دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > دورة أصول القراءة العلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الآخرة 1438هـ/5-03-2017م, 01:32 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الدرس الثاني: بيان عناية العلماء بالقراءة

بيان عناية العلماء بالقراءة

قدّمت في الدرس السابق الحديث عن فضائل القراءة وبيان بعض ثمارها وآثارها لأنَّ العلم بفضائل الشيء يغري بالعناية به، ويرغّب في اكتساب فضائله، وإذا بلغ علمُ القارئ بفضل القراءة وحُسْنِ أثرِها وعظيمِ نفعها درجةَ اليقين أورثَ صاحبَه الحرصَ الشديدَ عليها، والاجتهاد في الازدياد من فضائلها؛ فإنَّ العاقل يحرص على ما ينفعه، وقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)). رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وهذا اليقين يفيد في مغالبة الشواغل والعوائق والمثبّطات التي حرم بسببها كثيرون من القراءة وفوائدها؛ فقد يكون لدى بعض محبّي القراءة رغبةٌ كامنة في القراءة لكنّه يؤجّلها لأدنى عارض؛ ويسوّف فيها كثيراً، ويقرأ أحيانا قراءات متقطّعة لا تبني له علماً ولا يحصل منها إلا معلومات متفرّقة متقطّعة لا يُعتمد عليها، وهذا غير لائق بطالب العلم؛ لأن هذه القراءات الضعيفة المتقطّعة لا تنمّي الملكية العلميّة في نفس طالب العلم، ولا يجتمع له بها في فرع من فروع العلم ما يكفيه لمعرفة أبوابه ومسائله وفقه أدلّته، وإذا اجتهد في ضبط مسائل معدودة بقيت لديه مسائل كثيرة في الباب يستوي هو والعامّة في العلم بها.

والجدّ في طلب العلم يورث صاحبه الحرص على القراءة في أكثر أحواله، ولو كان كثير المشاغل، ولو كان به مرضٌ لا يبلغ أن يمنعه من القراءة؛ لأن القراءة لروحه بمثابة الغذاء لبدنه، وقد كان بعض العلماء يُوضع له طعامُه وهو يقرأ في كتابه فيذهل عن الطعام حتى يبرد ويرفع، وهو ذاهل عنه من شدّة انهماكه في القراءة والمطالعة، وقد ذكر نحو هذا عن الألباني رحمه الله؛ ونُقل عنه أنه ربما وقف على السُّلَّم في مكتبته ليتناول كتاباً من الأرفف العليا التي لا يبلغ أن يتناولها إلا بسُلَّم؛ فيتصفّح الكتاب وهو واقف على السلّم وقتاً طويلاً لا ينزل فيقرأه وهو جالس من شدّة انهماكه في القراءة وذهوله عن حال قيامه.
والباعث على هذا الانهماك الشديد في القراءة هو شدّة الحرص على العلم، والفرح بالفائدة العلمية، والتشوّق العظيم للظفر بما يبحث عنه، فلا يلتفت لما يعوّقه عن تلك القراءة مهما كانت لذّته.
بل ربّما غفل عن بعض حاجة نفسه وشهوتها من الطعام والشراب ولذيذ المآكل والمجالس، وقد روى العقيلي عن شعبة بن الحجاج رحمه الله أنه قال: (كم من عصيدة فاتتني!).
وقال النضر بن شُميل: (لا يجد الرجلُ لذَّةَ العلم حتى يجوعَ وينسى جوعه).
وقال ابن الجوزي رحمه الله: (وإني أخبر عن حالي؛ ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم أقرأه ، فكأني وقعت على كنز).
قال: (ولو قلت: إني طالعت عشرين ألف مجلد كأن أكثر، وأنا بعدُ في الطلب).

وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان يقرأ وهو مريض؛ بل قد نهاه الطبيب مرّة عن القراءة فلم تطاوعه نفسه بترك القراءة.
حدّث عنه ابن القيم رحمه الله أنه قال: (ابتدأني مرضٌ فقال لي الطبيب: إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض؛ فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك؛ أليستِ النفسُ إذا فرحت وسُرَّت قويت الطبيعةُ؛ فدفعتِ المرضَ؟
فقال: بلى.
فقلت له: فإن نفسي تُسرّ بالعلم؛ فتقوى به الطبيعة فأجد راحة.
فقال: هذا خارج عن علاجنا أو كما قال).
وابن تيمية – رحمه الله - كان من أوسع العلماء اطلاعاً على الكتب والعلوم وأجودهم فهماً وتحريراً للمسائل، وهو من القلّة الذين بلغت مؤلفاتهم نحو ألف كتاب.
وقد اشتغل في أوّل حياته بنَسْخ الأجزاء الحديثية، حتى قال الذهبي وهو محدّث معاصر لابن تيمية: (كلّ حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث).
وهذا الوصف لا يتأتّى لأحد حتى يكون كثير القراءة شغوفاً بها لا يلتفت لما يشغله عنها.
وهو اعتراف من الذهبيّ لابن تيمية بالاطلاع الواسع على دواوين السنّة من الصحاح والمسانيد والسنن والمصنفات والأجزاء الحديثية، والذهبيّ من أهل الحديث واسع المعرفة بمتون الحديث ورجاله؛ فشهادته لابن تيميّة رحمه الله شهادة من رجلٍ بصيرٍ عارف.

وهذه الكلمة "كل حديث لا يعرفه فلان فليس بحديث" من الكلمات المأثورة عن بعض الأئمة لكنّهم كانوا لا يقولونها إلا لأفذاذ من العلماء عُرفوا بالبصيرة في الأحاديث وسعة المعرفة في المرويّات وأحوال الرجال.
- كما روى ابن عدي والخطيب البغدادي عن محمد بن مسلم ابن وارة أنه قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: (كل حديث لا يعرفه أبو زرعة ليس له أصل).
- وروى الخطيب البغدادي أيضاً عن محمد بن رافع النيسابوري أنه قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث).
- وروى الخطيب البغدادي عن محمد بن أبي حاتم الوراق أن أصحاب عمرو بن عليّ الفلاس ذاكروا محمدَ بن إسماعيل البخاري بحديث فلم يعرفه؛ فسرّوا بذلك وأخبروا شيخهم الفلاس فقال: (حديثٌ لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث).
- وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي إسحاق الطالقاني أنه قال: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: (كل حديث لا يعرفه ابن المبارك، فنحن منه براء).
وهذا الاطلاع الواسع لم يكن ليتأتّى لهم لولا توفيق الله عزّ وجل وفضله عليهم ثمّ ما كان لهم من النَّهْمة في القراءة التي تحملهم على مغالبة القواطع والشواغل والمثبّطات والازدياد الكثير من التحصيل العلمي.

قال ابن القيّم: (وأعرف من أصابه مرض من صداع وحمّى وكان الكتاب عند رأسه فإذا وجد إفاقةً قرأ فيه؛ فإذا غُلِبَ وَضَعَه)ا.هـ.
والظنّ أنّه يعني نفسه، وقد كان رحمه الله كثير القراءة واسع الاطلاع.
بل ربّما تمرّ ببعض العلماء أحوال عارضة يظنّ الظانّ بمن تمرّ به تلك الأحوال أنه من أبعد الناس عن القراءة؛ فإذا هو يحتال حتى يجد فرصة للقراءة.
وللعلماء في هذا الباب قصص وأخبار عجيبة تنبيك عن شدّة حرصهم على القراءة لما عرفوا من فضلها ووجدوا من نفعها.
من ذلك أنّ مجد الدين ابن تيمية جدّ شيخِ الإسلام وهو من فقهاء الحنابلة الكبار وصاحب كتاب "المنتقى" ذكر عنه ابن القيم أمراً عجيباً يبيّن شدّة حرصه على القراءة حيث قال: حدثني أخو شيخنا عبد الرحمن ابن تيمية عن أبيه قال: كان الجدّ إذا دخل الخلاء يقول لي: (اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك حتى أسمع).
وكان الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي يغالب النومَ من شدّة حرصه على القراءة؛ فإذا نعس وهو يرى في نفسه قوّة على مواصلة القراءة قام من مكانه ومشى حتى يذهب عنه النعاس ثمّ عاد وعاود القراءة، ومن نَظَر في كثرة مؤلفاته وتنوّعها على صغر سنّه تعجّب من حاله؛ فقد مات وعمره نحو خمسة وثلاثين سنة، وترك مؤلفات نافعة في علوم عديدة.
وبعض العلماء بلغ به حرصه على القراءة أن يفضّل الطعام الذي لا يُحتاج في أكله إلى وقت كثير كما ذُكر ذلك عن أبي الوفاء ابن عقيل الحنبلي رحمه الله، وكان من أعاجيب الزمان في كثرة التأليف، وقد ذُكر أن كتابه الفنون بلغ نحو خمسمائة مجلّد.
قال عنه ابن رجب: (كتاب كبيرٌ جداً فيه فوائد كثيرة جليلة في الوعظ والتفسير والفقه والأصلين والنحو واللغة والشعر والتاريخ والحكايات، وفيه مناظراته ومجالسه التي وقعت له، وخواطره ونتائج فكره قيَّدها فيه).
وقد اختُلف في عدد أجزاء هذا الكتاب؛ لكن قال الذهبي: (لم يُصنف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب ، حدثني من رأى منه المجلد الفلاني بعد الأربعمائة).
ونقل ابن رجب عن بعضهم أنه ثمانمائة مجلّد؛ ولعل من أسباب الاختلاف تفاوت النسخ أو أنّ بعضهم اطلّع على جزء مفرد فظنّ أن الكتاب يبلغ نحو رقم الجزء الذي وقف عليه.
قال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة: (وذكر ابن عقيل في فنونه: قال حنبلي -يعني نفسه -: أنا أُقصِّرُ بغاية جَهدي أوقات أكلي، حتى أختار سفّ الكعك وتحسّيه بالماء على الخبزة لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ، توفرًا على مطالعة، أو تسطير فائدة، لم أدركها فيه)ا.هـ.
وقد ذكر الألباني رحمه الله في مقدّمة كتابه "أحكام الجنائز" في سياق إخباره عن قصة تأليفه للكتاب قال: (فاستخرت الله تعالى، وانكببت على الدراسة والمراجعة قرابة ثلاثة أشهر، أعمل فيه ليلاً ونهاراً، إلا ما لا بدّ منه من العمل في مهنتي، والنوم الذي لا غنى عنه لراحة جسمي، حتى تمكنت من إعداد هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم)ا.هـ.
وكتابه في أحكام الجنائز من أنفس ما كتب في موضوعه.

فإذا كان هذا حال العلماء من الانهماك في القراءة ومغالبة العوائق والقواطع الطبيعية التي لا بد من حاجة الإنسان لها في أصل أمره لكنّهم يحتالون ليقصّروا أمدها حتى يستفيدوا وقتاً أطول للقراءة وتحصيل العلم؛ فكيف يكون حالهم فيما دونها من المثبّطات التي ألهت كثيراً من طلاب العلم اليوم عن القراءة كما ينبغي.
وهذا الأمر وإن كان قد يستغربه من يستغربه فإن حقيقة المحبّة والاشتياق للقراءة واليقين بفضلها ونفعها يدفع لمثل هذا الحال؛ واعتبروا بحديث من تشتاقون لحديثه من أعزّ الناس إليكم والجلوس معه ألا يشعر المرء أنّه يودّ إطالة أمد اللقاء بل ربّما دافع احتياج نفسه للطعام والشراب وغيرهما ليظفر بمزيد من الوقت للاستئناس بحديثه والإقبال عليه والاستفادة من علمه إن كان من أهل العلم.
قال: نعيم بن حماد: كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته فيقال له: تكثر الجلوس في بيتك ألا تستوحش؟!!
فيقول: (كيف أستوحش و أنا مع النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه و التابعين لهم بإحسان!!). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
ونقل ابن مفلح في الآداب الشرعية عن عبد الساتر بن علي بن عبد الساتر العدل أنه دخل على الحافظ أبي نصر السجزي وهو وحدَه؛ فقال له: أيها الشيخ أنت جالس وحدك؟
فقال: (لست وحدي أنا بين عشرين ألفاً من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين أتحدّث معهم وأحكي عنهم).

وأبو نصر السجزي رحمه الله كان من أئمة أهل السنة والجماعة في القرن الخامس الهجري.

وكثرة القراءة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة والتابعين وأئمة الدين تورث محبّتهم وعيش القلب معهم، والمرء يُحشر مع من أحبّ.

ومن أعجب ما قرأت من قصص الانهماك في القراءة والكتابة والذهول عن الوقت ما نقله الذهبي في تاريخ الإسلام وسير أعلام النبلاء عن الحافظ شيرويه بن شهردار عن الحافظ الكبير إبراهيم بن الحسين الكسائي الهمذاني المعروف بابن ديزيل أنه قال: (كتبت في بعض الليالي، فجلست كثيرا، وكتبت ما لا أحصيه حتى عييت، ثم خرجت أتأمل السماء، فكان أول الليل، فعدت إلى بيتي، وكتبت إلى أن عييت ثم خرجت فإذا الوقت آخر الليل، فأتممت جزئي وصليت الصبح، ثم حضرت عند تاجر يكتب حسابا له، فورخه يوم السبت فقلت: سبحان الله ! أليس اليوم الجمعة ؟
فضحك، وقال: لعلك لم تحضر أمس الجامع ؟
قال: فراجعت نفسي، فإذا أنا قد كتبت لليلتين ويوما)ا.هـ.
وابن ديزيل كان من الأئمة الثقات المتقنين؛ بل قال الذهبي: (إليه المنتهى في الإتقان).
وكان بعض الأئمة من المحدّثين يعرضون كتبهم عليه ليصححها.
قال يحيى الكرابيسي : ( صحَّحْنا كتبنا بإبراهيم).
وقال ابن ماجة القزويني صاحب السنن: (منعني الخروج إلى إبراهيم قلة ذات اليد).
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: (قَالَ صالح بن أحمد الحافظ: سمعت أبي يقول: سَمِعْتُ عَليّ بن عيسى يَقُولُ: إن الإسناد الذي يأتي به إبراهيم لو كان فيه أن لا يؤكل الخبز لوجب أن لا يؤكل، لصحة إسناده).

والمقصود أن شدة المحبة والأنس بالشيء تذهل عن ملاحظة الزمن وأحوال الإنسان من الجوع والعطش والسهر، وهذا الأمر لا يختصّ به العلماء؛ بل هو لكلّ من أحبّ القراءة حتى أدمنها؛ فمدمنو قراءة الروايات – مثلاً- يُذكر عنهم عجائب في طول أمد القراءة والانكباب عليها ليلاً ونهاراً، بل يبلغ الأمر ببعضهم أنه إذا شرع في قراءة رواية ذهل عمّن حوله وعن الوقت فلا يدري ما عليه من الليل والنهار.
فهذا الإدمان والحرص على القراءة يقع للعلماء ولغيرهم من مدمني القراءة لكن الفرق الكبير بين الفريقين أنّ العلماء يقرأون فيما ينفعهم من علوم الشريعة واللغة العربية والعلوم النافعة، ويقرأون قراءة نافعة منظّمة تنمّي ملكاتهم العلمية وتوسّع مداركهم حتى يحققوا بها سعة الاطّلاع وحسن المعرفة.

والخلاصة التي نستفيدها من هذا الدرّس أن أئمة الهدى من أهل العلم قد اعتنوا بالقراءة عناية بالغة حتى انتفعوا وارتفعوا ، وجرى لهم من الثناء الحسن وانتفاع الناس بعلومهم وتصانيفهم ما هو معروف مشهور.
وذِكْرُ بعض أخبار حرصهم على القراءة وأحوالهم فيها يفيد طالب العلم حسن التأسّي بهم في ذلك، وأن لا ينصرف عن القراءة لأدنى عارض وشاغل، ولا يثبّطه عن القراءة مثبّط بأيّ حجّة من الحجج، وسنأتي بإذن الله تعالى على بيان بعض ما يُثبَّط به كثير من طلابُ العلم اليوم عن القراءة والردّ على تلك الإيرادات بإذن الله.

وإذا اجتمع للطالب الحرص الشديد على القراءة وتنظيم الوقت وتنظيم القراءة ومعرفة طرق القراءة النافعة فإنّه ينبغ بإذن الله تعالى مبكّراً، ويحصّل من العلم الغزير في سنوات يسيرة ما لا يحصّله غيره في سنوات كثيرة.

اللهم إنّا نسألك أن تحبّب إلينا طلب العلم النافع وأن تحبب إلينا القراءة النافعة وأن تعيننا عليها وتوفّقنا فيها توفيقاً مباركاً وتصلح نيّاتنا فيها إنك أنت السميع العليم.
وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir