(1) قدْ عرفتَ أنَّ المبتدأَ والخبرَ مرفُوعَانِ. واعلَمْ أنَّهُ قدْ يدخلُ عليْهِمَا أحدُ العواملِ اللفظيَّةِ فيغيِّرُ إعرابَهما، وهذِهِ العواملُ التي تدخلُ عليْهِمَا فتغيِّرُ إعرابَهمَا- بعْدَ تَتَبُّعِ كلامِ العربِ الموثوقِ بهِ- عَلَى ثلاثةِ أقسامٍ.
(2) القِسْمُ الأوَّلُ: يَرْفَعُ المبتدأَ وَيَنْصِبُ الخبرَ، وذلكَ (كَانَ) وأخواتُهَا، وهذَا القسمُ كلُّهُ أَفْعَالٌ، نحوُ: (كَانَ الجَوُّ صَافِياً).
(3) القِسْمُ الثَّانِي: يَنْصِبُ المبُتْدَأَ ويَرْفَعُ الخبرَ، عكسُ الأوَّلِ، وذلكَ (إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا) وهذَا القسمُ كلُّهُ أحْرُفٌ، نحْوُ: (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (.
((4 القسمُ الثَّالثُ: يَنْصِبُ المبتدأَ والخبرَ جميعاً، وذلكَ (ظَنَنْتُ) وأخواتُهَا، وهذَا القسمُ كلُّهُ أَفْعَالٌ، نحوُ: (ظَنَنْتُ الصَّدِيقَ أَخاً). وتُسمَّى هذِهِ العواملُ (النَّوَاسِخَ)؛ لأنَّهَا نسختَ حُكمَ المبتدأِ والخبرِ، أيْ: غيَّرتْهُ وَجَدَّدَتْ لهمَا حُكماً آخرَ غيرَ حُكمِهمَا الأوَّلِ.