أما العلامة الثانية: -
وهي العلامة الفرعية الأولى، وهي: (الواو)- فإنها خاصة بالأسماء ولا تدخل في الأفعال.
ولا تدخل من الأسماء إلا في اسمين فقط وهما:
-جمع المذكر السالم، مثل: (جاء المسلمون).
-والأسماء الخمسة أو الأسماء الستة، مثل: (جاء أبوك، وأخوك، وحموك، وفوك..).
والاسم السادس هو: كلمة (الهن) فتقول فيها: (هنوك).
و(الهن)
له ثلاثة معان، أبرزها:
أنه يكنى به عن الشيء، أيَّ شيء كان، شيء تريد أن تذكره وتشير إليه ونسيت اسمه، غرض نسيه ولا تعرف اسمه فتقول: (هذا هنوك خذه)، أو شيء من ذلك، ولها في الاستعمال العامي وجود، وخاصة في البادية إلى الآن، وهي مستعملة كناية عن الشيء أي شيء كان.
العلامة الثالثة من علامات الرفع:
(الألف) علامة للرفع في المثنى فقط.
إذاً: الأفعال لا تدخلها العلامة الفرعية الثانية وهي: (الألف)، وإنما العلامة الفرعية الثانية وهي الألف خاصة بالأسماء، وتختص بنوع واحد من الأسماء فقط، وهو المثنى.
إذاً: لن تجد في اللغة العربية كلمة مرفوعة بالألف لا اسماً ولا فعلاً إلا المثنى، لا يمكن أن تجد اسماً مرفوعاً بالألف إلا المثنى مثل: (جاء الطالبان).
وأما (النون): - وهي العلامة الرابعة والعلامة الفرعية الثالثة من علامات الرفع - فتكون علامة للرفع في الفعل المضارع فقط إذا اتصل به:
- ضمير تثنية.
- أو ضمير جمع.
- أو ضمير المؤنثة المخاطبة.
وهذه الأشياء الثلاثة يعبر عنها بماذا؟
يعبر عنها بالأفعال الخمسة،إذاً علامة الرفع الرابعة -وهي العلامة الفرعية الثالثة- هي: (النون) أو (ثبوت النون).
النون خاصة بالأسماء أو الأفعال؟
خاصة بالأفعال.
ماذا تدخل من الأفعال؟
تدخل من الأفعال نوعاً واحداً وهو ما يسمى بالأفعال الخمسة، أو بالأمثلة الخمسة.
الأسماء الخمسة يقال فيها: الأسماء الخمسة بلا حرج؛ لأنها خمسة أسماء معدودة.
أما الأفعال الخمسة فالأولى أن يقال فيها: الأمثلة الخمسة، لماذا؟
لأنها ليست كالأسماء الخمسة خمسة أسماء محصورة، وإنما هي خمسة أوزان، أو خمسة أمثلة، لكنها مئات الأفعال، بمعنى أن كل فعل مضارع غالباً يصلح أن يكون من الأفعال الخمسة، فهي إذاً ليست خمسة أفعال محصورة كما أن الأسماء خمسة أسماء أو ستة أسماء محصورة، وإنما هي أمثلة خمسة أو أوزان خمسة.
بمعنى:
- أنه كل فعل مضارع يأتي على وزن (يفعلان) فهو من الأفعال الخمسة:(يكتبان، يذهبان يجلسان، يدخلان، يخرجان)، تَعُدُّ لك مائة فعل.
-وكل فعل مضارع يمكن أن يأتي على وزن (تفعلان) فهو من الأفعال الخمسة، يعني: سواء كان لمؤنث أو لمذكر، تقول: (أنتما تكتبان، أنتما يا محمد وعلي تكتبان) وتقول -أيضاً- بالنسبة للمؤنث (تكتبان) أيضاً؛ (أنتما تكتبان) سواء كان مذكراً أو مؤنثاً.
- وكل فعل جاء على وزن (يفعلون) فهو من الأفعال الخمسة، (يكتبون يذهبون، يجلسون، يدخلون).
-وكل فعل جاء على وزن (تفعلون) فهو من الأفعال الخمسة، (أنتم تكتبون، وتذهبون، وتجلسون) وما إلى ذلك.
-وكل فعل جاء على وزن (تفعلين) مسندٍ إلى ياء المخاطب فهو من الأفعال الخمسة، مثل: (تكتبين، وتجلسين وتذهبين).
إذاً: الأفعال الخمس ليست خمسة أفعال محصورة، وإنما هي خمسة أوزان، أو خمسة أمثلة محصورة، فالتعبير عنها بأنها خمسة أفعال أو الأفعال الخمسة إنما هو تعبير فيه تجوز، وإلا فليست كالأسماء الخمسة.
الأسماء الخمسة ليست أوزان خمسة، وإنما خمسة أسماء محصورة لا تتعداها، ولا يمكن أن يأتي شيء على وزنها ويدخل معها، هي خمسة معروفة، فالأفعال الخمسة -أو الأمثلة الخمسة، أو الأوزان الخمسة هذه -
ترفع بعلامة فرعية وهي: (ثبوت النون):
فتقول: (أنتم تكتبون، وهم يكتبون، وأنتما تكتبان، وهما يكتبان، وأنتِ تكتبين).
الأفعال الخمسة هي:كل فعل مضارع اتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة.
هذا التعريف يجعلها محصورة أمامك وتدخل فيها ما شئت من الأفعال ولا يلتبس الأمر عليك.
نحن نلحظ أن هذه الأمثلة الخمسة:
مع ألف الاثنين:
- تارة مبدوءة بالتاء.
- وتارة مبدوءة بالياء.
(تكتبان، ويكتبان).
ومع واو الجماعة:
-تارة تكون مبدوءة بالتاء أيضاً.
-وتارة تكون مبدوءة بالياء.
(تكتبون، ويكتبون).
ومع ياء المخاطبة:
مبدوءة بالتاء فقط.
هل يجوز أن يأتي مع ياء المخاطبة مبدوءاً بالياء؟
لا يصح أن تقول: (أنت يكتبين) ما يجوز.
فإذاً:هي:
-بالتاء والياء مع المثنى.
- وبالتاء والياء مع جمع المذكر السالم.
- وبالتاء فقط مع ياء المخاطبة.
ولذلك جاءت خمسة ولم تأت ستة.
هذه الأفعال الخمسة ترفع بالعلامة الفرعية الثالثة وهي: ثبوت النون.
العلامة الثانية: هي علامة فرعية، وهي: الواو.
الواو تكون علامة للرفع في موضعين فقط، لا يمكن أن تجد شيئاً مرفوعاً بالواو خارج هذين الموضعين:
الأول:جمع المذكر السالم.
والثاني:الأسماء الخمسة.
جمع المذكر السالم:
يرفع بالواو، مثل: (جاء المسلمون).
وينصب ويجر بالياء، (رأيتُ المسلمين، ومررت بالمسلمين).
وجمع المذكر السالم هو:
كل جمع ختم بواو ونون أو ياء ونون.
أو: كل كلمة دلت على أكثر من اثنين بزيادة واو ونون، أو ياء ونون.
في جمع التكسير قلنا: أكثر من اثنين أو اثنتين؛ لأنه يشمل المذكر والمؤنث، أما في جمع المذكر السالم فإنه: ما دل على أكثر من اثنين -فقط- بزيادة واو ونون أو ياء ونون في آخره.
النوع الثانيمما يرفع بالواو: هو: الأسماء الخمسة: وتسمى بالأسماء الستة.
من سماها بالأسماء الخمسة فإنه أسقط الاسم السادس وهو كلمة (هن)؛ لأنه لم يبلغه ذلك ولم يصل إليه، ومن سماها بالأسماء الستة فإنه أضاف هذا الاسم؛ لأنه بلغه أن بعض العرب يتكلمون به ويعربونه إعراب هذه الأسماء الخمسة، وهو (الرفع بالواو، والنصب بالألف، والجر بالياء).
هذه الأسماء الخمسة أو الستة هناك تفصيل حولها يذكر في بابها، وهو يتعلق بإعرابها هذا الإعراب.
الأسماء الخمسة أو الأسماء الستة لا ترفع بالواو باستمرار، وإنما لابد لرفعها بالواو من شروط:
-أن تكون مفردة. ما المراد -هنا- بأن تكون مفردة ؟
يعني: أن لا تكون مثناة ولا مجموعة، لو كانت هذه الأسماء الخمسة أو الأسماء الستة مثناة هل تعرب إعراب الأسماء الستة أو يكون لها إعراب آخر، إذا ثنيت أعربت إعراب المثنى.
إن جمعت جمع تكسير: أعربت إعراب جمع التكسير بالحركات.
وإن جمعت جمع مذكر سالم -وهو ليس كثيراً فيها، لكنه موجود- أعربت إعراب جمع المذكر السالم، فمثلاً: (أب) تقول فيها: (جاء أبوك) هنا تعرب إعراب الأسماء الخمسة فترفع بالواو.
فلو ثنيتها وقلت: (جاء الأبوان) أعربت إعراب المثنى فرفعت بالألف، ولو جمعتها جمع مذكر سالم وقلت: (جاء أبون) رفعت بالواو -كما يرفع جمع المذكر السالم-، ولو جعلتها جمع تكسير فقلت: (جاء الآباءُ) رفعتها بالضمة -كما يرفع جمع التكسير-، وكذا في باقي أخواتها.
فشرطها الأول:أن تكون مفردة، أي: ليست بمثناة ولا مجموعة.
وشرطها الثاني:أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم.
أن تكون مضافة: مثل: (جاء أبوك)، (جاء أبو محمد).
كلمة (أن تكون مضافة) احترازاً من ماذا؟
احترازاً مما لو قطعت عن الإضافة.
لو قطعت عن الإضافة تعرب بالحركات، تقول: (جاء أبٌ) مرفوع بالضمة، (رأيت أباً) منصوب بالفتحة، (مررت بأبٍ) مجرور بالكسرة.
إذاً: لا تعرب إعراب الأسماء الستة فترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء إلا حينما تكون مضافة إلى أي شيء؟
- إما إلى ضمير، مثل: (جاء أبوك)، (جاء أبوه)، (جاء أبوها).
- أو إلى اسم ظاهر، مثل: (جاء أبو محمد)، (جاء أبو علي)، (جاء أبو بكر) إلى غير ذلك.
وشرط إضافتها: أن تضاف إلى أي شيء إلا ياء المتكلم؛ فإنها إذا أضيفت إلى ياء المتكلم خرجت عن هذا الباب، إذا أضيفت إلى ياء المتكلم مثل: (جاء أبي)، (جاء أخي).
تخرج عن هذا الباب وتعرب بحركات مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
الإعراب الظاهر هو: الذي آخره حرف صحيح.
والإعراب التقديري هو:الذي آخره حرف علة:
- فإن كان ألفاً: فيكون منع من ظهور الإعراب التعذر مثل: (جاء الفتى).
- وإن كان ياء:يكون منع من ظهوره الثقل.
- وإن كان واواً: -أيضاً- يكون منع من ظهوره الثقل، مثل: (يدعو، ويرجو)، وما إلى ذلك.
- فإن كان مختوماً بياء المتكلم: يكون منع من ظهوره -ليس التعذر ولا الثقل- وإنما اشتغال المحل بحركة المناسبة.
ما معنى اشتغال المحل بحركة المناسبة؟
حينما تقول: (هذا كتابي) أصلها: (هذا كتابٌ) الباء مرفوعة بالضمة الظاهرة فإذا أضفت (كتاب)إلى ياء المتكلم فقلت: (هذا كتابي) الباء التي هي محل الحركة هل تستطيع مع إضافتك إلى ياء المتكلم أن ترفعها أن تنطق بالضمة فيها، لا تستطيع أن تقول: (هذا كتابُي)بالضمة والياء مجتمعة هذه صعبة.
ما الذي منع من ظهور الضمة هنا؟
هو ليس تعذر ولا ثقل؛ لأن الضمة تظهر على الباء بسهولة، وإنما لأن الباء -وهي محل الحركة هنا- شغلت بحركة أخرى طارئة وهي الكسرة التي جيء بها لتناسب ياء المتكلم التي طرأت -أيضاً-، فانشغل المحل وهو الباء بحركة المناسبة، يعني: الحركة التي جيء بها لمناسبة هذه الياء الطارئة التي دخلت أخيراً.
هذا معنى اشتغال المحل بحركة المناسبة،يعني: أن المحل قابل لأن تظهر عليه الحركة الأصلية لكنها لم تظهر ليس للتعذر ولا للثقل، وإنما لأن المحل هنا شغل بطارئ، بضيف جديد يحتاج إلى حركة جديدة وهي الكسرة التي يؤتى بها لمناسبة ياء المتكلم.
أيضاً من شروطها لكي تعرب بالحروف:
- أن لا تكون مصغرة، أي: أن تكون مكبرة أي: أن تكون على وضعها الأصلي فـ(جاء أبوك) هنا الاسم على وضعه الأصلي ليس مصغراً.
فلو صغرتها ماذا تقول؟
تقول: (جاء أبيُّك) إذاً إذا صغرت ما الحكم؟
تعرب بالحركات الظاهرة كالأسماء الصحيحة، وتخرج عن كونها من الأسماء الستة.
إذاً: الأسماء الستة لكي تدخل معنا في هذا الباب وتعرب بالعلامات الفرعية: لابد فيها:
-أن تكون مفردة، أي: غير مثناة ولا مجموعة.
- وأن تكون مكبرة، أي: غير مصغرة.
- وأن تكون مضافة.
- وأن تكون إضافتها إلى غير ياء المتكلم.
فإذا اختل واحد من هذه الشروط الثلاثة أو الأربعة فإنها تخرج عن باب العلامات الفرعية.