دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السلوك والآداب الشرعية > متون الآداب الشرعية > حلية طالب العلم

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 ذو الحجة 1429هـ/10-12-2008م, 11:15 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي هجر الترفه

هَجْرُ التَّرَفُّهِ :
لا تَسْتَرْسِلْ في ( التَّنَعُّمِ والرفاهِيَةِ )؛ فإنَّ ( البَذاذةَ من الإيمانِ ) وخُذْ بوَصيةِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في كتابِه المشهورِ وفيه : ( وإِيَّاكُم والتنَعُّمَ وزِيَّ العَجَمِ ، وتَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا .... ) .
وعليه فازْوَرَّ عن زَيْفِ الحضارةِ فإنه يُؤَنِّثُ الطِّباعَ ويُرْخِي الأعصابَ ويُقَيِّدُك بِخَيْطِ الأَوْهَامِ ويَصِلُ المُجِدُّونَ لغاياتِهم وأنتَ لم تَبْرَحْ مكَانكَ، مَشْغُولٌ بالتأَنُّقِ في مَلْبَسِكَ وإن كان منها شِيَاتٌ ليست مُحَرَّمَةً ولا مَكروهةً لكن ليست سَمْتًا صالحًا والحِلْيَةُ في الظاهرِ كاللِّباسِ عُنوانٌ على انتماءِ الشخصِ بل تَحديدٌ له ، وهل اللِّباسُ إلا وَسيلةٌ من وسائلِ التعبيرِ عن الذاتِ ؟!
فكُنْ حَذِرًا في لِباسِكَ؛ لأنه يُعَبِّرُ لغَيْرِكَ عن تَقْوِيمِك في الانتماءِ والتكوينِ والذوْقِ ، ولهذا قِيلَ : الْحِلْيَةُ في الظاهِرِ تَدُلُّ على مَيْلٍ في الباطِنِ والناسُ يُصَنِّفُونَكَ من لِباسِك بل إنَّ كيفِيَّةَ اللُّبْسِ تُعْطِي للناظِرِ تَصنيفَ اللابسِ من : الرصانةِ والتعَقُّلِ أو التَّمَشْيُخِ والرَّهْبَنَةِ أو التصابِي وحُبِّ الظهورِ، فخُذْ من اللِّباسِ ما يَزينُك ولا يَشينُك ولا يَجْعَلْ فيكَ مَقالًا لقائلٍ ولا لَمْزًا لِلَامِزٍ ، وإذا تلاقَى مَلْبَسُك وكيفيَّةُ لُبْسِك بما يَلتَقِي مع شَرَفِ ما تَحْمِلُه من العِلْمِ الشرعيِّ كان أَدْعَى لتعظيمِك والانتفاعِ بعلْمِك، بل بِحُسْنِ نِيَّتِك يكونُ قُرْبَةً إنه وسيلةٌ إلى هِدايةِ الْخَلْقِ للحَقِّ .وفي المأثورِ عن أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ : ( أَحَبُّإليَّ أن أَنْظُرَ القارِئَ أبيضَ الثيابِ ) . أي : ليَعْظُمَ في نفوسِ الناسِ فيَعْظُمَ في نفوسِهم ما لَدَيْهِ من الْحَقِّ .
والناسُ – كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى – كأسرابِ الْقَطَا ، مَجبولون على تَشَبُّهِ بعضِهم ببَعْضٍ .فإيَّاكَ ثم إيَّاكَ من لِباسِ التصابِي، أمَّا اللِّباسُ الإفرنجيُّ فغَيرُ خافٍ عليك حُكْمُه ، وليس معنى هذا أن تأتِيَ بلِباسٍ مُشَوَّهٍ لكنه الاقتصادُ في اللِّباسِ برَسْمِ الشرْعِ ، تَحُفُّه بالسمْتِ الصالحِ والْهَدْيِ الْحَسَنِ .
وتَطْلُبُ دلائلَ ذلك في كتُبِ السنَّةِ والرِّقاقِ ، لا سِيَّمَا في ( الجامعِ ) للخطيبِ .
ولا تَسْتَنْكِرْ هذه الإشارةَ فما زالَ أهلُ العِلْمِ يُنَبِّهُون على هذا في كُتُبِ الرِّقاقِ والآدابِ واللِّباسِ ، واللهُ أَعْلَمُ .


  #2  
قديم 6 محرم 1430هـ/2-01-2009م, 02:30 AM
تيمية تيمية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 256
افتراضي الشرح الصوتي للشيخ : محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

  #3  
قديم 27 محرم 1430هـ/23-01-2009م, 01:23 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( مفرغ )

القارئ :

الأمر العاشر - هَجْرُ التَّرَفُّهِ :
لا تَسْتَرْسِلْ في ( التَّنَعُّمِ والرفاهِيَةِ )؛ فإنَّ ( البَذاذةَ من الإيمانِ ) وخُذْ بوَصيةِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في كتابِه المشهورِ وفيه : ( وإِيَّاكُم والتنَعُّمَ وزِيَّ العَجَمِ ، وتَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا .... ) .
الشيخ :
لا تسترسل في التنعم والرفاهية، وهذه النصيحة تقال لطالب العلم ولغير طالب العلم , لأن الاسترسال في ذلك مخالف لإرشاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم , فقد كان ينهى عن كثرة الإرفاه ويأمر بالاحتفاء أحيانا, والإنسان الذي يعتاد الرفاهية يصعب عليه معالجة الأمور , لأنه قد تأتيه الأمور على وجه لا يتمكن معه من الرفاهية ولنضرب لذلك مثلا بهذا المثل الذي ذكرناه في الحديث يأمر بالاحتفاء أحيانا , بعض الناس لا يحتفي , دائما عليه جورب وعليه خف وعليه نعل , لا يكاد يمشي هذا الرجل لو عرض له عارض وقيل له تمشي 500 متر بدون وقاية للرجل لوجدت ذلك يشق عليه مشقة عظيمة , وربما تدمى قدمه من مماسة الأرض , لكن لو عوَّد نفسه على الخشونة وعلى ترك الترفه دائما , لحصل له خير كثير .
ثم إن البدن إذا لم يعود على مثل هذه الأمور لم يكن عنده مناعة , فتجده يتألم من أي شيء من ذلك , لكن إذا كان عنده مناعة لا يهتم له ولهذا تجد أيدي العمال الآن أقوى بكثير من أيدي طلبة العلم , لأنها تعودت واعتادت على ذلك حتى إن بعض العمال فيما سبق لما كانوا يعانون الطين واللبن إذا مسست أيديهم كأنما مسست حجرا من خشونتها , لو أنه ضم أصابعه على يدك لآلمك كثيرا لإنه اعتاد على ذلك.
فترفيه الإنسان نفسه كثيرا لا شك أنه ضرر عليه كبير .
قوله : " البذاذة من الإيمان " ما هي البذاذة ؟
البذاذة : عدم التنعم والترفه , وليست البذاءة , فرق بين البذاءة وبين البذاذة .
البذاءة صفة غير محمودة , أما البذاذة فهي صفة محمودة .
وخذ بوصيه أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كتابه المشهور، وفيه: وإياكم وزي العجم .
هذه الجمله تحذيرية , لأن العرب عندهم جمل تحذيرية وعندهم جمل إغرائية . فإن وردت في مطلوب فهي إغراء , وإن وردت في محذور فهي تحذير .
فلو قلت لشخص : الأسد الأسد , هذا تحذير .
وإن قلت : الغزال الغزال, هذا إغراء .
أما (إيَّا) فهي للتحذير .
قال ابن مالك :
إياك والشر ونحوه نصب = محذر بما استتاره وجب
ومعنى إياكم : أحذركم .
والتنعم : هذه الواو للعطف , وقيل للمعية , والمعنى : أحذركم مع التنعم يعني أن تكونوا مع التنعم , التنعم باللباس وبالبدن وكل شيء, والمراد بذلك كثرته .
لأن التنعم بما أحل الله على وجه لا إسراف فيه , من الأمور المحمودة بلا شك .
ومن ترك التنعم بما أحل الله من غير سبب شرعي , فهو مذموم .
وقوله: وزي العجم ، ما هو زي العجم ؟ شكله . سواء كان ذلك في الحلية كشكل الشعر شعر الرأس أو اللحية أو ما أشبه ذلك أو كان باللباس يعني بالتحلي باللباس. فإننا منهيون عن زي العجم , وليس المراد بالعجم أمة إيران بل المراد بالعجم كل ما سوى العرب فيدخل فيه الأوربيون والشرقيون في آسيا وغيرها, كل من سوى العرب فهو عجم لكن المسلم من العجم التحق بالعرب حكما لا نسبا , لأنه اقتدى بمن بعث في الأميين رسولا , صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
تمعددوا : هل معناه كبروا معدتكم؟!لا، معد بن عدنان هذا أعلى أجداد الرسول عليه الصلاة والسلام بعد عدنان وهو ولا شك من صميم العرب فكأنه يقول: اتركوا زي العجم وعليكم بزي العرب (معد بن عدنان) .
وأما اخشوشنوا : فهو من الخشونة التي هي ضد الليونة والتنعم .
وكل هذه وصايا نافعة من عمر رضي الله عنه , لو أن الناس عملوا بها , سواء من طلبة العلم أو غير طلبة العلم , لكان في هذا خير كثير .
لكن الآن في البلاد التي منَّ الله عليها بالأمن وطيب العيش وكثرة المال , صار الأمر بالعكس تماما, فالتنعم موجود لا يريد الإنسان إلا أن يركب مركبا مريحا ويبني قصرا مشيدا ولا يناله شيء من الأذى لا برد في برد ولا حر في حر ولا يريد أن يمسه شيء متنعم تماما.
ولهذا كثرت فيهم الأوبئة التي تترتب على عدم الحركة , مثل السمنة والضغط وضيق التنفس وعدم القدرة ، يعني بعض الناس تجد الشاب تصعد أنت وهو الجبل ،لا ينتصف الجبل إلا وقد سارع نَفَسُه حتى يكاد يسقط بدنه, وأنت مستريح لأنك تعودت وهو لم يتعود مع أنه شاب لكن لم يعود نفسه , زي العجم الآن موجود يترقبون كل موضة تخرج حتى يقلدوها , وقد أتعبت النساء رجالها في هذا الباب تجدها تأتي صباح النهار كل يوم بلباس من أحسن الألبسة نظيف، ساتر , ثم تنزل إلى السوق في آخر النهار فإذا بموضة جديدة , فتصيح أريد أن أشتري هذا الثوب مع أنه أضيق من الأول وأسوأ من الأول ولكن هذا شيء جديد، لا بد من الإعجاب به لا بد من أن تأخذ منه , خصوصا من منَّ الله عليها بالمال كبعض المدرسات وغيرهم , فتجدها لا يهمها تشتري ما تريد , وهذا غلط .
ولهذا كثرت الآن بين أيدي النساء مجلات تسمى البردة , تأخذها المرأة وتنظر ما يروق لها حتى وإن كان لباسا لا يتناسب مع اللباس الشرعي , لكنه جديد، نسأل الله السلامة والهداية .
القارئ :

وعليه فازْوَرَّ عن زَيْفِ الحضارةِ فإنه يُؤَنِّثُ الطِّباعَ ويُرْخِي الأعصابَ ويُقَيِّدُك بِخَيْطِ الأَوْهَامِ ويَصِلُ المُجِدُّونَ لغاياتِهم وأنتَ لم تَبْرَحْ مكَانكَ، مَشْغُولٌ بالتأَنُّقِ في مَلْبَسِكَ وإن كان منها شِيَاتٌ ليست مُحَرَّمَةً ولا مَكروهةً لكن ليست سَمْتًا صالحًا والحِلْيَةُ في الظاهرِ كاللِّباسِ عُنوانٌ على انتماءِ الشخصِ بل تَحديدٌ له ، وهل اللِّباسُ إلا وَسيلةٌ من وسائلِ التعبيرِ عن الذاتِ ؟!
فكُنْ حَذِرًا في لِباسِكَ؛ لأنه يُعَبِّرُ لغَيْرِكَ عن تَقْوِيمِك في الانتماءِ والتكوينِ والذوْقِ ، ولهذا قِيلَ : الْحِلْيَةُ في الظاهِرِ تَدُلُّ على مَيْلٍ في الباطِنِ والناسُ يُصَنِّفُونَكَ من لِباسِك بل إنَّ كيفِيَّةَ اللُّبْسِ تُعْطِي للناظِرِ تَصنيفَ اللابسِ من : الرصانةِ والتعَقُّلِ أو التَّمَشْيُخِ والرَّهْبَنَةِ أو التصابِي وحُبِّ الظهورِ، فخُذْ من اللِّباسِ ما يَزينُك ولا يَشينُك ولا يَجْعَلْ فيكَ مَقالًا لقائلٍ ولا لَمْزًا لِلَامِزٍ ، وإذا تلاقَى مَلْبَسُك وكيفيَّةُ لُبْسِك بما يَلتَقِي مع شَرَفِ ما تَحْمِلُه من العِلْمِ الشرعيِّ كان أَدْعَى لتعظيمِك والانتفاعِ بعلْمِك، بل بِحُسْنِ نِيَّتِك يكونُ قُرْبَةً إنه وسيلةٌ إلى هِدايةِ الْخَلْقِ للحَقِّ . وفي المأثورِ عن أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ : ( أَحَبُّ إليَّ أن أَنْظُرَ القارِئَ أبيضَ الثيابِ ) . أي : ليَعْظُمَ في نفوسِ الناسِ فيَعْظُمَ في نفوسِهم ما لَدَيْهِ من الْحَقِّ .
والناسُ – كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى – كأسرابِ الْقَطَا ، مَجبولون على تَشَبُّهِ بعضِهم ببَعْضٍ . فإيَّاكَ ثم إيَّاكَ من لِباسِ التصابِي، أمَّا اللِّباسُ الإفرنجيُّ فغَيرُ خافٍ عليك حُكْمُه ، وليس معنى هذا أن تأتِيَ بلِباسٍ مُشَوَّهٍ لكنه الاقتصادُ في اللِّباسِ برَسْمِ الشرْعِ ، تَحُفُّه بالسمْتِ الصالحِ والْهَدْيِ الْحَسَنِ .
وتَطْلُبُ دلائلَ ذلك في كتُبِ السنَّةِ والرِّقاقِ ، لا سِيَّمَا في ( الجامعِ ) للخطيبِ .
ولا تَسْتَنْكِرْ هذه الإشارةَ فما زالَ أهلُ العِلْمِ يُنَبِّهُون على هذا في كُتُبِ الرِّقاقِ والآدابِ واللِّباسِ ، واللهُ أَعْلَمُ .
الشيخ :
لما ذكر , وفقه الله , هجر الترفه , أطنب في ذكر اللباس , لأن اللباس الظاهر عنوان على اللباس الباطن .
ولهذا يمر بك رجلان كلاهما عليه ثوب مثل الآخر, فتزدري أحدهما ولا تهتم بالآخر, تزدري بمن لباسه ينبغي أن يكون على غير هذا الوجه . إما في الكيفية وإما في اللون وإما في الخياطة أو غير ذلك , والثاني لا ترفع به رأسا ولا ترى في لباسه بأسا , لأن لكل قالب ما يناسبه .
مثلا لبس العقال : هو في الأصل لا بأس به , بل إن بعضهم يقول: إنه العمامة العصرية , العمامة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كانت لفافة تطوى على الرأس وتحتاج إلى تعب في طيها ونقلها, لكن هذا مطوي جاهز ليس عليك إلا أن تضعه على رأسك , فهو العمامة إلا أنها عمامة ميسرة , ولهذا كان بعض الناس فيما سبق يجعلون ( العُقُل ) يجعلونها بيضاء لتكون كالعمامة تماما , هذه العُقُل لا يلبسها كل الناس على حد سواء , يمر بك رجلان كلاهما قد لبس العقال أحدهما تزدريه والثاني لا تهتم به , لأن الأول لبس ما لا يلبسه مثله والثاني لبس ما يلبسه مثله ولا تهتم به .
وأشياء كثيرة من هذا النوع، مر بك رجلان أحدهما ميكانيكي عليه بنطلون ومر بك عالم كبير عليه بنطلون في بلد لا يلبس العلماء مثله, تجد أنك تزدري الثاني ولا تزدري الأول .
فالمهم أن الشيخ وفقه الله , يقول إن بعض الناس يكون مشغولا بالتأنق في ملابسه , حتى وإن كانت مباحة , فلا ينبغي أن يكون أكبر همك الهندمة والتأنق في اللباس , والتأنق في لبس الغترة (واجعلها مرزاب لا مرزابين ولا ثلاثة) لا تهتم بهذا , ولكن لا تكون أيضا بالعكس , لا تهتم بنفسك ولا بلباسك , وقد سبق أن التجمل في اللباس مما يحبه الله عز وجل , وهذا عمر رضي الله عنه يقول : أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب . لأنه جمال.
وقول الشيخ بكر أبي زيد , وفقه الله : (إنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق)؛ هذا أيضا صحيح لأن كل إنسان قد يزن من لاقاه بحسب ما عليه من اللباس , كما أنه يزنه بالنسبة لحركاته وكلامه وأقواله , وخفته ورزانته كذلك في اللباس .
ثم حذر من لباس التصابي، قبلها كلام شيخ الإسلام أيضا كلام مهم: الناس كأسرابِ الْقَطَا ، مَجبولون على تَشَبُّهِ بعضِهم ببَعْضٍ . وهذا صحيح ولذلك إذا ظهر نوع جديد من اللباس تجد الناس يتقاطرون عليه فما تلبث أن يسع الناس كلهم .
أما لباس التصابي , بأن يلبس الشيخ الكبير سنا ما يلبسه الصبيان , من رقيق الثياب وما أشبه ذلك فهذا أيضا من الأمور التي لا ينبغي للإنسان أن يمارسها .
أما اللباس الإفرنجي فغير خاف عليك حكمه , ما هو حكمه ؟
التحريم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من تشبه بقوم فهو منهم)) .
لكن ما هو اللباس الإفرنجي ؟ اللباس الإفرنجي هو المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم , وإذا رآه الرائي قال: إن لابسه من الإفرنج , وأما ما كان شائعا بين الناس , من الإفرنج وغير الإفرنج , فهذا لا يكون من التشبه , لكن قد يحرم من جهة أخرى مثل أن يكون حريرا بالنسبة للرجال , أو قصيرا بالنسبة للنساء أو ما أشبه ذلك , ثم لما خاف أن يمضي الذهن بعيدا قال : وليس معنى هذا أن تأتي بلباس مشوه، يعني ليس معنى ما قاله أن الإنسان يأتي باللباس المشوه كما يفعله بعض الناس , إظهارا للزهد . تجد ثوبه يشق يقول: دعه، ما يهتم به ويتسخ يقول لا يهم أنا مآلي للتراب والأرض تأكل الكفن وتوسخ الجسد ما يهم, أو مثلا يأتي وغترته غير مرتبه ولا يبالي، الجانب هذا قليل والجانب هذا كثير ويمشي بدون مبالاة هذا ليس طيبا, الإنسان ينبغي أن يعتني بنفسه ولا يأتي بما يكون هزءا في حقه, لأنه مأمور بأن يدفع الغيبة عن نفسه ((رحم الله امرءا كف الغيبة عن نفسه)) .


تمت المراجعة الصوتية بواسطة: محمد أبو زيد

تم التهذيب بواسطة زمزم


  #4  
قديم 28 ربيع الثاني 1430هـ/23-04-2009م, 05:08 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري (مفرغ)




القارئ:
قال رحمه الله
هجر الترفه:
لا تسترسل في (التنعم والرفاهية) ، فإنَّ "البذاذة من الإيمان" ، وخذ بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:
"وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا ..." .
وعليه، فازور عن زيف الحضارة، فإنه يؤنث الطباع، ويرخى الأعصاب، ويقيدك بخيط الأوهام، ويصل المجدون لغاياتهم وأنت لم تبرح مكانك، مشغول بالتأنق في ملبسك، وإن كان منها شيات ليست محرمة ولا مكروهة، لكن ليست سمتاً صالحاً، والحلية في الظاهر كاللباس عنوان على انتماء الشخص، بل تحديد له، وهل اللباس إلا وسيلة التعبير عن الذات؟!
فكن حذراً في لباسك، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق، ولهذا قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن، والناس يصنفونك من لباسك، بل إنَّ كيفية اللبس تعطي للناظر تصنيف اللابس من : الرصانة والتعقل. أو التمشيخ والرهبنة. أو التصابي وحب الظهور.
فخذ مم اللباس ما يزينك ولا يشينك، ولا يجعل فيك مقالا لقائل، ولا لمزا للامز، وإذا تلاقى ملبسك وكيفية لبسك بما يلتقي مع شرف ما تحمله من العلم الشرعي، كان أدعى لتعظيمك والانتفاع بعلمك، بل بحسن نيتك يكون قربة، إنه وسيلة إلى هداية الخلق للحق.
وفي المأثور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه :
"أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب". أي: ليعظم في نفوس الناس، فيعظم في نفوسهم ما لديه من الحق.
والناس - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - كأسراب القطا، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض .
فإياك ثم إياك من لباس التصابي، أما اللباس الإفرنجي، فغير خاف عليك حكمه، وليس معنى هذا أن تأتى بلباس مشوه، لكنه الاقتصاد في اللباس برسم الشرع، تحفه بالسمت الصالح والهدي الحسن.وتطلب دلائل ذلك في كتب السنة الرقاق، لا سيما في "الجامع" للخطيب.
ولا تستنكر هذه الإشارة، فما زال أهل العلم ينبهون على هذا في كتب الرقاق والآداب واللباس ، والله أعلم .
الشيخ:
ذكر المؤلف ها هنا الأدب العاشر من آداب طالب العلم ، وهو ترك الاسترسال في التنعم والرفاهية ، والمراد بالتنعم استخدام أنعم ما يكون من الثياب والمراكب ونحو ذلك ، (فإنَّ البذاذة من الإيمان) ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ)) ، والمراد بالبذاذة ترك الترفه وعدم استعمال الناعم من الملابس والمراكب ، (وجاء في كتاب عمر : "إياكم والتنعم وزي العجم ، وتمعددوا") يعني : شابهوا معد بن عدنان الذي كان يترك الرفاهية في لباسه وسائر أموره ، "واخْشَوشِنوا" يعني ليكن من أموركم ما يكون مخالفا للتنعم بالخشونة.
(وعليه فازْوَرَّ عن زيف الحضارة) ، جاء في الحديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نام في فراشه فكان في ذلك الفراش رِمالٌ يعني : خيوط و حبال فأثَّرت فيه ، فلذلك جاءه عمر- رضي الله عنه- فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك فقال –رضي الله عنه – ملوك فارس والروم فيما هم فيه وأنت في حالك هذا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أَوَ في شَك أنت يا ابن الخطاب)) ، فالمقصود أنَّ الإنسان يستعمل ما لديه ، يستعمل ما لديه ، فلا يتكلف في ملبسه ولا يتكلف في مركبه ولا يتكلف في أنواع الأثاث لديه ، وذلك لأنَّ التكلف في ذلك يخالف سمت طالب العلم ويجعل الناس يظنون به ظن السَّوء ، قال (وعليه) وبناءً على ما مضى (فازْوَرَّ) يعني : أعرض (عن زيف الحضارة) والمراد به الصورة الظاهرية الزائفة ، (فإنه يؤنث الطباع) يجعل الطبع مشابها لطبع من يكون رقيقا في أموره ، (وُيرخي الأعصاب) وبالتالي لا يتمكن الإنسان من كونه: يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ، ولا يكون قويا في الحق ، ومثل ذلك (يقيدك بخيط الأوهام) ، الناس لم يعجبهم لباسي ، الناس لم يكن ثوبي حسنا
عندهم ، الناس لم يُعجبوا بالرائحة التي استعملتها ، وبالتالي يكون همه في هذه الأمور الظاهرة ويترك الأمور الحقيقية التي ينبغي به أن يتوجه لها ، وبالتالي لا يتمكن المُجِدّون من الوصول لغاياتهم ؛ لأنهم اشتغلوا بالتوافه ومن ثَـمَّ يصل المُجِدّون إلى الغاية وأنت تشتغل بالصورة الظاهرة (لم تبرح مكانك) لأنك مشغول بالتأنق في الملبس ، يعني حسن اختيار أنواع الملابس ، هذا القماش هذه النوعية من القماش أفضل من تلك النوعية ، وبالتالي هذا الكبك أحسن من ذلك الكبك ، هذه الساعة خير وأحسن ، وهذا الجوال بهذه الصفة أحسن من تلك الصفة ، والنوع الفلاني من الجوالات أحسن ، ومن ثمَّ يصبح يشتغل بهذه الأمور التوافه الظاهرة ، (وإن كان منها شِيَات ليست محرمة) ، نحن لا نستطيع أن نقول إنها محرمة ، لكن طالب العلم مشتغل بما هو أعظم وأنفع وأعلى ، هو الذي قد اشتغل بما يوصله إلى جنة الخلد ، فكيف يكون مشتغلا بهذه الأمور الظاهرة. قال : (وإن كان منها شيات) ، الشية هي : الأمور القليلة التي ليست بمحمودة ، ليست محرمة ولا مكروهة ، لكن ليست سمتا صالحا ، وبالتالي ليست من صفة طالب العلم ، والحلية في الظاهر كاللباس عنوان على اهتمام الشخص ، من جاء وعليه شماغ وقد زخرف ذلك الشماغ ، عَرَفت طريقته وحكمت عليه ، إذا وجدته قد لبس من الساعات المزخرفة التي فيها جذب لرؤية الآخرين عرفت توجهه وعرفت طريقته ، فالحلية في الظاهر عنوان على انتماء الشخص ، ولذلك الأشخاص في ألبستهم يذهب كل منهم إلى من يُشاكله في اللباس ، ومن هنا من لبس الملابس الكاملة ، لبس الغترة ولبس البُشت ، وجدته مع من كان بهذه الصفة ، ومن خلع العباءة وجدته مع من ماثله ، ومن خلع الغترة وجدته مع من ماثله ، وهكذا فالناس كالطيور يأتون إلى من يماثلهم في الصفة ، والطيور على أشكالها تقع.
قال :(وهل اللباس إلا وسيلة من وسائل التعبير عن الذات) ، لذلك من وجدته يلبس أنواعًا من الألبسة حكمت عليه من مجرد لباسه ، (فكن حذرا في لباسك ؛ لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك) ، فالناس يحكمون عليك من خلال ما تلبَسه ، سواءً في (انتمائك) إلى من تنتمي ، وكذلك في (تكوينك) ما هي شخصيتك ؟ ، يعرفونها من اللباس ، وكذلك في (ذوقك) فيعرفون ما هو ذوقك؟ ، وما الذي تشتهيه وما لا تشتهيه من خلال رؤية لباسك ، وانظر إلى نفسك كم من شخص بمجرد رؤيته الظاهرة ارتاحت نفسك إليه ، وكم من شخص بمجرد رؤيته الظاهرة اشمأزت نفسك منه وابتعدت عنه كل الابتعاد ، و هذا تجدونه ، ولهذا قيل : (الحلية في الظاهر) ، ما تظهره من حليتك ولباسك (تدل على ميل في الباطن ، والناس يصنِّفونك من لباسك ، بل إنَّ كيفية اللُّبس تعطي للناظر تصنيف اللابس) ، نلبس جميعا هذه الكوفية - الغترة - ومع ذلك يحكم الناس علينا بأحكام مختلفة لطريقة اللُّبس ؛ فهذا يصفونه بالعقل والحكمة وهذا يصفونه بالطيش من مجرد لبسته لهذا النوع من أنواع اللباس ، وهكذا أيضا بلباسك يحكمون هل أنت شيخ؟ ، هل أنت ممن يُقبل على الخير أم أنت ممن يُقبل على الشر؟ ، هل أنت ممن يتصابى ويحاول أن يُظهر نفسه بمظاهر الصبيان وصغار السن؟ ، هل أنت ممن يحب الظُّهور ويحب لَفت الأنظار إليه أو لا؟ ، فحينئذٍ خذ من اللباس ما يكون مزيِّنًا لك عند الله – جل وعلا- ومبعدًا لقالة السوء ومظنة السوء فيك ، واترك ما يَشينك من اللباس ، لكن لا يعني هذا أن يلبس الإنسان الثياب المُخَرَّقة ، أو يلبس الثياب المتسخة ، أو يلبس ما لا يعتاده الناس من اللباس ، و إنما يلبس ما يكون معتادًا عند أهل الخير والصلاح من اللباس ، ويَتَزيَّى بزيِّهم ، ولذلك لم يخالف النبي صلى الله عليه وسلم في لباسه طريقة أهله وقبيلته ، لبس مثل لباسهم لكن على صفة محمودة ، ولذلك حتى فيما يتعلق في طريقة لبسه تدل على العقل والرزانة.
اللباس إذا لم يكن على الصفة المعهودة جعل للناس فيك مقالا ، ومنها إذا جاء طالب علم لبس في كوفيته من أنواع الزري ، وجعل في ثوبه أنواع المخططات التي تكون لافتة للنظر ، فحينئذ هذا ليس لائقًا به وليست هذه اللِّبسة من ملابس أهل الفضل والعلم ، وهذه قد تجعل الناس يتكلمون فيه ويلمزونه ومن ثَمَّ لايَقبلون ما لديه من العلم ، وإذا تلاقى ملبسك وكيفية نوع المَلبس وكيفية اللُّبس – طريقة اللُبس- بما يلتقي مع شرف ما تحمله من العلم ، انتفع الناس بك وأخذوا منك العلم ، وإذا أحسنت النية في لباسك وفي اختيار نوعه ، كان ذلك سببًا للحصول على الأجر من جهة ، وسببًا لقبول الناس منك وأخذهم الحق عنك.
(قال عمر : "أَحَبُّ إليَ أن أنظرَ القارئَ أبيض الثياب") ، ولهذا جاء في الحديث أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر باختيار الثياب البيضاء وقال : ((الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمْ الْبِيضَ وَكَفِّنُوا فِيه مَوْتَاكُمْ)) ، وهذا لأنَّ الثوب الأبيض يجر النفوس إليه ، وترتاح العين برؤيته ، ويسكن القلب بالاطلاع على صاحبه ، قال : (والناس كما قال شيخ الإسلام كأسراب القطا) ،- القطا نوع من أنوا ع الطيور- (مجبولون على تشبه بعضهم ببعض) ، فطائر القطا إذا فعل واحد منهم شيئًا فعل البقية مثل فعله ، تجدونهم في أول النهار إذا صوَّت واحدٌ منهم لجَّت أصواتهم في وقت واحد ، ثم قال : (فإياك) - يعني احذر- (من لباس التصابي) ، لِبس مثل لبس الصبيان بحيث يظن الناس أنك صغير السن ، ثم ذكر المؤلف اختيار الألبسة التي تكون من بلدان أخرى فهذا ليس من شأن طالب العلم ، وإن كان إذا ذهب إليهم قد يلبَس مثل لباسهم ، مثال هذا : لباس أهل الخليج يخالفوننا في بعض الصفات ، فحينئذ لا ينبغي لطالب العلم أن يلبس مثل لباسِهم عند أصحابه وجماعته وأهل بلده لماذا؟ ، لأنَّ الناس يلتفتون إلى هذا ويكون مثارًا لكلامهم وحديثهم فينصرفون عن علمك وعن حديثك إلى الاطِّلاع على لباسك ، وهكذا مثلا لباس أهل باكستان لا يلبسه طالب العلم ، لماذا؟ لأنه ليس من الألبسة المعتادة ، وهكذا أيضا اللباس الذي يكون للكفار فإنَّ المؤمن حريص على الابتعاد عن التشبه بغير المسلمين ، وقد ورد في أحاديث كثيرة أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم - نهى عن التشبه باليهود ، وعن التشبه بالنصارى ، وعن التشبه بالأعاجم ، وعن التشبه بالمجوس ، و (ليس معنى هذا أن يأتي الإنسان بلباس مشوَّه) إما وسخ وإما مُقطع فإنَّ هذا من لباس الشهرة ، ومن هنا فإنه يُنهى عنه ، وقد ورد في الحديث النهي عن لباس الشهرة ، و(لكنه الاقتصاد في اللباس) أيضا يجتنب الإنسان ذلك اللباس الذي له أثمان كثيرة فإنَّ هذا إسراف؛ والإسراف منهي عنه في الشريعة ، وبالتالي إذا التزم الإنسان بهذه الآداب كان متصفا بالسمت الصالح والهدي الظاهر الحسن ، وأهل العلم قد كتبوا لذلك أمثلة في كتب الرقائق وكتب السنة ، وقد أَلَّف عدد من الأئمة كتبًا في هذا ، وألَّفوا في الزهد كتبًا عديدة ، ومثَّل المؤلف لذلك بكتاب الجامع لآداب الراوي والسامع للخطيب البغدادي - رحمه الله تعالى - ، لا يقولنَّ قائل : ما مدخل هذا في آداب طالب العلم ؟ ، فنقول :
أولا : النصوص الشرعية قد وردت بهذه الآداب.
وثانيا : الناس عند التزام هذه الآداب يُقبلون على علم ذلك المُتعلم .
وثالثا : الناس ينفرون ممن لم يتصف بهذه الآداب ولا يَقبلون منه علما .
ورابعا: أنَّ لبس ما يُخالف ما تقدم يُعدُّ من أنواع الشهرة التي تورث في النفس ترفعًا وتكبرا ، و طالب العلم ينبغي به أن يعالج نفسه.
هذا شيءٌ مما يتعلق بهذه الصفة من صفات طالب العلم ، و أسأل الله - جل وعلا- أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح .....، وأسأله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم ممن اتصف بصفات طلاب العلم ، ولعلنا إن شاء الله نأخذ شيئا من الأسئلة لا تزيد عن سؤالين.

الأسئلة:
السائل : أحسن الله إليكم هذا سائل يقول :"فضيلة الشيخ هل تذكر لنا بعض الحرف المهينة ......؟
الشيخ : الحرف المهينة التي يترفع عنها طالب العلم تختلف ما بين زمان وزمان ومكان ومكان ؛ عندنا سابقًا من كان يشتغل في الصناعة أو لديه عمال يعملون في صناعة شيء عدَّوا هذا حرفة مهينة ، والآن وجدنا تجارًا وأناسًا لهم مكانة عندهم مصانع مختلفة ، ولذلك مثلا عندنا مهنة الحلاق ، هل يليق بطالب العلم في مجتمعنا أن يكون حلاقًا؟ ، أو يكون حجَّامًا؟ هذا ليس مما يليق بطالب العلم في مواطننا وفي أزمنتنا ، لكن في بلدان أخرى قد يكون هذا أمرا غير مخالف لصفات المروءة.
السائل : أحسن الله إليكم هذا سائل يقول : ما حكم جلوس المرأة مع أهل بيتها وهي بكامل زينتها لابسة البرقع وبحضور زوجها علما بأنَّ زوجها ... قد يكون من أطراف الحديث؟
الشيخ: الأصل أنَّ المرأة المسلمة حريصة على صيانة نفسها لا تقوم بالاتِّصاف بما يُظهر شيئا من زينتها ، لا يجوز لها أن تتعطر عند غير محارمها ؛ أخ الزوج وابن أخ الزوج وعم الزوج أجانب عنها ، ومن هنا تعاملهم بمعاملة الأجانب ؛ لا تتعطر لديهم ولا تتبذل في الحديث والضحك معهم ولا تقوم بإظهار شيء من زينتها سواءً الذهب ، أو ما يتعلق بالثياب الحسنة الملفتة للذهن ، كذلك تجتنب المرأة عند هؤلاء المحارم إظهار شيء من بدنها ، والنصوص في هذا كثيرة ، نسأل الله -جل وعلا- أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى ، وأن يجعل أعمالنا وأعمالكم خالصةً لوجهه ، اللهم ارزقنا علمًا نافعا وعملا صالحا ، هذا والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


  #5  
قديم 28 ربيع الثاني 1430هـ/23-04-2009م, 05:08 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي إجابات على أسئلة طلاب الدورات العلمية بالمعهد


السؤال:

[تمعددوا] ؟
سمعت أنها مأخوذة من معد بن يكرب
إن كان ذلك صحيحا .. فما كان فعله ؟
الجواب :
(وتمعددوا واخشوشنوا) قالها عمر بن الخطاب في وصيته للمقاتلين بأذربيجان ، وقد رواهالنسائي من حديث أبي عثمان النهدي عن عمر ورواه أبو عوانة والطبراني مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي حدرد الأسلمي .
قال ابن الجزري في النهاية في غريب الحديث: (يقال : تَمَعْدَدَ الغلامُ إذا شَبَّ وغَلُظَ .
وقيل : أراد تَشَبَّهوا بعَيْشِ مَعَدِّ بنِ عدنان . وكانوا أهلَ غِلَظٍ وَقَشف : أي كونوا مثْلَهم ودَعُوا التَّنَعُّم وزِيَّ العَجَم
- ومنه حديثه الآخر [ عليكم باللِّبْسَة المَعَدِّيَّة ] أي خُشُونة اللِباس )
وقال حسان بن ثابت:

فحاضرنا يكفوننا ساكن القرى = وأعرابنا يكفوننا من تمعـددا


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الترفه, هجر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir