علامات النصب
القارئ:
(بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: قال المصنف -رحمه الله تعالى-:(علامات النصب؛ وللنصب خمس علامات: الفتحة، والألف، والكسرة، والياء، وحذف النون.
فأما الفتحة فتكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع: في الاسم المفرد، وجمع التكسير والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء.
وأما الألف فتكون علامة للنصب في الأسماء الخمسة نحو: رأيت أباك، وأخاك، وما أشبه ذلك.
وأما الكسرة: فتكون علامة للنصب في جمع المؤنث السالم.
وأما الياء: فتكون علامةً للنصب في التثنية، والجمع.
وأما حذف النون: فيكون علامة للنصب في الأفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون)
الشيخ: يقول: (علامات النصب: وللنصب خمس علامات: الفتحة، والألف، والكسرة، والياء، وحذف النون)
علامات الرفع وعلامات النصب وعلامات الخفض وعلامات الجزم يبدؤها المؤلف وغيره دائماً بالعلامة الأصلية لهذا الشيء، ثم يتبعها بالعلامة الفرعية.
فالرفع علامته الأصلية:الضمة، ثم تلتها العلامات الفرعية الثلاث.
والنصب علامته الأصلية ما هي؟
هي الفتحة
، ثم تتلوها بعد ذلك العلامات الفرعية، فبدأ بالفتحة، وهي العلامة الأصلية.
للنصب خمس علامات: (الفتحة)وهي العلامة الأصلية.
ثم يتلوها أربع علامات فرعية، وهي: (الألف، والكسرة، والياء، وحذف النون).
وينبغي أن تعلموا أن العلامة الفرعية ليست دائماً حرفاً، وأن العلامة الأصلية ليست دائماً هي الحركة، لكن الحركة ليست خاصة بالعلامة الأصلية، بل ربما تكون الحركة علامة فرعية.
فالعلامة الفرعية إذاً ليست دائماً حرفاً أو حذفاً أو نحو ذلك، وإنما قد تكون حركة
-أيضاً-.
- فالحركة إذا جاءت في غير موضعها الأصلي صارت علامة فرعية.
- وإذا صارت في موضعها الأصلي
فهي علامة أصلية.
فالنصب علامته الأصلية ما هي؟
الفتحة، لو نصب اسم بالكسرة لصارت الكسرة في حقه علامة فرعية.
والجر
علامته الأصلية هي الكسرة، ولكن لو جر اسم بالفتحة لصارت الفتحة حينئذٍ علامة فرعية.
فالحركة إذاً قد تكون علامة فرعية، والأصل فيها أنها علامة أصلية، فليست العلامة الفرعية إذاً مقصورة على حرف أو حذف.
(فأما الفتحة فتكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع): يعني: لا ينصب بالفتحة في اللغة العربية إلا ثلاثة أشياء فقط وهي:
أولاً:الاسم المفرد،
الاسم المفرد هنا: هو الاسم المفرد الذي تقدم في الرفع. يراد به: ما ليس بمثنى ولا مجموع،
مثل: (رأيتُ محمداً) منصوب بالفتحة،
ومثل -أيضاً-: (رأيتُ الفتى) منصوب بفتحة مقدرة؛ لأنه إعراب تقديري.
والثاني مما ينصب بالفتحة: جمع التكسير:
جمع التكسير
-أيضاً- ينصب بالفتحة فتقول: (قرأتُ الكتبَ) و(اشتريت الأقلامَ) و(قابلتُ الرجالَ) و(شاهدتُ الأولادَ)الرجال، والأولاد، والكتب، والأقلام، هذه جموع تكسير منصوبة بالعلامة الأصلية وهي الفتحة.
والنوع الثالث مما ينصب بالعلامة الأصلية -وهي الفتحة-:
الفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء:
مثال للفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب: (لن يسافرَ محمد هذا اليوم) (لن ينجحَ المهمل)؛ (لن ينجحَ)
قيده بشرط: ألا يتصل بآخره شيء.
فإذا اتصل بآخره شيء فما الحكم؟
هذا الذي يتصل بآخره مختلف.
-إما أن يتصل بآخره:
- ألف الاثنين.
- أو واو الجماعة.
- أو ياء المخاطبة.
فيكون من الأفعال الخمسة.
والأفعال الخمسة ما حكمها في حالة النصب؟
تنصب بحذف النون كما سيأتي محلها.
-أو أن يتصل بآخره ما سبق أن ذكرناه من: (نون التوكيد، أو نون النسوة).
فإن نون التوكيد أو نون النسوة إذا اتصلت بآخره فإنه يُبنى معهما:
-يُبنى مع نون التوكيد على الفتح.
- ويُبنى مع نون النسوة على السكون.
وهذا الناصب الذي تقدمه لا يؤثر فيه شيئاً، إذا دخلت عليه إحدى النونين فإنه يُبنى سواء سُبق بناصب أو لم يسبق به أو هذه النون التي دخلت عليه تؤثر عليه في البناء وتبطل مفعول العلامات أو النواصب أو الجوازم التي تتقدم عليه.
فالفعل المضارع لكي ينصب بالفتحة وهي العلامة الأصلية لابد فيه ألا يتصل بآخره شيء، سواء من:
- ألف الاثنين.
- أو واو الجماعة.
- أو ياء المخاطبة التي تجعله من الأفعال الخمسة.
- أو نون النسوة.
-أو نون التوكيد التي تلحقه بالمبنيات.