كتب شيخ الاسلام ابن تيمية هذه الرسالة ردا على تساؤل لابن القاسم المغربي والذي سأله الوصية فجمع له فيها ما يقيم شأنه في الدنيا والاخرة على اختصار وايجاز .
وقد لخص الشيخ وصاياه بعشرة وصايا وهذه الوصايا هي :
1- تقوى الله واستند بذلك الى قوله تعالى
((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ))
2- اتباع السيئات بالحسنات لمحوها واستند بذلك الى وصية الرسول صلى الله عليه وسلم الى معاذ لما بعثه الى اليمن فقال
( اتق الله حيثما كنت, واتبع الحسنة السيئة تمحها , وخالق الناس بخلق حسن ) رواه الامام احمد .
3- الخلق الحسن واستند بذلك الى ماجاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنهما الذي رواه الترمذي وصححه
قيل : يارسول الله ما أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال : " تقوى الله وحسن الخلق " , قيل : وما أكثر ما يدخل الناس النار ؟ قال : " الاجوفان : الفم والفرج " .
وقول الرسول الكريم
( اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا )
4- اخلاص العبد لربه عبادة واستعانته به واستند بذلك لقوله تعالى
((إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَستَعينُ ))
وقوله
((عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )).
5- ملازمة ذكر الله واستند بذلك الى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
" سبق المفردون " قالوا : يا رسول الله , ومن المفردون ؟ قال : " الذاكرون الله كثيرا والذاكرات "
وقوله صلى الله عليه وسلم
" الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم , وخير لكم من اعطاء الذهب والورق , ومن ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم ؟ " , قالوا : بلى يارسول الله , قال : " ذكر الله " .
6- التوكل على الله والثقة بكفايته وحسن الظن به واستند بذلك بقوله تعالى فيما يأثر عن نبيه
( كلم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم . يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم )
وقوله صلى الله عليه وسلم
( ليسأل احدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله اذا انقطع , فانه ان لم ييسره له لم يتيسر ).
7- اخذ المال بسخاوة ليبارك له فيه واستند بذلك لقول الرسول الكريم
( من اصبح والدنيا همه شتت الله عليه شمله , وفرق عليه ضيعته , ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له . ومن اصبح والاخرة اكبر همه جمع الله عليه ما شمله , وجعل غناه في قلبه , واتته الدنيا وهي راغمة ).
8- الاستخارة في الامور كلها واستند في ذلك الى حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كلها , كما يعلمنا السور من القران , يقول : " اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم اني استخيرك بعلمك , واستقدرك بقدرك , وأسألك من فضلك العظيم . فانك تقدر ولا أقدر , وتعلم ولا اعلم , وانت علام الغيوب . اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري – أو قال : بعاجل امري وآجله – فاقدره لي , ويسره لي , ثم بارك لي فيه وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري – او قال : عاجل امري وآجله - فاصرفه عني , واصرفني عنه . واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ." . قال : " ويسمي حاجته " .
9- ان يسعى في طلب العلم النافع لفهم مقاصد الرسول في امره ونهيه .
10- ليجتهد ان يعتصم في كل باب من ابواب العلم باصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم واذا اشتبه عليه مما قد اختلف عليه الناس فليدع واستند بذلك الى قول عائشة رضي الله عنها :
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا قام يصلي من الليل (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) وقوله تعالى فيما رواه عنه نبيه ( يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم ) .