* يمكن تلخيص الرسالة أنها مبنية على عمادين رئيسيين وإن كان كل منهما ينفذ إلى الآخر وما بعدهما تابع لهما: الأول: "إياك نعبد وإياك نستعين" وأن العبادة متعلقة بربوبيته والاستعانة متعلقة بألوهيته سبحانه ؛ والثاني بيان مقتضى الشهادتين .
- عماد : بيان من هم المغضوب عليهم ومن هم الضالين ، ذكر أسانيد كثيرة منها –واحد لكل طائفة- : {قل هل أنبّئكم بشرٍّ من ذلك مثوبةً عند اللّه من لعنه اللّه وغضب عليه} ، {قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحقّ ولا تتّبعوا أهواء قومٍ قد ضلّوا من قبل وأضلّوا كثيرًا وضلّوا عن سواء السّبيل} .
- عماد : الثبات على دين الله وخوف المسلم من وقوعه فيما يفسد عليه دينه ، ومنه شبه العلماء أقوام من المنتسبين للإسلام بالمغضوب عليهم أو الضالين لفعلهم أفعال شابهت فعل اليهود والنصارى ، وسناده : : (لتسلكنّ سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة حتّى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه)قالوا يا رسول اللّه: اليهود والنّصارى؟ قال: (فمن ؟) .
- عماد رئيسي وتحته فروع : مراعاة الحد المأذون به والمرغب فيه مع النبي صلى الله عليه وسلم ، والحذر من المغالاة في ذلك مع تبيين أنه عبد مرسل لا شريكا ولا ندا وبيان طرفا يسيرا مجملا فيمن وقع في هذا من هذه الأمة وتبيين ما يكون لله وحده وما يكون لله ثم لرسوله . وذكر في ذلك عددا من الأسانيد منها : ( لا تطروني كما أطرت النّصارى عيسى ابن مريم فإنّما أنا عبدٌ فقولوا عبد اللّه ورسوله)
- متفرع عن السابق عماد حقوق النبي ووجوب طاعته صلى الله عليه وسلم والحث على ذلك وذكر لذلك أسانيد كثيرة وتتبعها في القرآن على 30 موضعا [في شأن الطاعة] ثم فصل في حقوقه تفصيلا مجملا ، فذكر حقه في الآتي مع التدليل لكل واحدة على حدة ، ومن أسانيد الطاعة {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
- متفرع أيضا : ما لا يكون إلا لله سبحانه وقد ذكر على الإجمال : العبادة والاستعانة والدعاء والتوكل ودلل لكل ذلك .
- عماد هام في وجوب التوحيد وأهميته وأنه لله وحده ومنه العبادة والدعاء وأنه مدار النجاة والظفر ، وذكر طرفا فيمن خالف في ذلك وأشرك مع الله شيء من خلقه في ما هو من خصائصه سبحانه في ربوبيته أو ألوهيته ، وسناده في ذلك كثير ومنه {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله} فما ذكر سلفا هو من مقتضيات الشهادتين فكأنه ذكر مقتضى كل منهما مع التحذير من الخلط بينهما بما يجاوز ما رغب الله فيه وأمر به .
- ثم ذكر بعض مما يدخل في المعاني الجليلة الداخلة في العبادة مع التدليل لها كالخشية والتوبة والإنابة والتقوى والاستغفار والاسترزاق والاستنصار والاستغاثة والاستجارة والاستعاذة وتفويض الأمر.
- بيان أن أصناف العبادات كلها لله سبحانه وحده لا شريك له ولا يجوز صرفها ولا جزء منها لغيره سبحانه ، {لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحدٍ لأمرت الزّوجة أن تسجد لزوجها من عظم حقّه عليها}.
ملاحظة : ذكرت بعض الأمور إجمالا حتى لا يطول المقام ، وأوردت دليلا عاما يشمل ما ذكر أدلته الخاصة تفصيلا .