المقصد العام والمطلب الأعلى : راحة القلب وطمأنينته وسروره ، وزوال همومه وغمومه ، ومن أسباب ذلك :
1- الإيمان والعمل الصالح ؛ " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "
2- الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف ؛ " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً "
3- الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة ؛ فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بالأمر الذي أقلقه وتنسيه إياه ، فتفرح نفسه ويزداد نشاطه .
4- اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر ، وقطعه عن الاهتمام في المستقبل وعلى الحزن على الوقت الماضي ؛ فقد استعاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الهم والحزن .
5- الإكثار من ذكر الله ؛ " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " .
6- التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة ؛ " انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم " .
7- السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور ؛ فالأمور المستقبلة فمجهول ما يقع فيها من خير وشر ، واشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال .
8- أن يسعى في تخفيف النكبات بأن يقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر ، ويوطن على ذلك نفسه ؛ فإن توطين النفس على احتمال المكاره ، يهونها ويزيل شدتها ، وخصوصاً إذا أشغل نفسه بمدافعتها بحسب مقدوره .
9- قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة ؛ " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " .
10- حسن المعاملة مع كل من بينك وبينه علاقة واتصال ، وأنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه ؛ " لا يفرك مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر " .
11- توطين النفس على الأمور القليلة والكبيرة ويسأل الله الإعانة عليها ، وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين .
12- الحياة الصحيحة هي حياة السعادة والطمأنينة ، وهي قصيرة جداً ، فلا ينبغي أن يقصرها بالهم والأكدار .
13- المقارنة بين النعم الحاصلة دينية أو دنيوية ، وبين ما أصابه من مكروه ؛ فعندها يتضح كثرة ما هو فيه من النعم ، واضمحلال ما أصابه من المكاره .
14- المقارنة بين ما يخافه من الضرر وبين الاحتمالات الكثيرة في السلامة منها ، فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرة القوية ، وبذلك يزول همه وخوفه .
15- أن تعرف أن أذية الناس لك - وخصوصاً الأقوال السيئة - لا تضرك ، بل تضرهم ، إلا إن أشغلت نفسك في الاهتمام بها .
16- اعلم أن الحياة تبع لأفكارك ، فإن كانت أفكار نافعة في دين أو دنيا ، فحياتك طيبة سعيدة ، وإلا فالأمر بالعكس .
17 - أن توطن نفسك على أن لا تطلب الشكر إلا من الله ، فلا تبال بشكر من أنعمت عليه ؛ " إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً " .
18- أخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي الذي يقلقك ، وتعود على أدراجك خائباً من حصول الفضيلة ، حيث سلكت الطريق الملتوي ، وأن تتخذ من الأمور الكدرة أموراً صافية .
19- اجعل الأمور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها ، ولا تلتفت إلى الأمور الضارة ، واستعن بالراحة ، واجماع النفس على الأعمال المهمة .
20- حسم الأعمال في الحال والتفرغ في المستقبل ، وينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فالأهم ، وتميز بين ما تميل نفسك إليه ، وبين ما يحدث السآمة والملل .
21- استعن بالفكر الصحيح والمشاورة ؛ فما ندم من استشار .
22- ادرس ما تريد فعله درساً دقيقاً ، فإذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله ؛ " إن الله يحب المتوكلين " .