دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > أصول الفقه > متون القواعد الفقهية > منظومة ابن سعدي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ذو القعدة 1429هـ/1-11-2008م, 04:36 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي أهمية القواعد الفقهية


اعْلـَمْ هـُدِيـْتَ أَنَّ أَفْضَلَ الـمـِنـَنْ = عـِلْمٌ يُزِيْلُ الشَّكَّ عـَنْكَ والدَّرَنْ
وَيـَكـْشـِفُ الـْحَقَّ لـِذِي الـقُلُوْبِ = وَيـُوْصـِلُ الـعَبْدَ إِلــَى الـْمَطْلـُوْبِ
فـَاحْرِصْ عَلَى فـَهْمِكَ لِلْقَوَاعِدِ = جـَامــِعــَةِ الـمـــَسـَائِلِ الــشَّوَارِدِ
فـَتـَرْتــَقِيْ فـِي العِلْمِ خَيْرَ مُرْتـَقَى = وَتـَقـْتــَفـِيْ سُبْلَ الَّذِي قـَدْ وُفِّقـَا
وَهـــَذِهِ قــَوَاعــِدٌ نــَظــَمــْتـُهـــــَا = مِنْ كُتْبِ أَهْلِ العِلْمِ قَدْ حَصَّلْتُهَا
جـَزَاهـُمُ الـْمـَوْلــَى عَظِيْمَ الأَجـْرِ = وَالــعــَفــْوَ مــَعْ غــُفــــْرَانـِهِ وَالــبِرِّ


  #2  
قديم 7 ذو القعدة 1429هـ/5-11-2008م, 06:58 AM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي شرح العلامة/عبد الرحمن بن ناصر السعدي

(اعْلَمْ هُدِيتَ أنَّ أَفْضَلَ المِنَنْ عِلْمٌ يُزِيلُ الشَّكَّ عَنْكَ والدَّرَنْ)
(وَيَكْشِفُ الحَقَّ لِذِي القُلُوبِ وَيُوصِلُ العَبْدَ إلى المَطْلُوبِ)يَعْني: أَنَّ مننَ اللهِ على العبادِ كثيرةٌ، وأَفضلُ مَا منَّ اللهُ على عبدِهِ بهِ هوَ: العلمُ النَّافِعُ.
وضابطُ العلمِ النَّافِعِ
-كمَا قُلْتُ في النَّظْمِ-: أَنَّهُ يُزيلُ عنِ القَلْبِ شيئينِ، وَهُمَا:

- الشُّبُهَاتُ.
- والشَّهواتُ.

فالشُّبهاتُ:تُورِثُ الشَّكَّ.

والشَّهواتُ:تورثُ دَرَنَ ا لقلبِ وقسوتَهُ، وتثبِّطُ البدنَ عنِ الطَّاعاتِ.

فعلامةُ العلمِ النَّافِعِ أَنْ يُزيلَ هذيْنِ المَرَضَيْنِ العَظيمَيْنِ، ويجلبَ للعبدِ في مقابلهمَا شيئيْنِ، وهُمَا:

- اليقينُ، الَّذي هُوَ ضِدُّ الشُّكوكِ.
- والثَّاني:الإيمانُ التَّامُّ الموصلُ للعبدِ لكلِّ مطلوبٍ، المثمرُ للأعمالِ الصَّالحةِ، الَّذي هوَ ضِدٌّ للشَّهواتِ، فكلَّما ازدادَ الإنسانُ منَ العلمِ النَّافعِ، حصلَ لهُ كمالُ اليقينِ، وكمالُ الإرادةِ، ولا تتمُّ سعادةُ العبدِ إلاَّ باجتماعِ هذيْنِ الأَمريْنِ، وبهمَا تُنَالُ الإمامةُ في الدِّينِ.

قالَ تعالى {وَجَعَلنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وكَانُوا بآياتِنَا يُوقِنُونَ}.
ودَرَجاتُ اليقينِ ثلاثٌ، كلُّ واحدةٍ أعلى منَ الأُخْرى:
-عِلمُ اليقين.
- وعَينُ اليقينِ.

- وحَقُّ اليقينِ.
فعلمُ اليقينِ:كَعِلْمِنَا الآنَ الجنَّةَ والنَّارَ.

وعينُ اليقينِ:إذَا وَرَدَ النَّاسُ القيامةَ {وأُزْلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقِينَ، وبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ للْغَاوِينَ} فرأَوْهُمَا قبلَ الدُّخُولِ.

وحقُّ اليقينِ:إذَا دخلوهُمَا.

وحاصلُ ذلكَ: أَنَّ العلمَ شجرةٌ تثمرُ كلَّ قولٍ حسنٍ وعملٍ صالحٍ، والجهلَ شجرةٌ تثمرُ كلَّ قوْلٍ وعملٍ خبيثٍ.

وإذَا كانَ العلمُ بهذِهِ المثابةِ فينبغي للإنسانِ أَنْ يحرصَ كلَّ الحرصِ، ويجتهدَ كلَّ الاجتهادِ في تحصيلِهِ، وأَنْ يُديمَ الاستعانةَ باللهِ في تحصيلِهِ، ويبدأَ بالأَهمِّ فالأَهمِّ منهُ، ومنْ أَهمِّهِ معرفةُ أًصولِهِ وقواعِدِهِ التي ترجعُ مسائِلهُ إليْهَا، فَلِهذا قلتُ:
(فَاحرِصْ عَلَى فَهْمِكَ لِلْقَوَاعِدِ جَامِعَــةِ المَسَائِلِ الشَّـوَارِدِ)
(لِتَرْتَقي في العـِلْمِ خَيْرَ مُرْتَقَى وَتَقْتَفي سُبْـلَ الَّذي قَـدْ وُفِّقَا)
(وهذِهِ قَوَاعِــــدٌ نَظَمْتُهَا مِنْ كُتْبِ أَهْلِ العِلْمِ قَدْ حَصَّلْتُهَا)

(جَزَاهُمُ المَوْلى عَظِيمَ الأَجْــرِ وَالعَفْـوَ مَـعْ غُفْرَانِهِ والبـِرِّ)وهذَا لأنَّ معرفةَ القواعدِ منْ أقوى الأَسبابِ لتسهيلِ العلمِ وفهمِهِ وحفظِهِ، لجمعِهَا المسائلَ المتفرِّقَةَ بكلامٍ جَامِعٍ.


  #3  
قديم 7 ذو القعدة 1429هـ/5-11-2008م, 07:00 AM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي روضة الفوائد ، لفضيلة الشيخ : مصطفى مخدوم

(5) (هُديتَ): دعاءٌ له بالهدايةِ،وهي التَّوفيقُ.

والدُّعاءُ لطالبِ العلمِ بالتَّوفيقِ والخيرِ فيه تأليفٌ لقلوبِ الطُّلابِ على مشقَّةِ العلمِ والصَّبرِ على تحصيلِه، وهو من أخلاقِ العلماءِ، والأصلُ فيه قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم لابنِ عبَّاسٍ، رضِي اللهُ عنه: ((اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ ِفي الدِّين وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ)).

ودعاءُ العالمِ الصالحِ مِن مَظانِّ الإجابةِ. (أفضلَ المِنَنْ): أي: أحسنَ النِّعمِ التي وهَبها اللهُ للعبدِ بعدَ نعمةِ الإيمانِ. (علمٌ يُزِيلُ الشَّكَّ عنك والدَّرَنْ):العلمُ هو:إدراكُ الشَّيءِ على ما هو عليه في الواقعِ.

والشَّكُّ: هو التَّردُّدُ، ضدُّه اليقينُ،والمرادُ به مرضُ الشُّبُهاتِ.

والدَّرَنُ: هو القَذَرُ وَزْناً ومعنًى،والمرادُ به هنا مرضُ الشَّهَواتِ.
والمرضُ قسمان:
- حسيٌّ.

- ومعنويٌّ.

أما الحسيُّ:فهو اعتلالُ البدنِ، ومنه قولُه تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[البقرة:184].

والمعنويُّ نوعان:
1-مرضُ الشُّبُهاتِ: وهي الأباطيلُ التي تُشْبِه الحقَّ، سُمِّيت بذلك لشبهِها بالحقِّ، ومنه قولُه تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}[الأحزاب:12].
2-مرضُ الشَّهواتِ: وهي الغرائزُ المحرَّمةُ كالزِّنا.

ومنه قولُه تعالى: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِه مَرَضٌ}[الأحزاب: 32].
وقد يَجْتَمِعان في العبدِ، وقد يَنْفَرِدُ أحدُهما.
ومرضُ الشُّبهاتِ: يُعالَجُ باليقينِ.

ومرضُ الشَّهواتِ: يُعالَجُ بالصَّبرِ، وبهما تُنالُ الإمامةُ في الدِّينِ {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}[السجدة: 24]، وجمعَ اللهُ بينَهما في قولِه: {إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[العصر، 3]، فالحقُّ يَدْفَعُ الشُّبُهاتِ، والصَّبرُ يَكُفُّ عن الشَّهواتِ.

فضابطُ العلمِ النَّافعِ:هو العلمُ الذي يُزِيُل عن صاحبِه الشُّبهاتِ والشَّهواتِ.
(6) (يكشف): أي: يُظْهِرُ ويُبْرِزُ. (الحقَّ): هو الثَّابتُ واللاَّزمُ، وضدُّه الباطلُ، وهو الزَّائلُ. (لذي القلوبِ): الأصلُ أن يقالَ: (لذَوِي القلوبِ) بالجمعِ، لكن مراعاةُ الوزنِ يُوقِعُ في هذه المضايقِ.

والمرادُ بذَوِي القلوبِ: أصحابُ العقولِ، والقلبُ يُطْلَقُ على العقلِ، كقولِه تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لَمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}[ق:37] أي: عقلٌ؛ لأن القلبَ مَحَلُّ الفهمِ والإدراكِ، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كثيراً مِن الجنِّ والإنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا}[الأعراف: 179]، فأضاف كلَّ عملٍ إلى آلتِه وأداتِه.

وسُمِّي القلبُ قلبًا لتقلُّبِه كثيرًا، كما قال الشاعرُ:

مـا سـُمِّي الـقلـبُ إلا مــِن تقلـُّبِه فاحْذَرْ لقلبِك مِن قلْبٍ وتَحْويلِ


وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يقولُ في دعائِه: ((اللُّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)).

(ويُوصِلُ العبدَ): أي، يُبْلِغُه.
والعبدُ يطلقُ على ثلاثةِ معانٍ،كما ذكَره الرَّاغبُ الأصْفَهانيُّ:

1-عبدٌ بحكمِ الشرعِ، وهو الإنسانُ الذي يصحُّ بيعُه، ويقابلُه الحرُّ، ومنه قولُه تعالى: {وَالعَبْدُ بِالعَبْدِ}[البقرة:178].

2-عبدٌ بالإيجادِ، وهو كلُّ مَن أوْجَده اللهُ تعالى، فيشملُ المخلوقاتِ جميعاً، كما قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً}[مريم، 93].

3- عبدٌ بالطَّاعةِ والعبادةِ، وهو نوعان:

أ- عبدٌ للهِ تعالى، وهذه عبوديةُ شرفٍ، ومنه قولُه: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان:63].
ب- عبدٌ لغيرِ اللهِ تعالى، وهذه عبوديةُ ذِلَّةٍ ومَهانةٍ، ومنه الحديثُ:
((تَعِس عبدُ الدِّينارِ، تَعِس عبدُ الدِّرهمِ)).

والعبدُ في البيتِ المذكورِ من الإطلاقِ الثاني، وهو العبدُ بالإيجادِ الشَّاملِ للمعاني الأخرى.

وأصلُ مادةِ (عبد) يدلُّ على التَّذليلِ، كما تقولُ العربُ: طريقٌ مُعَبَّدٌ أي: مُذلَّلٌ، وتقولُ: عبَّدْتُ فلاناً، أي: ذلَّلَتُه واتَّخَذْتُه عبداً، ومنه قولُه تعالى: {أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ}[الشعراء:22].
(المطلوبُ): أي: المقصودُ، ففي هذا إشارةٌ إلى أن العلمَ ليس مقصوداً لذاتِه، وإنما يُطْلَبُ للوصولِ به إلى العملِ ورِضْوان اللهِ تعالى، كما قيل: (هتَف العلمُ بالعملِ فإن أجابه وإلا ارْتَحل).

(7) الحرصُ:هو شدةُ الطَّلبِ والعنايةِ.

والفهمُ: الإدراكُ للشَّيءِ.

والقواعدُ: جمعُ قاعدةٍ، وهي في اللُّغةِ: الأساسُ، ومنه قولُه تعالى: {فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ}[النحل،26].

وفي الاصطلاحِ:حكمٌ كُلِّيٌّ تَدْخُلُ فيه جزئيَّاتٌ كثيرةٌ.

وتُطْلَقُ القواعدُ على القواعدِ الأصوليَّةِ والقواعدِ الفقهيَّةِ، والمرادُ هنا الثَّاني، بقرينةِ قولِه: (جامعةِ المسائلِ الشَّواردِ)، وكونُ النَّظمِ في علمِ القواعدِ الفقهيَّة، ولكنَّه باعتبارِ الغالبِ؛ لأنه ذكَر بعضَ القواعدِ الأصوليَّةِ أيضاً.

والفرقُ بينَهما مِن وجوهِ:
أ - مِن جهةِ الموضوعِ، فإن موضوعَ علمِ القواعدِ الفقهيَّةِ أفعالُ المكلَّفين، وموضوعَ علمِ القواعدِ الأصوليَّةِ الأدلةُ والأحكامُ.

ب- أن القواعدَ الأصوليَّةَ أدلَّةٌ إجماليَّةٌ، والقواعدَ الفقهيَّةَ أحكامٌ كُلِّيَّةٌ، كما ذكَره الإمامُ ابنُ تيميَّةَ.
بالإضافةِ إلى فروقٍ أخري تُذْكَرُ في المطوَّلاتِ. (المسائلِ): هي الوقائعُ التي يُسْأَلُ عنها.

(الشَّواردِ)، جمعُ شاردةٍ، وهي النَّافرةُ وغيرُ المجموعةِ.

فمن شأنِ القواعدِ الفقهيَّةِ أنها تَجْمَعُ المسائلَ المتناثرةَ تحتَ حكمٍ كُلِّيٍّ، فيَسْهُلُ على الإنسانِ معرفةُ أحكامِ الجزئيَّاتِ، ودراسةُ الفقهِ، لأن دراسةَ الفقهِ عن طريقِ القواعدِ أسهلُ وأشملُ، كما أن دراستَه عن طريقِ الجزئيَّاتِ أدَقُّ وأحكمُ.
والجزئيَّاتُ الفقهيَّةُ لا تَتَناهَى، ويَسْتَجِدُّ في كلِّ زمانٍ من المسائلِ ما لم يكنْ معروفاً قبلَ ذلك، قال

الأهدلُ عن الفقهِ:

وهــو فــنٌّ واسـعٌ مـُنــْتَشِرُ فـروعـُه بـالعـدِّ
لا تَنْحَصِرُ

وإنـمـا تـُضـْبـَطُ بــالقواعدِ فحفظُها مِن أعظمِ الفوائدِ
والحفظُ وحدَه لا يَكفِي، ولابدَّ من الفهمِ، كما ذكَر النَّاظمُ.
(8)(ترتقي): أي تَعْلُو وتَصْعَدُ.

والمرتقَى هو: الشَّيءُ الذي يَحْصُلُ به الارتقاءُ، كالدَّرَجِ والسُّلَّمِ.

والاقتفاءُ:اتِّباعُ الأَثَرِ.

والسُّبلُ:جمعُ سبيلٍ، وهو الطَّريقُ وزناً ومعنًى، ويُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ.

وباءُ السُّبلِ في النَّظمِ ساكنةٌ، مُراعاةً للوزنِ.

والمعنى: أنك لو فهِمْت هذه القواعدَ وحفِظْتَها، فإنك تعلو بذلك في منازلِ العلمِ، وتكونُ بذلك مُتَّبِعاً لآثارِ العلماءِ الموفَّقين لطريقِ الحقِّ.(9) (قواعدٌ): بالتنوينِ مراعاةً للوزنِ، والأصلُ بدونِ التَّنوينِ، لأنه ممنوعٌ مِن الصَّرفِ، ولكنَّ الاضطرارَ مبيحٌ لذلك باتفاقٍ، قال ابنُ مالكٍ:

ولاضــطــرارٍوتــنــاسـُبٍ صـُرِفْ ذو المنعِ والمصروفُ قد لا يَنْصَرِفْ

(نظَمْتُها): أي، جعَلْتُها في نظمٍ،


والنَّظمُ: عقدُ المنثورِ، كما أن الحلَّ هو نثرُ المنظومِ، وأصلُ النَّظمِ في اللُّغةِ جمعُ اللُّؤلؤ في سلكٍ، وإنما اختار النَّظمَ -مع ضيقِه- لسهولةِ حفظهِ وطولِ بقائِه في الذِّهنِ، كما قال ابنُ عاصمٍ الأنْدَلُسيُّ:

والنظمُ مُدْنٍ منه كلَّ ما قَصَى مُذَلِّلٌ مِن مُمْتَطاه ما اعْتَصَى
فهو مِن النَّثرِ لفهمٍ أسبقُ ومُقْتَضاه بالنفوسِ أعْلَق
ثم ذكَر النَّاظمُ أن هذه القواعدَ ليست مِن بناتِ أفكارِه، ونتائجِ اختراعاتِه، ولكنها مستفادةٌ مِن كتبِ العلماءِ.
وهذا مِن أدبِ النَّاظمِ، وحسنِ أخلاقِه، فإن مِن بَرَكةِ العلمِ أن يُنْسَبَ إلى صاحبِه، كما يقالُ.
وأما الذي يَنْسِبُ الفوائدَ لنفسِه، مع علمِه أنها لغيرِه فهو داخلٌ في قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم، ((المُتَشَبِّعُ بما لم يُعْطَ كلابسِ ثَوْبَيْ زُورٍ)).

(10) (جزاهم): أي: أثابهم. (المولى): لفظٌ مشتركٌ، يُطْلَقُ على المُعْتَقِ، والمُعْتِقِ والمالكِ، والنَّاصرِ، والجارِ، وابنِ العمِّ، والصَّاحبِ، والقريبِ، والحليفِ.

والمرادُ هنا: المالكُ والنَّاصرُ، وهو اللهُ تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ}[محمد:11].
(عظيمَ الأجرِ): من بابِ إضافةِ الصِّفةِ إلى الموصوفِ، والمرادُ: أجراً عظيماً. (والعفوَ مع غُفرانِه): العفوُ والغُفرانُ:بمعنى التَّجاوُزِ عن الذَّنْبِ، والأوَّلُ أبلغُ؛ لأنه يفيدُ محوَ الشَّيءِ وإزالتَه، بخلافِ الغُفرانِ فإنه يدلُّ على التَّغطيةِ، وهذا لا يفيدُ الإزالةَ.

والدُّعاءُ لأهلِ العلمِ مِن حسنِ الأدبِ، وجميلِ الأفعالِ، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِر لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا}[الحشر: 10]. وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْروفاً فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوْا فَادْعُوْا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ)).

ومعروفُ العلمِ أعظمُ مِن معروفِ المالِ.
ولهذا تَسْتَغْفِرُ النَّمْلُ في جُحْرِها والحيتانُ في بحرِها لمعلِّمِ النَّاسِ الخيرَ.


  #4  
قديم 7 ذو القعدة 1429هـ/5-11-2008م, 07:02 AM
مسلمة 12 مسلمة 12 غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,159
افتراضي شرح الشيخ : سعد بن ناصر الشثري ( مفرغ )

القارئ: (اعلم هديت أن أفضل المننْ علمٌ يُزيل الشَّك عنك والدرنْ)

الشيخ:
بدأ المؤلف بعد ذلك ببيان منـزلة العلم، وأن العلم نعمة من النعم التي ينعم الله بها على عباده.

وقد جاءت النصوص متواترة في بيان فضل العلم ومكانته ومنزلته.

منها قوله سبحانه: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}.



ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))كما في (الصحيح) من حديث معاوية، وجاء في الحديث الآخر في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدرِّس أصحابه في المسجد، فأقبل ثلاثة نفرٍ فدخل أحدهم في الحلقة، وجلس الآخر خلف القوم، وولّى الثالث مدبراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم مثل القوم؟ أما أحدهم فآوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيى من الله فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه)).

والعلم يستفاد به شيئان:

الأول: اليقين الذي تزول به وساوس الشيطان بالشبهات، فاليقين من صفة أهل الإيمـان، وكلما كان المـرء عالماً حصـل له اليقين، وكلما كان متمسكاً بمنهج السلف الصالح وعقيدة أهـل السنـة حصـل له من اليقين ما لم يحصـل لغيره ولأمثاله من أصحـاب العقائد والاتجاهات الأخرى.

والثاني: مما يحصل به العلم ما يدفع الله به الشهوات عن القلب: وهو الورع .

ولهذا كان العلماء هم أهل الخشية: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} لأن عندهم من العلم ما يدفع الله به الشبهات والشهوات.


وقول المؤلف هنا: (أن أفضل المنن) هو العلم ليس ظاهره مراداً للمؤلف؛ لأنه من المعلوم أن أفضل نعمةٍ ينعم الله بها على العباد هي رؤيته سبحانه في الجنة يوم القيامة، كما ورد ذلك في (صحيح مسلم) من حديث صهيب، ولكن نقول بأن العلم لما كان موصلاً إلى الجنة التي يحصل فيها لقاء الله عز وجل والنظر إليه كان العلم وسيلةً لأفضل النعم.

القارئ: (ويكشف الحق لذي القلوب ويوصل العبد إلى المطلوب)

الشيخ: ومن فوائد العلم:

- أنه يبين للمرء الحق، ومن هنا نعرف أن العلم ليس بمعرفة الأقوال، وإنما العلم بمعرفة الراجح من الأقوال، من عرف أقوال العلماء، وعرف أن في المسألة ثلاثة أقوال، أو أربعة أقوال، وأحاط بخلافهم، فليس في الحقيقة عالماً، إنما العالم الذي يعرف الأقوال بأدلتها ويتمكن من الترجيح فيها، ولذلك كان السلف يعرفون الأقوال في المسألة، لكنهم لا يفتون فيها؛ لأنهم لم يتوصلوا للترجيح في تلك المسألة.
- ويوصل العلم العبد إلى المطلوب من رضاء الله عز وجل ويوصله إلى جنة الخلد.

القارئ: (فاحرص على فهمك للقواعد جامعة المسائل الـشوارد)

الشيخ:
يُرَّغب المؤلف هنا بفهم القواعد وبمعرفتها، وعلم القواعد من العلوم المهمة التي تيسِّر لطالب العلم معرفة أحكام الفروع الفقهية، فإن الإحاطة بالفروع الفقهية غير ممكن، فلا يمكن لإنسان مهما بلغت منزلته من العلم أن يحيط بالفروع الفقهية بذاتها، فيعرف جميع المسائل الفقهية، ولكن من عرف القواعد الفقهية أحاط من خلالها بالفروع الفقهية، وهذا معنى قول المؤلف هنا: (جامعة المسائل الشوارد) أي: المسائل الفقهية تُجمع من خلال القواعد.

وكونها شوارد:
تشرد عن الذهن، وكون الإنسان قد قرأ جميع مسائل الفقه لابد أن يَنُدَّ عن ذهنه شيءٌ من المسائل.

ومن فوائد تعلم علم القواعد الفقهية:
غير ما ذكره المؤلف: أن القواعد الفقهية تجعل الإنسان لا يضطرب في المسائل الفقهية؛ فإن من سار على قاعدة فقهية، كانت أحكامه الفقهية سائرةً على منهج واحد، أما من لم يراع القواعد الفقهية؛ فإن ترجيحاته تكون مضطربةً غير سائرةٍ على منهج واحد.


ومن فوائد تعلم علم القواعد أيضاً:
أنه يجعل المرء يعرف أسرار الشريعة، ويفقه مقاصد الشريعة من خلال تقرير الأحكام الفقهية.

ومن ذلك أيضاً: أن القواعد الفقهية موجزة الألفاظ سهلةٌ يمكن للمرء أن يحيط بها وأن يحفظها، بخلاف الفروع الفقهية.

ومن فوائد تعلم علم القواعد الفقهية أيضاً:
القدرة على استعمال القياس، فإننا عندما نعرف العلة التي من أجلها ثبت الحكم، نُلحق بقية المسائل بهذه المسألة، ولذلك جاء عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كتب رسالة إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، رسالته المشهورة في القضاء، فقال فيها: (واعرف الأشباه والأمثال، وقس الأمور عند ذلك، واعمد إلى أحبها إلى الله)، وهذه الرسالة قد شكك بعض الناس فيها، لكنها ثابتة، فقد رُويت من أربعة طرق يقوي بعضها بعضاً، وأحد هذه الطرق رجاله ثقات وإن كان فيه وجادة، لكنَّ الوجادة طريق للعمل وإن لم تكن طريقاً صحيحاً للرواية، فبمجموع هذه الروايات يثبت هذا الكتاب، ولذلك نجد الأئمة يوثقون هذا الكتاب ويعتبرونه، حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في (منهاج السنة): (إن كتاب عمر إلى أبي موسى الأشعري كتاب مشهورٌ معروفٌ عند العلماء تداولوه بالشرح).
وقد أفرد الإمام ابن القيم هذا الكتاب كتاب عمر بالشرح في كتابه (إعلام الموقعين) في أغلب المجلد الأول والمجلد الثاني، فهو كتاب مشهور معروف.

القارئ: (فترتقي في العلم خير مُرتقى وتقتفي سبل الذي قد وُفقا)




الشيخ: هنا فائدة من فوائد تعلم علم القواعد: وهو أن المرء يرتقي في هذا العلم ويكون محيطاً به عالماً بأسراره، ويكون بذلك قادراً على معرفة حكم النوازل الجديدة، فإنك عندما تعرف علل الأحكام والقواعد التي تُرَّد إليها الأحكام تكون بذلك عارفاً بأحكام النوازل الجديدة، وبالقواعد الفقهية تتكون لدى المرء ملكة فقهية يستطيع بها معرفة أحكام المسائل الشرعية.

وقوله هنا: (وتقتفي سبل الذي قد وفقا) فيه إشارة إلى أن المرء يجب عليه الاتباع والسير على منهج الصالحين مِمَن قبله.

وعلى ذلك تدل النصوص الشرعية:
منها: قول الله عـز وجـل: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ...} الآية.

-وقوله سبحانه: {اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} بل إن الله عز وجل قد توعَّد من ترك سبيل المؤمنين في قوله سبحانه: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا}.

القارئ:
(وهذه قواعدٌ نظمتها من كتْب أهل العلم قد حصَّلتها)




الشيخ: في هذا البيت إشارة إلى منهج المؤلف في هذا الكتاب وهذا المؤلَّف بأنه خاصٌ بالقواعد، وفيه إشارةٌ إلى أنها منظومة، وفيه إشارةٌ إلى أنه قد استفاد من أهل العلم السابقين، ففي هذا البيت اعتراف بالفضل لمن سبقه، وهذا منهج أهل الإيمان أنهم لا ينسبون إلى أنفسهم ما ليس لهم، بل قد ورد في حديث أسماء رضي الله عنها في الصحيحين- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المتشبّع بما لم يُعط كلابس ثوبَيْ زور)).

القارئ: (جزاهم المولى عظيم الأجر والعفو مع غـفرانه والـبر)


الشيخ:
احتوى هذا البيت الدعاء لأهل العلم السابقين ومعرفة فضلهم، وهذا من منهج أهل السنة والجماعة أنهم يترضون عن من سبقهم، ويعرفون لهم فضلهم، ويثنون عليهم، ويدعون لهم، ولهذا قال الله جل وعلا: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإَِّخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا}.

فأهل الإيمان يعرف بعضهم لبعضٍ مكانته وميزته، وأهل الإيمان يدعو بعضهم لبعض بالخير، ويتعاونون على ما يقربهم إلى الله عز وجل، وقد ورد في الحديث: ((أن من دعا لأخيه بظهر الغيب وكَّلَ الله له ملكاً يقول كلما دعا: آمين، ولك بمثل)).

فالدعاء لأهل الإيمان من القربات التي يتقرب بها العباد إلى ربهم عز وجل.


انتهى المؤلف بذلك من مقدمة القواعد الفقهية، وانتقل بعد ذلك إلى الحديث عن مبحث النية.

س: ما هو الفرق بين القواعد الأصولية وأصول الفقه ؟
ج: القواعد الأصولية جزء من مباحث أصول الفقه، لأنأصول الفقه يحتوي على شيئين:

معرفة الألفاظ الواردة فيه.

ويحتوي على القاعدة الأصولية، من خلال تقريرها، وإقامة الدليل عليها، وبيان الخلاف فيها.

فالقاعدة الأصولية هي: زُبدة علم أصول الفقه.
بينما علم أصول الفقه: يحتوى على تعريف المصطلحات، على الخلاف في هذه القواعد الأصولية، وإقامة الدليل، والترجيح، أما القاعدة الأصولية فهي: الحكم النهائي المستخلص من خلال علم أصول الفقه.

س: يعد كثيرٌ من العلماء كتاب (قواعد الأحكام في مصالح الأنام) في كتب القواعد الفقهية مع أن موضوعه دائر في الكلام عن المصالح فهو أشبه بكونه من كتب المقاصد الشرعية، أرجو التوضيح .

ج: كتاب العز بن عبد السلام يحتوي الأمرين معاً: المقاصد والقواعد الفقهية، فإن العز أرجع مسائل الفقه إلى قاعدة اعتبار المصالح وإلغاء المفاسد، فهذه قاعدة فقهية، ولذلك نجد أن كثيراً من العلماء يذكر أن مقاصد الشريعة جزءٌ من مباحث علم القواعد الفقهية، فمثلاً: قاعدة (المشقة تجلب التيسير) فيها ملاحظة لمقصد من مقاصد الشريعة وقاعدة: (الأمور بمقاصدها) فيها ملاحظة لمقاصد المكلَّف، ومن هنا نجد كثيراً من العلماء يعتبرون علم المقاصد جزءاً من علم القواعد الفقهية.

س: هل يلزم وجود الدليل على دخول الفرع تحت القاعدة الكبرى؟
ج: القاعدة لابد من إقامة الدليل عليها، ولا يصح أن نثبت قاعدةً بلا دليل، فإذا أثبتنا القاعدة بدليلها فحينئذٍ تندرج كل جزئيةٍ تحت هذه القاعدة، وتدخل تحتها ولا نحتاج إلى دليلٍ، مثال ذلك قاعدة: (الأمور بمقاصدها) تشمل وجوب النية في الوضوء، وفي الصلاة، ولا نحتاج إلى دليل جديدٍ لإثبات دخول هذا الفرع في القاعدة، وإنما على من نفى دخول الفرع في القاعدة إقامة الدليل على أنه ليس من القاعدة.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أهمية, القواعد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir