الباب السادس: في سجود السهو والتلاوة والشكر

[محمد أبو زيد]

الباب السادس: في سجود السهو والتلاوة والشكر

وفيه مسائل:
المسألة الأولى: في مشروعية سجود السهو وأسبابه
والمراد به: السجود المطلوب في آخر الصلاة جبراً لنقص فيها أو زيادة أو شك.
وسجود السهو مشروع؛ لقوله صلّى اللّه عليه وسلّم: (إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين) ، ولفعله صلّى اللّه عليه وسلّم ، كما سيأتي بيانه.
وقد أجمع أهل العلم على مشروعية سجود السهو.
وأسبابه ثلاثة: الزيادة، والنقص، والشك.

المسألة الثانية: متى يجب؟
يجب سجود السهو لما يأتي:
1 - إذا زاد فعلاً من جنس الصلاة، كأن يزيد ركوعاً أو سجوداً أو قياماً أو قعوداً ولو قدر جلسة الاستراحة؛ لحديث ابن مسعود: (صلى بنا الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم خمساً فلما انفتل من الصلاة توشوش القوم بينهم فقال:(ما شأنكم؟ ) فقالوا: يا رسول الله هل زيد في الصلاة شيء؟ قال: (لا) . قالوا: فإنك صلّيت خمساً. فانفتل ، فسجد سجدتين، ثم سلّم، ثم قال:( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين). فإذا علم بالزيادة وهو في الصلاة وجب عليه الجلوس حال علمه، حتى لو كان في أثناء الركوع، لأنه لو استمر في الزيادة مع علمه لزاد في الصلاة شيئاً عمداً، وهذا لا يجوز.
2 - أو سلم قبل إتمام صلاته؛ لحديث عمران بن حصين قال: (سلم رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم في ثلاث ركعات من العصر، ثم قام فدخل الحجرة، فقام رجل بسيط اليدين فقال: أقصرت الصلاة؟ فخرج، فصلى الركعة التي كان ترك، ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو، ثم سلم).
3 - أو لحن لحناً يحيل المعنى سهواً؛ لأن عمده يبطل الصلاة، فوجب سجود السهو.
4 - أو ترك واجباً؛ لحديث ابن بحينة قال: (صلى لنا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ركعتين من بعض الصلوات ثم قام فلم يجلس ، فقام الناس معه، فلما قضى صلاته ونظرنا تسليمه كبر قبل التسليم فسجد سجدتين وهو جالس، ثم سلّم). ثبت هذا بالخبر فيمن ترك التشهد الأوسط، فيقاس عليه سائر الواجبات، كترك التسبيح في الركوع والسجود، وقوله بين السجدتين: ربّ اغفر لي، وتكبيرات الانتقال.
5 - ويجب سجود السهو إذا شك في عدد الركعات فلم يدر كم صلى؟
وذلك أثناء الصلاة؛ لأنه أدى جزءاً من صلاته متردداً في كونه منها أو زائداً عليها، فضعفت النية، واحتاجت للجبر بالسجود؛ لعموم حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (إن أحدكم إذا قام يصلي جاءه الشيطان فلبس عليه، حتى لا يدري كم صلى، فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس). وهو في هذه الحالة بين أمرين: إمّا أن يكون الشك بدون ترجيح لأحد الاحتمالين، ففي هذه الحالة يأخذ بالأقل ويبني عليه، ويسجد للسهو؛ لقوله صلّى اللّه عليه وسلّم: (إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثاً أم أربعاً، فليطرح الشك، وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلّم).
أما إذا غلب على ظنه وترجح أحد الاحتمالين، فإنه يعمل به، ويبني عليه، ويسجد سجدتين للسهو؛ لقوله صلّى اللّه عليه وسلّم فيمن شك وتردد: (فليتحر الصواب، ثم ليتم عليه -أي على التحري- ثم ليسلّم، ثم ليسجد سجدتين بعد أن يسلّم).

المسألة الثالثة: متى يسنّ؟
يسن سجود السهو إذا أتى بقول مشروع في غير محله سهواً؛ كالقراءة في الركوع والسجود، والتشهد في القيام، مع الإتيان بالقول المشروع في ذلك الموضع، كأن يقرأ في الركوع مع قوله: سبحان ربي العظيم؛ لحديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: (إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين).

المسألة الرابعة: موضعه وصفته
1 - موضعه: لا ريب أن الأحاديث وردت في موضع سجود السهو على قسمين:
قسم دلّ على مشروعيته قبل السلام، والقسم الآخر دل على مشروعيته بعد السلام؛ ولهذا قال بعض المحققين: إن المصلي مخيّرٌ إن شاء سجد قبل السلام أو بعده؛ لأن الأحاديث وردت بكلا الأمرين، فلو سجد للكل قبل السلام أو بعده جاز. قال الزهري: كان آخر الأمرين السجود قبل السلام.
2 - صفة سجود السهو: سجدتان كسجود الصلاة، يكبر في كل سجدة للسجود وللرفع منه، ثم يسلّم. وذهب بعضهم إلى أنه يتشهد إذا سجد للسهو بعد السلام؛ لورود ذلك عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في ثلاثة أحاديث حسنة بمجموعها، كما قال الحافظ ابن حجر.

المسألة الخامسة: سجود التلاوة
1 - مشروعيته وحكمه: وهو مشروع عند تلاوة الآيات التي وردت فيها السجدات واستماعها.
قال ابن عمررضي الله عنهما: (كان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد معه، حتى ما يجد أحدنا موضعاً لجبهته) ، وهو سنة على الصحيح، وليس بواجب، فقد قرأ زيد ابن ثابت على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم "والنجم"، فلم يسجد فيها. فدل على عدم الوجوب.
ويشرع سجود التلاوة في حق القارئ والمستمع، إذا قرأ آية سجدة في الصلاة أو خارجها؛ لفعله صلّى اللّه عليه وسلّم ذلك عندما كان يقرأ السجدة، ولسجود الصحابة معه كما مرّ في حديث ابن عمر: (فيسجد ونسجد معه). والدليل على مشروعيته في الصلاة: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي رافع قال: صليت مع أبي هريرة العتمة، فقرأ (إذا السماء انشقت) فسجد، فقلت: ما هذه؟ قال: سجدت بها خلف أبي القاسم صلّى اللّه عليه وسلّم، فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه.
فإذا لم يسجد القارئ لا يسجد المستمع؛ لأن المستمع تبع فيها للقارئ، ولحديث زيد بن ثابت المتقدم، فإن زيداً لم يسجد، فلم يسجد النبي - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
2 - فضله: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: ياويله، أمر ابن آدم بالسجود فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت، فلي النار).
3 - صفته وكيفيته: يسجد سجدة واحدة، ويكبّر إذا سجد، ويقول في سجوده: (سبحان ربي الأعلى) كما يقول في سجود الصلاة، ويقول أيضاً: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، وإن قال: (سجد وجهي للذي خلقه، وشقّ سمعه وبصره بحوله وقوته) فلا بأس.
4 - مواضع سجود التلاوة في القرآن:
مواضع سجود القرآن الكريم خمسة عشر موضعاً، وهي على الترتيب:
1 - آخر سورة الأعراف (آية رقم 206).
2 - سورة الرعد (آية رقم 15).
3 - سورة النحل (آية 49 - 50).
4 - سورة الإسراء (آية 107 - 109).
5 - سورة مريم (آية 58).
6 - أول سورة الحج (آية 18).
7 - آخر سورة الحج (آية 77).
8 - سورة الفرقان (آية 73).
9 - سورة النمل (آية 25 - 26).
10 - سورة السجدة (آية 15).
11 - سورة فصلت (آية 37 - 38).
12 - آخر سورة النجم (آية 62).
13 - سورة الانشقاق (آية 20 - 21).
14 - آخر سورة العلق (آية 19).
والخامسة عشرة: هي سجدة سورة (ص)، وهي سجدة شكر، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (ليست "ص" من عزائم السجود، وقد رأيت النبي - صلّى اللّه عليه وسلّم - يسجد فيها).

المسألة السادسة: سجود الشكر
يستحب لمن وردت عليه نعمة، أو دفعت عنه نقمة، أو بشر بما يسرّه، أن يخرّ ساجداً لله؛ اقتداء بالنبي صلّى اللّه عليه وسلّم. ولا يشترط فيها استقبال القبلة، ولكن إن استقبلها فهو أفضل.
وقد كان رسول الله - صلّى اللّه عليه وسلّم - يفعله، فعن أبي بكرة: (أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا أتاه أمر يسره -أو يسرّ به- خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى) ، وكذا فعله الصحابة رضوان الله عليهم.
وحكم هذا السجود حكم سجود التلاوة، وكذا صفته وكيفيته). [الفقه الميسر: 69-74]

محمد زبير شاكر لهذا

[رمضان إمام رمضان محمد علي]

بسم الله الرحمن الرحيم : بفضل الله وبعونه نبدأ إجابة أسئلة المجموعة الخامسة ( مجلس المذاكرة الثاني - القسم الثاني من كتاب الصلاة )
س1 بين فضل صلاة الجماعة ؟ وما أقل ما تنعقد به ؟
ج1: فضل صلاة الجماعة : هي من أعظم الطاعات وصلاة الجماعة في المساجد شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام وقد حث النبي صلي الله عليه وسلم عليها لفضلها العظيم
( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة او ضعفا ) - وإذا توضأ العبد فأحسن الوضوء ثم خرج للصلاة بالمسجد لا يخرجه إلا صلاته لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه خطيئة فإذا صلي لم تزل الملائكة
تصلي عليه ما دام في مصلاة )
- تؤكد وحدة المسلمين لأجل مصالحهم ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم -) الحجرات 13
- وأقل ما تنعقد به ( اثنان لقوله صلي الله عليه وسلم عن مالك ابن الحويرث - إذا حضرت الصلاة فأذنا ثم أقيما وليؤمكما أكبركما )
س2 - ما الذي يتحمله الإمام عن المأموم ؟
ج2- ( القراءة في الصلاة الجهرية لحديث ابي هريرة رضي الله عنه ( وإذا قرأ فانصتوا ) ولقوله صلي الله عليه وسلم ( من كان له إمام فقراءته له قراءة )
س3 - ما عدد ركعات الوتر وصفته ؟
ج3- ركعة واحدة علي الأقل لحديث عمر وابن عباس ( الوتر ركعة من آخر الليل ) ( صلي ركعة واحدة توتر له ما قد صلي )
ويجوز ثلاث ركعات لحديث عائشة رضي الله عليها ان النبي صلي الله عليه وسلم ( يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن ثم يصل أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصل ثلاثا ) ويجوز بسلامين
وتجوز سردا لتشهد واحد لحديث عائشة رضي الله عنها ( كان النبي صلي الله عليه وسلم يوتر بثلاث لا يقعد إلا آخرهن ) - ولا تصلي بتشهدين وسلام واحد حتي لا تشبه صلاة المغرب وقد نهي صلي الله عليه وسلم
ويجوز سبع ركعات وخمس ركعات ولا يجلس إلا في أخرها
س4- ما المقصود بسجود التلاوة ؟ وما حكمه ؟ ومتي يشرع ؟ مع ذكر الدليل
ج4 - هو سجود القارئ والمستمع إذا قرأ آية سجدة في الصلاة أو خارجها لفعله صلي الله عليه وسلم ( عندما كان يقرأ السجدة ( فيسجد ونسجد معه ) لحديث ابن عمر
وإن لم يسجد القارئ لا يسجد المستمع وهو سنة وليس بواجب ( فقد قرأ زيد ابن ثابت علي النبي ( والنجم ) فلم يسجد فيها فدل علي عدم الوجوب
وما حكمه : هو مشروع عند التلاوة لآيات التي وردت فيها السجدات وإستماعها
س5- دلل لما يلي : فضل سجود التلاوة
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال ( إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد إعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار
- الحرص علي تسوية الصفوف في الصلاة والتراص فيها وسد الفرج وإتمام الصف الأول فالأول
يستحب للمأمومين أن يتقدموا الي الصف الأول ويحرصوا عليه ويحذروا من التأخير لقوله صلي الله عليه وسلم ( تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم لا يزال قوم يتأخرون حتي يؤخرهم الله )
ولقوله صلي الله عليه وسلم ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لأستهموا )
ولقوله صلي الله عليه وسلم ( سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة ) وعن أنس رضي الله عليه أقيمت الصلاة فأقبل علينا صلي الله عليه وسلم بوجهه فقال ( أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري )
وعن أنس رضي الله عنه ( كان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه ( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها وكيف يارسول الله تصف الملائكة عند ربها ( يتمون الصفوف الأولي ويتراصون في الصف )
- مشروعية سجود الشكر
يستحب لمن ورد عليه نعمة أو دفعت عنه نقمة أو بشر بما يسره أن يخر ساجدا لله اقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم ولا يشترط استقبال القبلة والأفضل استقبالها
إن النبي إذا أتاه ما يسره أو سر به خر ساجدا شكرا لله تبارك وتعالي
والحمدلله رب العالمين