باب الأفعال
القارئ:(الأفعال ثلاثة: ماضٍ ومضارع وأمر, نحو: ضرب ويضرب واضرب،
فالماضي مفتوح الآخر أبداً،
والأمر مجزوم أبداً،
والمضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع التي يجمعها قولك: أنيت، وهو مرفوع أبداً، حتى يدخل عليه ناصب أو جازم):
الشيخ:أنواع الأفعال ذكرناها فيما مضى سريعاً، والآن جاء دور التفصيل فيها.
أنواع الأفعال ثلاثة وهي:
- الماضي.
-والمضارع.
- والأمر.
الفعل الماضي ما هو؟
فـالفعل الماضي هو: ما دل على حصول الفعل في الزمن الماضي أو قبل زمن التكلم.
الفعل المضارع ما هو؟
هو :ما دل على حصول الفعل في الزمن الحاضر أو المستقبل.
فعل الأمر ما هو؟
ما يدل على طلب الفعل بعد زمن التكلم؛
لأنه لا يمكن يكون أمراً ويحصل قبل زمن التكلم؛ لأنك إنما تأمر بشيء لم يحصل بعدُ، سواء حصل بعده مباشرة أو كان متراخياً.
هذه الأفعال الثلاثة:
ما حكمها من حيث الإعراب والبناء؟
هل كل هذه الأفعال مبنية أو كلها معربة؟
أو أن بعضها لا يدخله إلا البناء فقط، وبعضها لا يدخله إلا الإعراب فقط، أو أن فيها ما هو مشترك، أو قابل لدخول الإعراب ودخول البناء؟
نأخذها بالتدريج.
أولاً: الفعل الماضي.
ما حكمه من حيث البناء والإعراب؟
الفعل الماضي مبني دائماً.
- ننتقل إلى الفعل المضارع:ما حكمه من حيث البناء والإعراب؟
الفعل المضارع:
- يعرب تارة.
- ويُبنى تارة.
وأكثر حالاته الإعراب أو البناء؟
أكثر حالاته الإعراب.
فعل الأمر كذلك مثل الفعل الماضي مبني دائماً.
إذاً لو نظرت إلى الأفعال بمجموعها تستطيع أن تقول: إن الأفعال كلها مبنية إلا المضارع في حالتين.
الفعل المضارع كما ترون الأصل فيه هو الإعراب، ولا يُبنى إلا إذا اتصلت به:
-نون التوكيد.
- أو نون النسوة.
يبنى على السكون دائماً، مع نون النسوة (النساء يكتبن) الأصل فيه أن يكون مرفوعاً، فإذا دخلت عليه نون النسوة قلت: (يكتبن) ببنائه على السكون.
ويبنى على الفتحمع نوني التوكيد الخفيفة والثقيلة كما في قوله تعالى:{ليسجننَّ وليكونن من الصاغرين}.الفعل (يسجن) آخره نون، فهذه النون لما دخلت عليه نون التوكيد الثقيلة، صار (ليسجن) ببناء النون هذه على الفتح:
{كلا لئن لم ينته لنسفعاً} آخر الفعل {نسفع}، العين لما دخلت عليه نون التوكيد بني على الفتح، فصار {لنسفعاً} ببناء العين على الفتح.
نعود إلى الماضي، الماضي على أي شيء يبنى؟
الأصل فيه البناء على الفتح،
لكن هذه العبارة قد تكون صحيحة على إطلاقها، وهو أن الفعل الماضي يبنى على الفتح.
ومن العلماء من يرى أن هناك تعبيراً آخر، الأولى أن يُعبر به وهو: أنه قد يبنى على السكون إذا اتصلت به تاء الفاعل أو إن شئت قل: ضمير الرفع المتحرك،
يشمل التاء بأنواعها، مثل: (كتبتُ)، و(كتبتَ)، وكتبتِ و(كتبنا)،
أي: فإذا اتصل به ضمير الرفع المتحرك ويراد به (التاء) بأنواعها
و(نا) التي للفاعلين، فإنه يبنى معها على السكون.
بناء آخر، وجه آخر، على الضمة، إذا اتصلت به واو الجماعة يبنى على الضم فتقول: (كتبوا وذهبوا وجلسوا).
البناء على الفتح،
البناء على السكون،
البناء على الضم.هذه ثلاث حركات.
هل الحركة الرابعة ممكنة؟ وهي البناء على الكسر، ترد أو ما ترد؟
لا ترد في الصورة الثالثة وهي البناء على الكسر.
إذاً: من قال بأن الفعل الماضي يبنى على الفتح مطلقاً، وأطلق، فهذا له وجه،
فكثير من العلماء يقولون: إن الأصل في الفعل الماضي البناء على الفتح،
وأن ما يظهر أحياناً من بنائه على السكون أو على الضم إنما هو شيء عارض.
فبعضهم يقول: (كتب) فعل ماض مبني على الفتح،
(كتبتُ) فعل ماض مبني على فتح مقدّر منع من ظهوره السكون العارض الذي جيء به لأجل ضمير الرفع المتحرك،
ويقول: (كتبوا) فعل ماضي مبني على فتحة مقدرة منع من ظهورها الضمة التي جيء بها لمناسبة واو الجماعة.
فإذاً: هناك وجه لمن قال بأن الفعل الماضي يبنى على الفتح مطلقاً،
ولكن الأولى أن نقول إنه يبنى على ثلاثة أشياء.
-يبنى على السكون إذا اتصل به ضمير الرفع المتحرك،
سواء تاء الفاعل مثل: (كتبتُ)، (كتبتَ)، (كتبتِ)،
أو (نا) الفاعلين مثل: (كتبنا)، و(ذهبنا)، و(جلسنا)،يعني: نحن كتبنا، ونحن ذهبنا.
- ويبنى على الضم إذا اتصلت به واو الجماعة.
- ويبنى على الفتح فيما عدا ذلك.
فعل الأمر يبنى على ماذا؟
فعل الأمر يبنى على ما يجزم به مضارعه، لا ينبغي أن تقول هذه القاعدة إلا وأنت تعرف كيف يجزم المضارع.
فتعود؛ وتقول:
-فإن كان صحيح الآخر بني على السكون.
- وإن كان معتل الآخر بني على حذف حرف العلة.
- وإن كان من الأفعال الخمسة أو الأمثلة الخمسة بني على حذف النون.
باب الأفعال، وقلنا:
إن الأفعال ثلاثة:
-الفعل الماضي.
- والفعل المضارع.
- وفعل الأمر.
وقلنا في تعريف الفعل الماضي: إنه ما دل على حصول الفعل في الزمن الماضي أو قبل زمن التكلم.
ما حكم الفعل الماضي من حيث الإعراب والبناء؟
هل هو مبني على هيئة واحدة أو على حركة واحدة أو أن بناءه متنوع؟
بناؤه متنوع:
- فتارة يبنى على الفتح وهو الغالب، وهو الأصل.
- وتارةيبنى على الضم إذا اتصلت به واو الجماعة.
- إذا اتصل به ضمير الرفع المتحرك، يبنى على السكون.
ضمير الرفع المتحرك يشمل هذه الثلاثة:
- نون النسوة.
- و(نا) الفاعلين.
- وتاء الفاعل بأنواعها.
وما عدا ذلك فإنه يكون مبنياً.
إذاً: الفعل الماضي:
من العلماء من يقول: إنه مبني على الفتح دائماً، وكأن الشيخ
محي الدين في شرحه للمتن يميل إلى هذا الرأي، وأيضاً هذا الرأي يميل إليه مجموعة من العلماء.
لكن أيضاً طائفة كبيرة من العلماء تميل إلى الرأي الآخر، وهو الأولى من وجهة نظري على الأقل؛ لأنه يعفينا من التأويل والتقدير في أحيان كثيرة.
فالذين يقولون: إن الفعل الماضي مبني على الفتح دائماً يضطرون إلى التأويل أو التقدير حينما يسكّن آخره أو يضم.
فمثلاً: يقولون: (كتب) مبني على الفتح.
(رمى) مبني على الفتح مقدّر.
(كتبوا) مبني على فتح مقدر منع من ظهوره الضمة التي جيء بها لمناسبة الواو.
(كتبتُ) و(كتبنا) و(كتبن)، مبني على فتح مقدر منع من ظهوره السكون التي جيء بها لأجل هذا الضمير، ولكراهية أن يتوالى أربعة متحركات في شيء كالكلمة الواحدة؛ لأن الحركات الأربع إذا جاءت في كلمة واحدة أو فيما يشبه الكلمة الواحدة تكون ثقيلة، فهم يتخففون من هذا الثقل بالتسكين.
فيقولون: إنك حينما تقول: (كتب)، وتدخل عليه تاء الفاعل فتقول: (كتبتُ)، الأصل، أن تقول: (كَتبَتُ) لكنه بسبب هذا الثقل في توالي الحركات سُكّن آخر الفعل قبل الضمير فصار (كتبْتُ).
فإذاً: هذا السكون عارض جيء به كراهة توالي أربع متحركات في شيء كالكلمة الواحدة.
فإن الفعل مع الضمير -مع أنهما كلمتان- إلا أنهما كالكلمة الواحدة.
وكما قلت لكمالوجه الثاني من الإعراب: هو أن تعربه حسب الحركة الظاهرة عليه، أو أن تقول: إنه مبني بحسب الحركة الظاهرة.
فإن قلت: (كتبتُ)، و(كتبنا) و(كتبن).
قلت: مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك.
وإن قلت: (كتبوا).
فقل: مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
وما عدا ذلك فقل: مبني على الفتح؛ لأنه لم يتصل به شيء، أو اتصل به شيء لم يؤثر على حركته الأخيرة.
فالماضي إذاً الحاصل أنه مبني دائماً، هذا متفق عليه.
أما الفعل المضارع: فإنه مبني في بعض الصور ومعرب في بعض الصور.
الغالب في المضارع البناء أو الإعراب؟
الغالب فيه الإعراب.
متى يبنى الفعل المضارع؟
الفعل المضارع يبنى مع إحدى النونين، وما عدا ذلك فهو معرب.
فهو معاكس للنوعين الآخرين من أنواع الأفعال، إذ إن الغالب عليه هو الإعراب وليس البناء، فالإعراب فيه أكثر.
ولا يبنى إلا في صورتين:
-إذا اتصلت به نون النسوة، فإنه يبنى معها على السكون، مثل: (يكتبن).
-أو اتصلت به نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة، فإنه يبنى معها على الفتح، كقوله تعالى: {ليسجنن وليكونن من الصاغرين}، هذا مثال لنوني التوكيد الثقيلة والخفيفة، وما عدا ذلك فهو معرب.
الفعل المضارع: هو ما دل أو ما يدل على حصول الفعل في زمن التكلم أو بعده، في الزمن الحاضر أو المستقبل.
ما علامة الفعل المضارع؟
علامة الفعل المضارع أن يبدأ بأحد أحرف المضارعة إضافة إلى علامته المتقدمة وهي قبول السين أو سوف أو (لم)، فعلامة الفعل المضارع أنه لابد أن يبدأ بأحد أحرف المضارعة الأربعة التي يجمعونها في كلمة: (نأيت) أو (أنيت) أو (أتين)، أو (نأتي)، أو ما إلى ذلك.
هي: النون والهمزة والتاء والياء، ركّب منها ما شئت من الكلمات.
هذه الأحرف الأربعة تسمى أحرف المضارعة.
هل كل فعل من الأفعال بدئ بواحد من هذه الأحرف نقول إنه فعل مضارع؟
لابد للفعل المضارع لكي نحكم عليه بأنه فعل مضارع من أمرين:
-أن يبدأ بأحد هذه الأحرف الأربعة.
- وأن يقبل علامة الفعل المضارع، وهي:
-دخول (لم).
-أو دخول السين.
- أو دخول سوف.
فمثلاً: الفعل المضارع المبدوء بالهمزة لا يكون إلا للمتكلم، سواء كان مذكراً أو مؤنثاً.
(أكرم):فعل مبدوء بالهمزة، هل تقول إن هذا الفعل لأنه مبدوء بالهمزة إنه فعل مضارع؟
لا، ليس كذلك لماذا؟ لأمرين:
أولاً: هذه الهمزة ليست همزة المتكلم، وإنما هي همزة زائدة ولا تدل على التكلم.
وثانياً: فإن (أكرم) لا يقبل علامة الفعل المضارع وهي السين أو سوف أو (لم).
النوع الثالث من أنواع الأفعال: هو فعل الأمر.
وفعل الأمر قلنا في تعريفه إنه: هو ما يدل على طلب حصول الفعل بعد زمن التكلم.
ما علامة فعل الأمر التي يعرف بها؟
علامة فعل الأمر مركبة من شيئين لابد من اجتماعهما:
- الدلالة على الطلب.
- مع قبوله لياء المخاطبة أو نون التوكيد.
لابد من قبوله لياء المخاطبة أو نون التوكيد مع دلالته على الطلب؛ لأنه لو دل على الطلب فقط دون أن يقبل الياء أو النون لا يسمى فعل أمر، وإنما يسمى اسم فعل أمر.
فلو لم يدل على الطلب لكنه قبل ياء المخاطبة أو نون التوكيد فإنه يسمى فعل مضارع.
-الكلمة التي تقبل ياء المخاطبة ونون التوكيد ولا تدل على الطلب فعل مضارع.
-والكلمة التي تدل على الطلب ولا تقبل الياء ولا النون اسم فعل أمر.
-والكلمة التي تدل على الطلب وتقبل الياء والنون هي: فعل الأمر الحقيقي.
فعل الأمر ما حكمه من حيث البناء والإعراب؟
مبني على ما يجزم به مضارعه.
نريد أن نفصل هذا.
فالأول: يبنى على حذف حرف العلة: إذا كان معتل الآخر.
إذاً:تقول: يبنى على حذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر.
ثانياً: يبنى على السكون: إذا كان صحيح الآخر؛ لأن المضارع كذلك يجزم بالسكون إذا كان صحيح الآخر.
ثالثاً:يبنى على حذف النون: إذا كان من الأفعال الخمسة، كما أن المضارع إذا كان من الأفعال الخمسة يجزم بحذف النون.
فهو إذاً يبنى على ما يجزم به مضارعه.