دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دروس التفسير لبرنامج إعداد المفسّر > دروس تفسير جزء عم [ 2 / 2 ]

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ذو القعدة 1435هـ/14-09-2014م, 05:27 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي تفسير سورة الأعلى [ من الآية (1) إلى الآية (10) ]

تفسير قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) }



تفسير قوله تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (يأمرُ تعالى بتسبيحهِ المتضمن لذكرهِ وعبادتهِ، والخضوعِ لجلالهِ، والاستكانةِ لعظمتهِ، وأنْ يكونَ تسبيحاً يليقُ بعظمةِ اللهِ تعالى، بأنْ تذكرَ أسماؤهُ الحسنى العاليةُ على كلِّ اسمٍ بمعناها الحسنِ العظيمِ، وتذكرَ أفعالُه التي منها أنَّهُ خلقَ المخلوقاتِ فسواها، أي: أتقنها وأحسنَ خلقهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 920]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (1- {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}؛ أَيْ: نَزِّهْهُ عَنْ كُلِّ مَا لا يَلِيقُ بِهِ بِقَوْلِكَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى. وَلَمَّا نَزَلَتْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ)). وَقِيلَ: الْمَعْنَى: نَزِّهْ تَسْمِيَةَ رَبِّكَ, وَذِكْرُكَ إِيَّاهُ أنْ تَذْكُرَهُ إِلاَّ وَأَنْتَ خَاشِعٌ لَهُ مُعَظِّمٌ، وَلِذِكْرِهِ مُحْتَرِمٌ). [زبدة التفسير: 591]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {الّذي خلق فسوّى}. أي: خلق الخليقة وسوّى كلّ مخلوقٍ في أحسن الهيئات). [تفسير القرآن العظيم: 8/379]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (يأمرُ تعالى بتسبيحهِ المتضمن لذكرهِ وعبادتهِ، والخضوعِ لجلالهِ، والاستكانةِ لعظمتهِ، وأنْ يكونَ تسبيحاً يليقُ بعظمةِ اللهِ تعالى، بأنْ تذكرَ أسماؤهُ الحسنى العاليةُ على كلِّ اسمٍ بمعناها الحسنِ العظيمِ، وتذكرَ أفعالُه التي منها أنَّهُ خلقَ المخلوقاتِ فسواها، أي: أتقنها وأحسنَ خلقهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 920] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (2-{الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى}: خَلَقَ الإِنْسَانَ مُسْتَوِياً، فَعَدَلَ قَامَتَهُ وَسَوَّى فَهْمَهُ وَهَيَّأَهُ للتَّكْلِيفِ). [زبدة التفسير: 591]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذي قدّر فهدى}. قال مجاهدٌ: هدى الإنسان للشّقاوة والسعادة، وهدى الأنعام لمراتعها.
وهذه الآية كقوله تعالى إخباراً عن موسى أنّه قال لفرعون: {ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه ثمّ هدى}. أي: قدر قدراً، وهدى الخلائق إليه، كما سبق في صحيح مسلمٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((إنّ اللّه قدّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السّماوات والأرض بخمسين ألف سنةٍ، وكان عرشه على الماء)) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/379]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالَّذِي قَدَرَ} تقديراً تتبعهُ جميعُ المقدراتِ {فَهَدَى} إلى ذلكَ جميعَ المخلوقاتِ.
وهذه الهدايةُ العامةُ،التي مضمونهُا أنهُ هدى كلَّ مخلوقٍ لمصلحتهِ، وتذكرَ فيها نعمهُ الدنيويةُ، ولهذا قالَ فيهَا: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى}). [تيسير الكريم الرحمن: 920]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (3-{وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى}؛ الْمَعْنَى: قَدَّرَ أَجْنَاسَ الأَشْيَاءِ، وَأَنْوَاعَهَا وَصِفَاتِهَا وَأَفْعَالَهَا وَأَقْوَالَهَا وَآجَالَهَا، فَهَدَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا إِلَى مَا يَصْدُرُ عَنْهُ، وَيَنْبَغِي لَهُ، وَيَسَّرَهُ لِمَا خَلَقَهُ لَهُ، وَأَلْهَمَهُ إِلَى أُمُورِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، وَقَدَّرَ أَرْزَاقَ الْخَلْقِ وَأَقْوَاتَهُمْ، وَهَدَاهُمْ لِمَعَايِشِهِمْ إِنْ كَانُوا إِنْساً، وَلِمَرَاعِيهِمْ إِنْ كَانُوا وَحْشاً، وَخَلَقَ المنافعَ فِي الأَشْيَاءِ، وَهَدَى الإِنْسَانَ لِوَجْهِ اسْتِخْرَاجِهَا مِنْهَا). [زبدة التفسير: 591]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذي أخرج المرعى}. أي: من جميع صنوف النباتات والزّروع). [تفسير القرآن العظيم: 8/379]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى} أي: أنزلَ منَ السماءِ ماءً فأنبتَ بهِ أنواعَ النباتِ والعشبِ الكثيرِ، فرتعَ فيهَا الناسُ والبهائمُ وكلُّ حيوانٍ، ثمَّ بعدَ أن استكملَ ما قدّرَ لهُ منَ الشبابِ، ألوى نباتُهُ، وصَوَّحَ عشبُهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 920-921]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (4- {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى}؛ أَيْ: أَنْبَتَ العُشْبَ وَمَا تَرْعَاهُ النَّعَمُ مِنَ النباتِ الأخْضَرِ). [زبدة التفسير: 591]

تفسير قوله تعالى: (فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فجعله غثاءً أحوى}. قال ابن عبّاسٍ: هشيماً متغيّراً. وعن مجاهدٍ وقتادة وابن زيدٍ نحوه.
قال ابن جريرٍ:
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يرى أنّ ذلك من المؤخّر الذي معناه التقديم، وأنّ معنى الكلام: والذي أخرج المرعى أحوى، أي: أخضر إلى السّواد، فجعله غثاءً بعد ذلك. ثم قال ابن جريرٍ: وهذا وإن كان محتملاً إلاّ أنّه غير صوابٍ؛ لمخالفته أقوال أهل التأويل). [تفسير القرآن العظيم: 8/379]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى} أي: أسْوَدَ، أي: جعلَهُ هشيماً رميماً، ويذكرَ فيها نعمَهُ الدينيةَ، ولهذا امتنَّ اللهُ بأصِلِها ومنشئِها، وهوَ القرآنُ). [تيسير الكريم الرحمن: 921]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (5-{فَجَعَلَهُ غُثَاءً}؛ أَيْ: فَجَعَلَهُ بَعْدَ أَنْ كَانَ أَخْضَرَ, غُثَاءً؛أَيْ: هَشِيماً جَافًّا، {أَحْوَى}؛ أَيْ: أَسْوَدَ بَعْدَ اخْضِرَارِهِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الكَلَأَ إِذَا يَبِسَ اسْوَدَّ). [زبدة التفسير: 591]

تفسير قوله تعالى: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {سنقرئك}. أي: يا محمد، {فلا تنسى}. وهذا إخبارٌ من اللّه عزّ وجلّ، ووعدٌ منه له بأنّه سيقرئه قراءةً لا ينساها). [تفسير القرآن العظيم: 8/379]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى} أي: سنحفظُ ما أوحينا إليكَ منَ الكتابِ، ونوعيهِ قلبكَ، فلا تنسى منهُ شيئاً، وهذهِ بشارةٌ كبيرةٌ منَ اللهِ لعبدهِ ورسولِه محمدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أنّ اللهَ سيعلمهُ علماً لا ينساهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 921]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (6-{سَنُقْرِئُكَ}: سَنَجْعَلُكَ قَارِئاً بِأَنْ نُلْهِمَكَ الْقِرَاءَةَ، {فَلاَ تَنْسَى} مَا تَقْرَؤُهُ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ بالوَحْيِ لَمْ يَفْرُغْ جِبْرِيلُ منْ آخِرِ الآيَةِ حَتَّى يَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَوَّلِهَا؛ مَخَافَةَ أَنْ يَنْسَاهَا؛ فَنَزَلَتْ: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى}, فَأَلْهَمَهُ اللَّهُ وَعَصَمَهُ مِنْ نِسْيَانِ الْقُرْآنِ). [زبدة التفسير: 591]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إلاّ ما شاء اللّه}. وهذا اختيار ابن جريرٍ، وقال قتادة: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا ينسى شيئاً إلاّ ما شاء اللّه.
وقيل: المراد بقوله: {فلا تنسى} طلبٌ، وجعلوا معنى الاستثناء على هذا ما يقع من النّسخ، أي: لا تنسى ما نقرئك إلاّ ما يشاء اللّه رفعه، فلا عليك أن تتركه.
وقوله تعالى: {إنّه يعلم الجهر وما يخفى}. أي: يعلم ما يجهر به العباد وما يخفونه من أقوالهم وأفعالهم، لا يخفى عليه من ذلك شيءٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/379-380]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ} مما اقتضتْ حكمتُهُ أنْ ينسيكَهُ لمصلحةٍ بالغةٍ.
{إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى} ومنْ ذلكَ أنَّهُ يعلمُ ما يصلحُ عبادهُ أي: فلذلكَ يَشرعُ ما أرادَ، ويحكمُ بما يريدُ). [تيسير الكريم الرحمن: 921]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7-{إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ} أَنْ تَنْسَاهُ. وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى النَّسْخِ.أَيْ: إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَنْسَخَهُ مِمَّا نَسَخَ تِلاوَتَهُ، {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى}؛ أَيْ: يَعْلَمُ مَا ظَهَرَ وَمَا بَطَنَ، وَمِنَ الجَهْرِ كُلُّ مَا يَفْعَلُهُ الإِنْسَانُ أَوْ يَقُولُهُ عَلانِيَةً، وَمِمَّا يَخْفَى كُلُّ مَا يُسِرُّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ مِمَّا لا يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ تَعَالَى). [زبدة التفسير: 591]

تفسير قوله تعالى: (وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ونيسّرك لليسرى} أي: نسهّل عليك أفعال الخير وأقواله، ونشرّع لك شرعاً سهلاً سمحاً مستقيماً عدلاً لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر). [تفسير القرآن العظيم: 8/380]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى}وهذه أيضاً بشارةٌ كبيرةٌ، أنَّ اللهَ ييسرُ رسولَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في جميعِ أمورِه ويجعلُ شرعَهُ ودينَهُ يسراً). [تيسير الكريم الرحمن: 921]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8- {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى}؛ أَيْ: نُهَوِّنُ عَلَيْكَ عَمَلَ الْجَنَّةِ، وَنُهَوِّنُ عَلَيْكَ الْوَحْيَ حَتَّى تَحْفَظَهُ وَتَعْمَلَ بِهِ، أَوْ نُوَفِّقُكَ للطَّرِيقَةِ اليُسْرَى فِي الدِّينِ والدنيا، فِي كُلِّ أَمْرٍ منْ أمورِهِمَا الَّتِي تَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ). [زبدة التفسير: 591]

تفسير قوله تعالى: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فذكّر إن نفعت الذّكرى}. أي: ذكّر حيث تنفع التذكرة، ومن ههنا يؤخذ الأدب في نشر العلم، فلا يضعه عند غير أهله، كما قال أمير المؤمنين عليٌّ رضي اللّه عنه: ما أنت بمحدّثٍ قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلاّ كان فتنةً لبعضهم، وقال: حدّث الناس بما يعرفون، أتحبّون أن يكذّب اللّه ورسوله؟!). [تفسير القرآن العظيم: 8/380]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَذَكِّرْ} بشرعِ اللهِ وآياتهِ {إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} أي: ما دامتِ الذكرى مقبولةً، والموعظةُ مسموعةً، سواءٌ حصلَ منَ الذكرى جميعُ المقصودِ أو بعضُهُ.
ومفهومُ الآيةِ أنَّهُ إنْ لمْ تنفعِ الذكرى، بأنْ كانَ التذكيرُ يزيدُ في الشَّرِّ، أو ينقصُ منَ الخِير، لمْ تكنِ الذكرى مأموراً بها، بل منهيّاً عنها.
فالذكرى ينقسمُ الناسُ فيها قسمينِ:
-منتفعونَ.
-وغيرُ منتفعينَ.
فأمَّا المنتفعونَ:
فقدْ ذكرَهم بقولِهِ: {سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى} اللهَ تعالى، فإنَّ خشيةَ اللهِ تعالى، وعِلْمَهُ بأنْ سيجازيهِ على أعمالهِ، توجبُ للعبدِ الانكفافَ عن المعاصي والسعيَ في الخيراتِ.
وأمَّا غيرُ المنتفعينَ:
فذكرهمْ بقولهِ: {وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} وهي النارُ الموقدةُ، التي تطلعُ على الأفئدةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 921]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9-{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى}؛ أَيْ: عِظْ يَا مُحَمَّدُ النَّاسَ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ، وَأَرْشِدْهُمْ إِلَى سُبُلِ الْخَيْرِ، وَاهْدِهِمْ إِلَى شرائعِ الدِّينِ، وَذَلِكَ حَيْثُ نَفَعَتِ الذِّكْرَى، فَأَمَّا مَنْ ذُكِّرَ وَبُيِّنَ لَهُ الْحَقُّ بِجَلاءٍ فَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَأَصَرَّ عَلَى العِصيانِ فَلا حَاجَةَ إِلَى تَذْكِيرِهِ، وَهَذَا فِي تكريرِ الدعوةِ، فَأَمَّا الدُّعَاءُ الأَوَّلُ فَعَامٌّ). [زبدة التفسير: 591-592]

تفسير قوله تعالى: (سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {سيذكّر من يخشى}. أي: سيتّعظ بما تبلّغه يا محمد، من قلبه يخشى اللّه ويعلم أنّه ملاقيه). [تفسير القرآن العظيم: 8/380]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (فأمَّا المنتفعونَ:
فقدْ ذكرَهم بقولِهِ: {سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى} اللهَ تعالى، فإنَّ خشيةَ اللهِ تعالى، وعِلْمَهُ بأنْ سيجازيهِ على أعمالهِ، توجبُ للعبدِ الانكفافَ عن المعاصي والسعيَ في الخيراتِ.
وأمَّا غيرُ المنتفعينَ:
فذكرهمْ بقولهِ: {وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} وهي النارُ الموقدةُ، التي تطلعُ على الأفئدةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 921]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (10-{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى}؛ أَيْ: سَيَتَّعِظُ بِوَعْظِكَ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ، فَيَزْدَادُ بِالتَّذْكِيرِ خَشْيَةً وَصَلاحاً). [زبدة التفسير: 592]


* للاستزادة ينظر: هنا


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسير, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir