القارئ:
(وللخفض ثلاث علامات: الكسرة، والياء، والفتحة.
فأما الكسرة فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع: في الاسم المفرد المنصرف وجمع التكسير المنصرف، وجمع المؤنث السالم.
وأما الياء فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع: في الأسماء الخمسة، وفي التثنية والجمع.
وأما الفتحة فتكون علامة للخفض في الاسم الذي لا ينصرف..).
الشيخ: يقول: (علامات الخفض) أو علامات الجر، كلاهما سواء.
(وللخفض ثلاث علامات: الكسرة والياء والفتحة):
العلامة الأصلية للكسر أو للجر أو للخفض هي الكسرة بلا شك.
أين تكون الكسرة؟
فأما الكسرة:فتكون علامة للخفض أو للجر في ثلاثة مواضع:
الأول: في الاسم المفرد المنصرف.
والثاني: جمع التكسير المنصرف.
والثالث: جمع المؤنث السالم.
لماذا نص -هنا- على كلمة (المنصرف) في الاسم المفرد والجمع، ولم ينص على ذلك حينما تحدث عن علامة النصب؟
لماذا نص على قضية (المنصرف) في حديثه عن الجر ولم ينص عليها في حديثه عن النصب؟ لماذا لم ينص عليها هناك؟
لأن الاسم الممنوع من الصرف فيما يتعلق بالنصب يعامل معاملة الأسماء العادية، ليس له حكم مستقل.
فالاسم المفرد ينصب بالفتحة، سواءً كان: منصرفاً، أو غير منصرف.
وجمع التكسير ينصب بالفتحة سواء كان: منصرفاً، أو غير منصرف.
فالمنصرف مع الممنوع من الصرف أو المصروف كلاهما يستويان أو يتساويان في قضية بأن النصب بالفتحة.
أما حينما نأتي للجر فإن الممنوع من الصرف يخرج عن هذا الباب فلزمك -حينئذ- أن تنص على أن الكسرة علامة أصلية في جر الاسم المنصرف؛لأن غير المنصرف له حكم آخر.
ولذلك قال: (فأما الكسرة فتكون علامة للخفض) أي: للجر
(في ثلاثة مواضع):
أولاً:في الاسم المفرد المنصرف، هذا باب أنتم تعرفونه لكن ربما يكون البعض لا يعرف ما معنى كلمة منصرف وغير منصرف.
يعني:ما معنى وصف هذا الاسم بأنه ممنوع من الصرف ووصف هذا الاسم بأنه مصروف؟ الصرف ما هو أصلاً؟ لكي نعرف بناءً على ذلك قضية المنع أو عدمه؟
الصرف أولى ما يقال فيه أنه: التنوين، ويكفي ذلك دون أن نفصل في تفصيلات أخرى.
فالممنوع من الصرف هو: الاسم الذي مُنع من التنوين لعلة دخلت فيه.
والاسم المصروف هو: الاسم الذي بقي على أصله.
لأن الأسماء الأصل فيها أنها منصرفة، الأسماء الأصل فيها أنها مصروفة أي: منونة، ولا يُمْنَع شيء منها من الصرف أي: من التنوين إلا لعلة، وهي العلل التسعة المذكورة في (باب الممنوع من الصرف).
فإذاً:النوع الأول مما يجر بالعلامة الأصليةوهي الكسرة:
الاسم المفرد المنصرف، مثل: (مررتُ بمحمدٍ)، (كتبت بقلمٍ)، (قرأتُ في كتابٍ).
هذه أسماء صحيحة مجرورة بالكسرة؛ لأنها منصرفة أي: منونة، وليست ممنوعةً من الصرف، أي: قابلة للتنوين وليست ممنوعة منه لأي علة أخرى.
النوع الثاني -مما يجر بالعلامة الأصلية وهي: الكسرة-:
جمع التكسير المنصرف أيضاً، مثل: (أقلام، وكتب) وما إلى ذلك، تقول: (قرأت في الكتبِ، أو قرأت في كتبٍ)، (كتبت بالأقلام، أو كتبت بأقلامٍ).
أما جمع التكسير إذا كان ممنوعاً من الصرف فسيأتي له حكم وهو أنه يجر بالفتحة وليس بالكسرة.
النوع الثالث-مما يُجر بالعلامة الأصلية وهي: الكسرة-:
جمع المؤنث السالم(مررتُ بالمسلماتِ)، (أحب السفر على الطائراتِ)، (أحب ركوب السياراتِ)، -أيضاً- سواء جر بحرف جر أو كان مجروراً بالإضافة فإنه يكون مجروراً بالكسرة -حينئذٍ-.