دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 رمضان 1435هـ/2-07-2014م, 06:46 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي صفحة التفسير للطالبة عبير ماجد

صفحة التفسير


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 رمضان 1435هـ/24-07-2014م, 11:49 PM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي

( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )

المسائل التفسيرية :
1- معنى الاستعاذة ك ط
2- معنى الرجيم ك ط
3 سبب الأمر بالاستعاذة ك

المسائل اللغوية :
4- معنى الشيطان لغة ك ط
5- الفرق بين الإستعاذة واللياذة ك

المسائل الفقهية:
6- وقت الإستعاذة ك ط
7- حكم الإستعاذة في الصلاة وخارجها ك ط
8- سنه النبي اوالفعلية في الإستعاذة في الصلاة ك
9- الجهر والإسرار بالإستعاذة ك ط
10- ألفاظ الإستعاذة ك


المسائل التفسيرية :

1- معنى الاستعاذة ك ط
الاستعاذة هي الاستجارة ط ، والالتجاء الى الله ك
(معنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم)، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه ك

2- معنى (الرجيم )
فيها قولان : فعيل بمعنى مفعول ، رجيم اي مرجوم ومطرود من الخير وهو الأشهر ك ط
القول الثاني : فعيل بمعنى فاعل ، رجيم بمعنى راجم ، لانه يرجم الناس بالوساوس ك

3- سبب الامر بالاستعاذة : ك
لان الشيطان لا يكفه عن الإنسان الا الله
قال اللّه تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 199، 200]، وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98] وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36].
فهذه ثلاث آياتٍ ليس لهنّ رابعةٌ في معناها، وهو أنّ اللّه يأمر بمصانعة العدوّ الإنسيّ والإحسان إليه، ليردّه عنه طبعه الطّيب الأصل إلى الموادّة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدوّ الشّيطانيّ لا محالة؛ إذ لا يقبل مصانعةً ولا إحسانًا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدّة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل





المسائل اللغوية:

4- الشيطان لغة : ك ط

الشيطان في لغة العرب مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ، وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى، ولكنّ الأوّل أصحّ، وعليه يدلّ كلام العرب ، وقال سيبويه: العرب تقول: تشيطن فلانٌ إذا فعل فعل الشّيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيّط

والشّيطان مشتقٌّ من البعد على الصّحيح؛ ولهذا يسمّون كلّ ما تمرّد من جنّيٍّ وإنسيٍّ وحيوانٍ شيطانًا، قال اللّه تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا} [الأنعام: 112

5- الفرق بين الاستعاذة واللياذة : ك
كلاهما التجاء الى الله
والعياذة تكون لدفع الشّرّ، واللّياذ يكون لطلب جلب الخير



المسائل الفقهية:

6- مسألة وقت الاستعاذة ( قبل او بعد التلاوة ): ك ط
قال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم } فيها عدة أقوال:
القول الاول: التعوذ بعد القراءة، واعتمدوا على ظاهر سياق الآية، ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة؛ روي عن ابي هريرة و حمزة وابي حاتم السجستاني وابن سيرين والنخعي
القول الثاني : التعوذ بعد الفاتحة ،نقله القرطبي عن مالك
القول الثالث:الاستعاذة أوّلًا وآخرًا جمعًا بين الدّليلين نقله فخر الدّين

والمشهور الّذي عليه الجمهور أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام، ودليله فعل النبي صلى الله عليه وسلم ك
وقال ابن عطية معناه: إذا أردت أن تقرأ وشرعت، فأوقع الماضي موقع المستقبل لثبوته

7- حكم الاستعاذة ك ط
وأجمع العلماء على أن قول القارئ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ليس بآية من كتاب الله. و جمهور العلماء على أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ ليست بمتحتّمةٍ يأثم تاركها
وأجمعوا على استحسان ذلك والتزامه في كل قراءة في غير صلاة، واختلفوا في التعوذ في الصلاة، فابن سيرين، وإبراهيم النخعي، وقوم، يتعوذون في الصلاة في كل ركعة، ويمتثلون أمر الله بالاستعاذة على العموم في كل قراءة، وأبو حنيفة، والشافعي، يتعوذان في الركعة الأولى من الصلاة، ويريان أن قراءة الصلاة كلها كقراءة واحدة. ومالك رحمه الله لا يرى التعوذ في الصلاة المفروضة، ويراه في قيام رمضان. ولم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعوذ في صلاة.


8- سنه النبي اوالفعلية في الإستعاذة في الصلاة ك

- في الصلاة : لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعوذ في صلاة. ط

-في صلاة القيام : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه». ك
- الامر بالإستعاذة عند الغضب: روى البخاري : استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن عنده جلوسٌ، فأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمرّ وجهه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟!، قال: إنّي لست بمجنونٍ. ك

9- الجهر والإسرار بالإستعاذة ك

قال الشافعي في الإملاء، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، وقال في الأمّ بالتّخيير لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة، واختلف قول الشّافعيّ فيما عدا الرّكعة الأولى: هل يستحبّ التّعوّذ فيها؟ على قولين، ورجّح عدم الاستحباب، واللّه أعلم

10- ألفاظ الإستعاذة ك ط
فيها عدة أقوال :
الاول : اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
الثاني : أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم إنّ اللّه هو السّميع العليم، قاله الثّوريّ والأوزاعيّ
الثالث: المقرءون فأكثروا في هذا من تبديل الصفة في اسم الله تعالى وفي الجهة الأخرى كقول بعضهم: «أعوذ بالله المجيد من الشيطان المريد».
الرابع وهو الذي عليه الجمهور : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وهو الموافق للفظ الآية


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 رمضان 1435هـ/27-07-2014م, 11:46 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

ما شاء الله ، أحسنتِ أختي باستخراج المسائل والتلخيص
وثمة ملاحظات تجعل تلخيصكِ أفضل إن شاء الله.


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير ماجد مشاهدة المشاركة

3 سبب الأمر بالاستعاذة ك
( لو تجعلين هذه الجزئية تحت عنوان رئيسي؛ فضائل الاستعاذة ، وتجعلين أول نقطة دفع شر الشيطان الجني وتذكرين قول ابن كثير ، ثم تضمين إليها باقي الفضائل التي ذكرها ابن كثير )



اقتباس:
8- سنه النبي اوالفعلية في الإستعاذة في الصلاة ك

- في الصلاة : لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعوذ في صلاة. ط

-في صلاة القيام : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه». ك

- الامر بالإستعاذة عند الغضب: روى البخاري : استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن عنده جلوسٌ، فأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمرّ وجهه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟!، قال: إنّي لست بمجنونٍ. ك
- قيدتِ العنوان بأنها سنته في الصلاة ، فلماذا أوردتِ بعدها الأمر بالاستعاذة عند الغضب ؟!
يمكنكِ جعل "صرف الغضب "تحت جزئية فضائل الاستعاذة.
- أوردتِ في النقطة الأولى أنه لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعوذ في الصلاة
ثم بعدها ذكرتِ بالدليل أنه كان يتعوذُ في صلاة القيام
وإنما كان مقصود ابن عطية -والله أعلم- الصلاة المكتوبة



بقيت نقاط عامة :
1- إذا وضعتِ في عنوان المسألة أنها وردت في كل من تفسيري ابن عطية وابن كثير
واختلفوا أو اقتصر أحدهم على قول وفصَّل آخر
ففصلي تحتها أي الأقوال ذكرها ابن عطية وأيها ذكرها ابن كثير
فإن كان مثلا ؛ ابن كثير ذكر جميع الأقوال وابن عطية ذكر بعضها واعتمدتي لفظ ابن كثير فاذكري قبلها أو بعدها " أوردها جميعًا ابن كثير "
وذلك حتى يسهل عليكِ الرجوع إليها إذا اعترضكِ إشكال أثناء المراجعة ويسهل عليكِ رد الأقوال إلى مصادرها خاصة إذا أضفتِ لتلخيصكِ أقوال أخرى من تفاسير أخرى.
ولا تكن طريقتكِ في ذلك وضع الرمز " ك " أو " ط " في نهاية ذكركِ للأقوال وإنما الرموز توضع في العناوين للتسهيل فقط.
مثال : الاستعاذة قبل التلاوة أو بعدها.




واحرصي كذلك على ذكر أوجه ترجيح القول ، مثل ذكر الدليل على ذلك
في نفس المثال
لم تذكري الدليل على القول الراجح مثل ما فعل ابن كثير ، والدليل في ترجيح الأقوال مهم جدًا.



2- الأخطاء الإملائية ، وكلنا عُرضة لها مع سرعة الكتابة لكن حاولي الانتباه لها
وأنصحكِ بقراءة الدروس الموجودة هنا فهي مفيدة جدًا
http://www.afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=420
واجتياز الاختبار فيها إن أردتِ .

- ملاحظة دمجتُ مشاركاتك لتسهيل إرفاقِ رابطها في صفحة المشاركات.


وفقكِ اللهُ وسدد خطاكِ.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 شوال 1435هـ/29-07-2014م, 04:57 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي

جزاك الله كل خير
سأطبق الملاحظات باذن الله

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 شوال 1435هـ/29-07-2014م, 05:41 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي

( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )

المسائل التفسيرية :
1- معنى الاستعاذة ك ط
2- معنى الرجيم ك ط
3 فضائل الإستعاذه ك


المسائل اللغوية :
4- معنى الشيطان لغة ك ط
5- الفرق بين الإستعاذة واللياذة ك

المسائل الفقهية:
6- وقت الإستعاذة ك ط
7- حكم الإستعاذة في الصلاة وخارجها ك ط
8- سنه النبي الفعلية في الإستعاذة في الصلاة ك
9- الجهر والإسرار بالإستعاذة ك ط
10- ألفاظ الإستعاذة ك


المسائل التفسيرية :

1- معنى الاستعاذة ك ط
الاستعاذة هي الاستجارة، والالتجاء الى الله
(معنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم)،قال ابن كثير: أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه

2- معنى (الرجيم )
فيها قولان : فعيل بمعنى مفعول ، رجيم اي مرجوم ومطرود من الخير وهو الأشهر ك ط
القول الثاني : فعيل بمعنى فاعل ، رجيم بمعنى راجم ، لانه يرجم الناس بالوساوس ك
ذكر القول الاول ابن عطية وابن كثير ، والثاني ذكره ابن كثير

3- فضائل الإستعاذه : ك
1- سبب الامر بالاستعاذة : قال ابن كثير : لان الشيطان لا يكفه عن الإنسان الا الله
قال اللّه تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 199، 200]، وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98] وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36].
فهذه ثلاث آياتٍ ليس لهنّ رابعةٌ في معناها، وهو أنّ اللّه يأمر بمصانعة العدوّ الإنسيّ والإحسان إليه، ليردّه عنه طبعه الطّيب الأصل إلى الموادّة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدوّ الشّيطانيّ لا محالة؛ إذ لا يقبل مصانعةً ولا إحسانًا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدّة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل
2- قال ابن كثير : أنّها طهارةٌ للفم ممّا كان يتعاطاه من اللّغو والرّفث، وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة كلام اللّه.
3- - الامر بالإستعاذة عند الغضب لصرف الغضب : قال ابن كثير : روى البخاري : استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن عنده جلوسٌ، فأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمرّ وجهه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟!، قال: إنّي لست بمجنونٍ.


المسائل اللغوية:

4- الشيطان لغة : ك ط

قال ابن كثير : الشيطان في لغة العرب مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ، وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى، ولكنّ الأوّل أصحّ، وعليه يدلّ كلام العرب ،قال أميّة بن أبي الصّلت في ذكر ما أوتي سليمان، عليه السّلام:

أيّما شاطنٍ عصاه عكاه ...... ثمّ يلقى في السّجن والأغلال
فقال: أيّما شاطنٍ، ولم يقل: أيّما شائطٍ.
وقال النّابغة الذّبيانيّ -وهو: زياد بن عمرو بن معاوية بن جابر بن ضباب بن يربوع بن مرّة بن سعد بن ذبيان-:
نأت بسعادٍ عنك نوًى شطون ...... فبانت والفؤاد بها رهين

وقال سيبويه: العرب تقول: تشيطن فلانٌ إذا فعل فعل الشّيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيّط .

والشّيطان مشتقٌّ من البعد على الصّحيح؛ ولهذا يسمّون كلّ ما تمرّد من جنّيٍّ وإنسيٍّ وحيوانٍ شيطانًا، قال اللّه تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا} [الأنعام: 112

ووافقه ابن عطية في المعنى


5- الفرق بين الاستعاذة واللياذة :
كلاهما التجاء الى الله
قال ابن كثير : والعياذة تكون لدفع الشّرّ، واللّياذ يكون لطلب جلب الخير



المسائل الفقهية:

6- مسألة وقت الاستعاذة ( قبل او بعد التلاوة ): ك ط
قال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم } فيها عدة أقوال أوردها ابن كثير :
القول الاول: التعوذ بعد القراءة، واعتمدوا على ظاهر سياق الآية، ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة؛ روي عن ابي هريرة و حمزة وابي حاتم السجستاني وابن سيرين والنخعي .
القول الثاني : التعوذ بعد الفاتحة ،نقله القرطبي عن مالك .
القول الثالث:الاستعاذة أوّلًا وآخرًا جمعًا بين الدّليلين نقله فخر الدّين.

قال ابن كثير : والمشهور الّذي عليه الجمهور أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام، ودليله فعل النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال ابن عطية معناه: إذا أردت أن تقرأ وشرعت، فأوقع الماضي موقع المستقبل لثبوته.

7- حكم الاستعاذة ك ط
و قال ابن كثير : جمهور العلماء على أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ ليست بمتحتّمةٍ يأثم تاركها

قال ابن عطية : وأجمع العلماء على أن قول القارئ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ليس بآية من كتاب الله.
وأجمعوا على استحسان ذلك والتزامه في كل قراءة في غير صلاة، واختلفوا في التعوذ في الصلاة، فابن سيرين، وإبراهيم النخعي، وقوم، يتعوذون في الصلاة في كل ركعة، ويمتثلون أمر الله بالاستعاذة على العموم في كل قراءة، وأبو حنيفة، والشافعي، يتعوذان في الركعة الأولى من الصلاة، ويريان أن قراءة الصلاة كلها كقراءة واحدة. ومالك رحمه الله لا يرى التعوذ في الصلاة المفروضة، ويراه في قيام رمضان. ولم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعوذ في صلاة.


8- سنه النبي الفعلية في الإستعاذة في الصلاة ك

- في الصلاة المفروضه :قال ابن عطية : لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعوذ في صلاة.

-في صلاة القيام : قال ابن كثير : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه». ك


9- الجهر والإسرار بالإستعاذة ك

قال ابن كثير : قال الشافعي في الإملاء، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، وقال في الأمّ بالتّخيير لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة، واختلف قول الشّافعيّ فيما عدا الرّكعة الأولى: هل يستحبّ التّعوّذ فيها؟ على قولين، ورجّح عدم الاستحباب، واللّه أعلم

10- ألفاظ الإستعاذة ك ط
فيها عدة أقوال :
الاول : اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ذكره ابن كثير وابن عطية
الثاني : أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم إنّ اللّه هو السّميع العليم، قاله الثّوريّ والأوزاعيّ، ذكره ابن عطية
الثالث: المقرءون فأكثروا في هذا من تبديل الصفة في اسم الله تعالى وفي الجهة الأخرى كقول بعضهم: «أعوذ بالله المجيد من الشيطان المريد». ذكره ابن عطية
الرابع : قال ابن عطية : وهو الذي عليه الجمهور : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وهو الموافق للفظ الآية.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 شوال 1435هـ/30-07-2014م, 06:25 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
سابدأ بتلخيص ما استطعت عليه من دروس لنفسي ولمن اراد الاستفاده
لان جهازي ماك ولا استطيع استخدامه بشكل جيد
اجد مشقة كبيره في التلخيص واسأل الله أن يعينني عليه

الله المستعان وعليه التكلان

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 شوال 1435هـ/30-07-2014م, 06:37 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي البسملة

البسملة

مسائل القراءات

1- مسألة وصل البسملة بالحمد ك ط
اختلف في هذه المسألة إلى أقوال:
الاول : الوقف على الرحيم بالسكون ، والبدء بألف مقطوعة ، وهي رواية ام سلمة وقراءه بعض الكوفيين
الثاني : وصل الرحيم بالحمد مع الخفض ، وتوصل الألف من الحمد، وهي قراءه الجمهور
الثالث : يسكن الميم ولا يعتد بالف الوصل ، وهو وجه سائغ
الرابع : حكى الكسائي عن بعض العرب أنها تقرأ الرحيم الحمد بفتح الميم وصلة الألف كأنها سكنت الميم وقطعت الألف، ثم ألقيت حركتها على الميم وحذفت،قال ابن عطية : ولم ترو هذه قراءة عن أحد فيما علمت،
ذكر ابن كثير وابن عطيه جميع الأقوال ، وروى ابن كثير قول ابن عطية



المسائل التفسيرية:

2- هل البسملة آية ؟ ك
قال ابن كثير : اتّفق العلماء على أنّها بعض آيةٍ من سورة النّمل، وفي سنن أبي داود بإسنادٍ صحيحٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان لا يعرف فصل السّورة حتّى ينزل عليه*{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}

واختلفوا هل هي ايه من كل سوره على قولين:

الأول : انها آية من كل سوره الا براءه ، وممّن حكي عنه أنّها آيةٌ من كلّ سورةٍ إلّا براءةٌ:*ابن عبّاسٍ، وابن عمر، وابن الزّبير، وأبو هريرة، وعليٌّ.*ومن التّابعين:*عطاءٌ، وطاوسٌ، وسعيد بن جبيرٍ، ومكحولٌ، والزّهريّ، وبه يقول عبد اللّه بن المبارك، والشّافعيّ، وأحمد بن حنبلٍ، في روايةٍ عنه، وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيدٍ القاسم بن سلام، رحمهم الله.
الثاني : قال مالكٌ وأبو حنيفة وأصحابهما: ليست آيةٌ من الفاتحة ولا من غيرها من السّور، وقال الشّافعيّ في قولٍ، في بعض طرق مذهبه: هي آيةٌ من الفاتحة وليست من غيرها، وعنه أنّها بعض آيةٍ من أوّل كلّ سورةٍ، وهما غريبان

3- هل البسملة آية من الفاتحة:ك
اختلفواعلى قولين :
الاول : انها ليست من الفاتحة ، ومالك- رحمه الله-، وأبو حنيفة، وجمهور الفقهاء، والقراء، لا يعدون البسملة آية.
والدليل : حديث أبي بن كعب الصحيح إذ قال له النبي صلى الله عليه وسلم:*«هل لك ألا تخرج من المسجد حتى تعلم سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلها»، قال: فجعلت أبطئ في المشي رجاء ذلك، فقال لي:*«كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟»*قال: فقرأت*{الحمد لله رب العالمين}*حتى أتيت على آخرها.

الحديث الصحيح بقوله عز وجل:*«قسمت الصلاة بيني وبين عبدي، يقول العبد:*{الحمد لله رب العالمين}».
انه لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أبي بكر، ولا عن عمر، ولا عثمان، رضي الله عنهم أنهم قرؤوا في صلاتهم:{بسم الله الرحمن الرحيم}.
عدد آيات السورة لأن الإجماع أنها سبع آيات، إلا ما روي عن حسين الجعفي أنها ست آيات، وهذا شاذ لا يعول عليه، وكذلك روي عن عمرو بن عبيد أنه جعل*{إيّاك نعبد}*[الفاتحة: 5]*آية، فهي على عده ثماني آيات، وهذا أيضا شاذ.


الثاني : انها آيه من الفاتحة ، الشافعي- رحمه الله- يعد*{بسم الله الرحمن الرحيم}*آية من الحمد ، وقال ابن المبارك:*«إن البسملة آية في كل سورة»، وهذا قول شاذ رد الناس عليه.
وروي عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:*«كيف تفتتح الصلاة يا جابر؟»،*قلت: بـ{الحمد لله رب العالمين}. قال:«قل:*{بسم الله الرحمن الرحيم}».
وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:*«أتاني جبريل فعلمني الصلاة فقرأ*{بسم الله الرحمن الرحيم}*يجهر بها».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذان الحديثان يقتضيان أنها آية من الحمد.
ذكر ابن كثير القولين وقال : وقول الله تعالى:*{ولقد آتيناك سبعاً من المثاني}*[الحجر: 87]*هو الفصل في*ذلك.

4- معنى الرحمن ك ط

قال ابن عطية : والرحمن صفة مبالغة من الرحمة، ومعناها أنه انتهى إلى غاية الرحمة ،

قال ابن كثير وابن عطية : قال أبو عليٍّ الفارسيّ: الرّحمن: اسمٌ عامٌّ في جميع أنواع الرّحمة يختصّ به اللّه تعالى،

5- معنى الرحيم ك ط
قال ابن عطية وابن كثير : قال ابو علي الفارسي : الرّحيم إنّما هو من جهة المؤمنين، قال اللّه تعالى:*{وكان بالمؤمنين رحيمًا}*[الأحزاب: 43]،


6- الفرق بين الرحمن والرحيم ك ط ج

1- الرحمن اكثر مبالغة من الرحيم : ذكره ابن عطية وابن كثير والزجاج

قال ابن كثير : {الرّحمنالرّحيم}*اسمان مشتقّان من الرّحمة على وجه المبالغة، ورحمن أشدّ مبالغةً من رحيمٍ، وقال ابن عبّاسٍ:*«هما اسمان رقيقان، أحدهما أرقّ من الآخر»، أي أكثر رحمةً،

2- أن الرحمن عربي والرحيم عبراني : قال ابن كثير : وحكى ابن الأنباريّ في الزّاهر عن المبرّد: أنّ الرّحمن اسمٌ عبرانيٌّ ليس بعربيٍّ، وقال أبو إسحاق الزّجّاج في معاني القرآن: وقال أحمد بن يحيى: الرّحيم عربيٌّ، والرّحمن عبرانيٌّ، فلهذا جمع بينهما. قال أبو إسحاق: وهذا القول مرغوبٌ عنه.


3- الرحمة الخاصة والعامة: ذكره ابن عطية وابن كثير

قال ابن كثير : قال ابن جريرٍ: حدّثنا السّريّ بن يحيى التّميميّ، حدّثنا عثمان بن زفر، سمعت العرزميّ يقول: الرّحمن الرّحيم، قال:*«الرّحمن لجميع الخلق»، الرّحيم، قال:*«بالمؤمنين».
قالوا: ولهذا قال:*{ثمّ استوى على العرش الرّحمن}*[الفرقان: 59]*وقال:*{الرّحمن على العرش استوى}*[طه: 5]*فذكر الاستواء باسمه الرّحمن ليعمّ جميع خلقه برحمته، وقال:*{وكان بالمؤمنين رحيمًا}*[الأحزاب: 43]*فخصّهم باسمه الرّحيم، قالوا: فدلّ على أنّ الرّحمن أشدّ مبالغةً في الرّحمة لعمومها في الدّارين لجميع خلقه، والرّحيم خاصّةٌ بالمؤمنين، لكن جاء في الدّعاء المأثور:*«رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما».

4- اختصاص الله تعالى بالاسم : ذكره ابن عطية وابن كثير والزجاج

قال ابن كثير : واسمه تعالى الرّحمن خاصٌّ به لم يسم به غيره، كما قال تعالى:*{قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى

وأمّا الرّحيم فإنّه تعالى وصف به غيره حيث قال:*{لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ}

فائدة :

1- سبب الابتداء بالرحمن قبل الرحيم : قال ابن كثير : أنّ من أسمائه تعالى ما يسمّى به غيره، ومنها ما لا يسمّى به غيره، كاسم اللّه والرّحمن والخالق والرّزّاق ونحو ذلك؛ فلهذا بدأ باسم اللّه، ووصفه بالرّحمن؛ لأنّه أخصّ وأعرف من الرّحيم؛ لأنّ التّسمية أوّلًا إنّما تكون بأشرف الأسماء، فلهذا ابتدأ بالأخصّ فالأخصّ.
2-سبب عدم الاكتفاء بالرحمن عن الرحيم :
قال ابن كثير : فقد روي عن عطاءٍ الخراسانيّ ما معناه: أنّه لمّا تسمّى غيره تعالى بالرّحمن، جيء بلفظ الرّحيم ليقطع التّوهّم بذلك، فإنّه لا يوصف بالرّحمن الرّحيم إلّا اللّه تعالى. كذا رواه ابن جريرٍ عن عطاءٍ. ووجّهه بذلك، واللّه أعلم.


7- فضل البسملة : ك ط

1-الفصل بين السور بالبسملة :
قال ابن عطية : روي عن جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه أنه قال:*«البسملة تيجان السور».
وقال ابن كثير :وفي سنن أبي داود بإسنادٍ صحيحٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان لا يعرف فصل السّورة حتّى ينزل عليه*{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}


2- تطرد الشياطين :
قال ابن كثير : وفي مسند احمد عن رديف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: عثر بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلت: تعس الشّيطان. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:*«لا تقل تعس الشّيطان. فإنّك إذا قلت: تعس الشّيطان تعاظم، وقال: بقوّتي صرعته، وإذا قلت: باسم اللّه، تصاغر حتّى يصير مثل الذّباب».
وذكره ابن عطية بلفظ آخر

3- اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بها مع النبي سليمان عليه السلام
قال ابن كثير : وقد روى ابن مردويه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال:*«أنزلت عليّ آيةٌ لم تنزل على نبيٍّ غير سليمان بن داود وغيري، وهي*{بسم الله الرّحمن الرّحيم}»

قال ابن عطية : وروى الشعبي والأعمش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكتب*«باسمك اللهم»، حتى أمر أن يكتب*«بسم الله»*فكتبها. فلما نزلت{قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن}*[الإسراء: 110]*كتب:*«بسم الله الرحمن». فلما نزلت:*{إنّه من سليمان وإنّه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}*[النمل: 30]كتبها.

4- انها اول مانزل به جبريل عليه السلام :
قال ابن كثير : ولهذا روى ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ،، عن ابن عبّاسٍ، قال:*«إنّ أوّل ما نزل به جبريل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: يا محمّد قل: أستعيذ بالسّميع العليم من الشّيطان الرّجيم، ثمّ قال: قل:*{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}»،قال:*«قال له جبريل: قل: باسم اللّه يا محمّد، يقول: اقرأ بذكر اللّه ربّك، وقم، واقعد بذكر اللّه». [هذا] لفظ
ابن جريرٍ.
وذكره ابن عطيه بلفظ آخر
5- طرح البركه فيما تذكر عليه ،
وروى بإسناده عن عبد الكبير بن المعافى بن عمران، عن أبيه، عن عمر بن ذرّ، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن جابر بن عبد اللّه، قال:*«لمّا نزل{بسم الله الرّحمن الرّحيم}*هرب الغيم إلى المشرق، وسكنت الرّياح، وهاج البحر، وأصغت البهائم بآذانها، ورجمت الشياطين من السماء، وحلف اللّه تعالى بعزّته وجلاله ألّا يسمّى اسمه على شيءٍ إلّا بارك فيه»

ولذالك تستحب ان تذكر البسملة

.*فتستحبّ*في أوّل الخطبة لما جاء:*«كلّ أمرٍ لا يبدأ فيه بـ{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، فهو أجذم»،
[وتستحبّ*البسملة عند دخول الخلاء ولما ورد من الحديث في ذلك]،
وتستحبّ*في أوّل الوضوء لما جاء في مسند الإمام أحمد والسّنن، من رواية أبي هريرة، وسعيد بن زيدٍ، وأبي سعيدٍ مرفوعًا:*«لا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه»، وهو حديثٌ حسنٌ. ومن العلماء من أوجبها عند الذّكر هاهنا، ومنهم من قال بوجوبها مطلقًا،
وكذا تستحبّ*عند الذّبيحة في مذهب الشّافعيّ وجماعةٍ، وأوجبها آخرون عند الذّكر، ومطلقًا في قول بعضهم،.
وهكذا تستحبّ*عند الأكل لما في صحيح مسلمٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة:*«قل: باسم اللّه، وكل بيمينك، وكل ممّا يليك». ومن العلماء من أوجبها والحالة هذه،
وكذلك تستحبّ*عند الجماع لما في الصّحيحين، عن ابن عبّاسٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال:*«لو أنّ أحدكم إذا أتى أهله قال: باسم اللّه، اللّهمّ جنّبنا الشّيطان، وجنّب الشّيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولدٌ لم يضرّه الشّيطان أبدًا».




المسائل اللغوية:

8- حذف الألف من (بسم الله ) وفي غيره (باسم ) ط ج

قال ابن عطية : وحذفت الألف من بسم الله في الخط اختصارا وتخفيفا لكثرة الاستعمال
واختلف النحاة إذا كتب «باسم الرحمن وباسم القاهر» فقال الكسائي وسعيد الأخفش: «يحذف الألف». وقال يحيى بن زياد: «لا تحذف إلا مع بسم الله فقط، لأن الاستعمال إنما كثر فيه».
قال القاضي أبو محمد: فأما في غير اسم الله تعالى فلا خلاف في ثبوت الألف.
ووافقه الزجاج في التخفيف لكثرة الاستعمال



9- تقدير المتعلق بالباء في (بسم) ك ط

قال ابن عطية: والباء في:*{بسم الله}*متعلقة عند نحاة البصرة باسم تقديره: ابتداء مستقر أو ثابت بسم الله، وعند نحاة الكوفة بفعل تقديره: ابتدأت بسم الله، فبسم الله في موضع رفع على مذهب البصريين، وفي موضع نصب على مذهب الكوفيين،
وذكر القولين ابن كثير

10- معنى الباء في (بسم) ج
قال الزجاج : وزعم سيبويه أن معنى الباء: الإلصاق، تقول كتبت بالقلم، والمعنى: أن الكتابة ملصقة بالقلم


11- اشتقاق كلمه اسم ج

مشتق من السمو وليس من وسم .
قال الزجاج : إنّه مشتق من السمو، والسمو: الرفعة، ومن قال: إنّ اسما مأخوذ من " وسمت " فهو غلط، لأنّا لا نعرف شيئا دخلته ألف الوصل وحذفت فاؤه.

12- اشتقاق كلمة (الله ) واصلها ك ط ج

اختلف الناس في اشتقاقة :

1- جامد غير مشتق قال ابن كثير : وهو اسمٌ لم يسمّ به غيره تبارك وتعالى؛ ولهذا لا يعرف في كلام العرب له اشتقاقٌ من فعل ويفعل، فذهب من ذهب من النّحاة إلى أنّه اسمٌ جامدٌ لا اشتقاق له.
وقد نقل القرطبيّ عن جماعةٍ من العلماء منهم الشّافعيّ والخطّابيّ وإمام الحرمين والغزاليّ وغيرهم، وروي عن الخليل وسيبويه أنّ الألف واللّام فيه لازمةٌ. قال الخطّابيّ: ألا ترى أنّك تقول: يا اللّه، ولا تقول: يا الرّحمن، فلولا أنّه من أصل الكلمة لما جاز إدخال حرف النّداء على الألف واللّام.
2- مشتق قال ابن عطية: وذهب كثير من أهل العلم إلى أنه مشتق من أله الرجل إذا عبد، وتأله إذا تنسك. ومن ذلك قول رؤبة بن العجاج:
لله در الغانيات المدّه*.......*سبّحن واسترجعن من تألّهي
وذكر هذا القول ابن كثير


13- اشتقاق كلمه (الرحمن ) و (الرحيم ) ك

قال ابن كثير : اسمان مشتقّان من الرّحمة على وجه المبالغة، ورحمن أشدّ مبالغةً من رحيمٍ، وفي كلام ابن جريرٍ ما يفهم حكاية الاتّفاق على هذا، وفي تفسير بعض السّلف ما يدلّ على ذلك، كما تقدّم في الأثر، عن عيسى عليه السّلام، أنّه قال:*«والرّحمن رحمن الدّنيا والآخرة، والرّحيم رحيم الآخرة».
وقد زعم بعضهم أنّه غير مشتقٍّ إذ لو كان كذلك لاتّصل بذكر المرحوم وقد قال:*{وكان بالمؤمنين رحيمًا}*[الأحزاب: 43

14- اعراب (الرحمن الرحيم) ج
قال الزجاج : خفضت هذه الصفات لأنها ثناء على اللّه -عزّ وجلّ-، فكان إعرابها إعراب اسمه، ولو قلت في غير القرآن: "بسم اللّه الكريم والكريم"، و"الحمد لله رب العالمين، ورب العالمين" جاز ذلك، فمن نصب (ربّ العالمين) فإنما ينصب: لأنّه ثناء على الله



المسائل الفقهية:

15- مسألة الجهر بالبسملة ك
قال ابن كثير :فيها قولان :
1- الجهر بها : فذهب الشّافعيّ، رحمه اللّه، إلى أنّه يجهر بها مع الفاتحة والسّورة، وهو مذهب طوائفٍ من الصّحابة والتّابعين وأئمّة المسلمين سلفًا وخلفًا،
فجهر بها من الصّحابة*أبو هريرة، وابن عمر، وابن عبّاسٍ، ومعاوية، وحكاه ابن عبد البرّ، والبيهقيّ عن عمر وعليٍّ، ونقله الخطيب عن الخلفاء الأربعة، وهم: أبو بكرٍ وعمر وعثمان وعليٌّ، وهو غريبٌ
2-الإسرار بها: وذهب آخرون إلى أنّه لا يجهر بالبسملة في الصّلاة، وهذا هو الثّابت عن الخلفاء الأربعة وعبد اللّه بن مغفّلٍ، وطوائفٍ من سلف التّابعين والخلف، وهو مذهب أبي حنيفة، والثّوريّ، وأحمد بن حنبلٍ.
وعند الإمام مالكٍ: أنّه لا يقرأ البسملة بالكلّيّة، لا جهرًا ولا سرًّا، واحتجّوا بما في صحيح مسلمٍ، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت:*«كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يفتتح الصّلاة بالتّكبير، والقراءة بـ{الحمد للّه ربّ العالمين}».
وبما في الصّحيحين، عن أنس بن مالكٍ، قال:*«صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ وعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون بالحمد للّه ربّ العالمين».

قال ابن كثير: فهذه مآخذ الأئمّة، رحمهم اللّه، في هذه المسألة وهي قريبةٌ؛ لأنّهم أجمعوا على صحّة صلاة من جهر بالبسملة ومن أسرّ، وللّه الحمد والمنّة.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 شوال 1435هـ/30-07-2014م, 11:26 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير ماجد مشاهدة المشاركة
( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )

المسائل التفسيرية :
1- معنى الاستعاذة ك ط
2- معنى الرجيم ك ط
3 فضائل الإستعاذه ك


المسائل اللغوية :
4- معنى الشيطان لغة ك ط
5- الفرق بين الإستعاذة واللياذة ك

المسائل الفقهية:
6- وقت الإستعاذة ك ط
7- حكم الإستعاذة في الصلاة وخارجها ك ط
8- سنه النبي الفعلية في الإستعاذة في الصلاة ك
9- الجهر والإسرار بالإستعاذة ك ط
10- ألفاظ الإستعاذة ك


المسائل التفسيرية :

1- معنى الاستعاذة ك ط
الاستعاذة هي الاستجارة، والالتجاء الى الله
(معنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم)،قال ابن كثير: أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه

2- معنى (الرجيم )
فيها قولان : فعيل بمعنى مفعول ، رجيم اي مرجوم ومطرود من الخير وهو الأشهر ك ط
القول الثاني : فعيل بمعنى فاعل ، رجيم بمعنى راجم ، لانه يرجم الناس بالوساوس ك
ذكر القول الاول ابن عطية وابن كثير ، والثاني ذكره ابن كثير

3- فضائل الإستعاذه : ك
1- سبب الامر بالاستعاذة : قال ابن كثير : لان الشيطان لا يكفه عن الإنسان الا الله
قال اللّه تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 199، 200]، وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98] وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36].
فهذه ثلاث آياتٍ ليس لهنّ رابعةٌ في معناها، وهو أنّ اللّه يأمر بمصانعة العدوّ الإنسيّ والإحسان إليه، ليردّه عنه طبعه الطّيب الأصل إلى الموادّة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدوّ الشّيطانيّ لا محالة؛ إذ لا يقبل مصانعةً ولا إحسانًا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدّة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل
2- قال ابن كثير : أنّها طهارةٌ للفم ممّا كان يتعاطاه من اللّغو والرّفث، وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة كلام اللّه.
3- - الامر بالإستعاذة عند الغضب لصرف الغضب : قال ابن كثير : روى البخاري : استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن عنده جلوسٌ، فأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمرّ وجهه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟!، قال: إنّي لست بمجنونٍ.


المسائل اللغوية:

4- الشيطان لغة : ك ط

قال ابن كثير : الشيطان في لغة العرب مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ، وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى، ولكنّ الأوّل أصحّ، وعليه يدلّ كلام العرب ،قال أميّة بن أبي الصّلت في ذكر ما أوتي سليمان، عليه السّلام:

أيّما شاطنٍ عصاه عكاه ...... ثمّ يلقى في السّجن والأغلال
فقال: أيّما شاطنٍ، ولم يقل: أيّما شائطٍ.
وقال النّابغة الذّبيانيّ -وهو: زياد بن عمرو بن معاوية بن جابر بن ضباب بن يربوع بن مرّة بن سعد بن ذبيان-:
نأت بسعادٍ عنك نوًى شطون ...... فبانت والفؤاد بها رهين

وقال سيبويه: العرب تقول: تشيطن فلانٌ إذا فعل فعل الشّيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيّط .

والشّيطان مشتقٌّ من البعد على الصّحيح؛ ولهذا يسمّون كلّ ما تمرّد من جنّيٍّ وإنسيٍّ وحيوانٍ شيطانًا، قال اللّه تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا} [الأنعام: 112

ووافقه ابن عطية في المعنى


5- الفرق بين الاستعاذة واللياذة :
كلاهما التجاء الى الله
قال ابن كثير : والعياذة تكون لدفع الشّرّ، واللّياذ يكون لطلب جلب الخير



المسائل الفقهية:

6- مسألة وقت الاستعاذة ( قبل او بعد التلاوة ): ك ط
قال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم } فيها عدة أقوال أوردها ابن كثير :
القول الاول: التعوذ بعد القراءة، واعتمدوا على ظاهر سياق الآية، ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة؛ روي عن ابي هريرة و حمزة وابي حاتم السجستاني وابن سيرين والنخعي .
القول الثاني : التعوذ بعد الفاتحة ،نقله القرطبي عن مالك .
القول الثالث:الاستعاذة أوّلًا وآخرًا جمعًا بين الدّليلين نقله فخر الدّين.

قال ابن كثير : والمشهور الّذي عليه الجمهور أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام، ودليله فعل النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال ابن عطية معناه: إذا أردت أن تقرأ وشرعت، فأوقع الماضي موقع المستقبل لثبوته.

7- حكم الاستعاذة ك ط
و قال ابن كثير : جمهور العلماء على أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ ليست بمتحتّمةٍ يأثم تاركها

قال ابن عطية : وأجمع العلماء على أن قول القارئ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ليس بآية من كتاب الله.
وأجمعوا على استحسان ذلك والتزامه في كل قراءة في غير صلاة، واختلفوا في التعوذ في الصلاة، فابن سيرين، وإبراهيم النخعي، وقوم، يتعوذون في الصلاة في كل ركعة، ويمتثلون أمر الله بالاستعاذة على العموم في كل قراءة، وأبو حنيفة، والشافعي، يتعوذان في الركعة الأولى من الصلاة، ويريان أن قراءة الصلاة كلها كقراءة واحدة. ومالك رحمه الله لا يرى التعوذ في الصلاة المفروضة، ويراه في قيام رمضان. ولم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعوذ في صلاة.


8- سنه النبي الفعلية في الإستعاذة في الصلاة ك

- في الصلاة المفروضه :قال ابن عطية : لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعوذ في صلاة.

-في صلاة القيام : قال ابن كثير : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه». ك


9- الجهر والإسرار بالإستعاذة ك

قال ابن كثير : قال الشافعي في الإملاء، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، وقال في الأمّ بالتّخيير لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة، واختلف قول الشّافعيّ فيما عدا الرّكعة الأولى: هل يستحبّ التّعوّذ فيها؟ على قولين، ورجّح عدم الاستحباب، واللّه أعلم

10- ألفاظ الإستعاذة ك ط
فيها عدة أقوال :
الاول : اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ذكره ابن كثير وابن عطية
الثاني : أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم إنّ اللّه هو السّميع العليم، قاله الثّوريّ والأوزاعيّ، ذكره ابن عطية
الثالث: المقرءون فأكثروا في هذا من تبديل الصفة في اسم الله تعالى وفي الجهة الأخرى كقول بعضهم: «أعوذ بالله المجيد من الشيطان المريد». ذكره ابن عطية
الرابع : قال ابن عطية : وهو الذي عليه الجمهور : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وهو الموافق للفظ الآية.
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
الاستعاذة غير مهموزة.
ما ذكرتيه تحت عنوان الجهر والإسرار بالاستعاذة ينبغي أن يفصل إلى مسألتين:
الأولى: الجهر والإسرار بالاستعاذة عند التلاوة في غير الصلاة.
والثانية: حكم الاستعاذة في الصلاة وفيها أقوال: (لا تشرع مطلقاً، تشرع في الركعة الأولى فقط، تشرع في جميع الركعات، تشرع في النافلة دون الفريضة).

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) :30/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) :18 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 13 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 96 %
درجة الملخص = 10 / 10
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 07:14 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي تفسير (الحمدلله رب العالمين* الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين)

تفسير قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}


مسائل القراءات

القراءات في الحمد لله ك ط
فيها أربعة أقوال:
1- بالضم : أجمع القراء السبعة وجمهور الناس على رفع الدال من «الحمد لله».
2- بالفتح : روي عن سفيان بن عيينة ورؤبة بن العجاج «الحمد لله» بفتح الدال وهذا على إضمار فعل.
3- بالكسر : وروي عن الحسن بن أبي الحسن وزيد بن علي: «الحمد لله»، بكسر الدال على إتباع الأول الثاني.
4- وروي عن ابن أبي عبلة: «الحمد لله»، بضم الدال واللام، على اتباع الثاني والأول.
ذكر ابن كثير وابن عطية والزجاج جميع الأقوال وكلهم اختاروا القول الأول لإجماع القراء عليه


القراءات في (رب) ط ج
ذكر ابن كثير وابن عطية الوجهين:
1- القراءة: الخفض على مجرى: الحمد للّه مالك يوم الدّين
2- -وقرأت طائفة «ربّ» بالنصب على المدح».وقال بعضهم: «هو على النداء، وعليه يجيء إيّاك.
قال ابن عطية: وإن نصب – في الكلام - على ما نصب عليه: رب العالمين والرحمن الرحيم، جاز في الكلام.
فأما في القراءة: فلا أستحسنه فيها.

المسائل التفسيرية :

معنى الحمد لله ك ط ج
الحمد*معناه الثناء الكامل

الفرق بين الحمد والشكر ك ط

قال ابن كثير : أيّهما أعمّ، الحمد أو الشّكر؟ على قولين، والتّحقيق أنّ بينهما عمومًا وخصوصًا، فالحمد أعمّ من الشّكر من حيث ما يقعان عليه؛ لأنّه يكون على الصّفات اللّازمة والمتعدّية، تقول: حمدته لفروسيّته وحمدته لكرمه. وهو أخصّ لأنّه لا يكون إلّا بالقول، والشّكر أعمّ من حيث ما يقعان عليه، لأنّه يكون بالقول والعمل والنّيّة، كما تقدّم، وهو أخصّ لأنّه لا يكون إلّا على الصّفات المتعدّية، لا يقال: شكرته لفروسيّته، وتقول: شكرته على كرمه وإحسانه إليّ.

قال ابن عطية : وهو أعم من الشكر، لأن الشكر إنما يكون على فعل جميل يسدى إلى الشاكر، وشكره حمد ما، والحمد المجرد هو ثناء بصفات المحمود من غير أن يسدي شيئا،


الفرق بين الحمد والمدح ك

قال ابن كثير : وأمّا المدح فهو أعمّ من الحمد؛ لأنّه يكون للحيّ وللميّت وللجماد -أيضًا-كما يمدح الطّعام والمال ونحو ذلك، ويكون قبل الإحسان وبعده، وعلى الصّفات المتعدّية واللّازمة أيضًا فهو أعمّ

فضل (الحمد لله ) ك

1- انها كلمة رضيها الله لنفسه : عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال عمر:*«قد علمنا سبحان اللّه، ولا إله إلّا اللّه، فما الحمد للّه؟»*فقال عليٌّ:«كلمةٌ رضيها اللّه لنفسه».رواه ابن ابي حاتم

2-أنها كلمه الشكر لله : قال ابن عبّاسٍ:*«الحمد للّه كلمة الشّكر، وإذا قال العبد: الحمد للّه، قال: شكرني عبدي». رواه ابن أبي حاتمٍ.
3- أنها افضل الدعاء : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:*«أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه، وأفضل الدّعاء الحمد للّه». وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ
4- أن الهام الله للعبد ان يحمده على نعمه هو أفضل من النعمة ، روى ابن ماجه عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:*«ما أنعم اللّه على عبدٍ نعمةً فقال: الحمد للّه إلّا كان الّذي أعطى أفضل ممّا أخذ».


معنى (الرب) واختصاص الله به ك ط

قال ابن كثير :*والرّبّ هو: المالك المتصرّف، ويطلق في اللّغة على السّيّد، وعلى المتصرّف للإصلاح، وكلّ ذلك صحيحٌ في حقّ اللّه تعالى.
لا يستعمل الرّبّ لغير اللّه، بل بالإضافة تقول: ربّ الدّار ربّ كذا، وأمّا الرّبّ فلا يقال إلّا للّه عزّ وجلّ
ووافقه ابن عطية

معنى (العالمين ) ك ط
والعالمين: جمع عالمٍ، [وهو كلّ موجودٍ سوى اللّه عزّ وجلّ
ذكره ابن كثير وابن عطية

المسائل اللغوية

فائدة أل في الحمد ط ك
الألف واللام فيه لاستغراق الجنس من المحامد

تضمين الحمد لله لفعل الأمر ك ط
قال ابن كثير وابن عطية : : وقال ابن جريرٍ:*{الحمد للّه}*ثناءٌ أثنى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنّه قال: قولوا:*{الحمد للّه}].

اصل كلمه (عالم): ط ج
قال ابن عطية: ولفظة العالم جمع لا واحد له من لفظه وهو مأخوذ من العلم والعلامة لأنه يدل على موجده ،و كذا قال الزجاج

اعراب النون في العالمين
والنون فتحت في العالمين؛ لأنّها نون الجماعة


تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)}
تقدّم الكلام عليه في البسملة

تفسير قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)}

مسائل القراءات

القراءات في مالك ك ط ج
ذكر ابن كثير وابن عطية والزجاج فيها قراءات
1- ملك فالمعنى أنه ملك الملوك في ذلك اليوم، لا ملك لغيره.
2- مالك المعنى أن الله تعالى يملك ذلك اليوم أن يأتي به كما يملك سائر الأيام لكن خصّصه بالذكر لعظمه في جمعه وحوادثه.
وكلاهما صحيح متواتر في السبعة ذكرهما الكل
3- مليك ك
4- ملكي : اشبع نافع الكسرة فقرأ (ملكي يوم الدين) ك ط
ذكر الاخيرتان ابن كثير

المسائل التفسيرية

لماذا خص الملك بيوم الدين ك ط ج
قال الزجاج : وإنما خصّ يوم الدّين، واللّه عزّ وجلّ يملك كل شيء؛ لأنه اليوم الذي يضطر فيه المخلوقون إلى أن يعرفوا أن الأمر كلّه للّه،
ووافقه ابن كثير وابن عطية



معنى مالك يوم الدين ك ط ج

قال ابن كثير :
القول الاول :انه يملك كل شيء في ذالك اليوم ، وقال الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ:*«{مالك يوم الدّين}*يقول: لا يملك أحدٌ في ذلك اليوم معه حكمًا، كملكهم في الدّنيا». قال:*«ويوم الدّين يوم الحساب للخلائق، وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرًا فخيرٌ وإنّ شرًّا فشرٌّ، إلّا من عفا عنه». وكذلك قال غيره من الصّحابة والتّابعين والسّلف، وهو ظاهرٌ.
القول الثاني : أنّه القادر على إقامته..
والظّاهر أنّه لا منافاة بين هذا القول وما تقدّم، وأنّ كلًّا من القائلين بهذا وبما قبله يعترف بصحّة القول الآخر، ولا ينكره، ولكنّ السّياق أدلّ على المعنى الأوّل من هذا

معنى كلمه (الدين ) : الجزاء
وقال مجاهد:*«ملك يوم الدين أي: يوم*الحساب، مدينين: محاسبين»

المسائل اللغوية

معنى كلمة (الدين) لغة: ط ج
الدين في اللغة: الجزاء، العادة، الملة، الدين سيرة الملك وملكته ، والثلاثة الأخيرة لا تفسر بها الاية

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 08:06 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي تفسير (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)

تفسير قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}


تفسير قوله تعالى:*{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ*(6)}

مسائل القراءات


1- القراءة في الصراط ك ط
1- قال ابن كثير : الصراط وهي قراءه الجمهور
2- لسراط
3- الزراط وهي لغة
ذكرها ابن كثير وابن عطية وزاد عليها قراءات أخرى

مسائل التفسير

2- مناسبة الأية لما قبلها ك
قال ابن كثير : لما تقدم الثناء على المسؤول، تبارك وتعالى، ناسب أن يعقّب بالسّؤال؛ كما قال:*[فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل]*


3- أساليب السؤال ك
له أساليب :
1- اكمل الأحوال : أن يمدح مسؤوله، ثمّ يسأل حاجته مثل هذا الموضع
2- قد يكون السّؤال بالإخبار عن حال السّائل واحتياجه، كما قال موسى عليه السّلام:*{ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خيرٍ فقيرٌ}*[القصص: 24]*
3- قد يتقدمه مع ذلك وصف المسؤول، كقول ذي النّون:*{لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين}*[الأنبياء: 87
4- قد يكون بمجرد الثناء على المسؤول، كقول الشّاعر:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني*......*حياؤك إنّ شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يومًا*......*كفاه من تعرّضه الثّناء
ذكرها ابن كثير



4- معنى الهداية ك ط
الإرشاد والتّوفيق

5- معنى الصراط المستقيم ك ط
قال ابن كثير : قال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ: أجمعت الأمّة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ "الصّراط المستقيم" هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه.
قال ابن عطية : الطريق الواضح،

6- معنى الصراط ك
فيه معاني مختلفة : كتاب الله ، الإسلام ، الحق ، اتباع النبي وصحابته


قال ابن كثير : اختلفت عبارات المفسّرين من السّلف والخلف في تفسير الصّراط، وإن كان يرجع حاصلها إلى شيءٍ واحدٍ، وهو المتابعة للّه وللرّسول


7- معنى اهدنا الصراط المستقيم ك ط ج

قال ابن كثير : استمرّ بنا عليه ولا تعدل بنا إلى غيره
قال ابن عطية : طلب التثبيت والدوام
قال الزجاج : ومعنى*{اهدنا}*وهم مهتدون: ثبّتنا على الهدى

8- سبب سؤال المؤمن الهداية وهو متصف بها؟ ك ج
قال ابن كثير :
إنّ العبد مفتقرٌ في كلّ ساعةٍ وحالةٍ إلى اللّه تعالى في تثبيته على الهداية، ورسوخه فيها، وتبصّره، وازدياده منها، واستمراره عليها، فإنّ العبد لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا إلّا ما شاء اللّه، فأرشده تعالى إلى أن يسأله في كلّ وقتٍ أن يمدّه بالمعونة والثّبات والتّوفيق،

مسائل اللغة

9- انواع تعدي الهداية واختلافها في المعنى
فيها انواع
1- قد تعدّى الهداية بنفسها كما هنا*{اهدنا الصّراط المستقيم}*فتضمّن معنى ألهمنا، و ارزقنا، أو اعطنا
2- قد تعدّى بإلى، كقوله تعالى:*{اجتباه وهداه إلى صراطٍ مستقيمٍ}*[النّحل: 121]* وذلك بمعنى الإرشاد والدّلالة
3- قد تعدّى باللّام، كقول أهل الجنّة:*{الحمد للّه الّذي هدانا لهذا}*[الأعراف: 43]*أي: وفّقنا لهذا وجعلنا له أهلً

ذكرها ابن كثير



10- صيغة الأمر في اهدنا ط
قال ابن عطية : (اهدنا) الرغبة لانها من المربوب إلى الرب، وهكذا صيغة الأمر كلها، فإذا كانت من الأعلى فهي أمر


تفسير قوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}

مسائل القراءات

11- القراءة في (غير ) ك ط ج
قال ابن كثير : قرأ الجمهور: "غير" بالجرّ على النّعت،
قال الزّمخشريّ: وقرئ بالنّصب على الحال،

قال ابن عطية:
قال أبو علي: «الخفض على ضربين: على البدل، من الّذين، أو على الصفة للنكرة، كما تقول مررت برجل غيرك، وإنما وقع هنا صفة ل الّذين لأن الّذين هنا ليس بمقصود قصدهم، فالكلام بمنزلة قولك إني لأمر بالرجل مثلك فأكرمه».
قال: «والنصب في الراء على ضربين: على الحال كأنك قلت أنعمت عليهم لا مغضوبا عليهم، أو على الاستثناء كأنك قلت إلا المغضوب عليهم، ويجوز النصب على أعني»

مسائل التفسير

12- المقصود بالمنعم عليهم ك ط
قال ابن عطية: قال ابن عباس وجمهور من المفسرين: إنه أراد صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وانتزعوا ذلك من قوله تعالى:ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقاً}*[النساء: 69
وذكر ابن كثير عدة زقوال ثم قال : التّفسير المتقدّم، عن ابن عبّاسٍ أعمّ، وأشمل،

13- معنى (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) ك
قال ابن كثير: صراط الّذين أنعمت عليهم ممّن تقدّم وصفهم ونعتهم، وهم أهل الهداية والاستقامة والطّاعة للّه ورسله، وامتثال أوامره وترك نواهيه وزواجره، غير صراط المغضوب عليهم، [وهم] الّذين فسدت إرادتهم، فعلموا الحقّ وعدلوا عنه، ولا صراط الضّالّين وهم الّذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضّلالة لا يهتدون إلى الحقّ، وأكد الكلام بلا ليدلّ على أنّ ثمّ مسلكين فاسدين، وهما طريقتا اليهود والنّصارى.

14- الفرق بين طريق أهل الإيمان وطريق اليهود وطريق النصارى ك
إنّ طريقة أهل الإيمان مشتملةٌ على العلم بالحقّ والعمل به، واليهود فقدوا العمل، والنّصارى فقدوا العلم؛ ولهذا كان الغضب لليهود، والضّلال للنّصارى، لأنّ من علم وترك استحقّ الغضب، بخلاف من لم يعلم. والنّصارى لمّا كانوا قاصدين شيئًا لكنّهم لا يهتدون إلى طريقه، لأنّهم لم يأتوا الأمر من بابه، وهو اتّباع الرّسول الحقّ، ضلّوا، وكلٌّ من اليهود والنّصارى ضالٌّ مغضوبٌ عليه، لكنّ أخصّ أوصاف اليهود الغضب
15- من هم المغضوب عليهم ك ط
اليهود
16- من هم الضالون ك ط
النصارى
قال ابن كثير: وكذلك قال الرّبيع بن أنسٍ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، وغير واحدٍ، وقال ابن أبي حاتمٍ: ولا أعلم بين المفسّرين في هذا اختلافًا.



17- سبب تخصيص اليهود بالغضب والنصارى بالضلال ط
قال ابن عطية: القول في ذلك أن أفاعيل اليهود من اعتدائهم، وتعنتهم، وكفرهم مع رؤيتهم الآيات، وقتلهم الأنبياء أمور توجب الغضب في عرفنا، فسمى تعالى ما أحل بهم غضبا، والنصارى لم يقع لهم شيء من ذلك، إنما ضلوا من أول كفرهم دون أن يقع منهم ما يوجب غضبا خاصا بأفاعيلهم، بل هو الذي يعم كل كافر وإن اجتهد، فلهذا تقررت العبارة عن الطائفتين بما ذكر


18- عدد ايات الفاتحة ك ط
سبع ايات

18- ماشتملت عليه سورة الفاتحة :
قال ابن كثير: اشتملت على حمد اللّه وتمجيده والثّناء عليه، بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العليا، وعلى ذكر المعاد وهو يوم الدّين، وعلى إرشاده عبيده إلى سؤاله والتّضرّع إليه، والتّبرّؤ من حولهم وقوّتهم، وإلى إخلاص العبادة له وتوحيده بالألوهيّة تبارك وتعالى، وتنزيهه أن يكون له شريكٌ أو نظيرٌ أو مماثلٌ، وإلى سؤالهم إيّاه الهداية إلى الصّراط المستقيم، وهو الدّين القويم، وتثبيتهم عليه حتّى يفضي بهم ذلك إلى جواز الصّراط الحسّيّ يوم القيامة، المفضي بهم إلى جنّات النّعيم في جوار النّبيّين، والصّدّيقين، والشّهداء، والصّالحين.
واشتملت على التّرغيب في الأعمال الصّالحة، ليكونوا مع أهلها يوم القيامة، والتّحذير من مسالك الباطل؛ لئلّا يحشروا مع سالكيها يوم القيامة، وهم المغضوب عليهم والضّالّون.

المسائل العقيدية:

19- الفائدة في إسناد الإنعام لله في (أنعمت عليهم ) وحذف الفاعل في الغضب (غير المغضوب عليهم) ، وإسناد الضلال لمن قام به

قال ابن كثير : ما أحسن ما جاء إسناد الإنعام إليه في قوله تعالى:*{صراط الّذين أنعمت عليهم}*وحذف الفاعل في الغضب في قوله تعالى:*{غير المغضوب عليهم}*وإن كان هو الفاعل لذلك في الحقيقة، كما قال تعالى:*{ألم تر إلى الّذين تولّوا قومًا غضب اللّه عليهم}*الآية*[المجادلة: 14]،وكذلك إسناد الضّلال إلى من قام به، وإن كان هو الّذي أضلّهم بقدره، كما قال تعالى:*{من يهد اللّه فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا}*[الكهف: 17]. وقال:*{من يضلل اللّه فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون}*[الأعراف: 186]. إلى غير ذلك من الآيات الدّالّة على أنّه سبحانه هو المنفرد بالهداية والإضلال، لا كما تقوله الفرقة القدريّة ومن حذا حذوهم، من أنّ العباد هم الّذين يختارون ذلك ويفعلونه، ويحتجّون على بدعتهم بمتشابهٍ من القرآن، ويتركون ما يكون فيه صريحا في الرّدّ عليهم،

مسائل اللغة
20- سبب ذكر ولا في (ولا الضالين) ك ط ج
قال ابن كثير: إنّما جيء بها لتأكيد النّفي، [لئلّا يتوهّم أنّه معطوفٌ على*{الّذين أنعمت عليهم}]،



21- حذف اللام الثانية في الذين
قال ابن عطية: وكتب الذي بلام واحدة في الإفراد والجمع تخفيفا لكثرة الاستعمال،

المسائل الفقهية :

22- مسألة الإخلال بمخرج الضاد في الضالين ك
قال ابن كثير : *والصّحيح من مذاهب العلماء أنّه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضّاد والظّاء لقرب مخرجيهما؛ وذلك أنّ الضّاد مخرجها من أوّل حافّة اللّسان وما يليها من الأضراس، ومخرج الظّاء من طرف اللّسان وأطراف الثّنايا العليا، ولأنّ كلًّا من الحرفين من الحروف المجهورة ومن الحروف الرّخوة ومن الحروف المطبقة، فلهذا كلّه اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميّز ذلك واللّه أعلم.



التأمين بعد: {ولا الضالين}

مسائل القراءات

23- قراءة امين ج
قال الزجاج : فيه لغتان، تقول العرب: أمين، وآمين،

مسائل التفسير

24- معنى آمين ك ط ج
قال ابن عطية: معنى «آمين» عند أكثر أهل العلم: اللهم استجب، أو أجب يا رب،


25- فضل التأمين:
روى أبو هريرة وغيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:*«إذا قال الإمام:*{ولا الضّالّين}*فقولوا آمين. فإن الملائكة في السماء تقول آمين، فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه».

قال ابن كثير: [قيل: بمعنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الزّمان، وقيل: في الإجابة، وقيل: في صفة الإخلاص].
قال ابن عطية: واختلف الناس في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:*«فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة»*فقيل: في الإجابة، وقيل: في خلوص النية، وقيل: في الوقت، والذي يترجح أن المعنى فمن وافق في الوقت مع خلوص النية، والإقبال على الرغبة إلى الله تعالى بقلب سليم، والإجابة تتبع حينئذ، لأنّ من هذه حاله فهو على الصراط المستقيم)




المسائل الفقهية :

26- حكم التأمين بعد قراءة الفاتحة في الصلاة وخارج الصلاة ك ط
ويستحبّ ذلك لمن هو خارج الصّلاة، ويتأكّد في حقّ المصلّي، وسواءٌ كان منفردًا أو إمامًا أو مأمومًا، وفي جميع الأحوال، لما جاء في الصّحيحين، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال:*«إذا أمّن الإمام فأمّنوا، فإنّه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدّم من ذنبه».


27-الجهر بالتأمين ك ط
1- ان نسيه الامام يجهر المأموم
2- ان أمن الإمام ففية خلاف يجهر أو لا يجهر المأموم



28-ان من أمن على دعاء فكأنما قاله :
قال ابن كثير: ومن هنا نزع بعضهم في الدّلالة بهذه الآية الكريمة، وهي قوله تعالى:*{وقال موسى ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه زينةً وأموالا في الحياة الدّنيا ربّنا ليضلّوا عن سبيلك ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم * قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتّبعانّ سبيل الّذين لا يعلمون}*[يونس: 88، 89]، فذكر الدّعاء عن موسى وحده، ومن سياق الكلام ما يدلّ على أنّ*هارون أمّن، فنزل منزلة من دعا، لقوله تعالى:*{قد أجيبت دعوتكما}*[يونس: 89]، فدلّ ذلك على أنّ من أمّن على دعاءٍ فكأنّما قاله؛

29- قراءة المأموم في الجهرية ك
تابع لكلام ابن كثير السابق : فدلّ ذلك على أنّ من أمّن على دعاءٍ فكأنّما قاله؛ فلهذا قال من قال: إنّ المأموم لا يقرأ لأنّ تأمينه على قراءة الفاتحة بمنزلة قراءتها؛ ولهذا جاء في الحديث:*«من كان له إمامٌ فقراءة الإمام له قراءةٌ»،*وكان بلالٌ يقول:*«لا تسبقني بآمين». فدلّ هذا المنزع على أنّ المأموم لا قراءة عليه في الجهريّة، واللّه أعلم.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 15 شوال 1435هـ/11-08-2014م, 09:56 PM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي مقدمات سورة البقرة

1- مقدمات سورة البقرة


اسماء سورة البقرة



الاسم الأول : "سورة البقرة" أو "البقرة ك ط ج "

الاسم الثاني : السورة التي يُذكَر فيها البقرة

الاسم الثالث : "فسطاط القرآن" ط
قال ابن عطية: ويقال لسورة البقرة: «فسطاط القرآن»*وذلك لعظمها وبهائها وما تضمنت من الأحكام والمواعظ
الاسم الرابع : قسطاس القرآن

الاسم الخامس : سنام القرآن


مكيتها ومدنيتها :
قولان :
1-مدنية : قال ابن كثير : والبقرة جميعها مدنيّةٌ بلا خلافٍ،

2- مدنية إلا آيات منها : قال ابن عطية : هذه السورة مدنية، نزلت في مدد شتّى ، وفيها آخر آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي:*{واتّقوا يوماً ترجعون فيه إلى اللّه، ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 15 شوال 1435هـ/11-08-2014م, 09:59 PM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي

2- تفسير سورة البقرة
[الآية (1)]
تفسير قول الله تعالى: {الم} وبيان ما قيل في الأحرف المقطعة في أوائل السور



1- الحروف المقطّعة الّتي في أوائل السّور من المتشابه أو المحكم ك ط

قال ابن عطية : اختلف في الحروف التي في أوائل السور على*قولين:*قال الشعبي عامر بن شراحيل وسفيان الثوري وجماعة من المحدثين:*«هي سرّ الله في القرآن، وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه، ولا يجب أن يتكلم فيها، ولكن يؤمن بها وتمرّ كما جاءت».
وقال الجمهور من العلماء:*«بل يجب أن يتكلم فيها وتلتمس الفوائد التي تحتها والمعاني التي تتخرج عليها»*

قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والصواب ما قاله الجمهور أن تفسر هذه الحروف ويلتمس لها التأويل، لأنا نجد العرب قد تكلمت بالحروف المقطعة نظما لها ووضعا بدل الكلمات التي الحروف منها

قال ابن كثير : ومن هاهنا لحظ بعضهم في هذا المقام كلامًا، فقال: لا شكّ أنّ هذه الحروف لم ينزلها سبحانه وتعالى عبثًا ولا سدًى؛ ومن قال من الجهلة: إنّه في القرآن ما هو تعبّدٌ لا معنًى له بالكلّيّة، فقد أخطأ خطأً كبيرًا، فتعيّن أنّ لها معنًى في نفس الأمر، فإن صحّ لنا فيها عن المعصوم شيءٌ قلنا به، وإلّا وقفنا حيث وقفنا، وقلنا:*{آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا}*[آل عمران: 7].
ولم يجمع العلماء فيها على شيءٍ معيّنٍ، وإنّما اختلفوا، فمن ظهر له بعض الأقوال بدليلٍ فعليه اتّباعه، وإلّا فالوقف حتّى يتبيّن. هذا مقامٌ.



2- معنى الحروف المقطّعة الّتي في أوائل السّور ك ط ج
فيها أقوال :
1- اسم الله الأعظم ك ط
2- هي أسماء الله ك ط
3- هي أسماء للسور ك ط
4- هي فواتح للسور ك ط
5- هي حساب أبي جاد لتدل على مدة ملة محمد صلى الله عليه وسلم والفتن ك ط ، وانكره ابن كثير
6- إشارة إلى حروف المعجم ط ج ،
7- هي أمارة قد كان الله تعالى جعلها لأهل الكتاب أنه سينزل على محمد كتابا في أول سور منه حروف مقطعة
8- هي أسماء للقرآن كالفرقان والذكر ط ، ك وقال ابن كثير: ولعلّ هذا يرجع إلى معنى قول عبد الرّحمن بن زيدٍ: أنّه اسمٌ من أسماء السّور، فإنّ كلّ سورةٍ يطلق عليها اسم القرآن، فإنّه يبعد أن يكون {المص}*اسمًا للقرآن كلّه؛ لأنّ المتبادر إلى فهم سامع من يقول: قرأت*{المص}، إنّما ذلك عبارةٌ عن سورة الأعراف، لا لمجموع القرآن. واللّه أعلم
9- حروف تدل على: أنا الله أعلم، أنا الله أرى، أنا الله أفصّل». ك ط ج
10- هي حروف كل واحد منها إما أن يكون من اسم من أسماء الله، وإما من نعمة من نعمه، وإما من اسم ملك من ملائكته، أو نبي من أنبيائه».ط
11- هي تنبيه ك «يا» في النداء». ط
12- قسم أقسم الله به ك ج



3- مجموع الحروف المذكورة في أوائل السّور ك
قال ابن كثير: بمجموع الحروف المذكورة في أوائل السّور بحذف المكرّر منها أربعة عشر حرفًا، وهي: ال م ص ر ك ي ع ط س ح ق ن، يجمعها قولك: نصٌّ حكيمٌ قاطعٌ له سرٌّ. وهي نصف الحروف عددًا، والمذكور منها أشرف من المتروك، وبيان ذلك من صناعة التّصريف.

4- الحكمة الّتي اقتضت إيراد هذه الحروف في أوائل السّور، ك
1- لنعرف بها أوائل السّور وضعفه ابن كثير
2- بل ابتدئ بها لتفتح لاستماعها أسماع المشركين -إذ تواصوا بالإعراض عن القرآن -حتّى إذا استمعوا له تلي عليهم المؤلّف منه وضعفه ابن كثير
3- إنّما ذكرت هذه الحروف في أوائل السّور الّتي ذكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأنّ الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنّه [تركّب] من هذه الحروف المقطّعة الّتي يتخاطبون بها.
ولهذا كلّ سورةٍ افتتحت بالحروف فلا بدّ أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلومٌ بالاستقراء،

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 15 شوال 1435هـ/11-08-2014م, 10:09 PM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي

3--- تفسير سورة البقرة
[من الآية (2) إلى الآية (5) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)}




تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)}


المقصود ب( ذلك ) ك ط ج
اختلف فيها على أقوال :
1- هو بمعنى «هذا»، قال ابن عطية : وتكون الإشارة إلى هذه الحروف من القرآن.
قال ابن كثير: قال ابن عبّاسٍ:{ذلك الكتاب}:*هذا الكتاب».*والعرب تقارض بين هذين الاسمين من أسماء الإشارة فيستعملون كلًّا منهما مكان الآخر، وهذا معروفٌ في كلامهم.
ذكره الزجاج
2- هو على بابه إشارة إلى غائب، واختلف في ذلك الغائب، فقيل: ما قد كان نزل من القرآن، وقيل: التوراة والإنجيل، وقيل: اللوح المحفوظ أي الكتاب الذي هو القدر ، وانكر ابن كثير فقال : ومن قال: إنّ المراد بذلك الكتاب الإشارة إلى التّوراة والإنجيل، كما حكاه ابن جريرٍ وغيره، فقد أبعد النّجعة وأغرق في النّزع، وتكلّف ما لا علم له به.
3- قيل : *إن الله قد كان وعد نبيه أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء، فأشار إلى ذلك الوعد.
وقال الكسائي:*«ذلك إشارة إلى القرآن الذي في السماء لم ينزل بعد».*
ذكره ابن عطية
4- وقيل:*إن الله قد كان وعد أهل الكتاب أن ينزل على محمد كتابا، فالإشارة إلى ذلك الوعد ذكره ابن عطية والزجاج
5- وقيل:*إن الإشارة إلى حروف المعجم في قول من قال الم حروف المعجم التي تحديتكم بالنظم منها ذكره ابن عطية والزجاج



اشتقاق (ذلك ) ط ج
قال ابن عطية : الاسم من ذلك الذال والألف، وقيل الذال وحدها، والألف تقوية، واللام لبعد المشار إليه وللتأكيد، والكاف للخطاب ط

اعراب (ذلك) ط ج
1- رفع لأنه خبر ابتداء، ط ج
2- الرفع بالابتداء وخبره بعده ط

المقصود ب (الكتاب) ك
قال ابن كثير: *{الكتاب}*القرآن. ومن قال: إنّ المراد بذلك الكتاب الإشارة إلى التّوراة والإنجيل، كما حكاه ابن جريرٍ وغيره، فقد أبعد النّجعة وأغرق في النّزع، وتكلّف ما لا علم له به.


اشتقاق (الكتاب) ط
قال ابن عطية : لفظ الكتاب مأخوذ من «كتبت الشيء» إذا جمعته وضممت بعضه إلى بعض ككتب الخرز بضم الكاف وفتح التاء وكتب الناقة

اعراب (الكتاب) ط
قال ابن عطية : رفع الكتاب يتوجه 1- على البدل ط
2- على خبر الابتداء ط
3- على عطف البيان ط ج قال الزجاج : نحو قولك: هذا الرجل أخوك، فـ(الرجل) عطف البيان، أي: يبين من الذي أشرت إليه.


معنى( الريب) ك
ابن كثير : الشك ، التهمة ، الحاجة


معنى (لا ريب فيه) : ك ط ج
*{لا ريب فيه}:*لا شكّ فيه. ك ط ج
قال ابن كثير : قاله أبو الدّرداء وابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو مالكٍ ونافعٌ مولى ابن عمر وعطاءٌ وأبو العالية والرّبيع بن أنسٍ ومقاتل بن حيّان والسّدّيّ وقتادة وإسماعيل بن أبي خالدٍ. وقال ابن أبي حاتمٍ: لا أعلم في هذا خلافًا.


معنى (ذلك الكتاب لا ريب فيه ) ك ط ج
: 1- ومعنى الكلام: أنّ هذا الكتاب -وهو القرآن-لا شكّ فيه أنّه نزل من عند اللّه، ك
2- وقال بعضهم: هذا خبرٌ ومعناه النّهي، أي: لا ترتابوا فيه ك ط
3- لا شكّ فيه ولا ارتياب به والمعنى أنه في ذاته لا ريب فيه وإن وقع ريب للكفار. ط
4- قال قوم: هو عموم يراد به الخصوص أي عند المؤمنين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا ضعيف. ط


اعراب (لا ريب) ج
وموضع*{لا ريب}*نصب


الوقف عند(لا ريب) ك
وجهان: 1- الوقف على قوله:*{لا ريب}*ويبتدئ بقوله:*{فيه هدًى للمتّقين}*
2- والوقف على قوله تعالى:*{لا ريب فيه}*أولى للآية الّتي ذكرنا، ولأنّه يصير قوله:*{هدًى}*صفةً للقرآن، وذلك أبلغ من كون:*{فيه هدًى}.

معنى ال (هدى ) ك ط
قال ابن عطية : معناه رشاد وبيان،



معنى(هدى للمتقين) ك ط
1- ابن مسعود : نورا للمتقين ك
2- الشّعبيّ:*«هدًى من الضّلالة» ك
3- قال سعيد بن جبيرٍ:*«تبيانٌ للمتّقين». ك
*قال ابن كثير: وكلّ ذلك صحيحٌ. ك

المقصود ب (المتقين) ك ط
1- ابن مسعودٍ، *قال: هم المؤمنون.ك
2- عن ابن عبّاسٍ:*«{للمتّقين}*أي: الّذين يحذرون من اللّه عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى، ويرجون رحمته في التّصديق بما جاء به». ك
3- قل اخر عن ابن عبّاسٍ:*المؤمنين الّذين يتّقون الشّرك بي، ويعملون بطاعتي».ك
4- الحسن البصريّ، :*«اتّقوا ما حرّم اللّه عليهم، وأدّوا ما افترض عليهم».ك
5- الكلبيّ، فسألته فقال:*«الّذين يجتنبون كبائر الإثم ك
6- قتادة:*«{للمتّقين}*هم الّذين نعتهم اللّه بقوله:*{الّذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصّلاة}*الآية والّتي بعدها ».ك
قال ابن كثير : اختار ابن جريرٍ:*«أنّ الآية تعمّ ذلك كلّه»، وهو كما قال ك

أصل التقوى ك ط
ابن كثير : أصل التّقوى: التّوقّي ممّا يكره لأنّ أصلها وقى من الوقاية
ابن عطية : *اللفظ مأخوذ من وقى، وفعله اتّقى، على وزن افتعل

اشتقاق (للمتقين ) ط
قال ابن عطية : وأصله «للموتقيين» استثقلت الكسرة على الياء فسكنت وحذفت للالتقاء، وأبدلت الواو تاء على أصلهم في اجتماع الواو والتاء، وأدغمت التاء في التاء فصار للمتّقين




تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}

معنى يؤمنون : ك ط ج
1- {يؤمنون}*يصدّقون ك ط ج قال الزجاج : وكل مؤمن بشيء فهو مصدق به، فإذا ذكرت مؤمناً ولم تقل هو مؤمن بكذا وكذا: فهو الذي لا يصلح إلا في اللّه عزّ وجلّ،
2- الإيمان العمل ك
3- يؤمنون}*يخشون ك
4- قال ابن جريرٍ وغيره: والأولى أن يكونوا موصوفين بالإيمان بالغيب قولًا واعتقادًا وعملًا قال: وقد تدخل الخشية للّه في معنى الإيمان، الّذي هو تصديق القول بالعمل، والإيمان كلمةٌ جامعةٌ للإقرار باللّه وكتبه ورسله، وتصديق الإقرار بالفعل. ك

تعدي الايمان بالباء واللام (يؤمنون بالغيب) والفرق بينهما : ط
يتعدى بالباء، وقد يتعدى باللام كما قال تعالى:*{ولا تؤمنوا إلّا لمن تبع دينكم}*[آل عمران: 73]*وكما قال:*{فما آمن لموسى}*[يونس: 83]*وبين التعديتين فرق، وذلك أن التعدية باللام في ضمنها تعدّ بالباء يفهم من المعنى. ط



معنى الايمان لغة وشرعا: ك
الإيمان لغة: فيطلق على التّصديق المحض
شرعا: فالإيمان الشّرعيّ المطلوب لا يكون إلّا اعتقادًا وقولًا وعملًا.

قال ابن كثير : كذا ذهب إليه أكثر الأئمّة، بل قد حكاه الشّافعيّ وأحمد بن حنبلٍ وأبو عبيد وغير واحدٍ إجماعًا: أنّ الإيمان قولٌ وعملٌ يزيد وينقص.



معنى ( يؤمنون بالغيب) : ك ط ج
قولان :
1- قالت طائفة:*معناه يصدقون إذا غابوا وخلوا، لا كالمنافقين الذين يؤمنون إذا حضروا ويكفرون إذا غابوا. ط
2- وقال آخرون: معناه يصدقون بما غاب عنهم مما أخبرت به الشرائع. ك ط ج
واختلفت عبارة المفسرين في تمثيل ذلك،*
1- فقالت فرقة:*«الغيب في هذه الآية هو الله عز وجل»،* ك ط
2- وقال آخرون:*«القضاء والقدر ك ط
3-وقال آخرون: «القرآن وما فيه من الغيوب»،* ك ط
4- وقال آخرون:*«الحشر والصراط والميزان والجنة والنار».ط
قال ابن عطية : قال القاضي أبو محمد رحمه الله:*«وهذه الأقوال لا تتعارض، بل يقع الغيب على جميعها».*
قال ابن كثير: فكلّ هذه متقاربةٌ في معنًى واحدٍ؛ لأنّ جميع هذه المذكورات من الغيب الّذي يجب الإيمان به.

معنى الغيب لغة: ط
قال ابن عطية : *ما غاب عنك من أمر

فضل الإيمان بالغيب : ك
1- خيرية من آمن بالغيب
2- أعظم أجرا
3- انهم اعجب ايمانا

معنى (يقيمون) ط ج
1- قال ابن عطية : يظهرونها ويثبتونها كما يقال: أقيمت السوق، وهذا تشبيه بالقيام من حالة خفاء، قعود أو غيره،
2- قال الزجاج : معناه: يتمّون الصلاة كما قال:*{وأتمّوا الحجّ والعمرة للّه}.


اصل (يقيمون) ط
أصل يقيمون يقومون، نقلت حركة الواو إلى القاف فانقلبت ياء لكون الكسرة قبلها

معنى اقامة الصلاة ك
1- يقيمون الصّلاة بفروضها
2- اقامة الصّلاة إتمام الرّكوع والسّجود والتلاوة والخشوع والإقبال عليها فيها».
3- إقامتها: المحافظة على مواقيتها، وإسباغ الطّهور فيها وتمام ركوعها وسجودها وتلاوة القرآن فيها، والتّشهّد والصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فهذا إقامتها».


المقصود بالنفقة (مما رزقناهم ينفقون) : ك ط ج
الخلاف من باب التنوع :
1- الزكاة ك ط
2- هي نفقة الرّجل على أهله، وهذا قبل أن تنزّل الزّكاة. ط ك
3- الصدقات ط ك ج
4- النفقة في الجهاد ط
قال ابن كثير: اختار ابن جريرٍ أنّ الآية عامّةٌ في الزّكاة والنّفقات، فإنّه قال: وأولى التّأويلات وأحقّها بصفة القوم: أن يكونوا لجميع اللّازم لهم في أموالهم مؤدّين، زكاةً كان ذلك أو نفقة من لزمته نفقته، من أهلٍ أو عيالٍ وغيرهم، ممّن تجب عليهم نفقته بالقرابة والملك وغير ذلك؛ لأنّ اللّه تعالى عمّ وصفهم ومدحهم بذلك، وكلٌّ من الإنفاق والزّكاة ممدوحٌ به محمودٌ عليه.
ثم قال : فكلٌّ من النّفقات الواجبة والزّكاة المفروضة داخلٌ في قوله تعالى:*{وممّا رزقناهم ينفقون}
قال ابن عطية : قال القاضي أبو محمد رحمه الله:*«والآية تعمّ الجميع، وهذه الأقوال تمثيل لا خلاف



فائدة من قرن الصلاة بالإنفاق : ك
قال ابن كثير: كثيرًا ما يقرن اللّه تعالى بين الصّلاة والإنفاق من الأموال، فإنّ الصّلاة حقّ اللّه وعبادته، وهي مشتملةٌ على توحيده والثّناء عليه، وتمجيده والابتهال إليه، ودعائه والتّوكّل عليه؛ والإنفاق هو الإحسان إلى المخلوقين بالنّفع المتعدّي إليهم، وأولى النّاس بذلك القرابات والأهلون والمماليك، ثمّ الأجانب، فكلٌّ من النّفقات الواجبة والزّكاة المفروضة داخلٌ في قوله تعالى:*{وممّا رزقناهم ينفقون}



معنى الصلاة لغة وشرعا : ك
أصل الصّلاة في كلام العرب الدّعاء
ثمّ استعملت الصّلاة في الشّرع في ذات الرّكوع والسّجود والأفعال المخصوصة في الأوقات المخصوصة، بشروطها المعروفة، وصفاتها، وأنواعها [المشروعة] المشهورة.


سبب تسمية الصلاة بذلك : ك ط
1- قال ابن جريرٍ: وأرى أنّ الصّلاة المفروضة سمّيت صلاةً؛ لأنّ المصلّي يتعرّض لاستنجاح طلبته من ثواب اللّه بعمله، مع ما يسأل ربّه من حاجته ك
2- وقيل:*هي مشتقّةٌ من الصلوين إذا تحرّكا في الصّلاة عند الرّكوع، وهما عرقان يمتدّان من الظّهر حتّى يكتنفا عجب الذّنب، ومنه سمّي المصلّي وهو الثّاني للسّابق في حلبة الخيل، وفيه نظرٌ ك ط
3- *وقيل:*هي مشتقّةٌ من الصّلى، وهو الملازمة للشّيء من قوله:*{لا يصلاها}*أي: يلزمها ويدوم فيها*{إلا الأشقى}*[اللّيل: 15]، ك
4- *وقيل:*مشتقّةٌ من تصلية الخشبة في النّار لتقوّم، كما أنّ المصلّي يقوّم عوجه بالصّلاة:*{إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر اللّه أكبر}*[العنكبوت: 45]* ك
5- قال القاضي أبو محمد رحمه الله:*«والقول إنها من الدعاء أحسن». ط ك
قال ابن كثير: واشتقاقها من الدّعاء أصحّ وأشهر، واللّه أعلم].


سبب كتابة (مما) : ط
*كتبت «مما» متصلة «وما» بمعنى «الذي» فحقّها أن تكون منفصلة، إلا أن الجار والمجرور كشيء واحد، وأيضا فلما خفيت نون «من» في اللفظ حذفت في الخط.

معنى الرزق عند السنه : ط
*ما صح الانتفاع به حلالا كان أو حراما، بخلاف قول المعتزلة إن الحرام ليس برزق،*{

تفسير قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)}


معنى( الآية :ك

قال ابن عبّاسٍ:*«{والّذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك}*أي: يصدّقون بما جئت به من اللّه، وما جاء به من قبلك من المرسلين، لا يفرّقون بينهم، ولا يجحدون ما جاؤوهم به من ربّهم،*{وبالآخرة هم يوقنون}*أي: بالبعث والقيامة، والجنّة، والنّار، والحساب، والميزان.».

المقصود ب (الاخرة) : ط
1- بالدار الآخرة،
2- وقيل بالنشأة الآخرة.

سبب تسميت الاخرة بذلك : ك
سمّيت الآخرة لأنّها بعد الدّنيا


المقصود بالموصوفين هنا : ك ط
وقد اختلف المفسّرون في الموصوفين هاهنا: هل هم الموصوفون بما تقدّم من قوله تعالى:*{الّذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصّلاة وممّا رزقناهم ينفقون}*[البقرة: 3]*ومن هم؟*
على اقوال:
1- أنّ الموصوفين أوّلًا هم الموصوفون ثانيًا، وهم كلّ مؤمنٍ، مؤمنو العرب ومؤمنو أهل الكتاب وغيرهم رجحة ابن كثير وقال : وليس تصحّ واحدةٌ من هذه الصّفات بدون الأخرى، بل كلّ واحدةٍ مستلزمةٌ للأخرى وشرطٌ معها، فلا يصحّ الإيمان بالغيب وإقام الصّلاة والزّكاة إلّا مع الإيمان بما جاء به الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، وما جاء به من قبله من الرّسل والإيقان بالآخرة، كما أنّ هذا لا يصحّ إلّا بذاك، وقد أمر اللّه تعالى المؤمنين بذلك
2- *هما واحدٌ، وهم مؤمنو أهل الكتاب، وعلى هذين تكون الواو عاطفة صفاتٍ على صفاتٍ،
3- أنّ الموصوفين أوّلًا مؤمنو العرب، والموصوفون ثانيًا بقوله:*{والّذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك}*الآية مؤمنو أهل الكتاب واختاره ابن جرير واستشهد على صحة كلامه بمناسبة : وهي أنّ اللّه وصف في أوّل هذه السّورة المؤمنين والكافرين، فكما أنّه صنّف الكافرين إلى صنفين: منافقٌ وكافرٌ، فكذلك المؤمنون صنّفهم إلى عربيٍّ وكتابيٍّ.
ذكر الاقوال الثلاثة ابن كثير وابن عطية



معنى ( وما أنزل من قبلك} ط
*يعني الكتب السالفة





الفرق بين مؤمني العرب ومؤمني اهل الكتاب : ك
لمؤمني أهل الكتاب خصوصيّةٌ، وذلك أنّهم مؤمنون بما بأيديهم مفصّلًا فإذا دخلوا في الإسلام وآمنوا به مفصّلًا كان لهم على ذلك الأجر مرّتين، وأمّا غيرهم فإنّما يحصل له الإيمان، بما تقدّم مجملًا كما جاء في الصّحيح:*«إذا حدّثكم أهل الكتاب فلا تصدّقوهم ولا تكذّبوهم، ولكن قولوا: آمنّا بالّذي أنزل إلينا وأنزل إليكم»،*ولكن قد يكون إيمان كثيرٍ من العرب بالإسلام الّذي بعث به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم أتمّ وأكمل وأعمّ وأشمل من إيمان من دخل منهم في الإسلام، فهم وإن حصل لهم أجران من تلك الحيثيّة، فغيرهم [قد] يحصل له من التّصديق ما ينيف ثوابه على الأجرين اللّذين حصّلا لهم، واللّه أعلم»




معنى ( يوقنون) ط
معناه يعلمون علما متمكنا في نفوسهم. واليقين أعلى درجات العلم، وهو الذي لا يمكن أن يدخله شك بوجه



تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)}

المقصود ب(أولئك) ك

1- أي: المتّصفون بما تقدّم: من الإيمان بالغيب، وإقام الصّلاة، والإنفاق من الّذي رزقهم اللّه، والإيمان بما أنزل اللّه إلى الرّسول ومن قبله من الرّسل، والإيقان بالدّار الآخرة، وهو يستلزم الاستعداد لها من العمل بالصّالحات وترك المحرّمات.
2- حكى ابن جريرٍ قولًا عن بعضهم أنّه أعاد اسم الإشارة في قوله تعالى:*{أولئك على هدًى من ربّهم وأولئك هم المفلحون}*إلى مؤمني أهل الكتاب الموصوفين بقوله تعالى:*{والّذين يؤمنون بما أنزل إليك}*الآية، على ما تقدّم من الخلاف

وقد تقدّم من التّرجيح أنّ ذلك صفةٌ للمؤمنين عامّةً، والإشارة عائدةٌ عليهم، واللّه أعلم.

اشتقاق ( أولئك) ط
«أولاء» جمع «ذا»، وهو مبني على الكسر لأنه ضعف لإبهامه عن قوة الأسماء، وكان أصل البناء السكون فحرك لالتقاء الساكنين، والكاف للخطاب،

معنى ( على هدى)ك ط
أي : نورٍ وبيانٍ وبصيرةٍ من اللّه تعالى
ابن عطية : الهدى هنا الارشاد


اعراب (اولئك على هدى من ربهم) ج
قال الزجاج : موضع*{أولئك}*رفع بالابتداء، والخبر:*{على هدى من ربّهم}*إلا أن*{أولئك}*لا يعرب؛ لأنه اسم للإشارة، وكسرت الهمزة فيه لالتقاء السّاكنين.
اعراب ( أولئك هم المفلحون) ط ك
*الثاني ابتداء، والمفلحون خبره، و(هم) فصل، لأنه وقع بين معرفتين ويصح أن يكون هم ابتداء، والمفلحون خبره، والجملة خبر أولئك،

معنى الفلاح ط:
الظفر بالبغية وإدارك الامل
ج: البقاء
المراد ب (المفلحون) ك
أي: الّذين أدركوا ما طلبوا، ونجوا من شرّ ما منه هربوا».

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 12:11 PM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي الايات من 6 الى 10

4- تفسير سورة البقرة
[من الآية (6) إلى الآية (10) ]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)}

معنى الايه ك

يقول تعالى:*{إنّ الّذين كفروا}*أي: غطوا الحقّ وستروه، وقد كتب اللّه تعالى عليهم ذلك، سواءٌ عليهم إنذارك وعدمه، فإنّهم لا يؤمنون بما جئتهم به، كما قال تعالى:*{إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم}*[يونس: 96، 97]،

الادلة : على مسألة الايمان والقدر ك
*({إنّ الّذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (6)}
يقول تعالى:*{إنّ الّذين كفروا}*أي: غطوا الحقّ وستروه، وقد كتب اللّه تعالى عليهم ذلك، سواءٌ عليهم إنذارك وعدمه، فإنّهم لا يؤمنون بما جئتهم به، كما قال تعالى:*{إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم}*[يونس: 96، 97]،*وقال في حقّ المعاندين من أهل الكتاب:*{ولئن أتيت الّذين أوتوا الكتاب بكلّ آيةٍ ما تبعوا قبلتك}*الآية*[البقرة: 145]*أي: إنّ من كتب اللّه عليه الشّقاوة فلا مسعد له، ومن أضلّه فلا هادي له، فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ، وبلّغهم الرّسالة، فمن استجاب لك فله الحظّ الأوفر، ومن تولّى فلا تحزن عليهم ولا يهمدنّك ذلك؛*{فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب}*[الرّعد: 40]،*و*{إنّما أنت نذيرٌ واللّه على كلّ شيءٍ وكيلٌ}[هودٍ: 12].
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله تعالى:*{إنّ الّذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}*قال:*«كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحرص أن يؤمن جميع النّاس ويتابعوه على الهدى، فأخبره اللّه تعالى أنّه لا يؤمن إلّا من سبق له من اللّه السعادة في الذّكر الأوّل، ولا يضلّ إلّا من سبق له من اللّه الشّقاوة في الذّكر الأوّل».
وقال محمّد بن إسحاق: حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة، أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ:*«{إنّ الّذين كفروا}*أي: بما أنزل إليك، وإن قالوا: إنّا قد آمنّا بما جاءنا قبلك*{سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}*أي: إنّهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك، وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق، فقد كفروا بما جاءك، وبما عندهم ممّا جاءهم به غيرك، فكيف يسمعون منك إنذارًا وتحذيرًا، وقد كفروا بما عندهم من علمك؟!».
وقال أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، قال:«نزلت هاتان الآيتان في قادة الأحزاب، وهم الّذين قال اللّه فيهم:*{ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار * جهنّم يصلونها}*[إبراهيم: 28، 29]».
والمعنى الّذي ذكرناه أوّلًا وهو المرويّ عن ابن عبّاسٍ في رواية عليّ بن أبي طلحة، أظهر، ويفسّر ببقيّة الآيات الّتي في معناها، واللّه أعلم.
وقد ذكر ابن أبي حاتمٍ هاهنا حديثًا، فقال: حدّثنا أبي، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالحٍ المصريّ، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني عبد اللّه بن المغيرة، عن أبي الهيثم عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: قيل: يا رسول اللّه، إنّا نقرأ من القرآن فنرجو، ونقرأ فنكاد أن نيأس، فقال:"ألا أخبركم"، ثمّ قال:*"{إنّ الّذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}*هؤلاء أهل النّار".*قالوا: لسنا منهم يا رسول اللّه؟ قال:*"أجل".

اعراب سواء عليهم أأنذرتهم ج

وترفع*{سواء}*بالابتداء، وتقوم*{أأنذرتهم أم لم تنذرهم}*مقام الخبر، كأنه بمنزلة قولك "سواء عليهم الإنذار وتركه"

فائدة دخول الاستفهام وأم ط ج
لفظه لفظ الاستفهام، ومعناه الخبر، وإنما جرى عليه لفظ الاستفهام لأن فيه التسوية التي هي في الاستفهام،

اعراب (لا يؤمنون) ك ج
ك [وقوله:*{لا يؤمنون}*محلّه من الإعراب أنّه جملةٌ مؤكّدةٌ للّتي قبلها:*{سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}*أي: هم كفّارٌ في كلا الحالين؛ فلهذا أكدّ ذلك بقوله:*{لا يؤمنون}،*ويحتمل أن يكون*{لا يؤمنون}*خبرًا لأنّ تقديره: إنّ الّذين كفروا لا يؤمنون، ويكون قوله:{سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم}*جملةٌ معترضةٌ، واللّه أعلم]
ج ويجوز أن يكون*{لا يؤمنون}*خبر "إنّ"، كأنه قيل: "إنّ الذين كفروا لا يؤمنون، سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم".


معنى الكفر ط ك
معنى الكفر*مأخوذ من قولهم كفر إذا غطى وستر، ومنه سمي الليل كافرا لأنه يغطي كل شيء بسواده، ومنه قيل للزراع كفار، لأنهم يغطون الحب،
فــــ «كفر» في الدين معناه غطى قلبه بالرّين عن الإيمان أو غطى الحق بأقواله وأفعاله.



فيمن نزلت الآية : ط

واختلف فيمن نزلت هذه الآية بعد الاتفاق على أنها غير عامة لوجود الكفار قد أسلموا بعدها.
فقال قوم: «هي فيمن سبق في علم الله أنه لا يؤمن أراد الله تعالى أن يعلم أن في الناس من هذه حاله دون أن يعين أحد».
وقال ابن عباس:*«نزلت هذه الآية في حيي بن أخطب، وأبي ياسر وابن الأشرف ونظرائهم»،*وقال الربيع بن أنس:*«نزلت في قادة الأحزاب وهم أهل القليب ببدر».*
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: هكذا حكي هذا القول، وهو خطأ، لأن قادة الأحزاب قد أسلم كثير منهم، وإنما ترتيب الآية في أصحاب القليب، والقول الأول مما حكيناه هو المعتمد عليه، وكل من عين أحدا فإنما مثل بمن كشف الغيب بموته على الكفر أنه في ضمن الآية.*


معنى الانذار ط
والإنذار إعلام بتخويف، هذا حده،








تفسير قوله تعالى:{ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)


معنى الختم لغة : ج
معنى ختم في اللغة وطبع معنى واحد، وهو: التغطية على الشيء، والاستيثاق من ألا يدخله شيء






هل الختم على الحقيقة او المجاز ط ك

قال ابن عطية : وذهبت طائفة من المتأولين إلى أن ذلك على الحقيقة، وأن القلب على هيئة الكف ينقبض مع زيادة الضلال والإعراض إصبعا إصبعا. وهذا رأي ابن جرير واختاره ابن كثير وذكر ادلة كثيرة واستدل بقول القرطبي (وأجمعت الأمّة على أنّ اللّه عزّ وجلّ قد وصف نفسه بالختم والطّبع على قلوب الكافرين مجازاةً لكفرهم كما قال:*{بل طبع اللّه*عليها بكفرهم})
وقال آخرون:*ذلك على المجاز، وإن ما اخترع له في قلوبهم من الكفر والضلال والإعراض عن الإيمان سماه ختما.
وقال آخرون ممن حمله على المجاز:*«الختم هنا أسند إلى الله تعالى لما كفر الكافرون به وأعرضوا عن عبادته وتوحيده، كما يقال أهلك المال فلانا وإنما أهلكه سوء تصرفه فيه».
وهذا راي الزمخشري انكره ابن كثير وقال : وتأول الايه من خمسة اوجه وكلها ضعيفه جدا ، وما جرأه على ذلك الا اعتزاله




اثر الذنوب على القلب ك
قال ابن جرير : أنّ الذّنوب إذا تتابعت على القلوب أغلقتها، وإذا أغلقتها أتاها حينئذٍ الختم من قبل اللّه تعالى والطّبع، فلا يكون للإيمان إليها مسلكٌ، ولا للكفر عنها مخلّصٌ، فذلك هو الختم والطّبع الّذي ذكر في قوله تعالى:*{ختم اللّه على*قلوبهم وعلى سمعهم}*نظير الطّبع والختم على ما تدركه الأبصار من الأوعية والظّروف، الّتي لا يوصل إلى ما فيها إلّا بفضّ ذلك عنها ثمّ حلّها، فكذلك لا يصل الإيمان إلى قلوب من وصف اللّه أنّه ختم على قلوبهم وعلى سمعهم إلّا بعد فضّ خاتمه وحلّه رباطه [عنها].

الوقف في الآية ك ط
واعلم أنّ الوقف التّامّ على قوله تعالى:*{ختم اللّه على قلوبهم وعلى سمعهم}، وقوله*{وعلى أبصارهم غشاوةٌ}*جملةٌ تامّةٌ، فإنّ الطّبع يكون على القلب وعلى السّمع، والغشاوة -وهي الغطاء-تكون على البصر،

الفرق بين الختم والغشاوة ك
فإنّ الطّبع يكون على القلب وعلى السّمع، والغشاوة -وهي الغطاء-تكون على البصر،


معنى غشاوة ك ج
هي الغطاء


اعراب غشاوة ك ط ج
1- النصب : قال ابن جريرٍ: ومن نصب غشاوةً من قوله تعالى:*{وعلى أبصارهم غشاوةٌ}*يحتمل أنّه نصبها بإضمار فعلٍ، تقديره: وجعل على أبصارهم غشاوةً، ويحتمل أن يكون نصبها على الإتباع، على محلّ ك

2- الرفع : ورفع غشاوة على الابتداء وما قبله خبره. ط

والرفع في*{غشاوة}*هو الباب، وعليه مذهب القرّاء.والنصب جائز في النحو على أن المعنى:*{وجعل على أبصارهم غشاوة} ج وهي قراءه شاذه

وذكر الاقوال ابن كثير وابن عطية والزجاج ورجحوا الرفع


اشتقاق الغشاوة ط ج
ط قال: «ولم أسمع من الغشاوة فعلا مصرفا بالواو، فإذا لم يوجد ذلك وكان معناها معنى ما اللام منه الياء من غشي يغشى بدلالة قولهم الغشيان فالغشاوة من غشي كالجباوة من جبيت في أن الواو كأنها بدل من الياء، إذ لم يصرف منه فعل كما لم يصرف من الجباوة».

ج أما*{غشاوة}*فكل ما كان مشتملاً على الشيء: فهو في كلام العرب مبني على "فعالة "، نحو: الغشاوة والعمامة والقلادة والعصابة، وكذلك أسماء الصناعات؛ لأن معنى الصناعة الاشتمال على كل ما فيها، نحو: الخياطة والقصارة، وكذلك على كل من استولى على شيء ما استولى عليه الفعالة، نحو: الحلاقة والإمارة.

معنى (ولهم عذاب عظيم ) ط
معناه بمخالفتك يا محمد وكفرهم بالله استوجبوا ذلك


معنى عظيم ط
وعظيمٌ: معناه بالإضافة إلى عذاب دونه يتخلله فتور




تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)}



مناسبة الاية ك
(شرع تعالى في بيان حال المنافقين الّذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، ولمّا كان أمرهم يشتبه على كثيرٍ من النّاس أطنب في ذكرهم بصفاتٍ متعدّدةٍ، كلٌّ منها نفاقٌ


ماهو النفاق وانواعة ك
النّفاق:*هو إظهار الخير وإسرار الشّرّ،*وهو أنواعٌ:*اعتقاديٌّ،*وهو الّذي يخلد صاحبه في النّار،*وعمليٌّ*وهو من أكبر الذّنوب، كما سيأتي تفصيله في موضعه، إن شاء اللّه تعالى، وهذا كما قال ابن جريجٍ:*«المنافق يخالف قوله فعله، وسرّه علانيته، ومدخله مخرجه، ومشهده مغيبه».


سبب نزول صفات المنافقين في السور المدنية ك
وإنّما نزلت صفات المنافقين في السّور المدنيّة؛ لأنّ مكّة لم يكن فيها نفاقٌ، بل كان خلافه، من النّاس من كان يظهر الكفر مستكرها، وهو في الباطن مؤمنٌ، فلمّا هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المدينة، وكان بها الأنصار من الأوس والخزرج، وكانوا في جاهليّتهم يعبدون الأصنام، على طريقة مشركي العرب، وبها اليهود من أهل الكتاب على طريقة أسلافهم، وكانوا ثلاث قبائل: بنو قينقاع حلفاء الخزرج، وبنو النّضير، وبنو قريظة حلفاء الأوس، فلمّا قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة، وأسلم من أسلم من الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج، وقلّ من أسلم من اليهود إلّا عبد اللّه بن سلام، رضي اللّه عنه، ولم يكن إذ ذاك نفاقٌ أيضًا؛ لأنّه لم يكن للمسلمين بعد شوكةٌ تخاف، بل قد كان، عليه الصّلاة والسّلام، وادع اليهود وقبائل كثيرةً من أحياء العرب حوالي المدينة، فلمّا كانت وقعة بدرٍ العظمى وأظهر اللّه كلمته، وأعلى الإسلام وأهله، قال عبد اللّه بن أبيّ بن سلول، وكان رأسًا في المدينة، وهو من الخزرج، وكان سيّد الطّائفتين في الجاهليّة، وكانوا قد عزموا على أن يملّكوه عليهم، فجاءهم الخير وأسلموا، واشتغلوا عنه، فبقي في نفسه من الإسلام وأهله، فلمّا كانت وقعة بدرٍ قال: هذا أمرٌ قد توجّه فأظهر الدّخول في الإسلام، ودخل معه طوائف ممّن هو على طريقته ونحلته، وآخرون من أهل الكتاب، فمن ثمّ وجد النّفاق في أهل المدينة ومن حولها من الأعراب، فأمّا المهاجرون فلم يكن فيهم أحدٌ، لأنّه لم يكن أحدٌ يهاجر مكرهًا، بل يهاجر ويترك ماله، وولده، وأرضه رغبةً فيما عند اللّه في الدّار الآخرة.



فيمن نزلت الاية : ك ط ج

هذه الآية نزلت في المنافقين.



فائدة التنبية على صفات المنافقين : ك
ولهذا نبّه اللّه، سبحانه، على صفات المنافقين لئلّا يغترّ بظاهر أمرهم المؤمنون، فيقع بذلك فسادٌ عريضٌ من عدم الاحتراز منهم، ومن اعتقاد إيمانهم، وهم كفّارٌ في نفس الأمر، وهذا من المحذورات الكبار، أن يظنّ بأهل الفجور خير، فقال تعالى:*{ومن النّاس من يقول آمنّا باللّه*وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين}*أي: يقولون ذلك قولًا ليس وراءه شيءٌ آخر، كما قال تعالى:*{إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول*اللّه}*[المنافقون: 1]*أي: إنما يقولون ذلك إذا جاؤوك فقط، لا في نفس الأمر؛ ولهذا يؤكّدون في الشّهادة بإن ولام التّأكيد في خبرها؛ كما أكّدوا قولهم:*{آمنّا باللّه وباليوم الآخر}*وليس الأمر كذلك، كما أكذبهم اللّه في شهادتهم، وفي خبرهم هذا بالنّسبة إلى اعتقادهم، بقوله:{واللّه*يشهد إنّ المنافقين لكاذبون}*[المنافقون: 1]، وبقوله*{وما هم بمؤمنين}*).

اشتقاق الناس ط
واختلف النحويون في لفظة النّاس*فقال قوم:*«هي من نسي فأصل ناس نسي قلب فجاء نيس تحركت الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا فقيل ناس، ثم دخلت الألف واللام».
وقال آخرون:*ناس اسم من أسماء الجموع دون هذا التعليل، دخلت عليه الألف واللام.
وقال آخرون:*«أصل ناس أناس دخلت الألف واللام فجاء الأناس، حذفت الهمزة فجاء الناس أدغمت اللام في النون لقرب المخارج».*

الانتقال من لفظ الواحد ( من يقول) الى الجمع ( آمنا بالله) ط
وقوله تعالى:*{من يقول آمنّا باللّه}*رجع من لفظ الواحد إلى لفظ الجمع بحسب لفظ من ومعناها، وحسن ذلك لأن الواحد قبل الجمع في الرتبة، ولا يجوز أن*يرجع متكلم من لفظ جمع إلى توحيد، لو قلت ومن الناس من يقولون ويتكلم لم يجز

سبب تسمية يوم القيامة باليوم الآخر ط
وسمى الله تعالى يوم القيامة باليوم الآخر لأنه لا ليل بعده، ولا يقال يوم إلا لما تقدمه ليل،

فائدة الباء (وما هم بمؤمنين ) ج

*دخلت الباء مؤكدة لمعنى النفي



تفسير قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)}


معنى الاية : ك ج
(وقوله تعالى:*{يخادعون اللّه والّذين آمنوا}*أي: بإظهارهم ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر، يعتقدون بجهلهم أنّهم يخدعون اللّه بذلك، وأنّ ذلك نافعهم عنده، وأنّه يروج عليه كما يروج على بعض المؤمنين، كما قال تعالى:*{يوم يبعثهم اللّه جميعًا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنّهم على شيءٍ ألا إنّهم هم الكاذبون}*[المجادلة: 18]؛ ولهذا قابلهم على اعتقادهم ذلك بقوله:*{وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}*يقول: وما يغرّون بصنيعهم هذا ولا يخدعون إلّا أنفسهم، وما يشعرون بذلك من أنفسهم، كما قال تعالى:*{إنّ المنافقين يخادعون اللّه وهو خادعهم}*[النّساء: 142].

ج معنى*{يخادعون}: يظهرون غير ما في نفوسهم، والتقية تسمّى -أيضاً- خداعاً، فكأنهم لمّا أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر صارت تقيتهم خداعاً


المراد ب( يخادعون الله) : ط
(واختلف المتأولون في قوله تعالى:*{يخادعون اللّه}.
فقال الحسن بن أبي الحسن:*«المعنى يخادعون رسول الله فأضاف الأمر إلى الله تجوزا لتعلق رسوله به، ومخادعتهم هي تحيلهم في أن يفشي رسول الله والمؤمنون لهم أسرارهم فيتحفظون مما يكرهونه ويتنبهون من ضرر المؤمنين على ما يحبونه».
وقال جماعة من المتأولين: «بل يخادعون الله والمؤمنين، وذلك بأن يظهروا من الإيمان خلاف ما أبطنوا من الكفر ليحقنوا دماءهم ويحرزوا أموالهم ويظنون أنهم قد نجوا وخدعوا وفازوا، وإنما خدعوا أنفسهم لحصولهم في العذاب وما شعروا لذلك».


معنى ( وما يخدعون الا انفسهم ) ك ط ج
1- ان ضرر المخادعه راجع لهم بالعذاب ك ط ج
2- لا يشعرون ان الله اخبر رسوله عن مخادعتهم ط

الخداع والتقية : ك ج
ك قال ابن جريرٍ:*فإن قال قائلٌ: كيف يكون المنافق للّه وللمؤمنين مخادعًا، وهو لا يظهر بلسانه خلاف ما هو له معتقدٌ إلّا تقيّةً؟
قيل:*لا تمتنع العرب أن تسمّي من أعطى بلسانه غير الّذي في ضميره تقيّةً، لينجو ممّا هو له خائفٌ، مخادعًا، فكذلك المنافق، سمّي مخادعًا للّه وللمؤمنين، بإظهاره ما أظهر بلسانه تقيّةً، ممّا تخلّص به من القتل والسّباء والعذاب العاجل، وهو لغير ما أظهر، مستبطنٌ، وذلك من فعله -وإن كان خداعًا للمؤمنين في عاجل الدّنيا-فهو لنفسه بذلك من فعله خادعٌ، لأنّه يظهر لها بفعله ذلك بها أنّه يعطيها أمنيّتها، ويسقيها كأس سرورها، وهو مورّدها حياض عطبها، ومجرّعها بها كأس عذابها، ومزيرها من غضب اللّه وأليم عقابه ما لا قبل لها به، فذلك خديعته نفسه، ظنًّا منه -مع إساءته إليها في أمر معادها-أنّه إليها محسنٌ، كما قال تعالى:*{وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}*إعلامًا منه عباده المؤمنين أنّ المنافقين بإساءتهم إلى أنفسهم في إسخاطهم عليها ربّهم بكفرهم، وشكّهم وتكذيبهم، غير شاعرين ولا دارين، ولكنّهم على عمياء من أمرهم مقيمون

ج والتقية تسمّى -أيضاً- خداعاً، فكأنهم لمّا أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر صارت تقيتهم خداعاً


تفسير قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)}


المقصود بالمرض : ك ط ج
ك الشك النفاق الرياء

فمعنى قوله:*{مرض}*قال أبو عبيدة: معناه: شك ونفاق، والمرض في القلب: يصلح لكل ما خرج به الإنسان عن الصحة في الدين.


معنى فزادهم الله مرضا : ط ك ج
قال ابن كثير: وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم:*{في قلوبهم مرضٌ}*قال:*«هذا مرضٌ في الدّين، وليس مرضًا في الأجساد، وهم المنافقون،*والمرض: الشّكّ الّذي دخلهم في الإسلام*{فزادهم اللّه مرضًا}*قال:*زادهم رجسًا،*وقرأ:*{فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون * وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم}*[التّوبة: 124، 125]*قال:*شرًّا إلى شرّهم وضلالةً إلى ضلالتهم».
وهذا الّذي قاله عبد الرّحمن، رحمه اللّه، حسنٌ، وهو الجزاء من جنس العمل، وكذلك قاله الأوّلون، وهو نظير قوله تعالى أيضًا:*{والّذين اهتدوا زادهم هدًى وآتاهم تقواهم}*[محمّدٍ: 17].
قال ابن عطية : واختلف المتأولون في معنى قوله فزادهم اللّه مرضاً فقيل هو دعاء عليهم، وقيل هو خبر أن الله قد فعل بهم ذلك، وهذه الزيادة هي بما ينزل من الوحي ويظهر من البراهين، فهي على هؤلاء المنافقين عمى وكلما كذبوا زاد المرض.



القراءات يكذبون ك ط ج
ك وقوله*{بما كانوا يكذبون}*وقرئ: "يكذّبون"، وقد كانوا متّصفين بهذا وهذا، فإنّهم كانوا كذبةٌ يكذّبون بالحقّ يجمعون بين هذا وهذا.
ط وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر «يكذّبون» بضم الياء وتشديد الذال.
وقرأ الباقون بفتح الياء وتخفيف الذال، فالقراءة بالتثقيل يؤيدها قوله تعالى قبل:*{وما هم بمؤمنين}،*فهذا إخبار بأنهم يكذبون.*
والقراءة بالتخفيف يؤيدها أن سياق الآيات إنما هي إخبار بكذبهم، والتوعد بالعذاب الأليم، متوجه على الكذب في مثل هذه النازلة، إذ هو منطو على الكفر، وقراءة التثقيل أرجح.*
ج وقوله عزّ وجلّ:*{بما كانوا يكذبون}*ويقرأ:*(يكذّبون).*
فمن قرأ (يكذبون)*بالتخفيف: فإن كذبهم قولهم: أنهم مؤمنون، قال الله عزّ وجلّ:*{وما هم بمؤمنين}.*وأما (يكذّبون) بالتثقيل،*فمعناه: بتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم).


معنى اليم : ط ج
وقوله عزّ وجلّ:*{ولهم عذاب أليم}*معناه موجع يصل وجعه إلى قلوبهم.


المقصود ب( لهم )ط
1- والضمير في لهم هو عائد إلى المنافقين المشار إليهم قبل.
2- وقال بعض الناس: «الإشارة هنا هي إلى منافقي اليهود».
3- وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه في تفسير هذه الآية:«لم يجئ هؤلاء بعد»،*ومعنى قوله: لم ينقرضوا بل هم يجيئون في كل زمان


لم لم يقتل رسول الله المنافقين ك
وقد سئل القرطبيّ وغيره من المفسّرين عن حكمة كفّه، عليه السّلام، عن قتل المنافقين مع علمه بأعيان بعضهم، وذكروا أجوبةً عن ذلك:
1- *منها*ما ثبت في الصّحيحين: أنّه قال لعمر:*«أكره أن يتحدّث العرب أنّ محمّدًا يقتل أصحابه»،*ومعنى هذا خشية أن يقع بسبب ذلك تغيّرٌ لكثيرٍ من الأعراب عن الدّخول في الإسلام ولا يعلمون حكمة قتله لهم، وأنّ قتله إيّاهم إنّما هو على الكفر، فإنّهم إنّما يأخذونه بمجرّد ما يظهر لهم فيقولون: إنّ محمّدًا يقتل أصحابه،
2- ومنها:*ما قال مالكٌ، رحمه اللّه: إنّما كفّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن المنافقين ليبيّن لأمّته أنّ الحاكم لا يحكم بعلمه.
قال القرطبيّ: وقد اتّفق العلماء عن بكرة أبيهم على أنّ القاضي لا يقتل بعلمه، وإن اختلفوا في سائر الأحكام،
3- *ومنها*ما قال الشّافعيّ: إنّما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم؛ لأنّ ما يظهرونه يجبّ ما قبله ا
4- *ومنها*ما قاله بعضهم: أنّه إنّما لم يقتلهم لأنّه كان يخاف من شرّهم مع وجوده، عليه السّلام، بين أظهرهم يتلو عليهم آيات اللّه مبيّناتٍ، فأمّا بعده فيقتلون إذا أظهروا النّفاق وعلمه المسلمون، قال مالكٌ: المنافق في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هو الزّنديق اليوم.*

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 18 شوال 1435هـ/14-08-2014م, 09:37 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي الايات من 11 الى 16 سوره البقرة

5- تفسير سورة البقرة
[من الآية (11) إلى الآية (16) ]



{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)}



تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)}


المقصود بالفساد ك ط ج
الكفر والعمل بالمعصية وموالاة الكفرة والصد عن دين الله

علاقة الفساد بالنفاق ك
قال ابن جريرٍ: فأهل النّفاق مفسدون في الأرض بمعصيتهم فيها ربّهم، وركوبهم فيها ما نهاهم عن ركوبه، وتضييعهم فرائضه، وشكّهم في دينه الّذي لا يقبل من أحدٍ عملٌ إلّا بالتّصديق به والإيقان بحقيقته، وكذبهم المؤمنين بدعواهم غير ما هم عليه مقيمون من الشّكّ والرّيب، ومظاهرتهم أهل التّكذيب باللّه وكتبه ورسله على أولياء اللّه، إذا وجدوا إلى ذلك سبيلًا. فذلك إفساد المنافقين في الأرض، وهم يحسبون أنّهم بفعلهم ذلك مصلحون فيها.
وهذا الّذي قاله حسنٌ، فإنّ من الفساد في الأرض اتّخاذ المؤمنين الكافرين أولياء، كما قال تعالى:*{والّذين كفروا بعضهم أولياء بعضٍ إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ}*[الأنفال: 73]*فقطع اللّه الموالاة بين المؤمنين والكافرين كما قال:*{يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا للّه عليكم سلطانًا مبينًا}*[النّساء: 144]*ثمّ قال: {إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار ولن تجد لهم نصيرًا}*[النّساء: 145]*فالمنافق لمّا كان ظاهره الإيمان اشتبه أمره على المؤمنين، فكأنّ الفساد من جهة المنافق حاصلٌ؛ لأنّه هو الّذي غرّ المؤمنين بقوله الّذي لا حقيقة له، ووالى الكافرين على المؤمنين، ولو أنّه استمرّ على حالته الأولى لكان شرّه أخفّ، ولو أخلص العمل للّه وتطابق قوله وعمله لأفلح وأنجح؛


معنى ( انما نحن مصلحون)ك ط ج
قال ابن عطية : {إنّما*نحن مصلحون}*ثلاث تأويلات:
أحدها:*جحد أنهم مفسدون وهذا استمرار منهم على النفاق.ط
والثاني:*أن يقروا بموالاة الكفار ويدعون أنها صلاح من حيث هم قرابة توصل. ج ط
والثالث:*أنهم مصلحون بين الكفار والمؤمنين، فلذلك يداخلون الكفار.ك ط ك

اشتقاق قيل ج
قال الزجاج: الأصل في قيل: "قول" ولكن الكسرة نقلت إلى القاف؛ لأن العين من الفعل في قولك: "قال" نقلت من حركة إلى سكون، فيجب أن تلزم هذا السكون في سائر تصرف الفعل.

إعراب قيل ج
فآخره مبني على الفتح، وكذلك كل فعل ماضٍ مبني على الفتح،


تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}

معنى الأية : ك ط
فيه قولان :
1- يقول: ألا إنّ هذا الّذي يعتمدونه ويزعمون أنّه إصلاحٌ هو عين الفساد، ولكن من جهلهم لا يشعرون بكونه فسادًا
2- يحتمل أن يراد لا يشعرون أن الله يفضحهم، وهذا مع أن يكون قولهم إنّما نحن مصلحون جحدا محضا للإفساد
ذكر الأقوال الثلاثة ابن كثير وابن عطية والزجاج

معنى (ألا) ط
ألا استفتاح كلام


فائدة ال في المفسدون ط
قال ابن عطية : وهذه الألف واللام تتضمن المبالغة



تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)}

معنى الآية : ك ط
قال ابن عطية : المعنى صدقوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وشرعه، مثل ما صدقه المهاجرون والمحققون من أهل يثرب، قالوا: أنكون كالذين خفت عقولهم؟ ذكره ابن كثير
معنى السفهاء ك ج
والسّفهاء: جمع سفيهٍ، أصل السفه في اللغة: خفة الحلم، والسّفيه: هو الجاهل الضّعيف الرّأي القليل المعرفة بمواضع المصالح والمضارّ؛

فائدة الحصر (ألا انهم هم السفهاء) ك
فأكّد وحصر السّفاهة فيهم.

معنى (لا يعلمون) ك ط
ك ومن تمام جهلهم أنّهم لا يعلمون بحالهم في الضّلالة والجهل، وذلك أردى لهم وأبلغ في العمى، والبعد عن الهدى).


فيمن نزلت الأية ط
وقال قوم: «الآية نزلت في منافقي اليهود، والمراد بالناس عبد الله بن سلام ومن أسلم من بني إسرائيل».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا تخصيص لا دليل عليه.

اصل لقوا ط
ولقوا أصله لقيوا استثقلت الضمة على الياء فسكنت فاجتمع الساكنان فحذفت الياء


معنى( ألا ) ج
*معنى (ألا) استفتاح وتنبيه،




تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)}


معنى ( وإذا لقوا الذين امنوا قالوا أمنا )ك
يقول [اللّه] تعالى: وإذا لقي هؤلاء المنافقون المؤمنين قالوا:*{آمنّا}*أي: أظهروا لهم الإيمان والموالاة والمصافاة، غرورًا منهم للمؤمنين ونفاقًا ومصانعةً وتقيّةً، وليشركوهم فيما أصابوا من خيرٍ ومغنمٍ،*

معنى( خلوا إلى ) ك ط ج

1- وإذا انصرفوا وذهبوا وخلصوا إلى شياطينهم، فضمّن*{خلوا}*معنى انصرفوا؛ لتعديته بإلى، ليدلّ على الفعل المضمر والفعل الملفوظ به.*رجحة ابن جرير وابن كثير وابن عطية
2- ومنهم من قال: "إلى" هنا بمعنى "مع"، قال ابن عطية : وفي هذا ضعف
3- قال قوم: إلى بمعنى الباء إذ حروف المعاني يبدل بعضها من بعض. قال ابن عطية : هذا ضعيف يأباه الخليل وسيبويه وغيرهما



سبب عدم تعدية ( خلوا) بالباء ط
قال ابن عطية : قال مكي: «يقال خلوت بفلان بمعنى سخرت به فجاءت إلى في الآية زوالا عن الاشتراك في الباء».


المراد بالشياطين ك ط
اختلف المفسرون في المراد بالشياطين:
1- «هم رؤساء الكفر».
2- «هم شياطين الجن».قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا في الموضع بعيد.
3- وقال جمع من المفسرين: «هم الكهان».
4- «وإذا خلوا إلى أصحابهم من المنافقين والمشركين، وهم شياطينهم»
5- من يهود الّذين يأمرونهم بالتّكذيب وخلاف ما جاء به الرّسول».
ذكر جميع الأقوال ابن كثير وابن عطية
قال ابن عطية : ولفظ الشيطنة: يعم جميع من ذكر والمنافقين حتى يقدر كل واحد شيطان غيره، فمنهم الخالون، ومنهم الشياطين.

معنى الشيطنة : ط ج
ومعنى "شياطينهم" في اللغة: مردتهم، وعتاتهم في الكفر.*ج
لفظ الشيطنة الذي معناه البعد عن الإيمان والخير ط

معنى (إنا معكم) ك ج
أي إنّا على مثل ما أنتم عليه ك
معناه: إنا مستقرون معكم ج

معنى مستهزئون ط ك
ك إنّما نحن نستهزئ بالقوم ونلعب بهم».
ط مستهزئون معناه نتخذ هؤلاء الذين نصانعهم بإظهار الإيمان هزوا ونستخف بهم.


تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)}

مناسبة الآية ك
وقوله تعالى جوابًا لهم ومقابلةً على صنيعهم:*{اللّه يستهزئ بهم ويمدّهم في طغيانهم يعمهون


المقصود باستهزاء الله بهم ك ط ج
اختلف المفسرون في هذا الاستهزاء :
1- إن الله تعالى يفعل بهم أفعالا هي في تأمل البشر هزو ك ط
2- بل استهزاؤه بهم توبيخه إيّاهم، ولومه لهم على ما ركبوا من معاصيه، والكفر به.ك ط
3- هذا وأمثاله على سبيل الجواب، إذ صار الأمر إليه، ك
4- إهي تسمية العقوبة باسم الذنب». ك ط ج اختاره ابن عطية
5- *أن أظهر لهم من أحكامه في الدنيا خلاف ما لهم في الآخرة، كما أظهروا من الإسلام خلاف ما أسرّوا. ك ج اختاره ابن جرير وابن كثير والزجاج
قال ابن كثير : ثمّ شرع ابن جريرٍ يوجّه هذا القول وينصره؛ لأنّ المكر والخداع والسّخرية على وجه اللّعب والعبث منتفٍ عن اللّه، عزّ وجلّ، بالإجماع، وأمّا على وجه الانتقام والمقابلة بالعدل والمجازاة فلا يمتنع ذلك.



معنى الطغيان ك ط ج
والطّغيان لغه :*هو المجاوزة في الشّيء. والطغيان الغلو وتعدي الحد ك ط
في طغيانهم}*معناه: في غلوّهم وكفرهم، ج ك ط

معنى يعمهون ك ط ج
يعمهون}*في اللغة: يتحيرون ج ط
قال ابن جريرٍ: والعمه: الضّلال ك



معنى : *{في طغيانهم يعمهون}* ك

في ضلالهم وكفرهم الّذي غمرهم دنسه، وعلاهم رجسه، يتردّدون [حيارى] ضلالا لا يجدون إلى المخرج منه سبيلًا؛ لأنّ اللّه تعالى قد طبع على قلوبهم وختم عليها، وأعمى أبصارهم عن الهدى وأغشاها، فلا يبصرون رشدًا، ولا يهتدون سبيلًا


معنى يمدهم ط ج
1- يمهلهم ويملي لهم ج ك ط
2- يزيدهم في الطغيان ك ط ج رجحة ابن جرير


الفرق بين العمه والعمى : ك
وقال بعضهم: العمى في العين، والعمه في القلب، وقد يستعمل العمى في القلب -أيضًا-: قال اللّه تعالى:*{فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور}*[الحجّ: 46]


تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)}

معنى اشتروا الضلالة بالهدى ك ط ج
قال ابن عطية : اختلفت عبارة المفسرين عن معنى قوله:*{اشتروا الضّلالة بالهدى}
1- أخذوا الضلالة وتركوا الهدى». ك ط
2- استحبوا الضلالة وتجنبوا الهدى كما قال تعالى:*{فاستحبّوا العمى على الهدى}*[فصلت: 17]. ك ط
3- الشراء هنا استعارة وتشبيه، لما تركوا الهدى وهو معرض لهم ووقعوا بدله في الضلالة واختاروها شبهوا بمن اشترى فكأنهم دفعوا في الضلالة هداهم إذ كان لهم أخذه. ج ط
قال ابن كثير : وحاصل قول المفسّرين فيما تقدّم:*أنّ المنافقين عدلوا عن الهدى إلى الضّلال، واعتاضوا عن الهدى بالضّلالة، وهو معنى قوله تعالى:{أولئك الّذين اشتروا الضّلالة بالهدى}*أي بذلوا الهدى ثمنًا للضّلالة، وسواءٌ في ذلك من كان منهم قد حصل له الإيمان ثمّ رجع عنه إلى الكفر، كما قال تعالى فيهم:*{ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم}*[المنافقون: 3]، أو أنّهم استحبّوا الضّلالة على الهدى، كما يكون حال فريقٍ آخر منهم، فإنّهم أنواعٌ وأقسامٌ؛



"]معنى فما ربحت تجارتهم ك ط ]
أي: ما ربحت صفقتهم في هذه البيعة، ك
والمعنى فما ربحوا في تجارتهم. ط

معنى وما كنوا مهتدين ك ط
ك : أي: راشدين في صنيعهم ذلك.
وقيل على الإطلاق ط

مسألة حكم الشراء بجهالة ط
وبهذا المعنى تعلق مالك رحمه الله في منع أن يشتري الرجل على أن يتخير في كل ما تختلف آحاد جنسه ولا يجوز فيه التفاضل.


المقصود ب أولئك ط
إشارة إلى المتقدم ذكرهم

إعراب أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ط
وهو رفع بالابتداء والّذين خبره، واشتروا صلة ل الّذين

اشتقاق اشتروا ط ج
ط وأصله اشتريوا تحركت الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا فحذفت لالتقاء الساكنين، وقيل استثقلت الضمة على الياء فسكنت وحذفت للالتقاء وحركت الواو بعد ذلك للالتقاء بالساكن بعدها

معنى الضلالة ط
الضلالة والضلال: التلف نقيض الهدى الذي هو الرشاد إلى المقصد.

نسبة الربح إلى التجارة وسببه ج
قال الزجاج : وقوله عزّ وجلّ:*{فما ربحت تجارتهم}*معناه: فما ربحوا في تجارتهم؛ لأن التجارة لا تربح وإنما يربح فيها ويوضع فيها، والعرب تقول: قد خسر بيعك وربحت تجارتك، يريدون بذلك الاختصار وسعة الكلام،

الإطلاق على الشي المتمسك به بالمشترى ج
قال الزجاج : أن كل من ترك شيئاً وتمسك بغيره، فالعرب تقول للذي تمسك به قد اشتراه، وليس ثم شراء ولا بيع، ولكن رغبته فيه بتمسكه به كرغبة المشتري بماله ما يرغب فيه

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 18 شوال 1435هـ/14-08-2014م, 10:05 PM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي الايات من 17 الى 20

6 -تفسير سورة البقرة
[من الآية (17) إلى الآية (20) ]

{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}






تفسير قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)}

معنى المثل ط :
معناه الشبه

معنى (مثلهم كمثل) ط
*معناه: أن الذي يتحصل في نفس الناظر في أمرهم كمثل الذي يتحصل في نفس الناظر في أمر المستوقد،


شرح المثل ك ج
قال ابن كثير : وتقدير هذا المثل:*أنّ اللّه سبحانه، شبّههم في اشترائهم الضّلالة بالهدى، وصيرورتهم بعد التّبصرة إلى العمى، بمن استوقد نارًا، فلمّا أضاءت ما حوله وانتفع بها وأبصر بها ما عن يمينه وشماله، وتأنّس بها فبينا هو كذلك إذ طفئت ناره، وصار في ظلامٍ شديدٍ، لا يبصر ولا يهتدي، وهو مع ذلك أصمّ لا يسمع، أبكم لا ينطق، أعمى لو كان ضياءً لما أبصر؛ فلهذا لا يرجع إلى ما كان عليه قبل ذلك، فكذلك هؤلاء المنافقون في استبدالهم الضّلالة عوضًا عن الهدى، واستحبابهم الغيّ على الرّشد.

معنى استوقد ط
1- قيل معناه أوقد
2- وقيل استوقد يراد به طلب من غيره أن يوقد له على المشهور من باب استفعل، وذلك يقتضي حاجته إلى النار، فانطفاؤها مع حاجته إليها أنكى له

الطائفة المقصودة بالآية ك ط ج
قال ابن عطية : واختلف المتأولون في فعل المنافقين الذي يشبه فعل (الذي استوقد نارا).
1- هي فيمن آمن ثم كفر بالنفاق، فإيمانه بمنزلة النار إذا أضاءت، وكفره بعد بمنزلة انطفائها وذهاب النور.
2- «إن ما يظهر المنافق في الدنيا من الإيمان فيحقن به دمه ويحرز ماله ويناكح ويخالط كالنار التي أضاءت ما حوله، فإذا مات صار إلى العذاب الأليم، فذلك بمنزلة انطفائها وبقائه في الظلمات».
3- إن إقبال المنافقين إلى المسلمين وكلامهم معهم كالنار وانصرافهم إلى مردتهم وارتكاسهم عندهم كذهابها.
4- إن المنافقين كانوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في منزلة بما أظهروه، فلما فضحهم الله وأعلم بنفاقهم سقطت المنزلة، فكان ذلك كله بمنزلة النار وانطفائها.
5- *نطقهم بــ «لا إله إلا الله» والقرآن كإضاءة النار، واعتقادهم الكفر بقلوبهم كانطفائها. اختاره ابن جرير
وذكر الأقوال ابن كثير ، وذكر الزجاج القول الاول والثاني


معنى (ذهب الله بنورهم) ك
أي: ذهب عنهم ما ينفعهم، وهو النّور، وأبقى لهم ما يضرّهم، وهو الإحراق والدّخن

معنى ( وتركهم قي ظلمات )ك
وهو ما هم فيه من الشّكّ والكفر والنّفاق

معنى لا يبصرون ك
لا يهتدون إلى سبل خيرٍ ولا يعرفونها





تفسير قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}



معنى صم بكم عمي ك ط ج
لا يسمعون الهدى ولا يبصرونه ولا يعقلونه»*

معنى لا يرجعون ك ط
1- *إخبار منه تعالى أنهم لا يؤمنون بوجه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وإنما كان يصح هذا إن لو كانت الآية في معينين،
2- وقال غيره: معناه فهم لا يرجعون ما داموا على الحال التي وصفهم بها، وهذا هو الصحيح، لأن الآية لم تعين، وكلهم معرض للرجوع مدعو إليه).*[المحرر الوجيز: 1/ 136]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)}



[معنى (أو) ط
{أو} للتخيير، معناه مثلوهم بهذا أو بهذا، لا على الاقتصار على أحد الأمرين، وقال الطبري: أو بمعنى الواو.

المقصود ب المثل ك ط ج
قال الزجاج : أو كأصحاب صيب، فجعل "دين الإسلام" لهم مثلاًَ فيما ينالهم من الشدائد والخوف، وجعل "ما يستضيئون به من البرق" مثلاً لما يستضيئون به من الإسلام، و"ما ينالهم من الخوف في البرق" بمنزلة ما يخافونه من القتل، الدليل على ذلك قوله عزّ وجلّ:*{يحسبون كل صيحة عليهم}
ذكره ابن كثير وابن عطية بلفظ آخر

اشتقاق ط
والصيب المطر من صاب يصوب إذا انحط من علو إلى سفل،

وأصل صيّب صيوب اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت، كما فعل في سيّد وميّت.

لفظ الظلمات بالجمع ط
قال ابن عطية : وقوله تعالى:*{ظلماتٌ}*بالجمع، إشارة إلى ظلمة الليل وظلمة الدجن ومن حيث تتراكب وتتزايد جمعت، وكون الدجن مظلما هول وغم للنفس، بخلاف السحاب والمطر إذا انجلى دجنه،

معنى الصيب ك
1- والصّيّب: المطر، قاله ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وناسٌ من الصّحابة، وأبو العالية، ومجاهدٌ، وسعيد بن جبير، وعطاء، والحسن البصريّ، وقتادة، وعطيّة العوفي، وعطاءٌ الخراسانيّ، والسّدي، والرّبيع بن أنسٍ.
2- قال الضّحّاك: هو السّحاب.
والأشهر هو المطر

معنى الصواعق ك ط
والصّواعق: جمع صاعقةٍ، وهي نارٌ تنزل من السّماء وقت الرّعد الشّديد،


معنى الرعد ط
واختلف العلماء في الرعد:
1- فقال ابن عباس ومجاهد وغيرهم: هو ملك يزجر السحاب بهذا الصوت المسموع كلما خالفت سحابة صاح بها، فإذا اشتد غضبه طار النار من فيه، فهي الصّواعق، واسم هذا الملك الرعد،
2- وقيل الرعد ملك، وهذا الصوت تسبيحه، وقيل الرعد اسم الصوت المسموع، قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا هو المعلوم في لغة العرب،
3- وروي عن ابن عباس أنه قال:*«الرعد ريح تختنق بين السحاب فتصوت ذلك الصوت».*
4- وقيل:*«الرعد اصطكاك أجرام السحاب».
وأكثر العلماء على أن الرعد ملك، وذلك صوته يسبح ويزجر السحاب.


معنى البرق ط
اختلفوا في البرق:
1- فقال علي بن أبي طالب:*«هو مخراق حديد بيد الملك يسوق به السحاب».
2- وقال ابن عباس:*«هو سوط نور بيد الملك يزجي به السحاب».
3- وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أن البرق ملك يتراءى،
4-وقال قوم: «البرق ماء»، وهذا قول ضعيف.


معنى (والله محيط بالكافرين) ط ك
محيط بهم بقدرته وأخذه وعقابه
قال ابن كثير: لأنّ اللّه محيطٌ [بهم] بقدرته، وهم تحت مشيئته وإرادته، ك
قال ابن عطية : و{محيطٌ بالكافرين}*معناه: بعقابه وأخذه، يقال أحاط السلطان بفلان إذا أخذه أخذا حاصرا من كل جهة ط



تفسير قوله تعالى: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}


معنى الخطف ط ج
الخطف الانتزاع بسرعة.

معنى (يكاد البرق يخطف أبصارهم) ك ط
أي: لشدّته وقوّته في نفسه، وضعف بصائرهم، وعدم ثباتها للإيمان.
ط تكاد حجج القرآن وبراهينه وآياته الساطعة تبهرهم،

المراد ب ( يكاد البرق يخطف أبصارهم) ك ط
قال ابن عطيه : ومعنى الآية
1- فيما روي عن ابن عباس وغيره: كلما سمع المنافقون القرآن وظهرت لهم الحجج أنسوا ومشوا معه، فإذا نزل من القرآن ما يعمون فيه ويضلون به أو يكلفونه قاموا أي ثبتوا على نفاقهم.
2- وروي عن ابن مسعود أن معنى الآية: كلما صلحت أحوالهم في زروعهم ومواشيهم وتوالت عليهم النعم قالوا دين محمد دين مبارك. وإذا نزلت بهم مصيبة أو أصابتهم شدة سخطوه وثبتوا في نفاقهم.
3- وقال قوم كلما خفي عليكم نفاقهم وظهر لكم منهم الإيمان مشوا فيه، فإذا افتضحوا عندكم قاموا،
ذكر الأقوال الثلاثة ابن كثير بلفظ آخر ثم قال :
وقال محمّد بن إسحاق، عن ابن عبّاسٍ:*{كلّما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا}*أي: يعرفون الحقّ ويتكلّمون به، فهم من قولهم به على استقامةٍ فإذا ارتكسوا منه إلى الكفر {قاموا} أي: متحيّرين.
وهكذا قال أبو العالية، والحسن البصريّ، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ بسنده، عن الصّحابة وهو أصحّ وأظهر. واللّه أعلم


معنى قاموا ط
وقاموا معناه ثبتوا، لأنهم كانوا قياما
.

علاقة الإيمان بالنور يوم القيامة ك
قال ابن كثير : وهكذا يكونون يوم القيامة عندما يعطى النّاس النّور بحسب إيمانهم، فمنهم من يعطى من النّور ما يضيء له مسيرة فراسخ، وأكثر من ذلك وأقلّ من ذلك، ومنهم من يطفأ نوره تارةً ويضيء له أخرى، فيمشي على الصّراط تارةً ويقف أخرى. ومنهم من يطفأ نوره بالكلّيّة وهم الخلّص من المنافقين

أقسام الناس في مطلع سورة البقرة ك
قال ابن كثير : فإذا تقرّر هذا صار النّاس أقسامًا: مؤمنون خلّص، وهم الموصوفون بالآيات الأربع في أوّل البقرة، وكفّارٌ خلّصٌ، وهم الموصوفون بالآيتين بعدها، ومنافقون، وهم قسمان: خلّصٌ، وهم المضروب لهم المثل النّاريّ، ومنافقون يتردّدون، تارةً يظهر لهم لمعٌ من الإيمان وتارةً يخبو وهم أصحاب المثل المائيّ، وهم أخفّ حالًا من الّذين قبلهم.


النفاق والإيمان في القلب ك
كما جاء في الصّحيحين، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:«ثلاثٌ من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه واحدةٌ منهنّ كانت فيه خصلةٌ من النّفاق حتّى يدعها: من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».
استدلّوا به على أنّ الإنسان قد تكون فيه شعبةٌ من إيمانٍ، وشعبةٌ من نفاقٍ. إمّا عملي لهذا الحديث، أو اعتقاديٌّ، كما دلّت عليه الآية، كما ذهب إليه طائفةٌ من السّلف وبعض العلماء، كما تقدّم، وكما سيأتي، إن شاء اللّه. قال الإمام أحمد: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:*«القلوب أربعةٌ: قلبٌ أجرد، فيه مثل السّراج يزهر، وقلبٌ أغلف مربوطٌ على غلافه، وقلبٌ منكوسٌ، وقلبٌ مصفّح، فأمّا القلب الأجرد فقلب المؤمن، سراجه فيه نوره، وأمّا القلب الأغلف فقلب الكافر، وأمّا القلب المنكوس فقلب المنافق الخالص، عرف ثمّ أنكر، وأمّا القلب المصفّح فقلبٌ فيه إيمانٌ ونفاقٌ، ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة، يمدّها الماء الطّيّب، ومثل النّفاق فيه كمثل القرحة يمدّها القيح والدّم، فأيّ المدّتين غلبت على الأخرى غلبت عليه». وهذا إسنادٌ جيّدٌ حسنٌ.*




معنى (إن الله على كل شيء قدير) ك ط
قال ابن عطية : وقوله تعالى:*{على كلّ شيءٍ}*لفظه العموم ومعناه عند المتكلمين على كل شيء يجوز وصفه تعالى بالقدرة عليه
و{قديرٌ}*بمعنى قادر، وفيه مبالغة،

سبب تخصيص الأسماع والأبصار بالذهاب ط
«ولو شاء الله لأذهب أسماعهم وأبصارهم» وخص الأسماع والأبصار لتقدم ذكرها في الآية

مناسبة خاتمة الأية( قدير) ك ط
وقال ابن جريرٍ: إنّما وصف اللّه تعالى نفسه بالقدرة على كلّ شيءٍ في هذا الموضع؛ لأنّه حذّر المنافقين بأسه وسطوته وأخبرهم أنّه بهم محيطٌ،
وذكره ابن عطية

الفئة المقصودة بالمثل ك
1- وذهب ابن جريرٍ الطّبريّ ومن تبعه من كثيرٍ من المفسّرين أنّ هذين المثلين مضروبان لصنفٍ واحدٍ من المنافقين وتكون "أو" في قوله تعالى:*{أو كصيّبٍ من السّماء}*بمعنى الواو، كقوله تعالى:*{ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا}*[الإنسان: 24]، أو تكون للتخبير، أي: اضرب لهم مثلًا بهذا وإن شئت بهذا، قاله القرطبيّ.وذكره الزجاج وسماها واو الإباحة
2- قال ابن كثير: وهذا يكون باعتبار جنس المنافقين، فإنّهم أصنافٌ ولهم أحوالٌ وصفاتٌ كما ذكرها اللّه تعالى في سورة براءةٌ -ومنهم -ومنهم -ومنهم -يذكر أحوالهم وصفاتهم وما يعتمدونه من الأفعال والأقوال، فجعل هذين المثلين لصنفين منهم أشدّ مطابقةً لأحوالهم وصفاتهم، واللّه أعلم،

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 19 شوال 1435هـ/15-08-2014م, 02:00 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي تفسير 21- 22

7 - تفسير سورة البقرة
[من الآية (21) إلى الآية (22) ]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)}



تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)}


المراد بالناس ؟ ك
للفريقين جميعًا من الكفّار والمنافقين،

معنى (اعبدوا ربكم) ك ط
أي: وحّدوا ربّكم وخصوه بالعبادة

فائدة في النداء ومكية السورة ومدنيتها ط
قال ابن عطية : وقال مجاهد:*«يا أيّها النّاس حيث وقع في القرآن مكي، ويا أيّها الّذين آمنوا مدني».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: قد تقدم في أول السورة أنها كلها مدنية، وقد يجيء في المدني (يا أيّها النّاس)، وأما قوله في (يا أيّها الّذين آمنوا) فصحيح.


سبب ذكر الخلق في الأمر بالعبادة ط ج
ذكر تعالى خلقه لهم من بين سائر صفاته إذ كانت العرب مقرة بأن الله خلقها، فذكر ذلك حجة عليهم.

معنى لعل هنا ط ج
قال الزجاج : فأما "لعل"*وفيها قولان ههنا، في اللغة:*
1- أحدهما:*معناها: كي تتقوا،
2- والذي يذهب إليه سيبويه في مثل هذا أنه ترج لهم، كما قال في قصة فرعون:*{لعلّه يتذكّر أو يخشى}كأنه قال: اذهبا أنتما على رجائكما وطمعكما، واللّه عزّ وجلّ من وراء ذلك وعالم بما يؤول إليه أمر فرعون.
قال ابن عطية : «لعل» في هذه الآية قال فيها كثير من المفسرين هي بمعنى إيجاب التقوى وليست من الله تعالى بمعنى ترجّ وتوقّع.
وقال سيبويه ورؤساء اللسان: هي على بابها، والترجي والتوقع إنما هو في حيز البشر، أي إذا تأملتم حالكم مع عبادة ربكم رجوتم لأنفسكم التقوى،


أصل تتقون ط
{تتّقون}*مأخوذ من الوقاية، وأصله «توتقيون» نقلت حركة الياء إلى القاف وحذفت للالتقاء مع الواو الساكنة وأدغمت الواو الأولى في التاء)


معنى لعلكم تتقون ج
{لعلكم تتقون}*معناه: تتقون الحرمات بينكم، وتكفون عما تأتون مما حرمه اللّه


تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)}



معنى الأية ومناسبتها ك
شرع تبارك وتعالى في بيان وحدانيّة ألوهيّته، بأنّه تعالى هو المنعم على عبيده، بإخراجهم من العدم إلى الوجود وإسباغه عليهم النعم الظّاهرة والباطنة، بأن جعل لهم الأرض فراشًا،*{والسّماء بناءً}*وهو السّقف،*وأنزل لهم من السّماء ماءً -، فأخرج لهم به من أنواع الزّروع والثّمار ما هو مشاهدٌ؛ رزقًا لهم ولأنعامهم،*ومضمونه: أنّه الخالق الرّازق مالك الدّار، وساكنيها، ورازقهم، فبهذا يستحقّ أن يعبد وحده ولا يشرك به غيره؛

معنى الأرض فراشا ك ط ج
مهدًا كالفراش مقرّرة موطّأةً مثبّتةً بالرّواسي الشّامخات، ك ط
معناه: وطاء، لم يجعلها حزنة غليظة لا يمكن الاستقرار عليها. ج
معنى السماء لغة ط ج
قيل هو اسم مفرد جمعه «سماوات»، وقيل هو جمع واحده «سماوة»، وكل ما ارتفع عليك في الهواء فهو سماء، والهواء نفسه علوا يقال له «سماء»، ، واللفظة من السمو وتصاريفه

معنى السماء بناء ك ط ج
هو السّقف

المراد ب أنزل من السماء ماء ك ط
والمراد به السّحاب
قال ابن عطية : سمي بذلك تجوزا لما كان يلي السماء ويقاربها وقد سموا المطر سماء للمجاورة

اصل ماء : ط
أصل ماءً موه يدل على ذلك قولهم في الجمع مياه وأمواه، وفي التصغير مويه،

على ماذا يطلق الرزق : ط
وانطلق اسم الرزق على ما يخرج من الثمرات قبل التملك، أي هي معدة أن يصح الانتفاع بها فهي رزق، ورد بهذه الآية بعض الناس قول المعتزلة إن الرزق ما يصح تملكه، وليس الحرام برزق


معنى الند ك
الأنداد : عدلاء شركاء

معنى لا تجعلوا لله أندادا ك
قال ابن كثير : عن ابن عبّاسٍ:*{فلا تجعلوا للّه أندادًا وأنتم تعلمون}*«أي: لا تشركوا باللّه غيره من الأنداد الّتي لا تنفع ولا تضرّ، وأنتم تعلمون أنّه لا ربّ لكم يرزقكم غيره وقد علمتم أن الذي يدعوكم إليه الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم من توحيده هو الحقّ الّذي لا شكّ فيه»

المخاطب ب (فلا تجعلوا لله أندادا ) ط ك

قال ابن عطية : قالت جماعة من المفسرين: 1- المخاطب جميع المشركين. فقوله على هذا: وأنتم تعلمون يريد العلم الخاص في أنه تعالى خلق وأنزل الماء وأخرج الرزق، ولم تنف الآية الجهالة عن الكفار،
2- وقيل المراد كفار بني إسرائيل، فالمعنى تعلمون من الكتب التي عندكم، أن الله لا ند له.
3- وقال ابن فورك: «يحتمل أن تتناول الآية المؤمنين»، فالمعنى لا ترتدوا أيها المؤمنون، وتجعلوا لله أندادا بعد علمكم الذي هو نفي الجهل بأن الله واحد.
قال ابن كثير : *للفريقين جميعًا من الكفّار والمنافقين،

الاستدلال بالخلق على توحيد الله تعالى بالعبادة ك ج
ك هذه الآية دالّةٌ على توحيده تعالى بالعبادة وحده لا شريك له، وقد استدلّ به كثيرٌ من المفسّرين كالرّازيّ وغيره على وجود الصّانع فقال: وهي دالّةٌ على ذلك بطريق الأولى، فإنّ من تأمّل هذه الموجودات السّفليّة والعلويّة واختلاف أشكالها وألوانها وطباعها ومنافعها ووضعها في مواضع النّفع بها محكمةٌ، علم قدرة خالقها وحكمته وعلمه وإتقانه وعظيم سلطانه،
قال الزجاج : فهذه الآية والتي قبلها احتجاج عليهم في تثبيت توحيد اللّه عزّ وجل


مسألة الحاجة إلى البشر في زخرف الدنيا ط
وهذه الآية تعطي أن الله تعالى أغنى الإنسان بنعمه هذه عن كل مخلوق، فمن أحوج نفسه إلى بشر مثله بسبب الحرص والأمل والرغبة في زخرف الدنيا، فقد أخذ بطرق من جعل لله ندا، عصمنا الله تعالى بفضله وقصر آمالنا عليه بمنه وطوله، لا رب غيره

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 19 شوال 1435هـ/15-08-2014م, 05:15 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي تفسير 23- 25 سورة البقرة

8- تفسير سورة البقرة
[من الآية (23) إلى الآية (25) ]

{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ (25)}



تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)}



مناسبة الأية ك
قال ابن كثير : ثمّ شرع تعالى في تقرير النّبوّة بعد أن قرّر أنّه لا إله إلّا هو

معنى الريب ط ج
الريب: الشك

المراد ب (عبدنا) ك
يعني: محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم*

المقصود بالخطاب ط ك
قال ابن عطية : وهذه الآية تقتضي أن الخطاب المتقدم إنما هو لجماعة المشركين الذين تحدوا،

معنى شهداءكم ك ط
قال ابن كثير : 1- قال ابن عبّاسٍ:أعوانكم ك ط
2- وقال السّدّيّ، «شركاءكم [أي استعينوا بآلهتكم في ذلك يمدّونكم وينصرونكم]». ك ط
3- وقال مجاهدٌ:«ناسٌ يشهدون به [يعني: حكّام الفصحاء]».ك ط
وذكرها ابن عطيه وضعف الثالث


معنى (وادعو شهداءكم) ط ج
معناه دعاء استصراخ،
وقيل عن مجاهد: إن المعنى دعاء استحضار.

معنى ( إن كنتم صادقين) ط
قال ابن عطية : 1- فيما قلتم من الريب.
2- فيما قلتم من أنكم تقدرون على المعارضة. ويؤيد هذا القول أنه قد حكى عنهم في آية أخرى:*{لو نشاء لقلنا مثل هذا}*[الأنفال: 31]

تحدي الله للكافرين بالقران ك
قال ابن كثير: وقد تحدّاهم اللّه تعالى بهذا في غير موضعٍ من القرآن، فقال في سورة القصص:*{قل فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما أتّبعه إن كنتم صادقين}*[القصص: 49]*وقال في سورة سبحان:*{قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرًا}*[الإسراء: 88]*وقال في سورة هودٍ:*{أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سورٍ مثله مفترياتٍ وادعوا من استطعتم من دون اللّه إن كنتم صادقين}*[هودٍ: 13]، وقال في سورة يونس:*{وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون اللّه ولكن تصديق الّذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين * أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورةٍ مثله وادعوا من استطعتم من دون اللّه إن كنتم صادقين}*[يونس: 37، 38]وكلّ هذه الآيات مكّيّةٌ.
ثمّ تحدّاهم [اللّه تعالى] بذلك -أيضًا-في المدينة، في هذه الآية

الضمير في (من مثله ) ك ط ج
*قال ابن كثير :
1- يعني: من مثل [هذا] القرآن؛ قاله مجاهدٌ وقتادة، واختاره ابن جريرٍ.
2- *وقال بعضهم: من مثل محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، يعني: من رجلٍ أمّيٍّ مثله.*والصّحيح الأوّل؛*لأنّ التّحدّي عامٌّ لهم كلّهم،
وذكره الزجاج وابن عطيه وزاد قولا وقالت طائفة: الضمير في مثله عائد على الكتب القديمة التوراة والإنجيل والزبور.

من وجوه الإعجاز في القرآن ك
1- فأحكمت ألفاظه وفصّلت معانيه أو بالعكس على الخلاف، فكلٌّ من لفظه ومعناه فصيحٌ لا يجارى ولا يدانى
2- فقد أخبر عن مغيباتٍ ماضيةٍ وآتيةٍ كانت ووقعت طبق ما أخبر سواءً بسواءٍ
3- القرآن فجميعه فصيحٌ في غاية نهايات البلاغة عند من يعرف ذلك تفصيلًا وإجمالًا ممّن فهم كلام العرب وتصاريف التّعبير،
4- وكلّما تكرّر حلا وعلا لا يخلق عن كثرة الرّدّ، ولا يملّ منه العلماء،
5- إن أخذ في الوعيد والتّهديد جاء منه ما تقشعرّ منه الجبال الصّمّ الرّاسيات، فما ظنّك بالقلوب الفاهمات، وإن وعد أتى بما يفتح القلوب والآذان، ويشوّق إلى دار السّلام ومجاورة عرش الرّحمن،
6- وإن جاءت الآيات في الأحكام والأوامر والنّواهي، اشتملت على الأمر بكلّ معروفٍ حسنٍ نافعٍ طيّبٍ محبوبٍ، والنّهي عن كلّ قبيحٍ رذيلٍ دنيءٍ؛
7- وإن جاءت الآيات في وصف المعاد وما فيه من الأهوال وفي وصف الجنّة والنّار وما أعدّ اللّه فيهما لأوليائه وأعدائه من النّعيم والجحيم والملاذ والعذاب الأليم، بشّرت به وحذّرت وأنذرت؛ ودعت إلى فعل الخيرات واجتناب المنكرات، وزهّدت في الدّنيا ورغّبت في الأخرى، وثبّتت على الطّريقة المثلى، وهدت إلى صراط اللّه المستقيم وشرعه القويم، ونفت عن القلوب رجس الشّيطان الرّجيم.


مسألة الصرفة عن معارضة القرآن ك
وقد قرّر بعض المتكلّمين الإعجاز بطريقٍ يشمل قول أهل السّنّة وقول المعتزلة في الصّوفيّة، فقال: إن كان هذا القرآن معجزًا في نفسه لا يستطيع البشر الإتيان بمثله ولا في قواهم معارضته، فقد حصل المدّعى وهو المطلوب، وإن كان في إمكانهم معارضته بمثله ولم يفعلوا ذلك مع شدّة عداوتهم له، كان ذلك دليلًا على أنّه من عند اللّه؛ لصرفه إيّاهم عن معارضته مع قدرتهم على ذلك، وهذه الطّريقة وإن لم تكن مرضيّةً لأنّ القرآن في نفسه معجزٌ لا يستطيع البشر معارضته، كما قرّرنا، إلّا أنّها تصلح على سبيل التّنزّل والمجادلة والمنافحة عن الحقّ




تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)}


المراد ب ( لن تفعلوا) ك ط
قال ابن كثير : ولن": لنفي التّأبيد أي: ولن تفعلوا ذلك أبدًا.
قال ابن عطية : لن تفعلوا إثارة لهممهم وتحريك لنفوسهم، ليكون عجزهم بعد ذلك أبدع، وهو أيضا من الغيوب التي أخبر بها القرآن قبل وقوعها.

مناسبة الأية ج
قال الزجاج : قيل لهم هذا بعد أن ثبت عليهم أمر التوحيد وأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فوعدوا بالعذاب إن لم يؤمنوا بعد ثبوت الحجة عليهم.

معنى الوقود ك ط ج
*الوقود هو: الحطب، وكل ما أوقد به فهو: وقود،

المراد بالحجارة ك ط ج
قال ابن عطية : روي عن ابن مسعود في الحجارة أنها حجارة الكبريت وخصت بذلك لأنها تزيد على جميع الأحجار*بخمسة أنواع من العذاب: سرعة الاتقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها إذا حميت.
وذكر نوع الحجارة ابن كثير والزجاج

معنى (فاتقوا النار) ط
قال ابن عطية : وقوله تعالى:*{فاتّقوا النّار}، أمر بالإيمان وطاعة الله خرج في هذه الألفاظ المحذرة.

الضمير في أعدت ك
1- لأظهر أنّ الضّمير في*{أعدّت}*عائدٌ إلى النّار الّتي وقودها النّاس والحجارة،
2- ويحتمل عوده على الحجارة، كما قال ابن مسعودٍ،
قال ابن كثير : ولا منافاة بين القولين في المعنى؛ لأنّهما متلازمان.


معنى أعدت ك
أرصدت وهيّئت

مسألة خلق النار ط
قال ابن عطية ك وفي قوله تعالى:*{أعدّت}*رد على من قال: إن النار لم تخلق حتى الآن،


المراد بالناس ط
قال ابن عطية : قوله:*{النّاس}*عموم معناه الخصوص فيمن سبق عليه القضاء بدخولها.



تفسير قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)}


مناسبة الأية ك ج
قال ابن كثير : لمّا ذكر تعالى ما أعدّه لأعدائه من الأشقياء الكافرين به وبرسله من العذاب والنّكال، عطف بذكر حال أوليائه من السّعداء المؤمنين به وبرسله، الّذين صدّقوا إيمانهم بأعمالهم الصّالحة،
وذكره الزجاج

معنى بشر واشتقاقها ط
قال ابن عطية : مأخوذ من البشرة لأن ما يبشر به الإنسان من خير أو شر يظهر عنه أثر في بشرة الوجه، والأغلب استعمال البشارة في الخير، وقد تستعمل في الشر مقيدة به منصوصا على الشر المبشر به،

سبب تسمية القرآن ب مثاني والمتشابه ك
وهو أن يذكر الإيمان ويتبعه بذكر الكفر، أو عكسه، أو حال السّعداء ثمّ الأشقياء، أو عكسه. وحاصله ذكر الشّيء ومقابله.وأمّا ذكر الشّيء ونظيره فذاك التّشابه،


مسألة آن لفظ الإيمان يقتضي الطاعات ط
قال ابن عطية : وفي قوله تعالى:*{وعملوا الصّالحات}*رد على من يقول إن لفظة الإيمان بمجردها تقتضي الطاعات لأنه لو كان ذلك ما أعادها.

معنى الجنة ط ج
قال ابن عطية : وجنّاتٍ جمع جنة، وهي بستان الشجر والنخيل
وذكره الزجاج


سبب تسمية الجنه بذلك ط
قال ابن عطية : سميت جنة لأنها تجن من دخلها أي تستره، ومنه المجن والجنن وجن الليل.

معنى( الأنهار) ط
قال ابن عطية : والأنهار المياه في مجاريها المتطاولة الواسعة،

اشتقاق لفظ الأنهار ط
قال ابن عطية : لأنها لفظة مأخوذة من أنهرت أي وسعت، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:*«ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه»،
ونسب الجري إلى النهر وإنما يجري الماء وحده تجوزا،

صفة انهار الجنه ك ط
أ نّ أنهارها تجري من غير أخدودٍ، وجاء في الكوثر أنّ حافّتيه قباب اللّؤلؤ المجوّف، ولا منافاة بينهما، وطينها المسك الأذفر، وحصباؤها اللّؤلؤ والجوهر،
أنهار الجنّة تفجّر من تحت تلال -أو من تحت جبال-المسك».


معنى (من تحتها) ط ك
1- معناه من تحت الأشجار التي يتضمنها ذكر الجنة ذكره ابن كثير
2- قيل معناه بإزائها كما تقول داري تحت دار فلان قال ابن عطية : وهذا ضعيف،

المراد ب (كلما ) ط
ظرف يقتضي الحصر.

مسألة : أن الرزق من شروطه التملك ط
وفي هذه الآية رد على من يقول: إن الرزق من شروطه التملك. ذكر هذا بعض الأصوليين وليس عندي ببين،

معنى(هذا الذي رزقنا من قبل) ك ط
وقولهم هذا إشارة إلى الجنس أي: هذا من الجنس الذي رزقنا منه من قبل، والكلام يحتمل أن يكون تعجبا وهو قول ابن عباس، ويحتمل أن يكون خبرا من بعضهم لبعض، قاله جماعة من المفسرين.

معنى متشابها ك ط ج
قال الزجاج : قال أهل اللغة: معنى*(متشابه) يشبه*بعضه بعضاً في الجودة*والحسن.*
وقال أهل التفسير وبعض أهل اللغة:*{متشابهاً}*يشبه بعضه بعضا في الصورة ويختلف في الطعم، ودليل المفسرين قوله:*{هذا الّذي رزقنا من قبل}؛ لأن صورته الصورة الأولى، ولكن اختلاف الطعوم على اتفاق الصورة أبلغ وأعرف عند الخلق، لو رأيت تفاحا فيه طعم كل الفاكهة لكان غاية في العجب والدلالة على الحكمة.
ذكره ابن كثير وابن عطية

معنى ( أزواج مطهرة) ك ط ج
قال الزجاج : آي: أنهن لا يحتجن إلى ما يحتاج إليه نساء أهل الدنيا من الأكل والشرب ولا يحضن، ولا يحتجن إلى ما يتطهر منه، وهن على هذا طاهرات طهارة الأخلاق والعفة،
وذكره ابن كثير وابن عطية


الفرق بين طاهرة ومطهرة ط ج
قال الزجاج : فـ"مطهرة" تجمع الطهارة كلها؛ لأن "مطهرة" أبلغ في الكلام من "طاهرة"، ولأن "مطهرة" إنما يكون للكثير
وذكره ابن عطية

معنى الخلود ط
قال ابن عطية: الخلود الدوام في الحياة أو الملك ونحوه وخلد بالمكان إذا استمرت إقامته فيه

الخلود في المجاز والحقيقة ط
قال ابن عطية : وقد يستعمل الخلود مجازا فيما يطول، وأما هذا الذي في الآية فهو أبدي حقيقة

المراد(وهم فيها خالدون) ك

قال ابن كثير : وقوله تعالى:*{وهم فيها خالدون}*هذا هو تمام السّعادة، فإنّهم مع هذا النّعيم في مقامٍ أمينٍ من الموت والانقطاع فلا آخر له ولا انقضاء، بل في نعيمٍ سرمديٍّ أبديٍّ على الدوام،

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 19 شوال 1435هـ/15-08-2014م, 11:55 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي تفسير 26-الى 29

9- تفسير سورة البقرة
[من الآية (26) إلى الآية (29) ]

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}





تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)}

مناسبة الأية لما قبلها ج
قال الزجاج : ذكر هذا المثل*بعقب*ما وعد به أهل الجنة وما أعد للكافرين؟*
قيل:*يتصل هذا بقوله:*{فلا تجعلوا للّه أنداداً}؛ لأن اللّه عزّ وجلّ قال:*{إنّ الّذين تدعون من دون اللّه لن يخلقوا ذباباً}.
وقال:*{مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتاً}،*فقال الكافرون: إن إله محمد يضرب الأمثال بالذّباب والعنكبوت، فقال اللّه عزّ وجلّ:*{إنّ اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}أي: لهؤلاء الأنداد الذين اتخذتموهم من دون اللّه، لأن هذا في الحقيقة مثل هؤلاء الأنداد.

سبب النزول ك ط

قال ابن عطية : ذكر المفسرون أنه لما ضرب الله تعالى المثلين المتقدمين في هذه السورة قال الكفار: ما هذه الأمثال؟ الله عز وجل أجل من أن يضرب هذه أمثالا، فنزلت الآية.
وقال ابن قتيبة:*«إنما نزلت لأن الكفار أنكروا ضرب المثل في غير هذه السورة بالذباب والعنكبوت».


معنى لا يستحيي ك ط
أي: لا يستنكف ويترك اختاره ابن عطية
، وقيل: لا يخشى اختاره ابن جرير
وذكر القولان ابن كثير

اشتقاق يستحيي ط
قال ابن عطية : و{يستحيي}*أصله يستحيي، عينه ولامه حرفا علة، أعلت اللام منه بأن استثقلت الضمة على الياء فسكنت.

المراد ب ما (مثلا ما ) ك
"ما" هاهنا للتّقليل


معنى (فما فوقها) ك ط ج
قال ابن كثير :
وقوله:*{فما فوقها}*فيه قولان:
أحدهما:*فما دونها في الصّغر، والحقارة، كما إذا وصف رجلٌ باللّؤم والشّحّ، فيقول السّامع: نعم، وهو فوق ذلك، يعني فيما وصفت. وهذا قول الكسائيّ وأبي عبيدة، قال الرّازيّ: وأكثر المحقّقين، وفي الحديث:*«لو أنّ الدّنيا تزن عند اللّه جناح بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربة ماءٍ».
والثّاني:*فما فوقها: فما هو أكبر منها؛ لأنّه ليس شيءٌ أحقر ولا أصغر من البعوضة. وهذا [قول قتادة بن دعامة و] اختيار ابن جرير.
قال الزجاج : وبعض النحويين يختارون الثاني ؛ لأن "البعوضة" كأنها نهاية في الصغر فيما يضرب به المثل،*والقول الاول مختار أيضاً، لأن المطلوب هنا والغرض*الصغر*وتقليل المثل بالأنداد.

معنى ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها) ك ط
ومعنى الآية: أنّه تعالى أخبر أنّه لا يستحيي، أي: لا يستنكف، وقيل: لا يخشى أن يضرب مثلًا ما، أي: أيّ مثلٍ كان، بأيّ شيءٍ كان، صغيرًا كان أو كبيرًا. ك
فأخبر أنّه لا يستصغر شيئًا يضرب به مثلًا ولو كان في الحقارة والصّغر كالبعوضة، كما [لم يستنكف عن خلقها



معنى ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) ك ج
قال ابن كثير : وقال قتادة:*«{فأمّا الّذين آمنوا فيعلمون أنّه الحقّ من ربّهم}*أي: يعلمون أنّه كلام الرّحمن، وأنّه من عند اللّه».
وروي عن مجاهدٍ والحسن والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك.
وقال أبو العالية:*«{فأمّا الّذين آمنوا فيعلمون أنّه الحقّ من ربّهم}*يعني: هذا المثل: وذكره الزجاج

معنى ( وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا) ج
*أي: ما أراد بالذباب والعنكبوت مثلاً

الضمير في أنه ط
والضمير في أنّه، عائد على المثل.

نسبه القول (يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا) ط
قال ابن عطية : 1- هو من قول الكافرين، أي: ما مراد الله بهذا المثل الذي يفرق به الناس إلى ضلالة وإلى هدى؟
2- وقيل: بل هو خبر من الله تعالى أنه يضل بالمثل الكفار الذين يعمون به، ويهدي به المؤمنين الذين يعلمون أنه الحق.


معنى يضل به كثيرا ك ط ج
*{يضلّ به كثيرًا}*«يعني: المنافقين»، فيزيد هؤلاء ضلالةً إلى ضلالهم لتكذيبهم بما قد علموه حقًّا يقينًا، من المثل الّذي ضربه اللّه بما ضربه لهم وأنّه لما ضربه له موافقٌ، فذلك إضلال اللّه إيّاهم به*

معنى يهدي به كثيرا ك ط ج
{ويهدي به كثيرًا}*«يعني: المؤمنين»، {ويهدي به}*يعني بالمثل كثيرًا من أهل الإيمان والتّصديق، فيزيدهم هدًى إلى هداهم وإيمانًا إلى إيمانهم، لتصديقهم بما قد علموه حقًّا يقينًا أنّه موافقٌ ما ضربه اللّه له مثلًا وإقرارهم به، وذلك هدايةٌ من اللّه لهم به

معنى ما ذا ط ج
قال ابن عطية : واختلف النحويون في ماذا: فقيل هي بمنزلة اسم واحد، بمعنى أي شيء أراد الله، وقيل «ما» اسم «وذا» اسم آخر بمعنى الذي، فـ«ما» في موضع رفع بالابتداء، و «ذا» خبره، ومعنى كلامهم هذا الإنكار بلفظ الاستفهام.

معنى ( وما يضل به إلا الفاسقين) ك
*«هم المنافقون».
وقال أبو العالية:*{وما يضلّ به إلا الفاسقين}*قال:*«هم أهل النّفاق». وكذا قال الرّبيع بن أنسٍ.
وقال ابن جريجٍ عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ:*{وما يضلّ به إلا الفاسقين}*«يقول: يعرفه الكافرون فيكفرون به».
وقال قتادة:*«{وما يضلّ به إلا الفاسقين}*فسقوا، فأضلّهم اللّه على فسقهم».
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثت عن إسحاق بن سليمان، عن أبي سنان، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعدٍ*{يضلّ به كثيرًا}«يعني: الخوارج»

معنى الفسق لغة وشرعا ط ك
قال ابن عطية : الفسق: الخروج
عن الشيء. يقال فسقت الفارة إذا خرجت من جحرها، والرطبة إذا خرجت من قشرها، والفسق في عرف الاستعمال الشرعي الخروج من طاعة الله عز وجل، فقد يقع على من خرج بكفر وعلى من خرج بعصيان،
وذكره ابن كثير ثم قال : فالفاسق يشمل الكافر والعاصي، ولكنّ فسق الكافر أشدّ وأفحش، والمراد من الآية: الفاسق الكافر، واللّه أعلم، بدليل أنّه وصفهم بقوله:{الّذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر اللّه به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون}.


تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)}


معنى النقض ط
قال ابن عطية : النقض: رد ما أبرم على أوله غير مبرم،

معنى العهد ط
والعهد في هذه الآية: التقدم في الشيء والوصاة به. ط

المراد بالعهد ك ط ج
قال ابن عطية : واختلف في تفسير هذا العهد:
-1- : هو الذي أخذه الله على بني آدم حين استخرجهم من ظهر أبيهم آدم كالذر.
2- : بل نصب الأدلة على وحدانية الله بالسماوات والأرض وسائر الصنعة هو بمنزلة العهد.
3- العهد هو الذي أخذه الله على عباده بواسطة رسله أن يوحدوه وأن لا يعبدوا غيره.
4- العهد هو الذي أخذه الله تعالى على أتباع الرسل والكتب المنزلة أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن لا يكتموا أمره.
5- .وقال قتادة:*«هذه الآية هي فيمن كان آمن بالنبي عليه السلام ثم كفر به فنقض العهد».
ذكر الأقوال ابن كثير والزجاج

معنى (يقطعون ما أمر الله به أن يوصل) ك ط
قال ابن كثير : *قيل: المراد به صلة الأرحام والقرابات،ورجّحه ابن جريرٍ.
-*وقيل: المراد أعمّ من ذلك فكلّ ما أمر اللّه بوصله وفعله قطعوه وتركوه.وقال عنه ابن عطية قول الجمهور .

إعراب (أن يوصل ) ج
وموضع قوله:*{أن يوصل}*خفض على البدل من الهاء، والمعنى: ما أمر الله بأن يوصل.

معنى ( يفسدون في الأرض) ط
يعبدون غير الله ويجورون في الأفعال، إذ هي بحسب شهواتهم

معنى الخاسر ط
والخاسر: الذي نقص نفسه حظها من الفلاح والفوز

معنى الخسران ط
الخسران: النقص كان في ميزان أو غيره

معنى (أولئك هم الخاسرون) ك
*الخاسرون: جمع خاسرٍ، وهم النّاقصون أنفسهم [و] حظوظهم بمعصيتهم اللّه من رحمته، كما يخسر الرّجل في تجارته بأن يوضع من رأس ماله في بيعه، وكذلك الكافر والمنافق خسر بحرمان اللّه إيّاه رحمته الّتي خلقها لعباده في القيامة أحوج ما كانوا إلى رحمته

مرجع الضمير في ميثاقه ط
قال ابن عطية : والضمير في ميثاقه يحتمل العودة على العهد أو على اسم الله تعالى

اشتقاق الميثاق ومعناه ط
وميثاق مفعال من الوثاقة، وهي الشد في العقد والربط ونحوه، وهو في هذه الآية اسم في موضع المصدر





تفسير قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)}


( كيف )معناها ط ج
قال الزجاج : أنها استفهام في معنى التعجب، وهذا التعجب إنما هو للخلق وللمؤمنين، أي: اعجبوا من هؤلاء، كيف يكفرون وقد ثبتت حجة اللّه عليهم؟!*
وقال ابن عطية : لفظه الاستفهام وليس به، بل هو تقرير وتوبيخ،

الواو في ( وكنتم ) ج
ومعنى*{وكنتم}*وقد كنتم، وهذه الواو للحال، وإضمار "قد" جائز إذا كان في الكلام دليل عليه،


المراد بالموتتين والحياتين ك ط
قال ابن عطية : واختلف في ترتيب هاتين الموتتين والحياتين:
-1-«فالمعنى كنتم أمواتا معدومين قبل أن تخلقوا دارسين، كما يقال للشيء الدارس ميت، ثم خلقتم وأخرجتم إلى الدنيا فأحياكم ثم أماتكم الموت المعهود، ثم يحييكم للبعث يوم القيامة».
2- «كنتم أمواتا بكون آدم من طين ميتا قبل أن يحيى ثم نفخ فيه الروح فأحياكم بحياة آدم ثم يميتكم ثم يحييكم»*على ما تقدم.
3- «كنتم أمواتا في أصلاب آبائكم فأخرجتم إلى الدنيا فأحياكم»*ثم كما تقدم.
4- «كنتم أمواتا في الأرحام قبل نفخ الروح ثم أحياكم بالإخراج إلى الدنيا»*ثم كما تقدم.
5- *«إن الله تعالى أخرج نسم بني آدم أمثال الذر ثم أماتهم بعد ذلك فهو قوله وكنتم أمواتا، ثم أحياهم بالإخراج إلى الدنيا»ثم كما تقدم.
6- «كنتم أمواتا بالموت المعهود ثم أحياكم للسؤال في القبور، ثم أماتكم فيها، ثم أحياكم للبعث».
7- «وكنتم أمواتا بالخمول فأحياكم بأن ذكرتم وشرفتم بهذا الدين والنبي الذي جاءكم».
القول الأول رجحة ابن كثير وابن عطية والزجاج

سبب تسمية ما قبل الخلق بالموت ك
عبّر عن الحال قبل الوجود بالموت بجامع ما يشتركان فيه من عدم الإحساس،

مرجع الضمير في (إليه) ط
والضمير في*{إليه}*عائد على الله تعالى أي: إلى ثوابه أو عقابه، وقيل: هو عائد على الأحياء، والأول أظهر.



تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}


مناسبة الآية ك
قال ابن كثير: لمّا ذكر تعالى دلالةً من خلقهم وما يشاهدونه من أنفسهم، ذكر دليلًا آخر ممّا يشاهدونه من خلق السّماوات والأرض

معنى خلق ط
اخترع وأوجد بعد العدم،

المراد ب (لكم) ط
ولكم: معناه للاعتبار، ويدل على ذلك ما قبله وما بعده من نصب العبر: الإحياء، والإماتة، والخلق، والاستواء إلى السماء وتسويتها.
وقال قوم: بل معنى لكم إباحة الأشياء وتمليكها،

معنى(مافي الأرض) ج
قال الزجاج فيه قولان :
1- أن جميع ما في الأرض منعم به عليكم، فهو لكم،
2- أن ذلكم دليل على توحيد اللّه عزّ وجلّ


معنى (ثم استوى إلى السماء) ك ج ط
قال ابن عطيه :
-1- «معناه علا دون تكييف ولا تحديد»، هذا اختيار الطبري، والتقدير علا أمره وقدرته وسلطانه.
2- «معناه قصد إلى السماء».*قال القاضي أبو محمد رحمه الله: أي: بخلقه واختراعه.
3- كمل صنعه فيها كما تقول: استوى الأمر.*قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا قلق.
4- وحكى الطبري عن قوم: أن المعنى أقبل، وضعفه.
5- وحكي عن قوم «المستوي» هو الدخان.*وهذا أيضا يأباه رصف الكلام،
6- وقيل: المعنى استولى، وهذا إنما يجيء في قوله تعالى:*{على العرش استوى}*[طه: 5].
والقاعدة في هذه الآية ونحوها منع النقلة وحلول الحوادث، ويبقى استواء القدرة والسلطان.
قال ابن كثير : ، قصد إلى السّماء، والاستواء هاهنا تضمّن معنى القصد والإقبال؛ لأنّه عدّي بإلى، أما الزجاج ذكر المعنى الأول والثاني .(والمعنى الأخير فيه تعطيل لصفات الله )

معنى ( وهو بكل شيء عليم) ك ط
وعلمه محيطٌ بجميع ما خلق

ترتيب خلق السماوات والأرض ك ط
قال ابن عطية: هذه الآية تقتضي أن الأرض وما فيها خلق قبل السماء، وذلك صحيح، ثم دحيت الأرض بعد خلق السماء، وبهذا تتفق معاني الآيات: هذه والتي في سورة المؤمن وفي النازعات
قال ابن كثير : وفي صحيح البخاريّ: أنّ ابن عبّاسٍ سئل عن هذا بعينه، فأجاب بأنّ الأرض خلقت قبل السّماء وأنّ الأرض إنّما دحيت بعد خلق السّماء


معنى السماء واشتقاقها ج
"السماء" في اللغة: السقف، ويقال لكل ما ارتفع وعلا: قد سما يسمو، وكل سقف فهو سماء يا فتى، ومن هذا قيل للسحاب؛ لأنها عالية

المراد ب (ثم) ك ط
قال ابن كثير : إنّ*{ثمّ}*هاهنا إنّما هي لعطف الخبر على الخبر، لا لعطف الفعل على الفعل
قال ابن عطية : ، ثمّ هنا هي لترتيب الأخبار لا لترتيب الأمر في نفسه،


معنى فسواهن ط
قال ابن عطية: قيل: المعنى جعلهن سواء، وقيل: سوى سطوحها بالإملاس

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 20 شوال 1435هـ/16-08-2014م, 08:25 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي تفسير من 30 الى 32 سورة البقرة

10- تفسير سورة البقرة
[من الآية (30) إلى الآية (32) ]

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}




تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)


الرد على من زعم أن إذ زائدة : ك ط ج
قال ابن كثير : وحكى ابن جريرٍ عن بعض أهل العربيّة [وهو أبو عبيدة] أنّه زعم أنّ "إذ" هاهنا زائدةٌ، وأنّ تقدير الكلام: وقال ربّك. وردّه ابن جريرٍ.
قال القرطبيّ: وكذا ردّه جميع المفسّرين حتّى قال الزّجّاج: هذا اجتراءٌ من أبي عبيدة.

اشتقاق (الملائكة) ط
قال ابن عطية : 1- والملائكة واحدها ملك أصله ملاك على وزن مفعل من لاك إذا أرسل، وجمعه ملائكة على وزن مفاعلة.
2- وقال قوم: أصل ملك مألك، من ألك إذا أرسل

معنى (واذ قال ربك ) ك
قال ابن كثير أي: واذكر يا محمّد إذ قال ربّك للملائكة، واقصص على قومك ذلك.

معنى جاعل ط
جاعل بمعنى خالق وقيل فاعل

معنى (إني جاعل في الأرض خليفة) ك ط

قال ابن كثير : أي: قومًا يخلف بعضهم بعضًا قرنًا بعد قرنٍ وجيلًا بعد جيلٍ،
قال ابن جرير : والخليفة الفعلية من قولك، خلف فلانٌ فلانًا في هذا الأمر: إذا قام مقامه فيه بعده، ومن ذلك قيل للسّلطان الأعظم: خليفةٌ؛ لأنّه خلف الّذي كان قبله، فقام بالأمر مقامه، فكان منه خلفًا
وقال ابن عطية : وخليفةً معناه من يخلف

وذكر السلف أقوالا :ذكرها ابن كثير وابن عطية :
1- قال ابن جريرٍ: فكان تأويل الآية على هذا:*{إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً}*منّي، يخلفني في الحكم بين خلقي، وإنّ ذلك الخليفة هو آدم ومن قام مقامه في طاعة اللّه والحكم بالعدل بين خلقه. وأمّا الإفساد وسفك الدّماء بغير حقّها فمن غير خلفائه.
2- وكان محمّد بن إسحاق يقول في قوله تعالى:*{«ساكنًا وعامرًا يسكنها ويعمّرها خلفًا ليس منكم».
3- قال ابن عباس:*«كانت الجن قبل بني آدم في الأرض فأفسدوا وسفكوا الدماء فبعث الله إليهم قبيلا من الملائكة قتلهم وألحق فلّهم بجزائر البحار ورؤوس الجبال، وجعل آدم وذريته خليفة»
4- وقال الحسن:*«إنما سمى الله بني آدم خليفة لأن كل قرن منهم يخلف الذي قبله، الجيل بعد الجيل»
5- وقال ابن مسعود:*«إنما معناه: خليفة مني في الحكم بين عبادي بالحق وبأوامري»*يعني بذلك آدم عليه السلام ومن قام مقامه بعده من ذريته.


المراد بالأرض ك ط
قال ابن كثير : قيل مكة ، والظاهر أن المراد بالأرض أعم من ذلك
وقاله ابن عطيه

المراد بالخليفة ك
قال ابن كثير : وليس المراد هاهنا بالخليفة آدم -عليه السّلام- فقط، كما يقوله طائفةٌ من المفسّرين، وعزاه القرطبيّ إلى ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ وجميع أهل التّأويل، وفي ذلك نظرٌ، بل الخلاف في ذلك كثيرٌ، حكاه فخر الدّين الرّازيّ في تفسيره وغيره، والظّاهر أنّه لم يرد آدم عينًا إذ لو كان كذلك لما حسن قول الملائكة:*{أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء}*فإنّهم إنّما أرادوا أنّ من هذا الجنس من يفعل ذلك،

سبب تسمية بني آدم بالخليفة ط
قال ابن عطية : وقال الحسن:*«إنما سمى الله بني آدم خليفة لأن كل قرن منهم يخلف الذي قبله، الجيل بعد الجيل».

معنى ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) ك ط
خلاصة أقوال السلف ذكرها ابن كثير وابن عطية :
1- أنّهم علموا ذلك بعلمٍ خاصٍّ،
2- أو بما فهموه من الطّبيعة البشريّة فإنّه أخبرهم أنّه يخلق هذا الصّنف من صلصال من حمإٍ مسنونٍ [
3- أو فهموا من الخليفة أنّه الّذي يفصل بين الناس ويقع بينهم من المظالم ويردّ عنهم المحارم والمآثم، قاله القرطبيّ]
4- أو أنّهم قاسوهم على من سبق،

قال ابن عطية : وقوله تعالى:*{قالوا أتجعل فيها}*الآية، وقد علمنا قطعا أن الملائكة لا تعلم الغيب ولا تسبق بالقول، وذلك عام في جميع الملائكة، لأن قوله:{لا يسبقونه بالقول}*خرج على جهة المدح لهم.
قال القاضي أبو بكر بن الطيب: «فهذه قرينة العموم، فلا يصح مع هذين الشرطين إلا أن يكون عندهم من إفساد الخليفة في الأرض نبأ ومقدمة».



سبب سؤال الملائكة ( اتجعل فيها من يفسد فيها) ك ط ج
فيه أقوال ذكرها :
1- سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك واسترشاد ذكره ابن كثير وابن عطية والزجاج واختاره ابن جرير
2- وقيل التعجب من استخلاف الله من يعصيه ذكره ابن عطيه وابن جرير والزجاج
3- قيل استعظام والإكبار للاستخلاف والعصيان ذكره ابن عطيه

قال ابن كثير : وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على اللّه، ولا على وجه الحسد لبني آدم، كما قد يتوهّمه بعض المفسّرين [وقد وصفهم اللّه تعالى بأنّهم لا يسبقونه بالقول، أي: لا يسألونه شيئًا لم يأذن لهم فيه وهاهنا لمّا أعلمهم بأنّه سيخلق في الأرض خلقًا.
وإنّما هو سؤال استعلامٍ واستكشافٍ عن الحكمة في ذلك،
قال ابن عطية : قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فهذا إما على طريق التعجب من استخلاف الله من يعصيه، أو من عصيان من يستخلفه الله في أرضه وينعم عليه بذلك، وإما على طريق الاستعظام والإكبار للفصلين جميعا، الاستخلاف، والعصيان.
قال الزجاج : وتأويل استخبارهم هذا: على جهة الاستعلام وجهة الحكمة، لا على الإنكار، فكأنهم قالوا: يا اللّه، إن كان هذا ظننا، فعرّفنا وجه الحق فيه.
وقال قوم: المعنى فيه غير هذا، وهو: أن الله عزّ وجلّ أعلم الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة، وأن من الخليفة فرقة تسفك الدماء، وهي فرقة من بني آدم، وأذن اللّه عزّ وجلّ للملائكة أن يسألوه عن ذلك، وكان إعلامه إياهم هذا زيادة في التثبيت في نفوسهم أنّه يعلم الغيب، فكأنهم قالوا: أتخلق فيها قوماً يسفكون الدماء ويعصونك؛ وإنّما ينبغي إذا عرفوا أنك خلقتهم أن يسبحوا بحمدك كما نسبح، ويقدسوا كما نقدس،

معنى السفك ط ج
قال ابن عطية : والسفك: صب الدم، هذا عرفه، وقد يقال: سفك كلامه في كذا، إذا سرده.
قال الزجاج : معنى*{يسفك}: يصب، يقال: سفك الشيء إذا صبّه.

المراد بالتسبيح ك ط ج
قال الزجاج : وقال سيبويه وغيره من النحويين: إن معنى "سبحان الله": براءة اللّه من السوء وتنزيهه من السوء،




المراد بتسبيح الملائكة ط
1- وقال ابن عباس وابن مسعود:*«تسبيح الملائكة صلاتهم لله».
2- وقال قتادة: «تسبيح الملائكة قولهم سبحان الله على عرفه في اللغة»


المراد بقول الملائكة (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) ط
قال ابن عطية :
*1- قال بعض المتأولين: هو على جهة الاستفهام، كأنهم أرادوا ونحن نسبّح بحمدك الآية، أم نتغير عن هذه الحال.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا يحسن مع القول بالاستفهام المحض في قولهم:*{أتجعل}؟
2- آخرون: معناه التمدح ووصف حالهم، وذلك جائز لهم كما قال يوسف عليه السلام:*{إنّي حفيظٌ عليمٌ}*[يوسف: 55].
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا يحسن مع التعجب والاستعظام لأن يستخلف الله من يعصيه في قولهم أتجعل وعلى هذا أدبهم بقوله تعالى:*{إنّي أعلم ما لا تعلمون}.
3- وقال قوم: معنى الآية: ونحن لو جعلتنا في الأرض واستخلفتنا نسبح بحمدك. وهذا أيضا حسن مع التعجب والاستعظام في قولهم:{أتجعل}.

معنى نسبح بحمدك ط ج
قال ابن عطية : معناه:
1- نخلط التسبيح بالحمد ونصله به،
2- ويحتمل أن يكون قوله بحمدك اعتراضا بين الكلامين، كأنهم قالوا: ونحن نسبح ونقدس، ثم اعترضوا على جهة التسليم، أي: وأنت المحمود في الهداية إلى ذلك.
2- ننزّهك ونبرّئك ممّا يضيفه إليك أهل الشّرك بك قاله ابن كثير


اشتقاق التقديس ط ج
ومنه: الأرض المقدسة أي المطهرة، ومنه: بيت المقدس، ومنه: القدس الذي يتطهر به.
ذكره ابن عطيه والزجاج



المراد بالتقديس ك ط ج
التقديس: التعظيم والتطهير بلا خلاف ، وذكر السلف أقوالا:
1- قال الضحاك : معناه نطهر أنفسنا لك ابتغاء مرضاتك
2-ونقدسك أي: نعظمك ونطهر ذكرك عما لا يليق به. قاله مجاهد وأبو صالح وغيرهما.
3- قال قوم:*{نقدس لك}*معناه: نصلي لك. قال القاضي أبو محمد: وهذا ضعيف
4- وقال محمّد بن إسحاق:«لا نعصي ولا نأتي شيئًا تكرهه».

معنى (إني أعلم ما لا تعلمون) ك ج ط
اقوال السلف :
1- أي: إنّي أعلم من المصلحة الرّاجحة في خلق هذا الصّنف على المفاسد الّتي ذكّرتموها ما لا تعلمون أنتم؛ ذكره ابن كثير
2- وقيل: معنى قوله جوابًا لهم:*{إنّي أعلم ما لا تعلمون}*أنّ لي حكمةً مفصّلةً في خلق هؤلاء والحالة ما ذكرتم لا تعلمونها،ذكره ابن كثير
3- قيل: إنّه جوابٌ لقولهم:*{ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك}*فقال:*{إنّي أعلم ما لا تعلمون}*أي: من وجود إبليس بينكم وليس هو كما وصفتم أنفسكم به. ذكره ابن عطية وابن كثير
4- قيل: بل تضمّن قولهم: طلبًا منهم أن يسكنوا الأرض بدل بني آدم، فقال اللّه تعالى لهم:*{إنّي أعلم ما لا تعلمون}*من أنّ بقاءكم في السّماء أصلح لكم وأليق بكم. ذكرها فخر الدّين مع غيرها من الأجوبة، واللّه أعلم. ذكره ابن كثير
5- وقال قتادة:*«لما قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها وقد علم الله تعالى أن فيمن يستخلف في الأرض أنبياء وفضلاء وأهل طاعة، قال لهم:*{إنّي أعلم ما لا تعلمون}*يعني: أفعال الفضلاء من بني آدم» ذكره ابن عطية
6- أبتلي من تظنون أنّه يطيع فيهديه الابتلاء قاله الزجاج


حكم نصب الخليفة في الأرض ك
قال ابن كثير : وقد استدلّ القرطبيّ وغيره بهذه الآية على وجوب نصب الخليفة ليفصل بين النّاس فيما يختلفون فيه، ويقطع تنازعهم، وينتصر لمظلومهم من ظالمهم، ويقيم الحدود، ويزجر عن تعاطي الفواحش، إلى غير ذلك من الأمور المهمّة الّتي لا يمكن إقامتها إلّا بالإمام، وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ.

كيف تنال الإمامة ك
قال ابن كثير : والإمامة تنال
1- بالنّصّ كما يقوله طائفةٌ من أهل السّنّة في أبي بكرٍ،
2- أو بالإيماء إليه كما يقول آخرون منهم
3- ، أو باستخلاف الخليفة آخر بعده كما فعل الصّدّيق بعمر بن الخطّاب،
4- أو بتركه شورى في جماعةٍ صالحين كذلك كما فعله عمر،
5- أو باجتماع أهل الحلّ والعقد على مبايعته أو بمبايعة واحدٍ منهم له فيجب التزامها عند الجمهور وحكى على ذلك إمام الحرمين الإجماع، واللّه أعلم،
6- أو بقهر واحدٍ النّاس على طاعته فتجب لئلّا يؤدّي ذلك إلى الشّقاق والاختلاف، وقد نصّ عليه الشّافعيّ

شروط الإمام ك
قال ابن كثير : ويجب أن يكون*ذكرًا حرًّا بالغًا عاقلًا مسلمًا عدلًا مجتهدًا بصيرًا سليم الأعضاء خبيرًا بالحروب والآراء قرشيًّا على الصّحيح، ولا يشترط الهاشميّ ولا المعصوم من الخطأ خلافًا للغلاة الرّوافض،

الإشهاد على عقد الإمامة ك
قال ابن كثير : فيه خلافٌ،
فمنهم من قال: لا يشترط،
وقيل: بلى ويكفي شاهدان.
وقال الجبّائيّ: يجب أربعةٌ وعاقدٌ ومعقودٌ له، كما ترك عمر رضي اللّه عنه، الأمر شورى بين ستّةٍ، فوقع الأمر على عاقدٍ وهو عبد الرّحمن بن عوف، ومعقود له وهو عثمان، واستنبط وجوب الأربعة الشّهود من الأربعة الباقين، وفي هذا نظرٌ، واللّه أعلم.

فسق الإمام ك
قال ابن كثير : فيه خلافٌ، والصّحيح أنّه لا ينعزل لقوله عليه الصّلاة والسّلام:*«إلّا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من اللّه فيه برهانٌ».
عزل الإمام نفسه ك
قال ابن كثير: *فيه خلافٌ، وقد عزل الحسن بن عليٍّ نفسه وسلّم الأمر إلى معاوية لكن هذا لعذرٍ وقد مدح على ذلك

نصب إمامين في الأرض ك
قال ابن كثير :
1- فلا يجوز لقوله عليه الصّلاة والسّلام:*«من جاءكم وأمركم جميعٌ يريد أن يفرّق بينكم فاقتلوه كائنًا من كان». وهذا قول الجمهور، وقد حكى الإجماع على ذلك غير واحدٍ، منهم إمام الحرمين،
2- وقالت الكرّاميّة: يجوز نصب إمامين فأكثر كما كان عليٌّ ومعاوية إمامين واجبي الطّاعة، قالوا: وإذا جاز بعث نبيّين في وقتٍ واحدٍ وأكثر جاز ذلك في الإمامة؛ لأنّ النّبوّة أعلى رتبةً بلا خلافٍ،
3- وحكى إمام الحرمين عن الأستاذ أبي إسحاق أنّه جوّز نصب إمامين فأكثر إذا تباعدت الأقطار واتّسعت الأقاليم بينهما، وتردّد إمام الحرمين في ذلك، قلت: وهذا يشبه حال خلفاء بني العبّاس بالعراق والفاطميّين بمصر والأمويّين بالمغرب


الاستدلال بهذه الآية على والاحتجاج بتثبيت نبوه النبي صلى الله عليه وسلم ج
قال الزجاج : في ذكر هذه الآية احتجاج على أهل الكتاب بتثبيت نبوة النبي صلى الله عليه وسلم: أنّ خبر آدم وما أمره اللّه به من سجود الملائكة له معلوم عندهم، وليس هذا من علم العرب الذي كانت تعلمه، ففي إخبار النبي صلى الله عليه وسلم*دليل على تثبيت رسالته إذ آتاهم بما ليس من علم العرب، وإنما هو خبر لا يعلمه إلا من قرأ الكتاب أو أوحي إليه به.






تفسير قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)}


مناسبة الأية ك
قال ابن كثير : هذا مقامٌ ذكر اللّه تعالى فيه شرف آدم على الملائكة، بما اختصّه به من علم أسماء كلّ شيءٍ دونهم، وهذا كان بعد سجودهم له، وإنّما قدّم هذا الفصل على ذاك، لمناسبة ما بين هذا المقام وعدم علمهم بحكمة خلق الخليفة، حين سألوا عن ذلك، فأخبرهم [اللّه] تعالى بأنّه يعلم ما لا يعلمون؛ ولهذا ذكر تعالى هذا المقام عقيب هذا ليبيّن لهم شرف آدم بما فضّل به عليهم في العلم،

معنى (علم) ط
وعلّم}*معناه: عرف


المراد ب (علم آدم ) ط ج
قال ابن عطية : وتعليم آدم هنا عند قوم:
1- إلهام علمه ضرورة.
2- : بل تعليم بقول، فإما بواسطة ملك، أو بتكليم قبل هبوطه الأرض، فلا يشارك موسى -عليه السلام- في خاصته.
3- وحكى النقاش عن ابن عباس: أنه تعالى علمه كلمة واحدة عرف منها جميع الأسماء.

اشتقاق ( آدم ) ط
قال ابن عطية : وآدم أفعل مشتق من الأدمة وهي حمرة تميل إلى السواد، وجمعه أدم وأوادم كحمر وأحامر، ولا ينصرف بوجه،
وقيل: آدم وزنه فاعل مشتق من أديم الأرض، كأن الملك آدمها وجمعه آدمون وأوادم، ويلزم قائل هذه المقالة صرفه.
وقال الطبري: «آدم فعل رباعي سمي به»،


المراد ب (الأسماء) ك ط
قال ابن كثير : الصّحيح أنّه علّمه أسماء الأشياء كلّها: ذواتها وأفعالها؛
قال الزجاج : ال أهل اللغة: علم آدم أسماء الأجناس
قال ابن عطية : واختلف المتأولون في قوله:*{الأسماء}*فقال جمهور الأمة: «علمه التسميات» وقال قوم: «عرض عليه الأشخاص».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والأول أبين، ولفظة -علمه- تعطي ذلك.
ثم اختلف الجمهور في أي الأسماء علمه



المراد ب (عرضهم ) ك ط ج
قال ابن عطية : واختلف المتأولون هل عرض على الملائكة أشخاص الأسماء أو الأسماء دون الأشخاص؟
فقال ابن مسعود وغيره:*«عرض الأشخاص».
وقال ابن عباس وغيره:*«عرض الأسماء»،
فمن قال في الأسماء بعموم كل شيء قال: عرضهم أمة أمة ونوعا نوعا، ومن قال في الأسماء إنها التسميات استقام على قراءة أبيّ: «عرضها»، ونقول في قراءة من قرأ «عرضهم»: إن لفظ الأسماء يدل على الأشخاص، فلذلك ساغ أن يقول للأسماء عرضهم
ذكر الأقوال ابن كثير .
قال الزجاج : وعرض أصحاب الأسماء من الناس وغيرهم على الملائكة، فلذا قال:*{ثم عرضهم}؛ لأن فيهم من يعقل.

معنى أنبئوني ط
و{أنبئوني}*معناه: أخبروني، والنبأ: الخبر، ومنه النبيء.

حكم الأنباء هنا ط
وقال قوم: يخرج من هذا الأمر بالإنباء تكليف ما لا يطاق، ويتقرر جوازه، لأنه تعالى علم أنهم لا يعلمون.
وقال المحققون من أهل التأويل: ليس هذا على جهة التكليف وإنما هو على جهة التقرير والتوقيف.

فائدة ( هؤلاء) ط
قال ابن عطية : وقوله تعالى:*{هؤلاء}*ظاهره حضور أشخاص، وذلك عند العرض على الملائكة.

المراد ب (إن كنتم صادقين) ك ط
قال ابن عطية : إن كنتم صادقين فأنبئوني وذكروا أقوالا :
1-قال ابن مسعود وابن عباس وناس من أصحاب النبي عليه السلام:*«معنى الآية: إن كنتم صادقين في أن الخليفة يفسد ويسفك».
2- - قال آخرون: صادقين في أني إن استخلفتكم سبحتم بحمدي وقدستم لي.
3- قال الحسن وقتادة:*«روي أن الملائكة قالت حين خلق الله آدم: ليخلق ربنا ما شاء فلن يخلق خلقا أعلم منا ولا أكرم عليه، فأراد الله تعالى أن يريهم من علم آدم وكرامته خلاف ما ظنوا فالمعنى: إن كنتم صادقين في دعواكم العلم».
4- قال قوم: معنى الآية: إن كنتم صادقين في جواب السؤال عالمين بالأسماء. قالوا: ولذلك لم يسغ للملائكة الاجتهاد وقالوا:*{سبحانك}حكاه النقاش. قال: ولو لم يشترط عليهم الصدق في الإنباء لجاز لهم الاجتهاد كما جاز للذي أماته الله مائة عام حين قال له:*{كم لبثت}؟ ولم يشترط عليه الإصابة.*فقال، ولم يصب فلم يعنف،
قال ابن عطية : وهذا كله محتمل.
وحكى الطبري أن بعض المفسرين قال: معنى إن كنتم: «إذ كنتم». قال الطبري: وهذا خطأ.
ذكر ابن كثير الاقوال ثم قال : وقال ابن جريرٍ: وأولى الأقوال في ذلك تأويل ابن عبّاسٍ ومن قال بقوله، ومعنى ذلك فقال: أنبئوني بأسماء من عرضته عليكم أيّها الملائكة القائلون: أتجعل في الأرض من يفسد فيها ويسفك الدّماء، من غيرنا أم منّا، فنحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك؟ إن كنتم صادقين في قيلكم: إنّي إن جعلت خليفتي في الأرض من غيركم عصاني ذرّيّته وأفسدوا وسفكوا الدّماء، وإن جعلتكم فيها أطعتموني واتّبعتم أمري بالتّعظيم لي والتّقديس، فإذا كنتم لا تعلمون أسماء هؤلاء الّذين عرضت عليكم وأنتم تشاهدونهم، فأنتم بما هو غير موجودٍ من الأمور الكائنة الّتي لم توجد أحرى أن تكونوا غير عالمين)

الحكمة من قوله تعالى للملائكة (إني جاعل …) ط
قال ابن عطية : قيل:*هذا منه امتحان لهم واختبار ليقع منهم ما وقع ويؤدبهم تعالى من تعليم آدم وتكريمه بما أدب



تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}


معنى الأية ك
قال ابن كثير: هذا تقديسٌ وتنزيهٌ من الملائكة للّه تعالى أن يحيط أحدٌ بشيءٍ من علمه إلّا بما شاء، وأن يعلموا شيئًا إلّا ما علّمهم اللّه تعالى

معنى سبحانك ط
قال اب عطية : معناه: تنزيها لك وتبرئة أن يعلم أحد من علمك إلا ما علمته،

معنى سبحان الله ك
أقوال السلف فيها :
1- عن ابن عبّاسٍ: سبحان اللّه، قال:«تنزيه اللّه نفسه عن السّوء».
2- قال عليٌّ:*«كلمةٌ أحبّها اللّه لنفسه، ورضيها، وأحبّ أن تقال».
3- سأل رجلٌ ميمون بن مهران عن "سبحان اللّه"، فقال:*«اسمٌ يعظّم اللّه به، ويحاشى به من السّوء»


معنى العليم ط
قال ابن عطية : العليم معناه: العالم، ويزيد عليه معنى من المبالغة والتكثير من المعلومات في حق الله عز وجل.

معنى الحكيم ط
قال ابن عطية :
1- والحكيم معناه الحاكم، وبينهما مزية المبالغة،
2- وقيل: معناه المحكم،
3- وقال قوم: الحكيم المانع من الفساد،

معنى (إنك أنت العليم الحكيم) ك
قال ابن كثير : أي: العليم بكلّ شيءٍ، الحكيم في خلقك وأمرك وفي تعليمك من تشاء ومنعك من تشاء، لك الحكمة في ذلك، والعدل التّامّ.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 20 شوال 1435هـ/16-08-2014م, 01:21 PM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي تفسير من 33 الى 34 سورة البقرة

- تفسير سورة البقرة
[من الآية (33) إلى الآية (34) ]

{قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)}




تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)}


معنى أنبأهم ط
معناه أخبرهم،

الضمير في أنبأهم و أسماءهم ط
والضمير في*{أنبئهم}*عائد على الملائكة بإجماع، والضمير في*{أسمائهم}*مختلف فيه حسب الاختلاف في الأسماء التي علمها آدم.

الاستدلال علي نبوة ادم ط
قال بعض العلماء: إن في قوله تعالى:*{فلمّا أنبأهم}*نبوة لآدم عليه السلام، إذ أمره الله أن ينبىء الملائكة بما ليس عندهم من علم الله عز وجل.

معنى أنبأهم بأسمائهم ك
قال ابن كثير:
قال زيد بن أسلم:*«قال: أنت جبريل، أنت ميكائيل، أنت إسرافيل، حتّى عدّد الأسماء كلّها، حتّى بلغ*الغراب».
وقال مجاهدٌ في قول اللّه:*{يا آدم*أنبئهم بأسمائهم}*قال:*«اسم الحمامة، والغراب، واسم كلّ شيءٍ».
وروي عن سعيد بن جبيرٍ، والحسن، وقتادة، نحو ذلك.

مناسبة خاتمة الأية ك
فلمّا ظهر فضل آدم، عليه السّلام، على الملائكة، عليهم السّلام، في سرده ما علّمه اللّه تعالى من أسماء الأشياء، قال اللّه تعالى للملائكة:{ألم أقل لكم إنّي أعلم غيب السّماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون}

معنى (أعلم غيب السموات والأرض ) ط
قال ابن عطية : *معناه: ما غاب عنكم، لأن الله لا غيب عنده من معلوماته.

معنى ( وأعلم ما تبدون وما تكتمون) ك ط
قال ابن كثير : أي: ألم أتقدّم إليكم أنّي أعلم الغيب الظّاهر والخفيّ،
قال ابن عطية : واختلف المفسرون في قوله تعالى:*{ما تبدون وما كنتم تكتمون}؛
فقالت طائفة: ذلك على معنى العموم في معرفة أسرارهم وظواهرهم وبواطنهم أجمع.
وقيل في (ما تبدون):
1- حكى مكي أن المراد بقول*{ما تبدون}*قولهم:*{أتجعل فيها}*الآية.
2- - حكى المهدوي أن*{ما تبدون}*قولهم: ليخلق ربنا ما شاء فلن يخلق أعلم منا ولا أكرم عليه، فجعل هذا مما أبدوه لما قالوه.
3- وقال الزهراوي: «ما أبدوه هو بدارهم بالسجود لآدم».
واختلف في المكتوم؛
1- فقال ابن عباس وابن مسعود:*«المراد ما كتمه إبليس في نفسه من الكبر والكفر»،
2- وقال قتادة:*«المكتوم هو ما أسره بعضهم إلى بعض من قولهم: ليخلق ربنا ما شاء»،*فجعل هذا فيما كتموه لما أسروه،

قال ابن كثير بعد أن ذكر الأقوال : وقال ابن جريرٍ: وأولى الأقوال في ذلك قول ابن عبّاسٍ، وهو أنّ معنى قوله تعالى:*{وأعلم ما تبدون}*وأعلم -مع علمي غيب السّماوات والأرض- ما تظهرونه بألسنتكم وما كنتم تخفون في أنفسكم، فلا يخفى عليّ شيءٌ، سواءٌ عندي سرائركم، وعلانيتكم.*
والّذي أظهروه بألسنتهم قولهم:*{أتجعل فيها من يفسد فيها}، والّذي كانوا يكتمون: ما كان عليه منطويًا إبليس من الخلاف على الله في أوامره، والتكبر عن طاعته.

استخدام لفظ الجماعة مع المفرد ط
قال ابن عطية : ويتوجه قوله:*{تكتمون}*للجماعة والكاتم واحد في هذا القول على تجوز العرب واتساعها، كما يقال لقوم قد جنى سفيه منهم: أنتم فعلتم كذا، أي: منكم فاعله.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا مع قصد تعنيف، ومنه قوله تعالى:*{إنّ الّذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون}[الحجرات: 4]*وإنما ناداه منهم عيينة، وقيل: الأقرع،


تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)}



كرامة الله لبني آدم ك
قال ابن كثير : وهذه كرامةٌ عظيمةٌ من اللّه تعالى لآدم امتنّ بها على ذرّيّته، حيث أخبر أنّه تعالى أمر الملائكة بالسّجود لآدم.
وقد دلّ على ذلك أحاديث -أيضًا- كثيرةٌ منها حديث الشّفاعة المتقدّم، وحديث موسى، عليه السّلام:*«ربّ،*أرني آدم الّذي أخرجنا ونفسه من الجنّة»، فلمّا اجتمع به قال:*«أنت آدم الّذي خلقه اللّه بيده، ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته»

خطاب الله لملائكته ط
وقول الله تعالى وخطابه للملائكة متقرر قديم في الأزل، بشرط وجودهم وفهمهم، وهذا هو الباب كله في أوامر الله سبحانه ونواهيه ومخاطباته

لفظ قلنا بالجمع : ط
وقلنا كناية العظيم عن نفسه بلفظ الجمع

قصة خلق آدم وعداوة الشيطان له ك

دخول إبليس في خطاب الله للملائكة ك
قال ابن كثير : الغرض أنّ اللّه تعالى لمّا أمر الملائكة بالسّجود لآدم دخل إبليس في خطابهم؛ لأنّه -وإن لم يكن من عنصرهم- إلّا أنّه كان قد تشبّه بهم وتوسّم بأفعالهم؛ فلهذا دخل في الخطاب لهم، وذمّ في مخالفة الأمر


معنى السجود ط
والسجود في كلام العرب: الخضوع والتذلل، وغايته وضع الوجه بالأرض،

كيفية سجود الملائكة لآدم ط
قال ابن عطية : والجمهور على أن سجود الملائكة لآدم إيماء وخضوع، ذكره النقاش وغيره، ولا تدفع الآية أن يكونوا بلغوا غاية السجود.
وقوله تعالى:*{فقعوا له ساجدين}*[الحجر: 29]*لا دليل فيه لأن الجاثي على ركبتيه واقع.
قال ابن كثير : أنّ المراد بالسّجود الخضوع لا الانحناء ووضع الجبهة على الأرض وهو ضعيفٌ


نوع سجود الملائكة لآدم ك ط
قال ابن عطية : واختلف في حال السجود لآدم،:
1- فقال ابن عباس:*«تعبدهم الله بالسجود لآدم، والعبادة في ذلك لله».*
2- وقال علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس:*«إنما كان سجود تحية كسجود أبوي يوسف عليه السلام، لا سجود عبادة».
3- وقال الشعبي:*«إنما كان آدم كالقبلة،
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وفي هذه الوجوه كلها كرامة لآدم عليه السلام.*
وقال ابن كثير : والأظهر أنّ القول الأولى، والسّجدة لآدم إكرامًا وإعظامًا واحترامًا وسلامًا، وهي طاعةٌ للّه، عزّ وجلّ؛ لأنّها امتثالٌ لأمره تعالى،




هل ابليس من الملائكة ك ط ج
فيه قولان :
1- إن إبليس كان من الملائكة، فاستثني منهم في السجود.
وقوله عز وجل:*{كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه}*[الكهف: 50]*يتخرج*على أنه*عمل عملهم فكان منهم في هذا،
أو على أن*الملائكة قد تسمى جنا لاستتارها،
أو على أن*يكون نسبهم إلى الجنة
قال ابن عطية: لأنه من الملائكة على قول الجمهور، وهو ظاهر الآية،
واختاره الطبري
2- لم يكن إبليس من الملائكة، والدليل على ذلك قوله:*{إلّا إبليس كان من الجنّ}.*
و جاز أن يستثنى منهم؟لأن الملائكة -وإياه- أمروا بالسجود، قالوا: ودليلنا على أنه أمر معهم قوله:*{إلا إبليس أبى}*فلم يأب إلا وهو مأمور.*
قال الزجاج : وهذا القول هو الذي نختاره،*لأن إبليس كان من الجن كما قال عزّ وجلّ.

قال ابن كثير : والغرض أنّ اللّه تعالى لمّا أمر الملائكة بالسّجود لآدم دخل إبليس في خطابهم؛ لأنّه -وإن لم يكن من عنصرهم- إلّا أنّه كان قد تشبّه بهم وتوسّم بأفعالهم؛ فلهذا دخل في الخطاب لهم، وذمّ في مخالفة الأمر


سبب عصيان إبليس ك
الكبر


هل الأمر بالسجود لملائكة الأرض أم عام لجميع الملائكة ك
قال ابن كثير : وقد حكى فخر الدّين وغيره قولين للعلماء: هل المأمور بالسّجود لآدم خاصٌّ بملائكة الأرض، أو عام بملائكة السماوات والأرض، وقد رجّح كلًّا من القولين طائفةٌ، وظاهر الآية الكريمة العموم:*{فسجد الملائكة كلّهم أجمعون * إلا إبليس}*[الحجر: 30، 31، ص: 73، 74]، فهذه أربعة أوجهٍ مقوّيةٌ للعموم، واللّه أعل


اشتقاق إبليس ط
وإبليس لا ينصرف لأنه اسم أعجميّ معرف.
قال الزجاج: «ووزنه فعليل».
وقال ابن عباس والسّدي وأبو عبيدة وغيرهم: هو مشتق من أبلس إذا أبعد عن الخير، ووزنه على هذا إفعيل


مسألة خوارق العادات والأولياء ك
قال ابن كثير: قال علماؤنا من أظهر اللّه على يديه ممّن ليس بنبيٍّ كراماتٍ وخوارق للعادات فليس ذلك دالًّا على ولايته، خلافًا لبعض الصّوفيّة والرّافضة هذا لفظه. ثمّ استدلّ على ما قال: بأنّا لا نقطع بهذا الّذي جرى الخارق على يديه أنّه يوافي اللّه بالإيمان، وهو لا يقطع لنفسه بذلك، يعني والوليّ الّذي يقطع له بذلك في نفس الأمر.
*وقد استدلّ بعضهم على أنّ الخارق قد يكون على يدي غير الوليّ، بل قد يكون على يد الفاجر والكافر، أيضًا، بما ثبت عن ابن صيّادٍ


معنى ( وكان من الكافرين) ط ك
قال ابن كثير :
1- - قال بعض المعربين:*{وكان من الكافرين}*أي: وصار من الكافرين بسبب امتناعه، كما قال:*{فكان من المغرقين}*[هودٍ: 43]*
-2- وقال ابن فوركٍ: تقديره: وقد كان في علم اللّه من الكافرين، ورجّحه القرطبيّ، وقال عنه ابن عطية قول الجمهور


معنى أبى واستكبر والفرق بينهما ط
قال ابن عطية : و"أبى" معناه: امتنع من فعل ما أمر به، واستكبر: دخل في الكبرياء، والإباية مقدمة على الاستكبار في ظهورهما عليه، والاستكبار والأنفة مقدمة في معتقده.

هل كفر ابليس جهلا أو عنادا ط
قال ابن عطية :
واختلف هل كفر إبليس جهلا أو عنادا؟*على قولين بين أهل السنة،
ولا خلاف أنه كان عالما بالله قبل كفره،
- فمن قال إنه كفر جهلا قال: «إنه سلب العلم عند كفره».
- ومن قال كفر عنادا قال: «كفر ومعه علمه»، قال: والكفر عنادا مع بقاء العلم مستبعد،*إلا أنه عندي جائز لا يستحيل مع خذل الله لمن شاء.

المراد من ذكر القصة ط
قال ابن عطية : وذهب الطبري: إلى أن الله أراد بقصة إبليس تقريع أشباهه من بني آدم وهم اليهود الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم، مع علمهم بنبوته ومع تقدم نعم الله عليهم وعلى أسلافهم.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 27 شوال 1435هـ/23-08-2014م, 08:42 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي تفسير من 35 الى 39

11- تفسير سورة البقرة
[من الآية (35) إلى الآية (39) ]

{وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}






تفسير قوله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)}

معنى الآية ك
قال ابن كثير: يقول اللّه تعالى إخبارًا عمّا أكرم به آدم بعد أن أمر الملائكة بالسّجود له، فسجدوا إلّا إبليس: إنّه أباحه الجنّة يسكن منها حيث يشاء، ويأكل منها ما شاء رغدًا،


معنى (اسكن) وصيغة الأمر به ط
معناه لازم الإقامة، ولفظه لفظ الأمر ومعناه الإذن


المراد ب (أنت) ط
أنت}*تأكيد للضمير الذي في اسكن،


معنى الزوج ط
الزوج امرأة الرجل وهذا أشهر من زوجة

معنى (الجنة) ط
الجنّة البستان عليه حظيرة

الأقوال في الجنة التي سكنها آدم عليه السلام ط ك
قال ابن كثير : وقد اختلف في الجنّة الّتي أسكنها آدم، أهي في السّماء أم في الأرض؟ والأكثرون على الأوّل
قال ابن عطية : واختلف في الجنة التي أسكنها آدم،*هل هي جنة الخلد أو جنة أعدت لهما؟ وذهب من لم يجعلها جنة الخلد إلى أن من دخل جنة الخلد لا يخرج منها، وهذا لا يمتنع، إلا أن السمع ورد أن من دخلها مثابا لا يخرج منها، وأما من دخلها ابتداء كآدم فغير مستحيل ولا ورد سمع بأنه لا يخرج منها.

متى خلقت حواء من ضلع آدم عليه السلام ط ك
قال ابن عطية :واختلف متى خلقت حواء من ضلع آدم عليه السلام؟
1- فقال ابن عباس:*«حين أنبأ الملائكة بالأسماء واسجدوا له ألقيت عليه السنة وخلقت حواء، فاستيقظ وهي إلى جانبه فقال فيما يزعمون: لحمي ودمي، وسكن إليها،
2- قال ابن مسعود وابن عباس أيضا:*«لما أسكن آدم الجنة مشى فيها مستوحشا، فلما نام خلقت حواء من ضلعه القصيرى، ليسكن إليها ويستأنس بها، فلما انتبه رآها، فقال: من أنت؟ قالت: امرأة خلقت من ضلعك لتسكن إلي»،
و قال ابن كثير : وسياق الآية يقتضي أنّ حوّاء خلقت قبل دخول آدم الجنّة،

المراد بصيغة الأمر في (كلا) ط
لفظ هذا الأمر بـ{كلا}*معناه الإباحة، بقرينة قوله:*{حيث شئتما}

معنى الرغد ج ك
قال ابن كثير : رغدًا، أي: هنيئًا واسعًا طيّبًا.
قال الزجاج : الرغد: الكثير الذي لا يعنيك


المراد ب (لا تقربا) ج ط
ومعنى*{لا تقربا}*ههنا: لا تأكلا


الفائدة في التعبير عن الأكل بالقرب ط
قال ابن عطية : قال بعض الحذاق: «إن الله لما أراد النهي عن أكل الشجرة نهى عنه بلفظة تقتضي الأكل وما يدعو إليه وهو القرب».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا مثال بين في سد الذرائع.

معنى (الشجرة) ط
«الشجر» كل ما قام من النبات على ساق

نوع الشجرة المنهي عنها ط ك
فيها أقوال :
1- البر
2- الزيتونة
3- النخلة
4- السنبلة
5- التينة
6- الكرم
وثلاثة أقوال ضعيفة : أنها شجرة العلم ، وشجرة تحنك بها الملائكة ، وشجرة الحنظلة

قال ابن كثير : قال الإمام العلّامة أبو جعفر بن جريرٍ، رحمه اللّه: والصّواب في ذلك أن يقال: إنّ اللّه جلّ ثناؤه نهى آدم وزوجته عن أكل شجرةٍ بعينها من أشجار الجنّة، دون سائر أشجارها، فأكلا منها، ولا علم عندنا بأيّ شجرةٍ كانت على التّعيين؟ لأنّ اللّه لم يضع لعباده دليلًا على ذلك في القرآن ولا من السّنّة الصّحيحة.*
وقد قيل:*كانت شجرة البرّ.*
وقيل:*كانت شجرة العنب،*
وقيل:*كانت شجرة التّين.*
وجائزٌ أن تكون واحدةً منها، وذلك علمٌ، إذا علم ينفع العالم به علمه، وإن جهله جاهلٌ لم يضرّه جهله به، واللّه أعلم. [وكذلك رجّح الإمام فخر الدّين الرّازيّ في تفسيره وغيره، وهو الصواب]


سبب تسمية حواء بهذا الإسم ك ط
لإنّها خلقت من شيءٍ حيٍّ


معنى (فتكونا من الظالمين) ج
أي: إن عملتما بأعمال الظالمين صرتما منهم


معنى الظالم لغة ط
الظالم في اللغة الذي يضع الشيء غير موضعه،

مراتب الظالم في الشرع ونوع الظلم المراد بالآية ط
قال ابن عطية: الظلم في أحكام الشرع على مراتب، أعلاها الشرك، ثم ظلم المعاصي وهي مراتب، وهو في هذه الآية يدل على أن قوله:*{ولا تقربا}*على جهة الوجوب، لا على الندب، لأن من ترك المندوب لا يسمى ظالما، فاقتضت لفظة الظلم قوة النهي)


سبب الأمر في الآية ط
سبب نهي الله لآدم عن الأكل من الشجرة ك ط
قال ابن كثير: هو اختبارٌ من اللّه تعالى وامتحانٌ لآدم
قال ابن عطية : وقيل: إن هذه الشجرة كانت خصت بأن تحوج آكلها إلى التبرز، فلذلك نهي عنها فلما أكل منها ولم تكن الجنة موضع تبرز أهبط إلى الأرض.


الاستدلال بحظر الشجرة على آدم علية السلام بعدم الخلود ط
قال ابن عطية : قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وفي حظره تعالى على آدم الشجرة ما يدل على أن سكناه في الجنة لا يدوم، لأن المخلد لا يحظر عليه شيء، ولا يؤمر ولا ينهى.




تفسير قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)}


معنى (فأزلهما) ج ط
معناه: أنهما أزلّا بإغواء الشيطان إياهما، فصار كأنّه أزلّهما ج

المراد ب الزلل في هذه الآية ط
و«أزلهما» مأخوذ من الزلل، وهو في الآية مجاز، لأنه في الرأي والنظر، وإنما حقيقة الزلل في القدم.

القراءات في (فأزلهما) ومعناها ج ط ك
*قرئ: (فَأَزالهُمَا الشيطان) من زلت وأزالني غيري، و"أزلهما" من زللت وأزلني غيري،

معنى (فأزلهما ) ج ط ك

قال الزجاج : ولـ"زللت"*ههنا وجهان:*
يصلح أن يكون{فأزلهما الشيطان}:*أكسبهما الزلة والخطيئة،*ويصلح أن يكون{فأزلهما}:*نحّاهما، كلا القراءتين صواب حسن.
قال ابن عطية: قال أبو علي:*{فأزلّهما}يحتمل تأويلين:أحدهما:*كسبهما الزلة،*والآخر:*أن يكون من زل إذا عثر.



كيفية إزلال الشيطان لآدم وحواء وهو ممنوع من دخول الجنه ط ك
فيه أقوال :
1- أنّه منع من دخول الجنّة مكرّمًا، فأمّا على وجه الرّدع والإهانة، فلا يمتنع؛*
2- كما جاء في التّوراة أنّه دخل في فم الحيّة إلى الجنّة،*
3 - وقد قال بعضهم: يحتمل أنّه وسوس لهما وهو خارج باب الجنّة،*
4- وقال بعضهم: يحتمل أنّه وسوس لهما وهو في الأرض، وهما في السّماء،

مرجع الضمير في ( عنها) ط ك
يصح أن يعود على الشجرة ، وهو اقرب مذكور ، ويصح أن يعود على الجنة
وقال ابن عطية : والضمير في*{عنها}*عائد على الشّجرة في قراءة من قرأ «أزلهما»، ويحتمل أن يعود على الجنّة فأما من قرأ «أزالهما» فإنه يعود على الجنّة فقط،


معنى الشيطان لغة واشتقاقه ج
الغالي في الكفر المتبعد فيه من الجن والإنس، والشطن في لغة العرب: الخبل، والأرض الشطون: البعيدة، وإنما الشيطان "فيعال" من هذا.* ج

المراد ب ( أخرجهما مما كانا فيه) ط ك
قال ابن عطية : يحتمل وجوها،*
- فقيل: أخرجهما من الطاعة إلى المعصية.
- وقيل: من نعمة الجنة إلى شقاء الدنيا.*
- وقيل: من رفعة المنزلة إلى سفل مكانة الذنب.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا كله يتقارب.

معنى الهبوط ط
الهبوط: النزول من علو إلى أسفل.


صيغة الجمع في (اهبطوا) ج
جمع الله للنبي -صلى الله عليه وسلم- قصة هبوطهم، وإنما كان إبليس أُهبِطَ أولاً، والدليل على ذلك قوله عزّ وجل:*{اخرج منها فإنّك رجيم}، وأهبط آدم وحواء بعد، فجمع الخبر للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنهم قد اجتمعوا في الهبوط، وإن كانت أوقاتهم متفرقة فيه.


المخاطب بالهبوط في الآية ط
قال ابن عطية : واختلف من المخاطب بالهبوط،
- فقال السدي وغيره:*«آدم وحواء وإبليس والحية».
- وقال الحسن:*«آدم وحواء والوسوسة».
- قال غيره: «والحية لأن إبليس قد كان أهبط قبل عند معصيته».

معنى (بعضكم لبعض عدو) ج
إبليس عدو للمؤمنين من ولد آدم، وعداوته لهم: كفر، والمؤمنون أعداء إبليس، وعداوتهم له: إيمان.


معنى (مستقر) ج ك ط
أي استقرار
قال الزجاج : مقام وثبوت ج
قال ابن عطية : موضع استقرار ط
قال ابن كثير : قرارٌ وأرزاقٌ وآجالٌ ك

المراد ب المستقر في الآية ط
1- أن الأرض موضع استقرار قاله أبو العالية وابن زيد.
2- وقال السدي: «المراد الاستقرار في القبور


المراد ب (حين) في هذه الآية ج ط ك
فيها قولان :
1- إلى وقت معين ثم تقوم القيامة
2- إلى الموت


فائدة (إلى حين) ط
قال ابن عطية : في قوله تعالى:*{إلى حينٍ}*فائدة لآدم عليه السلام، ليعلم أنه غير باق فيها ومنتقل إلى الجنة التي وعد بالرجوع إليها، وهي لغير آدم دالة على المعاد.


تفسير قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)}

المراد بالكلمات ج ط ك
واختلف المتأولون في الكلمات،
1 - فقال الحسن بن أبي الحسن:*«هي قوله تعالى:{ربّنا ظلمنا أنفسنا}الآية[الأعراف: 23]». ذكره ابن ثير وابن عطية والزجاج
2 - وقال مجاهد:*«هي أن آدم قال: سبحانك اللهم لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم».
3 - وقال ابن عباس:*«هي أن آدم قال: أي رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي رب ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال بلى، قال: أي رب ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن تبت وأطعت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم».
4 - قال عبيد بن عمير:*«إن آدم قال: أي رب أرأيت ما عصيتك فيه أشيء كتبته علي أم شيء ابتدعته؟ قال: بل شيء كتبته عليك. قال: أي رب كما كتبته علي فاغفر لي».
5 - وقال قتادة:*«الكلمات هي أن آدم قال: أي رب أرأيت إن أنا تبت وأصلحت؟ قال: إذا أدخلك الجنة».
6- وقالت طائفة: إن المراد بالكلمات ندمه واستغفاره وحزنه، وسماها كلمات مجازا لما هي في خلقها صادرة عن كلمات، وهي كن في كل واحدة منهن، وهذا قول يقتضي أن آدم لم يقل شيئا إلا الاستغفار المعهود.

ذكر الأقوال ابن كثير وابن عطية

معنى (تاب عليه) ط
معناه رجع به، والتوبة من الله تعالى الرجوع على عبده بالرحمة والتوفيق، والتوبة من العبد: الرجوع عن المعصية والندم على الذنب مع تركه فيما يستأنف*

سبب ذكر آدم دون حواء في التوبة ط
قال ابن عطية : وإنما خص الله تعالى آدم بالذكر هنا في التلقي والتوبة، وحواء مشاركة له في ذلك بإجماع
1- لأنه المخاطب في أول القصة بقوله:*{اسكن أنت وزوجك الجنّة}*فلذلك كملت القصة بذكره وحده،
2- وأيضا فلأن المرأة حرمة ومستورة فأراد الله الستر لها، ولذلك لم يذكرها في المعصية في قوله:*{وعصى آدم ربّه فغوى}[طه: 121


فائدة في التوبة ج
ج في هذه الآية موعظة لولدهما، وتعريفهم كيف السبيل إلى التنصّل من الذنوب، وأنه لا ينفع إلا الاعتراف والتوبة، لأن ترك الاعتراف بما حرّم اللّه -عزّ وجلّ- حرام وكفر باللّه، فلا بد من الاعتراف مع التوبة، فينبغي أن يفهم هذا المعنى، فإنه من أعظم ما يحتاج إليه من الفوائد.

معنى الآية ط
قال ابن عطية: المعنى: فقال الكلمات فتاب الله عليه عند ذلك،


المقصود بالتلقي : ط
قال ابن عطية: والتلقي من آدم هو الإقبال عليها والقبول لها والفهم وحكى مكي قولا: أنه ألهمها فانتفع بها.


سبب تكرار التوبة في خاتمة الآية (إن الله هو التواب الرحيم) : ط
وبنية*{التّوّاب}*للمبالغة والتكثير، وفي قوله تعالى:*{إنّه هو التّوّاب الرّحيم}*تأكيد فائدته: أن التوبة على العبد إنما هي نعمة من الله، لا من العبد وحده لئلا يعجب التائب، بل الواجب عليه شكر الله تعالى في توبته عليه)


معنى (إن الله هو التواب الرحيم) ك
أي: إنّه يتوب على من تاب إليه وأناب


تفسير قوله تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)}


مناسبة الآية : ج
أنه عزّ وجلّ أعلمهم أنه يبتليهم بالطاعة وأنه يجازيهم بالجنة عليها وبالنّار على تركها، وأن هذا الابتلاء وقع عند الهبوط على الأرض.

فائدة (إما) والنون في( يأتينكم ) ج
ومعنى لزومها إياها معنى التوكيد، وكذلك معنى دخول النون في الشرط التوكيد، والأبلغ فيما يؤمر العباد به التوكيد عليهم فيه.

سبب تكرار الأمر بالهبوط (اهبطوا) ط ك
قال ابن عطية:
1- وكرر الأمر بالهبوط لما علق بكل أمر منهما حكما غير حكم الآخر، فعلق بالأول العداوة، وعلق بالثاني إتيان الهدى.*
2- وقيل: كرر الأمر بالهبوط على جهة تغليظ الأمر وتأكيده، كما تقول لرجل قم قم.
3- أن الهبوط الثاني إنما هو من الجنة إلى السماء، والأول في ترتيب الآية إنما هو إلى الأرض، وهو الآخر في الوقوع، فليس في الأمر تكرار على هذا،*
ذكر الأقوال ابن كثير وقال : والصّحيح الأوّل


المقصود بالخطاب في هذه الآية : ط
1- فقيل: آدم وحواء وإبليس وذريتهم،*
2- وقيل: ظاهره العموم ومعناه الخصوص في آدم وحواء، لأن إبليس لا يأتيه هدى، وخوطبا بلفظ الجمع تشريفا لهما،
والأول أصح لأن إبليس مخاطب بالإيمان بإجماع،*

معنى (هدى) ط
واختلف في معنى قوله:{هدىً}؛*
1 - فقيل: بيان وإرشاد.
2 - وقالت فرقة: الهدى الرسل، وهي إلى آدم من الملائكة، وإلى بنيه من البشر: هو فمن بعده.
3- قال الحسن : الهدى القرآن
4- قال مقاتل : الهدى محمد صلي الله عليه وسلم
5- قال أبو العالية: الأنبياء والرسل والبيان
قال ابن كثير : وقول أبي العالية اعم

معنى (فمن تبع هداي) ك
}*أي: من أقبل على ما أنزلت به الكتب وأرسلت به الرّسل

المراد ب(لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ط
قال ابن عطية : *ويحتمل قوله تعالى:*{لا خوف عليهم}*
1- أي: فيما بين أيديهم من الدنيا، و{لا هم يحزنون}*على ما فاتهم منها،*
2 - ويحتمل أن*{لا خوف عليهم}*يوم القيامة، و{لا هم يحزنون}*فيه،*
3 - ويحتمل أن يريد أنه يدخلهم الجنة حيث لا خوف ولا حزن).
قال ابن كثير :
أي: فيما يستقبلونه من أمر الآخرة*{ولا هم يحزنون}*على ما فاتهم من أمور الدّنيا


تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}

سبب ذكر الكفر والتكذيب معا : ط
وكان في الكفر كفاية لأن لفظة*{كفروا}*يشترك فيها كفر النعم وكفر المعاصي، ولا يجب بهذا خلود فبين أن الكفر هنا هو الشرك، بقوله:*{وكذّبوا بآياتنا}.*

معنى الصحبة ط
والصحبة: الاقتران بالشيء في حالة ما، في زمن ما، فإن كانت الملازمة والخلطة فهو كمال الصحبة، وهكذا هي صحبة أهل النار لها

الخلاف في تسمية الصحابة : ط
فإن كانت الملازمة والخلطة فهو كمال الصحبة، وهكذا هي صحبة أهل النار لها، وبهذا القول ينفك الخلاف في تسمية الصحابة رضي الله عنهم إذ مراتبهم متباينة، أقلها الاقتران في الإسلام والزمن، وأكثرها الخلطة والملازمة،*

معنى (هم فيها خالدون) ك
*أي: مخلّدون فيها، لا محيد لهم عنها، ولا محيص

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 27 شوال 1435هـ/23-08-2014م, 03:23 PM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي


تفسير قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) }



تفسير قوله تعالى: ({يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)}


معنى الآية ك
يقول تعالى آمرًا بني إسرائيل بالدّخول في الإسلام، ومتابعة محمّدٍ عليه من اللّه أفضل الصّلاة والسّلام، ومهيجًا لهم بذكر أبيهم إسرائيل، وهو نبيّ اللّه يعقوب، عليه السّلام، وتقديره: يا بني العبد الصّالح المطيع للّه كونوا مثل أبيكم في متابعة الحقّ،

ومرجع الضمير في عليكم : ج ط
معنى الآية في التذكير بالنعمة، فإنهم ذكروا بما أنعم به على آبائهم من قبلهم، وأنعم به عليهم، والدليل على ذلك قوله:*{إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً}*فالذين صادفهم النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا أنبياء، وإنّما ذكّروا بما أنعم به على آبائهم وعليهم في أنفسهم وفي آبائهم، وهذا المعنى موجود في كلام العرب معلوم عندها،


المراد بالعهد ج ط ك
اختلف المتأولون في هذا العهد إليهم
1- ؛ فقال الجمهور ذلك عام في جميع أوامره ونواهيه ووصاياه فيدخل في ذلك ذكر محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة،
2- وقيل العهد قوله تعالى:*{خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ}[البقرة: 63، 93]،
3- وقال ابن جريج: العهد قوله تعالى:*{ولقد أخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل}*[المائدة: 12]، وعهدهم هو أن يدخلهم الجنة، ووفاؤهم بعهد الله أمارة لوفاء الله تعالى لهم بعهدهم،


معنى {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}
*قال ابن كثير : :«بعهدي الّذي أخذت في أعناقكم للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا جاءكم.{أوف بعهدكم}*أي: أنجز لكم ما وعدتكم عليه بتصديقه واتّباعه، بوضع ما كان عليكم من الإصر والأغلال الّتي كانت في أعناقكم بذنوبكم الّتي كانت من إحداثكم».

المراد بالنداء بالآية: ط
*(يا) حرف نداء مضمن معنى التنبيه

المراد ب (إسرائيل) ط ك
هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام

اشتقاق ( إسرائيل) ط ك
1- إسرا هو بالعبرانية عبد، وإيل اسم الله تعالى، فمعناه عبد الله. ك ط
2- وحكى المهدوي أن (إسرا) مأخوذ من الشدة في الأسر كأنه الذي شد الله أسره وقوى خلقته. ط

المراد ب (الذكر) ط
والذكر في كلام العرب على أنحاء، وهذا منها ذكر القلب الذي هو ضد النسيان،*

المراد بالنعمة ط ك
قال ابن عطية : وخصص بعض العلماء النعمة فقيل :
1- «بعثة الرسل منهم وإنزال المن والسلوى، وإنقاذهم من تعذيب آل فرعون، وتفجير الحجر».
2- «النعمة هنا أن دركهم مدة محمد صلى الله عليه وسلم».
3- «هي أن منحهم علم التوراة وجعلهم أهله وحملته».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذه أقوال على جهة المثال، والعموم في اللفظة هو الحسن.
ذكر القولان الاول والثاني ابن كثير ثم قال : وهذا كقول موسى عليه السّلام لهم:*{يا قوم اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا وآتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين}[المائدة: 20]*يعني في زمانهم.

المخاطب في هذه الآية: ط
1- وحكى مكي: أن المخاطب من بني إسرائيل بهذا الخطاب هم المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم، لأن الكافر لا نعمة لله عليه.
2- وقال ابن عباس وجمهور العلماء: بل الخطاب لجميع بني إسرائيل في مدة النبي عليه السلام، مؤمنهم وكافرهم،


معنى الأمر بالرهبة: ط
الرهبة يتضمن الأمر بها معنى التهديد

معنى (فأرهبون) ك
وقوله:*{وإيّاي فارهبون}*أي: فاخشون؛ قاله أبو العالية، والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة.
وقال ابن عبّاسٍ في قوله تعالى:*{وإيّاي فارهبون}:*
«أي: أنزل بكم ما أنزل بمن كان قبلكم من آبائكم من النّقمات الّتي قد عرفتم من المسخ وغيره».


تغير الأسلوب في الآية : ك
وهذا انتقالٌ من التّرغيب إلى التّرهيب، فدعاهم إليه بالرّغبة والرّهبة، لعلّهم يرجعون إلى الحقّ واتّباع الرّسول والاتّعاظ بالقرآن وزواجره، وامتثال أوامره، وتصديق أخباره، واللّه الهادي لمن يشاء إلى صراطه المستقيم؛ ولهذا قال:*{وآمنوا بما أنزلت مصدّقًا لما معكم})



تفسير قوله تعالى: {وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}

معنى(وآمنوا) ط
معناه: صدقوا،*

المراد ب (بما أنزلت ) ج ط
القرآن

معنى (بما أنزلت مصدقا لما معكم ) ك
{بما أنزلت مصدقًا}] يعني به: القرآن الّذي أنزله على محمّدٍ النّبيّ الأمّيّ العربيّ بشيرًا ونذيرًا وسراجًا منيرًا مشتملًا على الحقّ من الله تعالى، مصدّقًا لما بين يديه من التّوراة والإنجيل.


معنى (لما معكم) ط ك
يعني من التوراة والإنجيل

المخاطب ب (ولا تكونوا أول كافر به) ج
لأن الخطاب وقع على حكمائهم فإذا كفروا كفر معهم الأتباع، فلذلك قيل لهم:*{ولا تكونوا أوّل كافر}.

فائدة كلمة أول في (أول كافر به) ط
فالأول والثاني وغيرهما داخل في النهي، ولكن حذروا البدار إلى الكفر به إذ على الأول كفل من فعل المقتدى به،

*ومعنى*{أوّل كافر}:* ج ط ك
أول الكافرين
في هذا قولين:*
1- أول من كفر به،
2- ولا تكونوا أول فريق كافر به، وكلا القولين صواب حسن
قال ابن كثير : فيعني به أوّل من كفر به من بني إسرائيل؛ لأنّه قد تقدّمهم من كفّار قريشٍ وغيرهم من العرب بشر كثيرٌ، وإنّما المراد أول من كفر به من بني إسرائيل مباشرةً، فإنّ يهود المدينة أوّل بني إسرائيل خوطبوا بالقرآن، فكفرهم به يستلزم أنّهم أوّل من كفر به من جنسهم.


مرجع الضمير في (به) ج ط ك
قال ابن عطية : واختلف في الضمير في (به) على من يعود،
1- فقيل: على محمد عليه السلام،
2- وقيل: على التوراة إذ تضمنها قوله:*{لما معكم}.
3- وقيل: الضمير في (به) عائد على القرآن، إذ تضمنه قوله:*{بما أنزلت}.
ذكر ابن كثير الأول والثالث ثم قال : اختار ابن جريرٍ أنّ الضّمير في قوله:*{به}*عائدٌ على القرآن، الّذي تقدّم ذكره في قوله:*{بما أنزلت}.
وكلا القولين صحيحٌ؛ لأنّهما متلازمان، لأنّ من كفر بالقرآن فقد كفر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، ومن كفر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقد كفر بالقرآن.
وذكر الزجاج الأول والثاني

المراد بالثمن ط ك
قال ابن عطية:
واختلف المتأولون في الثمن الذي نهوا أن يشتروه بالآيات،
1- فقالت طائفة: إن الأحبار كانوا يعلمون دينهم بالأجرة، فنهوا عن ذلك
2- وقال قوم: كانت للأحبار مأكلة يأكلونها على العلم كالراتب فنهوا عن ذلك.
3- وقال قوم: إن الأحبار أخذوا رشى على تغيير قصة محمد عليه السلام في التوراة،
4- وقال قوم: معنى الآية: ولا تشتروا بأوامري ونواهيّ وآياتي ثمنا قليلا،
وذكر ابن كثير الأقوال كلها


حكم التعليم بأجره ك
قال ابن كثير : وأمّا تعليم العلم بأجرةٍ، فإن كان قد تعيّن عليه فلا يجوز أن يأخذ عليه أجرةً، ويجوز أن يتناول من بيت المال ما يقوم به حاله وعياله، فإن لم يحصل له منه شيءٌ وقطعه التّعليم عن التّكسّب، فهو كما لم يتعيّن عليه،*
وإذا لم يتعيّن عليه، فإنّه يجوز أن يأخذ عليه أجرةً عند مالكٍ والشّافعيّ وأحمد وجمهور العلماء،

المراد بالثمن القليل ط ك
يعني الدنيا ومدتها والعيش الذي هو نزر لا خطر له،*

الفرق بين (فاتقون) و (فارهبون) ط
وبين «أتقون» و«ارهبون» فرق، أن الرهبة مقرون بها وعيد بالغ

معنى التقوى ك
التّقوى أن تعمل بطاعة اللّه رجاء رحمة اللّه على نورٍ من اللّه، والتّقوى أن تترك معصية اللّه مخافة عذاب اللّه على نورٍ من اللّه».

معنى ( وإياي فاتقون) ك
ومعنى قوله:*{وإيّاي فاتّقون}*أنّه تعالى يتوعّدهم فيما يتعمّدونه من كتمان الحقّ وإظهار خلافه ومخالفتهم الرّسول، صلوات الله وسلامه عليه


تفسير قوله تعالى:{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)}

معنى (تلبسوا) ج ط
المعنى ولا تخلطوا، يقال: «لبست الأمر» بفتح الباء ألبسه، إذا خلطته ومزجت بينه بمشكله وحقه بباطله.

المراد بالحق بالباطل ج ط
واختلف أهل التأويل في المراد بقوله:*{الحقّ بالباطل}.
1- فقال أبو العالية:*«قالت اليهود: محمد نبي مبعوث، لكن إلى غيرنا، فإقرارهم ببعثه حق، وجحدهم أنه بعث إليهم باطل».ط
وقال الطبري: «كان من اليهود منافقون، فما أظهروا من الإيمان حق، وما أبطنوا من الكفر باطل».ط
2- وقال مجاهد:*«معناه: لا تخلطوا اليهودية والنصرانية بالإسلام». ك ط
3- وقال ابن زيد:*«المراد بـ«الحقّ» التوراة، و«الباطل» ما بدلوا فيها من ذكر محمد عليه السلام»،*ط
4- قال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ:*
«{ولا تلبسوا الحقّ بالباطل}لا تخلطوا الحقّ بالباطل والصّدق بالكذب».ك


معنى (وأنتم تعلمون) ج
أي: تأتون لبسكم الحق وكتمانه على علم منكم وبصيرة

أهل الكتاب والعلم ط
قال ابن عطية : ولم يشهد لهم تعالى بعلم وإنما نهاهم عن كتمان ما علموا، ويحتمل أن تكون شهادة عليهم بعلم حق مخصوص في أمر محمد عليه السلام، ولم يشهد لهم بالعلم على الإطلاق*

معصية العصيان بعلم ط
*قال ابن عطية : وفي هذه الألفاظ دليل على تغليظ الذنب على من واقعه على علم، وأنه أعصى من الجاهل)


تفسير قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}

معنى إقامة الصلاة ط
{وأقيموا الصّلاة}*معناه: أظهروا هيئتها وأديموها بشروطها، وذلك تشبيه بإقامة القاعد إلى حال ظهور

معنى الزكاة وسبب تسميته ط
الزّكاة مأخوذة
1- من زكا الشيء إذا نما وزاد، وسمي الإخراج من المال زكاة وهو نقص منه من حيث ينمو بالبركة أو بالأجر الذي يثيب الله به المزكي،
2- وقيل: الزّكاة مأخوذة من التطهير، كما يقال: زكا فلان أي: طهر من دنس الجرحة أو الاغفال، فكأن الخارج من المال يطهره من تبعة الحق الذي جعل الله فيه للمساكين،

المراد بالزكاة : ك
1- زكاه المال
2- صدقة الفطر

سبب ذكر الركوع ط
*1- قال قوم: جعل الركوع لما كان من أركان الصلاة عبارة عن الصلاة كلها.
2- وقال قوم: إنما خص الركوع بالذكر لأن بني إسرائيل لم يكن في صلاتهم ركوع.

معنى الركوع ط
والركوع في اللغة: الانحناء بالشخص.
ويستعار أيضا في الانحطاط في المنزلة

الاستدلال بالآية على صلاة الجماعة : ط ك
قال ابن عطية : وقالت فرقة: إنما قال: (مع) لأن الأمر بالصلاة أولا لم يقتض شهود الجماعة، فأمرهم بقوله: (مع) بشهود الجماعة،*
قال ابن كثير : وقد استدلّ كثيرٌ من العلماء بهذه الآية على وجوب الجماعة


معنى {واركعوا مع الرّاكعين}*ك
أي: وكونوا مع المؤمنين في أحسن أعمالهم، ومن أخصّ ذلك وأكمله الصّلاة.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 28 شوال 1435هـ/24-08-2014م, 03:54 PM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي تفسير 44- الى 48 البقرة

من آية 44 الى 48 سورة البقرة
قال تعالى

{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) }


تفسير قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)}


معنى الآية ك
قال ابن كثير: يقول تعالى: كيف يليق بكم -يا معشر أهل الكتاب، وأنتم تأمرون النّاس بالبرّ، وهو جماع الخير-أن تنسوا أنفسكم، فلا تأتمروا بما تأمرون النّاس به، وأنتم مع ذلك تتلون الكتاب، وتعلمون ما فيه على من قصر في أوامر اللّه؟ أفلا تعقلون ما أنتم صانعون بأنفسكم؛ فتنتبهوا من رقدتكم، وتتبصّروا من عمايتكم.

المقصود بهذه الآية ك ط ج
قال ابن عطية : واختلف المتأولون في المقصود بهذه الآية،
1- فقال ابن عباس:*«كان الأحبار يأمرون أتباعهم ومقلديهم باتباع التوراة، وكانوا هم يخالفونها في جحدهم منها صفة محمد صلى الله عليه وسلم».ج ك ط
2- وقالت فرقة: كان الأحبار إذا استرشدهم أحد من العرب في اتباع محمد دلوه على ذلك، وهم لا يفعلونه.ك ط
3- وقال ابن جريج:*«كان الأحبار يحضون الناس على طاعة الله، وكانوا هم يواقعون المعاصي».ك ط
4- وقالت فرقة: كانوا يحضون على الصدقة ويبخلون.ج ط


المراد بالاستفهام ط ج
خرج مخرج الاستفهام، ومعناه التقرير والتوبيخ،

معنى البر ط
قال ابن عطية : «البر» يجمع وجوه الخير والطاعات ويقع على كل واحد منها اسم بر،

معنى تنسون أنفسكم ك ط
وتنسون أنفسكم}*«أي: تتركون أنفسكم ك

معنى ( وأنتم تتلون الكتاب) ك ط
وقوله تعالى:*{وأنتم تتلون}*معناه:
1- تدرسون وتقرءون،
2- ويحتمل أن يكون المعنى تتبعون أي في الاقتداء به

المراد بالكتاب ك ط
والكتاب التوراة

معنى (أفلا تعقلون) ط
معناه: أفلا تمنعون أنفسكم من مواقعة هذه الحال المردية لكم؟

معنى العقل ط
قال ابن عطية: العقل: الإدراك المانع من الخطأ مأخوذ منه عقال البعير، أي يمنعه من التصرف، ومنه المعقل أي موضع الامتناع


مسألة الأمر بالمعروف وفعل المعروف وحكمهما ك
قال ابن كثير :
1- فكلٌّ من الأمر بالمعروف وفعله واجبٌ، لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصحّ قولي العلماء من السّلف والخلف.
2- وذهب بعضهم إلى أنّ مرتكب المعاصي لا ينهى غيره عنها، وهذا ضعيفٌ، وأضعف منه تمسّكهم بهذه الآية؛ فإنّه لا حجّة لهم فيها.
والصّحيح أنّ العالم يأمر بالمعروف، وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه، [قال مالكٌ عن ربيعة: سمعت سعيد بن جبيرٍ يقول له:*«لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتّى لا يكون فيه شيءٌ ما أمر أحدٌ بمعروفٍ ولا نهى عن منكرٍ». وقال مالكٌ:*«وصدق من ذا الّذي ليس فيه شيءٌ؟»*قلت] ولكنّه -والحالة هذه-مذمومٌ على ترك الطّاعة وفعله المعصية، لعلمه بها ومخالفته على بصيرةٍ، فإنّه ليس من يعلم كمن لا يعلم


عقوبة الآمر بالمعروف ولم يفعله ك
قال ابن كثير :
1- قال الإمام أحمد: عن أبي وائلٍ، قال: قيل لأسامة -وأنا رديفه-: ألا تكلّم عثمان؟ فقال: إنّكم ترون أنّي لا أكلّمه إلّا أسمعكم. إنّي لا أكلّمه فيما بيني وبينه ما دون أن أفتتح أمرًا -لا أحبّ أن أكون أوّل من افتتحه، واللّه لا أقول لرجلٍ إنّك خير النّاس. وإن كان عليّ أميرًا -بعد أن سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول، قالوا: وما سمعته يقول؟ قال: سمعته يقول:*«يجاء بالرّجل يوم القيامة فيلقى في النّار، فتندلق به أقتابه، فيدور بها في النّار كما يدور الحمار برحاه، فيطيف به أهل النّار، فيقولون: يا فلان ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه».
ورواه البخاريّ ومسلمٌ،
2- قال الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده: عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:*«مررت ليلة أسري بي على قومٍ شفاههم تقرض بمقاريض من نارٍ.*قال:*قلت: من هؤلاء؟*»*قالوا: خطباء من أهل الدّنيا ممّن كانوا يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون؟.




تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)}


الأمر بالاستعانة ك ط
قال ابن عطية : وقوله تعالى:*{واستعينوا بالصّبر والصّلاة}*
1- قال مقاتل:*«معناه على طلب الآخرة». ك ط
2- وقال غيره: المعنى استعينوا بالصبر عن الطاعات وعن الشهوات على نيل رضوان الله، وبالصلاة على نيل الرضوان وحط الذنوب، وعلى مصائب الدهر أيضا، ط ك

المراد بالصبر ك ط ج
قال ابن كثير 1- وقال مجاهد:*«الصبر في هذه الآية الصوم»، ومنه قيل لرمضان شهر الصبر، ك ط
2- وقيل: المراد بالصّبر الكفّ عن المعاصي؛ ولهذا قرنه بأداء العبادات وأعلاها: فعل الصّلاة. ك
وذكر الاول ابن عطية والزجاج

أنواع الصبر ك
- قال ابن كثير: عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، قال:*«الصّبر صبران: صبرٌ عند المصيبة حسنٌ، وأحسن منه الصّبر عن محارم الله».

معنى الصبر ك
قال ابن كثير : عن سعيد بن جبيرٍ، قال:*«الصّبر اعتراف العبد للّه بما أصاب فيه، واحتسابه عند اللّه ورجاء ثوابه، وقد يجزع الرّجل وهو يتجلّد، لا يرى منه إلّا الصّبر».

سبب أمر أهل الكتاب بالصبر والصلاة ج
فإن هذا الخطاب أصله خطاب أهل الكتاب، وكانت لهم رئاسة عند أتباعهم، فقيل لهم: استعينوا على ما يذهب عنكم شهوة الرياسة بالصلاة؛ لأن الصلاة يتلى فيها ما يرغب فيما عند اللّه، ويزهد في جميع أمر الدنيا،

فائدة الاستعانة بالصلاة ك ج
قال ابن كثير:
1- إنّ الصّلاة من أكبر العون على الثّبات في الأمر عن حذيفة، قال:«كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصّلاة».
2- انها شفاء قال ابن جريرٍ: وروي عنه، عليه الصّلاة والسّلام، أنّه مرّ بأبي هريرة، وهو منبطحٌ على بطنه، فقال له:*«اشكنب درد».[قال: نعم] قال:*«قم فصلّ فإنّ الصّلاة شفاءٌ».[ومعناه: أيوجعك بطنك؟ قال: نعم]

سبب تخصيص الصوم والصلاة ط
قال ابن عطية : وخص الصوم والصلاة على هذا القول بالذكر لتناسبهما في أن الصيام يمنع الشهوات ويزهد في الدنيا، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتخشع. ويقرأ فيها القرآن الذي يذكر بالآخرة

مرجع الضمير في (أنها) ك ط
قال ابن عطية : واختلف المتأولون في قوله تعالى:*{وإنّها لكبيرةٌ}*على أي شيء يعود الضمير؟
1- *فقيل*على الصّلاة،*قاله مجاهد و اختاره ابن جرير ك ط
2-وقيل*على الاستعانة التي يقتضيها قوله واستعينوا، ك ط
3- *وقيل*على العبادة التي يتضمنها بالمعنى ذكر الصبر والصلاة.
4- وقالت فرقة:*على إجابة محمد صلى الله عليه وسلم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وفي هذا ضعف، لأنه لا دليل له من الآية عليه.
5- وقيل: يعود الضمير على الكعبة، لأن الأمر بالصلاة إنما هو إليها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا أضعف من الذي قبله.
ذكر الاول والثاني ابن كثير

معنى (كبيرة) ك ط
«كبيرة» معناه ثقيلة شاقة،

معنى الخشوع ط
قال ابن عطية: والخشوع هيئة في النفس يظهر منها على الجوارح سكون وتواضع


المراد ب (الخاشعين) ك ط ج
قال ابن عطية : الخاشعون المتواضعون المخبتون ط
قال الزجاج : الخاشع: المتواضع المطيع المجيب؛ ج
قال ابن كثير : عن ابن عبّاسٍ:*«يعني المصدّقين بما*أنزل اللّه».*وقال مجاهدٌ:*«المؤمنين حقًّا». وقال أبو العالية:*«إلّا على الخاشعين الخائفين».، وقال مقاتل بن حيّان:*«إلّا على الخاشعين يعني به المتواضعين».*

خصوص الآية وعمومها ك
قال ابن كثير: والظّاهر أنّ الآية وإن كانت خطابًا في سياق إنذار بني إسرائيل، فإنّهم لم يقصدوا بها على سبيل التّخصيص، وإنّما هي عامّةٌ لهم، ولغيرهم. واللّه أعلم)


معنى الآية ج ك
قال الزجاج : *المعنى: إن الصلاة التي معها الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم كبيرة؛ تكبر على الكفار وتعظم عليهم مع الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، والخاشع: المتواضع المطيع المجيب؛ لأن*المتواضع لا يبالي برياسة كانت له مع كفر إذا انتقل إلى الإيمان)
قال ابن كثير: وقال ابن جريرٍ: معنى الآية: واستعينوا أيّها الأحبار من أهل الكتاب، بحبس أنفسكم على طاعة اللّه وبإقامة الصّلاة المانعة من الفحشاء والمنكر، المقرّبة من رضا اللّه، العظيمة إقامتها إلّا على المتواضعين للّه المستكينين لطاعته المتذللين من مخافته.



تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)}


معنى الآية ك
قال ابن كثير: :*(وقوله تعالى:*{الّذين يظنّون أنّهم ملاقو ربّهم وأنّهم إليه راجعون}*هذا من تمام الكلام الّذي قبله، أي: وإنّ الصّلاة أو الوصاة لثقيلةٌ إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقو ربّهم، أي: [يعلمون أنّهم] محشورون إليه يوم القيامة، معروضون عليه، وأنّهم إليه راجعون، أي: أمورهم راجعةٌ إلى مشيئته، يحكم فيها ما يشاء بعدله، فلهذا لمّا أيقنوا بالمعاد والجزاء سهل عليهم فعل الطّاعات وترك المنكرات.


معنى يظنون ك ط ج
1- "الظن" ههنا في معنى: اليقين، والمعنى: الذين يوقنون بذلك، ك ط ج
2- وحكى المهدوي وغيره: أن الظن هنا يصح أن يكون على بابه، ويضمر في الكلام بذنوبهم، فكأنهم يتوقعون لقاءه مذنبين. ط
قال ابن عطية : قال الجمهور: معناه يوقنون.
قال الزجاج : والمعنى: الذين يوقنون بذلك، ولو كانوا شاكين كانوا ضلالا كافرين، و"الظن" بمعنى اليقين موجود في اللغة

المراد بالظن في القرآن ك
قال ابن كثير: قال ابن جريرٍ: ، عن مجاهدٍ، قال:*«كلّ ظنٍّ في القرآن يقينٌ، أي: ظننت وظنوا».
، عن مجاهدٍ، قال:*«كلّ ظنٍّ في القرآن فهو علمٌ»

المراد بالملاقاة ط
والملاقاة هي للعقاب أو الثواب، ففي الكلام حذف مضاف، ويصح أن تكون الملاقاة هنا بالرؤية التي عليها أهل السنة، وورد بها متواتر الحديث.

سبب حذف النون ف (ملاقوا) وحكم إثباتها ط ج
قال ابن عطية والزجاج : وملاقو أصله ملاقون، لأنه بمعنى الاستقبال فحذفت النون تخفيفا، فلما حذفت تمكنت الإضافة لمناسبتها للأسماء،
قال الزجاج : ولا يجوز في القرآن إثباتها لأنه خلاف المصحف، ولا يجوز أن يقع شيء في المصحف مجمع عليه فيخالف،*لأن أتباع المصحف أصل أتباع السنة

معنى (راجعون) ط ك
قال ابن عطية : وراجعون معناه:
1- بالموت ط
2- وقيل بالحشر والخروج إلى الحساب والعرض، وتقوي هذا القول الآية المتقدمة قوله تعالى:*{ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم ثمّ إليه ترجعون ط
3 – قال ابن كثير : أي: أمورهم راجعةٌ إلى مشيئته، يحكم فيها ما يشاء بعدله،


مرجع الضمير في إليه ط
قال ابن عطية: *والضمير في إليه عائد
1- على الرب تعالى،
2- وقيل على اللقاء الذي يتضمنه ملاقو

سبب (أنهم) وليس (إنهم) الأولى والثانية ج
قال الزجاج : وقوله*{أنّهم}*ههنا لا يصلح في موضعها (إنهم) -بالكسر- لأن الظن واقع فلا بد من أن تكون تليه "أنّ"، إلا أن يكون في الخبر لام.
ويصلح في*{أنّهم إليه راجعون}*الفتح والكسر، إلا أن الفتح هو الوجه الذي عليه القراءة، فإذا قلت: (وإنهّم إليه راجعون) -في الكلام– حملت الكلام على المعنى كأنه "وهم إليه راجعون" ودخلت أن مؤكدة، ولولا ذلك لما جاز*أبطالك الظن*مع اللام إذا قلت: ظننت إنك لعالم.





تفسير قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)}

معنى الآية ك
قال ابن كثير: يذكّرهم تعالى سالف نعمه على آبائهم وأسلافهم، وما كان فضّلهم به من إرسال الرّسل منهم وإنزال الكتب عليهم وعلى سائر الأمم من أهل زمانهم،


فضيلة أهل الكتاب ومقارنتهم بهذه الأمة ك
قال ابن كثير:
1-وقال أبو جعفرٍ الرّازيّ عن أبي العالية، في قوله تعالى:*{وأنّي فضّلتكم على العالمين}*قال:*«بما أعطوا من الملك والرّسل والكتب على عالم من كان في ذلك الزّمان؛ فإنّ لكلّ زمانٍ عالمًا».
وروي عن مجاهدٍ، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة، وإسماعيل بن أبي خالدٍ نحو ذلك،
ويجب الحمل على هذا؛ لأنّ هذه الأمّة أفضل منهم؛ لقوله تعالى خطابًا لهذه الأمّة:*{كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باللّه ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرًا لهم
2- وقيل: المراد تفضيلٌ بنوعٍ ما من الفضل على سائر النّاس، ولا يلزم تفضيلهم مطلقًا، حكاه فخر الدّين الرّازيّ وفيه نظرٌ.
3- وقيل: إنّهم فضّلوا على سائر الأمم لاشتمال أمّتهم على الأنبياء منهم، حكاه القرطبيّ في تفسيره،
وفيه نظر؛ لأن*{العالمين}*عام يشتمل من قبلهم ومن بعدهم من الأنبياء، فإبراهيم الخليل قبلهم وهو أفضل من سائر أنبيائهم، ومحمّدٌ بعدهم وهو أفضل من جميع الخلق وسيّد ولد آدم في الدّنيا والآخرة، صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلي


سبب تكرار النداء والتذكير بالنعمة ط
قال ابن عطية : وفائدة ذلك :
1-أ ن الخطاب الأول يصح أن يكون للمؤمنين، ويصح أن يكون للكافرين منهم، وهذا المتكرر إنما هو للكافرين، بدلالة ما بعده،
2- وأيضا فإن فيه تقوية التوقيف وتأكيد الحض على ذكر أيادي الله وحسن خطابهم بقوله: فضّلتكم على العالمين



نسبة الإنعام والذم من الآباء ج ط
أذكرهم الله عزّ وجلّ نعمته عليهم في أسلافهم، والدليل على ذلك قوله عزّ وجلّ:*{وإذ نجّيناكم من آل فرعون}*والمخاطبون بالقرآن لم يروا فرعون ولا آله.*
ولكنه عزّ وجلّ ذكرهم أنه لم يزل منعما عليهم لأن إنعامه على أسلافهم إنعام عليهم، والدليل على ذلك: أن العرب وسائر الناس يقولون: أكرمتك*بإكرامي أخاك، وإنما الأثرة وصلت إلى أخيه، والعرب خاصة تجعل ما كان لآبائها فخرا لها، وما كان فيه ذم يعدونه عارا عليها، وإن كان فيما قدم من آبائها وأسلافها


تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)}


مناسبة الآية ك
قال ابن كثير : لمّا ذكّرهم [اللّه] تعالى بنعمه أوّلًا عطف على ذلك التّحذير من حلول نقمه بهم يوم القيامة فقال:*{واتّقوا يومًا}


سبب نزول الآية ط ج
قال ابن عطية: وسبب هذه الآية أن بني إسرائيل قالوا: نحن أبناء الله وأبناء أنبيائه وسيشفع لنا آباؤنا، فأعلمهم الله تعالى عن يوم القيامة أنه لا تقبل فيه الشفاعة، ولا تجزي نفسٌ عن نفسٍ،


المراد ب(اليوم) ك ط ج
يوم القيامة

المراد ب (اتقوا يوما) وبيان إعرابه ط
قال ابن عطية :
1- نصب يوما «باتقوا» على السعة، والتقدير عذاب يوم، أو هول يوم، ثم حذف ذلك وأقام اليوم مقامه،
2- ويصح أن يكون نصبه على الظرف لا للتقوى، لأن يوم القيامة ليس بيوم عمل، ولكن معناه: جيئوا متقين يوما.

معنى ( لا تجزي نفس عن نفس شيئا) ك ط ج
ومعنى:*{لا تجزي نفس عن نفس شيئا}*أي: لا تجزي فيه، وقيل: لا تجزيه،

معنى (لا تجزي ) ط
قال ابن عطية :
1- ولا تجزي معناه: لا تغني.
2- وقال السدي: معناه لا تقضي، ويقويه قوله شيئاً
3- وقيل المعنى: لا تكافئ

اشتقاق الشفاعة ط ج
والشفاعة مأخوذة من الشفع وهما الاثنان لأن الشافع والمشفوع له شفع، وكذلك الشفيع فيما لم يقسم.

التأنيث في الشفاعة ط ج
إذ تأنيث الشفاعة ليس بحقيقي وفيها قراءتان يقبل وتقبل


اختصاص الشفاعة بالمؤمنين ط ك
قال ابن عطية : فأعلمهم الله تعالى عن يوم القيامة أنه لا تقبل فيه الشفاعة، ولا تجزي نفسٌ عن نفسٍ، وهذا إنما هو في الكافرين، للإجماع وتواتر الحديث بالشفاعة في المؤمنين.
قال ابن كثير : وقوله تعالى:*{ولا يقبل منها شفاعةٌ}*يعني عن الكافرين،


معنى ( لا يؤخذ منها عدل) ك
أي: لا يقبل منها فداءٌ

معنى الآية ك ط
قال ابن كثير : فأخبر تعالى أنّهم إن لم يؤمنوا برسوله ويتابعوه على ما بعثه به، ووافوا اللّه يوم القيامة على ما هم عليه، فإنّه لا ينفعهم قرابة قريبٍ ولا شفاعة ذي جاهٍ، ولا يقبل منهم فداءٌ، ولو بملء الأرض ذهبًا،


المراد بالعدل ك ط ج
العدل : الفدية

معنى العدل: ط
قال ابن عطية : قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وعدل الشيء هو الذي يساويه قيمة وقدرا وإن لم يكن من جنسه، «والعدل» بكسر العين هو الذي يساوي الشيء من جنسه وفي جرمه

معنى (ولا هم ينصرون) ك
قال ابن كثير : ولا أحد يغضب لهم فينصرهم وينقذهم من عذاب اللّه،
وقال ابن جريرٍ: وتأويل قوله:*{ولا هم ينصرون}*يعني: إنّهم يومئذٍ لا ينصرهم ناصرٌ، كما لا يشفع لهم شافعٌ، ولا يقبل منهم عدلٌ ولا فديةٌ، بطلت هنالك المحاباة واضمحلّت الرّشى والشّفاعات، وارتفع من القوم التّعاون والتّناصر، وصار الحكم إلى عدل الجبّار الّذي لا ينفع لديه الشّفعاء والنّصراء، فيجزي بالسّيّئة مثلها وبالحسنة أضعافها

مرجع الضمير في (ولا هم ينصرون) ط
قال ابن عطية: والضمير في قوله ولا هم
1- عائد على الكافرين الذين اقتضتهم الآية،
2- ويحتمل أن يعود على النفسين المتقدم ذكرهما، لأن اثنين جمع، أو لأن النفس للجنس وهو جمع،


فائدة في حصر هذه المعاني في الآية ط
قال ابن عطية : وحصرت هذه الآية المعاني التي اعتادها بنو آدم في الدنيا، فإن الواقع في شدة مع آدمي لا يتخلص إلا بأن يشفع له أو ينصر أو يفتدى

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 29 شوال 1435هـ/25-08-2014م, 12:26 AM
عبير ماجد عبير ماجد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 233
افتراضي

تفسير سورة البقرة
[من الآية (49) إلى الآية (53) ]

{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)}





تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)}


معنى (نجيناكم من آل فرعون ) ك
قال ابن كثير : أي: خلّصتكم منهم وأنقذتكم من أيديهم

معنى نجيناكم ط ك
*أي*خلصناكم

المراد ب آل فرعون ج
و"آل فرعون": أتباعه ومن كان على دينه، وكذلك "آل الأنبياء" -صلوات اللّه عليهم-: من كان على دينهم، وكذلك قولنا: "صلى اللّه على محمد وآله" معنى "آله": من اتبعه من أهل بيته وغيرهم،

المراد ب الآل : ط ج
قال ابن عطية : وآل الرجل قرابته وشيعته وأتباعه»
قال الزجاج : وكذلك "آل الأنبياء" -صلوات اللّه عليهم-: من كان على دينهم، وكذلك قولنا: "صلى اللّه على محمد وآله" معنى "آله": من اتبعه من أهل بيته وغيرهم،


اشتقاق آل ط
قال ابن عطية :
1- وآل*أصله أهل، قلبت الهاء ألفا كما عمل في ماء، ولذلك ردها التصغير إلى الأصل، فقيل أهيل، مويه،
2- وقد قيل في آل إنه اسم غير أهل، أصله أول وتصغيره أويل،


سبب تعذيب فرعون لبني إسرائيل ك ط
قال ابن كثير : وذلك أنّ فرعون -لعنه اللّه-كان قد رأى رؤيا هالته، رأى نارًا خرجت من بيت المقدس فدخلت دور القبط ببلاد مصر، إلّا بيوت بني إسرائيل، مضمونها أنّ زوال ملكه يكون على يدي رجلٍ من بني إسرائيل، ويقال: بل تحدّث سمّاره عنده بأنّ بني إسرائيل يتوقّعون خروج رجلٍ منهم، يكون لهم به دولةٌ ورفعةٌ، وهكذا جاء في حديث الفتون، كما سيأتي في موضعه [في سورة طه] إن شاء اللّه، فعند ذلك أمر فرعون -لعنه اللّه-بقتل كلّ [ذي] ذكر يولد بعد ذلك من بني إسرائيل، وأن تترك البنات، وأمر باستعمال بني إسرائيل في مشاقّ الأعمال وأراذلها.


نسبة القتل إلى فرعون وليس الجنود واستنباط فائدة ط
قال ابن عطية : وإنما نسب الفعل إلى آل فرعون وهم إنما كانوا يفعلونه بأمره وسلطانه لتوليهم ذلك بأنفسهم.
وقال الطبري رحمه الله: «ويقتضي هذا أن من أمره ظالم بقتل أحد فقتله المأمور فهو المأخوذ به،

المراد بالعذاب ك ج
ك فسّر العذاب بذبح الأبناء


معنى سوء العذاب ط ج
معنى*{سوء العذاب}: شديد العذاب،

نسبة السوء للعذاب ج
وإن كان العذاب كله سوءًا،*فإنما نكر في هذا الموضع لأنه أبلغ ما يعامل به مرعيّ،*فلذلك قيل:*{سوء العذاب}، أي: ما يبلغ في الإساءة ما لا غاية بعده.


معنى يسومونكم ك ط ج
1- *أي: يولّونكم، قاله أبو عبيدة، ذكره ابن كثير والزجاج
2-وقيل:*معناه: يديمون عذابكم، كما يقال: سائمة الغنم من إدامتها الرّعي، نقله القرطبيّ، ذكره ابن كثير
3- يأخذونكم*به ويلزمونكم إياه ومنه المساومة بالسلعة ذكره ابن عطية

القراءات في يذبحون ط ج
قال ابن عطية :
1- وقرأ الجمهور «يذبّحون» بشد الباء المكسورة على المبالغة
2- ، وقرأ ابن محيصن: «يذبحون» بالتخفيف، والأول أرجح إذ الذبح متكرر.
قال الزجاج : والقراءة المجمع عليها أبلغ، لأن*{يذبّحون}*للتكثير، و(يذبحون) يصلح أن يكون للقليل وللكثير، فمعنى التكثير ههنا أبلغ.*


المراد بالبلاء ك ط ج
وبلاءٌ معناه امتحان واختبار، ويكون البلاء في الخير والشر.


معنى (وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ) ك ط
1- وقال قوم:*الإشارة بـــــ ذلكم إلى التنجية من بني إسرائيل، فيكون البلاء على هذا في الخير، أي وفي تنجيتكم نعمة من الله عليكم.
2- وقال جمهور الناس:*الإشارة إلى الذبح ونحوه، والبلاء هنا في الشر، والمعنى وفي الذبح مكروه وامتحان.
ذكر القولان ابن عطيه وابن كثير وقال الزجاج : والبلاء ههنا: النعمة،

قصة نجاه بني إسرائيل ط ك
- قال ابن عطية : حكى الطبري وغيره في كيفية نجاتهم: أن موسى عليه السلام أوحي إليه أن يسري من مصر ببني إسرائيل فأمرهم موسى أن يستعيروا الحلي والمتاع من القبط، وأحل الله ذلك لبني إسرائيل، فسرى بهم موسى من أول الليل، فأعلم فرعون فقال لا يتبعنهم أحد حتى تصيح الديكة، فلم يصح تلك الليلة بمصر ديك حتى أصبح، وأمات الله تلك الليلة كثيرا من أبناء القبط فاشتغلوا في الدفن وخرجوا في الأتباع مشرقين، وذهب موسى إلى ناحية البحر حتى بلغه، وكانت عدة بني إسرائيل نيفا على ستمائة ألف، وكانت عدة فرعون ألف ألف ومائتي ألف.
وحكي غير هذا مما اختصرته لقلة ثبوته، فلما لحق فرعون موسى ظن بنو إسرائيل أنهم غير ناجين، فقال يوشع بن نون لموسى أين أمرت؟ فقال هكذا وأشار إلى البحر فركض يوشع فرسه فيه حتى بلغ الغمر، ثم رجع فقال لموسى أين أمرت؟ فو الله ما كذبت ولا كذبت، فأشار إلى البحر، وأوحى الله تعالى إليه: أن اضرب بعصاك البحر*[الشعراء: 63]. وأوحى إلى البحر أن انفرق لموسى إذا ضربك، فبات البحر تلك الليلة يضطرب فحين أصبح ضرب موسى البحر، وكناه أبا خالد فانفرق وكان ذلك في يوم عاشوراء)

- وذكر ابن كثير ثمّ أوحى اللّه إلى موسى:*{أن اضرب بعصاك البحر}*فضربه*{فانفلق فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم}*[الشّعراء: 63]، يقول: مثل الجبل. ثمّ سار موسى ومن معه وأتبعهم فرعون في طريقهم، حتّى إذا تتامّوا فيه أطبقه اللّه عليهم فلذلك قال:*{وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون}.




تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)}



معنى الآية ك
قال ابن كثير : معناه: وبعد أن أنقذناكم من آل فرعون، وخرجتم مع موسى، عليه السّلام، خرج فرعون في طلبكم، ففرقنا بكم البحر،
{فأنجيناكم}*أي: خلّصناكم منهم، وحجزنا بينكم وبينهم، وأغرقناهم وأنتم تنظرون؛ ليكون ذلك أشفى لصدوركم، وأبلغ في إهانة عدوّكم.



معنى فرقنا ط
{فرقنا}*معناه:*جعلناه فرقا،


معنى (بكم) في الآية ط
قال ابن عطية :
1- ومعنى*{بكم}*بسببكم،
2- وقيل لما كانوا بين الفرق وقت جوازهم فكأنه بهم فرق،
3- وقيل معناه لكم، والباء عوض اللام وهذا ضعيف،


البحر المذكور بالآية ط
والبحر هو بحر القلزم،


كيفية انفلاق البحر ط
قال ابن عطية :
1- ولم يفرق البحر عرضا جزعا من ضفة إلى ضفة، وإنما فرق من موضع إلى موضع آخر في ضفة واحدة، وكان ذلك الفرق بقرب موضع النجاة، ولا يلحق في البر إلا في أيام كثيرة بسبب جبال وأوعار حائلة.
2- وقيل انفلق البحر عرضا وانفرق البحر على اثني عشر طريقا، طريق لكل سبط


المراد ب (تنظرون) ط ج
قال ابن عطية : و{تنظرون}*قيل معناه*
1- بأبصاركم، لقرب بعضهم من بعض.
2- وقيل معناه*ببصائركم للاعتبار لأنهم كانوا في شغل عن الوقوف والنظر بالأبصار.
3- وقيل:*إن آل فرعون طفوا على الماء فنظروا إليهم.
4- وقيل*المعنى وأنتم بحال من ينظر لو نظر، كما تقول: هذا الأمر منك بمرأى ومسمع، أي بحال تراه وتسمعه إن شئت.
ذكر الزجاج القول الاول والرابع


سبب صيام عاشوراء ك
قال ابن كثير: كما قال الإمام أحمد: عن ابن عبّاسٍ، قال: قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال:*«ما هذا اليوم الّذي تصومون؟»قالوا: هذا يومٌ صالحٌ، هذا يومٌ نجّى اللّه عزّ وجلّ فيه بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى، عليه السّلام، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:*«أنا أحقّ بموسى منكم»فصامه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأمر بصومه.
وروى هذا الحديث البخاريّ، ومسلمٌ، والنّسائيّ، وابن ماجه من طرقٍ، عن أيّوب السّختيانيّ، به نحو ما تقدّم.



الاستدلال بالآية على صدق نبوة محمد صلي الله عليه وسلم ط
قال ابن عطية : قال الطبري رحمه الله: وفي إخبار القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم بهذه المغيبات التي لم تكن من علم العرب ولا وقعت إلا في خفي علم بني إسرائيل، دليل واضح عند بني إسرائيل وقائم عليهم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم)



تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)}



معنى الآية ك
قال ابن كثير : يقول تعالى: واذكروا نعمتي عليكم في عفوي عنكم، لمّا عبدتم العجل بعد ذهاب موسى لميقات ربّه، عند انقضاء أمد المواعدة، وكانت أربعين يومًا، وهي المذكورة في الأعراف

وقت المواعدة ك ط
قال ابن كثير وابن عطية: قيل: إنّها ذو القعدة بكماله وعشرٌ من ذي الحجّة، وكان ذلك بعد خلاصهم من قوم فرعون وإنجائهم من البحر

القراءات في ( واعدنا) والمراد ب (واعدنا) ط ج
قال ابن عطية:
1- وقرأ الجمهور «واعدنا».
2- وقرأ أبو عمرو «وعدنا»، ورجحه أبو عبيد، وقال: إن المواعدة لا تكون إلا من البشر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وليس هذا بصحيح، لأن قبول موسى لوعد الله والتزامه وارتقابه يشبه المواعدة،
ذكر الأقوال الزجاج ثم قال : وكلاهما جائز حسن، واختار جماعة من أهل اللغة (وإذ وعدنا) بغير ألف، وقالوا: إنما اخترنا هذا لأن المواعدة إنما تكون لغير الآدميين، فاختاروا (وعدنا) وقالوا دليلنا قوله عزّ وجلّ*{إنّ اللّه وعدكم وعد الحقّ}*وما أشبه*هذا، وهذا الذي ذكروه ليس مثل هذا و{واعدنا}*هنا جيد بالغ، لأن الطاعة في القبول بمنزلة المواعدة، فهو من اللّه عزّ وجلّ: وعد، ومن موسى: قبول واتباع، فجرى مجرى المواعدة.

تسمية (موسى) واشتقاقه ط
قال ابن عطية : وموسى اسم أعجمي لا ينصرف للعجمة والتعريف، والقبط على ما يروى يقولون للماء «مو»، وللشجر «سا»، فلما وجد موسى في التابوت عند ماء وشجر سمّي «موسى».


سبب تخصيص الليلة بالذكر ط
قال ابن عطية : وخص الليالي دون الأيام بالذكر إذ الليلة أقدم من اليوم وقبله في الرتبة، ولذلك وقع بها التاريخ.
قال النقاش: «وفي ذلك إشارة إلى صلة الصوم، لأنه لو ذكر الأيام لأمكن أن يعتقد أنه كان يفطر بالليل، فلما نص على الليالي اقتضت قوة الكلام أنه عليه السلام واصل أربعين ليلة بأيامها».


المواعدة بالأربعين ط
قال ابن عطية :
1- وكل المفسرين على أن الأربعين كلها ميعاد.
2- وقال بعض البصريين: وعده رأس الأربعين ليلة.
قال القاضي أبو محمد : وهذا ضعيف

القراءات في اتخذتم ط
قال ابن عطية: وقوله تعالى:*{ثمّ اتّخذتم}.
1- *قرأ أكثر السبعة بالإدغام.
2- وقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص عنه بإظهار الذال وثمّ للمهلة، ولتدل على أن الاتخاذ بعد المواعدة

إعراب ثم اتخذتم العجل ط
قال ابن عطية: ونصب العجل ب اتّخذتم، والمفعول الثاني محذوف، تقديره اتخذتم العجل إلها،


معنى (ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ) ج
قال الزجاج : ذكرهم بكفر آبائهم مع هذه الآيات العظام، وأعلمهم أن كفرهم بالنبي -صلى الله عليه وسلم- مع وضوح أمره وما وقفوا عليه من خبره في كتبهم ككفر آبائهم.

مرجع الضمير في (بعده) ط
قال ابن عطية : والضمير في بعده يعود
1- على موسى.
2- وقيل:*على انطلاقه للتكليم، إذ المواعدة تقتضيه.
3- وقيل:*على الوعد


قصة هذه الآية ط
قال ابن عطية : وقصص هذه الآية أن موسى صلى الله عليه وسلم لما خرج ببني إسرائيل من مصر، قال لهم: إن الله تعالى سينجيكم من آل فرعون وينفلكم حليهم ومتاعهم الذي كان أمرهم باستعارته، وروي أنهم استعاروه برأيهم، فنفلهم الله ذلك بعد خروجهم، وقال لهم موسى عن الله تعالى: إنه ينزل عليّ كتابا فيه التحليل والتحريم والهدى لكم، فلما جازوا البحر طالبوا موسى بما قال لهم من أمر الكتاب، فخرج لميعاد ربه وحده، وقد أعلمهم بالأربعين ليلة، فعدوا عشرين يوما بعشرين ليلة، ثم قالوا هذه أربعون من الدهر، وقد أخلفنا الموعد، وبدا تعنتهم وخلافهم.
وكان السامري رجلا من بني إسرائيل يسمى موسى بن ظفر، وقيل لم يكن من بني إسرائيل بل كان غريبا فيهم، وكان قد عرف جبريل عليه السلام وقت عبرهم البحر،*فقالت طائفة:*أنكر هيئته فعرف أنه ملك.
وقال طائفة:*كانت أم السامري ولدته عام الذبح فجعلته في غار وأطبقت عليه، فكان جبريل صلى الله عليه وسلم يغذوه بأصابع نفسه فيجد في إصبع لبنا، وفي إصبع عسلا، وفي إصبع سمنا، فلما رآه وقت جواز البحر عرفه، فأخذ من تحت حافر فرسه قبضة تراب، وألقي في روعه أنه لن يلقيها على شيء ويقول له كن كذا إلا كان، فلما خرج موسى لميعاده قال هارون لبني إسرائيل: إن ذلك الحلي والمتاع الذي استعرتم من القبط لا يحل لكم، فجيئوا به حتى تأكله النار التي كانت العادة أن تنزل على القرابين.
وقيل:*بل أوقد لهم نارا وأمرهم بطرح جميع ذلك فيها، فجعلوا يطرحون.
وقيل:*بل أمرهم أن يضعوه في حفرة دون نار حتى يجيء موسى، وجاء السامري فطرح القبضة، وقال كن عجلا.
وقيل:*إن السامري كان في أصله من قوم يعبدون البقر، وكان يعجبه ذلك.
وقيل:*بل كانت بنو إسرائيل قد مرت مع موسى على قوم يعبدون البقر فــ*{قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهةٌ}*[الأعراف: 138]، فوعاها السامري وعلم أن من تلك الجهة يفتنون، ففتنت بنو إسرائيل بالعجل، وظلت منهم طائفة يعبدونه، فاعتزلهم هارون بمن تبعه، فجاء موسى من ميعاده فغضب حسبما يأتي قصصه في مواضعه من القرآن إن شاء الله.
ثم أوحى الله إليه أنه لن يتوب على بني إسرائيل حتى يقتلوا أنفسهم، ففعلت بنو إسرائيل ذلك، فروي أنهم لبسوا السلاح، من عبد منهم ومن لم يعبد وألقى الله عليهم الظلام، فقتل بعضهم بعضا يقتل الأب ابنه والأخ أخاه، فلما استحر فيهم القتل وبلغ سبعين ألفا عفا الله عنهم وجعل من مات منهم شهيدا، وتاب على البقية، فذلك قوله:*{ثمّ عفونا عنكم}.
وقال بعض المفسرين:*وقف الذين عبدوا العجل صفا ودخل الذين لم يعبدوه عليهم بالسلاح فقتلوهم.
وقالت طائفة:*جلس الذين عبدوا بالأفنية، وخرج يوشع بن نون ينادي: ملعون من حل حبوته، وجعل الذين لم يعبدوا يقتلونهم، وموسى في خلال ذلك يدعو لقومه ويرغب في العفو عنهم، وإنما عوقب الذين لم يعبدوا بقتل أنفسهم على أحد الأقوال أو بقتلهم قراباتهم على الأقوال الأخر لأنهم لم يغيروا المنكر حين عبدوا العجل، وإنما اعتزلوا وكان الواجب عليهم أن يقاتلوا من عبده،


فائدة هذه الآيات ج
قال الزجاج : ففي هذه الآيات
1- *إذكارهم بالنعمة عليهم في أسلافهم،
2- وتثبيت أمر الرسالة : وكان في ذكر هذه الأقاصيص دلالة على تثبيت نبوة النبي -صلى الله عليه وسلم-، لأن هذه الأقاصيص ليست من علوم العرب، وإنما هي من علوم أهل الكتاب، فأنبأهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بما في كتبهم، وقد علموا أنه من العرب الذين لم يقرأوا كتبهم،*فعلموا أنّه لم يعلم هذه الأقاصيص إلا من جهة الوحي



تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)}


معنى العفو ط
قال ابن عطية : والعفو:*تغطية الأثر وإذهاب الحال الأولى من الذنب أو غيره،

استعمال العفو ط
قال ابن عطية: ولا يستعمل العفو بمعنى الصفح إلا في الذنب وعفا عنهم عز وجل أي عمن بقي منهم لم يقتل


المراد ب لعلكم ط
قال ابن عطية: ولعلّكم ترج لهم في حقهم وتوقع منهم لا في حق الله عز وجل، لأنه كان يعلم ما يكون منهم


تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)}

المراد ب آتينا ج
{آتينا} بمعنى: أعطينا

المراد ب الكتاب ك ط
{الكتاب}*هو التوراة بإجماع

معنى الفرقان : ك
وهو ما يفرق بين الحقّ والباطل، والهدى والضّلال

المراد ب الفرقان ك ط ج
واختلف في الفرقان* هنا
1- *فقال الزجاج وغيره*هو التوراة أيضا كرر المعنى لاختلاف اللفظ، ولأنه زاد معنى التفرقة بين الحق والباطل، ولفظة الكتاب لا تعطي ذلك.
2- وقال آخرون: والفرقان سائر الآيات التي أوتي موسى صلى الله عليه وسلم، لأنها فرقت بين الحق والباطل.
3- وقال آخرون:*الفرقان: النصر الذي فرق بين حالهم وحال آل فرعون بالنجاة والغرق.
4- وقال ابن زيد:*«الفرقان انفراق البحر له حتى صار فرقا».
5- وقال الفراء وقطرب:*معنى هذه الآية: آتينا موسى الكتاب ومحمدا الفرقان.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا ضعيف.
ذكر الزجاج القول الأول والرابع ثم قال : والقول الأول هو القول؛*لأن "الفرقان" قد ذكر لموسى في غير هذا الموضع، قال الله عزّ وجلّ:*{ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتّقين (48)}.


وقت إيتاء الكتاب لموسى ك
وكان ذلك -أيضًا-بعد خروجهم من البحر، كما دلّ عليه سياق الكلام في سورة الأعراف. ولقوله تعالى:*{ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للنّاس وهدًى ورحمةً لعلّهم يتذكّرون}*[القصص: 43].

المراد ب إذ ط
إذ عطف على ما ذكر من النعم،

المراد ب لعلكم تهتدون ط ج
ترج وتوقع

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التفسير, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir