دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السلوك والآداب الشرعية > متون الآداب الشرعية > حلية طالب العلم

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 ذو الحجة 1429هـ/10-12-2008م, 08:28 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي تلقي العلم عن الأشياخ

تلَقِّي العِلْمِ عن الأشياخِ :

الأصلُ في الطلَبِ أن يكونَ بطريقِ التلقينِ والتلَقِّي عن الأساتيذِ والْمُثَافَنَةِ للأشياخِ ، والأخْذِ من أفواهِ الرجالِ لا من الصحُفِ وبُطونِ الكُتُبِ والأَوَّلُ من بابِ أَخْذِ النَّسيبِ عن النَّسيبِ الناطقِ ، وهو الْمُعَلِّمُ، أمَّا الثاني عن الكتابِ ، فهو جَمادٌ ، فأَنَّى له اتِّصَالُ النَّسَبِ ؟ .
وقد قيلَ : ( مَن دَخَلَ في العِلْمِ وَحْدَه ، خَرَجَ وَحْدَه ) أي : مَن دَخَلَ في طَلَبِ العِلْمِ بلا شيخٍ ، خَرَجَ منه بلا عِلْمٍ ، إذ العلْمُ صَنعةٌ ، وكلُّ صَنعةٍ تَحتاجُ إلى صانعٍ ، فلا بُدَّ إِذَنْ لتَعَلُّمِها من مُعَلِّمِها الحاذِقِ .
وهذا يَكادُ يكونُ مَحَلَّ إجماعِ كلمةٍ من أهلِ العلمِ ؛ إلا مَن شَذَّ مِثلَ : عَلِيِّ بنِ رِضوانَ الْمِصرِيِّ الطبيبِ ( م سنة 453 هـ ) وقد رَدَّ عليه علماءُ عَصْرِه ومَن بَعْدَهم .
قالَ الحافظُ الذهبيُّ رَحِمَه اللهُ تعالى في تَرجمتِه له :
( ولم يكنْ له شيخٌ ، بل اشْتَغَلَ بالأَخْذِ عن الكُتُبِ ، وصَنَّفَ كتابًا في تَحصيلِ الصناعةِ من الكتُبِ ، وأنها أَوْفَقُ من الْمُعَلِّمِينَ وهذا غَلَطٌ ) اهـ .
وقد بَسَطَ الصَّفَدِيُّ في ( الوافِي ) الردَّ عليه ، وعنه الزَّبِيدِيِّ في ( شرْحِ الإحياءِ ) عن عددٍ من العُلماءِ مُعَلِّلِينَ له بعِدَّةِ عِلَلٍ ؛ منها ما قالَه ابنُ بَطْلانَ في الردِّ عليه :
( السادسةُ : يُوجَدُ في الكتابِ أشياءُ تَصُدُّ عن العلْمِ ، وهي مَعدومةٌ عندَ الْمُعَلِّمِ وهي التصحيفُ العارضُ من اشتباهِ الحروفِ مع عَدَمِ اللفظِ ، والغلَطِ بزَوَغَانِ البصَرِ ، وقِلَّةِ الْخِبرةِ بالإعرابِ أو فَسادِ الموجودِ منه وإصلاحِ الكتابِ وكتابةِ ما لا يُقْرَأُ وقِراءةِ ما لا يُكْتَبُ ومَذهبِ صاحبِ الكِتابِ وسُقْمِ النَّسْخِ ورَداءةِ النقْلِ ، وإدماجِ القارئِ مواضِعَ الْمَقاطِعِ وخلْطِ مَبادئِ التعليمِ وذِكْرِ ألفاظٍ مُصْطَلَحٍ عليها في تلك الصناعةِ وألفاظٍ يُونانِيَّةٍ لم يُخَرِّجْها الناقِلُ من اللغةِ ؛ كالنَّوْروسِ ، فهذه كلُّها مُعَوِّقَةٌ عن العِلْمِ وقد استراحَ المتعلِّمُ من تَكَلُّفِها عندَ قراءتِه على الْمُعَلِّمِ ، وإذا كان الأمْرُ على هذه الصورةِ فالقراءةُ على العُلماءِ أَجْدَى وأَفْضَلُ من قراءةِ الإنسانِ لنفسِه وهو ما أَرَدْنَا بيانَه ... قالَ الصَّفَدِيُّ : ولهذا قالَ العُلماءُ : لا تَأْخُذ العِلْمَ من صَحَفِيٍّ ولا من مُصْحَفِيٍّ ؛ يعني : لا تَقرأ القُرآنَ على مَن قَرأَ من الْمُصْحَفِ ولا الحديثَ وغيرَه على مَن أَخَذَ ذلك من الصُّحُفِ ... )اهـ .
والدليلُ المادِّيُّ القائمُ على بُطلانِ نَظرةِ ابنِ رِضوانَ أنك تَرَى آلافَ التراجِمِ والسِّيَرِ على اختلافِ الأزمانِ ومَرِّ الأعصارِ وتَنَوُّعِ المعارِفِ ، مشْحُونةً بتَسميةِ الشيوخِ والتلاميذِ ومُسْتَقِلٌّ من ذلك ومُسْتَكْثِرٌ ، وانْظُرْ شَذَرَةً من المكْثِرِينَ من الشيوخِ حتى بَلَغَ بعضُهم الأُلوفَ كما في ( الْعُزَّابِ ) من ( الإسفارِ ) لرَاقِمِه .
وكان أبو حَيَّانَ محمَّدُ يوسفَ الأندلسيُّ ( م سنةَ 745 هـ ) إذا ذُكِرَ عندَه ابنُ مالِكٍ ؛ يقولُ : ( أينَ شُيوخُه ؟ ) .
وقالَ الوليدُ : كان الأوزاعيُّ يَقولُ : كان هذا العِلْمُ كَرِيمًا يَتَلَاقَاهُ الرجالُ بينَهم فلمَّا دَخَلَ في الكُتُبِ ؛ دَخَلَ فيه غيرُ أَهْلِه .
ورَوَى مثْلَها ابنُ المبارَكِ عن الأَوْزَاعِيِّ . ولا ريبَ أنَّ الأَخْذَ من الصُّحُفِ وبالإجازةِ يَقَعُ فيه خَلَلٌ ، ولا سِيَّمَا في ذلك العَصْرِ ، حيث لم يكنْ بعدُ نَقْطٌ ولا شَكْلٌ فتَتَصَحَّفُ الكلمةُ بما يُحِيلُ المعنى ولا يَقَعُ مثلُ ذلك في الأَخْذِ من أفواهِ الرجالِ، وكذلك التحديثُ من الْحِفْظِ يَقَعُ فيه الوَهْمُ ؛ بخِلافِ الروايةِ من كتابٍ مُحَرَّرٍ ) اهـ .
ولابنِ خَلدونَ مَبحثٌ نَفيسٌ في هذا ؛ كما في ( الْمُقَدِّمَةِ ) له .
ولبعضِهم :
مَن لم يُشَافِهْ عالِمًا بأصُولِهِ = فيَقِينُه في الْمُشكِلاتِ ظُنُونُ

وكان أبو حَيَّانَ كثيرًا ما يُنْشِدُ:
يَظُنُّ الغَمْرُ أنَّ الكُتُبَ تَهْدِي = أَخَا فَهْمٍ لإدراكِ العلومِ
وما يَدْرِي الْجَهولُ بأنَّ فيها = غوامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الْفَهِيمِ
إذا رُمْتَ العلومَ بغيرِ شيخٍ = ضَلَلْتَ عن الصراطِ المستقيمِ
وتَلْتَبِسُ الأمورُ عليك حتى = تصيرَ أَضَلَّ من ( تُومَا الحكيمِ )


,


  #2  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 11:23 PM
تيمية تيمية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 256
افتراضي الشرح الصوتي للشيخ : محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

  #3  
قديم 27 محرم 1430هـ/23-01-2009م, 10:09 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( مفرغ )

القارئ :
بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد:
الأمر السابع عشر: تلقي العلم عن الأشياخ
الأصلُ في الطلَبِ أن يكونَ بطريقِ التلقينِ والتلَقِّي عن الأساتيذِ والْمُثَافَنَةِ للأشياخِ ، والأخْذِ من أفواهِ الرجالِ لا من الصحُفِ وبُطونِ الكُتُبِ والأَوَّلُ من بابِ أَخْذِ النَّسيبِ عن النَّسيبِ الناطقِ ، وهو الْمُعَلِّمُ، أمَّا الثاني عن الكتابِ ، فهو جَمادٌ ، فأَنَّى له اتِّصَالُ النَّسَبِ ؟
الشيخ :
هذا أيضاً مما ينبغي لطالب العلم مراعاته , أن يتلقى العلم عن الأشياخ لأنه يستفيد بذلك فائدتين : بل أكثر .
الفائدة الأولى : اختصار الطريق بدلا من أن يذهب يقلب في بطون الكتب وينظر ما هو القول الراجح , وما سبب رجحانه ؟ وما هو القول الضعيف ؟ وما سبب ضعفه ؟ بدلا من ذلك يمد المعلم هذه لقمة سائغة، يقول : واختلف العلماء في كذا على قولين أو ثلاثة أو أكثر , والراجح كذا , والدليل كذا . وهذا لا شك أنه نافع لطالب العلم .
الفائدة الثانية : السرعة . يعني سرعة الإدراك , لأن الإنسان إذا كان يقرأ على عالم فإنه يدرك بسرعة أكثر مما لو ذهب يقرأ في الكتب , لأنه إذا ذهب يقرأ في الكتب ربما يردد العبارة أربع أو خمس مرات لا يفهمها, وربما فهمها أيضا على وجه خطأ غير صحيح .
الفائدة الثالثة : الرابطة بين طالب العلم ومعلمه , فيكون ارتباط بين أهل العلم من الصغر إلى الكبر .
فهذه من فوائد تلقي العلم على الأشياخ , لكن سبق أن قلنا أن الواجب أن يختار الإنسان من العلماء من هو ثقة أمين قوي أمين , يعني عنده علم وإدراك ليس علمه سطحياً , وعنده أمانة , وكذلك أيضاً إذا كان عنده عبادة فإن الطالب يقتدي بمعلمه .

القارئ :
وقد قيلَ : ( مَن دَخَلَ في العِلْمِ وَحْدَه ، خَرَجَ وَحْدَه ) أي : مَن دَخَلَ في طَلَبِ العِلْمِ بلا شيخٍ ، خَرَجَ منه بلا عِلْمٍ ، إذ العلْمُ صَنعةٌ ، وكلُّ صَنعةٍ تَحتاجُ إلى صانعٍ ، فلا بُدَّ إِذَنْ لتَعَلُّمِها من مُعَلِّمِها الحاذِقِ .

الشيخ :
هذا صحيح وقد قيل : إن من كان دليله كتاباً خطأه أكثر من صوابه .
هذا فهو الغالب بلا شك , لكن قد يندر من الناس من يكرس جهوده تكريساً ولا سيما إذا لم يكن عنده من يتلقى العلم عنده , فيعتمد اعتماداً كاملاً على الله عزوجل ويدأب ليلا ونهارا ويحصل من العلم ما يحصل وإن لم يكن له شيخ .

القارئ :
وهذا يَكادُ يكونُ مَحَلَّ إجماعِ كلمةٍ من أهلِ العلمِ ؛ إلا مَن شَذَّ مِثلَ : عَلِيِّ بنِ رِضوانَ الْمِصرِيِّ الطبيبِ وقد رَدَّ عليه علماءُ عَصْرِه ومَن بَعْدَهم .
قالَ الحافظُ الذهبيُّ رَحِمَه اللهُ تعالى في تَرجمتِه له :
( ولم يكنْ له شيخٌ ، بل اشْتَغَلَ بالأَخْذِ عن الكُتُبِ ، وصَنَّفَ كتابًا في تَحصيلِ الصناعةِ من الكتُبِ ، وأنها أَوْفَقُ من الْمُعَلِّمِينَ وهذا غَلَطٌ ) اهـ .
وقد بَسَطَ الصَّفَدِيُّ في ( الوافِي ) الردَّ عليه ، وعنه الزَّبِيدِيِّ في ( شرْحِ الإحياءِ ) عن عددٍ من العُلماءِ مُعَلِّلِينَ له بعِدَّةِ عِلَلٍ ؛ منها ما قالَه ابنُ بَطْلانَ في الردِّ عليه :
( السادسةُ : يُوجَدُ في الكتابِ أشياءُ تَصُدُّ عن العلْمِ ، وهي مَعدومةٌ عندَ المُُُعَلِّمِ وهي التصحيفُ العارضُ من اشتباهِ الحروفِ مع عَدَمِ اللفظِ ، والغلَطِ بزَوَغَانِ البصَرِ ، وقِلَّةِ الْخِبرةِ بالإعرابِ أو فَسادِ الموجودِ منه وإصلاحِ الكتابِ وكتابةِ ما لا يُقْرَأُ وقِراءةِ ما لا يُكْتَبُ ومَذهبِ صاحبِ الكِتابِ وسُقْمِ النَّسْخِ ورَداءةِ النقْلِ ، وإدماجِ القارئِ مواضِعَ الْمَقاطِعِ وخلْطِ مَبادئِ التعليمِ وذِكْرِ ألفاظٍ مُصْطَلَحٍ عليها في تلك الصناعةِ وألفاظٍ يُونانِيَّةٍ لم يُخَرِّجْها الناقِلُ من اللغةِ ؛ كالنَّوْروسِ ، فهذه كلُّها مُعَوِّقَةٌ عن العِلْمِ وقد استراحَ المتعلِّمُ من تَكَلُّفِها عندَ قراءتِه على الْمُعَلِّمِ ، وإذا كان الأمْرُ على هذه الصورةِ فالقراءةُ على العُلماءِ أَجْدَى وأَفْضَلُ من قراءةِ الإنسانِ لنفسِه وهو ما أَرَدْنَا بيانَه ... قالَ الصَّفَدِيُّ : ولهذا قالَ العُلماءُ : لا تَأْخُذ العِلْمَ من صَحَفِيٍّ ولا مُصْحَفِيٍّ ؛ يعني : لا تَقرأ القُرآنَ على مَن قَرأَ من الْمُصْحَفِ ولا الحديثَ وغيرَه على مَن أَخَذَ ذلك من الصُّحُفِ ) اهـ
والدليلُ المادِّيُّ القائمُ على بُطلانِ نَظرةِ ابنِ رِضوانَ أنك تَرَى آلافَ التراجِمِ والسِّيَرِ على اختلافِ الأزمانِ ومَرِّ الأعصارِ وتَنَوُّعِ المعارِفِ ، مشْحُونةً بتَسميةِ الشيوخِ والتلاميذِ ومُسْتَقِلٌّ من ذلك ومُسْتَكْثِرٌ ، وانْظُرْ شَذَرَةً من المكْثِرِينَ عن الشيوخِ حتى بَلَغَ بعضُهم الأُلوفَ كما في ( الْعُزَّابِ ) من ( الإسفارِ ) لرَاقِمِه .
وكان أبو حَيَّانَ محمَّدُ يوسفَ الأندلسيُّ ( المتوفى سنةَ 745 هـ ) إذا ذُكِرَ عندَه ابنُ مالِكٍ ؛ يقولُ : ( أينَ شُيوخُه ؟ ) .
وقالَ الوليدُ : كان الأوزاعيُّ يَقولُ : كان هذا العِلْمُ كَرِيمًا يَتَلقاهُ الرجالُ بينَهم فلمَّا دَخَلَت الكُتُبِ ؛ دَخَلَ فيه غيرُ أَهْلِه .
ورَوَى مثْلَها ابنُ المبارَكِ عن الأَوْزَاعِيِّ . ولا ريبَ أنَّ الأَخْذَ من الصُّحُفِ وبالإجازةِ يَقَعُ فيه خَلَلٌ ، ولا سِيَّمَا في ذلك العَصْرِ ، حيث لم يكنْ بعدُ نَقْطٌ ولا شَكْلٌ فتَتَصَحَّفُ الكلمةُ بما يُحِيلُ المعنى ولا يَقَعُ مثلُ ذلك في الأَخْذِ من أفواهِ الرجالِ، وكذلك التحديثُ من الْحِفْظِ يَقَعُ فيه الوَهْمُ ؛ بخِلافِ الروايةِ من كتابٍ مُحَرَّرٍ ) اهـ.
ولابنِ خَلدونَ مَبحثٌ نَفيسٌ في هذا ؛ كما في ( الْمُقَدِّمَةِ ) له .
ولبعضِهم :

مَن لم يُشَافِهْ عالِمًا بأصُولِهِ = فيَقِينُه في الْمُشكِلاتِ ظُنُونُ
وكان أبو حَيَّانَ كثيرًا ما يُنْشِدُ:
يَظُنُّ الغَمْرُ أنَّ الكُتُبَ تَهْـدِي= أَخَـا فَهْـمٍ لإدراكِ العلـومِ
وما يَدْرِي الْجَهولُ بأنَّ فيهـا = غوامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الْفَهِيـمِ
إذا رُمْتَ العلومَ بغيـرِ شيـخٍ = ضَلَلْتَ عن الصراطِ المستقيـمِ
وتَلْتَبِسُ الأمورُ عليـك حتـى= تصيرَ أَضَلَّ من ( تُومَا الحكيمِ )

الشيخ :
هذه الكلمات فيها ما أشرنا إليه من قبل , أن الأخذ عن العلماء والمشايخ أفضل من الأخذ من الكتب , وبين فيما نقله هنا في الرد على ابن بطلان . قال : ( يوجد في الكتاب أشياء تصد عن العلم , وهي معدومة عند المعلم وهي التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم النقط ) وكانوا فيما سبق يكتبون بلا نقط فيخطئ الإنسان , فمثلاً ربما تجد كلمة ( بز ):
اشتريت بزا بصاع من تمر بدون مقابضة . إذا لم يكن فيها نقطه ( برا ) ومعلوم أنك إذا اشتريت برا بتمر بدون مقابضة فالبيع غير صحيح , فتختلف الأحكام باختلاف النقط , كذلك الغلط بزوغان البصر يعني يزيغ بصره فيرى الكلمة على صورة غير حقيقتها لا سيما إذا كان الكتاب ليس جيدا , فمثلا بعض الناس إذا كتب كلمة زين ربط طرف النون بطرفها الأول فتكون كأنها زيوه أليس كذلك؟ فيحصل الخطأ كذلك ( قلة الخبرة بالإعراب , والإعراب له أثر في تغيير المعنى . فإذا قرأ مثلا: (وكلم اللهَ موسى تكليما) وهو إنسان لا يعرف الإعراب والكلمة ما شكلت، ربما يقول: (وكلم اللهَ موسى تكليما) فيختلف المعنى اختلافا عظيما، (أو فساد الموجود منه) في علم الإعراب و( إصلاح الكتاب , وكتابة ما لا يقرأ , وقراءة ما لا يكتب) كل هذا يعتري من يأخذ العلم عن الكتاب , كذلك ( مذهب صاحب الكتاب ) ربما يكون مذهبه مذهب معتزلي أو جهمي أو غيره وأنت لا تدري , وكذلك ( سقم النسخ , رداءة النقل , إدماج القارئ مواضع المقاطع) , وكل هذا خلل عظيم (إدماج القارئ مواضع المقاطع) يعني معناه أن الكلمة لا بد أن تقف عليها , فيأتي القارئ ليقرأ الكتاب فيقرأها مع ما بعدها فيختلف المعنى ( وخلط مبادئ التعليم ) بحيث لا يميز بعضها عن بعض , بمعنى أن
الكاتب قد لا يكون متقناً فيغلط هذا مع هذا , والمبتدئ لا يعرف (ذكر ألفاظ مصطلح عليها في تلك الصناعة) وهو لا يدري مثلا تأتيك كلمة في المصطلح ( معضل، منقطع ) ما معنى المعضل؟ إذا لم يكن عنده علم أشكل عليه هذا الشيء .
يقول : ( ألفاظ يونانية لم يخرجها الناقل من اللغة كالنوروس ), هذه العباره لا بد أن تفهم! ما هو النوروس ؟ طائر؟ والله ما أدري , لأن الطائر ما يكون ألفاظ يونانية فلعله اسم لعلم من العلوم
يقول : ( فهذه كلها معوقة عن العلم , وقد استراح المتعلم من تكلفها عند قراءته على المعلم وإذا كان الأمر على هذه الصورة فالقراءة على العلماء أجدى وأفضل من قراءة الإنسان لنفسه وهو ما أردنا بيانه )
ثم نقل عن بعض العلماء أنه قال : ( لا تأخذ العلم من صحفي ولا عن مُصحفي يعني لا تقرأ القرآن على من قرأ من المصحف , ولا الحديث وغيره على من أخذ ذلك من الصحف) .
وهذا كله فيما إذا كانت الكتب التي يقرأ منها ليس فيها بيان , أما إذا كان فيها بيان , كالموجود الآن من المصاحف والحمد لله فهو واضح ما فيه إشكال ،
يعني معناه أن الإنسان يلحق كلمة غير مكتوبة ظنا منه أن المعنى لا يتم إلا بها فيقرأ ما ليس مكتوبا
فيه أيضاً الأبيات التي ذكر:
من لم يشافه عالماً بأصوله = فيقينه في المشكلات ظنون
يعني إذا وردت المشكلة وقال الحكم كذا وكذا يقيناً فهو ظن حتى يقول أنا عالم .
أما:
يَظُنُّ الغَمْرُ أنَّ الكُتُبَ تَهْـدِي= أَخَـا فَهْـمٍ لإدراكِ العلـومِ


من هو الغمر : الصغير.
وما يَدْرِي الْجَهولُ بأنَّ فيهـا = غوامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الْفَهِيـمِ
إذا رُمْتَ العلومَ بغيـرِ شيـخٍ = ضَلَلْتَ عن الصراطِ المستقيـمِ
وتَلْتَبِسُ الأمورُ عليـك حتـى= تصيرَ أَضَلَّ من ( تُومَا الحكيمِ )
( توما الحكيم ) : مشهور بالغباوة لكنه يدعي العلم وقال على حاله بعض الشعراء :
حمار الحكيم توما = لو أنصف الدهر كنت أركب
لأنني جاهل بسيط = وصاحبي جاهل مركب
أفهمتم ؟
يقول : لو أنصف الدهر - طبعاً الكلمة هذه غير مقبولة لكن هذا الشاعر يقولها.
(كنت أركب) يعني هذا الحمار يركب على صاحبه وليس العكس.
لأنني جاهل بسيط = وصاحبي جاهل مركب

وهنا يقول :
إذا رُمْتَ العلومَ بغيـرِ شيـخٍ= ضَلَلْتَ عن الصراطِ المستقيـمِ
وتَلْتَبِسُ الأمورُ عليـك حتـى= تصيرَ أَضَلَّ من ( تُومَا الحكيمِ )



تمت المقابلة الصوتية بواسطة: محمد أبو زيد

تم التهذيب بواسطة زمزم


  #4  
قديم 3 ذو القعدة 1431هـ/10-10-2010م, 07:25 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري (مفرغ)




الشيخ :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد : نواصل ما كنا ابتدأنا بقراءته من كتاب حلية طالب العلم للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى .

القارئ :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : قال المؤلف غفر الله له و لشيخنا
السابع عشر تلقي العلم عن الأشياخ:
الأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الأساتيذ ، و المثافنة للأشياخ ، والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب ، والأول من باب أخذ النسيب عن النسيب الناطق ، وهو المعلم أما الثاني عن الكتاب ، فهو جماد ، فأنّـى له اتصال النسب؟
وقد قيل:"من دخل في العلم وحده ؛ خرج وحده " ؛ أي : من دخل في طلب العلم بلا شيخ ؛ خرج منه بلا علم ، إذ العلم صنعة ، وكل صنعة تحتاج إلى صانع ، فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق.
وهذا يكاد يكون محل إجماع كلمة من أهل العلم ؛ إلا من شذ مثل: علي بن رضوان المصري الطبيب (م سنة 453هـ) ، وقد رد عليه علماء عصره ومن بعدهم.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمته له :
"ولم يكن له شيخ ، بل اشتغل بالأخذ عن الكتب ، وصنّف كتاباً في تحصيل الصناعة من الكتب ، وأنها أوفق من المعلمين ، وهذا غلط"اهـ.
وقد بسط الصفدي في الوافي الرد عليه ، وعنه الزبيدي في "شرح الإحياء " عن عدد من العلماء معللين له بعدة علل ؛ منها ما قاله ابن بطلان في الرد عليه.
السادسة : يوجد في الكتاب أشياء تصد عن العلم ، وهى معدومة عند المعلم ، وهى التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم اللفظ ، والغلط بزوغان البصر ، وقلة الخبرة بالإعراب ، أو فساد الموجود منه ، وإصلاح الكتاب ، وكتابة ما لا يقرأ ، وقراءة ما لا يكتب ، ومذهب صاحب الكتاب ، وسُقم النسخ ، ورداءة النقل ، وإدماج القارئ مواضع المقاطع ، وخلط مبادئ التعليم ، وذكر ألفاظ مصطلح عليه في تلك الصناعة ، وألفاظ يونانية لم يخرجها الناقل من اللغة ، كالنوروس ، فهذه كلها معوقة عن العلم ، وقد استراح المتعلم من تكلفها عند قراءته على المعلم ، وإذا كان الأمر على هذه الصورة ، فالقراءة على العلماء أجدى وأفضل من قراءة الإنسان لنفسه ، وهو ما أردنا بيانه ، قال الصَّفَدي : ولهذا قال العلماء : لا تأخذ العلم من صحفي ولا من مصحفي ، يعنى : لا تقرأ القرآن على من قرأ من المصحف ولا الحديث وغيره على من أخذ ذلك من الصحف "ا هـ.
والدليل المادي القائم على بطلان نظرة ابن رضوان : أنك ترى آلاف التراجم والسير على اختلاف الأزمان ومر الأعصار وتنوع المعارف ، مشحونة بتسمية الشيوخ والتلاميذ ومستقل من ذلك ومستكثر ، وانظر شذرة من المكثرين عن الشيوخ حتى بلغ بعضهم الألوف كما في "العُزّاب " من "الإسفار " لراقمه.
وكان أبو حيان محمد يوسف الأندلسي (م سنة 745 هـ) إذا ذكر عنده ابن مالك ، يقول:"أين شيوخه ؟".
"وقال الوليد : كان الأوزاعي يقول : كان هذا العلم كريماً يتلاقاه الرجال بينهم ، فلما دخل في الكتب ، دخل فيه غير أهله.
وروى مثلها ابن المبارك عن الأوزاعي.
ولا ريب أنّ الأخذ من الصحف وبالإجازة يقع فيه خلل ، ولا سيما في ذلك العصر ، حيث لم يكن بعد نقط ولا شكل ، فتتصحف الكلمة بما يحيل المعنى ، ولا يقع مثل ذلك في الأخذ من أفواه الرجال ، وكذلك التحديث من الحفظ يقع فيه الوهم ، بخلاف الرواية من كتاب محرر " اهـ. و لابن خلدون مبحث نفيس في هذا ، كما في "المقدمة " له.
ولبعضهم :
من لم يشافه عالماً بأصوله ... ... فيقينه في المشكلات ظنون
وكان أبو حيان كثيراً ما ينشد:
يظن الغمر أنّ الكتب تهدى ... ... أخاً فهم لإدراك العلوم
وما يدرى الجهول بأنّ فيها ... ... غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شيخ ... ... ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتى ... ... تصير أضل من "توما الحكيم"

الشيخ :
ذكر المؤلف ها هنا الأدب السابع عشر من آداب طالب العلم وهو أن يتلقى طالب العلم ، العلم عن الأشياخ ، وذلك أنّ هذا العلم ينقله سلف الأمة إلى خلفها بالنقل والرواية ، و لذلك فإنّ من أدب طلب العلم أخذه عن العلماء والأشياخ لا تلقيه من الكتب ، وذلك لعدد من الأسباب :
أول هذه الأسباب : أنّ ما يكتب في الكتب تختلف قدرات الناس في معرفة كيفية تشكيله و قراءته ، فإذا درسه على معلم نبّه إلى الأخطاء التي تقع في طريقة نطق هذه الكلمات ، ومثال هذا : عند قراءتنا لهذا الكتاب نجد أننا نخطئ في طريقة نطق بعض الكلمات ، فيأتي الشيخ و ينبه عليها سواء نبه عليها مباشرة أو أعاد نطقها مرة أخرى ، بحيث تستقر الكلمة على طريقة نطق الشيخ ، وضربنا لذلك أمثلة.
الأمر الثاني : التمييز بين أنواع الروايات فإنّ الروايات منها ما هو صحيح ومنها ما ليس بكذلك.
الأمر الثالث : متعلق بالقدرة على فهم التراتيب من الكلام ، فإنّ المرء إذا قرأ الكتاب وحده قد يُدخل جملة في جملة ، ومن ثَمَّ ينتقض عليه المعنى الذي أراده المؤلف.
الأمر الرابع : أنّ الطالب إذا تلقى العلم عن شيخه استفاد من سمته و من هديه ، وبالتالي أثّر في سلوكه.
الأمر الخامس : أنَّ الطالب قد يشكل عليه مسائل ، فإذا كان الشيخ عنده سأله عن تلك المسائل المشكلة ، وإذا لم يكن عنده شيخ فإنه حينئذ لن يتمكن من إتقان جميع الكتاب ، وكم من مرة وجدنا أخطاء مطبعية في الكتب ، فإذا كان عند الإنسان شيخ أرشده إلى الخطأ في ذلك الكتاب ، و إذا لم يكن عنده شيخ فإنه قد يظن أنَّ ما في الكتاب صواب ، وهو من الأخطاء الإملائية أو الطباعية.
الأمر السادس : أنَّ هناك مصطلحات تختلف ما بين موطن وموطن آخر ، فإذا قرأ الإنسان العلم على شيخ بيَّن له معاني تلك المصطلحات .
قال المؤلف : (الأصل في الطلب ) الأصل يراد به القاعدة المستمرة ، (أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الأساتيذ) جمع أستاذ ، (والمثافنة للأشياخ) بأن يأتي عندهم قريبا منهم حتى يكون ثِفنُه قريب من ثِفنِه ، و الثفن في الأصل ما يكون في صدر البعير من الجسم البارز في صدره ، قال : (والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف) جمع صحيفة ، (وبطون الكتب والأوّل الذي هو التلقي عن الأشياخ ، من باب أخذ النسيب عن النسيب الناطق وهو المعلم) لأنّ الحي إذا أخذ عن الحي استفاد منه حياة ، (أما الثاني فهو أخذ عن الكتاب وهو جماد) ومن ثَمّ لا يكون هناك اتصال بالنسب ، والمراد بالنسب هنا سلسلة الرواية والإسناد ، لأنك إذا أخذت الكتاب من شيخك اتصل الإسناد حتى يصل إلى الشيخ الأعلى قال : (من دخل في العلم وحده) أي بلا شيخ ، (خرج منه وحده) أي بلا علم ، لو دخلت في المطبخ وأنت لا تحسن الطبخ ووجدت أنواع ما يجهز به الطعام ، حينئذ لن تتمكن من الطبخ إلا أن يكون عندك طباخ ماهر يرشدك إلى كيفية الطبخ ، هكذا في العلم عندك مؤلفات وعندك كتابات متنوعة ، ما هو الأنسب لك ؟ وكيف تتعلم ؟ وما الكتب المناسبة لك ؟ وما هي مبادئ العلوم التي يحسن أن تبتدئ بها ؟ لا يمكن أن تعرفه بنفسك.
ابن رضوان عالم من علماء مصر طبيب يقول : بأنه يُرَغِّب في تحصيل العلم من الكتب ، ولذلك رد العلماء عليه ، ومن هنا قال عنه الذهبي : (لم يكن له شيخ) ، (صَنَّف كتاب في تحصيل الصناعة من الكتب وأنها أوفق من المعلمين) وهذه الطريقة (غلط) ، ولعل مثل ذلك إنما يكون في أصحاب المهن والعلوم الأخرى ، ابن رضوان هذا طبيب ولذلك يظن أنه سيحصل العلم الشرعي بطريق القراءة من الكتب ، الزَّبيدي شرح الإحياء وهو من علماء اليمن وله تحقيقات وكتب كثيرة ، قال : (في الكتاب أشياء تصد عن العلم) من مثل الأخطاء المطبعية وأخطاء النسّاخ ، واشتباه الحروف بعضها مع بعض ، واحتمالية زوغان البصر تجد الإنسان يقرأ ثم يطمر سطرا من زوغان بصره ، وقد يكون يقرأ ويجد كلمة فينتقل إلى نفس الكلمة في السطر الذي بعدها ، ومن ثَمَّ يؤدي إلى معنى مغاير للمعنى الذي يريده المؤلف.
قال كذلك قد يكون في الكتاب : (مذهب صاحب الكتاب) وسيتبعه المقلد القارئ بدون أن يعرف هل هو مذهب صواب أو مذهب خطأ ، وقد يكون في النقولات شيء من الملحوظات فكم من عالم ومؤلف وفقيه أراد أن ينقل من غيره فحصل تغيير فيما يُنقل ، وكذلك قد (يدمج القارئ مواضع المقاطع) فيٌدخل جملة في جملة ، (ويخلط في مبادئ التعليم) ، وذكر أيضا المصطلحات التي يمكن أن تكون خاصة بفن فيجهلها القارئ فيكون ذلك صادا له عن الاستمرار في التعلم بينما من كان عنده معلم فإنه لا تنطلي عليه هذه الأمور ، قال العلماء : (لا تأخذ العلم من صحفي ولا من مصحفي) ، الصحفي : من أخذ علمه من الصحف ، و المصحفي : من أخذ قراءته من المصحف ، ولابد من شيخ يقرأ الإنسان عليه ، ولذلك تواتر عند علماء الأمة أنَّ الإنسان يبحث عن أشياخ له ، وقد ألّف جماعات كثر مؤلفات في معاجم شيوخهم ، وقد أوصل بعضهم شيوخه إلى ألف شيخ.
انقطاع في التسجيل
يقول : إنّ كون العلم في الكتب يجعل غير المتأهلين ينقلون في الحديث عن مسائل العلم ، وهذا مشاهد خصوصا في عصرنا فلما وجدت هذه الأشرطة وهذه الضواغط التي تضغط المكتبات العلمية في الأشرطة ، فاكتفى أناس بها ولم يطلبوا العلم عن العلماء ، فكان ذلك سببا من أسباب ولوج غير المؤهلين في الحديث في علوم الشرع فخبَّطوا ، وجاءوا بكلام لا يستسيغه صاحب دين أو صاحب عقل ، قال : (ولا ريب أنّ الأخذ من الصحف و بالإجازة يقع فيه خلل) الرواية بالإجازة نوع من أنواع الرواية ، الرواية لها مراتب :
الرتبة الأولى : أن يقرأ الشيخ والتلميذ يسمع عنه ، وهذه يقال لها قراءة الشيخ.
الثاني : أن يقرأ التلميذ والشيخ يسمع فيُثبت السماع أو يسكت ، وهذه يقال لها القراءة على الشيخ ، أو يسميها البعض العرض.
الثالث : الإجازة بأن يرويَ عن كتبه التي أجاز له الرواية عنها ، يقول : أجيز لك أن تروي عني الحديث الفلاني ، فهذه إجازة لم يسمع بها جميع الحديث لا بقراءة الشيخ ولا بقراءة التلميذ.
قال : (ولاسيما في ذلك العصر حيث لم يكن بعد نقط ولا شكل) إذا لم يأخذ الإنسان عن شيخه فقد يقع في أخطاء بسبب تغير النُقط أو بتغير الشكل فتتصحف الكلمة بما يحيل المعنى ، تعرفون نماذج من هذا قرأ بعضهم (المؤمن كيس قطن) ، وقرأ الآخر فقال : (الحية السوداء دواء من كل داء) ، من أين وقع ؟ وقع الخطأ من عدم اختيار الشكل الذي يُقرأ عليه ، ثم ذكر أشعارا لبعضهم تدل على نفس المعنى ، نعم.


  #5  
قديم 3 ذو القعدة 1431هـ/10-10-2010م, 07:25 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي إجابات على أسئلة طلاب الدورات العلمية بالمعهد / الشيخ عبد العزيز الداخل

السؤال الأول : ما معني مثافنة الأشياخ ؟
الجواب :مثافنة الأشياخ أي ملازمتهم حتى يستخرج ما عندهم من العلم، قال أبو زيد الأنصاري: (ثافنت الرجل مثافنة أي صاحبته حتى لا يخفى علي شيء من أمره).



السؤال الثاني : ما معنى (ولا ريبَ أنَّ الأَخْذَ من الصُّحُفِ وبالإجازةِ يَقَعُ فيه خَلَلٌ)
ليست هي الإجازة المشهورة الآن .. صحيح !!
الجواب : مراده بالإجازة أي من دون سماع وعرض على الشيخ .


السؤال الثالث :
عند ذكر المعوقات التي تصد عن أخذ العلم من الكتب، من تلك المعوقات:
قراءة ما لا يكتب، وكتابة ما لا يقرأ.
نرجو منكم توضيح هذه العبارة.
الجواب :
قوله: (وكتابة ما لا يُقرأ، وقراءة ما لا يكتب) يريد به أن من الألفاظ ما ينطق ولا يكتب ويصعب ضبطه بالوصف ولا يمكن تحصيله إلا بالتلقي من الشيخ سماعاً ، ومثال ذلك: الروم والإشمام والإشباع والإدغام
ومنها ما يكتب ولا ينطق كواو عمرو وألف واو الجماعة وغيرها.
وهذا الكلام أراد به ابن بطلان بيان أهمية التلقي عن الشيخ وأنه لا يغني عنه التلقي المباشر من الكتب.

وهذه المسألة حصل فيها إفراط وتفريط، والحق هو التوسط والاعتدال.
فمن غلا وأفرط لم يصحح للطالب أن يتلقى علماً إلا عن طريق السماع من الأشياخ.
ومن فرَّط وتساهل حث الطالب على التلقي من الكتب مباشرة بلا منهج علمي ولا إشراف من شيخ.

والطريقة الأولى خطأ وتشدد وحرمان للطالب من الاستفادة من كتب أهل العلم ، وتطويل مملّ لأمد التحصيل عليه حتى تمضي عليه مدة نهمته في الطالب وهو مقتصر على السماع لا يبحث ولا يقرأ وإنما يتلقى العلم بالتلقين كالصبيان ، وينتظر فراغ الشيخ له حتى يعطيه النزر اليسير من وقته أو يجمعه مع جماعة من الطلاب فيلقي عليهم الدرس، وقد يكون لدى الشيخ من الأخطاء ما لا يتفطن له الطالب إلا بالبحث والقراءة والدراسة الجادة وعرض كلام الشيخ على كلام الشراح الآخرين والموازنة بينها حتى يحذق فهم الباب الذي يدرسه وتزول عنه الإشكالات العارضة.
والطريقة الثانية مضيعة للطالب ومظنة للانحراف في الفهم والمنهج لأن التلقي المباشر من الكتب بلا عالم يشرف عليه ويوجهه ويجيبه على ما يشكل عليه ويرتب له درجات التعلم حتى يشتد عوده في العلم فيضبط الأصول ويفهم المسائل بالدلائل ثم ينطلق في القراءة في كتب أهل العلم انطلاق الماهر الحاذق البصير بما يأتي وما يذر.
فمن ضيع الإشراف في أول طلبه لم تؤمن عليه مخاطر الانحراف والخطأ في الفهم والمنهج، ومن تشدد واقتصر على السماع فرط في علم كثير، وضيع على نفسه أوقاتاً كثيرة.


السؤال الرابع : ما الفرق بين السماع والاستماع ؟
الجواب :
إذا جمع اللفظان فيراد بالسماع ما كان دون قصد من السامع بل يبلغه الصوت فيسمعه من غير قصد للإنصات إليه، وقد يميز الكلام وقد لا يميزه، كلهم يسمى سامعاً.
وأما الاستماع فيراد به قصد السماع ويكون معه إنصات
ومن ذلك قول الفقهاء: (ويسن سجود التلاوة للمستمع دون السامع).


  #6  
قديم 24 رمضان 1432هـ/23-08-2011م, 05:41 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي إجابات على أسئلة طلاب الدورات العلمية بالمعهد / أ. نورة آل رشيد

السؤال الخامس : لم أفهم هذه العبارة( لا تأخذ العلم من صحفي ولا عن مُصحفي)
الجواب : المقصود بهذا الكلام أن طالب العلم يتلقى العلم بالمشافهة أي من أفواه المشايخ وليس من مجرد الكتب
فلا تأخذ العلم من صحفي أي ممن أخذ العلم من الصحف فقط فلم يجالس العلماء
ولا تأخذ العلم من مصحفي أي أخذ القرآن من مصحف ولم يأخذه من أفواه المشايخ.



السؤال السادس : المصحف هو القرآن والصحف ؟
الجواب :
المقصود بالصحف الأوراق وهي كناية عن الكتب ، ولعل المؤلف أراد السجع فأتى بهما على حرف واحد.


  #7  
قديم 5 محرم 1434هـ/18-11-2012م, 08:34 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي إجابات على أسئلة طلاب الدورات العلمية بالمعهد / الشيخ عبد العزيز الداخل

السؤال السابع : قال الشيخ بكر أبو زيد ( وانظر شذرة من المكثرين عن الشيوخ حتى بلغ بعضهم الألوف كما في (العزاب) من( الإسفار) لراقمه).
س : ما المقصود بقوله: كما في (العزاب) من (الإسفار) لراقمه.

الجواب : يريد أن له كتاباً اسمه (الإسفار) وقد ذكر فيه فصلاً عن العزاب من أهل العلم.
وهذا الكتاب كان قد طبع باسم: (الإسفار عن النظائر والأسفار) في طبعته الأولى، ثم اختصر الشيخ اسمه في الطبعات اللاحقة فسماه (النظائر) وقد ذكر فيه فصولا منها التراجم الذاتية، والعلماء الذين تحولوا من مذهب إلى مذهب، والعزاب من العلماء وغيرهم، والمكثرين من الشيوخ، والمكثرين من الزواج، والذين ماتوا ولم يعقّبوا، وسرد قائمة بأسماء كلّ نوع من هذه الأنواع.
والكتاب هنا لمن أراد الاطلاع عليه.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العلم, تلقي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir