دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 شوال 1435هـ/15-08-2014م, 02:09 AM
سعاد ذياب سعاد ذياب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 158
افتراضي صفحة الطالبه سعاد ذياب للقراءه المنظمه

اللهم نسألك علما نافعا

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 12:15 AM
سعاد ذياب سعاد ذياب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 158
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد:
ذكر الشيخ الإمام الأوحد إسماعيل بن الخطيب أبي حفص عمر بن كثير, الشافعي رحمه الله في مقدمة تفسيره أمور منها :
- حمد الله بأنواع من المحامد التي حمد الله بها نفسه في كتابه مثل قوله تعالى(الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون )الأنعام1
- ومنها أن حمد الله أن أرسل رسله مبشرين ومنذرين وختمهم بالنبي الأمي العربي المكي أرسله إلى جميع خلقه من الإنس والجن من لدن بعثته إلى قيام الساعة مبلغا لهم عن الله تعالى ما أوحاه إليه وأعلمهم أن الله تعالى ندبهم إلى فهمه فقال تعالى(أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب أقفالها)
- وبين أن هذا القرآن الذي جاء به النبي صلى الله عليه نذير لكل من بلغه من عرب وعجم وأسود وأحمر وإنس وجن لقوله تعالى(لأنذركم به ومن بلغ) وأن من كفر به فالنار موعده .
- وأوجب الله تعالى على العلماء الكشف عن معاني كلامه وتفسيره وتعلم ذلك وتعليمه فقال ))وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون))آل عمران: 187
- وذم الله تعالى أهل الكتاب قبلنا بإعراضهم عن كتاب الله وإقبالهم على الدنيا وإشتغالهم بغير ما أمروا به من اتباع كتاب الله قال تعالى((إن الذينيشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم اللهولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم))آلعمران: 77
- فالواجب علينا نحن المسلمون أن ننتهي عما ذمهم الله تعالى ونأتمر بما أمرنا من تعلم كتاب الله وتعليمه .
**أحسن طرق التفسير **
1-تفسير القرآن بالقرآن:
فهو أصح الطرق في ذلك فما أجمل في مكان فإنه قد بسط في موضع آخر.
2-تفسير القرآن بالسنه :
فإنها شارحه للقرآن وموضحه له بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله تعالى: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه منالقرآن. قال الله تعالى ((إنا أنزلنا إليك الكتاببالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما))النساء: 105
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه((يعني: السنة,فالسنه تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن.
· ولهذا الترتيب الأخذ بالقرآن فإن لم يجد فمن السنة أصل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن بم تحكم؟)). قال: بكتاب الله. قال: ((فإن لمتجد؟)).قال: بسنة رسول الله.)) قال فإنلم تجد؟قال: أجتهد برأيي. قال: فضرب رسول الله صلى الله عليهوسلم في صدره، وقال: ((الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لمايرضي رسول الله))
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابه رضوان الله عليهم :
فإن لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنه رجعنا في ذلك إلى الصحابه
لأنهم : - أدرى بذلك لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي إختصوا بها
- ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح

*صور من علم الصحابه رضي الله عنهم:
* قال عبد الله ابن مسعود((والذي لا إله غيره، ما نزلتآية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت ولو أعلممكان أحد أعلم بكتابالله مني تناله المطايا لأتيته))
* وقال أبو عبد الرحمن السلمي:حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم،فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمناالقرآن والعمل جميعا.

* ومنهمالحبر البحر عبد الله بن عباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترجمانالقرآن ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث قال))اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل((
* وعن ابن مسعود أنه قال: نعم الترجمان للقرآن ابنعباس.
4- تفسير القرآن بالرجوع إلى أقوال التابعين :
إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولاوجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين، كمجاهد بنجبر فإنه كان آية في التفسير، كما قالمجاهد:((عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحتهإلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنه)). وكسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بنأبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بنالأجدع، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية،والربيع بن أنس، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم.
· تنبهات على تفسير التابعين :
- فإنه قد تذكر أقوالهم في الآية فيقع في عباراتهم تباين في الألفاظ، يحسبها من لا علم عندهاختلافا فيحكيها أقوالا وليس كذلك.
- أن منهم من يعبر عن الشيء بلازمه أو بنظيره،ومنهم من ينص على الشيء بعينه، والكل بمعنى واحد في كثير من الأماكن.
-وقال شعبةبن الحجاج وغيره: أقوال التابعين في الفروع ليست حجة؟ فكيف تكونحجة في التفسير؟يعني: أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم.
-أما إذا أجمعوا على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون بعضهم حجةعلى بعض، ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغةالعرب، أو أقوال الصحابة في ذلك.

**حكم التفسير بالرأي **
- تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام.
- الدليل (عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((من قال فيالقرآنبرأيه، -أو بما لا يعلم-، فليتبوأ مقعده من النار))رواه النسائي
- حتى لو أصاب المعنى لكان قد أخطأ لأنه لم يأت الأمر من بابه لما جاء في الأثر((من قال في كتاب الله برأيه، فأصاب، فقد أخطأ ))
- لهذا تحرج كثير من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به ومن أمثلة ذلك:
* كما قال أبو بكر الصديق، رضي الله عنه: أي أرض تقلني وأي
سماءتظلني؟ إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم.
*أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر(وفاكهة وأبا)، فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها،فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر.
*عن سعيد بن المسيب: إنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن، قال: إنا لا نقول في القرآن شيئا.
*عن محمد بن سيرين: سألت عبيدة يعني السلماني، عن آية من القرآن فقال: ذهب الذين كانوا يعلمون فيم أنزل القرآن فاتق الله، وعليكبالسداد.
* عن مسروق، قال: اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عنالله.
** تنبيه **
هذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلفمحمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلممن ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولامنافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد؛فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه،لقوله تعالى(( لتبيننه للناس ولا تكتمونه ))آل عمران: 187

**-فائده **
قال ابن عباس رضي الله عنه :التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب منكلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلاالله.

} بيان فضل القرآن {
قدم الإمام ابن كثير رحمه الله الفضائل قبل التفسير وذكر فضل كل سورة قبل تفسيرها ليكون ذلك باعثاعلى حفظ القرآن وفهمه والعمل بما فيه والله وحده المعين على ذلك..
**ذكر جملة من الأحاديث ومافيها من أوجه تدل على فضل القرآن:
1- حديث عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا فيليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس علىمكث ونزلناه تنزيلاالإسراء: 106
-ووجه مناسبة هذا الحديث بفضائل القرآن: أنه ابتدئبنزوله في مكان شريف، وهو البلد الحرام، كما أنه كان في زمن شريف وهو شهر رمضان،فاجتمع له شرف الزمانوالمكان؛ ولهذا يستحب إكثار تلاوة القرآن في شهر رمضان؛ لأنهابتدئ نزوله فيه.
2- الحديث الثاني: وقال البخاري: حدثنا موسى بنإسماعيل، حدثنا معتمر قال: سمعت أبي عن أبي عثمان قال: أنبئت أن جبريل، عليهالسلام، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة، فجعل يتحدث، فقال النبي صلىالله عليه وسلم: ((من هذا؟))أو كما قال، قالت: هذا دحيةالكلبي، فلما قام قالت: والله ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة النبي صلى اللهعليه وسلم يخبر خبر جبريل. أو كما قال).
-والغرض من إيرادهذا الحديث هاهنا أن السفير بين الله وبين محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليهالسلام وهو ملك كريم ذو وجاهة وجلالة ومكانة كما قال: تعالى (إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عندذي العرش مكين * مطاع ثم أمين * وما صاحبكم بمجنون}الآيات[التكوير: 19- 22].فمدح الرب تبارك وتعالى عبديه ورسوليه جبريلومحمدا صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على فضل القرآن و عناية الله به.

3-عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم))ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذيأوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يومالقيامة((..
_وفي هذا الحديث فضيلة عظيمة للقرآن المجيد على كل معجزةأعطيها نبي من الأنبياء، وعلى كل كتاب أنزله، وذلك أن معنى الحديث: ما من نبي إلاأعطي من المعجزات ما آمن عليه البشر، أي: ما كان دليلا على تصديقه فيما جاءهم بهواتبعه من اتبعه من البشر، ثم لما مات الأنبياء لم تبق لهم معجزة بعدهم إلا مايحكيه أتباعهم عما شاهدوه في زمانه، فأما الرسول الخاتم للرسالة محمد صلى الله عليهوسلم فإنما كان معظم ما آتاه الله وحيا منه إليه منقولا إلى الناس بالتواتر، ففي كلحين هو كما أنزل، فلهذا قال: ((فأرجو أن أكون أكثرهمتابعا))، وكذلك وقع، فإن أتباعه أكثر من أتباع الأنبياء لعموم رسالتهودوامها إلى قيام الساعه.
4- عن أنس بن مالك رضي الله عنه إن الله تابع الوحي على رسوله صلىالله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى اللهعليه وسلم بعد. ))رواه البخاري
-ومعناه: أن الله تعالىتابع نزول الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم شيئا بعد شيء كل وقت بما يحتاج إليه،ولم تقع فترة بعد الفترة الأولى التي كانت بعد نزول الملك أول مرة بقوله: {اقرأ باسم ربك}[العلق: 1]فإنهاستلبث الوحي بعدها حينا يقال: قريبا من سنتين أو أكثر، ثم حمي الوحي وتتابع.
5- عن الأسودبن قيس قال: سمعت جندبا يقول: اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أوليلتين، فأتته امرأة فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا تركك، فأنزل الله تعالى: {والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى}[ الضحى: 1- 3..
- والمناسبة في ذكر هذا الحديث والذي قبله في فضائلالقرآن: أن الله تعالى له برسوله عناية عظيمة ومحبة شديدة، حيث جعل الوحي متتابعاعليه ولم يقطعه ولهذا إنما أنزل عليه القرآن مفرقا ليكون ذلك أبلغ في العناية والإكرام.

من فضائل القرآن نزول الملائكه والسكينه عند تلاوته)
وذكر ابن كثير جمله من الأدله تدل على ذلك منها:
1-قال الله تبارك وتعالى(وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كانمشهودا)الإسراء: 78 وجاء في بعض التفاسير: أن الملائكة تشهده.
2-وفي الحديث الصحيح(مااجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله،ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلتعليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده( رواه مسلم عن أبي هريرة
3-.عن أسيد بن الحضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة،وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت، ثمقرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما اجترهرفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها،فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلمفقال: ((اقرأ يابن حضير، اقرأ يابن حضير)). قال: فأشفقت يا رسولالله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا، فرفعت رأسي وانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماءفإذا مثل الظلة، فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها قال: ((أو تدري ماذاك؟)). قال: لا قال: (( تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليهالا تتوارى منهم((رواه البخاري معلقا

))فضل القرآن على غيره من الكتب وعلى سائر الكلام))
-مما يدل على فضل القرآن وشرفه على ما سواه من الكلام أن طيب الرائحه دار مع القرآن وجودا وعدما فقد جاء في حديث.أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم(مثلالذي يقرأ القرآن كمثلالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ القرآنكالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة،ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولاريح لها(.
-ولقد شرف الله هذه الأمه وكرمها على بقية الأمم كما جاء عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على اللهحديث عن.عبد الله بن دينار، قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلمقال: إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصرومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال: من يعمل ليإلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر؟فعملت النصارى، ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين، قالوا: نحنأكثر عملا وأقل عطاء! قال: هل ظلمتكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه منشئت(
وكل هذا التشريف ببركة هذا الكتاب الذي شرفه على كل كتاب وجعله مهيمنا عليه وناسخا له وخاتما له
(( هل ترك النبي صلى عليه وسلم شيئ ؟))
.- جاءفي حديث أبي الدرداء (إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما،وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر(.
- وعن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شداد بنمعقل:" أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: ما ترك إلاما بين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا ما بينالدفتين".تفرد به البخاري
ومعناه:أنه، عليه السلام، ما ترك مالا ولا شيئا يورث عنه، كماقال عمرو بن الحارث أخو جويرية بنت الحارث: ما ترك رسول اللهصلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا.
- فالأنبياء عليهم السلام، لم يخلقوا للدنيايجمعونها ويورثونها، إنما خلقوا للآخرة يدعون إليها ويرغبون فيها؛ ولهذا قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: (لا نورث ما تركنا فهوصدقة)
- وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أول من أظهر هذا لما سؤل عن ميراث النبي صلى الله عليه وسلم ووافقه عليه جمع من الصحابه رضي الله عنهم أجمعين.

((هل وصى النبي صلى الله عليه وسلم ؟))
- كتب الله الوصيه على الناس في أموالهم كما قال تعالى:(كتبعليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين} [البقرة: 180].
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يترك شيئا يورث عنه، وإنما ترك ماله صدقةجارية من بعده، فلم يحتج إلى وصية في ذلك ولم يوص إلى خليفة يكون بعده على التنصيص؛ لأن الأمر كان ظاهرا من إشارته وإيمائه إلى الصديق.
-وإنما أوصى الناس باتباع كتاب الله تعالى فع طلحة بن مصرف قال: "سألت عبد الله بن أبي أوفى: أوصى النبي صلىالله عليه وسلم؟ قال: لا. فقلت: فكيف كتب على الناس الوصية، أمروا بهاولم يوص؟قال: أوصى بكتاب الله، عز وجل".

(( التغني بالقرآن ))
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن((
- في هذا الحديث مسائل :
1- ما معنى (أذن)؟
فسر الإذن بالإستماع وفسر بالأمر
والأول أولى لقوله: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنىبالقرآن"أي:يجهر به،والأذن:الاستماع؛ لدلالة السياق عليه، وكما قال تعالى: {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت * وإذا الأرض مدت * وألقت مافيها وتخلت * وأذنت لربها وحقت}[الانشقاق: 1- 5]أي:استمعت لربها {وحقت} وحق لها أن تستمع أمره وتطيعه.

- معنى الحديث : أن الله ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهربقراءته ويحسنها، وذلك أنه يجتمع في قراءة الأنبياء طيب الصوت لكمالخلقهم وتمامالخشية، وذلك هو الغاية في ذلك.
وهو،سبحانه وتعالى، يسمع أصوات العباد كلهم برهم وفاجرهم، كما قالت عائشة، رضي اللهعنها: سبحان الله الذي وسع سمعه الأصوات، ولكن استماعه لقراءة عباده المؤمنين أعظم،كما قال تعالى: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولاتعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه}الآية[يونس: 61]، ثم استماعه لقراءة أنبيائه أبلغ كما دل عليه هذا الحديث .
- ما معنى ( يتغنى )؟
1- يتغنى به أي يجهر به.
2- يتغنى أي يستغني به
قاله سفيان بن عيينة فإن أراد: أنه يستغني عن الدنيا، وهو الظاهر من كلامهالذي تابعه عليهأبو عبيد القاسم بن سلام وغيره، فخلاف الظاهر من مراد الحديث؛ لأنهقد فسره بعض رواته بالجهر، وهو تحسين القراءة والتحزين بها.
قال حرملة: سمعت ابن عيينة يقول: معناه:يستغني به، فقال لي الشافعي: ليس هو هكذا، ولو كان هكذالكان يتغانى به، وإنما هو يتحزن ويترنم به، ثم قال حرملة: وسمعت ابن وهب يقول: يترنم به.

(( حكم تلحين القرآن ))
1- المطلوب شرعا هو التحسن بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع فعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( زينوا القرآن بأصواتكم(.أخرجه النسائي وابن ماجة
وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنهذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به، فمنلم يتغن به فليس منا((.
2-أما قراءة القرآن بالألحان التي يسلك بها مذاهب الغناء فنص الأئمة على النهي عنه , وقد جاء عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ))اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهلالكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لايجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم((.
3- وإن خرجت القراءة مخرج التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرف أو ينقص حرفا فلقد اتفق العلماء على تحريمه.

الغبطه المشروعه لصاحب القرآن))
- معنى الغبطه :
يقال: غبطه يغبطه بكسر الباء غبطا: إذا تمنى مثل ما هو فيه من النعمة، وهذا بخلافالحسد المذموم وهو تمني زوال نعمة المحسود عنه، سواء حصلت لذلك الحاسد أو لا وهذامذموم شرعا، مهلك، وهو أول معاصي إبليس حين حسد آدم.
- الدليل :
عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول)لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فقام به آناء الليل، ورجلأعطاه اللهمالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار))
وعن أبي هريرة؛ "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسدإلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار(فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل،((ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق))، فقال رجل: ليتنيأوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل"
- ومضمون هذين الحديثين: أن صاحب القرآن في غبطة وهوحسن الحال، فينبغي أن يكون شديد الاغتباط بما هو فيه، ويستحب تغبيطه بذلك.

(( فضل تعلم القرآن وتعليمه ))
- الدليل:
حدثناحجاج بن منهال، حدثنا شعبة، أخبرني علقمة بن مرثد، سمعت سعد بن عبيدة، عن أبي عبدالرحمن، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)). وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرةعثمان، رضي الله عنه، حتى كان الحجاج قال:وذاك الذي أقعدني مقعديهذا.
- ما سبب هذا الفضل العظيم لمن علم وتعلم القرآن؟
- لأن هذه من صفات المؤمنين المتبعينللرسل، وهم الكمل في أنفسهم، المكملون لغيرهم، وذلك جمع النفع القاصر والمتعدي،وهذا بخلاف صفة الكفار الجبارين الذين لا ينفعون، ولا يتركون أحدا ممن أمكنهم كما قال تعالى(وهم ينهون عنه وينأون عنه) [الأنعام: 26]، في أصح قوليالمفسرين في هذا، وهو أنهم ينهون الناس عن اتباع القرآن مع نأيهم وبعدهم عنه أيضا،فجمعوا بين التكذيب والصود
فهذا شأن الكفار، كما أن شأنخيار الأبرار أن يكمل في نفسه وأن يسعى في تكميل غيره كما قال عليه السلام.
- وعن سهل بن سعد قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: إنها قد وهبت نفسهالله ورسوله، فقال((ما لي في النساء من حاجة)). فقال رجل: زوجنيها قال: ((أعطها ثوبا))، قال: لا أجد، قال: ((أعطها ولو خاتما من حديد))، فاعتل له، فقال: ((ما معك من القرآن؟)). قال: كذا وكذا. فقال: ((قد زوجتكها بما معك من القرآن(.
- ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام:ذلك أي بسبب ما معك من القرآن كما قاله أحمد بن حنبل:نكرمك بذلك أو بعوض ما معك،وهذاأقوى، لقوله في صحيح مسلم ((فعلمها))

ما جاء من أقوال عبد الله بن مسعود رضي اللهعنه في القرآن ))
1- عن أبي إسحاق، قال: قال ابن مسعود: كل آية في كتاب الله خير مما في السماء والأرض.
2- و عن مرة قال ابن مسعود: من أراد العلم فليثور منالقرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين.
3- و عن أبي الأحوص،عن عبد الله قال: إن هذا القرآن ليس فيه حرف إلا له حد، ولكل حدمطلع.
4- و عن سيار أبي الحكم، عن ابن مسعود أنه قال: أعربوا هذا القرآن فإنه عربي، وسيجيء قوم يثقفونه وليسوابخياركم.
5- وعنزر، عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف، وإذا اختلفتم فيياء أو تاء فاجعلوها ياء، ذكروا القرآن فإنه مذكر.
6- وعنشداد بن معقل، سمعت ابن مسعود يقول: أول ما تفقدون من دينكمالأمانة، وآخر ما يبقى من دينكم الصلاة، وليصلين قوم لا خلاق لهم، ولينزعن القرآنمن بين أظهركم. قالوا: يا أبا عبد الرحمن، ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبتناه فيمصاحفنا؟ قال: يسرى على القرآن ليلا فيذهب به من أجواف الرجالفلا يبقى في الأرض منه شيء -وفي رواية: لا يبقى في مصحفمنه شيء- ويصبح الناس فقراء كالبهائم. ثم قرأ عبد الله: {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا} [الإسراء: 86]
7- عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن أبيه قال:من قرأ القرآن في أقلمن ثلاث فهوراجز.
8- وعن أبي وائل قال: كان عبد الله بنمسعود يقل الصوم، فيقال له في ذلك، فيقول: إني إذا صمت ضعفت عنالقراءة والصلاة، والقراءة والصلاة أحب إلي.

جمع القرآن وكتابة المصاحف {{

**عرض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل عليه السلام
-الدليل:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناسبالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضانحتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كانأجود بالخير من الريح المرسلة"متفق عليه
وعن أبي هريرة قال: "كان يعرض على النبي صلىالله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكانيعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه".
-ما معنى عرض النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل القرآن كل سنه؟
والمراد مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى،ليبقى ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدا، أو استثباتا وحفظا؛ ولهذا عرضه في السنةالأخيرة من عمره، عليه السلام اقتراب أجله، على جبريل مرتين، وعارضه به جبريل كذلك؛ولهذا فهم، عليه السلام، اقتراب أجله.
_وكان جمع عثمان رضي الله عنه للمصاحف على هذا الجمع الأخير.
- لماذا خص رمضان من بين الشهور بالعرض؟
لأن ابتداءالإيحاء كان فيه؛ ولهذا يستحب دراسة القرآن وتكراره فيه، ومن ثم كثر اجتهاد الأئمةفيه في تلاوة القرآن.
** أشهر القراء من الصحابه
- الآثار الداله على فضل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
1- عن شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله فقال: والله لقد أخذتمن في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبيصلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم.قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غيرذلك.
2- عن علقمة قال: كنا بحمص، فقرأ ابنمسعود سورة يوسف فقال رجل: ما هكذا أنزلت، فقال: قرأت على رسول الله صلى الله عليهوسلم فقال: ((أحسنت)) ووجد منه ريح الخمر، فقال: أتجترئ أن تكذب بكتاب الله وتشربالخمر؟! فجلده الحد.
3- عن مسروق قال: قال عبد الله: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلتسورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأناأعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبتإليه.
4- وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((استقرئوا القرآن من أربعة...الحديث)) وسيأتي، فبدأبه.
5- عن عمر عن النبيصلى الله عليه وسلم قال ))من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزلفليقرأه على قراءة ابن أم عبد))وابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود،وكان يعرف بذلك.


- ومن القراء أيضا:
*سالم مولى أبي حذيفة، وقد كان من سادات المسلمين وكان يؤم الناس قبلمقدم النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة
* ومعاذ بن جبل، وأبي بنكعب، وهما سيدان كبيران من الأنصار، رضي الله عنهم أجمعين.
الدليل:
عن مسروق: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود، فقال: لاأزال أحبه، سمعت رسولالله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبدالله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب ))رضي اللهعنهم.
*ومنهم أبو الدرداء وزيد بن ثابت
الدليل:
عن أنس بن مالك قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمعالقرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: ونحنورثناه
ومراد الحديث :
-أنه لم يجمع القرآن من الأنصار وليس معناه أنه لم يجمع القرآن من الصحابه سوى هؤلاء.
-و يحتمل أنه لم يأخذه تلقيا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرهؤلاء الأربعة، وأن بعضهم تلقى بعضه عن بعض.
*من جمع القرآن الصديق، رضي الله عنه
الدليل:
تقديم الرسول الله صلى الله عليه وسلم له في مرضهإماما على المهاجرين والأنصارفلولا أنه كان أقرؤهم لكتابالله لما قدمه عليهم.لقوله صلى الله عليه وسلم ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ))
* ومنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه
والدليل : أنه قرأ القرآن في ركعة . .
((وقد تظاهرت الروايات بأن الأئمةالأربعة جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأجل سبقهم إلى الإسلام،وإعظام الرسول لهم.))

*عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
الدليل:
عن عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن فقرأت به كلليلة،فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:اقرأه في شهر)
*عبد الله ابن عباس رضي الله عنه ترجمان القرآن
الدليل:
عن مجاهد أنه قال: قرأت القرآن على ابنعباس مرتين، أقفه عند كلآية وأسأله عنها.
*ومنهم أيضا تميم الداري وعباده بن الصامت وعبد الله بن عمر بن العاص.

**جمع القرآن في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه
-سبب الجمع :
ما جاء عن زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتلأهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبوبكر: إن عمر بن الخطاب أتاني،فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء فيالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعلشيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمريراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم،فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مماأمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليهوسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح لهصدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدورالرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز}[التوبة: 128]حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاهالله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
-فائدته :

إن الذي فعله الشيخان أبو بكر وعمر، رضي الله عنهما، من أكبر المصالح الدينية وأعظمها، منحفظهما كتاب الله في الصحف؛ لئلا يذهب منه شيءبموت من تلقاه عن رسول الله صلى اللهعليه وسلم.
- مناقب أبو بكر الصديق:
- *فإنه أقامه الله بعد النبي صلى الله عليه وسلم مقاما لا ينبغي لأحدبعده، قاتل الأعداء من مانعي الزكاة، والمرتدين، والفرس والروم،
- *ونفذ الجيوش، وبعثالبعوث والسرايا،
- *ورد الأمر إلى نصابه بعد الخوف من تفرقه وذهابه، وجمع القرآنالعظيم من أماكنه المتفرقة حتى تمكن القارئ من حفظه كله،
- *فجمع الصديق الخير وكف الشرور، رضي الله عنه وأرضاه.
- ولهذا روي عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه،أنه قال: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر.

-


**ترتيب سور القرآن وآياته**

حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام بن يوسف: أنابن جريج أخبرهم قال: وأخبرني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين، رضيالله عنها، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك، قال: يا أمالمؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف،قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما ينزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكرالجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء: ولا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندعالزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}[القمر: 46]، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحففأملت عليه آي السور.(رواه النسائي)

_ يأخذ من هذا الأثر أحكام وفوائد منها:

- المراد من التأليف هاهنا: هو ترتيب سور القرآن
- عدم التعنت في الأسئله ومن لوحظ فيه مثل هذا فإنه لا يسترسل معه ويحذر من ذلك كما حصل لعائشه مع هذا الرجل العراقي الذي سأل أي الكفن خير وأهل العراق عرفوا بالتعنت في الأسئله فلم تبالغ معه عائشة، رضي الله عنها، في الكلام لئلا يظن أن ذلك أمر مهم، وإلافقد روى أحمد وأهل السنن من حديث سمرة وابن عباس عن رسول الله صلى الله عليهوسلمقال:( البسوا من ثيابكم البياض، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها أطهروأطييب)
-
- جواز قرآءة القرآن من غير ترتيب لسور وهذا ماأشارت إليه عائشه رضي الله عنها عندما سألها العراقي أنه يقرأ القرآن غير مؤلف أي مرتب ,فأخبرته عما نزل أول السور التي فيها ذكر الجنة والنار من سور المفصل و ليس البداءة بها في أوائل المصاحف، معأنها من أول ما نزل، والبقرة والنساء من أوائل ما في المصحف، وقد نزلت فيالمدينة .

- حرمة قراءة القرآن بدون ترتيب لآيات السور وليس في ذلك رخصة، بل هو أمر توقيفي عن رسول الله صلى اللهعليه وسلم، ولهذا لم ترخص له في ذلك، بل أخرجت له مصحفها،فأملت عليه آي السور.

** الأدله على أن ترتيب السور في المصحف ليس توقيفي وجواز تقديم سوره على أخرى في القرآءه في الصلاه وخارجها **

-دل عليه حديث حذيفة وابن مسعود، وهو في الصحيح أنه، عليه السلام، قرأ في قيام الليلبالبقرة ثم النساء ثم آل عمران.

-وقدحكى القرطبي عن أبي بكر بن الأنباري في كتاب الرد أنه قال: والظاهر أن ترتيب السور فيه) يعني مصحف عثمان رضي الله عنه)منه ما هو راجع إلى رأي عثمان رضي الله عنه، وذلك ظاهر في سؤال ابن عباس له عن تركالبسملة في أول براءة، وذكره الأنفال من الطول، والحديث في الترمذي
-وأثرعن علي رضي الله عنه أنه كان قد عزم على ترتيب القرآن بحسبنزوله.


- وحكى القاضي الباقلاني: أنأول مصحفه كان: {اقرأ باسم ربك الأكرم}وأول مصحف ابنمسعود: {مالك يوم الدين}ثم البقرة، ثم النساء علىترتب مختلف، وأول مصحف أبي: {الحمد لله}ثم النساء،ثم آل عمران، ثم الأنعام، ثم المائدة، ثم كذا على اختلاف شديد، ثم قال القاضي: ويحتمل أن ترتيب السور في المصحف على ما هو عليه اليوم من اجتهاد الصحابة، رضي اللهعنهم.

-وقال أبوالحسن بن بطال: إنما يجب تأليف سوره في الرسم والخط خاصة ولا يعلم أن أحدا منهمقال: إن ترتيب ذلك واجب في الصلاة وفي قراءة القرآن ودرسه، وأنه لا يحل لأحد أنيقرأ الكهف قبل البقرة، ولا الحج قبل الكهف، ألا ترى إلى قول عائشة: ولا يضرك أيهقرأت قبل. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة السورة في ركعة، ثميقرأ في الركعة الأخرى بغير السورة التي تليها.
قال: وأما ما روي عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أنيقرأ القرآن منكوسا. وقالا إنما ذلك منكوس القلب، فإنما عنيا بذلك من يقرأ السورةمنكوسة فيبتدئ بآخرها إلى أولها، فإن ذلك حرام محذور.


}أول من نقط وشكل وقسم المصحف وحكم ذلك{

- من هو أول من نقط المصحف؟
1-يقال: إن أول من أمر به عبد الملك بن مروان، فتصدى لذلك الحجاج وهو بواسط، فأمرالحسن البصري ويحيى بن يعمر ففعلا ذلك 2-ويقال: إن أول مننقط المصحف أبو الأسودالدؤلي
3-وذكر أنه كان لمحمد بن سيرين مصحف قد نقطه له يحيى بن يعمر.

**من كتب الأعشار على الحواشي؟
1- ينسب إلى الحجاج.
2- وقيل: أول من فعله المأمون.

**حكم التعشير والنقط والتقسيم:

-حكى أبو عمرو الداني عن ابنمسعود أنه كره التعشير في المصحف، وكان يحكه .
-و مجاهد أيضا.يكره ذلك.(أي التعشير)

- الإمام مالك قال لابأس به بالحبر،فأما بالألوان المصبغة فلا. وأكره تعداد آي السور في أولها في المصاحف الأمهات،فأماما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا.
-وقال قتادة: بدؤوا فنقطوا، ثم خمسوا،ثم عشروا

-. وقال يحيى بن أبي كثير: أول ما أحدثوا النقطعلى الباء والتاء والثاء، وقالوا: لا بأس به، هو نور له، أحدثوا نقطا عند آخر الآي،ثم أحدثوا الفواتح والخواتم.

-ورأى إبراهيم النخعي فاتحة سورة كذا، فأمر بمحوهاوقال: قال ابن مسعود: لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس فيه

-. قال أبو عمرو الداني: ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائرالآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها.

نزول القرآن على سبعة أحرف

- االأدله على أن القرآن نزل على سبعة أحرف:
1- عن عبد الله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال((أقرأني جبريل علىحرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعةأحرف))مسلم
2-عن أبي بن كعب، قال: كنت في المسجدفدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمناجميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأقراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلىالله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)).فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال،كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا،وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إليأن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه علىحرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردةمسألة تسألنيها(. قال :قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهماغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليهالسلام)).وهكذا رواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالدبه.
}}وهذا الشك الذي حصل لأبي في تلك الساعة هو، والله أعلم، السبب الذي لأجله قرأ عليهرسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة إبلاغ وإعلام ودواء لما كان حصل له سورة{لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} إلى آخرها لاشتمالهاعلى قوله تعالى: {رسول من الله يتلو صحفا مطهرة * فيها كتبقيمة} [البينة: 2، 3]{{

3-وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا محمد بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن عيسىبن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن جده، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرفواحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي،فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شافكاف.
4-وقالابن جرير: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عنمجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندأضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)).ثمأتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءهالثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)).ثم جاءهالرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤواعليه فقد أصابوا.
وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي من رواية شعبة به.
5-عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقانفي حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروفكثيرة لم يقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرتحتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيهارسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدأقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمفقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها! فقال رسول الله صلىالله عليه وسلم: ((أرسله، اقرأ يا هشام))، فقرأ عليهالقراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ ياعمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت. إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسرمنه))متفق عليه






فصل

قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة إلا ما حدثني عفان، عن حماد بن سلمة،عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نزل القرآن على ثلاثة أحرف(.
قال أبو عبيد: ولا نرىالمحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة.

**هل معنى تلك السبعة أن يكون الحرفالواحد يقرأ على سبعة أوجه؟
قال أبو عبيده: وهذا شيء غير موجود،
ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغاتمتفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثانيبلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وبعض الأحياءأسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث تترى، قال: وقد روى الكلبي عنأبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمسبلغة العجز من هوازن.

قال أبوعبيد: عنابن عباس؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيد: يعني: أنه كانيستشهد به على التفسير.
مثل:
-قال ابن عباس فيقوله: {والليل وما وسق}[الانشقاق: 17]، قال:ما جمع وأنشد: قد اتسقن لو يجدنسائقا.
-وفيقوله: {فإذا هم بالساهرة}[النازعات: 14]، قال: الأرض، وقال أمية بن أبي الصلت: عندهم لحم بحر ولحمساهرة
- وقال أيضا:كنت لا أدري ما{فاطر السماواتوالأرض}[فاطر: 1]،حتى أتانيأعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها. يقول: أنا ابتدأتها.

**وقال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري، رحمه الله،:
وصح وثبت أن الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دونالجميع إذ كان معلوما أن ألسنتها ولغاتها أكثر من سبع بما يعجز عن إحصائه .

.
الخلاصه:
إن الشارع رخص للأمةالتلاوة على سبعة أحرف، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي اللهعنه، اختلاف الناس في القراءة، وخاف من تفرق كلمتهم -جمعهم على حرف واحد، وهو هذاالمصحف الإمام، قال: واستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعله من ذلكالرشد والهداية، وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل فيتركها طاعة منها له، ونظر منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست منالأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفوآثارها.

**وقال لو قيل كيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموهارسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها؟
قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمرإيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجبأن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبرهالعذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهمكانوا في القراءة بها مخيرين.
** إلى أن قال: فأما ما كان من اختلاف القراءة في رفعحرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة فمن معنى قولالنبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعةأحرف))بمعزل؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر، في قول أحد من علماء الأمة،وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر.



}} معنى الأحرف السبعه{{

لقد اختلف العلماء في المراء بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولاذكرها أبو حاتم محمد بن حبان البستي.
نذكر منها خمسة أقوال بختصار:
القول الأول-
وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد اللهبن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي- : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربةبألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهلم.
الدليل:
-قال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديثأبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقالميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمةبآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرعوعجل".
-عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوميقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم}[الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا""للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}[البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه".
قال الطحاوي. وغيره: وإنما كان ذلك رخصة أنيقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة علىلغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقانالحفظ .
وقد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كانرخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلمالكتابة.

الرد على من يرى أنها رخصه في أول الأمر ثم نسخت:
إنما كانالذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أحدالخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم، وإنما جمعهم عليها لما رأى مناختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا، فرتب لهم المصاحفالأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيآخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، وعزم عليهم ألا يقرؤوا بغيرها، وألايتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة، ولكنها أدت إلى الفرقة والاختلاف، كما ألزمعمر بن الخطاب الناس بالطلاق الثلاث المجموعة حتى تتابعوا فيها وأكثروا منها، قال: فلو أنا أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم.

القول الثاني:
أن القرآن نزلعلى سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضهعلى حرف آخر.
قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت}[المائدة: 60]و{يرتع ويلعب}[يوسف: 12].
قال القرطبي: ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية. قال أبو عبيد: وبعض اللغات أسعد بهمن بعض، وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه،ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله
الدليل:
قال الله تعالى: {قرآنا عربيا}[يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.
قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها،وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيحالقراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز. وقال ابن عطية: قال ابن عباس: ما كنتأدري ما معنى: {فاطر السماوات والأرض}[فاطر: 1]، حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنافطرتها.

القولالثالث:
أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة.
الدليل:
قولعثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوالأهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره
.
القول الرابع:
وحكاه الباقلانيعن بعض العلماء- :
أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء:
1-ما تتغير حركته ولاتتغير صورته ولا معناه .
مثل (ويضيقُ صدري)الشعراء: 13] و "يضيقَ"

2-ما لا تتغير صورته ويختلف معناه .
مثل (فقالواربنا باعِد بين أسفارنا}[سبأ: 19]و "باعَد بينأسفارنا"
3-قد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف .
مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]،و"ننشرها"
4- بالكلمة مع بقاء المعنى
مثل{كالعهن المنفوش}[القارعة: 5]، أو "كالصوفالمنفوش"
5- باختلاف الكلمة واختلاف المعنى
مثل: {وطلحمنضود} "وطلع منضود" .
6- بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرةالموت بالحق}[ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت"
7-بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".

القول الخامس
:أن المرادبالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال.
*قال ابن عطية: وهذا ضعيف
1-لأن هذه لا تسمى حروفا،
2-والإجماع أن التوسعة لم تقعفي تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذاحديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.
(( هل القراءات السبع التي تنسب للقراء السبعه هي الأحرف السبع؟؟))

قالالقرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبعالتي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة فيالقراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمانالمصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.
وقال :وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختارالقراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده. قال: وقد أجمع المسلمون في هذهالأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات،وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظالكتاب.

(( آداب تلاوة القرآن وأحكامه ))

1- وجوب الإخلاص في تلاوة القرآن

ما جاء في إثم من فجر بالقرآن وراءى به أو تأكل به

-قالعلي، رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول((يأتيفي آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقونمن الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهمفاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة)) رواه البخاري
-عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يخرج فيكم قوم تحقرونصلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوزتراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئا،وينظر في القدح فلا يرى شيئا، وينظر في الريش فلا يرى شيئا، ويتمارى فيالفوق)متفق عليه
** ووجه فجورهم بالقرآن :
إنهم أسسوا أعمالهم على اعتقاد غير صالح، فكانوا في ذلك كالمذمومين في قوله: {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانهعلى شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين} [التوبة: 109
وكانوا كالمرائين وإن كان بعضهم لا يقصد الرياء .
والمراد بهم في هذه الأحاديث الخوارج فمن العلماء من كفرهم ومنهم من فسقهم .

- عن سعيد الخدرييقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(يكون خلف من بعدالستين سنة، أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، ثم يكون خلف يقرؤونالقرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافقوفاجر((.
قال بشير: فقلت للوليد: ما هؤلاء الثلاثة؟ قال: المنافق كافر به، والفاجر يتأكل به،والمؤمن يؤمن به.
- عنأبي سعيد أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك خطب الناس وهو مسندظهره إلى نخلة فقال))ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؛ إن منخير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتىيأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلا فاجرا جريئا يقرأ كتاب الله، ولا يرعوي إلى شيءمنه))
- عن أنس بن مالك قال: بينما نحن نقرأ فينا العربي والعجمي والأسود والأبيض، إذ خرجعلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال((أنتم في خير تقرؤونكتاب الله وفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتي على الناس زمان يثقفونه كمايثقف القدح، يتعجلون أجورهم ولا يتأجلونها()

-عن أبيموسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال((مثلالمؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لايقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأالقرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلةطعمها مر أو خبيث وريحها مر((.

((ومضمون هذه الأحاديث التحذير منالمراءاة بتلاوة القرآن التي هي من أعظم القرب، كما جاء في الحديث ((واعلم أنك لن تتقرب إلى الله بأعظم مما خرج منه))يعني: القرآن.
والمنافق المشبه بالريحانة التي لها ريح ظاهر وطعمها مرهو المرائي بتلاوته، كما قال تعالى: {إن المنافقين يخادعون اللهوهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلاقليلا}[النساء: 142]


(( فضل تلاوة القرآن ))

ما جاء في فضل القرآن وتلاوته وفضل أهله
- عن أبي سعيد قال: قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ))يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آيةدرجة، حتى يقرأ آخر شيء معه((
- عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم((يقول الله تعالى: من شغله قراءة القرآن عندعائي أعطيته أفضل ثواب السائلين))
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم))إن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه((
- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته((
- عن ثابت، أن أنس بن مالك، رضيالله عنه: كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده فدعا لهم.
- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه))
- عن أنس قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم))لكل شيء حلية، وحلية القرآن الصوتالحسن((.
- عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال((إنالبيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقلخيره((.

- عن جابر بن عبد الله قال: خطبنا رسول الله صلىالله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل، ثم قال))أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد، وشرالأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.))

- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ))إن هذا القرآن شافع مشفع، من اتبعه قاده إلى الجنة، ومن تركه أوأعرض عنه -أو كلمة نحوها- زج في قفاه إلى النار
- عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: ((من قرأ ألف آية كتب الله له قنطارا، والقنطار مائةرطل، والرطل اثنتا عشرة أوقية، والأوقية ستة دنانير، والدينار أربعة وعشرون قيراطا،والقيراط مثل أحد، ومن قرأ ثلاثمائة آية قال الله لملائكته: نصب عبدي لي، أشهدكم ياملائكتي أني قد غفرت له، ومن بلغه عن الله فضيلة فعمل بها إيمانا به ورجاء ثوابه،أعطاه الله ذلك وإن لم يكن ذلك كذلك))
- عن ابن عباسقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل الذي ليس فيجوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب))
- عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يومالقيامة، وذلك أن الله عز وجل يقول ))فمن اتبع هداي فلا يضل ولايشقى[طه: 123]


- عن طاووس، عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال: ))إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزنبه))
- عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحسنوا الأصوات بالقرآن))
- عن ابن عباس مرفوعا ((أشرف أمتي حملة القرآن))
- عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس قال: "سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الأعمال أحب إلىالله؟ فقال: ((الحال المرتحل)). قال: يا رسول الله، ما الحال المرتحل؟ قال: ((صاحبالقرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره، وفي آخره حتى يبلغ أوله((

(( فضل حفظ القرآن ))
-
** ما جاء في قراءة القرآن من المصحف ومن الصدور و أيهما أفضل؟


** عن سهل بن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال لرجل: ((فما معك من القرآن؟)). قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال: ((أتقرؤهن عن ظهرقلبك؟)). قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك منالقرآن((رواه البخاري

ترجم البخاري لهذا الحديث (القراءة عن ظهر قلب ) وهذا مشعر بأنه يرى أن قراءة القرآن عن ظهر قلب أفضل.
*ولكن استدلال البخاري بهذا الحديث فيه نظر
أولا : لأنها قضية عين فيحتمل أن ذلك الرجل كان لا يحسن الكتابة ويعلم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلممنه، فلا يدل على أن التلاوة عن ظهر قلب أفضل مطلقا في حق من يحسن ومن لا يحسن، إذلو دل هذا لكان ذكر حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلاوته عن ظهر قلب -لأنه أميلا يدري الكتابة- أولى من ذكر هذا الحديث بمفرده.

الثاني: أن سياق الحديث إنما هولأجل استثبات أنه يحفظ تلك السور عن ظهر قلب؛ ليمكنه تعليمها لزوجته، وليس المرادهاهنا: أن هذا أفضل من التلاوة نظرا، ولا عدمه والله سبحانه وتعالىأعلم.



**وصرح كثير من العلماء أن قراءة القرآن من المصحف أفضل
لأنه يشتمل علىالتلاوة والنظر في المصحف وهو عبادة، كما صرح به غير واحد من السلف، وكرهوا أن يمضيعلى الرجل يوم لا ينظر في مصحفه
واستدلوا بأدله منها:

1-عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن بعض أصحاب النبي صلى اللهعليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فضل قراءة القرآننظرا على من يقرأه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة))وهذا الإسناد ضعيف فإنمعاوية بن يحيى هو الصدفي أو الأطرابلسي، وأيهما كان فهو ضعيف.

2- عن ابن مسعود قال:أديموا النظر في المصحف.
3-عنابن عباس، عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأفيه.
4-وعن ابن مسعود:أنه كان إذا اجتمعإليه إخوانه نشروا المصحف، فقرؤوا، وفسر لهم. إسناد صحيح.
5-عن ابن عمر قال:إذا رجع أحدكم من سوقه فلينشر المصحفوليقرأ. 6-وقال الأعمش عن خيثمة: دخلت على ابن عمر وهويقرأ في المصحف فقال: هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة.

((فهذه الآثار تدل على أن هذا أمر مطلوب :
-لئلا يعطل المصحففلا يقرأ منه
-و قد يقع لبعض الحفظة نسيان فيستذكر منه
- وقد يقع تحريف كلمة أو آيةأو تقديم أو تأخير، فالاستثبات أولى
والرجوع إلى المصحف أثبت من أفواه الرجال.


** وقال بعض العلماء: المدار في هذه المسألة على الخشوع في القراءة
-فإنكان الخشوع عند القراءة على ظهر القلب فهو أفضل
-وإن كان عند النظر في المصحف فهوأفضل
-فإن استويا فالقراءة نظرا أولى؛ لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف
وجه ذلك:
قال الشيخأبو زكريا النووي رحمه الله، في التبيان: والظاهر أن كلام السلفوفعلهم محمول على هذا التفصيل.
*ما هو الأفضل في تلقين القرآن القرآن؟
فأما تلقين القرآن فمن فم الملقن أحسن
- لأن الكتابة لا تدل على كمال لأداء،
- والمشاهد من كثير ممن يحفظ من الكتابة فقط يكثر تصحيفه وغلطه، وإذا أدى الحال إلىهذا منع منه إذا وجد شيخا يوقفه على لفظ القرآن
فمن عجز عمن يلقن له:
فلا يكلفالله نفسا إلا وسعها، فيجوز عند الضرورة ما لا يجوز عند الرفاهية، فإذا قرأ فيالمصحف -والحالة هذه- فلا حرج عليه، ولو فرض أنه قد يحرف بعض الكلمات عن لفظها علىلغته

-فقد ورد عن الأوزاعي؛ أن رجلا صحبهم في سفر قال: فحدثنا حديثا ما أعلمه إلا رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال((إن العبد إذا قرأ فحرف أو أخطأ كتبه الملك كما أنزل))
-وعن بكير بن الأخنس قال:
كان يقال: إذا قرأ الأعجمي والذي لا يقيم القرآن كتبه الملك كما أنزل


ما جاء في تعاهد القرآن ))

-عن ابن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال ))إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إنعاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت))رواه مسلم

- عن ابن عمرقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((مثل القرآن إذا عاهدعليه صاحبه فقرأه بالليل والنهار، كمثل رجل له إبل، فإن عقلها حفظها، وإن أطلقعقالها ذهبت، فكذلك صاحب القرآن)))رواه أحمد
- عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليهوسلم(بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل نسي،واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال منالنعم)رواه مسلم
والتفصي: التخلص يقال: تفصى فلان من البلية: إذا تخلص منها، ومنه: تفصى النوى من التمرة: إذا تخلص منها،أي: إن القرآن أشد تفلتا من الصدور من النعم إذا أرسلت من غيرعقال.


- سمعت عقبة بنعامر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعلموا كتابالله، وتعاهدوه وتغنوا به، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفلتا من المخاض فيالعقل((.رواه أحمد
- عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أمير عشرة إلا ويؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه منذلك الغل إلا العدل، وما من رجل قرأ القرآن فنسيه إلا لقي الله يوم القيامة يلقاهوهو أجذم((.رواه أحمد

- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((عرضت علي أجور أمتي حتىالقذاة والبعرة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أكبر منآية أو سورة من كتاب الله أوتيها رجل فنسيها))

- عنسلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((من أكبرذنب توافى به أمتي يوم القيامة سورة من كتاب الله كانت مع أحدهمفنسيها((.



- قال عبد الله بن مسعود:إني لأمقت القارئ أن أراه سمينا نسيا للقرآن.

- عن عبد العزيز بن أبي روادقال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول:ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيهإلا بذنب يحدثه؛ لأن الله تعالى يقول(وما أصابكم منمصيبة فبما كسبت أيديكم)) [الشورى: 30]، وإن نسيان القرآن من أعظمالمصائب.

- قال إسحاق بن راهويهوغيره:يكره لرجل أن يمر عليه أربعون يوما لا يقرأ فيهاالقرآن
**ومضمون هذه الأحاديثالترغيب في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده؛ لئلا يعرضه حافظه للنسيان فإن ذلكخطر كبير، نسأل الله العافية منه.


**وقد أدخل بعض المفسرين هذاالمعنى
في قوله تعالى)) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتكآياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)) [طه: 124- 126] وهذا الذي قاله هذا -وإنلم يكن هو المراد جميعه- فهو بعضه، فإن الإعراض عن تلاوة القرآن وتعريضه للنسيانوعدم الاعتناء به فيه تهاون كثير وتفريط شديد

ما جاء في قول نسيت آية كذا وكذا



1-عن عائشة رضي الله عنها قالت: "سمع رسولالله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال: (يرحمهالله، فقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا))رواه مسلم


2- عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم))بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي((ورواه مسلم


الفوائد المستخرجه من الحديثين:
1-أن حصول النسيان لشخص نقصا لا يعد نقصا إذا كان بعد الاجتهاد والحرص

2- أدب في التعبيرعن حصول ذلك، فلا يقول: نسيت آية كذا، فإن النسيان ليس من فعل العبد، وقد يصدر عنهأسبابه من التناسي والتغافل والتهاون المفضي إلى ذلك، فأما النسيان نفسه فليسبفعله؛ ولهذا قال: ((بل هو نسي))، مبني لما لم يسم فاعله،
3- وأدب في ترك إضافة ذلك إلى الله تعالى، وقد أسند النسيان إلى العبد في قوله: {واذكر ربك إذا نسيت} [الكهف: 24]وهو، والله أعلم،من باب المجاز السائغ بذكر المسبب وإرادة السبب؛ لأن النسيان إنما يكون عن سبب قديكون ذنبا، فأمر الله تعالى بذكره ليذهب الشيطان عنالقلب كما يذهب عند النداء بالأذان، والحسنة تذهب السيئة.



(إنكار ما ورد من حديث يخص دعاء أو ذكر معين لحفظ القرآن وطرد النسيان )

- ورد عن ابن عباس أنه قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلمإذ جاءه علي بن أبي طالب فقال: بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدنيأقدر عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أباالحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت فيصدرك؟)) قال: أجل يا رسول الله، فعلمني، قال: ((إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أنتقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخييعقوب لبنيه: {سوف أستغفر لكم ربي} [يوسف: 98]، يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لمتستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات، تقرأ في الركعةالأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفيالركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتابوتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد، فاحمد الله وأحسن الثناء على الله، وصل عليوأحسن وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوكبالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمنيأن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماواتوالأرض، ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالكونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذييرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام،أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك، أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني،وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تغسل به بدني، فإنه لا يعينني على الحقغيرك ولا يؤتيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا أبا الحسن،تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تجاب بإذن الله تعالى، والذي بعثني بالحق ماأخطأ مؤمنا قط)). قال ابن عباس: فوالله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء عليرسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس، فقال: يا رسول الله، والله إنيكنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات أو نحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأناأتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني،ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بهالم أخرم منها حرفا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((مؤمن وربالكعبة يا أبا الحسن))

تخريج الحديث:
قالالترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم. كذا قال، وقدتقدم من غير طريقه. ورواه الحاكم في مستدركه من طريق الوليد، ثم قال: على شرطالشيخين ولا شك أن سنده من الوليد على شرط الشيخين حيث صرح الوليد بالسماع من ابنجريج، فالله أعلم -فإنه في المتن غرابة بل نكارة والله أعلم.
·

}} ترتيل القرآن وتجويده وتلاوته {{
** الأدله على استحباب ترتيل القراءة والترسل فيها من غيرهذرمة ولا سرعة مفرطة، بل بتأمل وتفكر:
1-وقولالله عز وجل}ورتل القرآن ترتيلا} [المزمل: 4
2-وقوله تعالى( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث) [الإسراء: 106
قال ابن عباس :فرقناه: أيفصلناه.


3- عن أبي وائل، عن عبد الله قال:غدونا على عبدالله، فقال رجل: قرأت المفصل البارحة، فقال: هذا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة،وإني لأحفظ القراءات التي كان يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم ثمان عشرة سورة منالمفصل، وسورتين من آل حم.)رواه مسلم

4- عن عائشة أنهذكر لها أن ناسا يقرؤون القرآن في الليل مرة أو مرتين، فقالت: أولئك قرؤوا ولم يقرؤوا، كنت أقوم مع النبي صلى الله عليه وسلمليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها تخوف إلادعا الله واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغبإليه.))رواه أحمد

5-عن ابن عباس في قولهتعالى(لا تحرك به لسانك لتعجل به) [القيامة: 16]: كان رسول الله صلى الله عليه وسلمإذا نزل جبريل بالوحي، وكانمما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه(

6- عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلىالله عليه وسلم قال(يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق، ورتل كماكنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها(.رواه أحمد

7- عن إبراهيم قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنه عجل،فقال عبدالله:فداك أبي وأمي، رتل فإنه زين القرآن. قال: وكان علقمة حسنالصوت بالقرآن.

8- عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس:إني سريعالقراءة وإني أقرأ القرآن في ثلاثفقال:لأن أقرأ البقرةفي ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.




(( ما جاء في مد القراءة والترجيع ))
**معنى المد ودليله:

- عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى اللهعليه وسلم فقال: كانيمد مدا.
- عن قتادة قال: سئلأنس بن مالك: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم. يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.)رواه البخاري
- عن أم سلمة: أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءةمفسرة حرفا حرفا.
- عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطعقراءته؛ بسم الله الرحمن الرحيم {الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يومالدين} وهكذا
- **معنى الترجيع ودليله :
- عن أبو إياس قال: سمعت عبد الله بن مغفل قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو علىناقته -أو جمله- وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح قراءة لينة وهويرجع.
- والترجيع هو الترديد في الصوت كما جاء في البخاري أنه جعل يقول: (آ آآ)، وكأن ذلك صدر من حركة الدابة تحته، فدل على جواز التلاوة عليها، وإن أفضى إلىذلك ولا يكون ذلك من باب الزيادة في الحروف، بل ذلك مغتفر للحاجة، كما يصلي علىالدابة حيث توجهت به، مع إمكان تأخير ذلك والصلاة إلى القبلة، والله أعلم.
أمعبد الله آل عثمان

((ما جاء في حسن الصوت بالقراءه))

-عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ))يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود)).

((ما جاء في سماع القرآن من الغير))

-عن عبد الله قال: "قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ علي القرآن. قلت: عليك أقرأ وعليك أنزل؟! قال: ((إني أحب أنأسمعه من غيري))

-عن أبي موسى: أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا موسى، لو رأيتني وأنا أستمعلقراءتك البارحة)). فقال: أما والله لو أعلم أنك تستمع قراءتي لحبرتها لكتحبيرا.
-عن أبيسلمة: كان عمر إذا رأى أبا موسى قال: ذكرنا ربنا يا أبا موسى. فيقرأعنده.
-وقال أبو عثمان النهدي: كان أبوموسى يصلي بنا، فلو قلت: إني لم أسمع صوت صنج قط ولا بربط قط، ولا شيئا قط أحسن منصوته.

ما جاء في قول المقرئللقارئ: حسبك

- عن عبد الله قال: "قال ليرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ علي فقلت: يا رسول الله،آقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: ((نعم))، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذهالآية(فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاءشهيدا)النساء: 41]، قال: ((حسبك الآن)) فالتفت إليه فإذا عيناهتذرفان.

) :قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح على الدابه)
- عن أبو إياس قال: سمعت عبدالله بن مغفل، رضي الله عنه، قال: "رأيت رسول الله صلى اللهعليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح".

**حكم القراءة في الطريق:
نقل ابن أبي داود عن أبي الدرداءأنه كان يقرأ فيالطريق
-روي عن عمر بن عبد العزيزأنه أذن فيذلك،
-وعن الإماممالك أنه كره ذلك، كما جاء عن ابن وهبقال سألت مالكا عنالرجل يصلي من آخر الليل، فيخرج إلى المسجد، وقد بقي من السورة التي كان يقرأ منهاشيء، فقال: ما أعلم القراءة تكون في الطريق.


**حكم قرآءة القرآن في الحمام والحشوش:

-وقال الشعبي: تكره قراءة القرآن في ثلاثة مواطن:في الحمام، وفي الحشوش، وفي بيت الرحى وهي تدور
-. وخالفه فيالقراءة في الحمام كثير من السلف: أنها لا تكره، وهو مذهب مالك والشافعي وإبراهيمالنخعي وغيرهم،
- وروى ابن أبي داود عن علي بن أبي طالب: أنه كرهذلك،
-ويحكى عن أبي حنيفة، رحمهمالله،أن القراءة في الحمام تكره.

* وأما القراءة في الحشوشفكراهتها ظاهرة،ولو قيل بتحريم ذلك صيانة لشرف القرآن لكان مذهبا،
* وأماالقراءة في بيت الرحى وهي تدور فلئلا يعلو غير القرآن عليه، والحق يعلو ولا يعلى،والله أعلم.
حكم تعليمالصبيان القرآن
-عنسعيد بن جبير قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم،قال: وقال ابن عباس: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناابن عشر سنين وقد قرأت المحكم.


وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جمعت المحكم في عهد النبي صلىالله عليه وسلم فقلت له: وما المحكم؟ قال: "المفصل".
وفيه دلالة على :
-جواز تعلمالصبيان القرآن؛ لأن ابن عباس أخبر عن سنه حين موت الرسول صلى الله عليه وسلم، وقدكان جمع المفصل، وعمره آنذاك عشر سنين.

**آراء العلماء في تعليم الصبيان القرآن:
.
1 - منهم من يرى أنه قد يكون مستحبا أو واجبا؛ لأن الصبي إذا تعلم القرآن بلغ وهويعرف ما يصلي به، وحفظه في الصغر أولى من حفظه كبيرا، وأشد علوقا بخاطره وأرسخوأثبت، كما هو المعهود من حال الناس.

2- واستحب بعض السلف أن يترك الصبي في ابتداءعمره قليلا للعب، ثم توفر همته على القراءة، لئلا يلزم أولا بالقراءة فيملها ويعدلعنها إلى اللعب.

3- وكره بعضهم تعليمه القرآن وهو لا يعقل ما يقال له، ولكن يترك حتىإذا عقل وميز علم قليلا قليلا بحسب همته ونهمته وحفظه وجودة ذهنه.

4- واستحب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أن يلقن خمس آيات خمسآيات.



( حكم قول: سورة كذا)
1-من لا يرى بأس في ذلك واستدل بأدله منها:
- عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأ بهما في ليلةكفتاه))

- عن عمر قال:سمعتهشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان... وذكر الحديث بطوله،.
- عن عائشة قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلمقارئا يقرأ من الليل في المسجد، فقال:((يرحمه الله، لقد أذكرنيكذا وكذا آية، كنت أسقطتهن من سورة كذا وكذا((

-و عن ابن مسعود: أنهكان يرمي الجمرة من الوادي ويقول: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة

2- من كره قول(سورة كذا):
ورد عن بعض السلف ذلك، ولم يروا إلا أن يقال: السورة التي يذكرفيها كذا وكذا.
واستدلوا :بما جاء عن عثمان رضي الله عنه أنهقال: إذا نزل شيء من القرآن يقولرسول الله صلى اللهعليه وسلم: اجعلوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذاوكذا.
وخلاصة المسأله:
لا شك أن الكراهه أحوط وأولى، ولكن قد صحت الأحاديث بالرخصة في ذلك،وعليه عمل الناس اليوم في ترجمة السور في مصاحفهم.

*أسماء السور المكيه والمدنيه:

عن قتادة قال: "نزل في المدينة من القرآنالبقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، وبراءة، والرعد، والنحل، والحج، والنور،والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والرحمن، والحديد، والمجادلة، والحشر،والممتحنة، والصف، والجمعة والمنافقون، والتغابن، والطلاق، ويا أيها النبي لم تحرم،إلى رأس العشر، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله. هؤلاء السور نزلت بالمدينة، وسائرالسور نزل بمكة".

*ما عدد آيات القرآن ؟
-ستة آلاف آية.
ثم اختلففيما زاد على ذلك على أقوال:
* فمنهم من لم يزد على ذلك
*منهم من قال: ومائتا آيةوأربع آيات
*قيل: وأربع عشرة آية
* قيل: ومائتان وتسع عشرة
*قيل: ومائتان وخمسوعشرون آية، أو ست وعشرون آية
*قيل: مائتان وست وثلاثون آية.
(حكى ذلك أبو عمروالداني في كتابه البيان(.

· ما عدد كلمات القرآن؟
-عن عطاء بن يسار: سبعوسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة

*ما عدد حروفه؟
.- عن مجاهد: هذا ماأحصينا من القرآن وهو ثلاثمائة ألف حرف وأحد وعشرون ألف حرف ومائة وثمانونحرفا.
-قال الفضل،عن عطاء بن يسار: ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشرحرفا.
-قال سلامأبو محمد الحماني: إن الحجاج جمع القراء والحفاظ والكتاب فقال: أخبروني عن القرآنكله كم من حرف هو؟ قال: فحسبنا فأجمعوا أنه ثلاثمائة ألف وأربعون ألفا وسبعمائةوأربعون حرفا. قال: فأخبروني عن نصفه. فإذا هو إلى الفاء من قوله في الكهف: {وليتلطف}[الكهف: 19]، وثلثه الأول عندرأس مائة آية من براءة، والثاني على رأس مائة أو إحدى ومائة من الشعراء، والثالثإلى آخره. وسبعه الأول إلى الدال من قوله تعالى: {فمنهم من آمنبه ومنهم من صد}[النساء: 55]. والسبع الثاني إلى الياءمن قوله تعالى في سورة الأعراف: {أولئك حبطت} [الأعراف: 147]،والثالث إلى الألف الثانية من قوله تعالى في الرعد: {أكلها}[الرعد: 35]، والرابع إلىالألف في الحج من قوله: {جعلنا منسكا}[الحج: 67]، والخامس إلى الهاء من قوله في الأحزاب: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة}[الأحزاب: 36]،والسادس إلى الواو من قوله تعالى في الفتح: {الظانين بالله ظنالسوء}[الفتح: 6]، والسابع إلى آخر القرآن. قال سلامأبو محمد: عملنا ذلك في أربعة أشهر.
قالوا: وكان الحجاج يقرأ في كل ليلة ربع القرآن، فالأولإلى آخر الأنعام، والثاني إلى{وليتلطف}من سورة الكهف،والثالث إلى آخر الزمر، والرابع إلى آخر القرآن.
- وقد حكى الشيخ أبو عمرو الداني فيكتابه البيان خلافا في هذا كله.

*كيف كانو يحزبون القرآن ؟
-الأجزاء من ثلاثين كمافي الربعات بالمدارس وغيرها
-تحزيب الصحابةللقرآن، كما جاء في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود وابن ماجه وغيرهم عن أوس بنحذيفة أنه سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته: كيف تحزبون القرآن؟قالوا: ثلث وخمس وسبع وتسع وأحد عشرة وثلاث عشرة، وحزب المفصل حتىتختم.

1


فصل في معنى السورة:

واختلف في معنى السورة: مم هي مشتقة؟
- فقيل: من الإبانة والارتفاع. قال النابغة:

ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب
فكأن القارئ يتنقل بها من منزلة إلى منزلة.
- قيل: لشرفها وارتفاعها كسور البلدان.
- قيل: سميت سورة لكونها قطعة من القرآن وجزءا منه، مأخوذ من أسآر الإناء وهو البقية، وعلى هذا فيكون أصلها مهموزا، وإنما خففت الهمزة فأبدلت الهمزة واوا لانضمام ما قبلها.
- قيل: لتمامها وكمالها لأن العرب يسمون الناقة التامة سورة.
قلت: ويحتمل أن يكون من الجمع والإحاطة لآياتها كما يسمى سور البلد لإحاطته بمنازله ودوره.


ما معنى الآية؟

الآية من العلامة على انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصالها، أي: هي بائنة عن أختها ومنفردة. قال الله تعالى: {إن آية ملكه} [البقرة: 248]
قال النابغة:

توهمت آيات لها فعرفتها لستة أعوام وذا العام سابع
- قيل: لأنها جماعة حروف من القرآن وطائفة منه، كما يقال: خرج القوم بآيتهم، أي: بجماعتهم. قال الشاعر:

خرجنا من النقبين لا حي مثلنا بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا
- قيل: سميت آية لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها.
- قال سيبويه: وأصلها أيية مثل أكمة وشجرة، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت آية، بهمزة بعدها مدة.
- قال الكسائي: أصلها آيية على وزن آمنة، فقلبت ألفا، ثم حذفت لالتباسها.

- قال الفراء: أصلها أيّة -بتشديد الياء- الأولى فقلبت ألفا، كراهة التشديد فصارت آية، وجمعها: آي وآياي وآيات.

ما معنى الكلمة؟
وأما الكلمة فهي اللفظة الواحدة،
وقد تكون على :1-حرفين مثل: ما ولا وله ونحو ذلك،
2-قد تكون أكثر. وأكثر ما تكون عشرة أحرف مثل: {ليستخلفنهم} [النور: 55]، و {أنلزمكموها} [هود: 28]، {فأسقيناكموه} [الحجر: 22]، و 3-قد تكون الكلمة الواحدة آية، مثل: والفجر، والضحى، والعصر، وكذلك: الم، وطه، ويس، وحم -في قول الكوفيين- وحم، عسق عندهم كلمتان. وغيرهم لا يسمي هذه آيات بل يقول: هي فواتح السور.
وقال أبو عمرو الداني: لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله تعالى: {مدهامتان} بسورة الرحمن.

* هل في القرآن كلمه أعجمية؟
قال القرطبي: أجمعوا على أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية وأجمعوا أن فيه أعلاما من الأعجمية كإبراهيم ونوح، ولوط،

واختلفوا: هل فيه شيء من غير ذلك بالأعجمية؟
فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا ما وقع فيه مما يوافق الأعجمية، فهو من باب ما توافقت فيه اللغات.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 ذو القعدة 1435هـ/10-09-2014م, 12:21 AM
سعاد ذياب سعاد ذياب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 158
افتراضي توضيح

سأكل ان شاء الله التلخيص
لكن نود منكم أن لا تحسب درجة على جودة الطباعه لأن الطباعه والتنسيق يأخذ مني وقت طويل
والعبره بالفائده
خاصه أني لم أعتاد الطباعه والتنسيق إلا شيئ يسير وكنت في عملي أعتمد بعد الله على السكرتيره أو مراكز الطباعه في طباعة ما أحتاجه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 12:12 AM
محمود بن عبد العزيز محمود بن عبد العزيز غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: مصر، خلَّصها الله من كل ظلوم
المشاركات: 802
Thumbs up

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد ذياب مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد:
ذكر الشيخ الإمام الأوحد إسماعيل بن الخطيب أبي حفص عمر بن كثير, الشافعي رحمه الله في مقدمة تفسيره أمور منها :
- حمد الله بأنواع من المحامد التي حمد الله بها نفسه في كتابه مثل قوله تعالى(الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون )الأنعام1
- ومنها أن حمد الله أن أرسل رسله مبشرين ومنذرين وختمهم بالنبي الأمي العربي المكي أرسله إلى جميع خلقه من الإنس والجن من لدن بعثته إلى قيام الساعة مبلغا لهم عن الله تعالى ما أوحاه إليه وأعلمهم أن الله تعالى ندبهم إلى فهمه فقال تعالى(أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب أقفالها)
- وبين أن هذا القرآن الذي جاء به النبي صلى الله عليه نذير لكل من بلغه من عرب وعجم وأسود وأحمر وإنس وجن لقوله تعالى(لأنذركم به ومن بلغ) وأن من كفر به فالنار موعده .
- وأوجب الله تعالى على العلماء الكشف عن معاني كلامه وتفسيره وتعلم ذلك وتعليمه فقال ))وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون))آل عمران: 187
- وذم الله تعالى أهل الكتاب قبلنا بإعراضهم عن كتاب الله وإقبالهم على الدنيا وإشتغالهم بغير ما أمروا به من اتباع كتاب الله قال تعالى((إن الذينيشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم اللهولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم))آلعمران: 77
- فالواجب علينا نحن المسلمون أن ننتهي عما ذمهم الله تعالى ونأتمر بما أمرنا من تعلم كتاب الله وتعليمه .
**أحسن طرق التفسير **
1-تفسير القرآن بالقرآن:
فهو أصح الطرق في ذلك فما أجمل في مكان فإنه قد بسط في موضع آخر.
2-تفسير القرآن بالسنه :
فإنها شارحه للقرآن وموضحه له بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله تعالى: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه منالقرآن. قال الله تعالى ((إنا أنزلنا إليك الكتاببالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما))النساء: 105
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه((يعني: السنة,فالسنه تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن.
· ولهذا الترتيب الأخذ بالقرآن فإن لم يجد فمن السنة أصل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن بم تحكم؟)). قال: بكتاب الله. قال: ((فإن لمتجد؟)).قال: بسنة رسول الله.)) قال فإنلم تجد؟قال: أجتهد برأيي. قال: فضرب رسول الله صلى الله عليهوسلم في صدره، وقال: ((الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لمايرضي رسول الله))
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابه رضوان الله عليهم :
فإن لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنه رجعنا في ذلك إلى الصحابه
لأنهم : - أدرى بذلك لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي إختصوا بها
- ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح

*صور من علم الصحابه رضي الله عنهم:
* قال عبد الله ابن مسعود((والذي لا إله غيره، ما نزلتآية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت ولو أعلممكان أحد أعلم بكتابالله مني تناله المطايا لأتيته))
* وقال أبو عبد الرحمن السلمي:حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم،فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمناالقرآن والعمل جميعا.

* ومنهمالحبر البحر عبد الله بن عباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترجمانالقرآن ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث قال))اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل((
* وعن ابن مسعود أنه قال: نعم الترجمان للقرآن ابنعباس.
4- تفسير القرآن بالرجوع إلى أقوال التابعين :
إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولاوجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين، كمجاهد بنجبر فإنه كان آية في التفسير، كما قالمجاهد:((عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحتهإلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنه)). وكسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بنأبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بنالأجدع، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية،والربيع بن أنس، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم.
· تنبهات على تفسير التابعين :
- فإنه قد تذكر أقوالهم في الآية فيقع في عباراتهم تباين في الألفاظ، يحسبها من لا علم عندهاختلافا فيحكيها أقوالا وليس كذلك.
- أن منهم من يعبر عن الشيء بلازمه أو بنظيره،ومنهم من ينص على الشيء بعينه، والكل بمعنى واحد في كثير من الأماكن.
-وقال شعبةبن الحجاج وغيره: أقوال التابعين في الفروع ليست حجة؟ فكيف تكونحجة في التفسير؟يعني: أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم.
-أما إذا أجمعوا على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون بعضهم حجةعلى بعض، ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغةالعرب، أو أقوال الصحابة في ذلك.

**حكم التفسير بالرأي **
- تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام.
- الدليل (عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((من قال فيالقرآنبرأيه، -أو بما لا يعلم-، فليتبوأ مقعده من النار))رواه النسائي
- حتى لو أصاب المعنى لكان قد أخطأ لأنه لم يأت الأمر من بابه لما جاء في الأثر((من قال في كتاب الله برأيه، فأصاب، فقد أخطأ ))
- لهذا تحرج كثير من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به ومن أمثلة ذلك:
* كما قال أبو بكر الصديق، رضي الله عنه: أي أرض تقلني وأي
سماءتظلني؟ إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم.
*أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر(وفاكهة وأبا)، فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها،فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر.
*عن سعيد بن المسيب: إنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن، قال: إنا لا نقول في القرآن شيئا.
*عن محمد بن سيرين: سألت عبيدة يعني السلماني، عن آية من القرآن فقال: ذهب الذين كانوا يعلمون فيم أنزل القرآن فاتق الله، وعليكبالسداد.
* عن مسروق، قال: اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عنالله.
** تنبيه **
هذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلفمحمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلممن ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولامنافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد؛فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه،لقوله تعالى(( لتبيننه للناس ولا تكتمونه ))آل عمران: 187

**-فائده **
قال ابن عباس رضي الله عنه :التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب منكلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلاالله.

} بيان فضل القرآن {
قدم الإمام ابن كثير رحمه الله الفضائل قبل التفسير وذكر فضل كل سورة قبل تفسيرها ليكون ذلك باعثاعلى حفظ القرآن وفهمه والعمل بما فيه والله وحده المعين على ذلك..
**ذكر جملة من الأحاديث ومافيها من أوجه تدل على فضل القرآن:
1- حديث عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا فيليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس علىمكث ونزلناه تنزيلاالإسراء: 106
-ووجه مناسبة هذا الحديث بفضائل القرآن: أنه ابتدئبنزوله في مكان شريف، وهو البلد الحرام، كما أنه كان في زمن شريف وهو شهر رمضان،فاجتمع له شرف الزمانوالمكان؛ ولهذا يستحب إكثار تلاوة القرآن في شهر رمضان؛ لأنهابتدئ نزوله فيه.
2- الحديث الثاني: وقال البخاري: حدثنا موسى بنإسماعيل، حدثنا معتمر قال: سمعت أبي عن أبي عثمان قال: أنبئت أن جبريل، عليهالسلام، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة، فجعل يتحدث، فقال النبي صلىالله عليه وسلم: ((من هذا؟))أو كما قال، قالت: هذا دحيةالكلبي، فلما قام قالت: والله ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة النبي صلى اللهعليه وسلم يخبر خبر جبريل. أو كما قال).
-والغرض من إيرادهذا الحديث هاهنا أن السفير بين الله وبين محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليهالسلام وهو ملك كريم ذو وجاهة وجلالة ومكانة كما قال: تعالى (إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عندذي العرش مكين * مطاع ثم أمين * وما صاحبكم بمجنون}الآيات[التكوير: 19- 22].فمدح الرب تبارك وتعالى عبديه ورسوليه جبريلومحمدا صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على فضل القرآن و عناية الله به.

3-عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم))ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذيأوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يومالقيامة((..
_وفي هذا الحديث فضيلة عظيمة للقرآن المجيد على كل معجزةأعطيها نبي من الأنبياء، وعلى كل كتاب أنزله، وذلك أن معنى الحديث: ما من نبي إلاأعطي من المعجزات ما آمن عليه البشر، أي: ما كان دليلا على تصديقه فيما جاءهم بهواتبعه من اتبعه من البشر، ثم لما مات الأنبياء لم تبق لهم معجزة بعدهم إلا مايحكيه أتباعهم عما شاهدوه في زمانه، فأما الرسول الخاتم للرسالة محمد صلى الله عليهوسلم فإنما كان معظم ما آتاه الله وحيا منه إليه منقولا إلى الناس بالتواتر، ففي كلحين هو كما أنزل، فلهذا قال: ((فأرجو أن أكون أكثرهمتابعا))، وكذلك وقع، فإن أتباعه أكثر من أتباع الأنبياء لعموم رسالتهودوامها إلى قيام الساعه.
4- عن أنس بن مالك رضي الله عنه إن الله تابع الوحي على رسوله صلىالله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى اللهعليه وسلم بعد. ))رواه البخاري
-ومعناه: أن الله تعالىتابع نزول الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم شيئا بعد شيء كل وقت بما يحتاج إليه،ولم تقع فترة بعد الفترة الأولى التي كانت بعد نزول الملك أول مرة بقوله: {اقرأ باسم ربك}[العلق: 1]فإنهاستلبث الوحي بعدها حينا يقال: قريبا من سنتين أو أكثر، ثم حمي الوحي وتتابع.
5- عن الأسودبن قيس قال: سمعت جندبا يقول: اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أوليلتين، فأتته امرأة فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا تركك، فأنزل الله تعالى: {والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى}[ الضحى: 1- 3..
- والمناسبة في ذكر هذا الحديث والذي قبله في فضائلالقرآن: أن الله تعالى له برسوله عناية عظيمة ومحبة شديدة، حيث جعل الوحي متتابعاعليه ولم يقطعه ولهذا إنما أنزل عليه القرآن مفرقا ليكون ذلك أبلغ في العناية والإكرام.

من فضائل القرآن نزول الملائكه والسكينه عند تلاوته)
وذكر ابن كثير جمله من الأدله تدل على ذلك منها:
1-قال الله تبارك وتعالى(وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كانمشهودا)الإسراء: 78 وجاء في بعض التفاسير: أن الملائكة تشهده.
2-وفي الحديث الصحيح(مااجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله،ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلتعليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده( رواه مسلم عن أبي هريرة
3-.عن أسيد بن الحضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة،وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت، ثمقرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما اجترهرفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها،فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلمفقال: ((اقرأ يابن حضير، اقرأ يابن حضير)). قال: فأشفقت يا رسولالله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا، فرفعت رأسي وانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماءفإذا مثل الظلة، فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها قال: ((أو تدري ماذاك؟)). قال: لا قال: (( تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليهالا تتوارى منهم((رواه البخاري معلقا

))فضل القرآن على غيره من الكتب وعلى سائر الكلام))
-مما يدل على فضل القرآن وشرفه على ما سواه من الكلام أن طيب الرائحه دار مع القرآن وجودا وعدما فقد جاء في حديث.أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم(مثلالذي يقرأ القرآن كمثلالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ القرآنكالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة،ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولاريح لها(.
-ولقد شرف الله هذه الأمه وكرمها على بقية الأمم كما جاء عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على اللهحديث عن.عبد الله بن دينار، قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلمقال: إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصرومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال: من يعمل ليإلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر؟فعملت النصارى، ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين، قالوا: نحنأكثر عملا وأقل عطاء! قال: هل ظلمتكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه منشئت(
وكل هذا التشريف ببركة هذا الكتاب الذي شرفه على كل كتاب وجعله مهيمنا عليه وناسخا له وخاتما له
(( هل ترك النبي صلى عليه وسلم شيئ ؟))
.- جاءفي حديث أبي الدرداء (إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما،وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر(.
- وعن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شداد بنمعقل:" أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: ما ترك إلاما بين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا ما بينالدفتين".تفرد به البخاري
ومعناه:أنه، عليه السلام، ما ترك مالا ولا شيئا يورث عنه، كماقال عمرو بن الحارث أخو جويرية بنت الحارث: ما ترك رسول اللهصلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا.
- فالأنبياء عليهم السلام، لم يخلقوا للدنيايجمعونها ويورثونها، إنما خلقوا للآخرة يدعون إليها ويرغبون فيها؛ ولهذا قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: (لا نورث ما تركنا فهوصدقة)
- وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أول من أظهر هذا لما سؤل عن ميراث النبي صلى الله عليه وسلم ووافقه عليه جمع من الصحابه رضي الله عنهم أجمعين.

((هل وصى النبي صلى الله عليه وسلم ؟))
- كتب الله الوصيه على الناس في أموالهم كما قال تعالى:(كتبعليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين} [البقرة: 180].
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يترك شيئا يورث عنه، وإنما ترك ماله صدقةجارية من بعده، فلم يحتج إلى وصية في ذلك ولم يوص إلى خليفة يكون بعده على التنصيص؛ لأن الأمر كان ظاهرا من إشارته وإيمائه إلى الصديق.
-وإنما أوصى الناس باتباع كتاب الله تعالى فع طلحة بن مصرف قال: "سألت عبد الله بن أبي أوفى: أوصى النبي صلىالله عليه وسلم؟ قال: لا. فقلت: فكيف كتب على الناس الوصية، أمروا بهاولم يوص؟قال: أوصى بكتاب الله، عز وجل".

(( التغني بالقرآن ))
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن((
- في هذا الحديث مسائل :
1- ما معنى (أذن)؟
فسر الإذن بالإستماع وفسر بالأمر
والأول أولى لقوله: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنىبالقرآن"أي:يجهر به،والأذن:الاستماع؛ لدلالة السياق عليه، وكما قال تعالى: {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت * وإذا الأرض مدت * وألقت مافيها وتخلت * وأذنت لربها وحقت}[الانشقاق: 1- 5]أي:استمعت لربها {وحقت} وحق لها أن تستمع أمره وتطيعه.

- معنى الحديث : أن الله ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهربقراءته ويحسنها، وذلك أنه يجتمع في قراءة الأنبياء طيب الصوت لكمالخلقهم وتمامالخشية، وذلك هو الغاية في ذلك.
وهو،سبحانه وتعالى، يسمع أصوات العباد كلهم برهم وفاجرهم، كما قالت عائشة، رضي اللهعنها: سبحان الله الذي وسع سمعه الأصوات، ولكن استماعه لقراءة عباده المؤمنين أعظم،كما قال تعالى: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولاتعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه}الآية[يونس: 61]، ثم استماعه لقراءة أنبيائه أبلغ كما دل عليه هذا الحديث .
- ما معنى ( يتغنى )؟
1- يتغنى به أي يجهر به.
2- يتغنى أي يستغني به
قاله سفيان بن عيينة فإن أراد: أنه يستغني عن الدنيا، وهو الظاهر من كلامهالذي تابعه عليهأبو عبيد القاسم بن سلام وغيره، فخلاف الظاهر من مراد الحديث؛ لأنهقد فسره بعض رواته بالجهر، وهو تحسين القراءة والتحزين بها.
قال حرملة: سمعت ابن عيينة يقول: معناه:يستغني به، فقال لي الشافعي: ليس هو هكذا، ولو كان هكذالكان يتغانى به، وإنما هو يتحزن ويترنم به، ثم قال حرملة: وسمعت ابن وهب يقول: يترنم به.

(( حكم تلحين القرآن ))
1- المطلوب شرعا هو التحسن بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع فعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( زينوا القرآن بأصواتكم(.أخرجه النسائي وابن ماجة
وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنهذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به، فمنلم يتغن به فليس منا((.
2-أما قراءة القرآن بالألحان التي يسلك بها مذاهب الغناء فنص الأئمة على النهي عنه , وقد جاء عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ))اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهلالكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لايجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم((.
3- وإن خرجت القراءة مخرج التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرف أو ينقص حرفا فلقد اتفق العلماء على تحريمه.

الغبطه المشروعه لصاحب القرآن))
- معنى الغبطه :
يقال: غبطه يغبطه بكسر الباء غبطا: إذا تمنى مثل ما هو فيه من النعمة، وهذا بخلافالحسد المذموم وهو تمني زوال نعمة المحسود عنه، سواء حصلت لذلك الحاسد أو لا وهذامذموم شرعا، مهلك، وهو أول معاصي إبليس حين حسد آدم.
- الدليل :
عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول)لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فقام به آناء الليل، ورجلأعطاه اللهمالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار))
وعن أبي هريرة؛ "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسدإلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار(فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل،((ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق))، فقال رجل: ليتنيأوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل"
- ومضمون هذين الحديثين: أن صاحب القرآن في غبطة وهوحسن الحال، فينبغي أن يكون شديد الاغتباط بما هو فيه، ويستحب تغبيطه بذلك.

(( فضل تعلم القرآن وتعليمه ))
- الدليل:
حدثناحجاج بن منهال، حدثنا شعبة، أخبرني علقمة بن مرثد، سمعت سعد بن عبيدة، عن أبي عبدالرحمن، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)). وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرةعثمان، رضي الله عنه، حتى كان الحجاج قال:وذاك الذي أقعدني مقعديهذا.
- ما سبب هذا الفضل العظيم لمن علم وتعلم القرآن؟
- لأن هذه من صفات المؤمنين المتبعينللرسل، وهم الكمل في أنفسهم، المكملون لغيرهم، وذلك جمع النفع القاصر والمتعدي،وهذا بخلاف صفة الكفار الجبارين الذين لا ينفعون، ولا يتركون أحدا ممن أمكنهم كما قال تعالى(وهم ينهون عنه وينأون عنه) [الأنعام: 26]، في أصح قوليالمفسرين في هذا، وهو أنهم ينهون الناس عن اتباع القرآن مع نأيهم وبعدهم عنه أيضا،فجمعوا بين التكذيب والصود
فهذا شأن الكفار، كما أن شأنخيار الأبرار أن يكمل في نفسه وأن يسعى في تكميل غيره كما قال عليه السلام.
- وعن سهل بن سعد قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: إنها قد وهبت نفسهالله ورسوله، فقال((ما لي في النساء من حاجة)). فقال رجل: زوجنيها قال: ((أعطها ثوبا))، قال: لا أجد، قال: ((أعطها ولو خاتما من حديد))، فاعتل له، فقال: ((ما معك من القرآن؟)). قال: كذا وكذا. فقال: ((قد زوجتكها بما معك من القرآن(.
- ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام:ذلك أي بسبب ما معك من القرآن كما قاله أحمد بن حنبل:نكرمك بذلك أو بعوض ما معك،وهذاأقوى، لقوله في صحيح مسلم ((فعلمها))

ما جاء من أقوال عبد الله بن مسعود رضي اللهعنه في القرآن ))
1- عن أبي إسحاق، قال: قال ابن مسعود: كل آية في كتاب الله خير مما في السماء والأرض.
2- و عن مرة قال ابن مسعود: من أراد العلم فليثور منالقرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين.
3- و عن أبي الأحوص،عن عبد الله قال: إن هذا القرآن ليس فيه حرف إلا له حد، ولكل حدمطلع.
4- و عن سيار أبي الحكم، عن ابن مسعود أنه قال: أعربوا هذا القرآن فإنه عربي، وسيجيء قوم يثقفونه وليسوابخياركم.
5- وعنزر، عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف، وإذا اختلفتم فيياء أو تاء فاجعلوها ياء، ذكروا القرآن فإنه مذكر.
6- وعنشداد بن معقل، سمعت ابن مسعود يقول: أول ما تفقدون من دينكمالأمانة، وآخر ما يبقى من دينكم الصلاة، وليصلين قوم لا خلاق لهم، ولينزعن القرآنمن بين أظهركم. قالوا: يا أبا عبد الرحمن، ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبتناه فيمصاحفنا؟ قال: يسرى على القرآن ليلا فيذهب به من أجواف الرجالفلا يبقى في الأرض منه شيء -وفي رواية: لا يبقى في مصحفمنه شيء- ويصبح الناس فقراء كالبهائم. ثم قرأ عبد الله: {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا} [الإسراء: 86]
7- عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن أبيه قال:من قرأ القرآن في أقلمن ثلاث فهوراجز.
8- وعن أبي وائل قال: كان عبد الله بنمسعود يقل الصوم، فيقال له في ذلك، فيقول: إني إذا صمت ضعفت عنالقراءة والصلاة، والقراءة والصلاة أحب إلي.

جمع القرآن وكتابة المصاحف {{

**عرض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل عليه السلام
-الدليل:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناسبالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضانحتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كانأجود بالخير من الريح المرسلة"متفق عليه
وعن أبي هريرة قال: "كان يعرض على النبي صلىالله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكانيعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه".
-ما معنى عرض النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل القرآن كل سنه؟
والمراد مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى،ليبقى ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدا، أو استثباتا وحفظا؛ ولهذا عرضه في السنةالأخيرة من عمره، عليه السلام اقتراب أجله، على جبريل مرتين، وعارضه به جبريل كذلك؛ولهذا فهم، عليه السلام، اقتراب أجله.
_وكان جمع عثمان رضي الله عنه للمصاحف على هذا الجمع الأخير.
- لماذا خص رمضان من بين الشهور بالعرض؟
لأن ابتداءالإيحاء كان فيه؛ ولهذا يستحب دراسة القرآن وتكراره فيه، ومن ثم كثر اجتهاد الأئمةفيه في تلاوة القرآن.
** أشهر القراء من الصحابه
- الآثار الداله على فضل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
1- عن شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله فقال: والله لقد أخذتمن في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبيصلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم.قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غيرذلك.
2- عن علقمة قال: كنا بحمص، فقرأ ابنمسعود سورة يوسف فقال رجل: ما هكذا أنزلت، فقال: قرأت على رسول الله صلى الله عليهوسلم فقال: ((أحسنت)) ووجد منه ريح الخمر، فقال: أتجترئ أن تكذب بكتاب الله وتشربالخمر؟! فجلده الحد.
3- عن مسروق قال: قال عبد الله: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلتسورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأناأعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبتإليه.
4- وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((استقرئوا القرآن من أربعة...الحديث)) وسيأتي، فبدأبه.
5- عن عمر عن النبيصلى الله عليه وسلم قال ))من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزلفليقرأه على قراءة ابن أم عبد))وابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود،وكان يعرف بذلك.


- ومن القراء أيضا:
*سالم مولى أبي حذيفة، وقد كان من سادات المسلمين وكان يؤم الناس قبلمقدم النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة
* ومعاذ بن جبل، وأبي بنكعب، وهما سيدان كبيران من الأنصار، رضي الله عنهم أجمعين.
الدليل:
عن مسروق: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود، فقال: لاأزال أحبه، سمعت رسولالله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبدالله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب ))رضي اللهعنهم.
*ومنهم أبو الدرداء وزيد بن ثابت
الدليل:
عن أنس بن مالك قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمعالقرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: ونحنورثناه
ومراد الحديث :
-أنه لم يجمع القرآن من الأنصار وليس معناه أنه لم يجمع القرآن من الصحابه سوى هؤلاء.
-و يحتمل أنه لم يأخذه تلقيا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرهؤلاء الأربعة، وأن بعضهم تلقى بعضه عن بعض.
*من جمع القرآن الصديق، رضي الله عنه
الدليل:
تقديم الرسول الله صلى الله عليه وسلم له في مرضهإماما على المهاجرين والأنصارفلولا أنه كان أقرؤهم لكتابالله لما قدمه عليهم.لقوله صلى الله عليه وسلم ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ))
* ومنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه
والدليل : أنه قرأ القرآن في ركعة . .
((وقد تظاهرت الروايات بأن الأئمةالأربعة جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأجل سبقهم إلى الإسلام،وإعظام الرسول لهم.))

*عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
الدليل:
عن عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن فقرأت به كلليلة،فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:اقرأه في شهر)
*عبد الله ابن عباس رضي الله عنه ترجمان القرآن
الدليل:
عن مجاهد أنه قال: قرأت القرآن على ابنعباس مرتين، أقفه عند كلآية وأسأله عنها.
*ومنهم أيضا تميم الداري وعباده بن الصامت وعبد الله بن عمر بن العاص.

**جمع القرآن في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه
-سبب الجمع :
ما جاء عن زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتلأهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبوبكر: إن عمر بن الخطاب أتاني،فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء فيالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعلشيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمريراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم،فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مماأمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليهوسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح لهصدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدورالرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز}[التوبة: 128]حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاهالله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
-فائدته :

إن الذي فعله الشيخان أبو بكر وعمر، رضي الله عنهما، من أكبر المصالح الدينية وأعظمها، منحفظهما كتاب الله في الصحف؛ لئلا يذهب منه شيءبموت من تلقاه عن رسول الله صلى اللهعليه وسلم.
- مناقب أبو بكر الصديق:
- *فإنه أقامه الله بعد النبي صلى الله عليه وسلم مقاما لا ينبغي لأحدبعده، قاتل الأعداء من مانعي الزكاة، والمرتدين، والفرس والروم،
- *ونفذ الجيوش، وبعثالبعوث والسرايا،
- *ورد الأمر إلى نصابه بعد الخوف من تفرقه وذهابه، وجمع القرآنالعظيم من أماكنه المتفرقة حتى تمكن القارئ من حفظه كله،
- *فجمع الصديق الخير وكف الشرور، رضي الله عنه وأرضاه.
- ولهذا روي عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه،أنه قال: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر.

-


**ترتيب سور القرآن وآياته**

حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام بن يوسف: أنابن جريج أخبرهم قال: وأخبرني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين، رضيالله عنها، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك، قال: يا أمالمؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف،قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما ينزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكرالجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء: ولا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندعالزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}[القمر: 46]، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحففأملت عليه آي السور.(رواه النسائي)

_ يأخذ من هذا الأثر أحكام وفوائد منها:

- المراد من التأليف هاهنا: هو ترتيب سور القرآن
- عدم التعنت في الأسئله ومن لوحظ فيه مثل هذا فإنه لا يسترسل معه ويحذر من ذلك كما حصل لعائشه مع هذا الرجل العراقي الذي سأل أي الكفن خير وأهل العراق عرفوا بالتعنت في الأسئله فلم تبالغ معه عائشة، رضي الله عنها، في الكلام لئلا يظن أن ذلك أمر مهم، وإلافقد روى أحمد وأهل السنن من حديث سمرة وابن عباس عن رسول الله صلى الله عليهوسلمقال:( البسوا من ثيابكم البياض، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها أطهروأطييب)
-
- جواز قرآءة القرآن من غير ترتيب لسور وهذا ماأشارت إليه عائشه رضي الله عنها عندما سألها العراقي أنه يقرأ القرآن غير مؤلف أي مرتب ,فأخبرته عما نزل أول السور التي فيها ذكر الجنة والنار من سور المفصل و ليس البداءة بها في أوائل المصاحف، معأنها من أول ما نزل، والبقرة والنساء من أوائل ما في المصحف، وقد نزلت فيالمدينة .

- حرمة قراءة القرآن بدون ترتيب لآيات السور وليس في ذلك رخصة، بل هو أمر توقيفي عن رسول الله صلى اللهعليه وسلم، ولهذا لم ترخص له في ذلك، بل أخرجت له مصحفها،فأملت عليه آي السور.

** الأدله على أن ترتيب السور في المصحف ليس توقيفي وجواز تقديم سوره على أخرى في القرآءه في الصلاه وخارجها **

-دل عليه حديث حذيفة وابن مسعود، وهو في الصحيح أنه، عليه السلام، قرأ في قيام الليلبالبقرة ثم النساء ثم آل عمران.

-وقدحكى القرطبي عن أبي بكر بن الأنباري في كتاب الرد أنه قال: والظاهر أن ترتيب السور فيه) يعني مصحف عثمان رضي الله عنه)منه ما هو راجع إلى رأي عثمان رضي الله عنه، وذلك ظاهر في سؤال ابن عباس له عن تركالبسملة في أول براءة، وذكره الأنفال من الطول، والحديث في الترمذي
-وأثرعن علي رضي الله عنه أنه كان قد عزم على ترتيب القرآن بحسبنزوله.


- وحكى القاضي الباقلاني: أنأول مصحفه كان: {اقرأ باسم ربك الأكرم}وأول مصحف ابنمسعود: {مالك يوم الدين}ثم البقرة، ثم النساء علىترتب مختلف، وأول مصحف أبي: {الحمد لله}ثم النساء،ثم آل عمران، ثم الأنعام، ثم المائدة، ثم كذا على اختلاف شديد، ثم قال القاضي: ويحتمل أن ترتيب السور في المصحف على ما هو عليه اليوم من اجتهاد الصحابة، رضي اللهعنهم.

-وقال أبوالحسن بن بطال: إنما يجب تأليف سوره في الرسم والخط خاصة ولا يعلم أن أحدا منهمقال: إن ترتيب ذلك واجب في الصلاة وفي قراءة القرآن ودرسه، وأنه لا يحل لأحد أنيقرأ الكهف قبل البقرة، ولا الحج قبل الكهف، ألا ترى إلى قول عائشة: ولا يضرك أيهقرأت قبل. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة السورة في ركعة، ثميقرأ في الركعة الأخرى بغير السورة التي تليها.
قال: وأما ما روي عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أنيقرأ القرآن منكوسا. وقالا إنما ذلك منكوس القلب، فإنما عنيا بذلك من يقرأ السورةمنكوسة فيبتدئ بآخرها إلى أولها، فإن ذلك حرام محذور.


}أول من نقط وشكل وقسم المصحف وحكم ذلك{

- من هو أول من نقط المصحف؟
1-يقال: إن أول من أمر به عبد الملك بن مروان، فتصدى لذلك الحجاج وهو بواسط، فأمرالحسن البصري ويحيى بن يعمر ففعلا ذلك 2-ويقال: إن أول مننقط المصحف أبو الأسودالدؤلي
3-وذكر أنه كان لمحمد بن سيرين مصحف قد نقطه له يحيى بن يعمر.

**من كتب الأعشار على الحواشي؟
1- ينسب إلى الحجاج.
2- وقيل: أول من فعله المأمون.

**حكم التعشير والنقط والتقسيم:

-حكى أبو عمرو الداني عن ابنمسعود أنه كره التعشير في المصحف، وكان يحكه .
-و مجاهد أيضا.يكره ذلك.(أي التعشير)

- الإمام مالك قال لابأس به بالحبر،فأما بالألوان المصبغة فلا. وأكره تعداد آي السور في أولها في المصاحف الأمهات،فأماما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا.
-وقال قتادة: بدؤوا فنقطوا، ثم خمسوا،ثم عشروا

-. وقال يحيى بن أبي كثير: أول ما أحدثوا النقطعلى الباء والتاء والثاء، وقالوا: لا بأس به، هو نور له، أحدثوا نقطا عند آخر الآي،ثم أحدثوا الفواتح والخواتم.

-ورأى إبراهيم النخعي فاتحة سورة كذا، فأمر بمحوهاوقال: قال ابن مسعود: لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس فيه

-. قال أبو عمرو الداني: ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائرالآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها.

نزول القرآن على سبعة أحرف

- االأدله على أن القرآن نزل على سبعة أحرف:
1- عن عبد الله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال((أقرأني جبريل علىحرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعةأحرف))مسلم
2-عن أبي بن كعب، قال: كنت في المسجدفدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمناجميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأقراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلىالله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)).فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال،كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا،وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إليأن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه علىحرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردةمسألة تسألنيها(. قال :قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهماغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليهالسلام)).وهكذا رواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالدبه.
}}وهذا الشك الذي حصل لأبي في تلك الساعة هو، والله أعلم، السبب الذي لأجله قرأ عليهرسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة إبلاغ وإعلام ودواء لما كان حصل له سورة{لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} إلى آخرها لاشتمالهاعلى قوله تعالى: {رسول من الله يتلو صحفا مطهرة * فيها كتبقيمة} [البينة: 2، 3]{{

3-وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا محمد بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن عيسىبن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن جده، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرفواحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي،فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شافكاف.
4-وقالابن جرير: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عنمجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندأضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)).ثمأتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءهالثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)).ثم جاءهالرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤواعليه فقد أصابوا.
وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي من رواية شعبة به.
5-عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقانفي حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروفكثيرة لم يقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرتحتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيهارسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدأقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمفقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها! فقال رسول الله صلىالله عليه وسلم: ((أرسله، اقرأ يا هشام))، فقرأ عليهالقراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ ياعمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت. إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسرمنه))متفق عليه






فصل

قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة إلا ما حدثني عفان، عن حماد بن سلمة،عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نزل القرآن على ثلاثة أحرف(.
قال أبو عبيد: ولا نرىالمحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة.

**هل معنى تلك السبعة أن يكون الحرفالواحد يقرأ على سبعة أوجه؟
قال أبو عبيده: وهذا شيء غير موجود،
ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغاتمتفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثانيبلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وبعض الأحياءأسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث تترى، قال: وقد روى الكلبي عنأبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمسبلغة العجز من هوازن.

قال أبوعبيد: عنابن عباس؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيد: يعني: أنه كانيستشهد به على التفسير.
مثل:
-قال ابن عباس فيقوله: {والليل وما وسق}[الانشقاق: 17]، قال:ما جمع وأنشد: قد اتسقن لو يجدنسائقا.
-وفيقوله: {فإذا هم بالساهرة}[النازعات: 14]، قال: الأرض، وقال أمية بن أبي الصلت: عندهم لحم بحر ولحمساهرة
- وقال أيضا:كنت لا أدري ما{فاطر السماواتوالأرض}[فاطر: 1]،حتى أتانيأعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها. يقول: أنا ابتدأتها.

**وقال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري، رحمه الله،:
وصح وثبت أن الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دونالجميع إذ كان معلوما أن ألسنتها ولغاتها أكثر من سبع بما يعجز عن إحصائه .

.
الخلاصه:
إن الشارع رخص للأمةالتلاوة على سبعة أحرف، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي اللهعنه، اختلاف الناس في القراءة، وخاف من تفرق كلمتهم -جمعهم على حرف واحد، وهو هذاالمصحف الإمام، قال: واستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعله من ذلكالرشد والهداية، وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل فيتركها طاعة منها له، ونظر منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست منالأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفوآثارها.

**وقال لو قيل كيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموهارسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها؟
قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمرإيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجبأن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبرهالعذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهمكانوا في القراءة بها مخيرين.
** إلى أن قال: فأما ما كان من اختلاف القراءة في رفعحرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة فمن معنى قولالنبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعةأحرف))بمعزل؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر، في قول أحد من علماء الأمة،وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر.



}} معنى الأحرف السبعه{{

لقد اختلف العلماء في المراء بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولاذكرها أبو حاتم محمد بن حبان البستي.
نذكر منها خمسة أقوال بختصار:
القول الأول-
وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد اللهبن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي- : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربةبألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهلم.
الدليل:
-قال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديثأبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقالميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمةبآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرعوعجل".
-عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوميقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم}[الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا""للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}[البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه".
قال الطحاوي. وغيره: وإنما كان ذلك رخصة أنيقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة علىلغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقانالحفظ .
وقد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كانرخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلمالكتابة.

الرد على من يرى أنها رخصه في أول الأمر ثم نسخت:
إنما كانالذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أحدالخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم، وإنما جمعهم عليها لما رأى مناختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا، فرتب لهم المصاحفالأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيآخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، وعزم عليهم ألا يقرؤوا بغيرها، وألايتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة، ولكنها أدت إلى الفرقة والاختلاف، كما ألزمعمر بن الخطاب الناس بالطلاق الثلاث المجموعة حتى تتابعوا فيها وأكثروا منها، قال: فلو أنا أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم.

القول الثاني:
أن القرآن نزلعلى سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضهعلى حرف آخر.
قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت}[المائدة: 60]و{يرتع ويلعب}[يوسف: 12].
قال القرطبي: ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية. قال أبو عبيد: وبعض اللغات أسعد بهمن بعض، وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه،ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله
الدليل:
قال الله تعالى: {قرآنا عربيا}[يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.
قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها،وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيحالقراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز. وقال ابن عطية: قال ابن عباس: ما كنتأدري ما معنى: {فاطر السماوات والأرض}[فاطر: 1]، حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنافطرتها.

القولالثالث:
أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة.
الدليل:
قولعثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوالأهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره
.
القول الرابع:
وحكاه الباقلانيعن بعض العلماء- :
أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء:
1-ما تتغير حركته ولاتتغير صورته ولا معناه .
مثل (ويضيقُ صدري)الشعراء: 13] و "يضيقَ"

2-ما لا تتغير صورته ويختلف معناه .
مثل (فقالواربنا باعِد بين أسفارنا}[سبأ: 19]و "باعَد بينأسفارنا"
3-قد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف .
مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]،و"ننشرها"
4- بالكلمة مع بقاء المعنى
مثل{كالعهن المنفوش}[القارعة: 5]، أو "كالصوفالمنفوش"
5- باختلاف الكلمة واختلاف المعنى
مثل: {وطلحمنضود} "وطلع منضود" .
6- بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرةالموت بالحق}[ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت"
7-بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".

القول الخامس
:أن المرادبالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال.
*قال ابن عطية: وهذا ضعيف
1-لأن هذه لا تسمى حروفا،
2-والإجماع أن التوسعة لم تقعفي تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذاحديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.
(( هل القراءات السبع التي تنسب للقراء السبعه هي الأحرف السبع؟؟))

قالالقرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبعالتي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة فيالقراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمانالمصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.
وقال :وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختارالقراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده. قال: وقد أجمع المسلمون في هذهالأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات،وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظالكتاب.

(( آداب تلاوة القرآن وأحكامه ))

1- وجوب الإخلاص في تلاوة القرآن

ما جاء في إثم من فجر بالقرآن وراءى به أو تأكل به

-قالعلي، رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول((يأتيفي آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقونمن الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهمفاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة)) رواه البخاري
-عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يخرج فيكم قوم تحقرونصلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوزتراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئا،وينظر في القدح فلا يرى شيئا، وينظر في الريش فلا يرى شيئا، ويتمارى فيالفوق)متفق عليه
** ووجه فجورهم بالقرآن :
إنهم أسسوا أعمالهم على اعتقاد غير صالح، فكانوا في ذلك كالمذمومين في قوله: {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانهعلى شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين} [التوبة: 109
وكانوا كالمرائين وإن كان بعضهم لا يقصد الرياء .
والمراد بهم في هذه الأحاديث الخوارج فمن العلماء من كفرهم ومنهم من فسقهم .

- عن سعيد الخدرييقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(يكون خلف من بعدالستين سنة، أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، ثم يكون خلف يقرؤونالقرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافقوفاجر((.
قال بشير: فقلت للوليد: ما هؤلاء الثلاثة؟ قال: المنافق كافر به، والفاجر يتأكل به،والمؤمن يؤمن به.
- عنأبي سعيد أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك خطب الناس وهو مسندظهره إلى نخلة فقال))ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؛ إن منخير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتىيأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلا فاجرا جريئا يقرأ كتاب الله، ولا يرعوي إلى شيءمنه))
- عن أنس بن مالك قال: بينما نحن نقرأ فينا العربي والعجمي والأسود والأبيض، إذ خرجعلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال((أنتم في خير تقرؤونكتاب الله وفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتي على الناس زمان يثقفونه كمايثقف القدح، يتعجلون أجورهم ولا يتأجلونها()

-عن أبيموسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال((مثلالمؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لايقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأالقرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلةطعمها مر أو خبيث وريحها مر((.

((ومضمون هذه الأحاديث التحذير منالمراءاة بتلاوة القرآن التي هي من أعظم القرب، كما جاء في الحديث ((واعلم أنك لن تتقرب إلى الله بأعظم مما خرج منه))يعني: القرآن.
والمنافق المشبه بالريحانة التي لها ريح ظاهر وطعمها مرهو المرائي بتلاوته، كما قال تعالى: {إن المنافقين يخادعون اللهوهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلاقليلا}[النساء: 142]


(( فضل تلاوة القرآن ))

ما جاء في فضل القرآن وتلاوته وفضل أهله
- عن أبي سعيد قال: قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ))يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آيةدرجة، حتى يقرأ آخر شيء معه((
- عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم((يقول الله تعالى: من شغله قراءة القرآن عندعائي أعطيته أفضل ثواب السائلين))
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم))إن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه((
- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته((
- عن ثابت، أن أنس بن مالك، رضيالله عنه: كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده فدعا لهم.
- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه))
- عن أنس قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم))لكل شيء حلية، وحلية القرآن الصوتالحسن((.
- عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال((إنالبيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقلخيره((.

- عن جابر بن عبد الله قال: خطبنا رسول الله صلىالله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل، ثم قال))أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد، وشرالأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.))

- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ))إن هذا القرآن شافع مشفع، من اتبعه قاده إلى الجنة، ومن تركه أوأعرض عنه -أو كلمة نحوها- زج في قفاه إلى النار
- عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: ((من قرأ ألف آية كتب الله له قنطارا، والقنطار مائةرطل، والرطل اثنتا عشرة أوقية، والأوقية ستة دنانير، والدينار أربعة وعشرون قيراطا،والقيراط مثل أحد، ومن قرأ ثلاثمائة آية قال الله لملائكته: نصب عبدي لي، أشهدكم ياملائكتي أني قد غفرت له، ومن بلغه عن الله فضيلة فعمل بها إيمانا به ورجاء ثوابه،أعطاه الله ذلك وإن لم يكن ذلك كذلك))
- عن ابن عباسقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل الذي ليس فيجوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب))
- عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يومالقيامة، وذلك أن الله عز وجل يقول ))فمن اتبع هداي فلا يضل ولايشقى[طه: 123]


- عن طاووس، عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال: ))إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزنبه))
- عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحسنوا الأصوات بالقرآن))
- عن ابن عباس مرفوعا ((أشرف أمتي حملة القرآن))
- عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس قال: "سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الأعمال أحب إلىالله؟ فقال: ((الحال المرتحل)). قال: يا رسول الله، ما الحال المرتحل؟ قال: ((صاحبالقرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره، وفي آخره حتى يبلغ أوله((

(( فضل حفظ القرآن ))
-
** ما جاء في قراءة القرآن من المصحف ومن الصدور و أيهما أفضل؟


** عن سهل بن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال لرجل: ((فما معك من القرآن؟)). قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال: ((أتقرؤهن عن ظهرقلبك؟)). قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك منالقرآن((رواه البخاري

ترجم البخاري لهذا الحديث (القراءة عن ظهر قلب ) وهذا مشعر بأنه يرى أن قراءة القرآن عن ظهر قلب أفضل.
*ولكن استدلال البخاري بهذا الحديث فيه نظر
أولا : لأنها قضية عين فيحتمل أن ذلك الرجل كان لا يحسن الكتابة ويعلم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلممنه، فلا يدل على أن التلاوة عن ظهر قلب أفضل مطلقا في حق من يحسن ومن لا يحسن، إذلو دل هذا لكان ذكر حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلاوته عن ظهر قلب -لأنه أميلا يدري الكتابة- أولى من ذكر هذا الحديث بمفرده.

الثاني: أن سياق الحديث إنما هولأجل استثبات أنه يحفظ تلك السور عن ظهر قلب؛ ليمكنه تعليمها لزوجته، وليس المرادهاهنا: أن هذا أفضل من التلاوة نظرا، ولا عدمه والله سبحانه وتعالىأعلم.



**وصرح كثير من العلماء أن قراءة القرآن من المصحف أفضل
لأنه يشتمل علىالتلاوة والنظر في المصحف وهو عبادة، كما صرح به غير واحد من السلف، وكرهوا أن يمضيعلى الرجل يوم لا ينظر في مصحفه
واستدلوا بأدله منها:

1-عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن بعض أصحاب النبي صلى اللهعليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فضل قراءة القرآننظرا على من يقرأه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة))وهذا الإسناد ضعيف فإنمعاوية بن يحيى هو الصدفي أو الأطرابلسي، وأيهما كان فهو ضعيف.

2- عن ابن مسعود قال:أديموا النظر في المصحف.
3-عنابن عباس، عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأفيه.
4-وعن ابن مسعود:أنه كان إذا اجتمعإليه إخوانه نشروا المصحف، فقرؤوا، وفسر لهم. إسناد صحيح.
5-عن ابن عمر قال:إذا رجع أحدكم من سوقه فلينشر المصحفوليقرأ. 6-وقال الأعمش عن خيثمة: دخلت على ابن عمر وهويقرأ في المصحف فقال: هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة.

((فهذه الآثار تدل على أن هذا أمر مطلوب :
-لئلا يعطل المصحففلا يقرأ منه
-و قد يقع لبعض الحفظة نسيان فيستذكر منه
- وقد يقع تحريف كلمة أو آيةأو تقديم أو تأخير، فالاستثبات أولى
والرجوع إلى المصحف أثبت من أفواه الرجال.


** وقال بعض العلماء: المدار في هذه المسألة على الخشوع في القراءة
-فإنكان الخشوع عند القراءة على ظهر القلب فهو أفضل
-وإن كان عند النظر في المصحف فهوأفضل
-فإن استويا فالقراءة نظرا أولى؛ لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف
وجه ذلك:
قال الشيخأبو زكريا النووي رحمه الله، في التبيان: والظاهر أن كلام السلفوفعلهم محمول على هذا التفصيل.
*ما هو الأفضل في تلقين القرآن القرآن؟
فأما تلقين القرآن فمن فم الملقن أحسن
- لأن الكتابة لا تدل على كمال لأداء،
- والمشاهد من كثير ممن يحفظ من الكتابة فقط يكثر تصحيفه وغلطه، وإذا أدى الحال إلىهذا منع منه إذا وجد شيخا يوقفه على لفظ القرآن
فمن عجز عمن يلقن له:
فلا يكلفالله نفسا إلا وسعها، فيجوز عند الضرورة ما لا يجوز عند الرفاهية، فإذا قرأ فيالمصحف -والحالة هذه- فلا حرج عليه، ولو فرض أنه قد يحرف بعض الكلمات عن لفظها علىلغته

-فقد ورد عن الأوزاعي؛ أن رجلا صحبهم في سفر قال: فحدثنا حديثا ما أعلمه إلا رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال((إن العبد إذا قرأ فحرف أو أخطأ كتبه الملك كما أنزل))
-وعن بكير بن الأخنس قال:
كان يقال: إذا قرأ الأعجمي والذي لا يقيم القرآن كتبه الملك كما أنزل


ما جاء في تعاهد القرآن ))

-عن ابن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال ))إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إنعاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت))رواه مسلم

- عن ابن عمرقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((مثل القرآن إذا عاهدعليه صاحبه فقرأه بالليل والنهار، كمثل رجل له إبل، فإن عقلها حفظها، وإن أطلقعقالها ذهبت، فكذلك صاحب القرآن)))رواه أحمد
- عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليهوسلم(بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل نسي،واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال منالنعم)رواه مسلم
والتفصي: التخلص يقال: تفصى فلان من البلية: إذا تخلص منها، ومنه: تفصى النوى من التمرة: إذا تخلص منها،أي: إن القرآن أشد تفلتا من الصدور من النعم إذا أرسلت من غيرعقال.


- سمعت عقبة بنعامر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعلموا كتابالله، وتعاهدوه وتغنوا به، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفلتا من المخاض فيالعقل((.رواه أحمد
- عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أمير عشرة إلا ويؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه منذلك الغل إلا العدل، وما من رجل قرأ القرآن فنسيه إلا لقي الله يوم القيامة يلقاهوهو أجذم((.رواه أحمد

- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((عرضت علي أجور أمتي حتىالقذاة والبعرة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أكبر منآية أو سورة من كتاب الله أوتيها رجل فنسيها))

- عنسلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((من أكبرذنب توافى به أمتي يوم القيامة سورة من كتاب الله كانت مع أحدهمفنسيها((.



- قال عبد الله بن مسعود:إني لأمقت القارئ أن أراه سمينا نسيا للقرآن.

- عن عبد العزيز بن أبي روادقال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول:ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيهإلا بذنب يحدثه؛ لأن الله تعالى يقول(وما أصابكم منمصيبة فبما كسبت أيديكم)) [الشورى: 30]، وإن نسيان القرآن من أعظمالمصائب.

- قال إسحاق بن راهويهوغيره:يكره لرجل أن يمر عليه أربعون يوما لا يقرأ فيهاالقرآن
**ومضمون هذه الأحاديثالترغيب في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده؛ لئلا يعرضه حافظه للنسيان فإن ذلكخطر كبير، نسأل الله العافية منه.


**وقد أدخل بعض المفسرين هذاالمعنى
في قوله تعالى)) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتكآياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)) [طه: 124- 126] وهذا الذي قاله هذا -وإنلم يكن هو المراد جميعه- فهو بعضه، فإن الإعراض عن تلاوة القرآن وتعريضه للنسيانوعدم الاعتناء به فيه تهاون كثير وتفريط شديد

ما جاء في قول نسيت آية كذا وكذا



1-عن عائشة رضي الله عنها قالت: "سمع رسولالله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال: (يرحمهالله، فقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا))رواه مسلم


2- عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم))بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي((ورواه مسلم


الفوائد المستخرجه من الحديثين:
1-أن حصول النسيان لشخص نقصا لا يعد نقصا إذا كان بعد الاجتهاد والحرص

2- أدب في التعبيرعن حصول ذلك، فلا يقول: نسيت آية كذا، فإن النسيان ليس من فعل العبد، وقد يصدر عنهأسبابه من التناسي والتغافل والتهاون المفضي إلى ذلك، فأما النسيان نفسه فليسبفعله؛ ولهذا قال: ((بل هو نسي))، مبني لما لم يسم فاعله،
3- وأدب في ترك إضافة ذلك إلى الله تعالى، وقد أسند النسيان إلى العبد في قوله: {واذكر ربك إذا نسيت} [الكهف: 24]وهو، والله أعلم،من باب المجاز السائغ بذكر المسبب وإرادة السبب؛ لأن النسيان إنما يكون عن سبب قديكون ذنبا، فأمر الله تعالى بذكره ليذهب الشيطان عنالقلب كما يذهب عند النداء بالأذان، والحسنة تذهب السيئة.



(إنكار ما ورد من حديث يخص دعاء أو ذكر معين لحفظ القرآن وطرد النسيان )

- ورد عن ابن عباس أنه قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلمإذ جاءه علي بن أبي طالب فقال: بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدنيأقدر عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أباالحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت فيصدرك؟)) قال: أجل يا رسول الله، فعلمني، قال: ((إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أنتقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخييعقوب لبنيه: {سوف أستغفر لكم ربي} [يوسف: 98]، يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لمتستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات، تقرأ في الركعةالأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفيالركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتابوتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد، فاحمد الله وأحسن الثناء على الله، وصل عليوأحسن وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوكبالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمنيأن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماواتوالأرض، ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالكونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذييرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام،أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك، أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني،وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تغسل به بدني، فإنه لا يعينني على الحقغيرك ولا يؤتيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا أبا الحسن،تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تجاب بإذن الله تعالى، والذي بعثني بالحق ماأخطأ مؤمنا قط)). قال ابن عباس: فوالله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء عليرسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس، فقال: يا رسول الله، والله إنيكنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات أو نحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأناأتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني،ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بهالم أخرم منها حرفا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((مؤمن وربالكعبة يا أبا الحسن))

تخريج الحديث:
قالالترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم. كذا قال، وقدتقدم من غير طريقه. ورواه الحاكم في مستدركه من طريق الوليد، ثم قال: على شرطالشيخين ولا شك أن سنده من الوليد على شرط الشيخين حيث صرح الوليد بالسماع من ابنجريج، فالله أعلم -فإنه في المتن غرابة بل نكارة والله أعلم.
·

}} ترتيل القرآن وتجويده وتلاوته {{
** الأدله على استحباب ترتيل القراءة والترسل فيها من غيرهذرمة ولا سرعة مفرطة، بل بتأمل وتفكر:
1-وقولالله عز وجل}ورتل القرآن ترتيلا} [المزمل: 4
2-وقوله تعالى( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث) [الإسراء: 106
قال ابن عباس :فرقناه: أيفصلناه.


3- عن أبي وائل، عن عبد الله قال:غدونا على عبدالله، فقال رجل: قرأت المفصل البارحة، فقال: هذا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة،وإني لأحفظ القراءات التي كان يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم ثمان عشرة سورة منالمفصل، وسورتين من آل حم.)رواه مسلم

4- عن عائشة أنهذكر لها أن ناسا يقرؤون القرآن في الليل مرة أو مرتين، فقالت: أولئك قرؤوا ولم يقرؤوا، كنت أقوم مع النبي صلى الله عليه وسلمليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها تخوف إلادعا الله واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغبإليه.))رواه أحمد

5-عن ابن عباس في قولهتعالى(لا تحرك به لسانك لتعجل به) [القيامة: 16]: كان رسول الله صلى الله عليه وسلمإذا نزل جبريل بالوحي، وكانمما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه(

6- عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلىالله عليه وسلم قال(يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق، ورتل كماكنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها(.رواه أحمد

7- عن إبراهيم قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنه عجل،فقال عبدالله:فداك أبي وأمي، رتل فإنه زين القرآن. قال: وكان علقمة حسنالصوت بالقرآن.

8- عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس:إني سريعالقراءة وإني أقرأ القرآن في ثلاثفقال:لأن أقرأ البقرةفي ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.




(( ما جاء في مد القراءة والترجيع ))
**معنى المد ودليله:

- عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى اللهعليه وسلم فقال: كانيمد مدا.
- عن قتادة قال: سئلأنس بن مالك: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم. يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.)رواه البخاري
- عن أم سلمة: أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءةمفسرة حرفا حرفا.
- عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطعقراءته؛ بسم الله الرحمن الرحيم {الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يومالدين} وهكذا
- **معنى الترجيع ودليله :
- عن أبو إياس قال: سمعت عبد الله بن مغفل قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو علىناقته -أو جمله- وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح قراءة لينة وهويرجع.
- والترجيع هو الترديد في الصوت كما جاء في البخاري أنه جعل يقول: (آ آآ)، وكأن ذلك صدر من حركة الدابة تحته، فدل على جواز التلاوة عليها، وإن أفضى إلىذلك ولا يكون ذلك من باب الزيادة في الحروف، بل ذلك مغتفر للحاجة، كما يصلي علىالدابة حيث توجهت به، مع إمكان تأخير ذلك والصلاة إلى القبلة، والله أعلم.
أمعبد الله آل عثمان

((ما جاء في حسن الصوت بالقراءه))

-عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ))يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود)).

((ما جاء في سماع القرآن من الغير))

-عن عبد الله قال: "قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ علي القرآن. قلت: عليك أقرأ وعليك أنزل؟! قال: ((إني أحب أنأسمعه من غيري))

-عن أبي موسى: أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا موسى، لو رأيتني وأنا أستمعلقراءتك البارحة)). فقال: أما والله لو أعلم أنك تستمع قراءتي لحبرتها لكتحبيرا.
-عن أبيسلمة: كان عمر إذا رأى أبا موسى قال: ذكرنا ربنا يا أبا موسى. فيقرأعنده.
-وقال أبو عثمان النهدي: كان أبوموسى يصلي بنا، فلو قلت: إني لم أسمع صوت صنج قط ولا بربط قط، ولا شيئا قط أحسن منصوته.

ما جاء في قول المقرئللقارئ: حسبك

- عن عبد الله قال: "قال ليرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ علي فقلت: يا رسول الله،آقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: ((نعم))، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذهالآية(فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاءشهيدا)النساء: 41]، قال: ((حسبك الآن)) فالتفت إليه فإذا عيناهتذرفان.

) :قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح على الدابه)
- عن أبو إياس قال: سمعت عبدالله بن مغفل، رضي الله عنه، قال: "رأيت رسول الله صلى اللهعليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح".

**حكم القراءة في الطريق:
نقل ابن أبي داود عن أبي الدرداءأنه كان يقرأ فيالطريق
-روي عن عمر بن عبد العزيزأنه أذن فيذلك،
-وعن الإماممالك أنه كره ذلك، كما جاء عن ابن وهبقال سألت مالكا عنالرجل يصلي من آخر الليل، فيخرج إلى المسجد، وقد بقي من السورة التي كان يقرأ منهاشيء، فقال: ما أعلم القراءة تكون في الطريق.


**حكم قرآءة القرآن في الحمام والحشوش:

-وقال الشعبي: تكره قراءة القرآن في ثلاثة مواطن:في الحمام، وفي الحشوش، وفي بيت الرحى وهي تدور
-. وخالفه فيالقراءة في الحمام كثير من السلف: أنها لا تكره، وهو مذهب مالك والشافعي وإبراهيمالنخعي وغيرهم،
- وروى ابن أبي داود عن علي بن أبي طالب: أنه كرهذلك،
-ويحكى عن أبي حنيفة، رحمهمالله،أن القراءة في الحمام تكره.

* وأما القراءة في الحشوشفكراهتها ظاهرة،ولو قيل بتحريم ذلك صيانة لشرف القرآن لكان مذهبا،
* وأماالقراءة في بيت الرحى وهي تدور فلئلا يعلو غير القرآن عليه، والحق يعلو ولا يعلى،والله أعلم.
حكم تعليمالصبيان القرآن
-عنسعيد بن جبير قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم،قال: وقال ابن عباس: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناابن عشر سنين وقد قرأت المحكم.


وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جمعت المحكم في عهد النبي صلىالله عليه وسلم فقلت له: وما المحكم؟ قال: "المفصل".
وفيه دلالة على :
-جواز تعلمالصبيان القرآن؛ لأن ابن عباس أخبر عن سنه حين موت الرسول صلى الله عليه وسلم، وقدكان جمع المفصل، وعمره آنذاك عشر سنين.

**آراء العلماء في تعليم الصبيان القرآن:
.
1 - منهم من يرى أنه قد يكون مستحبا أو واجبا؛ لأن الصبي إذا تعلم القرآن بلغ وهويعرف ما يصلي به، وحفظه في الصغر أولى من حفظه كبيرا، وأشد علوقا بخاطره وأرسخوأثبت، كما هو المعهود من حال الناس.

2- واستحب بعض السلف أن يترك الصبي في ابتداءعمره قليلا للعب، ثم توفر همته على القراءة، لئلا يلزم أولا بالقراءة فيملها ويعدلعنها إلى اللعب.

3- وكره بعضهم تعليمه القرآن وهو لا يعقل ما يقال له، ولكن يترك حتىإذا عقل وميز علم قليلا قليلا بحسب همته ونهمته وحفظه وجودة ذهنه.

4- واستحب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أن يلقن خمس آيات خمسآيات.



( حكم قول: سورة كذا)
1-من لا يرى بأس في ذلك واستدل بأدله منها:
- عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأ بهما في ليلةكفتاه))

- عن عمر قال:سمعتهشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان... وذكر الحديث بطوله،.
- عن عائشة قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلمقارئا يقرأ من الليل في المسجد، فقال:((يرحمه الله، لقد أذكرنيكذا وكذا آية، كنت أسقطتهن من سورة كذا وكذا((

-و عن ابن مسعود: أنهكان يرمي الجمرة من الوادي ويقول: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة

2- من كره قول(سورة كذا):
ورد عن بعض السلف ذلك، ولم يروا إلا أن يقال: السورة التي يذكرفيها كذا وكذا.
واستدلوا :بما جاء عن عثمان رضي الله عنه أنهقال: إذا نزل شيء من القرآن يقولرسول الله صلى اللهعليه وسلم: اجعلوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذاوكذا.
وخلاصة المسأله:
لا شك أن الكراهه أحوط وأولى، ولكن قد صحت الأحاديث بالرخصة في ذلك،وعليه عمل الناس اليوم في ترجمة السور في مصاحفهم.

*أسماء السور المكيه والمدنيه:

عن قتادة قال: "نزل في المدينة من القرآنالبقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، وبراءة، والرعد، والنحل، والحج، والنور،والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والرحمن، والحديد، والمجادلة، والحشر،والممتحنة، والصف، والجمعة والمنافقون، والتغابن، والطلاق، ويا أيها النبي لم تحرم،إلى رأس العشر، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله. هؤلاء السور نزلت بالمدينة، وسائرالسور نزل بمكة".

*ما عدد آيات القرآن ؟
-ستة آلاف آية.
ثم اختلففيما زاد على ذلك على أقوال:
* فمنهم من لم يزد على ذلك
*منهم من قال: ومائتا آيةوأربع آيات
*قيل: وأربع عشرة آية
* قيل: ومائتان وتسع عشرة
*قيل: ومائتان وخمسوعشرون آية، أو ست وعشرون آية
*قيل: مائتان وست وثلاثون آية.
(حكى ذلك أبو عمروالداني في كتابه البيان(.

· ما عدد كلمات القرآن؟
-عن عطاء بن يسار: سبعوسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة

*ما عدد حروفه؟
.- عن مجاهد: هذا ماأحصينا من القرآن وهو ثلاثمائة ألف حرف وأحد وعشرون ألف حرف ومائة وثمانونحرفا.
-قال الفضل،عن عطاء بن يسار: ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشرحرفا.
-قال سلامأبو محمد الحماني: إن الحجاج جمع القراء والحفاظ والكتاب فقال: أخبروني عن القرآنكله كم من حرف هو؟ قال: فحسبنا فأجمعوا أنه ثلاثمائة ألف وأربعون ألفا وسبعمائةوأربعون حرفا. قال: فأخبروني عن نصفه. فإذا هو إلى الفاء من قوله في الكهف: {وليتلطف}[الكهف: 19]، وثلثه الأول عندرأس مائة آية من براءة، والثاني على رأس مائة أو إحدى ومائة من الشعراء، والثالثإلى آخره. وسبعه الأول إلى الدال من قوله تعالى: {فمنهم من آمنبه ومنهم من صد}[النساء: 55]. والسبع الثاني إلى الياءمن قوله تعالى في سورة الأعراف: {أولئك حبطت} [الأعراف: 147]،والثالث إلى الألف الثانية من قوله تعالى في الرعد: {أكلها}[الرعد: 35]، والرابع إلىالألف في الحج من قوله: {جعلنا منسكا}[الحج: 67]، والخامس إلى الهاء من قوله في الأحزاب: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة}[الأحزاب: 36]،والسادس إلى الواو من قوله تعالى في الفتح: {الظانين بالله ظنالسوء}[الفتح: 6]، والسابع إلى آخر القرآن. قال سلامأبو محمد: عملنا ذلك في أربعة أشهر.
قالوا: وكان الحجاج يقرأ في كل ليلة ربع القرآن، فالأولإلى آخر الأنعام، والثاني إلى{وليتلطف}من سورة الكهف،والثالث إلى آخر الزمر، والرابع إلى آخر القرآن.
- وقد حكى الشيخ أبو عمرو الداني فيكتابه البيان خلافا في هذا كله.

*كيف كانو يحزبون القرآن ؟
-الأجزاء من ثلاثين كمافي الربعات بالمدارس وغيرها
-تحزيب الصحابةللقرآن، كما جاء في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود وابن ماجه وغيرهم عن أوس بنحذيفة أنه سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته: كيف تحزبون القرآن؟قالوا: ثلث وخمس وسبع وتسع وأحد عشرة وثلاث عشرة، وحزب المفصل حتىتختم.

1


فصل في معنى السورة:

واختلف في معنى السورة: مم هي مشتقة؟
- فقيل: من الإبانة والارتفاع. قال النابغة:

ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب
فكأن القارئ يتنقل بها من منزلة إلى منزلة.
- قيل: لشرفها وارتفاعها كسور البلدان.
- قيل: سميت سورة لكونها قطعة من القرآن وجزءا منه، مأخوذ من أسآر الإناء وهو البقية، وعلى هذا فيكون أصلها مهموزا، وإنما خففت الهمزة فأبدلت الهمزة واوا لانضمام ما قبلها.
- قيل: لتمامها وكمالها لأن العرب يسمون الناقة التامة سورة.
قلت: ويحتمل أن يكون من الجمع والإحاطة لآياتها كما يسمى سور البلد لإحاطته بمنازله ودوره.


ما معنى الآية؟

الآية من العلامة على انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصالها، أي: هي بائنة عن أختها ومنفردة. قال الله تعالى: {إن آية ملكه} [البقرة: 248]
قال النابغة:

توهمت آيات لها فعرفتها لستة أعوام وذا العام سابع
- قيل: لأنها جماعة حروف من القرآن وطائفة منه، كما يقال: خرج القوم بآيتهم، أي: بجماعتهم. قال الشاعر:

خرجنا من النقبين لا حي مثلنا بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا
- قيل: سميت آية لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها.
- قال سيبويه: وأصلها أيية مثل أكمة وشجرة، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت آية، بهمزة بعدها مدة.
- قال الكسائي: أصلها آيية على وزن آمنة، فقلبت ألفا، ثم حذفت لالتباسها.

- قال الفراء: أصلها أيّة -بتشديد الياء- الأولى فقلبت ألفا، كراهة التشديد فصارت آية، وجمعها: آي وآياي وآيات.

ما معنى الكلمة؟
وأما الكلمة فهي اللفظة الواحدة،
وقد تكون على :1-حرفين مثل: ما ولا وله ونحو ذلك،
2-قد تكون أكثر. وأكثر ما تكون عشرة أحرف مثل: {ليستخلفنهم} [النور: 55]، و {أنلزمكموها} [هود: 28]، {فأسقيناكموه} [الحجر: 22]، و 3-قد تكون الكلمة الواحدة آية، مثل: والفجر، والضحى، والعصر، وكذلك: الم، وطه، ويس، وحم -في قول الكوفيين- وحم، عسق عندهم كلمتان. وغيرهم لا يسمي هذه آيات بل يقول: هي فواتح السور.
وقال أبو عمرو الداني: لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله تعالى: {مدهامتان} بسورة الرحمن.

* هل في القرآن كلمه أعجمية؟
قال القرطبي: أجمعوا على أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية وأجمعوا أن فيه أعلاما من الأعجمية كإبراهيم ونوح، ولوط،

واختلفوا: هل فيه شيء من غير ذلك بالأعجمية؟
فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا ما وقع فيه مما يوافق الأعجمية، فهو من باب ما توافقت فيه اللغات.

أحسنتِ أحسن الله إليكِ، وتلخيصكِ طيبٌ موفًّق، وإن كانت الصورة المرجوة لصياغة المسألة هي كما يلي:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز الداخل مشاهدة المشاركة
11: القرآن أعظم إرث النبي صلى الله عليه وسلم
- عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شداد بن معقل:" أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: (ما ترك إلا ما بين الدفتين).
قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: (ما ترك إلا ما بين الدفتين). تفرد به البخاري.
- معناه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يرّث شيئاً من الدنيا، وإنما ترك لنا القرآن، والسنّة مفسّرة للقرآن مبيّنة له.
- قال عمرو بن الحارث أخو جويرية بنت الحارث: (ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا).
- وفي حديث أبي الدرداء: ((إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا نورث ما تركنا فهو صدقة))
تلاحظين عنونة المسألة، ثم ذكر دليل المسألة، ثم اختصار كلام ابن كثير على صورة نقاط مركزة، يصحب ذلك كله حسن العرض والتلوين، مع إحكام صياغة العبارات.
توزيع الدرجات:
- الشمول: 30 / 30
- الترتيب: 20 / 20
- التحرير: 20 / 20
- حسن العرض: 15 / 15
- حسن الصياغة: 15 / 15

- الدرجة النهائية: 100 / 100
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 12:16 AM
محمود بن عبد العزيز محمود بن عبد العزيز غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: مصر، خلَّصها الله من كل ظلوم
المشاركات: 802
Lightbulb

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد ذياب مشاهدة المشاركة
سأكل ان شاء الله التلخيص
لكن نود منكم أن لا تحسب درجة على جودة الطباعه لأن الطباعه والتنسيق يأخذ مني وقت طويل
والعبره بالفائده
خاصه أني لم أعتاد الطباعه والتنسيق إلا شيئ يسير وكنت في عملي أعتمد بعد الله على السكرتيره أو مراكز الطباعه في طباعة ما أحتاجه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيرًا، وتنسيقك طيب جدًّا
زادك الله من فضله

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 جمادى الأولى 1436هـ/7-03-2015م, 10:18 AM
سعاد ذياب سعاد ذياب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 158
افتراضي


(( تلخيص كتاب التبيان ))

الباب الأول:
(فضل تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه والعمل به وثوابه في الدنيا والآخره)
-فضل صاحب القرءآن في الآخرة:
- شفاعة القرآن لصاحبه
- مضاعفة الأجر لقارء القرآن
- منزلة قارءالقرآن في الآخره والعمل به
-فضل قراءة القرءان والعمل به وأجر والدين حافظ القرآن في الآخره
-رفعة الله تعالى لصاحب القرآن

2-تفضيل صاحب القرآن على غيره:
- الغبطه على صاحب القرآن
-فضل الماهر في القرءان.
فضل المؤمن الذي يقرء القرآن

3- الحث على كثرة تلاوة القرآن:
-تلاوة القرىن تجاره لن تبور
-فضل الإشتغال بالقرآن
-التحذير من عدم قراءة القرآن
-فضل القرآن على جهاد النافله

4- الحث على تعلمه وتعليمه:
- فضل من وعى القرىن وأحبه وأنه مأدبة الله
-فضل تعلم القرىن وتعليمه
- الغبطه لمن تعلمه وعلمه
**********************************************************************************************************************

الباب الثاني:
(تقديم قراءة القرآن على سائر الذكروقارئه في الصلاة والمجالس)

1- تقديم أهل القرآن :
- يقدم للصلاه أقرأهم لكتاب الله
- تقديم عمر للقراء ومشاورتهم

2-تفضيل قراءة القرآن على سائر الذكر:
- المذهب الصحيح والأدله التي تدل على أن قراءته هو أفضل الذكر
-تقديم الأقرأ لكتاب الله في الصلاه
- تقديم عمر رضي الله عنه للقراء ومشاورتهم
- فضل قراءة القرآن على سائر الذكر

الباب الثالث:
(إكرام أهل القرآن والنهي عن إيذائهم)
-تعظيم كل ما أشعر الله بتعظيمه من القرآن
-تعظيم كل ما جعله الله من حرماته
-خفض الجناح للمؤمنين
-تحريم أذية المؤمنين والمؤمنات
-إكرام حامل القرآن من إجلال الله
-إنزال الناس منازلهم
-تقديم الأقرء في القبر
-التحذير من أذية أولياء الله
-من صلى الصبح فهو في ذمة الله
-العلماء أولياء الله
-لحوم العلماء مسمومه

الباب الرابع:
(( الأخلاق والآداب التي يجب على معلم القران ومتعلمه أن يتأدب بها في نفسه ومع غيره ))
- نية القارء في الحفظ وأثرها على الحفظ.
- أقوال العلماء في معنى الإخلاص وأهميته في تعلم العلم وتعليمه.
- التحذير من طلب الدنيا والمدح والثناء في تعلم العلم وتعليمه.
- جملة من الأخلاق التي يجب أن يتخلق بها معلم القرآن في نفسه.
- الأخلاق التي يجب أن يكون عليها معلم القرآن مع غيره.
- كيف يكون معلم القرآن ناصح لطالبه.
- حكم تعليم العلم.
- الحال التي ينبغي أن يكون عليها المعلم حال تعليمه طلابه .
- ما ينبغي على المعلم من صون العلم مما لاينبغي.
- مكان درس القرآن وما ينبغي أن يكون عليه.
- ما يجب على المتعلم من التأدب بالإخلاص وتجنب الإشتغال عن العلم بغيره والتواضع لمعلمه.
- عمن يأخذ طالب العلم العلم والآداب التي يكون عليها مع شيخه.
- ما ينبغي أن يكون عليه المتعلم حال دخوله الدرس.
- آداب الطالب مع نفسه لتحصيل العلم.
- آداب الطالب مع زملائه وغيرهم.

الباب الخامس:
(( أحكام تخص حامل القرآن من عدم إرادة الدنيا به وتعاهد القرآن وأفضل أوقات القراءة ))
- صفات ينبغي أن يتحلى بهاحامل القرآن في نفسه وعبادته واستغنائه عن الناس.
- التحذير من التأكل بالقرآن.
- حكم أخذ الأجره على القرآن .
- المحافظه على الإكثار من التلاوة وعادات السلف في مقدار ما يختمونه.
- فضل قرآءة القرآن ليلا.وعلة ذالك , ومقدارها.
- الأدلة على خطورة نسيان القرآن وعدم تعاهده.
- الدليل على قضاء ورد الليل إن فاته.

الباب السادس:
((أحكام تخص قارءالقرآن في الختمه وسجود التلاوة والقراءة وما يخصها من آداب الطهارة والخشوع وغيرها ))
- من السنه تطهير الفم قبل قراءة القرآن.
- أحكام قراءة القرآن أو جزء منه أو ما فيه ذكر الله للمحدث والحائض والجنب والمستحاضه.
- ما يستحب ويكره من الأماكن لقراءة القرآن وهيئة القارء حال قرآءة القرآن.
- أحكام الإسعاذه والبسمله عند القراءة.
- ما يستحب للقارء عند القراءة من التدبر والخشوع وترديد الآيات والبكاء وترتيل القراءة وسؤال الله عند القراءة.
- أمور تنافي إحترام القرآن عند القرآه الجماعية .
- أحكام قراءة القرآن بالعجمية والقراءات السبع.
- أحكام ترتيب السور والآيات عند القراءة.
- الأقوال في تفضيل القراءة من المصحف أو عن ظهر قلب.
- فضيلة الإجتماع لقراءة القرآن وسماعه وأجر من جمعهم على ذلك وحكم القراءة بالألحان وطلب القراءة من حسن الصوت.
- من أين يبدأ ويقف قارء القرآن.
- الأحوال التي يكره فيها تلاوة القرآن والبدع في القرآءة.
- مسائل متفرقه تخص قارء القرآن حال التثاؤب أوخروج الريح.
- حكم الكلام بالقرآن داخل الصلاة وخارجها.
- أحكام متفرقة تخص قارء القرآن مثل السلام وعند العطاسوالآذان وعند السؤال والقيام لمن له حق.
الجمع بين السورتين في ركعة.
- أحكام الجهر للإمام والمنفرد في صلاة الفرض والنفل والقضاء وكيفية الإسرار بالقراءة.
- مواضع السكتات للأمام في الصلاة الجهرية.
- حكم قول آمين بعد الفاتحة ومعناها والقراءات فيها ومتى يجهر بها ومتى يقولها المأموم
- الصحيح في حكم سجدة التلاوة وعددها ومواضعها في القرآن وحكم الطهارة فيها.
- أحكام سجدة سورة ص في الصلاة وخارجها.
- حكم من قرأ آية أو آيتين وسجد وأحكام متفرق في سجود التلاوة للمنفرد والمأموم’
- وقت سجود التلاوة وحكم تأخيرها وهل تقضى وحكم السجود إذا كرر الآية التي فيها سجدة.
- الإيماء في السفر لمن قرأ آية سجده وحكم من قرأ آية سجدة بالفارسية.
- أحكام قراءة آية سجدة للإمام في الصلاة السرية والجهرية وأحكام السجود في الأوقات المنهي عنها وحكم العاجز عن السجود.
- كيفية السجود لمن كان داخل الصلاة أوخارجها وهيئته وما يقال فيها.
- أفضل أوقات القراءة.
- ما يقول من أراد أن يسأل عن آية أو يستدل بآية.
- جملة من آداب ختم القرآن والأقوال في الوقت الذي يستحب أن يختم فيه وصيام ذلك اليوم.
- استحباب حضور مجلس الختم والدعاء وذكر جملة من الأدعية والشروع في ختمة أخرى بعدها.

الباب السابع:
(( النصيحة لكتاب الله كيف تكون ))

- معنى النصيحة لكتاب الله .
- وجوب تعظيم القرآن وكتب الله والإيمان بها وحكم من شك أو كفر بها أو شيئ منها أو زاد فيها أو نقص .
- أقسام المفسرين القرآن بالرأي وحرمة ذلك.
- صفات من يجوز له تفسير القرآن ومن لايجوز له.
- متى يحرم الجدال والمراء بالقرآن.
- حسن السؤال عن ترتيب الآيات ومواضعها بقوله ما الحكمة في كذا.
- كلراهة قول نسيت آية كذا وجواز قول أنسيتها أو سقطت.
- ترجيح القول بجواز قول (سورة البقرة ..)

الباب الثامن :
((استحباب قراءة بعض السور والآيات في أحوال وأوقات مخصوصة))
- مشروعية قراءة ألم السجده والإنسان في فجر يوم الجمعة.
- ما ورد في السنة مما يقرأ في الصلوات وخارجها يوم الجمعة والعيدين
- ما يقرأ في سنة الصبح والمغرب والوتر وركعتي الطواف .
- ما يستحب قرائته من القرآن عند النوم وعند الإستيقاض وأدبار الصلوات .
- بيان ما يقرأ على المريض وأثر ذلك عليه.وما يقرأ عند الميت.

الباب التاسع:
((مراحل جمع القرآن وأحكام كتابة المصاحف وتعظيمها والطهارة عند مسها وأحكام بيعها وشراءها والسفر بها إلى بلاد الكفر ))


- حال القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم.وسبب عدم جمعه في مصحف واحد.
- جمع القرآن زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
- الجمع في زمن عثمان رضي الله عنه وعدد المصاحف التي بعثها عثمان.
- حكم كتابة المصاحف ونقطها وشكلها .
- حرمة المصاحف ووجوب تعظيمها .
- أحكام السفر بالمصحف إلى بلاد الكفار وبيع المصاحف وشراؤها.
- حكم تمكين الصبي والمجنون من مس المصحف.
- أحكم مس المصحف للحائض والجنب والمحدث.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 جمادى الأولى 1436هـ/7-03-2015م, 11:04 AM
سعاد ذياب سعاد ذياب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 158
افتراضي

تلخيص الباب الثالث: في إكرام أهل القرآن والنهي عن إيذائهم


1- الأدله من القرآن على إكرام أهل القرآن والتحذير من أذيتهم:

- قال الله عز وجل: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}
- قال الله تعالى: {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه}،
- قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}
- قال تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.

2- الأدلة من السنه على إكرام أهل القرآن:

- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)) رواه أبو داود وهو حديث حسن.
- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم) رواه أبو داود في سننه، والبزار في مسنده، قال الحاكم أبو عبد الله في علوم الحديث: هو حديث صحيح.
- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد، ثم يقول: ((أيهما أكثر أخذا للقرآن؟))، فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، رواه البخاري.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل قال: [من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب])) رواه البخاري.
- وثبت في الصحيحين، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من صلى الصبح فهو في ذمة الله تعالى، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته)).

3- أقوال أهل العلم :

- عن الإمامين الجليلين أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما، قالا: "إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي".


- قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله: "اعلم يا أخي -وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يغشاه ويتقيه حق تقاته- أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}


** يتلخص مما سبق من الأدلة :
أ- أن إكرام أهل القرآن من - تعظيم شعائر الله.
- تعظيم حرمات الله.
- ومن الأوامر التي أمر الله بها بخفض الجناح للمؤمنين عامة فكيف بأهل القرآن.
- ومن إجلال الله.
- من إنزال الناس منازلهم.
ب- حرمة أذية المؤمنين عامة فكيف بأهل القرآن.
ج- تقديم في اللحد من هو أكثر أخذا للقرآن.
د- إعلان الله الحرب على من آذى ولي لله .
ر- أن أحق الناس بالولاية هم أهل القرآن.
-




رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 رجب 1436هـ/22-04-2015م, 07:04 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد ذياب مشاهدة المشاركة
(( تلخيص كتاب التبيان ))

الباب الأول:
(فضل تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه والعمل به وثوابه في الدنيا والآخره)
-فضل صاحب القرءآن في الآخرة:
- شفاعة القرآن لصاحبه
- مضاعفة الأجر لقارء القرآن
- منزلة قارءالقرآن في الآخره والعمل به
-فضل قراءة القرءان والعمل به وأجر والدين حافظ القرآن في الآخره
-رفعة الله تعالى لصاحب القرآن

2-تفضيل صاحب القرآن على غيره:
- الغبطه على صاحب القرآن
-فضل الماهر في القرءان.
فضل المؤمن الذي يقرء القرآن

3- الحث على كثرة تلاوة القرآن:
-تلاوة القرىن تجاره لن تبور
-فضل الإشتغال بالقرآن
-التحذير من عدم قراءة القرآن
-فضل القرآن على جهاد النافله

4- الحث على تعلمه وتعليمه:
- فضل من وعى القرىن وأحبه وأنه مأدبة الله
-فضل تعلم القرىن وتعليمه
- الغبطه لمن تعلمه وعلمه
**********************************************************************************************************************

الباب الثاني:
(تقديم قراءة القرآن على سائر الذكروقارئه في الصلاة والمجالس)

1- تقديم أهل القرآن :
- يقدم للصلاه أقرأهم لكتاب الله
- تقديم عمر للقراء ومشاورتهم

2-تفضيل قراءة القرآن على سائر الذكر:
- المذهب الصحيح والأدله التي تدل على أن قراءته هو أفضل الذكر
-تقديم الأقرأ لكتاب الله في الصلاه
- تقديم عمر رضي الله عنه للقراء ومشاورتهم
- فضل قراءة القرآن على سائر الذكر

الباب الثالث:
(إكرام أهل القرآن والنهي عن إيذائهم)
-تعظيم كل ما أشعر الله بتعظيمه من القرآن
-تعظيم كل ما جعله الله من حرماته
-خفض الجناح للمؤمنين
-تحريم أذية المؤمنين والمؤمنات
-إكرام حامل القرآن من إجلال الله
-إنزال الناس منازلهم
-تقديم الأقرء في القبر
-التحذير من أذية أولياء الله
-من صلى الصبح فهو في ذمة الله
-العلماء أولياء الله
-لحوم العلماء مسمومه
بداية من هذا الباب لم تظهر المقاصد الفرعية ، وتحول التلخيص إلى مقصد كلي للباب وإدراج المسائل تحته ، فلو قارنتِ بينه وبين البابين قبله لاتضح المراد .
يرجى الانتباه للأخطاء الكتابية .


الباب الرابع:
(( الأخلاق والآداب التي يجب على معلم القران ومتعلمه أن يتأدب بها في نفسه ومع غيره ))
- نية القارء في الحفظ وأثرها على الحفظ.
- أقوال العلماء في معنى الإخلاص وأهميته في تعلم العلم وتعليمه.
- التحذير من طلب الدنيا والمدح والثناء في تعلم العلم وتعليمه.
- جملة من الأخلاق التي يجب أن يتخلق بها معلم القرآن في نفسه.
- الأخلاق التي يجب أن يكون عليها معلم القرآن مع غيره.
- كيف يكون معلم القرآن ناصح لطالبه؟.
- حكم تعليم العلم.
- الحال التي ينبغي أن يكون عليها المعلم حال تعليمه طلابه .
- ما ينبغي على المعلم من صون العلم مما لاينبغي.
- مكان درس القرآن وما ينبغي أن يكون عليه.
- ما يجب على المتعلم من التأدب بالإخلاص وتجنب الإشتغال عن العلم بغيره والتواضع لمعلمه.
- عمن يأخذ طالب العلم العلم والآداب التي يكون عليها مع شيخه.
- ما ينبغي أن يكون عليه المتعلم حال دخوله الدرس.
- آداب الطالب مع نفسه لتحصيل العلم.
- آداب الطالب مع زملائه وغيرهم.
كثير من العناصر التي أوردتيها في هذا الباب - إن لم يكون جميعها - يصلح لأن يكون مقاصد فرعية لهذا الباب ، بارك الله فيكِ .

الباب الخامس:
(( أحكام تخص حامل القرآن من عدم إرادة الدنيا به وتعاهد القرآن وأفضل أوقات القراءة ))
- صفات ينبغي أن يتحلى بهاحامل القرآن في نفسه وعبادته واستغنائه عن الناس.
- التحذير من التأكل بالقرآن.
- حكم أخذ الأجره على القرآن .
- المحافظه على الإكثار من التلاوة وعادات السلف في مقدار ما يختمونه.
- فضل قرآءة القرآن ليلا.وعلة ذالك , ومقدارها.
- الأدلة على خطورة نسيان القرآن وعدم تعاهده.
- الدليل على قضاء ورد الليل إن فاته.

الباب السادس:
((أحكام تخص قارءالقرآن في الختمه وسجود التلاوة والقراءة وما يخصها من آداب الطهارة والخشوع وغيرها ))
- من السنه تطهير الفم قبل قراءة القرآن.
- أحكام قراءة القرآن أو جزء منه أو ما فيه ذكر الله للمحدث والحائض والجنب والمستحاضه.
- ما يستحب ويكره من الأماكن لقراءة القرآن وهيئة القارء حال قرآءة القرآن.
- أحكام الإسعاذه والبسمله عند القراءة.
- ما يستحب للقارء عند القراءة من التدبر والخشوع وترديد الآيات والبكاء وترتيل القراءة وسؤال الله عند القراءة.
- أمور تنافي إحترام القرآن عند القرآه الجماعية .
- أحكام قراءة القرآن بالعجمية والقراءات السبع.
- أحكام ترتيب السور والآيات عند القراءة.
- الأقوال في تفضيل القراءة من المصحف أو عن ظهر قلب.
- فضيلة الإجتماع لقراءة القرآن وسماعه وأجر من جمعهم على ذلك وحكم القراءة بالألحان وطلب القراءة من حسن الصوت.
- من أين يبدأ ويقف قارء القرآن.
- الأحوال التي يكره فيها تلاوة القرآن والبدع في القرآءة.
- مسائل متفرقه تخص قارء القرآن حال التثاؤب أوخروج الريح.
- حكم الكلام بالقرآن داخل الصلاة وخارجها.
- أحكام متفرقة تخص قارء القرآن مثل السلام وعند العطاسوالآذان وعند السؤال والقيام لمن له حق.
الجمع بين السورتين في ركعة.
- أحكام الجهر للإمام والمنفرد في صلاة الفرض والنفل والقضاء وكيفية الإسرار بالقراءة.
- مواضع السكتات للأمام في الصلاة الجهرية.
- حكم قول آمين بعد الفاتحة ومعناها والقراءات فيها ومتى يجهر بها ومتى يقولها المأموم
- الصحيح في حكم سجدة التلاوة وعددها ومواضعها في القرآن وحكم الطهارة فيها.
- أحكام سجدة سورة ص في الصلاة وخارجها.
- حكم من قرأ آية أو آيتين وسجد وأحكام متفرق في سجود التلاوة للمنفرد والمأموم’
- وقت سجود التلاوة وحكم تأخيرها وهل تقضى وحكم السجود إذا كرر الآية التي فيها سجدة.
- الإيماء في السفر لمن قرأ آية سجده وحكم من قرأ آية سجدة بالفارسية.
- أحكام قراءة آية سجدة للإمام في الصلاة السرية والجهرية وأحكام السجود في الأوقات المنهي عنها وحكم العاجز عن السجود.
- كيفية السجود لمن كان داخل الصلاة أوخارجها وهيئته وما يقال فيها.
- أفضل أوقات القراءة.
- ما يقول من أراد أن يسأل عن آية أو يستدل بآية.
- جملة من آداب ختم القرآن والأقوال في الوقت الذي يستحب أن يختم فيه وصيام ذلك اليوم.
- استحباب حضور مجلس الختم والدعاء وذكر جملة من الأدعية والشروع في ختمة أخرى بعدها.

الباب السابع:
(( النصيحة لكتاب الله كيف تكون ))

- معنى النصيحة لكتاب الله .
- وجوب تعظيم القرآن وكتب الله والإيمان بها وحكم من شك أو كفر بها أو شيئ منها أو زاد فيها أو نقص .
- أقسام المفسرين القرآن بالرأي وحرمة ذلك.
- صفات من يجوز له تفسير القرآن ومن لايجوز له.
- متى يحرم الجدال والمراء بالقرآن.
- حسن السؤال عن ترتيب الآيات ومواضعها بقوله ما الحكمة في كذا.
- كلراهة قول نسيت آية كذا وجواز قول أنسيتها أو سقطت.
- ترجيح القول بجواز قول (سورة البقرة ..)

الباب الثامن :
((استحباب قراءة بعض السور والآيات في أحوال وأوقات مخصوصة))
فاتتكِ هنا أولى مسائل هذا الباب (الأوقات التي يستحب فيها الإكثار من القراءة) .
-
مشروعية قراءة ألم السجده والإنسان في فجر يوم الجمعة.
- ما ورد في السنة مما يقرأ في الصلوات وخارجها يوم الجمعة والعيدين
- ما يقرأ في سنة الصبح والمغرب والوتر وركعتي الطواف .
- ما يستحب قرائته من القرآن عند النوم وعند الإستيقاض وأدبار الصلوات .
- بيان ما يقرأ على المريض وأثر ذلك عليه.وما يقرأ عند الميت.

الباب التاسع:
((مراحل جمع القرآن وأحكام كتابة المصاحف وتعظيمها والطهارة عند مسها وأحكام بيعها وشراءها والسفر بها إلى بلاد الكفر ))


- حال القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم.وسبب عدم جمعه في مصحف واحد.
- جمع القرآن زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
- الجمع في زمن عثمان رضي الله عنه وعدد المصاحف التي بعثها عثمان.
- حكم كتابة المصاحف ونقطها وشكلها .
- حرمة المصاحف ووجوب تعظيمها .
- أحكام السفر بالمصحف إلى بلاد الكفار وبيع المصاحف وشراؤها.
- حكم تمكين الصبي والمجنون من مس المصحف.
- أحكم مس المصحف للحائض والجنب والمحدث.

أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، وزادكِ تميزا وسدادا ..
بذلتِ مجهودا كبيرا ، وهناك ملاحظات يسيرة تمت الإشارة إليها أثناء التصحيح يرجى الانتباه لها ومراعاتها .
كما يجب التنبيه إلى أنكِ لم تذكري المقصد الكلي للكتاب والذي يتم استخلاصه من خلال مقاصد الأبواب ، فيرجى كتابته لرفع الدرجة الخاصة به .


تقييم التلخيص :
الشمول : 10 / 10
الترتيب : 10 / 10
التحرير العلمي : 10 / 10
الصياغة : 4 / 5
العرض : 5 / 5
استخلاص المقاصد الفرعية : 9 / 10
استخلاص المقصد الكلي للكتاب : 0 / 10
إجمالي الدرجات = 48 / 60
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 رجب 1436هـ/22-04-2015م, 07:12 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد ذياب مشاهدة المشاركة
تلخيص الباب الثالث: في إكرام أهل القرآن والنهي عن إيذائهم


1- الأدله من القرآن على إكرام أهل القرآن والتحذير من أذيتهم:

- قال الله عز وجل: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}
- قال الله تعالى: {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه}،
- قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}
- قال تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.

2- الأدلة من السنه على إكرام أهل القرآن:

- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)) رواه أبو داود وهو حديث حسن.
- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم) رواه أبو داود في سننه، والبزار في مسنده، قال الحاكم أبو عبد الله في علوم الحديث: هو حديث صحيح.
- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد، ثم يقول: ((أيهما أكثر أخذا للقرآن؟))، فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، رواه البخاري.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل قال: [من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب])) رواه البخاري.
- وثبت في الصحيحين، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من صلى الصبح فهو في ذمة الله تعالى، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته)).

3- أقوال أهل العلم :

- عن الإمامين الجليلين أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما، قالا: "إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي".


- قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله: "اعلم يا أخي -وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يغشاه ويتقيه حق تقاته- أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}


** يتلخص مما سبق من الأدلة :
أ- أن إكرام أهل القرآن من - تعظيم شعائر الله.
- تعظيم حرمات الله.
- ومن الأوامر التي أمر الله بها بخفض الجناح للمؤمنين عامة فكيف بأهل القرآن.
- ومن إجلال الله.
- من إنزال الناس منازلهم.
ب- حرمة أذية المؤمنين عامة فكيف بأهل القرآن.
ج- تقديم في اللحد من هو أكثر أخذا للقرآن.
د- إعلان الله الحرب على من آذى ولي لله .
ر- أن أحق الناس بالولاية هم أهل القرآن.



ما شاء الله ، أحسنتِ ، تلخيص جيد وعرض متميز ، يظهر فيه عقل متميز ، والملاحظة الأساسية - مع جودته - عدم الربط بين النتيجة ودليلها ، فقد سردتِ الأدلة أولا ، وختمت بـ (ويستخلص من الأدلة السابقة) ولا شك أنها مجهة نظر مقبولة ، ولكن في إطار التعلم من الضروري الربط بين الدليل والمدلول ، دمتِ موفقةً ..



تقييم التلخيص :
الشمول : 10 / 10
الترتيب : 5 / 5
التحرير العلمي : 5 / 5
الصياغة : 4 / 5 [ملاحظة يسيرة جدا بخصوص الأخطاء الكتابية ؛ يرجى الاهتمام بالمراجعة ، فغير جيد أن لا نفرق بين الهاء والتاء في أواخر الكلمات] .
العرض : 5 / 5
استخلاص مقصد الباب : 10 / 10

إجمالي الدرجات = 39 / 40

وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبه, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir