10-{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} مِن الأَذَى والسَّبِّ والاستهزاءِ، ولا تَجْزَعْ مِن ذلك.
{وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} أي: لا تَتَعَرَّضْ لهم ولا تَشتغلْ بِمُكَافَأَتِهم. وقيلَ: الْهَجْرُ الجميلُ الذي لا جَزَعَ فيه. وهذا كانَ قَبلَ الأمْرِ بالقتالِ.
11-{وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ} أيْ: دَعْنِي وإياهم ولا تَهْتَمَّ بهم, فإني أَكْفِيكَ أُمُورَهم، وأَنْتَقِمُ لك منهم.
{أُولِي النَّعْمَةِ} أيْ: أَربابَ الغِنَى والسَّعَةِ والتَّرَفُّهِ واللَّذَّةِ في الدنيا.
{وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً} إلى انقضاءِ آجَالِهم. وقِيلَ: إلى نُزولِ عُقوبةِ الدُّنيا بهم.
12-{إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً} الأَنكالُ الأَغلالُ. وقِيلَ: هي أنواعُ العذابِ الشديدِ، {وَجَحِيماً} أيْ: ناراً مُؤَجَّجَةً.
13-{وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ} أيْ: لا يَسوغُ في الْحَلْقِ, بل يَنْشُبُ فيه فلا يَنْزِلُ ولا يَخرجُ، {وَعَذَاباً أَلِيماً} أيْ: وَنَوْعاً آخَرَ مِن العذابِ غيرَ ما ذُكِرَ.
14-{يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} تَتحرَّكُ وتَضطَرِبُ بِمَن عليها. والرَّجْفَةُ الزلزلةُ الشديدةُ.
{وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلاً} أيْ: وتكونُ الجبالُ. والكَثيبُ الرمْلُ الْمُجْتَمِعُ، والْمَهِيلُ الذي يَمُرُّ تحتَ الأَرْجُلِ. أيْ: رَمْلاً سائِلاً لشِدَّةِ الرجْفَةِ.
15-{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ} يَشهدُ عليكم يومَ القيامةِ بأعمالِكم، أيْ: فعَصَيْتُمُوهُ.
{كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا} يَعْنِي مُوسى.
16-{فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} وكَذَّبَه ولم يُؤْمِنْ بما جاءَ به.
{فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} أيْ: شَديداً ثَقيلاً غَليظاً. والمعنَى: عاقَبْنَا فِرعونَ عُقوبةً شديدةً غَليظةً بالغرَقِ.
17-{فَكَيْفَ تَتَّقُونَ} أيْ: كيفَ تَقُونَ أنْفُسَكم؟ {إِن كَفَرْتُمْ} أيْ: إنْ بَقِيتُمْ على كُفْرِكم، {يَوْماً} أيْ: عذابَ يومٍ.
{يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}؛ لشِدَّةِ هولِه، أيْ: يَصِيرُ الأطفالُ الصِّغارُ فيه بِيضَ الشعورِ. وهذا كِنايةٌ عن شِدَّةِ الْخَوْفِ.
18-{السَّمَاءُ مُنفَطِرٌبِهِ} أيْ: مُتَشَقِّقَةٌ به لشِدَّتِه وعظيمِ هَوْلِه، وانفطارُها لنُزولِ الملائكةِ، {كَانَ وَعْدُه مَفْعُولاً} أيْ: كائناً لا مَحالةَ.
19-{إِنَّ هَذِهِ} أيْ: ما تَقَدَّمَ مِن الآياتِ، {تَذْكِرَةٌ} وهي الْمَوْعِظَةُ.
{فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} أيْ: اتَّخَذَ بالطاعةِ التي أهَمُّ أنواعِها التوحيدُ, طَريقاً تُوَصِّلُه إلى رِضوانِ اللهِ في الجنَّةِ.