دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دروس التفسير لبرنامج إعداد المفسّر > دروس تفسير سورة البقرة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 ذو القعدة 1435هـ/1-09-2014م, 08:25 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي تفسير سورة البقرة [من الآية (62) إلى الآية (64) ]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجل: {إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والنّصارى والصّابئين من آمن باللّه واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (62)} لا يجوز أن يكون لأحد منهم إيمان إلا مع إيمانه بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ودليل ذلك قوله عزّ وجلّ: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه أضلّ أعمالهم * والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وآمنوا بما نزّل على محمّد وهو الحقّ من ربّهم كفّر عنهم سيّئاتهم}، فتأويله: من آمن باللّه واليوم الآخر وآمن بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فلهم أجرهم.
وجاز أن يقال: {فلهم} لأن من لفظها لفظ الواحد وتقع على الواحد والاثنين والجمع والتأنيث والتذكير، فيحمل الكلام على لفظها فيُوحّد ويذكر، ويحمل على معناها فيثنّى ويجمع ويؤنث.
قال الشاعر:
تعـشّ فـإن عاهدتـنـي لا تخونـنـي ....... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
و"هادوا" أصله في اللغة: تابوا، وكذلك قوله عزّ وجلّ: {إنّا هدنا إليك} أي: تبنا إليك.
وواحد "النصارى" قيل فيه قولان:
قالوا يجوز أن يكون واحدهم "نصران" كما ترى، فيكون: نصران ونصارى، على وزن: ندمان وندامى، قال الشاعر:
فكلتاهما خـرّت وأسجـد رأسهـا ....... كما أسجدت نصرانة لم تحنّف
فـ"نصرانة" تأنيث "نصران".
ويجوز أن يكون النصارى واحدهم "نصرى"، مثل: بعير مهري وإبل مهارى.
ومعنى "الصابئين": الخارجين من دين إلى دين، يقال: صبأ فلان إذا خرج من دينه يصبأ يا هذا، ويقال: صبأت النجوم، إذا ظهرت، وصبأ نابه، إذا خرج.
وقوله عزّ وجلّ: {ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}القراءة الجيدة: الرفع، وكذلك إدا كررت (لا) في الكلام، قلت: لا رجل عندي ولا زيد، و{لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون (47)}.
وإن قرئ (فلا خوفَ عليهم) فهو جيد بالغ الجودة وقد قرئ به). [معاني القرآن: 1 / 145 -147]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والنّصارى والصّابئين من آمن باللّه واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (62) وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطّور خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ واذكروا ما فيه لعلّكم تتّقون (63) ثمّ تولّيتم من بعد ذلك فلولا فضل اللّه عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين (64)}
اختلف المتأولون في المراد بـــ {الّذين آمنوا} في هذه الآية، فقال سفيان الثوري: «هم المنافقون في أمة محمد صلى الله عليه وسلم».، كأنه قال: إنّ الّذين آمنوا في ظاهر أمرهم، وقرنهم باليهود والنّصارى والصّابئين، ثم بين حكم من آمن بالله واليوم الآخر من جميعهم، فمعنى قوله: {من آمن} في المؤمنين المذكورين: من حقق وأخلص،وفي سائر الفرق المذكورة: من دخل في الإيمان. وقالت فرقة: الّذين آمنوا هم المؤمنون حقا بمحمد صلى الله عليه وقوله {من آمن باللّه} يكون فيهم بمعنى من ثبت ودام، وفي سائر الفرق بمعنى من دخل فيه. وقال السدي: «هم أهل الحنيفية ممن لم يلحق محمدا صلى الله عليه وسلم، كزيد بن عمرو بن نفيل، وقس بن ساعدة، وورقة بن نوفل، والّذين هادوا كذلك ممن لم يلحق محمدا صلى الله عليه وسلم، إلا من كفر بعيسى عليه السلام، والنّصارى كذلك ممن لم يلحق محمدا صلى الله عليه وسلم، والصّابئين كذلك».، قال: إنها نزلت في أصحاب سلمان الفارسي، وذكر له الطبري قصة طويلة، وحكاها أيضا ابن إسحاق، مقتضاها أنه صحب عبادا من النصارى فقال له آخرهم: إن زمان نبي قد أظل، فإن لحقته فآمن به، ورأى منهم عبادة عظيمة، فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم ذكر له خبرهم، وسأله عنهم، فنزلت هذه الآية.
وروي عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في أول الإسلام، وقرر الله بها أن من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ومن بقي على يهوديته ونصرانيته وصابئيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر فله أجره، ثم نسخ ما قرر من ذلك بقوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه}[آل عمران: 85] وردت الشرائع كلها إلى شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
{والّذين هادوا} هم اليهود، وسموا بذلك لقولهم {إنّا هدنا إليك} [الأعراف: 156] أي تبنا، فاسمهم على هذا من هاد يهود، وقال الشاعر:
إني امرؤ من مدحتي هائد
أي تائب، وقيل: نسبوا إلى يهوذا بن يعقوب، فلما عرب الاسم لحقه التغيير كما تغير العرب في بعض ما عربت من لغة غيرها، وحكى الزهراوي أن التهويد النطق في سكون ووقار ولين، وأنشد:
وخود من اللائي تسمعن بالضحى ....... قريض الردافى بالغناء المهود
قال: ومن هذا سميت اليهود، وقرأ أبو السمال «هادوا» بفتح الدال.
والنّصارى لفظة مشتقة من النصر، إما لأن قريتهم تسمى ناصرة، ويقال نصريا ويقال نصرتا، وإما لأنهم تناصروا، وإما لقول عيسى عليه السلام {من أنصاري إلى اللّه}[آل عمران: 152، الصف: 4] قال سيبويه: واحدهم نصران ونصرانة كندمان وندمانة وندامى، وأنشد: [أبو الأخرز الحماني]:
فكلتاهما خرت وأسجد رأسها ....... كما سجدت نصرانة لم تحنّف
وأنشد الطبري:
يظل إذا دار العشيّ محنّفا ....... ويضحي لديها وهو نصران شامس
قال سيبوية: إلا أنه لا يستعمل في الكلام إلّا بياء نسب، قال الخليل: واحد النّصارى نصريّ كمهريّ ومهارى.
والصابئ في اللغة من خرج من دين إلى دين، ولهذا كانت العرب تقول لمن أسلم قد صبا، وقيل إنها سمتهم بذاك لما أنكروا الآلهة تشبيها بالصابئين في الموصل الذين لم يكن لهم بر إلا قولهم لا إله إلا الله، وطائفة همزته وجعلته من صبأت النجوم إذا طلعت، وصبأت ثنية الغلام إذا خرجت، قال أبو علي: يقال صبأت على القوم بمعنى طرأت، فالصابئ التارك لدينه الذي شرع له إلى دين غيره، كما أن الصابئ على القوم تارك لأرضه ومنتقل إلى سواها، وبالهمز قرأ القراء غير نافع فإنه لم يهمزه، ومن لم يهمز جعله من صبا يصبو إذا مال، أو يجعله على قلب الهمزة ياء، وسيبويه لا يجيزه إلا في الشعر.
وأما المشار إليهم في قوله تعالى: {والصّابئين} فقال السدي: «هم فرقة من أهل الكتاب»، وقال مجاهد: «هم قوم لا دين لهم، ليسوا بيهود ولا نصارى»، وقال ابن أبي نجيح: «هم قوم تركب دينهم بين اليهودية والمجوسية، لا تؤكل ذبائحهم»، وقال ابن زيد: «هم قوم يقولون لا إله إلا الله وليس لهم عمل ولا كتاب، كانوا بجزيرة الموصل»، وقال الحسن بن أبي الحسن وقتادة: «هم قوم يعبدون الملائكة ويصلون إلى القبلة ويصلون الخمس ويقرؤون الزبور، رآهم زياد بن أبي سفيان فأراد وضع الجزية عنهم حتى عرف أنهم يعبدون الملائكة».
ومن في قوله {من آمن باللّه} في موضع نصب بدل من الّذين، والفاء في قولهم فلهم داخلة بسبب الإبهام الذي في من و «لهم أجرهم» ابتداء وخبر في موضع خبر إنّ، ويحتمل ويحسن أن تكون من في موضع رفع بالابتداء، ومعناها الشرط، والفاء في قوله فلهم موطئة أن تكون الجملة جوابها، و «لهم أجرهم» خبر من، والجملة كلها خبر إنّ، والعائد على الّذين محذوف لا بد من تقديره، وتقديره «من آمن منهم بالله».
وفي الإيمان باليوم الآخر اندرج الإيمان بالرسل والكتب، ومنه يتفهم، لأن البعث لم يعلم إلا بإخبار رسل الله عنه تبارك وتعالى، وجمع الضمير في قوله تعالى «لهم أجرهم» بعد أن وحد في آمن لأن من تقع على الواحد والتثنية والجمع، فجائز أن يخرج ما بعدها مفردا على لفظها، أو مثنى أو مجموعا على معناها، كما قال عز وجل: {ومنهم من يستمعون إليك}[يونس: 42] فجمع على المعنى، وكقوله: {ومن يطع اللّه ورسولهيدخله جنّاتٍ}[النساء: 13] ثم قال: {خالدين فيها}[النساء: 13] فجمع على المعنى، وقال الفرزدق:
تعشّ فإن عاهدتني لا تخونني ....... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
فثنى على المعنى، وإذا جرى ما بعد من على اللفظ فجائز أن يخالف به بعد على المعنى، وإذا جرى ما بعدها على المعنى فلم يستعمل أن يخالف به بعد على اللفظ، لأن الإلباس يدخل في الكلام.
وقرأ الحسن «ولا خوف»، نصب على التبرية، وأما الرفع فعلى الابتداء، وقد تقدم القول في مثل هذه الآية). [المحرر الوجيز: 1 / 234 -238]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والنّصارى والصّابئين من آمن باللّه واليوم الآخر وعمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (62)}
لمّا بيّن [اللّه] تعالى حال من خالف أوامره وارتكب زواجره، وتعدّى في فعل ما لا إذن فيه وانتهك المحارم، وما أحلّ بهم من النّكال، نبّه تعالى على أنّ من أحسن من الأمم السّالفة وأطاع، فإنّ له جزاء الحسنى، وكذلك الأمر إلى قيام السّاعة؛ كلّ من اتّبع الرّسول النّبيّ الأمّيّ فله السّعادة الأبديّة، ولا خوفٌ عليهم فيما يستقبلونه، ولا هم يحزنون على ما يتركونه ويخلّفونه، كما قال تعالى: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}[يونس: 62] وكما تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار في قوله: {إنّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّة الّتي كنتم توعدون}[فصّلت: 30].
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن أبي عمر العدني، حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ، قال: قال سلمان: «سألت النّبيّصلّى اللّه عليه وسلّم عن أهل دينٍ كنت معهم، فذكرت من صلاتهم وعبادتهم، فنزلت:{إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والنّصارى والصّابئين من آمن باللّه واليوم الآخر} إلى آخر الآية».
وقال السّدّيّ: {إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والنّصارى والصّابئين من آمن باللّه واليوم الآخر وعمل صالحًا} الآية: نزلت في أصحاب سلمان الفارسيّ، بينا هو يحدّث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذ ذكر أصحابه، فأخبره خبرهم، فقال: كانوا يصومون ويصلّون ويؤمنون بك، ويشهدون أنّك ستبعث نبيًّا، فلّما فرغ سلمان من ثنائه عليهم، قال له نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا سلمان، هم من أهل النّار». فاشتدّ ذلك على سلمان، فأنزل اللّه هذه الآية، فكان إيمان اليهود: أنّه من تمسّك بالتّوراة وسنّة موسى، عليه السّلام؛ حتّى جاء عيسى. فلمّا جاء عيسى كان من تمسّك بالتّوراة وأخذ بسنّة موسى، فلم يدعها ولم يتبع عيسى، كان هالكًا. وإيمان النّصارى أنّ من تمسّك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنًا مقبولًا منه حتّى جاء محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، فمن لم يتبع محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم منهم ويدع ما كان عليه من سنّة عيسى والإنجيل -كان هالكًا.
وقال ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن جبير نحو هذا.
قلت: وهذا لا ينافي ما روى عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: «{إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والنّصارى والصّابئين من آمن باللّه واليوم الآخر}الآية فأنزل اللّه بعد ذلك:{ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}[آل عمران: 85]».
فإنّ هذا الّذي قاله [ابن عبّاسٍ] إخبارٌ عن أنّه لا يقبل من أحدٍ طريقةً ولا عملًا إلّا ما كان موافقًا لشريعة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم بعد أن بعثه [اللّه] بما بعثه به، فأمّا قبل ذلك فكلّ من اتّبع الرّسول في زمانه فهو على هدًى وسبيلٍ ونجاةٍ، فاليهود أتباع موسى، عليه السّلام، الّذين كانوا يتحاكمون إلى التّوراة في زمانهم.
واليهود من الهوادة وهي المودّة أو التّهوّد وهي التّوبة؛ كقول موسى، عليه السّلام: {إنّا هدنا إليك}[الأعراف: 156] أي: تبنا، فكأنّهم سمّوا بذلك في الأصل لتوبتهم ومودّتهم في بعضهم لبعضٍ.
[وقيل: لنسبتهم إلى يهوذا أكبر أولاد يعقوب عليه السّلام، وقال أبو عمرو بن العلاء: لأنّهم يتهوّدون، أي: يتحرّكون عند قراءة التّوراة].
فلمّا بعث عيسى صلّى اللّه عليه وسلّم وجب على بني إسرائيل اتّباعه والانقياد له، فأصحابه وأهل دينه هم النّصارى، وسمّوا بذلك لتناصرهم فيما بينهم، وقد يقال لهم: أنصارٌ أيضًا، كما قال عيسى، عليه السّلام: {من أنصاري إلى اللّه قال الحواريّون نحن أنصار اللّه}[آل عمران: 52]وقيل: إنّهم إنّما سمّوا بذلك من أجل أنّهم نزلوا أرضًا يقال لها ناصرةٌ، قاله قتادة وابن جريج، وروي عن ابن عبّاسٍ أيضًا، واللّه أعلم.
والنّصارى: جمع نصران كنشاوى جمع نشوان، وسكارى جمع سكران، ويقال للمرأة: نصرانةٌ، قال الشّاعر:
نصرانةٌ لم تحنّف
فلمّا بعث اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم خاتمًا للنّبيّين، ورسولًا إلى بني آدم على الإطلاق، وجب عليهم تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والانكفاف عمّا عنه زجر. وهؤلاء هم المؤمنون [حقًّا]. وسمّيت أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم مؤمنين لكثرة إيمانهم وشدّة إيقانهم، ولأنّهم يؤمنون بجميع الأنبياء الماضية والغيوب الآتية. وأمّا الصّابئون فقد اختلف فيهم؛ فقال سفيان الثّوريّ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن مجاهدٍ، قال: «الصّابئون قومٌ بين المجوس واليهود والنّصارى، ليس لهم دينٌ». وكذا رواه ابن أبي نجيحٍ، عنه وروي عن عطاءٍ وسعيد بن جبيرٍ نحو ذلك.
وقال أبو العالية والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، وأبو الشّعثاء جابر بن زيدٍ، والضّحّاك [وإسحاق بن راهويه] «الصّابئون فرقةٌ من أهل الكتاب يقرؤون الزّبور».
[ولهذا قال أبو حنيفة وإسحاق: لا بأس بذبائحهم ومناكحتهم].
وقال هشيمٌ عن مطرّفٍ: كنّا عند الحكم بن عتيبة فحدّثه رجلٌ من أهل البصرة عن الحسن أنّه كان يقول في الصّابئين: «إنّهم كالمجوس»، فقال الحكم: ألم أخبركم بذلك.
وقال عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن معاوية بن عبد الكريم: سمعت الحسن ذكر الصّابئين، فقال: «هم قومٌ يعبدون الملائكة».
[وقال ابن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، حدّثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه، عن الحسن قال: «أخبر زيادٌ أنّ الصّابئين يصلّون إلى القبلة ويصلّون الخمس». قال: «فأراد أن يضع عنهم الجزية». قال: «فخبّر بعد أنّهم يعبدون الملائكة».].
وقال أبو جعفرٍ الرّازيّ: «بلغني أنّ الصّابئين قومٌ يعبدون الملائكة، ويقرؤون الزّبور، ويصلّون إلى القبلة».
وكذا قال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهبٍ، أخبرني ابن أبي الزّناد، عن أبيه، قال: «الصّابئون قومٌ ممّا يلي العراق، وهم بكوثى، وهم يؤمنون بالنّبيّين كلّهم، ويصومون من كلّ سنةٍ ثلاثين يومًا ويصلّون إلى اليمن كلّ يومٍ خمس صلواتٍ».
وسئل وهب بن منبّهٍ عن الصّابئين، فقال: «الّذي يعرف اللّه وحده، وليست له شريعةٌ يعمل بها ولم يحدث كفرًا».
وقال عبد اللّه بن وهبٍ: قال عبد الرّحمن بن زيدٍ: «الصّابئون أهل دينٍ من الأديان، كانوا بجزيرة الموصل يقولون: لا إله إلّا اللّه، وليس لهم عملٌ ولا كتابٌ ولا نبيٌّ إلّا قول: لا إله إلّا اللّه»، قال: «ولم يؤمنوا برسولٍ، فمن أجل ذلك كان المشركون يقولون للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه: هؤلاء الصّابئون، يشبّهونهم بهم، يعني في قول: لا إله إلّا اللّه».
وقال الخليل هم قومٌ يشبه دينهم دين النّصارى، إلّا أنّ قبلتهم نحو مهب الجنوب، يزعمون أنّهم على دين نوحٍ، عليه السّلام. وحكى القرطبيّ عن مجاهدٍ والحسن وابن أبي نجيحٍ: «أنّهم قومٌ تركّب دينهم بين اليهود والمجوس، ولا تؤكل ذبائحهم»، قال ابن عبّاسٍ: «ولا تنكح نساؤهم». قال القرطبيّ: والّذي تحصّل من مذهبهم فيما ذكره بعض العلماء أنّهم موحّدون ويعتقدون تأثير النجوم، وأنهم فاعلةٌ؛ ولهذا أفتى أبو سعيدٍ الإصطخريّ بكفرهم للقادر باللّه حين سأله عنهم، واختار فخر الدّين الرّازيّ أنّ الصّابئين قومٌ يعبدون الكواكب؛ بمعنى أنّ اللّه جعلها قبلةً للعبادة والدّعاء، أو بمعنى أنّ اللّه فوّض تدبير أمر هذا العالم إليها، قال: وهذا القول هو المنسوب إلى الكشرانيّين الّذين جاءهم إبراهيم الخليل، عليه السّلام، رادًّا عليهم ومبطلًا لقولهم.
وأظهر الأقوال، واللّه أعلم، قول مجاهدٍ ومتابعيه، ووهب بن منبّهٍ: أنّهم قومٌ ليسوا على دين اليهود ولا النّصارى ولا المجوس ولا المشركين، وإنّما هم قومٌ باقون على فطرتهم ولا دينٌ مقرّرٌ لهم يتبعونه ويقتفونه؛ ولهذا كان المشركون ينبزون من أسلم بالصّابئيّ، أي: أنّه قد خرج عن سائر أديان أهل الأرض إذ ذاك.
وقال بعض العلماء: الصّابئون الّذين لم تبلغهم دعوة نبيٍّ، واللّه أعلم).[تفسير ابن كثير: 1 / 284 -287]
تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطّور خذوا ما آتيناكم بقوّة واذكروا ما فيه لعلّكم تتّقون (63)} المعنى: اذكروا إذ أخذنا ميثاقكم. و"الطور" ههنا: الجبل.
ومعنى {أخذنا ميثاقكم}: يجوز أن يكون ما أخذه اللّه عزّ وجلّ حين أخرج الناس كالذر. ودليل هذا قوله: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنّه ظلّة} ثم قال من بعد تمام الآية: {وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم} فهذه الآية كالآية التي في البقرة. وهو أحسن المذاهب فيها.
وقد قيل: أن أخذ الميثاق هو: ما أخذ الله من الميثاق على الرسل ومن اتبعهم. ودليله قوله عزّ وجلّ: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه} فالأخذ على النبيين -صلى الله عليهم وسلم- الميثاق يدخل فيه من اتبعهم.
{ورفعنا فوقكم الطّور} أي: جئناكم بآية عظيمة، وهي أن الطور -وهو الجبل- رفع فوقهم حتى أظلهم وظنوا أنه واقع بهم، فأخبر اللّه بعظم الآية التي أروها بعد أخذ الميثاق، وأخبر بالشيء الذي لو عذبهم بعده لكان عدلا في ذلك، ولكنه جعل لهم التوبة بعد ذلك وقال: {ثمّ تولّيتم من بعد ذلك} "ذلك" أي: من بعد الآيات العظام.
{فلولا فضل اللّه عليكم ورحمته} أي: لولا أن منّ اللّه عليكم بالتوبة بعد أن كفرتم مع عظيم هذه الآيات {لكنتم من الخاسرين}.
وقوله عزّ وجلّ: {خذوا ما آتيناكم بقوّة} موضع "ما" نصب، و {ما آتيناكم}: الكتاب الذي هو التوراة، ومعنى "خذوه بقوة" أي: خذوه بجد واتركوا الريب والشك لما بان لكم من عظيم الآيات.
وقوله عزّ وجلّ: {واذكروا ما فيه} معناه: ادرسوا ما فيه، وجاز في اللغة أن تقول: "خذ" و"خذا"، وأصله "أوخذ" وكذلك "كل" أصله "أوكل"، ولكن "خذ" و"كل" اجتمع فيهما كثرة الاستعمال والتقاء همزتين وضمة، فحذفت فاء الفعل وهي الهمزة التي كانت في "أَخذ" و"آكل" فحذفت لما وصفنا من كثرة الاستعمال واجتماع ما يستقلون). [معاني القرآن: 1 / 148 -149]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاقكم}، إذ معطوفة على التي قبلها، والميثاق مفعال من وثق يثق، مثل ميزان من وزن يزن، والطّور اسم الجبل الذي نوجي موسى عليه، قاله ابن عباس، وقال مجاهد وعكرمة وقتادة وغيرهم: «الطّور اسم لكل جبل»، ويستدل على ذلك بقول العجاج:
دانى جناحيه من الطور فمر ....... تقضّي البازي إذا البازي كسر
وقال ابن عباس أيضا: «الطّور كل جبل ينبت، وكل جبل لا ينبت فليس بطور»، قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا كله على أن اللفظة عربية، وقال أبو العالية ومجاهد: «هي سريانية اسم لكل جبل».
وقصص هذه الآية أن موسى عليه السلام لما جاء إلى بني إسرائيل من عند الله تعالى بالألواح فيها التوراة، قال لهم: خذوها والتزموها، فقالوا: لا إلا أن يكلّمنا الله بها كما كلمك، فصعقوا، ثم أحيوا، فقال لهم: خذوها، فقالوا: لا، فأمر الله تعالى الملائكة فاقتلعت جبلا من جبال فلسطين، طوله فرسخ في مثله، وكذلك كان عسكرهم، فجعل عليهم مثل الظلة، وأخرج الله تعالى البحر من ورائهم، وأضرم نارا بين أيديهم، فأحاط بهم غضبه، وقيل لهم خذوها وعليكم الميثاق ألا تضيعوها، وإلا سقط عليكم الجبل، وغرقكم البحر وأحرقتكم النار، فسجدوا توبة لله، وأخذوا التوراة بالميثاق، وقال الطبري رحمه الله عن بعض العلماء: لو أخذوها أول مرة لم يكن عليهم ميثاق، وكانت سجدتهم على شق، لأنهم كانوا يرقبون الجبل خوفا، فلما رحمهم الله قالوا لا سجدة أفضل من سجدة تقبلها الله ورحم بها، فأمروا سجودهم على شق واحد.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رحمه الله: والذي لا يصح سواه أن الله تعالى اخترع وقت سجودهم الإيمان في قلوبهم، لأنهم آمنوا كرها وقلوبهم غير مطمئنة، وقد اختصرت ما سرد في قصص هذه الآية، وقصدت أصحه الذي تقتضيه ألفاظ الآية، وخلط بعض الناس صعقة هذه القصة بصعقة السبعين.
وقوله تعالى: {خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ} في الكلام حذف تقديره: وقلنا خذوا، وآتيناكم معناه أعطيناكم، وبقوّةٍ: قال ابن عباس: «معناه بجدواجتهاد»، وقيل: بكثرة درس، وقال ابن زيد: «معناه بتصديق وتحقيق»، وقال الربيع: «معناه بطاعة الله».
واذكروا ما فيه أي تدبروه واحفظوا أوامره ووعيده، ولا تنسوه وتضيعوه، والضمير عائد على ما آتيناكم ويعني التوراة، وتقدير صلة ما: واذكروا ما استقر فيه، ولعلّكم تتّقون ترج في حق البشر). [المحرر الوجيز: 1 / 238 -240]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطّور خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ واذكروا ما فيه لعلّكم تتّقون (63) ثمّ تولّيتم من بعد ذلك فلولا فضل اللّه عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين (64)}
يقول تعالى مذكّرًا بني إسرائيل ما أخذ عليهم من العهود والمواثيق بالإيمان به وحده لا شريك له واتّباع رسله، وأخبر تعالى أنّه لمّا أخذ عليهم الميثاق رفع الجبل على رؤوسهم ليقرّوا بما عوهدوا عليه، ويأخذوه بقوّةٍ وحزمٍ وهمّةٍ وامتثالٍ كما قال تعالى: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنّه ظلّةٌ وظنّوا أنّه واقعٌ بهم خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ واذكروا ما فيه لعلّكم تتّقون}[الأعراف: 171] الطّور هو الجبل، كما فسّره بآية الأعراف، ونصّ على ذلك ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعطاءٌ وعكرمة والحسن والضّحّاك والرّبيع بن أنسٍ، وغير واحدٍ، وهذا ظاهرٌ.
وفي روايةٍ عن ابن عبّاسٍ: «الطّور ما أنبت من الجبال، وما لم ينبت فليس بطورٍ».
وفي حديث الفتون: عن ابن عبّاسٍ: «أنّهم لمّا امتنعوا عن الطّاعة رفع عليهم الجبل ليسمعوا [فسجدوا]».
وقال السّدّيّ: «فلمّا أبوا أن يسجدوا أمر اللّه الجبل أن يقع عليهم، فنظروا إليه وقد غشيهم، فسقطوا سجّدًا [فسجدوا] على شقٍّ، ونظروا بالشّقّ الآخر، فرحمهم اللّه فكشفه عنهم، فقالوا واللّه ما سجدةٌ أحبّ إلى اللّه من سجدةٍ كشف بها العذاب عنهم، فهم يسجدون كذلك، وذلك قوله تعالى: {ورفعنا فوقكم الطّور}».
وقال الحسن في قوله: {خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ}«يعني التّوراة».
وقال أبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ: «{بقوّةٍ}أي بطاعةٍ». وقال مجاهدٌ: «بقوّةٍ: بعملٍ بما فيه». وقال قتادة: «{خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ} القوّة: الجدّ وإلّا قذفته عليكم».
قال: فأقرّوا بذلك: أنّهم يأخذون ما أوتوا بقوّةٍ. ومعنى قوله: وإلّا قذفته عليكم، أي أسقطه عليكم، يعني الجبل.
وقال أبو العالية والرّبيع: «{واذكروا ما فيه}يقول: اقرؤوا ما في التّوراة واعملوا به».). [تفسير ابن كثير: 1 / 287 -288]
تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ثمّ تولّيتم من بعد ذلك} الآية. تولّى تفعّل، وأصله الإعراض والإدبار عن الشيء بالجسم، ثم استعمل في الإعراض عن الأمور والأديان والمعتقدات اتساعا ومجازا، وفضل اللّه رفع بالابتداء، والخبر مضمر عند سيبويه لا يجوز إظهاره للاستغناء عنه، تقديره فلولا فضل الله عليكم تدارككم، ورحمته عطف على فضل، قال قتادة: «فضل الله الإسلام، ورحمته القرآن». قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا على أن المخاطب بقوله: عليكم لفظا ومعنى من كان في مدة محمد صلى الله عليه وسلم، والجمهور على أن المراد بالمعنى من سلف، ولكنتم جواب «لولا»، ومن الخاسرين خبر «كان». والخسران النقصان، وتوليهم من بعد ذلك: إما بالمعاصي، فكان فضل الله بالتوبة والإمهال إليها، وإما أن يكون توليهم بالكفر فكان فضل الله بأن لم يعاجلهم بالإهلاك ليكون من ذريتهم من يؤمن، أو يكون المراد من لحق محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد قال ذلك قوم، وعليه يتجه قول قتادة: إن الفضل الإسلام، والرحمة القرآن، ويتجه أيضا أن يراد بالفضل والرحمة إدراكهم مدة محمد صلى الله عليه وسلم). [المحرر الوجيز: 1 / 240 -241]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {ثمّ تولّيتم من بعد ذلك} يقول تعالى: ثمّ بعد هذا الميثاق المؤكّد العظيم تولّيتم عنه وانثنيتم ونقضتموه {فلولا فضل اللّه عليكم ورحمته} أي: توبته عليكم وإرساله النّبيّين والمرسلين إليكم {لكنتم من الخاسرين} بنقضكم ذلك الميثاق في الدّنيا والآخرة). [تفسير ابن كثير: 1 / 288]


* للاستزادة ينظر: هنا

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسير, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir