(1)
(فإنْ تَشَارَكَ الرَّاوي وَمَنْ رَوَى عنه في) أَمْرٍ من الأُمورِ المُتَعَلِّقَةِ بالرِّوَايةِ، مِثْلَ (السِّنِّ وَالُّلقِيِّ) وهو الأخذُ عَن المشايخِ (فَهُوَ) النَّوْعُ الذي يُقالُ لَهُ: رِوَايةُ (الأَقْرَانِ) لأنَّه حينئذٍ يكونُ راوِيًا عَن قرينِهِ.
(2)
(وَإِنْ رَوَى كُلٌّ منهمَا) أي: القرينَيْنِ (عَنِ الآخَرِ فَـ) هو (المُدَبَّجُ)، وهو أَخَصُّ من الأولِ، فَكُلُّ مُدَبَّجٍ أقرانٌ،وليسَ كُلُّ أقْرَانٍ مُدَبَّجًا، وقد صَنَّفَ الدَّارَقُطْنِيُّ في ذَلِكَ، وصنَّفَ أَبُو الشَّيخِ الأصبهانيُّ، في الذي قبْلَهُ.
وإذا روَى الشَّيخُ عَن تِلْمِيذِهِ صَدَقَ أنَّ كُلاً منهما يَرْوِي عَن الآخَرِ، فهل يُسَمَّى مُدَبَّجًا؟
فيه بحثٌ، والظَّاهِرُ لا لأنَّه مِن روايةِ الأكابرِ عَن الأصاغرِ،
وَالتَّدْبِيجُ: مَأْخُوذٌ مِن دِيبَاجَتِي الوَجْهِ فَيقتضِي أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُسْتَوِيًا من الجانِبَيْنَ فلا يَجيءُ فيه هَذَا.