(2) (وَإِنْ اتَّفَقَتِ الأَسْمَاءُ خَطًّا وَاخْتَلَفَتْ نُطْقًا)
سواءٌ كان مرْجِعُ الاختلافِ النُّطْقَ أم الشَّكْلَ (فَهُوَ المُؤْتَلِفُ وَالمُخْتَلِفُ) ومعرِفتُه من مَهَمَّاتِ هَذَا الفَنِّ، حتى قال عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: (أَشَدُّ التَّصْحِيفِ مَا يَقَعُ فِي الأَسْمَاءِ) ووَجَّهَهُ بعضُهمْ بِأَنَّهُ شيءٌ لا يدخُلُهُ القياسُ ولا قبلَهُ شيءٌ يَدُلُّ عليهِ ولا بعدَهُ.
وقدْ صنَّفَ فيه أَبُو أحمـدَ الْعَسْكَـرِيُّ، لكنَّهُ أضافَهُ إلى كتابِ التَّصحيفِ لهُ، ثم أفردَهُ بالتَّأليفِ عبْدُ الغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ فجمعَ فيه كِتابَيْنِ: كتابًا في مُشْتَبَهِ الأسماءِ، وكِتابًا في مُشْتَبَهِ النِّسْبَةِ، وجمعَ شَيْخُهُ الدَّارَقُطْنِيُّ في ذَلِكَ كتابًا حافِلاً ثم جمعَ الْخَطِيبُ ذَيْلاً، ثم جمعَ الجميعَ أَبُو نَصْرِ بْنُ مَاكُولاَ في كتابِه (الإِكْمَالِ) واستَدْرَكَ عليهمْ في كتابٍ آخَرَ جمعَ فيه أوهامَهمْ وبَيَّنَها، وكِتابُهُ مِن أَجْمَعِ ما جُمِعَ في ذَلِكَ، وهو عُمْدَةُ كُلِّ مُحَدِّثٍ بَعْدَهُ، وقد استدْرَكَ عليهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ نُقْطَةَ ما فاتَه أو تجدَّدَ بعدَه في مُجَلَّدٍ ضخْمٍ، ثم ذَيَّلَ عليه مَنْصُورُ بْنُ سَلِيمٍ- بفَتْحِ السِّينِ- في مُجَلَّدٍ لَطيفٍ.
وكذَلِكَ:
أَبُو حامدِ بْنُ الصَّابُونِيِّ،وجمعَ الذَّهَبِيُّ في ذَلِكَ كتابًا مُخْتَصَرًا جِدًّا اعتمَدَ فيه على الضَّبْطِ بالقلمِ، فكثُرَ فيه الغَلَطُ والتَّصْحِيفُ المُبَايِنُ لموضوعِ الكتابِ.
وقد يسَّرَ اللهُ تعالى بتوضِيحِه في كتابٍ سَمَّيْتُهُ (تَبْصِيرَ الْمُنْتَبِهِ بِتَحْرِيرِ الْمُشْتَبِهِ) وهو مُجَلَّدٌ وَاحِدٌ، فَضَبَطْتُهُ بالحروفِ على الطريقةِ المُرْضِيَةِ، وزِدْتُ عليه شيئًا كثيرًا مما أهْمَلَهُ أو لم يَقِفْ عليهِ، وللهِ الحمْدُ على ذَلِكَ.