دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السلوك والآداب الشرعية > متون الآداب الشرعية > منظومة الآداب

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 محرم 1430هـ/3-01-2009م, 03:02 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي وصايا لطالب العلم


247- وَلاَ تَسْأَمَنَّ (الْعِلْمَ) وَاسْهَرْ لَنَيْلِهِ = بِلاَ ضَجَرٍ: تَحْمَدْ سُرَى اللَّيْلِ فِي غَدِ
248- وَلاَ تَطْلُبَنَّ الْعِلْمَ: لِلْمَالِ وَالرِّيَا = فَإِنَّ مِلاَكَ الأَمْرِ فِي حُسْنِ مَقْصِدِ
249- وَكُنْ عَامِلاً بِالْعِلْمِ فِيْمَا اسْتَطَعْتَهُ: = لِيُهْدَى بِكَ الْمَرْءُ الَّذِي بِكَ يَقْتَدِيْ
250- وَكُنْ حَرِيْصًا عَلَى نَفْعِ الْوَرَى وَهُدَاهُمُ = تَنَلْ: كُلَّ خَيْرٍ فِي نَعِيْمٍ مُؤَبَّدِ

  #2  
قديم 7 محرم 1430هـ/3-01-2009م, 03:03 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي غذاء الألباب شرح منظومة الآداب/السفاريني

ثم إن الناظم رحمه الله تعالى حرض على بذل الجهد في طلب العلم ، وحث على السهر في نيله عودا على بدء في قوله أول المنظومة : إلا من له في العلم إلخ . لأن كل خير في الدنيا والآخرة فطريقه العلم فقال : مطلب : في الحث على طلب العلم : ولا تسأمن العلم واسهر لنيله بلا ضجر تحمد سرى الليل في غد ( ولا تسأمن ) لا ناهية وتسأمن فعل مضارع مؤكد بالنون الثقيلة ، أي لا تملن ( العلم ) تعلما وتعليما وحفظا ومطالعة وكتابة . يقال سئم الشيء وسئم منه كفرح سآمة وسآما وسآمة وسأما : مل فهو سئوم كما في القاموس . وقال في لغة الإقناع : سئمت شيئا أسأمه مهموز من باب تعب سآما وسآمة بمعنى ضجرته ومللته . وفي التنزيل { لا يسأم الإنسان من دعاء الخير } . ( واسهر ) أيها الطالب له الراغب فيه لا عنه ، فإنه لن ينال الكرامة إلا من قال للكرى مه . قال في القاموس : سهر كفرح لم ينم ليلا ، ورجل ساهر وسهار وسهران ( لنيله ) أي لأجل أن تناله وتعطاه فإنه لا يدرك بالراحة والأشر ، بل بالطلب والسهر ، فمن ألف السهاد ، وترك الوساد والمهاد ، وجاب البلاد ، وحرم الأهل والأولاد ، نال منه المراد . من طلب وجد وجد ، ومن قرع الباب ولج ولج . ومن ألف السآمة والنوم ، ولم ينل ما نال القوم . فإذا رأيت نفسك لا تنهض لنيل العلوم ، ولا تدأب في إدراك المنطوق منها والمفهوم ، فاعلم أنك ممن استرذله الله وأبعده ، واستحوذ عليه الشيطان وأقعده . فعن الحسن البصري رحمه الله تعالى أنه قال : إذا استرذل الله عبدا زهده في العلم . وقال الإمام أحمد رضي الله عنه : لا يثبط عن طلب العلم إلا جاهل . وقال : ليس قوم خيرا من أهل الحديث . وقد روي عنه رضي الله عنه أن العلم وتعلمه وتعليمه أفضل عن الجهاد وغيره ، وهو مذهب أبي حنيفة ومالك رضي الله عنهما . وقد قدمنا في صدر هذا الكتاب ما يليق به . فإذا علمت هذا فعليك أن ترفض الوسن ، وتصرم الحسن ، وتجهد البدن ، لتتحلى بحليته ، وتعد من حملته ، فإنه لا ينال إلا بالجد والاجتهاد ، وحذف الوساد وإلف السهاد . ولا بد مع ذلك أن يكون الاجتهاد بنشاط وعزم فمن ثم قال ( بلا ضجر ) من طلبه . وسآمة من تعبه . يقال ضجر منه وبه كفرح ، وتضجر تبرم فهو ضجر وفيه ضجرة بالضم . فإن أسهرت العيون ، في حفظ المتون ، وتركت الوسن ، وأجهدت البدن . من غير سآمة ولا ضجر ، ولا بطالة ولا خور ( تحمد ) أنت ( سرى ) كهدى سير عامة الليل . وأما قوله تعالى { . سبحان الذي أسرى بعبده ليلا } فذكر الليل تأكيدا ، أو معناه سيره . وقال المحققون : فائدة ذكر الليل الإشارة بتنكيره إلى تقليل مدته . والسرى في كلام الناظم مضاف و ( السير ) وهو الذهاب كالمسير مضاف إليه أي تحمد سرى سيرك ( في غد ) عند كشف الغطاء وظهور الصواب من الخطأ ، فهناك تحمد جدك واجتهادك ، اللذين بلغاك مرادك ، في دار الروح والراحة ، وقيام الروح وكرع الراحة . وذلك لأن العلم كما قال سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه : تعلمه لله حسنة ، وطلبه عبادة ، ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة . وهو الأنس في الوحدة ، والصاحب في الخلوة . وقال كعب الأحبار : أوحى الله تعالى إلى موسى عليه الصلاة والسلام أن تعلم يا موسى الخير وعلمه للناس ، فإني منور لمعلم الخير ومتعلمه في قبورهم حتى لا يستوحشوا مكانهم . وقال عيسى عليه الصلاة والسلام : من تعلم وعلم وعمل فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماء . وقال بعض الحكماء : ليت شعري أي شيء أدرك من فاته العلم ، وأي شيء فات من أدرك العلم . وقال ابن الجوزي روح الله روحه : لا يخفى فضل العلم ببديهة العقل ؛ لأنه الوسيلة إلى معرفة الخالق ، وسبب الخلود في النعيم الدائم ، ولا يعرف التقرب إلى المعبود إلا به ، فهو سبب لمصالح الدارين ، والله أعلم .

ولما كان طلب العلم إنما ينفع حيث خلصت فيه النية وكان لله تعالى لا لدنيا يصيبها ، حذر الناظم من طلبه لأجل المال ، أو الرياء والسمعة فقال : مطلب : في النهي عن طلب العلم للرياء وإخلاص النية فيه لله تعالى : ولا تطلبن العلم للمال والريا فإن ملاك الأمر في حسن مقصد ( ولا تطلبن ) أنت ( العلم ) الذي هو أرفع المطالب ، وأسنى المناقب ، وهو سلم المعرفة ، وطريق التوفيق لنيل الخلود في دار الكرامة ( ل ) نيل ( المال ) الذي مآله إلى التراب ، ولطلب عمارة الدنيا التي سبيلها إلى الخراب وقد وصف علي بن أبي طالب رضي الله عنه الدنيا فقال : دار من صح فيها أمن ، ومن أمن غبن ، ومن افتقر فيها حزن ، ومن استغنى فيها فتن . في حلالها الحساب ، وفي حرامها النار . وكان مالك بن دينار يقول : اتقوا السحارة ، فإنها تسحر قلوب العلماء . ( و ) لا تطلبن العلم أيضا ل ( لريا ) والسمعة ، فتحصل على الخسران وتضمن التبعة . وقد روى أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة } يعني ريحها . وتقدم حديث أبي هريرة في أول الكتاب وفيه { ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ولكنك تعلمت ليقال : عالم ، وقرأت ليقال : هو قارئ فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار } الحديث رواه مسلم وغيره . فلا بد من تصحيح النية في طلب العلم . فقد نقل مهنا صاحب الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال يعني الإمام رضي الله عنه : طلب العلم أفضل الأعمال لمن صحت نيته . قيل فأي شيء تصحيح النية ؟ قال ينوي أن يتواضع فيه وينفي عنه الجهل . وقال الإمام أحمد لأبي داود : شرط النية شديد حبب إلي فجمعته . وقال لابن هانئ : العلم لا يعدله شيء . إذا علمت هذا ( ف ) قد ظهر لك ( أن ملاك الأمر ) يعني كل الأمر وروحه والمقصود منه مجتمع ( في حسن مقصد ) أي في حسن القصد والنية والإخلاص لله ، ورفض شائبة الرياء والسمعة والأغراض الدنية ، والأعراض الدنيوية ، قال في القاموس : ملاك الأمر ويكسر : قوامه الذي يملك به ، وفي نهاية ابن الأثير : وفيه يعني الحديث ملاك الدين الورع ، الملاك بالكسر والفتح قوام الشيء ونظامه وما يعتمد عليه فيه . انتهى . فلا بد من الإخلاص لتنال الخلاص ، وإلا وقعت في قيد الأقفاص ، { ولات حين مناص } . ( تنبيه ) : ذكر الإمام العلامة ابن مفلح في الفروع عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية طيب الله مثواه ، أن من فعل هذا يعني طلب العلم أو غيره مما هو خير في نفسه لما فيه من المحبة له لا لله ولا لغيره من الشركاء فليس مذموما بل قد يثاب بأنواع من الثواب ، إما بزيادة فيها وفي أمثالها فيتنعم بذلك في الدنيا ، ولو كان فعل كل حسن لم يفعل لله مذموما لما أطعم الكافر بحسناته في الدنيا ؛ لأنها تكون سيئات ، وقد يكون من فوائد ذلك وثوابه في الدنيا أن يهديه الله إلى أن يتقرب بها إليه ، وهذا معنى قول بعضهم طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله ، وقول الآخر : طلبهم له نية يعني نفس طلبه حسن ينفعهم . وهذا قيل في العلم ؛ لأنه الدليل المرشد ، فإذا طلبه بالمحبة وحصله عرفه الإخلاص ، فالإخلاص لا يقع إلا بالعلم ، فلو كان طلبه لا يكون إلا بالإخلاص لزم الدور ، انتهى . وهذا ينبغي أن يكون خلاصة التحقيق ، ودقيقة التدقيق والله ولي التوفيق .

مطلب : في الحث على العمل بالعلم . ولما كان المقصود من العلم العمل ، فمن تركه لم ينل إلا الخيبة والوجل ، والندامة والخجل . أمرك الناظم به فقال : وكن عاملا بالعلم فيما استطعته ليهدى بك المرء الذي بك يقتدي ( وكن ) أيها الطالب ، الذي في مرضاة مولاك راغبا ( عاملا بالعلم ) الذي بذلت وسعك في تحصيله ، وتبويبه وتفصيله ، وتركت فيه الرقاد ، ورفضت لأجله المهاد والوساد ، وصرمت النساء والأولاد ، وهجرت الوطن والميلاد ، وألفت السهاد ، وعزفت الأخدان والأحفاد ، والإخوان والأجداد ( فيما ) أي القدر الذي ( استطعته ) من ذلك ، ومعنى استطاع أطاق ، ويقال اسطاع بحذف التاء استثقالا لها مع الطاء ، ويكرهون إدغام الطاء فيها فتحرك السين وهي لا تحرك أبدا ، وقرأ حمزة { فما اسطاعوا } بالإدغام ، فجمع بين الساكنين ، وتقدم ذلك ، وهذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { كل علم وبال على صاحبه إلا من عمل به } رواه الطبراني في الكبير من حديث واثلة بن الأسقع . ولما روى الإمام أحمد والبيهقي عن منصور بن زاذان قال : نبئت أن بعض من يلقى في النار تتأذى أهل النار بريحه ، فقال له : ويلك ما كنت تعمل أما يكفينا ما نحن فيه من الشر حتى ابتلينا بك وبنتن ريحك ، فيقول كنت عالما فلم أنتفع بعلمي . فاعمل أيها الأخ بعلمك لتسلم من هذا الوعيد الشديد و ( ليهدى ) أي يرشد ويسعد بالاقتداء ( بك ) أي بعملك الصالح ، وكدحك الناجح ( المرء ) أي الإنسان من ذكر وأنثى ( الذي بك ) أي بعملك وجدك واجتهادك في عبادة الله تعالى ( يقتدي ) أي يتبع ويستن بسنتك ، مشتق من القدوة بتثليث القاف وكعدة ما سننت به واقتديت به . قال في الفروع : وليحذر العالم وليجتهد فإن ذنبه أشد . نقل المروذي عن الإمام أحمد رضي الله عنه قال : العالم يقتدى به ليس العالم مثل الجاهل . ومعناه لابن المبارك وغيره . وقال الفضيل بن عياض : يغفر لسبعين جاهلا قبل أن يغفر لعالم واحد . قال : وقال شيخنا - يعني شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه - : أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه فذنبه من جنس ذنب اليهود . وقد قدمنا في صدر هذا الكتاب طرفا صالحا من هذا الباب . وفي القول العلي لشرح أثر سيدنا الإمام علي ما يكفي ويشفي . والحاصل أن الناس في هذا الباب على أربعة أقسام : القسم الأول : من رزق علما وأعين بقوة العزيمة على العمل به ، وهم خلاصة الخلق ومراد الحق جل شأنه في قوله : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات } . الثاني : من حرمهما معا ، وهم شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون فهؤلاء شر البرية ، يضيقون الديار ، ويغلون الأسعار ، وعند أنفسهم أنهم يعلمون ، ولكن ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون . كما قيل فيهم وفي أضرابهم وجلهم إذا فكرت فيهم حمير أو كلاب أو ذئاب . وكقول البحتري : لم يبق من جل هذا الناس باقية ينالها الوهم إلا هذه الصور الثالث : من فتح عليه باب العلم وأغلق عنه باب العمل والعزم ، فهذا في رتبة الجاهل بل شر منه . وعند أبي نعيم مرفوعا { أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه } وتقدم قريبا ، فهذا جهله وعلمه سواء ، بل ربما كان جهله أخف لعذابه من علمه ، فما زاده العلم إلا وبالا ، مع عدم الطمع في صلاحه ، بخلاف التائه عن الطريق فإنه يرجى له العود إليها إذا أبصرها ، وأما من رآها وحاد عنها فمتى ترجى هدايته ؟ ، الرابع : من رزق حظا من العمل والإرادة ولكن قل نصيبه من العلم والمعرفة ، فهذا إذا وافق له الاقتداء بداع من دعاة الله ورسوله كان من الذين قال فيهم الله تعالى : { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم } الآية . ويقال : إذا فسد العالم فسد لفساده العالم . وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إني أخاف على أمتي من ثلاث : من زلة عالم ، ومن هوى متبع ، ومن حكم جائر } رواه البزار والطبراني والله أعلم . وكن حريصا على نفع الورى وهداهم تنل كل خير في نعيم مؤبد ( وكن ) أيضا ( حريصا على نفع الورى ) كفتى الخلق ، أي كما أنه أمرك أن تكون عاملا بالعلم أمرك أيضا أن تكون حريصا مجتهدا على نفع الخلق ؛ لأنهم عيال الله ، فأحب الخلق إلى الله أبرهم لعياله ( و ) كن حريصا أيضا على ( هداهم ) إلى الصراط المستقيم ، والطريق القويم ، ونجاتهم من الغي والضلالة ، والمهلكة والجهالة ( تنل ) بسبب ذلك من المالك ( كل خير ) من خيري الدنيا والآخرة من تخليد الذكر والثناء ، وإدامة العلم والسناء ، والقرب إلى رب الأرض والسماء ، ونور البصيرة والنجاة من الحيرة مع نور اليقين ، وكشف العارفين ، والتلذذ بمناجاة رب العالمين ، ومجاورته في دار الخلد السرمدي ( في نعيم مؤبد ) لا يزول أبدا في دار لا تبلي ثيابها ، ولا يفنى شبابها . وقدمنا في صدر الكتاب بعض أخبار وآثار في هذا المعنى ، فلا حاجة إلى الإعادة والله الموفق .

ولما ذكر الناظم روح الله روحه العلم وحث على طلبه والعمل به وتعليم الناس والحرص عليهم وإرشادهم وتعليمهم ما لهم وعليهم ، وكان من لازم ذلك عادة في الغالب الفقر حث على الصبر عليه وعلى القناعة باليسير فقال : مطلب : في بيان فضيلة الصبر وأن الصبر على المصائب واجب : وكن صابرا بالفقر وادرع الرضا بما قلب الرحمن واشكره تحمد ( وكن ) أيها الأخ الصادق ، والحب الواثق ، والخل الموافق ، الدائب في تحصيل العلوم والمعارف ، الباذل وسعه لتقييد الدقائق واللطائف ، المحافظ على تخليد الرقائق والوظائف ( صابرا ) لتحظى بالمعية ، وعن ساق الجد حاسرا ذا فطنة ألمعية ، لتفوز بالأجر والفخر ، وتعد من أهل العزم والصبر . فقد قال تعالى في كتابه المبين { إن الله مع الصابرين } والآيات في ذلك كثيرة معروفة ، والهمم العالية لنيل تلك المرتبة ناهضة مصروفة . قال الإمام أحمد رضي الله عنه : الصبر في القرآن في تسعين موضعا . واعلم أن الصبر عند أرباب التصوف خلق فاضل من أخلاق النفس ، يمنع من فعل ما لا يحسن ولا يجمل ، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها ، وقوام أمرها . وقال سعيد بن جبير : الصبر اعتراف العبد لله بما أصابه منه واحتسابه عند الله ورجاء ثوابه . وقد يجزع الإنسان وهو متجلد لا يرى منه إلا الصبر . قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه : الصبر على المصائب واجب باتفاق أئمة الدين . إنما اختلفوا في وجوب الرضا . انتهى . وقد قال عليه الصلاة والسلام { إنما الصبر عند الصدمة الأولى } رواه الشيخان . وفي لفظ { إنما الصبر عند أول صدمة } . وقال صلى الله عليه وسلم { الصبر ضياء } رواه مسلم وأبو داود . وفي الصحيحين عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه } . الهم على المكروه المستقبل ، والحزن على الماضي ، والغم على النازل بك المتلبس أنت به . والهم يسهر ، والغم ينوم ، والنصب التعب ، والوصب المرض . قال الجنيد رحمه الله ورضي عنه وقد سئل عن الصبر : هو تجرع المرارة من غير تعبس . وقال الفضيل بن عياض في قوله تعالى { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } صبروا على ما أمروا به وعما نهوا عنه . فلهذه الأخبار وأضعاف أضعافها أمرك الناظم أن تكون صابرا متلبسا ( بالفقر ) ومصاحبا له . وهو بالفتح ويضم ضد الغنى .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لطالب, وصايا

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir