دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأقسام العلمية العامة > القراءة المنظمة > صفحات الطلاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 صفر 1434هـ/10-01-2013م, 11:58 PM
مراد أبو قتادة مراد أبو قتادة غير متواجد حالياً
دورة أنواع التلخيص
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 53
افتراضي صفحة الطالب: مراد أبو قتادة

بسم الله الرحمن الرحيم

المقصد العام للرسالة هو بيان الأسباب الجالبة لراحة القلب وسروره الذي به تتحصل الحياة الطيبة

وقد أجملها المؤلف في أسباب ثلاثة دينية، وطبيعية، وعملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين.

وهذه الأسباب التي يتحصل بها المقصد العام للرسالة هي في نفسها مقاصد، وقد بسطها المؤلف رحمه الله تعالى على النحو التالي:

السبب الأول: الإيمان والعمل الصالح
سناد ذالك قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}*
*
السبب الثاني: الإحسان إلى الخلق ، ويشترك فيها البر والفاجر مع تميز المؤمن بالإخلاص
سناده قوله تعالى*{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}*

السبب الثالث:*الاشتغال بعمل مفيد أو علم نافع، وهذا السبب يشترك فيه المؤمن وغيره
سناده (تعليل) أن ذالك يلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه أو ينسيه

السبب الرابع: اجتماع الفكر على الاهتمام بعمل اليوم، وقطعه عن الاهتمام بالآت، وعن الحزن على الوقت الماضي
السناد:*استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من الهم -وهذا يحدث بسبب الخوف من المستقبل- والحزن -وهذا يحصل على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها-، ودعاء*النبي صلى الله عليه وسلم حث على تحقيق مضمونه
وأيضا فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال، ويتسلى به العبد عن الهم والحزن

السبب الخامس:*الإكثار من ذكر الله، وهو من أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته
السناد: قال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}

السبب السادس:*التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة ومعرفتها
السناد: (تعليل) مقابلة النعم بالمكاره يدفع العبد الى الشكر لملاحظة التفاوت وكثرة النعم وهذا يؤدي الى الاطمئنان فيندفع الهم والغم*

السبب السابع: النظر الى من هو دوننا، وعدم الالتفات الى من فوقنا، فيزول بذالك القلق والهم والغم، ويزداد السرور والاغتباط بنعم الله التي فاق فيها غيره ممن هو دونه فيها.
السناد: ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال: «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو*فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم»

السبب الثامن:*السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم، وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره*بمجاهدة قلبه عن التفكر فيها وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله، مما يتوهمه من المكاره
ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور: استعمال الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر»
وكذلك قوله: «اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت»

السبب التاسع: السعي في تخفيف ما ينزل من النكبات بأن يقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر، ويوطن نفسه على ذلك*مع اعتماده في ذلك على الله وحسن الثقة به
السناد: ما هو مشاهد ومجرب، ووقائعه ممن جربه كثيرة جدا.

السبب العاشر:*قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة
السناد: (تعليل) لأن الإنسان متى استسلم للخيالات؛ وانفعل قلبه للمؤثرات أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية، والانهيار العصبي

السبب الحادي عشر:*اعتماد القلب على الله، والتوكل عليه، وعدم الاستسلام للأوهام والخيالات السيئة
السناد: قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}

فصل: (وهو سناد للسبب التاسع الا أن المؤلف أخره)
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر) وفيه فائدتان عظيمتان:
إحداهما: الإرشاد إلى معاملة كل من بينك وبينه علاقة واتصال، *بأن توطن نفسك على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه
الفائدة الثانية: وهي زوال الهم والقلق، وبقاء الصفاء، والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة وحصول الراحة بين الطرفين

ومن الأسباب أيضاً:
1 الحياة الصحيحة قصيرة جداً*فلا ينبغي للعبد أن يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار.
2 المقارنة بين ما أصابه من مكروه أو خاف منه وبين بقية النعم الحاصلة له
3 أن تعرف أن أذية الناس وخصوصاً في الأقوال السيئة، لا تضرك بل تضرهم، إلا إن أشغلت نفسك في الاهتمام بها
4 حياة العبد تبع لأفكاره، فإن كانت أفكاراً فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا فحياتك طيبة سعيدة. وإلا فالأمر بالعكس.
5 أن توطن نفسك على أن لا تطلب الشكر إلا من الله، فلا تبال بشكر من أنعمت عليه
السناد: قوله تعالى : (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً)
6 *أخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي دون التكلف الذي يقلق
7 اجعل الأمور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها، ولا تلتفت إلى الأمور الضارة واستعن بالراحة وإجماع النفس على الأعمال المهمة.
8 حسم الأعمال في الحال، والتفرغ في المستقبل لغيرها
9 أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فالأهم، وميز بين ما تميل نفسك إليه وتشتد رغبتك فيه، واستعن على ذلك بالفكر الصحيح والمشاورة، فإذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين.

أحسن الله إليكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 ربيع الأول 1434هـ/12-01-2013م, 03:06 PM
مراد أبو قتادة مراد أبو قتادة غير متواجد حالياً
دورة أنواع التلخيص
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 53
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

لما كان العبد في رحلته الى الله لابد له من مخالطة لبني جنسه قدم المؤلف رحمه الله تعالى بمقدمة تبين علاقته بهذا الجنس وعلاقته بمن هو متجه إليه انطلاقا من قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} . ثم استطرد في بيان الفرق بين البر والتقوى وبين الإثم والعدوان قبل الدخول في المقصود

المقصد الأول:
الهجرة الى الله وحقيقتها فرار العبد بقلبه من عبودية غير الله إلى إخلاص العبادة له وحده، وهذا هو حقيقة التوحيد، وهذه الهجرة تقوى وتضعف بحسب داعي المحبة في قلب العبد، وهي مقتضى " شهادة أن لا إله إلا الله "
سناده: قوله تعالى : { ففروا إلى الله } وقوله صلى الله عليه وسلم : " وأعوذ بك منك " وقوله : " لا ملجأ ولا منجى منك ألا إليك "

المقصد الثاني:
الهجرة الى الرسول صلى الله عليه وسلم وحقيقتها سفر النفس الى هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل مسائل الاعتقاد والسلوك والأحكام وفي تحكيمه في جميع موارد النزاع في جميع ابواب الدين بصدر منشرح وبلا حرج في النفس بل بتسليم وقبول وخضوع له وانقياد لما حكم به طوعا ورضاً
وهذه الهجرة فرض على كل مسلم ، وهي مقتضى " شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم"، ينتفي الإيمان بانتفاءها
السناد: قوله تعالى { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسملوا تسليما }، وفي هذه الآية تأكيد من الله سبحانه وتعالى لهذا المعنى المذكور فيها بوجوه عديدة من التأكيد :*
أولها : تصديرها بتضمن المقسم عليه للنفي وهو قوله : { لا يؤمنون } وهذا يقتضي تقوية المقسم عليه وتأكيده وشدة انتفائه .*
وثانيها : تأكيده بنفس القسم .*
وثالثها : تأكيده بالمقسم به ، وهو إقسامه بنفسه لا بشيء من مخلوقاته .*
ورابعها : تأكيده بانتفاء الحرج وهو وجود التسليم .*
وخامسها : تأكيد الفعل بالمصدر .
وقوله تعالى { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } وهو دليل على أن من لم يكن الرسول أولى به من نفسه فليس من المؤمنين وهذه الأولوية تتضمن أموراً :*
منها : أن يكون احب إلى العبد من نفسه، وهذا يكون دافعا للانقياد والطاعة
ومنها : أن لا يكون للعبد حكم على نفسه أصلاً بل الحكم على نفسه للرسول صلى الله عليه وسلم

المقصد الثالث:*
التحذير من الإعراض عن طاعة الله ورسوله والتولي عن أمره وسلوك مسلك المناقض لمن سعى على طريق الهجرتين وإنما الواجب الذي لا يحصل مسمى الإيمان إلا به مقابلة النصوص بالتلقي والقبول والإظهار لها ودعوة الخلق إليها ، ولا تقابل بالاعتراض تارة وباللي أخرى .*
السناد: قوله تعالى : { وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً }
وقوله تعالى : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم }
وقوله تعالى : { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا ، فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين }

المقصد الرابع:
الأمر بطاعة الله ورسوله وأنها من موجبات الإيمان وتقديمها على طاعة غيرهما والتحذير من التفريق بينهما وأن طاعة الرسول طاعة لله وأن طاعة غير الرسول تابعة لطاعة الرسول وأنه يجب رد موارد النزاع في كل ما تنازع فيه الناس من الدين كله إلى الله ورسوله لا إلى أحد غير الله ورسوله، وأن طاعة الله ورسوله وتحكيم الله ورسوله هو سبب السعادة عاجلا وآجلاً
السناد: قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير واحسن تأويلا }*
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " يوشك رجل شبعان متكئ على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله تعالى ، ما وجدنا فيه من شئ اتبعناه . ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه*

المقصد الخامس:
حيث أن المرء بطبعه يميل الى التشبه ببني جنسه فقد عمد المؤلف في هذا المقصد الى بيان حال الاتباع والمتبوعين وأنواعهم حتى يتنبه المهاجر مع أي الركب يسير

النوع الأول الاتباع والمتبوعين المشركين في الضلالة على خلاف طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومآل هذا الاتباع وتلك الخلة إلى العداوة واللعنة، فكل من لا يتبع الوحي فإنما يتبع الباطل ويتبع أولياء من دون الله
السناد: قوله تعالى : { المص * كتاب انزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتندر به وذكرى للمؤمنين ، اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون }
وقوله تعالى : { ويوم يعض الظالم على يديه ، يقول : يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ياويلتى ليتني لم أتخد فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني . وكان الشيطان للإنسان خذولا }
وقوله تعالى : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }
وأما عن حالهم فقال تعالى : { يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول . وقالوا ربنا أنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا . ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا }

النوع الثاني الأتباع المخالفون لمتبوعيهم ، في طريقتهم والسالكون غير سبيلهم، ويزعمون أنهم يحبونهم وأن محبتهم لهم تنفعهم مع مخالفتهم، فهؤلاء الأتباع يتبرء منهم متبوعيهم، ويوم القيامة تنقطع عنهم الأسباب والعلق والوصلات التي كانت بينهم في الدنيا
السناد: قوله تعالى : { إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب . وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا . كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار }

النوع الثالث الأتباع السعداء وهما نوعان :*
النوع الأول: اتباع لهم حكم الاستقلال فهؤلاء هم السعداء الذين ثبت لهم رضا الله عنهم وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة
السناد: قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه }
وقوله تعالى : { هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ، وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم . ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم }
النوع الثاني: اتباع المؤمنين من ذريتهم الذين لم يثبت لهم حكم التكليف في دار الدنيا ، وإنما هم مع آبائهم تبع لهم، والله سبحانه وتعالى الحق الذرية بآبائهم في الجنة كما اتبعهم إياهم في الإيمان
السناد: قوله تعالى: { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء }

المقصد السادس:
إرشاد المهاجر الى لوازم السفر من زاد وطريق ومركب قبل الرحيل*
أما الزاد فهو العلم المتلقى من النبي صلى الله عليه وسلم ولا زاد له غيره فمن لم يُحصل ذالك فلا يخرج وليقعد مع الخالفين .*
وأما الطريق : فهو بذل الجهد واستفراغ الوسع ،*ولا سبيل الى ذالك إلا بأمرين :*أن لا يصبو في الحق إلى لوم لائم، وأن تهون عليه نفسه في الله ، ولا يتم له ذالك إلا بالصبر
وأما المركب فصدق اللجوء إلى الله والانقطاع إليه بكليته وتحقيق الافتقار إليه بكل وجه والضراعة إليه وصدق التوكل والإستعانة به
ورأس الأمر وعموده في ذلك إنما هو دوام التفكر وتدبر آيات الله
فحينئذ يستقيم له سيره ويتضح له الطريق ويتولى الله هدايته ويكشف له ما خفي على غيره من طريق هذه الهجرة ومنازلها .*

المقصد السابع:
طلب الرفقة لهذا السفر لأن ذالك*يحصل به التعاون على البر والتقوى وسفر الهجرة إلى الله ورسوله، فإن لم يجد فلا ينبغي له أن يتوقف بل يسير و لو وحيداً غريباً فانفراد العبد في طريق طلبه دليل على صدق المحبة*.*
وليستعن بعد الله بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء ، فإنه يبلغ بمرافقتهم إلى مقصده ، وليحذر من مرافقة الأحياء الذين هم في الناس أموات ، فإنهم يقطعون عليه طريقه
وليكن سيره الى الله ونظره الى الخلق بعينين : عين ناظرة إلى الأمر والنهى ، بها يأمرهم وينهاهم ويواليهم ويعاديهم ، ويؤدي لهم الحقوق و يستوفيها عليهم . وعين ناظرة إلى القضاء والقدر بها يرحمهم ويدعو لهم و يستغفر لهم ، ويلتمس وجوه المعاذير فيما لا يخل بأمر و لا يعود بنقض شرع*، وقفاً عند قوله تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين }

وفقكم الله

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 ربيع الأول 1434هـ/13-01-2013م, 01:28 PM
مراد أبو قتادة مراد أبو قتادة غير متواجد حالياً
دورة أنواع التلخيص
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 53
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المقصد العام للرسالة هو جوابا لمن استوصاه بما يكون فيه صلاح دينه ودنياه وإرشاده الى ما يعتمد عليه من الكتب وعن أفضل الأعمال وأرجح المكاسب

المقصد الأول:
الوصية بما يكون فيه صلاح الدين والدنيا، فلا أنفع من وصية الله ورسوله بتقوى الله حيث أنها تجمع فعل كل ما أمر الله به إيجابا واستحبابا وما نهى عنه تحريما وتنزيها وهذا يجمع حقوق الله وحقوق العباد، وأيضا الوصية بحسن الخلق، هذا وأصل الخير كله إخلاص العبادة لله
السناد: قوله تعالى : { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ }*
ووصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما بعثه لليمن حيث قال له ( يَا مُعَاذُ : اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْت وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقِ حَسَنٍ ) وهذه الوصية تفسير للوصية القرآنية
وكون هذه الوصية جامعة فلأن العبد عليه حقان:
حق لله وهذا مبين في قوله عليه الصلاة والسلام ( اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْت وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا )*
وحق للعباد في قوله ( وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقِ حَسَنٍ )

المقصد الثاني:
بيان أفضل الأعمال بعد الفرائض، فهذا وإن لم يكن فيه جواب جامع مفصل لتفاوت الناس في ذالك، إلا أن ذكر الله في الجملة هو أفضل ما شغل به العبد نفسه، وأقل ذالك أن يلازم العبد الأذكار المأثورة كالأذكار المقيدة بحال أو زمان أو مكان ثم ملازمة الذكر مطلقا، وما اشتبه أمره على العبد فعليه بالاستخارة، وليكثر من الدعاء فإنه مفتاح كل خير ولا يستعجل
السناد: قول النبي صلى الله عليه وسلم : { سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ الْمُفَرِّدُونَ ؟ قَالَ : الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ }
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : { أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعُهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ذِكْرُ اللَّهِ }

المقصد الثالث:
بيان أرجح المكاسب، فأما من جهة التعيين فهذا يختلف باختلاف الناس، فإن أقبل العبد على شيء فليستخر الله، وليعلم أن التوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن به هو المكسب الحقيقي للعبد، وذالك بأن يلجأ الى الله ويدعوه في أمر رزقه، ثم ليأخذ المال بسخاوة نفس ليبارك له فيه ولا يأخذه بإشراف وهلع، بل يكون المال عنده بمنزلة الخلاء الذي يحتاج إليه من غير أن يكون له في القلب مكانة
السناد: قول الله عز وجل فِيمَا يَأْثُرُ عَنْهُ نَبِيُّهُ: { كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَنْ أَطْعَمْته فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ . يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَنْ كَسَوْته فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ }
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى شِسْعَ نَعْلِهِ إذَا انْقَطَعَ فَإِنَّهُ إنْ لَمْ يُيَسِّرْهُ لَمْ يَتَيَسَّرْ }*
وَفِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ : { مَنْ أَصْبَحَ وَالدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ شَتَّتَ اللَّهُ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إلَّا مَا كُتِبَ لَهُ . وَمَنْ أَصْبَحَ وَالْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ جَمَعَ اللَّهُ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ؟ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ }*

المقصد الرابع:
بيان المعتمد من الكتب، وهو باب واسع يختلف باختلاف البلاد، لكن جماع الخير أن يستعين بالله عز وجل في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه هو الذي يستحق أن يسمى علما وما سواه إما أن يكون علما غير نافع وإما ألا يكون علما وإن سمي به، ولتكن همته فهم مقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن اشتبه عليه شيء مما اختلف فيه الناس فليتضرع الى الله بالدعاء
كما كَانَ يدعوا النبي صلى الله عليه وسلم إذَا قَامَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ : اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وميكائيل وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِك إنَّك تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
وأما تعيين الكتب والمصنفين فأنفعها صحيح البخاري، لكن وحده لا يقوم بأصول العلم لذا لا بد من *مطالعة غيره من كتب أهل العلم
فمن نور الله قلبه هداه بما يبلغ من ذالك ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرة وضلالا كما { قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ : أَوَلَيْسَتْ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ؟ فَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ ؟ }

وفقكم الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالب, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir