مقاصد الرسالة أربعة :
1- الوصية بتقوى الله .
سناده : قوله تعالى { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ } النساء131 ، وفسَّرَه بالسنة من قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ " يا معاذ : اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " ، ثم شرع في شرح الحديث موضحا كيفية كونه وصية جامعة لأداء حقوق الله وحقوق عباده إن الْتُزِم .
2- بيان أن أفضل الأعمال الصالحة بعد الواجبات ذكر الله ، وأبوابه واسعة : من عمل اليوم والليلة , وتعليم العلم الشرعي وتعليمه ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وغير ذلك مما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرب إلى الله عز وجل .
سناده : قول النبي صلى الله عليه وسلم " سبق المُفَرِّدون " ، قالوا : يا رسول الله وما المفردون ؟ قال : " الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات " .
3- التنبيه على أن أرجح المكاسب هو سؤال الله تعالى وحده بحسن الظن به والتوكل عليه والثقة بكفايته والإلحاح في دعائه .
سناده : جملة من الآيات والأحاديث تخبر أن الرازق هو الله وتأمر بسؤاله وحده لا غيره ؛ كقوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } الذاريات58 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم عند الخروج من المسجد " اللهم إني أسألك من فضلك " .
4- الدلالة على أن أنفع الكتب هو ما يعين بعد الله تعالى على تلقي العلم النبوي الشريف وفهم مقاصده والاعتصام به ، وخيرها نفعًا صحيح البخاري مع التنبيه على عدم الاقتصار عليه ومطالعة ما أوعبته الأمة من المصنفات في سائر فنون العلم .
سناده : ضَمَّنَهُ في عِمادِه ؛ وهو ما حواه صحيح البخاري المشار إليه مع كتب أهل العلم من صنوف العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم .