بسم الله الرحمن الرحيم
إعادة التطبيق الرابع؛ لكتاب: أمراض القلوب وشفاؤها, لابن تيمية رحمه الله.
أولا: المقصد الرئيسي للكتاب هو: أمراض القلوب وشفاؤها كما جاء في العنوان.
ثانيا: عناصر الكتاب (المقاصد) مع ذكر السناد لكل منها:
- مرض القلب هو نوع فساد يحصل له // السناد: "في قلوبهم مرض", والتمثيل بمرض البدن.
ويفسّر تارّة بالشك والرّيب //السناد: فسر مجاهد وقتادة "في قلوبهم مرض" أي: شك,
وتارّة بالشهوة. السناد: // "فيطمع الذي في قلبه مرض"
- ومرض القلب ألم يحصل في القلب // السناد: "ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم", والتمثيل بألم الغيظ من عدو
كالشك والجهل يؤلم القلب // السناد: قوله صلى الله عليه وسلم: (هلا سألوا إذا لم يعلموا؟
وشفاؤه العلم واليقين. // السناد: ( فإن شفاء العي السؤال)
- والقلب له موت؛ فيموت بالجهل المطلق // السناد: قد نستدل عليه بقول علي أو حذيفة: (القلوب أربعة: قلب أجرد فيه سراج يزهر...)
وله مرض؛ ويمرض بنوع من الجهل
وله شفاء
وحياته وموته ومرضه وشفاؤه أعظم من حياة
البدن وموته ومرضه وشفائه.
- ومرض القلب إذا ورد عليه شبهة أو شهوة //السناد: "ليجعل ما يُلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض"
قوّت مرضه, وإن حصلت له حكمة وموعظة // وأن المرض يقوى بمثل سببه ويزول بضده
كانت من أسباب صلاحه وشفائه .
- القرآن شفاء لما في الصدور ومن في قلبه //السناد: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين"
أمراض الشبهات والشهوات.
- ويغتذي القلب من الإيمان والقرآن بما يزكّيه // السناد: كما يغتذي البدن بما ينمّيه
ويؤيّده.
- والقلب يحتاج أن يتربّى فينمو ويزيد حتى // السناد: كحاجة البدن أن يُربّى بالأغذية المصلحة له,
يكمل ويصلح ولا بد مع ذلك من منع ما يضرّه // ومنع ما يضرّه.
- ومما يزكو به القلب:
1- الصدقة. //السناد: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها"
2- ترك الفواحش. //السناد: "قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها"
3- ترك المعاصي. // " "
4- التوحيد والإيمان: وهو حقيقة //السناد: "وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة"
"لا إله إلا الله" وهو أصل ما تزكو به القلوب.
5- وأيضا: صلاح القلب في العدل وفساده //السناد: "لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت"
ومرضه في الظلم بأنواعه.
6- والعمل له أثر في القلب //السناد: "من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها"
فإن للحسنة لنورا في القلب
وإن للسيئة لظلمة في القلب.
7- وأصل صلاح القلب هو حياته واستنارته // السناد: "أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به.."
وإنما هو بنور الإيمان والعلم //وفي الدعاء: (اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا)
- والقلب الحي المنوّر يسمع ويبصر ويعقل //السناد: "ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء.."
والقلب الميت لا يسمع ولا يبصر.
- والقلب الحي يكون صاحبه حيّا فيه حياء //السناد: قوله صلى الله عليه وسلم: (الحياء من الإيمان)
يمنعه من القبائح, بخلاف الميت الذي لا // وقوله صلى الله عليه وسلم : (.. والبذاء والبيان شعبتان من النفاق)
حياة فيه ولا إيمان يزجره عن القبائح.
- وحياة البدن دون حياة القلب من جنس // السناد: "أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام.."
حياة البهائم.
- ومن أمراض القلوب:
1- الحسد: والتحقيق أنه البغض والكراهة لما يراه // السناد: "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.."
من حسن حال المحسود.
وهو نوعان:
أ- الحسد المذموم: وهو كراهة للنعمة عليه مطلقا. // السناد: "من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم.."
ب- الغبطة: أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب // السناد: قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الحكمة..)
أن يكون مثله أو أفضل منه.
- وإعراض القلب عن هذا بحيث لا ينظر إلى حال الغيرأفضل.//السناد:حديث عبدالله مع الأنصاري وقوله:(لا أجد على أحد من المسلمين في نفسي غشّا ولا حسدا)
- والحسد يوجب البغي // السناد: "من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم"
- إن عمل بموجبه صاحبه كان ظالما مستحقا للعقوبة // السناد: "فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره"
إلا أن يتوب, وكان المحسود مظلوما مأمورا بالصبر
والتقوى وأن يعفو ويصفح.
-ومن استعمل معه التقوى والصبر فيكره ذلك من نفسه // السناد: كما جرى لزينب بنت جحش رضي الله عنها
, فإنه لا يضره ما لم يعد به يدا أو لسانا, ونفعه الله
بتقواه.
2- البخل. // السناد: (وأي داء أدوأ من البخل)
3- الشح. // السناد: "ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"
4- مرض الشهوة والعشق // السناد: "فيطمع الذي في قلبه مرض"
وهو حب النفس لما يضرها
وقد يقترن به بغضها لما ينفعها.
- وشفاؤه: بزوال ذلك الحب المذموم من قلبه. //السناد: في الحديث: (إن الله يحمي عبده المؤمن الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه الطعام..)
- ولا يوصف الله بالعشق, // السناد: الجمهور لا يطلقون هذا اللفظ في حق الله, قالوا: العشق مذموم مطلقا.
فالعشق هو المحبّة المفرطة الزائدة على الحد.
- وهو من الأمراض التي تفسد دين صاحبها وعرضه, // السناد: "فيطمع الذي في قلبه مرض"
ثم قد تفسد عقله ثم جسمه.
- ومن ابتلي بالعشق فعفّ وصبر فإنه يثاب على تقواه. // السناد: "وأما من خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى"
- والقلب إنما خلق لأجل حب الله تعالى, // السناد: (كل مولود يولد على الفطرة..)
وهذه هي الفطرة: وهي محبته وعبادته سبحانه.
- والقلب إذا كان محبّا لله وحده مخلصا له الدين // السناد: "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين"
لم يبتل بحب غيره.
- فالقلب: 1- المنيب إلى الله المحب له // السناد: "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.."
2- والخائف منه
فيه صارفان يصرفانه عن العشق.
- وصحة القلب بالإيمان تحفظ بالمثل: // السناد: كالبدن؛ الصحة فيه تحفظ بالمثل.
وهو كل ما يورث القلب إيمانا؛ من العلم النافع والعمل الصالح:
1- القرآن –سبق ذكره-
2- تحري الدعاء في أوقات الاستجابة.
3- الاستغفار.
4- ورد من أذكار النهار ووقت النوم.
5- الصبر على ما يعرض له.
6- إكمال الفرائض من الصلوات الخمس.
7- ليكن هجيراه: لا حول ولا قوة إلا بالله.