49 – الغَرامُ بالْكُتُبِ :
شرَفُ العِلْمِ معلومٌ لعُمومِ نَفْعِه ، وشِدَّةُ الحاجةِ إليه كحاجةِ البَدَنِ إلى الأنفاسِ ، وظهورُ النقْصِ بقَدْرِ نقْصِه ، وحصولُ اللذةِ والسرورِ بقَدْرِ تحصيلِه ، ولهذا اشْتَدَّ غَرامُ الطُّلَّابِ بالطلَبِ ، والغَرامُ بجَمْعِ الكُتُبِ مع الانتقاءِ ، ولهم أَخبارٌ في هذا تَطُولُ ، وفيه مُقَيَّدَاتٌ في ( خبرِ الكِتابِ ) يَسَّرَ اللهُ إتمامَه وطَبْعَهُ .
وعليه ، فأَحْرِز الأصولَ من الكُتُبِ ، واعْلَمْ أنه لا يُغْنِي منها كتابٌ عن كتابٍ ولا تَحْشُرْ مَكتَبَتَكَ وتُشَوِّشْ على فِكْرِك بالكُتُبِ الغُثَائِيَّةِ ، لا سِيَّمَا كُتبَ المبتدِعَةِ ؛ فإنها سُمٌّ ناقعٌ .
50- قِوامُ مَكتَبَتِكَ :
عليك بالكُتُبِ الْمَنسوجَةِ على طريقةِ الاستدلالِ ، والتَّفَقُّهِ في عِلَلِ الأحكامِ ، والغَوْصِ على أسرارِ المسائلِ ، ومن أَجَلِّها كتُبُ الشيخينِ شيخِ الإسلامِ ابنِ تَيْمِيَةَ رَحِمَه اللهُ تعالى ، وتِلميذِه ابنِ قَيِّمِ الْجَوْزِيَّةِ رَحِمَه اللهُ تعالى ، وعلى الجادَّةِ في ذلك من قَبْلُ ومن بعدُ كُتُبُ :
الحافظُ ابنُ عبدِ البَرِّ ( م سنة 463هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى، وأَجَلُّ كُتُبِه ( التمهيدُ ) .
الحافظُ ابنُ قُدامَةَ (م سنة 620 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى، وأَرْأَسُ كُتُبِه ( الْمُغْنِي ) .
الحافظُ ابنُ الذهبيِّ (م سنة 748 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافظُ ابنُ كثيرٍ (م سنة 774 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافِظُ ابنُ رَجَبٍ (م سنةَ 795 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافظُ ابنُ حَجَرٍ (م سنةَ 852 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافظُ الشوكانيُّ (م سنةَ 1250 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ (م سنةَ 1206 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
كُتُبُ عُلماءِ الدعوةِ، ومن أَجْمَعِها ( الدُّرَرُ السنِيَّةُ ) .
العلامَةُ الصنعانيُّ (م سنةَ 1182هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى ، لا سِيَّمَا كتابُه النافعُ ( سُبُلُ السلامِ ) .
العَلَّامَةُ صِدِّيقُ حسن خان القنَّوجيُّ (م سنةَ 1307هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
العَلَّامَةُ محمَّدٌ الأمينُ الشِّنقيطيُّ (م سنة 1393هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى لا سِيَّمَا كتابُه ( أضواءُ البيانِ ) .
51- التعامُلُ مع الكتابِ :
لا تَسْتَفِدْ من كتابٍ حتى تَعْرِفَ اصطلاحَ مؤَلِّفِه فيه ، وكثيرًا ما تكونُ الْمُقَدِّمَةُ كاشفةً عن ذلك ، فابْدَأْ من الكتابِ بقراءةِ مُقَدِّمَتِه .
52- ومنه :
إذا حُزْتَ كِتابًا ؛ فلا تُدْخِلْه في مَكتبتِك إلا بعدَ أن تَمُرَّ عليه جَرْدًا أو قراءةً لِمُقَدِّمَتِه ، وفِهْرِسِه ، ومواضِعَ منه ، أمَّا إن جَعَلْتَه مع فَنِّه في الْمَكتبةِ ؛ فرُبَّما مَرَّ زمانٌ وفاتَ العُمُرُ دونَ النَّظَرِ فيه ، وهذا مُجَرَّبٌ ، واللهُ الْمُوَفِّقُ .