نيابة الفتحة عن الكسرة:
(10) للفتحةِ موضِعٌ واحدٌ تكونُ فيهِ عَلامَةً عَلَى خفضِ الاسمِ، وهُوَ الاسْمُ الذي لا ينصرفُ.
ومعْنَى كونِهِ لا ينصرفُ: أنَّهُ لا يقْبلُ الصَّرفَ، وهُوَ التَّنوينُ.
والاسْمُ الذي لا ينصرفُ
هُوَ: الذي أشبهَ الفِعْلَ فِي وجودِ عِلَّتيْنِ فرعيتيْنِ:
إحداهمَا ترجعُ إلَى اللفظِ،
والأُخرَى ترجعُ إلَى المعْنَى،
أوْ وُجدَ فيهِ علَّةٌ واحدةٌ تقومُ مقامَ العلَّتيْنِ.
والعِللُ التي تُوجدُ فِي الاسْمِ وتدلُّ عَلَى الفرعيَّةِ، وَهِيَ راجعةٌ إلَى المعْنَى اثنتانِ ليْسَ غيْرُ:
الأُولَى: العَلَمِيَّةُ.
والثَّانِيَةُ: الوَصْفِيَّةُ.
ولا بدَّ مِن وجودِ واحدةٍ مِن هاتينِ العلَّتينِ فِي الاسْمِ الممنوعِ من الصَّرفِ بسببِ وجودِ علَّتينِ فيهِ.
والعِلَلُ التي تُوجدُ فِي الاسْمِ، وتدلُّ عَلَى الفرعيَّةِ وتكونُ راجعةً إلَى اللفظِ ستُّ عِللٍ،
وَهِيَ:
-التَّأنيثُ بغيرِ ألفٍ.
-والعُجْمةُ.
-والتَّركيبُ.
-وزيادةُ الألفِ والنُّونِ.
-وَوَزْنُ الفِعْلِ.
-والعَدْلُ.
ولابدَّ مِن وجودِ واحدةٍ مِن هذِهِ العِلَلِ مَعَ وجودِ العَلَميَّةِ فيهِ.
وأمَّا مَعَ الوصفيَّةِ فلا يُوجدُ منْهَا إلاَّ واحدةٌ مِن ثلاثٍ، وَهِيَ:
-زيادةُ الألفِ والنُّونِ.
-أوْ وزنُ الفِعْلِ.
-أو العَدْلُ.
فمِثالُ العَلَميَّةِ مَعَ التّأنيثِ بغيرِ ألفٍ:
فاطِمة، وزينَب، وحمْزة.
ومِثالُ العَلَميَّةِ مَعَ العُجْمةِ:
إدْريس، ويعقُوب، وإبْراهِيم.
ومثالُ العَلَميَّة مَعَ التَّركيبِ:
مَعْديكَرِبُ، وبَعَلْبَكُّ وقَاضِيخَانُ، وَبُزُرْجَمِهْرُ، وَرَامَهُرْمُزُ.
ومِثالُ العَلَميَّةِ مَعَ زيادةِ الألفِ والنُّونِ:
مَرْوان، وعُثمان، وغَطَفان، وعفَّان، وسَحْبان، وسُفيان، وعِمرَان، وقَحْطان، وعَدْنان.
ومثالُ العَلَميَّةِ مَعَ وزنِ الفِعْلِ:
أحمدُ، ويَشكُرُ، ويزِيدُ، وتغْلِبُ، وتَدْمُرُ.
ومثالُ العَلَميَّةِ مَعَ العَدْلِ:
عُمَرُ، وَزُفَرُ، وقُثَمُ، وهُبَلُ، وزُحَلُ، وجُمَحُ، وقُزَحُ، ومُضَرُ.
ومثالُ الوصفيَّةِ مَعَ زيادةِ الألفِ والنُّونِ:
ريَّانُ، وشبْعانُ، ويقْظانُ.
ومِثالُ الوصفيَّةِ مَعَ وزنِ الفِعْلِ:
أكْرَمُ، وأفْضَلُ، وأَجْمَلُ.
ومِثالُ الوصفيَّةِ مَعَ العَدْلِ:
مَثْنَى، وثُلاَثُ، ورُبَاعُ، وأُخَرُ.
وأمَّا العلَّتانِ اللَّتانِ تقومُ كلُّ واحدةٍ منهمَا مقامَ العلَّتينِ، فهما:
-صيغةُ مُنْتَهَى الجُموعِ.
-وألفُ التَّأنيثِ المقصورةُ، أو الممدودةُ.
أمَّا صيغةُ مُنتهَى الجُموعِ:
فضابطُهَا:
أن يكونَ الاسْمُ جمْعَ تكسيرٍ، وقدْ وقع بعْدَ ألفِ تكسيرِهِ:
-حرفانِ نحوُ: مساجِدَ، ومنابرَ، وأفاضِلَ، وأماجِدَ، وأماثِلَ، وحوائِضَ، وطوامِثَ.
-أوْ ثلاثةُ أحرفٍ وسطُهَا ساكنٌ، نحوُ: مفاتِيحَ، وعصافيرَ، وقنادِيلَ.
وأمَّا ألفُ التَّأنيثِ المقصورةُ:
فنحوُ: حُبلَى، وقُصوَى، ودُنيا، ودعْوَى.
وأمَّا ألفُ التَّأنيثِ الممدودةُ:
فنحوُ: حمْراءَ، ودعْجاءَ، وحسْناءَ، وبيضَاءَ، وكحْلاءَ، ونافِقَاءَ، وعُلَمَاءَ.
فكلُّ مَا ذكرناهُ مِن هذِهِ الأسماءِ، وكذا مَا أشبَهَهَا، لا يجوزُ تنوينُهُ، ويُخفَضُ بالفَتْحَةِ نيابةً عن الكسرةِ، نحوُ:
(صَلَّى اللَّهُ عَلَى إبِرَاهِيمَ خَلِيلِهِ) ونحوُ: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْ عُمَرَ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ):
فكلٌّ مِن
إبراهيمَ وعمرَ: مخفوضٌ؛ لدخولِ حرفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خفضِهمَا الفَتْحَةُ نيابةً عن الكسرِةِ؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهمَا اسْمٌ لا ينصرفُ.
والمانعُ مِن صرفِ إبراهيمَ:العَلَميَّةُ والعُجْمَةُ.
والمانعُ مِن صرفِ عمرَ: العَلَميَّةُ والعَدْلُ، وقِسْ عَلَى ذَلِكَ الباقِي.
ويُشترطُ لخفضِ الاسْمِ الذي لا ينصرفُ بالفَتْحةِ:
-أن يكونَ خالياً مِن (أل).
- وألاَّ يضافَ إلَى اسْمٍ بعدَهُ.
فإن اقترنَ بأل أوْ أضيفَ خُفِضَ بالكسرةِ.
نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَأَنْتُم عَاكِفُونَ فِي المسَاجِدِ}.
ونحوُ: {مَرَرْتُ بِحَسْنَاءِ قُرَيْشٍ}