم أقل.......لخيلي كري نفسي عن رجاليا
20: ولم أسبأ الزق الروي ولم أقل.......لأيسار صدق أعظموا ضوء ناريا
(السبأ): اشتراء الخمر، يقال سبأت الخمر أسبؤها سبًأ سباءً وقال ابن هرمة: يغلو بأيدي التجار مسبؤها، و(الأيسار) الذين يضربون القداح وقد أيسرت أيسر يسرًا وأنشد:
لو ييسرون بخيل قد يسرت بها.......وكل ما يسر الأقوام مغروم
وسبيت العدو أسبيهم سبيًا قال الشاعر:
وسبية تدعو الأراقم معصر.......ورد الحمام إلى الحياض الناهل
الناهل: نعت الحمام في المعنى لأنه في المعنى صاحب الفعل كما قال لبيد:
حتى تهجر في الرواح وهاجه.......طلب المعقب حقه المظلوم
جعل المظلوم نعتًا للمعقب على المعنى في الأصل ثم قلبوه، فقالت صفية بنت الخرع التيمية ترثي النعمان بن جساس:
غابت تميم فلم تشهد فوارسها.......ولم يكونوا غداة الروع يحذونه
[شرح المفضليات: 315-320]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
30, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir