دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المجالس العلمية > الأسئلة العلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 12:16 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي غير المصنف من أسئلة الآداب الشرعية

هذا الموضوع مخصص للأسئلة المتعلقة بعلوم أخرى مما سأل عنه الطلاب أثناء دراستهم للآداب الشرعية

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 12:21 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال أختاه:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ان امكن توضيح اكثر لمساله التفويض و التاويل
ما معنى التفويض و ما معنى التاويل
من هم الاشاعرة و الماتريدية
الدين يقولون "طريقة السلف اسلم و طريقة الخلف احكم و اعلم "
على مادا يبنون تفريقهم بين الطريقتين

معدرة لعدم التخصيص
الاسءلة المطروحة اعلاه تخص درس " كن على جادة اهل السلف "
يقول الشيخ

"لكن يا إخواني فعلا أن من المتأخرين من قال إن أهل السمة ينقسمون إلى قسمين مفوضة ومؤولة وجعلوا الأشاعرة فأخطؤا في فهم السلف وفي منهجهم صلى الله عليه وسلم لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقا بل قال شيخ الإسلام رحمه الله : إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاء"


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المؤولة لقب عام لطوائف من أهل البدع سلكوا طريقة التأويل في الصفات كالكلابية أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاب ، والماتريدية أتباع أبي منصور الماتريدي ، وبعض الأشاعرة المنتسبين لأبي الحسن الأشعري وغيرهم
وهؤلاء بينهم خلاف في تفاصيل ما يثبتونه ويؤولونه وسيأتي بيان ذلك بإذن الله تعالى عند دراسة متون الاعتقاد في أسماء الله وصفاته
ومعنى التأويل المذموم هو إثبات اللفظ وتحريف المعنى كما يقول بعضهم في تفسير صفة الغضب لله تعالى كما في قوله : (وغضب الله عليه) أن معنى الغضب إرادة الانتقام ، وينفي عن الله صفة الغضب ، وهذا لا شك أنه تحريف مذموم ، وسيأتي بإذن الله تفصيل ذلك في حينه.

وأما المفوضة فهم طوائف سلكوا طريقة التفويض وهي إثبات اللفظ وتفويض المعنى فيقولون نثبت صفات الله تعالى ولكن نفوض معناها ، فلا ندري ما معنى غضب الله، وما معنى يد الله،
ويزعمون أن طريقتهم أسلم ، ولا شك أنها طريقة فاسدة لأن مقتضاها أن الله خاطب الناس بما لا يعرفون معناه ، وأن القرآن غير مبين؛ فالغضب معناه معروف في لسان العرب، ومعنى اليد معروف وكذلك معاني سائر الصفات التي ذكر الله تعالى لنا اتصافه بها في كتابه الكريم والتي وصفه بها نبيه الكريم الذي لا ينطق عن الهوى
كلها معلومة المعاني في لسان العرب فلذلك فإن طريقة أهل السنة إثبات ما أثبته الله لنفسه من غير تحريف ولا تمثيل متبعين في ذلك منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

وإن أردت المزيد فراجعي الرابطين التاليين:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=296

http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=1081

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 12:32 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال تواقة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو علم الكلام ؟
جواب الشيخ عبدالعزيز الداخل:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

علم الكلام حذر منه أئمة أهل السنة والجماعة لأنه مبتدع محدث مخالف لمنهج السلف الصالح في طريقة إثبات الأسماء والصفات لله تعالى
فمنهج السلف الصالح هو وصف الله تعالى بما وصف به نفسه في كتابه الكريم وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم
فإذا قرأنا قول الله تعالى: (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم) علمنا أن الله تعالى وصف نفسه بالرحمة.
وإذا سمعنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لله أرحم بعبده من الوالدة بولدها) علمنا أيضاً أن الله تعالى متصف بصفة الرحمة

وهذه هي طريقة السلف الصالح : الإيمان والتصديق بالكتاب والسنة
وهي طريقة موافقة للفطرة ومقتضى العقل الصحيح ليس فيها تعقيد ولا تكلف

وأما ما يسمى بعلم الكلام فهو علم مبتدع محدث أراد منه أصحابه إثبات العقائد بالطرق الفلسفية معرضين عن طريقة القرآن العظيم وهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه والتابعين لهم بإحسان من أئمة الدين
وتوصلوا بهذه الطريقة المذمومة إلى إيجاد طرق فلسلفية يتذرعون بها لنفي ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات على اختلاف كبير بينهم في ذلك فبعضهم ينفي جميع الأسماء والصفات
وبعضهم يثبت الأسماء وينفي الصفات ، وبعضهم يثبت بعض الصفات وينفي بعضها
ويختلفون في طريقة النفي فبعضهم مؤولة يؤولون المعنى الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة إلى معان باطلة لم تدل عليها فيؤولون صفة الرحمة بالإنعام، ويوؤلون صفة الاستواء على العرش بتولي الملك، وهكذا ... وهذه الطريقة يسمونها ظلماً وعدواناً بالحكمة فيزعمون أنها أعلم وأحكم من طريقة السلف الصالح، وقد غلطوا في ذلك.

وبعضهم مفوضة يقولون: لا نعلم معناها ، ليس جهلاً منهم بمعنى الرحمة في اللغة - مثلاً - وإنما لأن الله متصف بصفة الرحمة يقولون لا نعلم معنى هذه الرحمة التي اتصف الله بها، ولا يمكن لأحد من سائر المكلفين أن يعرف معناها.

وهذا القول باطل لأن مقتضاه أن الله خاطبنا بكلام غير مفهوم لا يمكننا أن نعرف معناه

وكيف يرغبنا في طلب رحمته ونحن لا نعرف معنى هذه الرحمة


والمقصود أن ما يسمى بعلم الكلام هو علم فاسد مذموم ضل بسببه طوائف من أهل القبلة
وهم الذين يسمون في كتب العقيدة بالمتكلمين ، أي الذين ينتهجون منهج علم الكلام ، وبينهم خلاف طويل عريض ، يأتي بيانه إن شاء الله في متون الاعتقاد في الأسماء والصفات.



وليس مطلوباً منكم في هذه الدورة أن تدرسوا هذه الفرق ، وإنما المطلوب أن تعلموا أن منهج السلف الصالح هو المنهج الصحيح ومن اتبعهم فهو من الفرقة الناجية.

سؤال تواقة:
اقتباس:
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتوى الحموية : وأكثر من يضاف عليه الضلال هم المتوسطون من علماء الكلام لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه ومن دخل فيه وبلغ غايته عرف فساده وبطلانه ورجع وصدق رحمه الله وهذا هو الذي يخاف عليه كل علم يخاف من الأنصاف الذين في عرض الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم لم يدخلوا في العلم فيتركوه لغيرهم ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيضلون ويضلون

لم افهم هذه الفقره؟
جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:
مقصوده أن الذين سلكوا علم الكلام وتوغلوا فيه أدركوا أن هذه الطريقة وهي إثبات العقائد بالطرق الكلامية والمناهج الفلسفية لا تسمن ولا تغني من جوع وإنما هي ضلال مبين وقول على الله بغير علم تنتهي بصاحبها إلى الحيرة والشك والتردد.

وكذلك من لم يدخل في علم الكلام فهو في عافية منه

ويبقى الخطر على من سلك هذه الطريقة من أنصاف المتعلمين فإنه ربما يغتر بها ويظن أنها علم وحكمة فتستهويه هذه الطريقة ويفتتن بها فيضل ويضل وقد لا يتمكن من التوبة منها

اقتباس:
لكن يا إخواني فعلا أن من المتأخرين من قال إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين مفوضة ومؤولة وجعلوا الأشاعرة فأخطؤا في فهم السلف وفي منهجهم صلى الله عليه وسلم
كيف نقسم أهل السنة أنهم مفوضة ومؤولة وأنت كم أوضحت أنهم من أهل البدع ؟


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: أهل السنة ليسوا مؤولة ولا مفوضة ، وإنما هذا التقسيم ذكره بعض الجهلة من المتأخرين ، والشيخ ذكر هذا من باب الإنكار والتعجب من هذا الجهل من بعض المتأخرين.



وفقك الله وبارك فيك.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 12:37 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال فيصل ابن المبارك: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... اما بعد ....
شيوخنا الكرام، اخواننا الطلاب و الطالبات
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أشكل علي قول الشيخ بكر أبو زيد -رحمة الله عليه - {والمسلمون جميعهم هم الجماعة } ص 61.
أشكل علي لفظ ( الجماعة ) ماذا يقصد الشيخ بالجماعة ؟
فمفهوم الجماعة المصطلح عليه عند اهل العلم هو الطائفة الناجية المنصورة ، وغالب ماعليه أهل الإسلام اليوم و البارحة انحرافهم عن المعتقد الصحيح وفي السلوك ؛ فهل يعدون من الجماعة المحمودة ؟
تلميذكم
فيصل بن المبارك أبو حزم

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
كلام الشيخ بكر صحيح موافق للتعبير القرآني ، فقد امتدح الله عز وجل المسلمين في كتابه الكريم ووعدهم الأجر العظيم، وهو الذي اختار لهم هذا الاسم العظيم كما قال تعالى: "هو سماكم المسلمين" ، قال ابن عباس ومجاهد: (الله سماكم المسلمين).
وقال تعالى "قل إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة التي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين"
وقال: "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين"
وقال تعالى: "أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون"

فهذه الآيات المحكمات البينات تدل على فضيلة المسلمين، وهي دالة على أن من كان من المسلمين فهو من الجماعة التي يحبها الله ، وهو داخل في ما وعد الله عز وجل به المسملين من الفوز بالجنة والنجاة من النار.
فهذا أصل مهم يجب أن يقرر.

بقي أصل آخر لعل الإشكال يزول ببيانه ، وهو لا يعارض الأصل المتقدم ، وإنما هو توضيح وتبيين له .

لما كان القرآن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وحتى بعد وفاته بزمن حتى غالب عهد الخلفاء الراشدين لم تكن هناك فرق مبتدعة ظاهرة تتسمى باسم يخصها أو تعرف به ،
وإنما كان يجمع الجميع اسم الإسلام ، ولم تكن تلك الفرق قد ظهرت ، فكان من ينتسب للإسلام يعرف منهجه بمجرد انتسابه للإسلام أنه يعتقد ما يعتقده المسلمون ويمتثل ما يمتثلونه ويجتنب ما يجتنبونه ، هذا من حيث المنهج والالتزام، وأما مجرد وقوع المخالفات والمعاصي فلا يناقض هذا الانتساب.

وأما بعد ظهور الفرق الضالة وانتسابها للإسلام وهي على دركات في بدعها التي اقترفتها
فبعض تلك البدع مكفرة تخرج أصحابها عن حقيقة الإسلام مع أنه يتسمون باسم الإسلام ، كما هي حال غلاة الجهمية والرافضة وغلاة الصوفية وأضرابهم ، فالذي يقع في الشرك الأكبر كدعاء غير الله عز وجل واتخاذ وسائط بينه وبين الله فليس بمسلم بإجماع العلماء وإن ادعى الإسلام ، وكذلك من يكذب شيئاً من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهو كافر إجماعاً وإن انتسب إلى الإسلام . وكذلك من يطيع من يحلل ما يحرم الله ويحرم ما يحلل الله كما يفعله بعض غلاة المتصوفة والرافضة فهو كافر إجماعاً . ومن يعتقد أن القرآن محرف أو أنه ناقص فهو كافر كذلك وإن انتسب إلى الإسلام.
فهذه الفرق التي خرجت عن حقيقة الإسلام مع بقاء تسميها باسم الإسلام ليست من جماعة المسلمين .

وأما الفرق التي لديها بدع ومحدثات لا تخرجها عن حقيقة الإسلام فلها نصيب مما وعد الله عز وجل به المسلمين ، وعليها خطر مما أوعد الله به العصاة
فهم من عصاة المسلمين وإن كان بعضهم قد يعذر لشبهة عرضت له مع اجتهاده في طلب الحق ، وقد يكون له من الحسنات العظيمة ما يرجى أن يكفر الله له به سيئاته .

وهذه المسألة من مسائل الاعتقاد المهمة ، ولعلك تراجع رسالة شرح حديث الافتراق لشيخ الإسلام ابن تيمية إن احتجت إلى مزيد بيان .
وسيأتي لهذه المسألة بإذن الله تفصيل كثير في متون الاعتقاد
والذي ذكرته لك هنا هو خلاصة ما قيل في هذه المسألة.

والمقصود أن قول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: (والمسلمون جميعهم هم الجماعة) أراد به أهل حقيقة الإسلام ، وليس كل من ينتسب للإسلام وإن لم يكن من أهله.
وهو أراد بهذا الكلام النهي عن التحزب والتفرق في الدين ، واتخاذ جماعات يوالي كل واحد جماعته ويعادي من عداها فهذا من التفرق الذي نهى الله عز وجل عنه
فالمسلمون كلهم إخوة يوالي بعضهم بعضاً ، ويحب بعضهم بعضاً ، وللمسلم على المسلم حقوق واجبة له في دين الإسلام .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 01:11 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال ساجدة فاروق: (العلم حرب للفتى المتعالي ، يعني أن الفتى المتعالي لا يمكن أن يدرك العلم ، لأن العلم حرب له ...)
على قدر ما اجتهدت لم أفهم كيف يكون العلم حرب ؟!!!
ما المعنى ؟!


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: لعلك تشيرين إلى قول الشاعر:
العلم حرب للفتى المتعالي = كالسيل حرب للمكان العالي

ومراده والله أعلم ، أن الفتى المتعالي لا ينتفع بالعلم لأن تعاليه يصرفه عن الانتفاع بالعلم كما أن المكان العالي لا يصيبه السيل لتعاليه وارتفاعه
فلو شبه العلم بالسيل لكانت الأرض المتواضعة لها النصيب من الانتفاع به ، وحرم من الانتفاع به الأراضي المترفعة عنه لأن السيل يجري وينحدر ولا يرتفع
وهذه التشبيهات التي يذكرها الشعراء إنما هي لتشبيه حالة بحالة فيمثلون الصورة المعنوية بصورة حسية حتى تتضح في الأذهان .
وأما كونه حرباً للمكان العالي فليس المقصود منه الحرب الذي هو ضد السلم كما قد يتبادر إلى بعض الأذهان، وإنما المراد منه شدة العداوة والمنافرة يقال فلان حرب لفلان إذا كان بينهما عداوة ومباغضة شديدة.
قال في لسان العرب: (يقال فلان حَرْبٌ لفلان إِذا كان بينهما تَباعُدٌ)

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 01:14 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال وليد عبد الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر في فصل اداب الطالب في نفسه انه ورد النهي عن الجدال والمراء والشيخ بن عثيمين في شرحه قال انه لو اتى شخص ونافش في موضوع توضح له الحق ولو أكثر الجدال تبتعد عنه.
السؤال كيف نوفق بين ما ذكر اعلاه وبين قول الحق ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) والمجادلة تقتضي كثرة الاخذ والرد التي فهمت ان الشيخ ينهى عنها.

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن) فالمجادلة موصوفة بوصف يحددها
والسؤال والجواب والأخذ والرد الذي يراد منه التوصل إلى معرفة الحق محمود غير مذموم ولا يخرج بالمجادلة عن هذا الوصف الممدوح
أما إذا أفضت المجادلة إلى المراء والمعاندة والخصام المجرد الذي يراد به لبس الحق بالباطل أو مجرد الغلبة فإنها مما ينهى عنه.
فإذا بينت الحق لشخص في مسألة وتبين له الحق ثم أخذ في المجادلة بعد ما تبين له الحق فأعرض عنه واترك مجادلته.
وهذه الوصية مهمة ونافعة لطلاب العلم
أما العلماء والمحققون فقد يحتاجون عند مناظرة أهل الباطل ولا سيما رؤساؤهم وأهل الطاعة فيهم إلى الإمعان في كشف باطلهم والتحذير منهم بعدة طرق نصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.
وهم في ذلك الإمعان لا يخرجون عن المجادلة بالتي هي أحسن بل هم مهديون للطيب من القول وبيان الحق بما يكفي ويشفي ويقيم الحجة ويكبت الباطل وأهله.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 05:21 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال وليد عبد الله: من الادب رقم 30 ( التفقه بتخريج الفروع على الاصول):
1- قال الشيخ ابن عثيمين ( الفقيه هو العالم باسرار الشريعة)، اليس هنا عدة محاذير منها:
- ان الصحابة كانوا لا يتجاوزون عشر ايات الا وفقهوا معناها وحكمها والعمل بها ، فكيف يكون للشريعة اسرار بعدهم.
- يفتح الباب امام الفرق الضالة التي تعتقد وجود اسرار في الشريعة مخفيه عن العامه ويبنون عليها عقائدهم.

جواب الشيخ عبد العزيز: ليس مراده بأسرار الشريعة ما ذهبت إليه بأنه سر لا يطلع عليه إلا خواص من الناس كما هو ذين بعض الفرق الضالة.
فعماد الدين على الكتاب والسنة وهما مشهوران معروفان
وإنما قصد بأسرار الشريعة مقاصدها وقواعدها الكلية التي تنبني عليها الأحكام ففهم تلك القواعد والمقاصد يستدعي علماً وفهماً لا يناله كل أحد ، ولذلك سماها أسراراً
لأن إدراك هذه المقاصد والقواعد وفهمها هو من شأن الراسخين في العلم الذين هم خواص العلماء.
مع أن مادة تلك القواعد والمقاصد مبثوثة في أدلة الكتاب والسنة لم يأتوا بشيء مكتوم عن الناس لا يعلمون مصدره.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 05:26 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال وليد عبد الله: توضيح المقصود بالضابط والقاعدة والفارق بينهما؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: الضابط له إطلاقان:
الأول: الحد الذي يميز به بين مقدارين ينبني على التمييز بينهما فيه حكم شرعي.
مثاله: ما ضابط كثرة المطر الذي يجوز معه الجمع في الحضر؟.
الإطلاق الثاني: جملة تضبط حكماً واحداً لعدد من المسائل في باب واحد
مثاله: ما جاز في الفريضة جاز في النفل إلا ما دل الدليل على التخصيص فيه.

وأما القاعدة فهي حكم كلي تنبني عليه مسائل في أبواب متعددة
مثال: المشقة تجلب التيسير .
فهذه قاعدة تنبني عليها مسائل كثيرة في الطهارة والصلاة والصيام والحج وسائر فروض الدين.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 05:28 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال وليد عبد الله: الفقرة التالية ( قوله: «وأجمع للنظر في فرع ما بين تتبعه وإفراغه في قالب الشريعة العام...» وهذا أيضا مهم عند أهل الحديث.
يأتي مثلا نص ظاهره الحكم بكذا لكن إذا تأملت في هذا النص وجدته مخالفا للقواعد العامة من الشريعة، فما موقفك؟
نقول: لا بد أن نرجع إلى القواعد، ويحكم على هذا بما تقتضيه الحاجة.
وكذلك قال العلماء فيما لو خالف الإنسان الثقة الثبت من هو أرجح منه، فإن حديثه هذا- وإن كان من حيث النظر إلى مجرد الطريق نحكم بصحته- نقول: إن هذا غير صحيح. لماذا؟ لأنه شاذ. والذي أوجب لكثير من المبتدئين في طلب العلم أن يسلكوا مسلكا شاذا )
- هل يمكن القواعد تكون مناقضة للنص؟
- ارجو شرح الفقرة .


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: القاعدة الصحيحة لا تعارض النص الصحيح
لكن من أحوال بعض القواعد أنها غير مستغرقة للعموم في مسائلها ، فيدخلها الاستثناء والتخصيص والتقييد كما سيأتي بيانه عند دراسة أصول الفقه إن شاء الله تعالى.
والشيخ رحمه الله قال: نص ظاهره المعارضة...
ومعنى (الظاهر) له دلالة عند العلماء يريدون به المتبادر إلى الذهن عند الإطلاق ، وهذا الأمر
أحيانا يكون هو معنى النص ، وأحياناً يراد به معنى آخر على خلاف الظاهر لقرينة صارفة
كما سيأتي بيانه عند دراسة أصول الفقه بإذن الله تعالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 05:34 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال وليد عبد الله: من الادب رقم 37 ( قراءة التصحيح والضبط):
1- ما المراد بقراءة التصحيح والضبط ؟ وهل هناك فارق بينهما؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: قراءة التصحيح هي أن يقابل نسخته على أصل موثوق يصححه عليه أو يقرأه على شيخ متقن ليصحح له قراءته
وأما الضبط فهو أن يعنى بضبط المفردات الغريبة والأعلام وكيف ضبطها بالشكل.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 05:37 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال بشرى نصر: قال الشيخ هناا .. (( أوجب شيخ الإسلام ابن تيمية تبعا للإمام مالك رحمه الله , أوجب قتل القاتل غيلة , حتى لو عفا أولياءه, حتى لو كان له صغار يحتاجون إلى المال , فإنه يجب أن يقتل , لأن القتل غيلة لا يمكن التخلص منه .))
لم أفهم معنى القاتل غيلة ...؟!

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: قتل الغيلة هو قتل الغدر الذي يكون فيه المغدور آمناً جانب الغادر كقتل المرأة لزوجها والأخ لأخيه وصاحب الدار لضيفه

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 05:44 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال رجاء: من درس نواقض الحلية :
1.
جاء رجل يريد أن يحمله على بعير يجاهد عليها في سبيل الله،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إنا حاملوك على ولد الناقة» قال الرجل كيف؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «وهل تلد الإبل إلا النوق»
لم افهم القصة ؟


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: تبادر إلى ذهن الرجل الذي مازحه النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيحمله على (حُوار) وهو صغير الإبل لا يقوى على الحمل إذ لا يزال في سن الرضاعة فلذلك استغرب وتعجَّب فبيَّن له النبي صلى الله عليه وسلم أن كل الإبل التي يُحمل عليها إنما تلدها النوق (جمع ناقة)
وهذه الملاطفة من النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائد الجيش لها آثارها التربوية الحسنة وفيها من إزالة السآمة ورتابة العمل الجاد وترويح النفس ما لا يخفى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 05:46 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال رجاء: فإنه لا يجوز أن يجلس إليه، لأنه مبتدع. لماذا لا يجوز؟
أولا- لأننا نخشى من شره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن من البيان لسحرا» . قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته.

كنت اظن أن قول النبي " إن من البيان لسحرا " على سبيل المدح لا الذم , فكثير يستدلون بها من هذا الباب .. فهل اوضحتم لنا
جزاكم الله خيرا

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: وصف بعض البيان بأنه سحر وصف مدح في الأصل لبلاغة المتكلم وتصرفه في فنون الكلام وإقناع المخاطَب بما يريد وتزيين ما يزيِّنه له، وتقبيح ما يقبحه له.
فهو من حيث الأصل مدح لبلاغة المتكلم لكن إن أفضى هذا المدح إلى محرم فقد أساء البليغ ولم يؤد شكر النعمة بل صرفها فيما يغضب الله فتذم حينئذ لا لذاتها وإنما لما أفضت إليه
كما في الصحيحين من حديث أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (

إنما أنا بشر وإنكم تختضمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي على نحو ما أسمعه فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار).

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 05:48 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال أم عائشة: من خلال دراستنا لحلية طالب العلم عندى بعض الأسئلة
-أوصى الشيخ بالتلقى من شيخ متقن
ما كيفية ذلك بالنسبة للمرأة؟
وماذا تفعل ان لم يمكنها ذلك؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: تحضر الدروس العلمية في الأماكن المخصصة للنساء أو عبر شبكة الانترنت
المهم أن يكون طلبها للعلم في بدايته تحت إشراف علمي من عالم يرشدها للطريقة الصحيحة في طلب العلم ويبين لها ما يشكل عليها وينبهها على ما ينبغي التنبيه عليه حتى إذا اتضحت لها مسالك طلب العلم لم تحتج للسؤال في المنهج إلا قليلاً.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 05:50 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال أم عائشة: ماذا تفعل من ليست لديها قدرة على الحفظ؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: الناس في الحفظ على مراتب:
المرتبة الأولى: صاحب الملكة الجيدة في الحفظ الذي يحفظ سريعاً وبلا مشقة.
المرتبة الثانية: البطيئ في حفظه الذي يجد فيه مشقة وصعوبة
المرتبة الثالثة: سيء الحفظ الذي يجد أنه لا يحفظ وربما أخطأ فيما يحفظ.

فأصحاب المرتبة الأولى ينبغي لهم شكر هذه النعمة واستثمارها في حفظ ما ينفعهم

وأصحاب المرتبة الثانية أرجو أنهم بكثرة التمرن والتكرار والمداومة على الحفظ وسؤال الله تعالى من فضله أن تخف عليهم مؤونة الحفظ ويثبت حفظهم.

وأما أصحاب المرتبة الثالثة: فينبغي لهم الاعتناء بالفهم والكتابة والتلخيص وتكرار المطالعة لما كتبوه والقيام بما يمكنهم من الأعمال العلمية النافعة؛ فمن أخفق في جانب فلديه ملكات في جوانب أخرى قد تكون أكثر نفعاً له.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 05:52 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال أم عائشة: ماذا تقدم من كانت لديها رغبة شديدة فى طلب العلم
العلم أم ألانجاب وطبعا ذلك يشغلها ليس لفترة بسيطة بل لمدة طويلة
هل تكتفى بعدد من الأطفال لطلب العلم؟
وعند تربيتهم تجد أنها بين أمرين
تريد أن تتعلم وفى نفس الوقت مطلوب تعليمهم وتحفيظهم فما تقدم؟
وهل للانشغال بالأبناء كان هذا سبب عدم تواجد نماذج لطالبات العلم لاأقول تضاهى الرجال ولكن ولو العدد البسيط؟
عذرا على الاطالة ولكن كلها أسئلة تدور حول كيفية الجمع بين طلب العلم ورعاية الأبناء
وكلاهما يتطلب الوقت الطويل ان لم يكن كله

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: ما يعترض النساء من الشواغل عن طلب العلم من الحمل والإنجاب والتربية وأعمال المنزل نظير ما يعترض الرجال من العمل لكسب الرزق وما يعترضهم من الأمور التي تنوب الرجال غالباً من كثرة الأسفار أو الشواغل الاجتماعية والعملية
ويشتركون في بعض الابتلاءات في أنفسهم وأموالهم
وكل ذلك لا ينبغي أن يصرف طالب العلم عن طلبه للعلم بل ينبغي له أن يعزم على طلب العلم ويقوم بما يمكنه من ذلك ويسأل الله الإعانة والتوفيق

ومن صدقت نيته بارك الله له في علمه؛ فكم من علوم اكتسبها بعض العلماء في وقت وجيز، فهذا ابن جرير الطبري تعلم علم العروض في يوم واحد، وبعضهم حذق علم الفرائض في فترة وجيزة أيضاً، وهكذا ..
حتى في مجال التأليف والتلخيص تجد بعضهم يؤلف رسالة في فترة وجيزة ثم يبارك الله فيها فينتفع بها طلاب العلم مئات السنين كما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية العقيدة الواسطية بين صلاة الظهر والعصر فبارك الله فيها ونفع بها نفعاً عظيماً ولا تزال تدرس إلى الآن، وكذلك كثير من كتبه وفتاويه كان يكتبها في فترة وجيزة حتى إنه كتب الفتوى الكيلانية وصاحبها مستوفز عند الباب يطلبها فذاعت وانتشرت وبارك الله فيها.
بل إن بعضهم يقول الكلمات اليسيرة فتحفظ عنه وتروى ويتداولها الناس جيلاً بعد جيل وتدرس وتشرح وينتفع بها انتفاعاً عظيماً، ومن تأمل الآثار المروية عن السلف رأى في ذلك عجباً
بل إن بعضهم يعمل العمل وهو يظن ألا أحد من البشر يراه؛ فيقيظ الله من يبصره ويروي للناس ما رآه منه فيشتهر خبره ويكون إماماً للناس وقدوة لهم ينتفعون بما رؤي منه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .

والمقصود أن العبد إذا أخلص نيته لله وصدقت عزيمته وجد من فضل الله تعالى وبركته ما تقر به عينه.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 05:56 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال موسى: مالفرق بين الجدال والمراء؟


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: الجدال في اللغة مشتق من الجَدْل، وهو شدة القتل ، ومنه سمي الصقر بالأجدل، لشدة قتله ، ويقال: تركته مجدلاً، أي مقتولاً ، فاشتق منه الجدال للمناسبة المقتضية لذلك فكأن المجادل يحاول صرع خصمه بقوة الحجة.
والجدال إن كان بالحق كان محموداً مثاباً عليه صاحبه كما قال تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن}.
وإن كان بالباطل كان مذموماً منهياً عنه كما قال تعالى: {وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق}

وأما المراء فهو مشتق من قولهم: (مريتُ الشاة) إذا مسحت على ضرعها لتدر بالحليب؛ فاشتق منه المراء لأن المماري يستخرج ما عند خصمه من الحجة.
قال ابن الأثير: (يقال للمناظرة مماراة لأن كل واحد يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمترى الحالب من الضرع).
والمراء أكثر ما يطلق في النصوص في مقام الذم والنهي عنه كما في سنن أبي داوود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((المراء في القرآن كفر)).

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 05:58 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال تركي الغامدي: اسأل الله العظيم ان يجزاكم الفردوس الأعلى
من درس التحلي برونق العلم ما المقصود بقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : بأن عمر إنما يتلقى الإصابة بواسطة , أما أبو بكر فيتلقاها بلا واسطة ؟
حفظكم الله

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: آمين وإياك.

نص كلام شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله كما في الرد على المنطقيين: (فأما درجة السابقين الأولين كأبي بكر وعمر فتلك لا يبلغها أحد، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( قد كان في الامم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي فعمر )).
وفي حديث آخر : (( إن الله ضرب الحق على لسان عمر وقلبه ))
وقال علي: (كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر).
وفي الترمذي وغيره: (( لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر ، ولو كان بعدي نبي ينتظر لكان عمر )).
ومع هذا فالصديق أكمل منه فإن الصديق كمل في تصديقه للنبي فلا يتلقى إلا عن النبي، والنبي معصوم، والمحدَّث كعمر يأخذ أحيانا عن قلبه ما يلهمه ويحدَّث به، لكن قلبه ليس معصوما؛ فعليه أن يعرض ما أُلقي عليه على ما جاء به الرسول فإن وافقه قبله، وإن خالفه رده، ولهذا قد رجع عمر عن أشياء، وكان الصحابة يناظرونه ويحتجون عليه فإذا بينت له الحجة من الكتاب والسنة رجع إليها وترك ما رآه، والصديق إنما يتلقى عن الرسول لا عن قلبه، فهو أكمل من المحدث، وليس بعد أبي بكر صديق أفضل منه، ولا بعد عمر محدَّث أفضل منه). ا.هـ

ومراده أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أكمل فهماً وعلماً ويقيناً من عمر بن الخطاب؛ فقوة يقينه وفهمه للكتاب والسنة بلغت منزلة أعلى من منزلة المحدَّث الملهم الذي يستدل على الحق بواسطة ما يلقى في روعه.
وقلوب المحدَّثين غير معصومة فقد يلقى فيها الحق وهو الغالب، وقد يكون معه ما يلقيه الشيطان ابتلاء وامتحاناً، فوجب أن يعرضوا ما ألقي في قلوبهم على نصوص الكتاب والسنة فما خالف النصوص رجعوا عنه، وما وافقها قبلوه.
ولذلك لما ارتد من ارتد من العرب وعزم أبو بكر على قتالهم قال له عمر : يا أبا بكر كيف نقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ودمه ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله )).
فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة؛ فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعه.
قال عمر: فو الله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق).
أخرجه البخاري ومسلم.
فكان أبو بكر أكثر علماً وأحسن فهماً من عمر حتى رجع عمر إلى قوله، وهما من علماء الصحابة، بل نقل شيخ الإسلام اتفاق أهل العلم على أن أعلم هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 06:01 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال أم القاسم: ما معنى قول شيخ الإسلام بن تيمية :-
ومن مَلِيحِ كلامِ ابنِ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى قولُه في مَجْلِسٍ للتَّفَقُّهِ : ( أَمَّا بعدُ ؛ فقد كُنَّا في مَجلِسِ التَّفَقُّهِ في الدِّينِ ، والنظَرِ في مَدارِكِ الأحكامِ المشروعةِ ؛ تَصويرًا ، وتَقريرًا ، وتَأصيلًا ، وتَفصيلًا ، فوقَعَ الكلامُ في ...
وجزاكم الله عن طلبة العلم كل خير ..


جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: التصوير: هو أن تذكر صورة المسألة وكيفيتها الفقهية ليتبين حكمها.
والتقرير: بناء الاستدلال على القواعد والأدلة حتى يتبين منه لزوم نتيجة الاستدلال.
والتأصيل: هو بيان الأصول من الأدلة والقواعد التي تفيد في تصحيح فهم المسألة وبيان حكمها.
والتفصيل: إزالة الغموض والإجمال ببناء التقسيم على موارده الصحيحة بحيث يتميز كل قسم بالحكم المميز له عن غيره من غير لبس ولا إجمال.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 06:04 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال محمد سعيد نبوي: نريد مزيد تفصيل في كيفية ضبط التعامل مع أهل البدع والجلوس إليهم.

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: يجب الحذر من مجالسة أهل البدع والاستماع إليهم وقراءة كتبهم، وقد كثرت الآثار عن السلف الصالح في التحذير من ذلك:
- روى الفريابي والآجري واللالكائي وابن بطة عن ابن عباس أنه قال: (لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب).
- وروى الدارمي والبيهقي وابن وضاح عن أبي قلابة الجرمي أنه قال: (لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون).
- وروى ابن وضاح عن الأوزاعي أنه قال: (لا تمكنوا صاحب بدعة من جدل فيورث قلوبكم من فتنته ارتياباً).
- وروى أيضاً عن سفيان الثوري أنه قال: (من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة - وهو يعلم أنه صاحب بدعة - نزعت منه العصمة ووُكِلَ إلى نفسه).
والآثار عن السلف الصالح في ذلك كثيرة، وقد بوَّب عدد ممن صنف في الاعتقاد أبواباً في التحذير من مجالسة أهل البدع، ونقل عدد من الأئمة أن من منهج أهل السنة بغض أهل البدع وترك مجالستهم
قال الصابوني في اعتقاد أهل الحديث: (ويتجانبون أهل البدع والضلالات ، ويعادون أصحاب الأهواء والجهالات ، ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ، ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ، ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم ، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضَرَّت وجَرَّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت).

وهذه الآثار تفيد وجوب الحذر من مجالسة أهل البدع والاستماع إليهم لما في ذلك من مفاسد كثيرة على المرء في دينه ، وقد يفتتن بما لديهم إذا لم يكن صاحب علم وحجة وثبات على المحجة.
لكنها لا تحمل على ظلمهم ومنعهم حقوقهم الواجبة لهم في التعاملات الأخرى فإن أحكام الشريعة لا تخرج عن مقتضى العدل والإحسان كما قال الله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان).
فمن كان من أهل العلم والحجة وكان في موضع اشتهرت فيه تلك البدعة ونجم أصحابها وتصدروا وجب عليه بيان الحق ومناظرة أؤلئك المبتدعة وبيان باطلهم لئلا يضلوا الناس ويفتنوهم في دينهم.
ومن كان ضعيف العلم والحجة فليطلب السلامة لنفسه ويتجنب مجالسة أهل البدع والاستماع إليهم.

وسنأتي في دراسة متون الاعتقاد على تفصيل لأحكام التعامل مع أهل البدع ومناظرتهم، إن شاء الله تعالى.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 06:06 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال محمد سعيد نبوي: وما هو الضابط للحكم على الشخص أنه من أهل البدع؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: من خالف في أصل من الأصول أو مسألة من المسائل الكبار في العقيدة فهو من أهل البدع، كمن قال بخلق القرآن، أو الإرجاء، أو انتهج منهج التأويل أو التفويض.
وكذلك من كثرت مخالفته لمنهج أهل السنة في عدد من المسائل فإنه يعد من أهل البدع.
أما من وقع في بدعة عملية أو اعتقادية في غير المسائل الكبار المتعلقة بأصول الإيمان فقد جرى عمل جمهور أهل السنة على اعتبار أنه من أهل السنة مع التنبيه على ما وقع فيه من البدعة في بعض المسائل.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 06:08 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال محمد سعيد نبوي: نريد تفصيل في مسألة السنن التي و قعت اتفاقا و عادة؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: المراد بالسنن التي وقعت اتفاقاً وعادة هي ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم من غير تقصد لها، ولا أثر عنه ولا عن أصحابه حث عليها، وقريب من ذلك ما يسميه بعض الأصوليين السنن الجبلية ، وهي ما يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى الجبلة كالأكل والشرب .
فتلخص لنا ثلاثة أنواع متقاربة:
النوع الأول: ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم اتفاقاً كدخوله مكة من أعلاها، ودخوله المسجد الحرام من باب السلام ؛ فهل يشرع لمن لم تكن هذه المواضع على طريقه أن يتعمد فعل ذلك ؟
في هذه المسألة قولان مشهوران لأهل العلم، ولا ينكر على من فعله لقيام احتمال مشروعية التأسي، ويمثل لذلك أيضاً بوقوف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة راكباً.

النوع الثاني: ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى الجبلة والطبع والرغبة البشرية كتتبعه الدباء في القصعة، ومحبته للحلوى، وإسراعه في المشي، والتفاته جميعاً ، ونحو ذلك، ووقوفه في بعض المنازل في أسفاره ، وقد نقل عن بعض الصحابة أنه كان يتتبعه في ذلك كما نقل عن أنس وابن عمر.

النوع الثالث: ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى العادة والعرف في زمانه كنوع اللباس وطريقة تحضير الطعام وأداوت تناوله ، ونحو ذلك .

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 06:13 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال محمد سعيد نبوي: يقول الشيخ ابن عثميمين في مسألة دلالة الإلتزام يقول "و هذا اللون الثالث من الدلالة الذي يختلف فيه الناس اختلافا عظيما إذ قد يلتزم بعض الناس من الدليل ما لا يلزم ، وقد يفوته ما يلزم..." فكيف للمرء أن يسلم من ذلك؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: العصمة من الوقوع في شيء من ذلك لا أحد يدعيها، لكن مما يعين على تجنب ما ذكر طلب العلم على أهله ، ومراجعة أهل العلم وسؤالهم حتى يطمئن طالب العلم لصحة فهمه.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 06:15 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال محمد سعيد نبوي: نريد مزيد تفصيل حول الفرق بين الذريعة والحيلة مع شرح مثال الشيخ حول النقاب ، وضرب المزيد من الأمثلة حتى يتضح المقصود.

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: الذريعة هي ما يتذرع به إلى فعل شيء فحكمها حكم الوسائل، يختلف حكمها باختلاف المقصد، ومن القواعد الفقهية الوسائل لها أحكام المقاصد.
وهي على قسمين:
القسم الأول: وسائل لها حكم معين في الشرع؛ فهذه لا يجتهد في بيان حكمها لأنه لا اجتهاد مع النص ، مثاله التداوي بالمحرمات محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تتداووا بحرام)، ونكاح التحليل محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( لعن الله المحلل والمحلَّل له).

القسم الثاني: وسائل ليس لها حكم معين في الشرع وهي على درجات:
الدرجة الأولى: وسائل مفضية إلى مقاصدها قطعاً فهذه لها حكم مقاصدها ، فالوسيلة إلى المحرم محرمة والوسيلة إلى المباح مباحة، والوسيلة إلى المكروه مكروهة وهكذا، ومن ذلك ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما لا يتم ترك الحرام إلا بتركه فتركه واجب.
الدرجة الثانية: وسائل مفضية إلى مقاصدها غالباً ، كبيع السلاح في وقت الفتنة، وبيع العنب على من يعرف عنه صناعة الخمر، ونحو ذلك ، فهذه الدرجة فيها خلاف بين أهل العلم والراجح أن لها حكم المقاصد وهو قول جمهور أهل العلم، وخالف في ذلك الظاهرية وبعض الشافعية وبعض الحنفية.
الدرجة الثالثة: وسائل مفضية إلى مقاصدها نادراً فهذه لا تأخذ حكم المقاصد؛ لأن النادر لا حكم له، لكن من فعل تلك الوسيلة قاصداً التوصل بها للحرام فيأثم على ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) فالمشي إلى الحرام محرم، مع أن أصل حكم المشي الإباحة.

وأما الحيل فتنقسم إلى قسمين: حيل شرعية، وحيل غير شرعية.
فالحيل الشرعية هي ما يسميه بعض العلماء المخارج من المضايق، وهو أن يفعل فعلاً يتوصل به إلى التخلص من الوقوع في الحرام، مثاله: رجل لديه صاعان من تمر رديء، ورأى رجلاً لديه صاع من تمر جيد، وأراد أن يتملك التمر الجيد وليس لديه ثمنه ، فإن أخذ الصاع بالصاعين وقع في الربا وهو من الكبائر، فالحيلة الشرعية له أن يبيع الصاعين الرديين بنقد أو عرض ثم يشتري بقيمته الصاع الجيد.
وكذلك إذا استحلفه ظالم على أمر لو بيَّنه له لحصل بذلك البيان ظلم وضرر كبير ، ولا بد له من الحلف، فالحيلة الشرعية له أن يحلف ويورِّي.
وقد صنف بعض أهل العلم في الحيل الشرعية مصنفات وأفرد البخاري في صحيحه كتاباً باسم الحيل.

وأما الحيل غير الشرعية فيراد بها التوصل بحكم ظاهره الجواز لإبطال حكم شرعي كمنع حق عن مستحقه أو إباحته لمن حرم عليه، كنكاح التحليل.
فهذا النوع من الحيل محرم ، ولا يزيد المحتال إلا إثماً إلى إثمه، نسأل الله السلامة والعافية.

وأما المثال الذي ذكره الشيخ رحمه الله فقصد به أن النقاب بصورته التي كان عليها عمل المسلمات في زمن النبوة مباح لا حرج فيه، لكن لما أحدث بعض النساء التوسع في النقاب حتى تبين من فرجته الحواجب وأطراف الخدين ، وربما استعمل بعضهن من الزينة ما يفتن الرجال ، كان منعه أولى ، وهذا يسميه العلماء مراعاة حال المستفتي، فإذا كان المفتي يدرك أن المستفتي يسأل عن حكم النقاب ليأخذ فتوى بجوازه ثم يجعل تطبيقه على نحو غير جائز فينبغي للمفتي ألا يفتيه بالجواز لأن الفتوى يتعلق حكمها بمآلاتها، وهذا قول لبعض أهل العلم ، وله تطبيقات أخرى كثيرة تدرس في فقه الإفتاء.

والله تعالى أعلم.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 10 جمادى الآخرة 1434هـ/20-04-2013م, 06:16 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

سؤال محمد سعيد نبوي: ما هي المصالح المرسلة و موقعها في التشريع الإسلامي؟

جواب الشيخ عبد العزيز الداخل: يذكر بعض أهل العلم أن المصالح تنقسم من حيث اعتبارها شرعاً إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: مصالح معتبرة، وهي المصالح التي شهد لها الشرع بالاعتبار، بأن يدل الدليل الصحيح من النص أو الإجماع أو القياس الصحيح على أن تلك المصلحة معتبرة شرعاً ومرادة .

القسم الثاني: مصالح ملغاة، وهي المصالح التي دل الدليل على فسادها وعدم اعتبارها، مثل نكاح التحليل فيه مصلحة إياحة المرأة لزوجها السابق لكن هذه المصلحة ملغاة لأنها خلاف مقصود الشارع بزجر المتمادي في الطلاق وسد ذريعة التحايل .

القسم الثالث: مصالح مرسلة، وعرفها بعض أهل العلم بأنها المصالح التي لم يدل الدليل على اعتبارها ولا على إلغائها.
وهذا القسم مختلف في حجيته بل في وجوده أصلاً، ولذلك ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم إلى أنه لا يوجد في الشريعة مصالح مرسلة ، لأن المصلحة إما معتبرة وإما غير معتبرة؛ فالمعتبرة هي ما قام عليها دليل صحيح، وغير المعتبرة هي ما دل الدليل على فسادها، وأن أي مصلحة تامة أو راجحة فإن الشريعة تدل عليها بوجه من الوجوه فتدخل ضمن المصالح المعتبرة، وأن أي مصلحة مرجوحة بمفسدة أكبر منها فهي من المصالح الملغاة.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المصنف, غير


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir